كلمات عن الزواج

[محمد عياد]

الحَمدُ لله الذي فَقَّهَنا في دِينِهِ وَعَلَّم وَجَزا الله خَيراً مَن سَبَقَني وَتَكلم
وَصَلى الله وَسَلَّم عَلى سَيِّدنا مُحَمَّد وَعَلى ألِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّم أما بَعد:

نَجتَمِعُ في هَذَا اليَومِ المُبَارَكِ لِنُشَارِكَ أهلَنَا أفراحَهُم وَسَعَادَتَهُم وَنُهَنِّئ العَرُوسَين وَأهلَهُمَا وَكُلَّ مَن كَانَ لَهُ سَبَبٌ أو صِلَةٌ بِهِمَا وَنَقُولُ للعَرُوسَين الكَرِيمَين مُهنِّئينَ لَهُما بالتَّهنِّئة التي عَلمَنَاهَا رَسُولُ الله ﷺ:

"بَارَكَ الله لَكُمَا وَبَارَكَ عَلَيكُمَا وَجَمَعَ بَينَكُمَا في خَير"

ذَلِكَ الزواجُ المبِنيُّ على هُدى الله وَالمُؤَسَّسُ على تَقوى الله إنْ شَاءَ الله فَالِلزَوَاجِ أسُسُه وَأركَانُه وَأطُرُه وَوَاجِبَاتُه وعِبَادَةٌ يُتَقَرَّبُ بِها إلى الله كَمَا أخبَرَ رسول الله ﷺ: "إنَّ في بِضعِ أحَدِكُم صَدَقَة".



هَكَذَا يَنبَغِي أنْ يُفهَم الزَّوَاج وَهَكَذَا يَنبَغِي أن نَفهَمَ ضَوابِطَهُ وَمُوجِبَاتِ إختِيارِهِ سَواءٌ مِن جِهَةِ الزَوجِ أو مِن جِهَةِ الزَوجَة كَما قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"

وَقالَ رسول الله ﷺ: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ "

النَاسُ كُلُهُم إمَا تَزَوَجُوا مِن أجلِ المَالِ أو الجَمَالِ أو الجَاهِ أو القَرَابَة !
وَلَيسَ المَالُ هُوَ الأسَاس وَلَيسَ الجَمَالُ هُوَ الأسَاس وَلَيسَ النَّسَبُ الرَّفِيعُ مِنَ الجَاهِ والمَنصِب هُوَ الأسَاس إنَّما الأسَاسُ الدِّينُ وَتَقوَى الله تَعَالى وَ الإلتِزَامُ بِأمرِ الله وَ العَمَلُ بِطَاعَةِ الله حَتى تَكونَ تِلكُمُ الأسرَة
مِن بِدَايَةِ غَرسِهَا فَضلاً عَن نَاشِئ ثَمَرَتِها أسرَةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً أصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرعُها في السَّماء أدَبَاً وَأخلاقَاً تُساهِم في بِنَاءِ الأمَّة وَالمُجتَمَع الإسلامِي