أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4410 93958

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 10-24-2012, 01:32 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

فضل العشر من ذي الحجة... الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فضل العشر من ذي الحجة

بقلم : الشيخ عبد الرزاق العباد
-حفظه الله-

إنّ الأيام العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة أيامٌ مباركاتٌ خصها الله جل وعلا بخصائص وميَّزها بميزات، وإنّ وقفة مِنَ المؤمن مع خصائص هذه الأيام تجدِّد النشاط فيه ليقبِل بقلبه ونفسه على طاعة الله جل وعلا وحُسن العبادة وحُسن الإقبال عليه سبحانه .

فمن خصائص هذه الأيام أن الله جل وعلا اختارها واصطفاها وجعلها أفضلَ أيامِ السَّنة على الإطلاق، والله جل وعلا يخلق ما يشاء ويختار، فجعل سبحانه هذه الأيام الأُوَل من شهر ذي الحجة خيرَ الأيام وأفضلها .

ومن خصائص هذه الأيام وفضائلها: أنّ الله تبارك وتعالى أقسم بها تشريفًا لها وتَعليةً من شأنها وذلك في قوله جل وعلا : ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) [الفجر:1-3]..
قال ابن عباس وغيرُه من المفسرين: المراد بالعشر في الآية: العشر الأوَل من شهر ذي الحجة .

ومن خصائص هذه الأيام: أنها خير أيام العمل الصالح؛ فما تقرب إلى الله متقربٌ بعبادة أفضل من التقرب إليه تبارك وتعالى في هذه الأيام الشريفة الفاضلة، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يعني العشر الأول من شهر ذي الحجة - قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)) .

ومن خصائص هذه العشر: أنها أيام تجتمع فيها أمهات الطاعات ما لا يجتمع في غيرها من أيام السَّنة؛ ففي هذه العشر تجتمع أمهات الطاعات: الصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها من الطاعات الجليلة والعبادات العظيمة ، ولا يتأتى اجتماع هذه الطاعات إلا في هذا الوقت الشريف الفاضل.

ومن خصائصها : أن الله تبارك وتعالى جعلها مَوسماً لأداء حج بيته الحرام وجعل فيها أيامه العظام، ففي هذه العشر يوم التروية؛ وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يصعد الحاج من مكة إلى منى ملبِّين بالحج: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وفيها يوم عرفة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس، وفيها يوم النحر وهو أعظم الأيام عند الله كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ)) .

فهذه جملة من الخصائص والفضائل لهذا الموسم العظيم الفاضل فماذا قدمنا تجاه هذه الأيام الفاضلة ؟!
أحالُنا مع هذه الأيام مماثلةٌ لحالنا مع أيام السنة؟!
أأدركْنا قيمة هذه الأيام وفضلها ومكانتها؟ أم أنها وبقية أيام السنة عندنا سواء؟!
هل تحركَتْ قلوبنا في هذه الأيام توبةً وإنابةً إلى الله وإقبالًا على طاعته أم هي ساكنة؟

لقد جَرَتْ عادة تُجَّار الدنيا أن لا يفوِّتوا المواسم العظيمة، بل يستعدون لها أتم استعداد بجلب البضائع وإحضار السلع وبذل الأوقات وبذل الجهود العظيمة، وهذا موسمٌ رابح لتجارة الآخرة وحُسن الإقبال على الله جل وعلا، فما هي حالنا مع هذه الأيام؟!

إنَّ ضعف إيمان الشخص وذنوبه المتراكمة تحرمه من الخيرات في أوقاتها، ولهذا ينبغي علينا جميعًا أن نغتنم هذه العشر بالتوبة إلى الله عز وجل والجد والاجتهاد في العبادة وحسن الإقبال عليه وكثرة الدعاء والإكثار من ذكر الله جل وعلا؛ فإن هذه العشر موسم عظيم للإكثار من ذكر الله كما قال الله جل وعلا:( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )[الحج:28]..
قال ابن عباس وغيره: الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأوَلُ من شهر ذي الحجة.
فينبغي علينا أن نحفظ هذه الأوقات الفاضلة بكثرة الذكر لله جل وعلا، وكثرة الدعاء والاستغفار، وملازمة الطاعة والعبادة ولاسيما الفرائض، فالله جل وعلا يقول: (( مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ))، ولهذا مما ينبغي أن يعنى به المسلم في هذه العشر الصلوات الخمس في أوقاتها مبكِّرا إليها، خاشعًا خاضعا، مطمئنًا ذاكرا راجيًا رحمة ربه جل وعلا، خائفًا من عذابه.

وقد جعل الله تبارك وتعالى خاتمة هذه العشر ونهاية أيامها عيدًا للمسلمين يفرحون فيها فرحةً عظمى وسرورًا كبيرا بما يسَّر الله لهم في هذه العشر من الطاعات والعبادات والقربات، ولهذا حين يلتقي المسلمون يوم العيد مَن حج منهم ومن لم يحج يهنئ بعضهم بعضا قائلين ما قاله الصحابة الكرام في ذلك اليوم: " تقبل الله منا ومنك "؛ وهذه كلمة لها وقعها ووزنها ومكانتها ممن نافس في العبادة وأقبل على الطاعة، وأما من يأتي يوم العيد مضيعًا مفرطًا مكِبًا على الذنوب والآثام والخطايا فعلى ماذا يُهَنَّأ؟! وبماذا يقال له تقبل الله منا ومنك؟!
ولهذا ينبغي أن نحسب ليوم العيد حسابا بأن نُعِدّ الأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات، التي نفرح يوم العيد بأدائنا لها وحسن تقربنا إلى الله بها، ونسأل الله عز وجل أن يمدّنا جميعا بعونٍ منه وتوفيق وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-25-2012, 12:36 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

فضل يوم عرفة

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في "لطائف المعارف" -من (ص 383، وما بعدها)-بانتقاء وحذف-:
(( في "الصحيحين": عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دِينًا}. فقال عمر: إني لأعلمُ اليوم الذي نزلتْ فيه، والمكانَ الذي نزلت فيه؛ نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة يوم الجمعة.
وخرج الترمذي عن ابن عباس نحوه، وقال فيه: نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة.
فيومُ عرفة له فضائل متعدِّدة:
منها: أنه يوم إكمال الدِّين وإتمام النعمة.
ومنها: أنه عيد لأهل الإسلام كما قال عمر بن الخطاب وابن عباس.
قال ابن عباس: نزلتْ في يوم عيدَين يوم جمعة ويوم عرفة.
وروي عن عمر أنه قال: وكلاهما -بحمد الله- لنا عيد. خرجه ابن جرير في تفسيره.
لكنه عيد لأهل الموقف خاصَّة، ويُشرع صيامه لأهل الأمصار.
ومنها: أنه قد قيل: إنه الشفع الذي أقسم الله به في كتابه، وأن الوتر يوم النحر، وقد رُوي هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث جابر، خرجه الإمام أحمد والنسائي في تفسيره.
وقيل: إنه الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه؛ قال -تعالى-: {وشاهدٍ ومشهود}.
وفي "المسند" عن أبي هريرة -مرفوعًا وموقوفًا-: "الشاهدُ: يوم عرفة، والمشهود: يوم الجمعة"، وخرجه الترمذي مرفوعًا، وروي عن علي من قوله.
وخرج الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا: "الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة" (1).
وعلى هذا: فإذا وقع يوم عرفة في يوم الجمعة؛ فقد اجتمع في ذلك اليوم شاهدٌ ومشهود.
ومنها: أنه رُوي عن أنس بن مالك أنه قال: كان يُقال: يوم عرفة بعشرة آلاف يوم -يعني في الفضل-... وروي عن عطاء قال: من صام يوم عرفة؛ كان له كأجر ألفَي يوم.
ومنها: أن صيامَه كفَّارة سنتين.
ومنها: أن يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف؛ كما في "صحيح مسلم": عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟".
وفي "المسند": عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"إن الله يُباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتَوني شُعثًا غُبرًا" (2).
وفيه عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات، يقول: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثًا غُبرًا" (3).
عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يهبط اللهُ إلى سماء الدنيا عشية عرفة، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل؛ لغفرتُها، أفيضوا -عبادي- مغفورًا لكم ولمن شفعتم فيه" (4).
من طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة؛ فليحافظ على الأسباب التي يُرجى بها العتق والمغفرة؛
فمنها: صيام ذلك اليوم.
ففي "صحيح مسلم": عن أبي قتادة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"صيام يوم عرفة أحتسبُ على الله أن يُكفر السَّنة التي قبله والتي بعده".
ومنها: حفظ جوارحه عن المحرَّمات في ذاك اليوم.
ومنها: الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق؛ فإنها أصل دِين الإسلام الذي أكمله الله في ذلك اليوم وأساسه.
"خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" (5).
فتحقيق كلمة التوحيد يوجب العتق من النار؛ كما ثبت في "الصحيح": "أن من قالها مائة مرَّة؛ كان له عدل عشر رقاب" (6)، وثبت -أيضًا-: "أن من قالها عشر مرات؛ كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل" (7) )).




________________
(1) "الصحيحة" (1502).
(2) "صحيح الترغيب" (1153).
(3) "صحيح الترغيب" (1152).
(4) "صحيح الترغيب" (1112).
(5) "الصحيحة" (1503).
(6) "البخاري" (3293)، و"مسلم" (2691).
(7) "مسلم" (2693)، "البخاري" (6404) -بلفظ: "رقبة"-.

تنبيهات:
- في الكتاب مزيد فضائل ذكرها المؤلِّف -رحمه الله- استنادًا على ما لا يصح -بحسب تخريجات المحقِّق-، فأعرضتُ عن نقلها هنا.
- لم أضع علامات تشير للكلام المحذوف!
- الهوامش -هنا- غير موافقة للمطبوع!
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-25-2012, 01:16 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

موعظة لنيل فضل يوم عرفة
-لأهل الموقف خاصَّة-

(( يا من يطمع في العتق من النار، ثم يمنع نفسَه الرحمةَ بالإصرار على كبائر الإثم والأوزار، تالله؛ نصحت نفسك ولا وقف في طريقك غيرك، توبِق نفسك بالمعاصي، فإذا حرمتَ المغفرة؛ قلتَ: أنى هذا؟!! {قُل هو مِن عندِ أنفُسِكم}.
فنفسَك لُم ولا تلمِ المطايا /// ومت كمدًا فليس لها اعتذارُ!
إن كنتَ تطمع في العتق؛ فاشترِ نفسَك من الله؛ فـ{إنَّ اللهَ اشترى من المؤمنين أنفسَهم وأموالَهم بأن لهمُ الجنَّة}.
مَن كرمتْ عليه نفسُه؛ هان عليه ما يبذل في افتكاكِها من النار.
اشترى بعضُ السلف نفسَه من الله ثلاث مرار أو أربعًا، يتصدَّق كل مرة بوزن نفسِه فضَّة.
واشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه من الله بدِيته ستَّ مرات يتصدَّق بها.
واشترى حبيب العجمي نفسَه من الله بأربعين ألف درهم تصدَّق بها.
وكان أبو هريرة يسبِّح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة بقدر دِيَته يفتكُّ بذلك نفسه.
بِدم المُحب يباع وصلُهم /// فمن الذي يبتاع في الثمن
من عرف ما يطلب؛ هان عليه كلَّ ما يبذل.
ويحك! قد رضينا منك في فكاك نفسك بالندم، وقنعنا منك في ثمنها بالتوبة والحزن، وفي هذا الموسم قد رخص السعر، من ملك سمعَه وبصره ولسانه؛ غفر له.
مُدَّ إليه يد الاعتذار، وقُم على بابِه بالذل والانكسار، وارفع قصة ندمك مرقومة على صحيفة خدك بمداد الدموع الغزار، وقل: {ربنا ظلمنا أنفسَنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسِرين}.
قال يحيى بن معاذ: العبدُ يوحش ما بينه وبين سيده بالمخالَفات، ولا يفارق بابه بحال؛ لعلمه بأن عزَّ العبيد في ظل مواليهم، وأنشأ يقول:
قرة عيني لا بد لي منكَ وإن /// أوحش بيني وبينك الزللُ

قرةَ عيني أنا الغريقُ فخُذْ /// كفَّ غريقٍ عليكَ يتَّكلُ
... وعما قليل يقف إخوانكم بعرفة في ذلك الموقف؛ فهنيئًا لمن رُزقه، يجأرون إلى الله بقلوبٍ محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائفٍ أزعجه الخوف وأقلقه، ومُحب ألهبه الشوقُ وأحرقه، وراجٍ أحس الظن بوعد الله وصدقه، وتائب نصح لله في التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرَقه.
فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أسير للأوزار فكَّه الله وأطلقه.
وحينئذٍ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهلَ السماء، ويدنو ويقول: ماذا أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، ومنعنا وأعطاهم نهاية سؤلهم الرحمنُ، هو الذي أعطى ومنع ووصل وقطع.
ما أصنعُ هكذا جرى المقدورُ /// الجبر لغيري وأنا المكسورُ

أسير ذنبٍ مقيد مأسور /// هل يمكن أن يبدلَ المسطور؟!
[ موعظة لمن لم يتيسر له الحج ]
من فاته في هذا العام القيام بعرفة؛ فليقم لله بحقِّه الذي عرفه.

من عجز عن المبيت بمزدلفة؛ فليبت عزمه على طاعة الله وقد قرَّبه اللهُ وأزلفه.
مَن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف؛ فليقم لله بحق الرجاء والخوف.
من لم يقدر على نحر هديِه بِمِنى؛ فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى.
من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد؛ فليقصد ربَّ البيت فإنه أقرب إلى مَن دعاه ورجاه من حبل الوريد.
نفحت في هذه الأيام نفحة من نفحات الأنس من رياض القدس على كل قلب أجاب إلى ما دعي.
يا همم العارفين بغير الله لا تقنعي!
يا عزائم الناسكين لجميع أنساك السالكين اجمعي، لحب مولاك أفردي، وبين خوفه ورجائه اقرني، وبذِكره تمتعي!
يا أسرار المُحبين بكعبة الحب طوفي واركعي، وبين صفاء الصفا ومروة المروى اسعي واسرعي، وفي عرفات العرفان قفي وتضرعي، ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي، ثم إلى مِنى بنيل المُنى فارجعي، فإذا قربوا القرابين؛ فقرِّبي الأرواح ولا تمنعي؛ لقد وضح اليوم الطريق، ولكن: قلَّ السالك على التحقيق وكثر المدّعي!
لئنْ لم أحجّ البيت إذ شطَّ ربعُه /// حججتُ إلى مَن لا يغيبُ عن الذكرِ

فأحرمتُ من وقتي بخلع شمائلي /// أطوف وأسعى في اللطائف والبرِّ

صفاي صفائي عن صفاتي ومروتي /// مروءة قلبي عن سوى حبه فقر
ففي عرفات الأُنس بالله موقفي /// ومزدلفي الزلفى لديه إلى الحشر
وبتُّ المُنى مني مبيتي في مِنى /// ورمي جماري جمر شوقي في صدري
وإشعار هديي ذبح نفسي بقهرها /// وحلقي بمحق الكائنات عن السر
ومن رام نفرًا بعد نسك فإنني /// مُقيم على نسكي بلا نفر )).

"لطائف المعارف" (398-402) -مع شيء من الحذف-، وما بين [ ] زيادة توضيحية، ورحم الله الحافظ ابن رجب وجزاه خير الجزاء على بليغ وعظه وتذكيره.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10-25-2012, 01:49 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

إذا اجتمع العيد ويوم الجمعة؛ فلا نغفل كذلك عن هذا الذكر والأجر:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]
عن أنس -مرفوعًا-: "أكثِروا الصلاةَ عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمَن صلَّى عليَّ صلاةً؛ صلى اللهُ عليه عشرًا" [الصحيحة: 1407]
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10-25-2012, 04:47 PM
عائشة النعيمي عائشة النعيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 188
Post لطيفة حول صيام يوم عرفة للحاج

جواز صيام يوم عرفة بعرفة


قال في الفائدة:(....والَأحبُ إلينا أنْ يُفطرَ اْلحاجُ هذا اليوم ؛لَأنه أقوى له على أداء النُّسك؛ولَأنه هو الثَّابت عنه _صلَّى الله عليه وسلّم_من فعلهِ في حجة اْلوداع)
_________
نظم الفرائد،عبداللطيف بن أبي ربيع،ج/1،ص537
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-26-2012, 01:08 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

كلمة جميلة عن يوم عرفة وأيام العيد لفضيلة الشيخ مشهور آل سلمان. ألقاها شيخنا اليوم بعد صلاة الفجر الموافق 25/10/2012
http://al-rahmah.net/misc/general/
من هنا
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10-04-2013, 01:31 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

خطبة حول فضائل وأعمال العشر من ذي الحجة
للإمام ابن عثيمين -رحمه الله-



أيها المسلمون:
إننا في هذه الأيام نستقبل أياماً فاضلة وهي: أيام عشر ذي الحجة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:«ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»(45)فأكثروا أيها المسلمون، أكثروا في عشر ذي الحجة من ذكر الله، وتكبيره، وتحميده، والتهليل، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة وغير ذلك من الأعمال الصالحة؛ من أجل أن تفعلوا ما يحبه الله عزَّ وجل، ومن ذلك أن تصوموها فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة كما جاء في الحديث الذي أخرجه النسائي - رحمه الله تعالى - في سننه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهن أجمعين وفيه «وكان يصوم تسعاً من ذي الحجة»(46)؛ لأن الله - تعالى - يقول: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشرة أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»، لكن مَنْ كان عليه قضاء من رمضان فليبدأ بقضاء رمضان قبل صيام التطوع، ويجوز أن يصوم قضاء رمضان في هذه الأيام العشر ويحصل له فضل الصيام فيها؛ لأنه يصوم صوماً واجباً، واعلموا أن من نعمة الله على عباده أن مَنْ لم يحج من المسلمين فقد شرع الله له أن يضحي في بلده لقوله تعالى: +لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"[الحج: 28]، «والأضحية سنَّة مؤكدة» كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالى - من حديث أنس رضي الله تعالى عنه، لكنها للأحياء فقط كما سيتبين لنا إن شاء الله تعالى، «ومَنْ أراد منكم أن يضحي فإن من رحمة الله ونعمته ولطفه به أن نهاه أن يأخذ من شعره أو من ظفره أو من بشرته شيئاً، فلا يجوز لمن أراد أن يضحي أن يأخذ شيئاً من شعره لا من رأسه ولا من شاربه ولا من إبطه ولا من عانته، ولا يأخذ شيئاً من ظفره، ولا يأخذ شيئاً من بشرته أي: من جلده، فلا ينتف جلده كما يفعله بعض الناس في أعقابهم أو في عراقيبهم فإن بعض الناس ينقضها وينتفها وهذا في أيام عشر ذي الحجة محرّمٌ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم- عنه، واعلموا أن هذا النهي من نعمة الله علينا والحمد لله، ومن رحمة الله بنا؛ لأجل أن نشارك الحجاج في بعض شعائر الحج، فإن الحجاج ممنوعون من حلق رؤوسهم وكذلك هؤلاء الذين يضحون ممنوعون من أخذ شيءٍ من شعرهم وبشرتهم وظفرهم ليكون لهم نصيب ولو قليلاً يشاركون به الحجاج حيث فاتهم الحج فكان هذا من نعمة الله عزَّ وجل، ويتبيَّن لكم أنه من نعمة الله: أنه لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه لكان التعبد بتركه من البدع فلما نهى عنه صار تركه من العبادات التي يؤجر الإنسان عليها ويثاب عليها».
أيها الناس، اعلموا أن هذا الحكم وهو تحريم أخذ الشعر والأظفار والبشرة يختص بمن يضحي دون مَن يضحى عنه، وأما مَنْ يضحى عنه وهم أهل البيت فإنه لا حرج عليهم أن يأخذوا من شعورهم وأظفارهم وبشرتهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى مَنْ يضحي فقط ولم ينهَ مَن يضحى عنه؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يضحي عنه وعن أهل بيته ولم ينقل أنه كان ينهى أهل بيته عن الأخذ من شعورهم وأظافرهم وبشرتهم وهذا دليل على أنه لا يحرم على أهل البيت أن يأخذوا شيئاً من الشعور أو الأظفار أو البشرة، والأصل براءة الذمة والحل؛ حتى يقوم دليل على التحريم .
أيها المسلمون، إن بعض الجهال الذين ابتلاهم الله بالإصرار على حلق لحاهم وهو معصيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مخالفٌ لهدي الأنبياء والمرسلين والصالحين، موافقٌ لهدي المجوس والمشركين، فحلقُ اللحية محرمٌ وهو مخالف لشعار المسلمين .
هؤلاء الذين ابتُلوا بهذا سمعنا أن بعضهم يترك الأضحية خوفاً من أن يمتنع من حلق لحيته في أيام العشر وهذا من السفه العظيم، كيف تترك هذه العبادة من أجل أن تعصي الله في هذه الأيام العشر ؟ إن هذا لمن السفه، فاتقِ الله يا أخي، والزم سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وإني لمتأكد من إخواني هؤلاء أنه لو بُعثوا وقيل لهم هذه طريق محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذه طريق المجوس والمشركين لاتبعوا طريق محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كانوا يحبون - ذلك وهم يحبونه لكن تغلبهم نفوسهم بضعف العزيمة - إذا كانوا يحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليقولوا: سمعنا وأطعنا، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأوفوا اللحى، وأرخوا اللحى، كل هذه الألفاظ وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحفوا الشوارب»، وإني لأعلم علم اليقين أن عند هؤلاء من الدين أو عند بعض هؤلاء من الدين ما يحرصون به على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لضعف العزيمة تغلبهم نفوسهم فيقبلون بهذا الحلق، وأسأل الله - تعالى - أن يعينهم على ترك هذه المعصية؛ حتى يكونوا مطيعين لله ورسوله، متَّبعين لشعار الأنبياء والصالحين، وربما تكون هذه المناسبة - وهي عدم أخذهم من لحاهم في أيام العشر - ربما تكون سبباً للاستمرار على ذلك حتى يلقوا الله - عزَّ وجل - وهم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله - تعالى - أن يعينهم على ذلك وأن يعفو عنهم عما مضى من أفعالهم، وأن يرزقنا جميعاً الاستقامة على دينه ويهدينا صراطه المستقيم، الصراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .

http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_179.shtml
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10-07-2013, 08:53 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Thumbs up محاضرة قيمة بعنوان: "أفضل أيام الدنيا"

«أفضــــلُ أيَّامِ الدُّنيــا»


للشيخ الدكتور/ محمد بن غيث

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.