أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
84747 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2012, 05:03 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ تفريغ ] جمع القلوب بحلم العلم أولى من جمع الصلاة مع سوء الفهم - علي الحلبي (فتوى)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

جمعُ القُلوب بِحِلمِ العلمِ
أَولـى
مِن جمع الصَّلاة مع سوءِ الفهمِ (*)

فتـوَى هامَّـة
لفضيلـة الشَّيـخِ علـيٍّ الحلبـيِّ

-حفظـهُ اللـهُ-
يقول السَّائل: شيخنا -جزاكَ اللهُ خيرًا-: في مثل هذه المواسِم، تختلفُ أنظارُ النَّاسِ مِن حيثُ الجَمْع، فمنهم مَن هو مطمئنٌّ للجَمع، ومنهم غيرُ مُطمئِن.
فنرجو توضيح ذلك -بارك الله فيكم-.
الجواب:
قضيَّةُ الجمعِ -أيُّها الإخوةُ- مُرتبطةٌ بالإمام؛ فالرَّسولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقولُ: «الإمامُ ضامنٌ، والمؤذِّنُ مُؤتَمنٌ».
فالإمامُ هو الذي يعرفُ المأمومينَ، ويعرفُ أهلَ الحيِّ -مِن المصلِّين-، يعرفُ الطريقَ إلى المسجِد، يعرفُ الأحكامَ المُحيطةَ، والأوضاعَ المُحْتفَّة بالصَّلاةِ وأوضاعِها؛ فهو يُقرِّر أنَّ المجالَ مجالُ جَمعٍ، أم ليس مجالَ جمع.
وعليه: فإنَّ ما يحدثُ في بعضِ المساجدِ مِن -أحيانًا- حثٍّ للإمامِ على الجَمع والإمامُ لا يرضَى، أو -أحيانًا- مِن إنكارٍ على الإمامِ للجَمع لمَّا يَجمع..
كلُّ هذا ليس مِن الحقِّ في شيء!
مع التَّبيه على أصلٍ مهمٍّ؛ وهو: أنَّ الجمعَ أصلًا ليس بواجبٍ؛ إنَّما هو رُخصة، والرَّسولُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقول: «إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تؤتَى رخَصُهُ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه».
فإذا لم يكن المُصلِّي مُقتنِعًا بصلاةِ إمامِه إذا جَمع؛ له أن ينسحبَ -دون إشكالٍ-، وإذا أرادَ أن ينصحَ الإمامَ إذا كان عنده وجهةُ نظرٍ مُعيَّنة -أنَّ الإمامَ مُتساهل، أو أنَّه مُتشدِّد-؛ لأنَّنا رأينا -بِمُقابل الأئمَّةِ المُتساهِلين- أئمَّةً مُتشدِّدين، لا يجمَعون! ويا ليت أنَّهم لا يَجمعون -فقط-؛ بل يُنكرون على مَن يَجمع؛ بل بعضُهم يُبطلُ صلاةَ مَن يجمعُ بين الصَّلاتَين!!
ومِن الطَّريف أنَّ بعض النَّاس يَستدلُّ بالأثرِ المَرويِّ عن سيِّدِنا عمرَ بنِ الخطَّاب -رضيَ اللهُ عنهُ-في «مُصنَّف عبد الرزَّاق»-بالسَّندِ الصَّحيح- أنَّه قال: «مَن جمعَ بين الصَّلاتَين مِن غيرِ عُذر؛ فقد أتى بابًا من أبوابِ الكبائرِ»؛ يستدلُّ بهذا الأثرِ على الإنكارِ على مَن يجمَعون، وهذا الإنكارُ لا يستقيم دائمًا؛ وإنَّما يستقيمُ -حقيقةً- فيمَن جمَع بغيرِ عُذر..
مع التَّنبيه إلى أنَّ العُذرَ قد تختلفُ فيه الأنظار: العُذرُ عند المريض غيرُ العُذرِ عن الصَّحيحِ، العُذرُ عند الكبيرِ غيرُ العُذرِ عند الصَّغير، العذرُ عند النَّشيطِ غيرُ العُذر عند الكسلانِ أو التَّعبان أو المُرهَق.
فالقضيَّة -كما قُلنا- إنَّما يُرجِّحها الإمامُ؛ هو الذي يَنظر.
أنا أقولُ: أثرُ عُمرَ بنِ الخطَّاب -رضي اللهُ-تَعالى-عنهُ-هذا- دليلٌ على جوازِ الجَمع، ودليلٌ على سُنِّيَّةِ الجُمع؛ لكنْ: ضِمن ضابطِه الشَّرعيِّ، وضِمن العُذرِ الذي يُقدِّرهُ الإمامُ، ويرى أنَّه صوابٌ في الأحكام.
وما أجملَ -أيُّها الإخوةُ- أن تُبنَى مساجدُنا على التَّناصُح، وعلى التَّواصي بالحقِّ والتَّواصي بالصَّبر، وعلى المحبَّةِ في اللهِ، وعلى العِلم، لا مانعَ أنْ أُخَطِّئك، ولا مانعَ أن تُخطِّئني؛ لكنْ أن يكونَ ذلك -كلُّه- بالعِلمِ -أوَّلًا-، وبالحبِّ في اللهِ -ثانيًا-.
بعضُ النَّاس يُنكرُ بغير عِلمٍ، وبعضُ النَّاس إذا أنكرَ يُنكرُ بِعُنفٍ وغِلظةٍ وشِدَّة!!
لا هذا صواب، ولا هذا صواب..
والحقُّ بينهما: أن تُنكرَ بعلمٍ، وأن تُنكرَ بِحلمٍ؛ حينئذٍ: يتقبَّلُ قولَك حتى مَن لا يوافقك.
لذلك ربُّنا ماذا يقولُ في كتابِه: {وَالعَصرِ - إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، والآية الأخرى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ}؛ فهي ثلاثيَّة يجب أن تكونَ مزروعةً في قلوبِنا وفي مساجدِنا، لا أن تكونَ منزوعةً منَّا ومِن مساجدِنا: الحقُّ والصَّبرُ والرحمةُ، إذا وُجد ذلك فينا، مُطبِّقينَه في ضوءِ قَول النَّبيِّ الكريم -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «والذي نفسي بيدِه؛ لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه».
أقولُ: لو أنَّنا نفعل ذلك؛ لكان فينا خيرٌ لا يعلمه إلا اللهُ -سُبحانه وتَعالى-، وبِقدرِ تَخلُّفِنا عن هذه المعاني الرَّفيعةِ العالية بِقدرِ ما ننزعُ الخيرَ مِن أنفُسِنا، ويحلُّ مكانَه الشَّرُّ والخطأ؛ بل الخطر!
نسأل الله لنا ولكم العافية.



____________
(*) العنوان من اقتراح (بعض الأفاضل)-جزاهم الله خيرًا-.
المادة: فرغتها من لقاء مفتوح حول الجمع بين الصلوات في الشتاء، السؤال الأول في اللقاء، (من هنـا) اللقاء كاملًا.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-16-2012, 08:07 PM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

جزاك الله خيرا أختي أم زيد وجعل ما تبذلينه من جهود في هذا المنتدى ـ وفي غيره أيضا ـ في ميزان حسناتك وسببا في رفع درجاتك في جنات تفاوتت فيها المنازل ...
أعانك الله أختي وبارك لك في الوقت حتى تتحفينا بالمزيد ..

__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-22-2012, 02:47 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

وجزاكِ -يا أم أويس- كل خير، وبارك فيك.
أسعدني مرورك وكلماتك المحفزة، لا عدمنا هذه الزيارات الطيبة بين الفينة والأخرى، والتي ذكَّرتني بقوله -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: "زُر غِبًّا؛ تزدد حُبًّا"!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-25-2012, 09:29 PM
أم أويس السلفية أم أويس السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 356
افتراضي

اقتباس:
أسعدني مرورك وكلماتك المحفزة،

وأنا يسعدني التواصل مع أخوات جمعني بهن حب الله
اقتباس:
لا عدمنا هذه الزيارات الطيبة بين الفينة والأخرى، والتي ذكَّرتني بقوله -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: "زُر غِبًّا؛ تزدد حُبًّا"!
لكن يا أم زيد زياراتي هذه الأيام متقاربة ولا أعتقد أنها غبا
جزاك الله خيرا وبارك فيك ...


__________________
أم أويس السلفية : زوجة أبو أويس السليماني -حفظه الله ونفع به-
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-25-2012, 09:44 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أويس السلفية مشاهدة المشاركة
وأنا يسعدني التواصل مع أخوات جمعني بهن حب الله
لكن يا أم زيد زياراتي هذه الأيام متقاربة ولا أعتقد أنها غبا
جزاك الله خيرا وبارك فيك ...
وإياك، وأدام الله عليك السرور والسعادة.
ولعلكِ أردتِ تبديل ما اعتدناه منك!
فالحمد لله، وأسأل الله أن تدوم هذه الحال في عافية.
وبوركتِ وبوركت جهودك..
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.