أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
30328 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر اللغة والأدب و الشعر - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2011, 04:49 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ شعر ] لا تأسفن على الدنيا !

لا تَأْسَفَنَّ على الدُّنْيَا



إبراهيم بن عبَّاس الصّولي
(176-243هـ)


لا تَأْسَفَنَّ على الدُّنْيَا وما فِيهَا *** فَالمَوْتُ لاَ شَكَّ يُفْنِينَا ويُفْنِيهَا

ومَن يَّكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا *** فَسَوْفَ يَوْمًا على رَغْمٍ يُخَلِّيهَا

لاَ تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُها *** وبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ الْعَيشِ تَكْفِيهَا

إِعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَانُ خَازِنُهَا *** الْجَارُ أحمَدُ والرَّحْمنُ بانِيهَا

أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ والمِسْكُ طِينَتُهَا *** والزَّعْفَرانُ حَشِيشٌ نَّابِتٌ فيهَا

أَنْهَارُهَا لَبَنٌ مَّحْضٌ ومِنْ عَسَلٍ *** والخَمْرُ يَجْرِي رَحِيقًا في مجَارِيهَا

والطَّيرُ تَجْرِي على الأَغْصَانِ عَاكِفَةً *** تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا في مغَانِيهَا

مَن يَّشْتَرِي قُبَّةً في العَدْنِ عَالِيةً *** في ظِلِّ طُوْبَى رَفِيعَاتٍ مبَانِيها

دَلَّالُها المُصْطَفَى واللهُ بَائِعُها *** وجُبْرَئِيلُ يُنَادِي في نوَاحِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ في الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَها *** بِرَكْعَةٍ في ظَلاَمِ اللَّيلِ يُخْفِيهَا

أَوْ سَدَّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشِبْعَتِهِ *** في يَوْمِ مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلاَ فيهَا

النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدُّنْيَا وقَدْ عَلِمَتْ *** أَنَّ السَّلاَمَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فيهَا

واللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ *** مِنَ المَعِيشَةِ إِلَّا كَانَ يَكْفِيهَا

واللهِ واللهِ أَيمَانٌ مُكَرَّرَةٌ *** ثَلاَثَةٌ عَن يَّمِينٍ بَعْدَ ثَانِيهَا

لَوْ أَنَّ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ *** في البَحْرِ رَاسِيَةٍ مِلْسٍ نوَاحِيهَا

رِزقًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لاَنْفَلَقَتْ *** حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيهِ كُلَّ مَا فيهَا

أَوْ كَانَ فَوْقَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا *** لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى يَنالَ الَّذِي في اللَّوْحِ خُطَّ لَهُ *** فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلاَّ سَوْفَ يأْتِيهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيرَاثِ نَجْمَعُهَا *** ودَارُنا لِخَرَابِ البُومِ نبْنِيهَا

لاَ دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوتِ يَسْكُنُهَا *** إِلاَّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيهَا

فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيرٍ طَابَ مَسْكَنُهُ *** ومَنْ بَناهَا بِشَرٍّ خَابَ بانِيهَا

والنَّاسُ كالْحَبِّ والدُّنْيَا رَحًى نُّصُبِتْ *** لِلْعَالَمِينَ وكَفُّ المَوْتِ يُلْهِيهَا

فَلاَ الإقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ *** ولاَ الفِرَارُ مِنْ الأحْدَاثِ يُنْجِيهَا

وكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصْبِّحُهَا *** مِنْ المَنِيةِ يَوْمًا أَوْ يمَسِّيهَا

تِلْكَ المَنَازِلُ في الآفَاقِ خَاوِيَةٌ *** أَضْحَتْ خَرَابًا وذَاقَ المَوْتَ بَانْيهَا

أَينَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ *** حَتَّى سَقَاهَا بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيهَا

أَفْنَى القُرْونَ وأَفْنَى كُلَّ ذِي عُمُرٍ *** كَذَلِكَ المَوْتُ يُفْنِي كُلَّ مَا فيهَا

فَالمَوْتُ أَحْدَقَ بالدُّنْيَا وزُخْرُفِهَا *** والنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ تَرْكِ مَا فيهَا

لَوْ أَنَّهَا عَقَلَتَ مَاذَا يُرَادُ بِهَا *** ما طَابَ عَيشٌ لَّهَا يَومًا ويُلْهِيهَا

نَلْهُوا ونَأْمَلُ آمالًا نُسَرُّ بِهَا *** شَرِيعَةُ المَوْتِ تَطْوِينَا وتَطْوِيهَا

فَاغْرِسْ أُصُولَ التُّقَى ما دُمْتَ مُقْتَدِرًا *** واعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ لاقِيهَا

تَجْنِي الثِّمَارَ غَدًا في دَارِ مَكْرُمَةٍ *** لا مَنَّ فِيهَا ولا التَّكْدِيرُ يأْتِيهَا

فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ دَائِمًا أَبَدًا *** بِلاَ انْقِطَاعٍ ولا مَنٍّ يُدَانِيهَا

الأُذْنُ والعَينُ لَمْ تَسْمَعْ ولَمْ تَرَهُ *** ولَمْ يَدُرْ في قُلُوبِ الخَلْقِ ما فيهَا

فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذا حَصَلَتْ *** ويَا لَهَا مِنْ نُفُوسٍ سَوْفَ تحْوِيهَا

وهَذِهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا *** فَعَنْ قَرِيبٍ تَرَى مُعْجِبْكَ ذاوِيهَا

فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ لا يَخْدَعْكَ لاَمِعُهَا *** مِنَ الزَّخَارِفِ واحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيهَا

خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا على أَحَدٍ *** ولا اسْتَقَرَّتْ على حَالٍ ليَالِيهَا

فَانْظُرْ وفَكِّرْ فَكَمْ عَزَّتْ ذَوِي طَيشٍ *** وكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْمِ المَوْتِ أَهْلِيهَا

إِعْتَزَّ قَارُونُ في دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ *** وكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يا قَوْمُ ذَا تِيها

يَبِيتُ لَيلَتَهُ سَهْرَانَ مُنْشَغِلًا *** في أَمْرِ أَمْوَالِهِ في الهَمِّ يَفْدِيهَا

وفي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيبَتُهُ *** تَحُزُّ في قَلْبِهِ حَزًّا فَيُخْفِيهَا

فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا ولا قَبِلَتْ *** مِنْهُ الوِدَادَ ولَمْ تَرْحَم مُّحِبِّيهَا

ثُمَّ الصَّلاَةُ على المَعْصُومِ سَيِّدِنَا *** أَزْكَى البَرِّيةِ دَانِيهَا وقَاصِيهَا



[نقلتُها من الشَّبكة -مضبوطةً- مع (شيء) من التَّعديل]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-06-2011, 05:21 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

من ذا الذي قد نال راحة فكره في عسره من عمره أو يُسره؟
يلقى الغني لحفظه ما قد حوى أضعاف ما يلقى الفقير لفقره
فيظل هذا ساخطاً في قُلِّه ويظل هذا ناصباً في كُثرهِ
سُنَّ البلى ولكل شمل فرقة يُرمى بها في يومه أو شهره
أوَما ترى الرجل العزيز بجنده رهن الهموم على جلالة قدره
فيسرُّه خير وفي أعقابه همٌّ تضيق به جوانب صدره
وأخو التجارة لاهث متفكر مما يلاقي في خسارة سعره
وأبو العيال أبو الهموم وحسرة الرجل الوحيد كمينة في صدره
ولرُبَّ طالب راحة في نومه جاءته أحلام فهام بأمره
والطفل من بطن أمه يخرج إلى غُصَص الفطام تروعه في صُغره
ولقد خبرت الطير في أوكارها فوجدت منها ما يُصاد بوكره
والوحش يأتيه الردى في برِّه والحوت يأتي حتفه في بحره
ولربما تأتي السباع لميت فاستخرجته من قرارة قبره
تالله لو عاش الفتى في دهره ألفاً من الأعوام مالك أمره
متلذذاً معه بكل لذيذةٍ متنعماً بالعيش مدة عمره
لا يعتريه النقص في أحواله كلا ولا تجري الهموم بفكره
ما كان ذلك كله في أن يفي بمبيت أول ليلة في قبره

كيف الفعال أيا أخي فيما ترى صبراً على حُلوِ القضاء ومرِّه
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-19-2011, 07:58 AM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي

بوركت يا أم زيد على جهودك الطيبة، وزادك الله من فضله.
وجزاك الله خيرًا يا أم سلمة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-26-2011, 12:25 PM
عائشة عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 354
افتراضي

هذا كلام كنت قد كتبتُه في بعض المنتديات القديمة، وأحتفظ به في جهازي، وأنسخه هنا للفائدة:

وجدتُّ أنَّ بعضًا من أبياتِ هذه القصيدة نُسِبَتْ إلى " سابق البربريِّ " -رحمه الله- في عددٍ من المصادر؛ منها: " بهجة المجالس " لابن عبد البرِّ، و" الوافي بالوفيات " للصفديِّ، و" مختصر تاريخ دمشق " لابن منظور.
ووقفتُ في " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " على قول الثعالبي:
(من أحسن ما ينشده المذكرون القصاص على فروع المنابر ورؤوس الأشهاد، قول محمود الوراق -ويروى لغيره-: "من البسيط"
من يشتري قبة في الخلد عالية * في ظل طوبى رفيعات مبانيها
دلالها المصطفى، والله بائعهـا * ممن أراد، وجبريل منـاديهـا) انتهى.
ولعلَّ قوله: " ويروى لغيره " يؤكِّدُ الاختلاف القائم في نسبة هذه الأبيات.
وجاء في الدِّيوان المنسوب إلى عليٍّ -رضي الله عنه- هذه الأبيات:
النَّفسُ تبكي على الدُّنيا وقَدْ عَلِمَتْ * أَنَّ السَّلاَمَة َ فِيْها تَرْكُ ما فِيها
لا دارَ للمرءِ بعدَ الموتِ يسكنُها * إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْت بانِيها
فَإِنْ بَنَاها بِخَيْرٍ طابَ مَسْكِنُها * وَإِنْ بَنَاها بِشَرٍّ خابَ بانِيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة * حتَّى سَقَاها بِكاسِ المَوْتِ سَاقِيها
أَمْوالُنا لِذَوِي المِيْراثِ نَجْمَعُها * ودُورُنا لخرابِ الدَّهر نبنيهَا
كَم مِنْ مداين في الآفاقِ قدْ بُنِيَتْ * أمسَتْ خراباً ودان المَوْت دانيها
لِكُلِّ نَفْسٍ وإنْ كانَتْ عَلى وَجَلٍ * مِنَ المَنِيَّةِ آمالٌ تُقَوِّيها
فالمرءُ يبسطها والدَّهرُ يقبضُها * والنَّفسُ تنشرها والموتُ يطويهَا
هذا ما يسَّره ربِّي بتوفيقه، والله -تعالى- أعلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.