أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79399 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-14-2018, 03:04 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي لنا في الإمام ابن باز والإمام الألباني قدوة



لنا في الإمام ابن باز والإمام الألباني قدوة
محمد علي الجوني·13 فبراير، 2018

ممّا لا يُكابر فيه منصف، ولا يرقى إليه جدال، أنّ الإمامين ابن باز والألباني رحمهما الله، يُعدّان مرجعا وموئلا لكثير من المسلمين، لما عُرف عنهما من الصدق والديانة والصّدع بالحقّ والعلم الرّاسخ والخشية والتّقوى، فلهما سابقتهما في الدّين، ولهما نفس المرجعيّة وعين المصدر الذي يستقيان منه ويصدران عنه، وهو الكتاب والسنّة وما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله.

الإمام ابن باز رحمه الله يرى كفر تارك الصلاة تكاسلا، أمّا الإمام الألباني رحمه الله فيراه مؤمنا موحّدا عاصيا، وابن باز يفتي بأنّ المرأة كلّها عورة أمام الرجال الأجانب، أمّا الألباني فيختار أنّ المرأة كلّها عورة إلاّ الوجه والكفّين، ابن باز يرى جواز الذهب المحلّق للنساء، فيما كان الألباني يفتي بتحريمه، ابن باز يرى تحريم زيارة النّساء للقبور، فيما يرى الألباني جواز ذلك، ابن باز يرى وجوب زكاة عروض التجارة عند بلوغ النصاب وحولان الحول، فيما لا يرى الألباني ذلك، ابن باز يرى جواز الاعتكاف في جميع المساجد، فيما لا يرى الألباني جواز الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة.

وغير ذلك كثير، من المسائل والأقضية والفتاوى التي اختلف فيها الإمامان، ليتبيّن للمسلم بشيء من التأمّل، أنّ هناك مساحة واسعة للتغافر في المسائل التي يسوغ فيها النّظر والاجتهاد، بعيدا عن منهجيّة التعصّب للرجال، ويتمّ فيها الاختلاف والوفاق والتباين بين أهل العلم المعتبرين ضمن أُطر هذه الشريعة السمحة، وفي ضوء منهج سلفنا الصالح.

علما أنّ هذين الإمامين ينتميان لنفس المدرسة، ويعوّلان على نفس المعين والمصدر، فما بالك ببقيّة الاتّجاهات والمذاهب الإسلامية المعتدّ بها كاختيارات أئمة وعلماء الشافعيّة والحنفيّة وغيرهم.

الذي أودّ قوله أن هذا الخلاف في المسائل الاجتهادية قدرٌ محتوم، وأنّ الواجب على المسلم أن يتعامل معه، وفق شروطه واعتباراته، ووفق ما يقتضيه التجرّد للحق، بعد سلوك طريق البحث والتقصّي، مع عدم الشدّة على المخالف في مثل هذه القضايا، وليس هذا من التوليف بين الأضداد ولا التوفيق بين المتناقضات في شيء، بل هو عين ما جاءت به الشريعة من الإعذار فيما يسوغ فيه الإعذار، ومن الرحمة بالمخالفين، ومن التيسير ورفع الحرج في الدين.

لا بأس أن نختلف في الجزئيّات والتفاصيل، وفي المواقف والاجتهادات، بعيدا عن اتّهام النّيّات وإساءة الظّنون وافتعال الخصومات، وسلوك طرائق المغضوب عليهم، من التفرّق والتشرذم والتشظّي إلى تحزّبات وفرق، يلعن بعضها بعضا، ويبدّع بعضها بعضا.

ولا شكّ أنّه في مثل هذه الخلافات التي طالت وتشعّبت، والتي لا داعي في مقال كهذا للتوقّف عند تفاصيلها، هناك من اجتهد فأصاب عين الحقّ، ووافق الدليل، فليس كلّ مجتهد مصيب في نفس الأمر، وهناك من أخطأ أو زلّ لشُبهة أو لتأويل أو لمعارض ظنّهُ راجحا أو غير ذلك من الأسباب التي تُنظر في مظانّها من كتب أهل العلم.

والواجب على أيّة حال، هو التماس الأعذار لذوي السّابقة في العلم وفي الذّود عن الدّين، ومعرفة عظم رحمة الله، وسعة هذا الدّين، ولطف الله بعباده، ورفعه للعنت والحرج والمشقّة عنهم.

هذه الخلافات - بطبيعة الحال - حدثت في زمن الإمامين رحمهما الله وستحدث الآن، في مسائل قُتلت طحنا وكُتبت فيها المؤلّفات قديما، فما ظنُّك بمسائل حادثة، وقضايا ونوازل معاصرة تجثم على صدر الأمّة، تحتاج إلى إعمال للاجتهاد، وتنزيل للأحكام، وقياس صحيح، وتحقيق للمناط، وعلم بواقع الحال، ونظرة في العواقب والمآلات، يقول ابن الجوزي: (والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج وتأمل المقاصد). تلبيس إبليس ص 222

هذه الاختلافات المعاصرة، قد يحدث فيها ما حدث في سابقاتها من تصارع وتنازع بين المتعصبين لمذاهبهم، والملتفين حول شيوخهم، فينبغي على طالب العلم أن يكون ذا عقل رشيد، وحكمة وبصيرة نافذة، وأن لا تأخُذه ثورة الحماسة، وشطط التفكير، وضيق الأفق، والتعصّب للرجال، فيحكم بظلم أو مين على المخالفين، فإنّ هذا الدّين ليس مجرّد أوامر ونواه وقيود مطلقة لغير علّة وغاية ومقصد، بل هو - قبل ذلك وبعده - هداية ورحمة للعالمين.

والناظر في أحوال بعض المعاصرين يرى أنّ مثل هذه الخلافات التي لا سبيل إلى حسمها أو تجاوزها قدَرا، أصبحت وسيلة إلى الانقسامات، وإيغار الصدور، والاتهامات المتبادلة بهجران النصوص والاحتكام للأهواء، وكلّ من الفريقين ينزّه أفكاره عن الخطأ، ويعصم تنظيراته من الزلل، فلم نزدد بعد طول جهد وعناء ، إلا إغراقا في التناحر ، وإمعانا وتفنّنا في التدابر.

فأصبحنا نختصم حول كلّ جزئيّة، ونتفرّق عند كلّ مسألة ظنيّة، إلا من رحمهم الله وقليل ما هم، وأصبحنا نشرّع للتفرق، ونضفي عليه لبوس الشرعيّة، وننظّر له، ونسوّغه، ونحشد الدلائل والقرائن على تعميقه واتّساعه وترسيخه، وخلع أسدال التقديس والتعالي عليه.

ومجمل القول، أنّه لا محيد للعلماء والدّعاة والمصلحين من تضافر الجهود، وتنقية الأجواء وإحسان الظّن بالعاملين لدين الله، لتقريب الشُقّة، ولمّ الشّمل، وائتلاف القلوب.

كتبه محمد بن علي الجوني الألمعي
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.