مسلّمات سلفية ... ولكن

[أبو جعفر المدني]

نقل ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" (ص 36) ، وابن حجر في "النكت" (1/318) وغيرهما كلمة لأبي عبد الله الحاكم ، قالها في كتابه "الضعفاء" ، وقد أعجبتني هذه الكلمة وأحببت إيرادها هنا مستنبطا منها بعض الفوائد .
ولعل هذه الفوائد - أو بعضها - هي من المسلمات عند الجميع لكنها ذكرى - إن نفعت ! - في زمن انقلبت فيه الموازين .

قال رحمه الله في آخر كتابه الضعفاء :
" فهؤلاء الذين قدمت ذكرهم قد ظهر عندي جرحهم لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة ؛ فهم الذين أبين جرحهم لمن طالبني به ، فإن الجرح لا أستحله تقليدا ، والذي أختاره لصاحب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء الذين سميتهم ... "

فقد ساق رحمه الله في كتابه جملة من الضعفاء ، وأعقب بهذا الكلام الذي يستفاد منه :

- أن مسائل الجرح من مسائل الاجتهاد والتي مبنى أحكامها - غالبا - على غلبة الظن ، فقوله : ( ظهر عندي جرحهم ) أي ترجح جرحهم وذلك بعد النظر في أحوالهم ومروياتهم ، وعليه فقد يقابل هذا الجرح بما يدفعه ويردّه ، وبما يجعله مرجوحا !

- أن الجرح ( لا يثبت إلا ببينة ) فليس الجرح مقبولا حتى يقدم الجارح بيّنة مقنعة ، خاصة إذا كان هذا الجرح في رجل ممن له سبق قدم في العلم ولسان صدق في الدعوة ، فمن كانت هذه حاله لا يقبل الجرح فيه إلا مفسرا ببينة ومن ثم النظر في هذه البينة ، وذلك التفسير !!

- على الجارح أن يبين سبب جرحه لمن طلب منه ذلك بعلم وعدل ، ومبنى هذا الكلام على كون الجارح مجتهدا في هذا الجرح ، فهو بين أن يصيب في هذا الجرح فيقبل ، أو أن يخطئ فيه فيردّ ، فليس أحد يقبل كلامه مطلقا وإن كان اشتهر عنه التضلّع في هذا الفن وحمْل رايته !!

- يستفاد من قوله ( فإن الجرح لا أستحله تقليدا ) أن هذا (التقليد ) مذموم إلا لمن استثني وهو ( الجاهل ) ، لأن الجاهل ليس عنده آلة النظر ولا قواعد الترجيح فيكون حكمه تقليد الجارح إن وثق في ( علمه وورعه ) ( وقليل ما هم )!! .
أما منْ منّ الله عليه ببعض تمييزّ للأقوال ونوع فهم للمسائل المتكلم فيها ، فهذا ( لا يحل ) له التقليد ، كيف وقد جُعل التقليد رخصة لعادم ذلك التمييز ، وفاقد ذيّاك الفهم ، فلا يكون التيمم إلا عند فقد الماء ! ولا يرضى بالدون إلا الدنيّ !!

- إذا اجتهد الجارح ، وبذل الوسع في ذلك الحكم ، بعلم وعدل ، وبيّن سبب جرحه ، كان قد أدّى الذي عليه ونال الأجر أو الأجران ، وعليه فلا يجب اتباعه بل اتباع دليله - إن أصاب - فضلا عن إلزام من له طلبة العلم باتباع قوله !!
فهذا صاحب المستدرك يقول لك : ( والذي اختاره ... ) !!
ثم ليعلم هذا المجتهد أن أجره قد وقع على الله بمجرد اجتهاده في ذلك الحكم ، وليس أجره مرتبطا بإتباع الناس لقوله ، وهذا من فضل الله على عباده أنه لم يربط الدعوة بثمراتها ، بل إذا حصل الاجتهاد وبذل الوسع فقد أدّى الذي عليه وفي الحديث :
( ويأتي النبي وليس معه أحد ) ، فليس الإتباع للقول أو تقليده دليلا على صحته ولا العكس بل هي الحجة والدليل .


ولعل عند بعض إخواننا إضافات أو تعديلات أو تصويبات ( فرب مبلّغ أوعى من سامع ) .




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
أبو جعفر المدني
مدينة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه

[حامد بن حسين بدر]

جزاك الله خيراً على هذا النقل الطيب، وهذه الفوائد،،،،

[أبو أويس السليماني]

جزاك الله خيرا ، و زادك الله من فضله.
مُسَلَّمَاتٌ لم تَسْلَم من التعطيل و التحريف ، والله المستعان.

[عزام عبد المعطي الاشهب]

جـــــــزاك الله خيــــرا

ونـــفـع بـــــــك

[أبو العباس]

فوائد طيبة مسلمة بها عند أهل الانصاف والاعتدال , جزيت خيرا أخانا على إثارتها والتذكير بها .

[طارق بن عبد الله]

بوركت

كلام مميز واستنباط جميل

ونال الأجر أو الأجران

صوابه: أو الأجرين

ودم سالماً لأخيك

[ابو الزبير]

ارجو من الاخوه المشرفين التثبيت .كلام نفيس في زمن تاهت العقول بين التقليد الاعمى والانتصار للانفس والاشخاص الا من رحم ربي

[أبو جعفر المدني]

جزيتم خيرا جميعا وبارك الله فيكم

صوابه: أو الأجرين

ودم سالماً لأخيك

بوركت أخي طارق على الملحوظة (القيمة) ولا شك أن (الأصل ) في إعراب الكلمة هو :

الأجرين : منصوب بالياء لأنه معطوف على المفعول به (الأجر) .

ولكن من باب المذاكرة العلمية أقول :

إن إلزام المثنى الألف مطلقا هو لغة صحيحة فصيحة
فإن خثعم وبجيلة – وكفا بهما – يلزمون المثنى الألف مطلقا ويعربونه بالحركات المقدّرة على الألف فيقولون :

جاء الرجلان
ورأيت الرجلان
ومررت بالرجلان
فالأول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف
والثاني منصوب الفتحة المقدرة على الألف
والثالث مجرور بالكسرة المقدرة على الألف

وفي بعض الحواشي ( المخطوطة ) (!!)

وخثعم تبدل ياءا أسكنت ... بألف من بعد فتحة أتت
لذاك الزموا المثنى الألفا ... وجا لداهم من لديهم خلفا

دمت سالما صحيحا

[أشرف السلفي]

بسم الله الرحمان الرحيم


أخي أبا جعفر - حفظك الله - :

من من أهل العلم نسب إلى بجيلة أنها تلزم المثنى الألف مطلقا ؟

اعلم - أخي الكريم - أن بعض أهل العلم يرى أن إلزام المثنى الألف مطلقا = لغة قليلة شاذة !

لماذا رسمت ( كفا ) بهذه الصورة ؟

يوجد في أحد البيتين اللذين ذكرتهما خطأ ؛ أرجو تصحيحه .

أرجو ذكر اسم هذه ( المخطوطة ) واسم ( صاحبها ) وذكر رقم اللوحة التي فيها البيتان .


وبارك الله فيك .

[طارق بن عبد الله]

ويعربونه بالحركات المقدّرة

هذا تخريج نحوي، ليس لك أن تنسبه إلى قبيلة لم يخطر ببالها هذا

وكفا بهما

قلت لك في مكالمة هاتفية: "كفى بهما في ماذا؟ وما منزلة لغتهما من اللغات الأخرى؟" "ولماذا لا تتكلم بلغتهم مطلقا؟"

أرجو ذكر اسم هذه ( المخطوطة ) واسم ( صاحبها ) وذكر رقم اللوحة التي فيها البيتان

حبذا!