أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5465 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الأشرطة المفرغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-22-2014, 10:23 PM
فادي أبوسعده النابلسي فادي أبوسعده النابلسي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الأردن
المشاركات: 61
افتراضي وجوب تحرير المصطلحات وتدقيق العبارات من مقدمات"المرتد"الممهدات...

بسم الله الرحمن الرحيم
*تفريغ درس العلامة المحدث الشيخ علي الحلبي اليافي-حفظه الله تعالى- لشرحه لكتاب المرتد من كتب كتاب "الإقناع" للإمام أبي بكر بن المنذر-رحمه الله تعالى-بعنوان"وجوب تحرير المصطلحات وتدقيق العبارات" من ضمن المقدمات الممهدات }التبصير بقواعد التكفير ص 10+11{بتاريخ 7/5/2010 مسجد عمربن الخطاب-الزرقاء-.المملكة الأردنية الهاشمية.

قام بتفريغه تلميذه
فادي أبوسعده-النابلسي-
جامعة آل البيت-كلية الشريعة-قسم أصول الدين-.


السلام عليكم ورحمة الله. .

بسم الله الرحمن الرحيم. .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. .
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. . وبعد. .

فهذا إخواننا في الله درسنا -الثالث والسبعون بعد المائة- واليوم هو الثالث والعشرون من شهر -جمادى الأولى- سنة إحدى وثلاثين بعد الأربعمائة والألف. .
ولا يزال كلامنا موصولا بما ينبغي تقديمه وذكره بين يدي كتاب "المرتد" ؛لأن كتاب "المرتد" وما يتعلق به من أحكام كتاب دقيق جدا. .
خاضه أقوام بغير معرفة فضلوا. .
وتوقف عنده أقوام بإنضباط وفهم فسلموا. .
ومما ينبغي التكميل به عطفا على المجلس السابق كلمات سمان أخرى لشيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله- في موضوع "المصطلحات الشرعية وضبطها"
هذا الموضوع. . الذي أعتقد أن أكثر خلاف }أهل الإسلام{ في هذا الزمان من الذين ينتسبون إلى أهل السنة إنما هو بسببه. .
فلو أنهم ضبطوا مصطلحاتهم وفق النصوص الشرعية. . والأصول الدينية. . والقواعد المرعية. . لتضاءل الخلاف جدا ولزال الخلاف بين فئات إدعت: أن منهجها واحد وزعمت:أن طريقها واحد يقول شيخ الإسلام إبن تيمية-رحمه الله-في كتابه "الرسالة التدمرية"
الرسالة التدمرية :رسالة كتبها شيخ الإسلام إبن تيمية إلى أهل تدمر من أعمال بلاد الشام وهي الآن تابعة لسورية. .
وهنالك كتب كثيرة تنسب. .
إما لأصحابها. .
أو لبلدان فيها. .
أولها أثر بها. .
وما أشبه كما نقول: "العقيدة الطحاوية" نسبة إلى مؤلفها -الإمام أبي جعفر الطحاوي-
وكما نقول: "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام إبن تيمية نسبة إلى أحد قضاة-واسط- الذين سألوا شيخ الإسلام إبن تيمية-رحمه الله-عن بعض مسائل الإعتقاد. .
فكتب رسالتا. . ونسبة هذه الرسالة إلى هذا القاضي الواسطي فقيل:الواسطية. .
وهنالك أيضا "القاعدة المراكشية" لشيخ الإسلام كتبها إلى أهل مراكش. .
وهكذا. .
أذكر هذا من باب الفائدة الزائدة. .
يقول شيخ الإسلام-رحمه الله-في هذا الكتاب:ما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له-يعني-لا يجب عليه. . ولا يجوز له. . أن يوافق أحد على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده .
-لو- أننا نقتصر على ما ورد من نصوص في الكتاب والسنة نفيا أو إثباتا. .
كان في ذلك. .
خير كبير. .
وكان في ذلك فائدة عظمى. .
وكان في ذلك آثار عظيمة جلة. .
لكن كثير من الناس تراهم يذهبون ذات الشمال وذات اليمين إلى:
إصطلاحات. .
أو كلمات. .
أو ألفاظ. .
لم ترد في نص من كتاب الله. . ولا في نص من سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-. . وبالتالي. . .
فإن الفتنة ستكبر وستعظم نتيجة هذا الإنحراف عن نصوص الكتاب والسنة ؛لأنه ما من أحد يذكر كلمة إلا ويكون له فيها معنا معين أو مراد خاص ...
بينما نصوص الشرع الحكيم من الكتاب والسنة -في الغالب- فإن أهل العلم قد ضبطواها وبينوها ووجهوها التوجيه العلمي المنضبط الصحيح. .
يقول :ما تنازع فيه المتأخرون نفيا أو إثباتا فليس على أحد بل ولا له أن يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده. .
فإن أراد حقا قبل. . .
ما هو الذي قبل؟
هذا المصطلح الحادث. . أو هذه الكلمة الجديدة. . التي لم تكن من كلام أئمة العلم وليست من نصوص الكتاب الكريم ولا سنة النبي الأمين-صلى الله عليه وسلم- وإن أراد باطلا رد أن أراد باطلا رد ؛لأن الحق يعتبر بذاته ويعتبر بأثره. .
أما إذا كانت كلمة حادثة ثم المعنى المراد –باطل- فهذا لا شك مردود على صاحبه. .
قال:وإن إشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه. . .
إذا كان هذا الكلام المجمل يتضمن معنا حقا. . ويتضمن معنا باطلا. . لم نرده مطلقا. . ولم نقبله مطلقا. . بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى. .
نقول: دعنا من هذا اللفظ. .هذا لفظ حادث. . هذا مصطلح كائن. . بعد أن لم يكن. . وعليك بضبط النصوص أو المعاني بالنصوص الشرعية. .
وأنا أضرب على ذلك مثلين. .
وهما من الأمثلة الدائرة رحاها اليوم بين فئام كثيرين من أهل السنة. .
أكثرهم يرددها من غير معرفة –لكنهها- ومن يعرف –كنهها- فإنه لا يضبط حقيقتها. .
أما الكلمة الأولى:
فهي عندما نقول:الإيمان قول وعمل. .هذا تعريف أهل السنة. .
إذا قيل ما تعريف الإيمان؟
نقول :الإيمان: قول وعمل. .
نبه شيخ الإسلام -إبن تيمية- أن كلمة "الإيمان" قول وعمل لا تعني فقط قول اللسان وعمل الجوارح. . .
مع أن ظاهر اللفظ أن:القول إنما هو قول؟ اللسان.
وأن العمل هو عمل؟ الجوارح.
بينما في الحقيقة. . .
أن القول: قول القلب وقول اللسان. .
وأن العمل: عمل القلب وعمل الجوارح. .
وقع في "العقيدة الواسطية"في أكثر النسخ المطبوعة في عالم الناس اليوم و "عمل اللسان"
وقد نبه الشيخ محمد بن إبراهيم الذي لقب ب"المفتي الأكبر" وهو المفتي الذي سبق الشيخ إبن باز في تولي منصب الإفتاء في بلاد الحرمين الشريفين وهو شيخ الشيخ إبن باز وأستاذه-رحم الله الجميع-.
نبه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: أن كلمة "عمل اللسان" ليست واردة في النسخ. . ليست واردة في النسخ. . أي: في النسخ الأصلية الصحيحة. .
لماذاهذا التنبيه ؟
هل هو فقط تنبيه علمي أكاديمي محض؟
أم أن لهذا التنبيه أثرآ علميا تطبيقيا في فهم مراد معنى كلام أهل السنة في مسالة "الإيمان" ؟
لا شك ولا ريب. . .
قيل للإمام أحمد: إن فلانا يقول:إن القول:عمل اللسان. . فمن قال فقد عمل.
قال:هذا قول خبيث شر من قول المرجئة. . .
لماذا؟
لأننا إذا إعتبرنا أن القول: عمل اللسان وأرد من يفسر الإيمان بأنه: قول وعمل.
فإنه يقول العمل عمل اللسان والقول قول اللسان. . .
إذن نحن لسنا بحاجة إلى عمل الجوارح لأن العمل:عمل اللسان. .
وهذا كلام غير صحيح. . .
لكن ذكر الإمام إبن مندة في كتاب "الإيمان"ما يفيد كلمة "عمل اللسان"أن لها وجها صحيا في العلم: وهي العمل الزائد على أصل الإيمان في قول اللسان. .
قول اللسان وجهان:
الوجه الأول: الذي لا يكون الإسلام إلا به وهو كلمة التوحيد "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" -صلى الله عليه وآله وسلم-هذا هو القول المعتبر في كلام أهل العلم. .
وإذا قلنا:عمل اللسان على-معنى- ما زاد على أصل القول فإن ذلك المقصود به حينئذ:ما يتكلم به اللسان من واجبات زائدة على الأصل ك:قراءة القرآن. . والصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-. .والإستغفار. . والتسبيح. . إلى غير ذلك من أعمال. . .
-لكن- لا يكتفى بهذه فقط بل لا بد أن يضاف إليها "عمل القلب والجوارح"
فإذا قلنا:قول القلب فإن :
قول القلب:هو التصديق.
وقول اللسان:هو الكلام.
وكما ذكرنا. .
هو نوعان:
النوع الأول:ما كان دالآ على أصل الإيمان وهو الشهادتان. .
والنوع الثاني:ما زاد عن ذلك وهو تلاوة القرآن. . والتسبيح. . والصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم-. . والإستغفار. . والحمد. . والثناء على الله. . بالمحامد والمجامع من..
الكلمات . .
الطيبات . .
المنيرات . .
وإذا قلنا:العمل فإننا-نعني-:عمل القلب وعمل الجوارح. .
فعمل الجوارح معروف: ما تنطلق به الجوارح من طاعة الله في :
صلاتها . .
وصيامها . .
وزكاتها . .
وحجها . .
وجهادها . .
وأمرها بالمعروف. .
ونهيها عن المنكر. .
إلى غير ذلك من أركان الإسلام. . وواجباته. . بل ومستحباته. .
وأما عمل القلب. . فعمل القلب:هو الإنقياد. . والتذلل. . والخضوع. . والإلتزام. .
كلمة "الإلتزام" نقف عندها هنيهة. .
كلمة "الإلتزام"لها معنيان. .
لها معنى عرفي معاصر. .
ولها معنى علمي قديم. .
أما المعنى العرفي المعاصر:فهو قول القائل:فلان ملتزم. .
ماذا يقصد بملتزم؟
-يعني-أنه صاحب صلاة. . وصاحب عبادة. . وصاحب ديانة. .و..و..و..
-نسأل الله لنا ولكم حسن الختام والوفاة على الإيمان-
وأما المعنى القديم العلمي عند أهل العلم: فإن الإلتزام:هو الإيجاب على النفس .
ولا يلزم أن يكون معه عمل. . فهو عمل قلبي محض ليس للجوارح به صلة. .
لذلك لما ذكر شيخ الإسلام -إبن تيمية- الخلاف في تارك الصلاة. . قال:الخلاف إنما هو في:
من-إلتزم بها ولم يعملها-. . فيمن إلتزم بها ولم يعملها. .
أما من لم يلتزم بها ؛فهذا كافر بالإتفاق. .
إذن. . معنى الإلتزام ماذا؟
أن يوجب على نفسه. . أن يعتقد. . وأن يذعن. . لهذا الفعل مؤمنا به حتى ولو لم يفعله. . .
لا نريد أن نقف كثيرا عند الصلاة. .
ننزل درجة إلى الزكاة. . والحج. . والصيام. . وهي: ثلاثة أركان عظام من أركان الإسلام ومبانيه الكبار. . .
لو أن إنسانا ما. . قال:أنا أزكي مالي ،حتى يعرف الناس مكانتي في الدنيا ومنزلتي في المال
أما الزكاة من حيث هي تشريع ديني. . فأنا لا أؤمن بها. .
ما حكم هذا الإنسان؟
هذا كافر بإتفاق أهل العلم. .
لو أننا قلبنا الصورة. . .
لو أن إنسانا قال: أنا مؤمن بالزكاة. . ومقر بها. . ومذعن لحكمها. . لكن. . أحرص على مالي. . وأبخل به. . ولا أخرجه. . فهذا مسلم بإتفاق أهل الإسلام. .
وإن كان لا شك ولا ريب أنه:
فاسق. .
وفاجر. .
وظالم. .
وضال مضل. .
-نسأل الله العافية-
إذن. . .
الإلتزام :هو "عمل القلب" في الأحكام الشرعية عمل القلب الذي يكون فيه إذعان للحكم الشرعي ولا يلزم أن يكون معه عمل فالعمل الفعلي غير الإلتزام القلبي بكلام -شيخ الإسلام- وكلام جماهير أهل العلم من قبل. . ومن بعد. .
إذن. . .
لو أن أحدآ قال:الإيمان قول وعمل . . هذه كلمة لا بد أن نستفصل عنها. .
ماذا تقصد بالإيمان قول وعمل؟
هل تقصد فقط قول اللسان وعمل الجوارح ؟
إذا قال ذلك. . .
فهذا لا يكفي ؛لأن المنافقين كانوا يقولون باللسان ويعملون بالجوارح لكن. .
قلوبهم كانت خاوية. . .
قلوبهم كانت منكرة. . .
قلوبهم كانت خرابا يبابا. . .
والعياذ بالله -تبارك وتعالى- }إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار{
بسبب ماذا؟
مع أنهم يفعلون أفعالنا ويقولون أقوالنا ويغشون منتدياتنا ومساجدنا. .هذا وحده عمل ظاهر لا يكفي إلا أن يكون معه الإذعان القلبي وليس مجرد قول القلب. .
"قول القلب" أيها الإخوة:هو التصديق المنافي للتكذيب.
أنا أسأل سؤالا. .
إبليس الرجيم هل كذب أمر الله؟
لم يكذب أمر الله. . كان مصدقا. .
لكن هل أذعن لأمر الله؟
لم يذعن لأمر الله. . .
إذن. . .
عندما نذكر التصديق فإن التصديق :هو الأمر المنافي للتكذيب.
وهذا وحده غير كاف للدخول في :الإيمان. . أما الذي يدخل صاحبه في الإيمان الحق هو: الإذعان الذي هو عمل القلب.
هذه كلمة الإيمان :قول وعمل
فإذا. .
قلنا :-قول وعمل- نعني بذلك ولا بد. ."قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح" هذا هو الإيمان. .
أما بعض الطوائف الردية كالمرجئة الضالة وبعض الطوائف التي تبعتها ولو تغيرت أسماؤها فإنها زعمت وإدعت أن: أعمال الجوارح ليست من الإيمان.
فعندهم الصالح والطالح من حيث الظاهر سواء. . وأفجر الناس وأتقاهم في الظاهر سواء. . وهذا باطل من القول وزور. .
والصواب:أن للعمل مكانته العظمى في الإسلام ومنزلته الكبرى في الإيمان وكذلك يكون حال المسلم في قوله وفي عمله سواء بسواء . . .

كذلك من الكلمات التي يكثر في هذا الزمان تردادها وتكريرها من غير-إدراك- لحقيقة معناها كلمة "جنس العمل"
وإبتداءا كلمة "جنس العمل" من ناحية تختلف عن كلمة "الإيمان :قول وعمل" من ناحية أخرى كلمة "الإيمان قول وعمل" أو "الإيمان قول وعمل وإعتقاد" كلمة متوارثة عن أئمة العلم. . من لدن الصحابة. . فالتابعين. .إلى هذا العصر ولا يزال أئمة العلم وكبار أهل الإسلام وعلمائه الكرام يتتابعون على ترداد هذه الكلمة المباركة وهذا التعريف الجامع. .
لكن كلمة "جنس العمل" -لم أرها- قبل شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله تعالى- في القرن الثامن وعندما إستعملها شيخ الإسلام إبن تيمية إستعملها في سياق ونطاق يختلف تماما عن السياق والنطاق الذي يستعمله كثير من الناس اليوم عندما يذكرون مصطلح "جنس العمل". .
شيخ الإسلام -إبن تيمية- ماذا تكلم لما ذكر "جنس العمل" ؟
قال: وأما المرجئة فإنهم يثبتون الإيمان الكامل مع إنتفاء "جنس العمل" وهذا لا شك ضلال عريض. .
كيف العمل ينتفي جنسه؟
ثم مع ذلك يقولون: الإيمان كامل لا شك ولا ريب. . أن هنالك تلازما بين الإيمان والعمل وإن كان كما قال -شيخ الإسلام-: هو تلازما عند القوة وليس تلازما عند الضعف -بمعنى:- لو أن أحدا من الناس كان إيمانه قويا الأصل في صاحب الإيمان القوي أن: يترجم ما يعتقده إلى عمل.
فإذا آمن بالصلاة: أن يصلي. .
وإذا آمن بالزكاة: أن يزكي. .
واذا آمن بالحج: أن يحج. .
طبعآ كل ذلك: مع الإستطاعة. .
الزكاة؛ إذا بلغ ماله النصاب. .والحج إذا إستطاع إليه سبيلا. . والصيام إذا كان . .
قادرآ. .
بالغآ. .
صحيحآ. .
غير مريض. .
ولا مسافر. .
إلى آخر الأحكام الفقهية المعروفة. . فضلا عن غير ذلك من الفقهيات. .
هذا التلازم -عند القوة- الأصل أنه لا بد منه ولا بد من وجوده. .
أما التلازم عند الضعف فهو ليس بلازم. .
-بمعنى- أننا نرى كثيرآ من الناس يقرون بالزكاة لكنهم يبخلون بها فهل بخلهم بالزكاة ينفي إيمانهم؟
لا ينفي. . .
إذن. . .
إنفك التلازم بين الإيمان القلبي وبين فعل الجارحة. . أنفك التلازم لكن إنفكاك هذا التلازم لا يلزم من وجوده أن يكون كافرا. . .
كذلك لو قلنا في -الحج- كم من الناس اليوم ممن نعرف وتعرفون ممن آتاهم الله في هذه الدنيا المال الوفير. . والشباب. . والقوة. . والقدرة. . ثم مع ذلك يبخلون ولا يعرفون قيمة الحج مثلآ أو قيمة الصيام وغيرذلك من أحكام الإسلام. .
لكن لو جئت تناقشهم أو تناصحهم وقلت لأحدهم: يا رجل هلا إتقيت الله؟ الزكاة مثلا. . لا أريد أن نتكلم في الصلاة وقد تكلمنا بها. . وسنرجع إليها. .نقول له:يا رجل الزكاة واجب وركن إسلامي كذلك الحج. . كذلك الصيام. . وأنت لا تفعل. . يقول لك: والله أنا مؤمن بذلك وأرجو الله-تعالى- أن يعينني أدع الله لي يا شيخ وكذا. . وكذا. . فهو يظهر حقيقة الإلتزام الإيماني والإذعان القلبي بهذا الفعل بخلاف آخر لو قلت له نريد الحج. . .يقول لك: إيش هذا الحج؟
هذا موديل قديم. .
هذه رجعية. .
هذا فعل أكل عليه الدهر وشرب. .
من قال هذآآآآ فقد خرج من الإسلام ؛لأنه لم يؤمن فضلآ عن أن يلتزم فمثل هذا لا نقول:إنه ليس مذعنا فقط. بل نقول: وكذلك ليس مصدقا. . فهذا مكذب -نسأل الله تعالى العافية-
هذا معنى كلام -شيخ الإسلام- أن من وجوب التلازم بين القول والفعل عند القوة وعدم وجوب التلازم عند الضعف. . نرجع إلى مصطلح "جنس العمل"

كثير من الناس تسأله ما معنى "جنس العمل" ؟
هل جنس العمل أقله؟
أم جنس العمل أكثره؟
أم جنس العمل فرد من أفراده؟
لن تستطيع أن تجد جوابا واضحا عند القائلين بهذا القول. .لأن هذا القول أصلا. . ليس في هذا المقام إبتداءا.
الكلام في الرد على "المرجئة" الذين أثبتوا الإيمان الكامل مع إنتفاء "جنس العمل"
الآن في هذا السياق الصحيح لكلمة جنس العمل حينئذ لو نفوا "جنس العمل" الذي هو:
كله. .
أو أكثره. .
أو فردآ من أفراده. .
فإن كلامهم باطل في جميع الوجوه. .
لماذا؟
لأنهم مع نفي "جنس العمل" في هذه الصورة إلا أنهم بالمقابل يثبتون الإيمان الكامل
والإيمان الكامل يلزم منه ماذا؟
يلزم منه :القيام بالأركان كلها. . وبالواجبات كلها. . وبالمستحبات كلها. .
لو أن أحدا من الناس قام بالأركان. . وقام بالواجبات. . ولم يقم بالمستحبات. .
هل يأثم. .؟ هل يأثم. .؟
لا يأثم. .
هل يقال إيمانه كامل؟
لا يقال إيمانه كامل إيمانه ناقص لا شك ولا ريب. .
لكن هل هذا النقص مؤثر عليه من حيث الإثم والعقاب؟
الجواب:لا؛ لأن النقص في باب المستحبات. . ليس في باب الواجبات. . لو أنه نقص من الواجبات كلا أو بعضا. .
هل يقال إيمانه كامل؟
من باب أولى. .
لكننا نزيد ونقول: هو آثم. . وهو فاجر. . وهو ظالم. . وإثمه. . وظلمه. . وفجوره. . وفسقه. . وضلاله. . بحسب قدر إنتقاصه من أعمال الإيمان الواجبة. .
وكذلك الحال في الأركان العملية الأربعة. . عدا "لا إله إلا الله" وهي "الركن الأساس"الذي قال فيه النبي-عليه الصلاة والسلام- أعلاها "لا إله إلا الله"
لأنه من لم يقل "لا إله إلا الله" أصلا هو غير داخل في دائرة الإسلام. .
-يعني- لو أن إنسانا الآن. . قال"لا إله إلا الله" ثم مات. . هل نقول مسلم أم غير مسلم؟
نقول مسلم. . كحديث أسامة بن زيد في الذي قتله بعد أن قال: "لا إله إلا الله" لم ينتظر النبي-عليه الصلاة والسلام-قيامه بأركان أو واجبات أخرى. . .
لكن هذا لا ينفي أن هنالك واجبات. . لو أنه فسح له من العمر بما يستطيع أن يقوم به في الصلاة ثم لم يصلي فلا شك ولا ريب هذا يكون -على حسب الخلاف- بين أهل العلم من أهل السنة لا من المرجئة الذين إعتبروا فقط الإيمان قلبيا أو لم يعتبروا العمل الجوارح منزلة وبالتالي الطالح والفاسق عندهم سواء. . والصالح والطالح عندهم سواء. . أهل السنة إختلفوا في تارك وذكرنا هذا مرارا وتكرارا. . .
وقالوا :بأن لم يصلي لا شك ولا ريب. . يكون فاسقا بل إختلف في تكفيره على أقوال معروفة عند أهل العلم في كتبهم ومؤلفاتهم وذكر الإمام -إبن تيمية- والإمام -إبن رجب الحنبلي- في كتابه "فتح الباري" أن للإمام أحمد في المسألة ستة أقوال. . في مسألة تارك الصلاة ستة أقول .المقصود: أن هذا الذي ترك الزكاة. . وترك معها الحج. . وترك معها الصيام. . هل هذا كمثل من قام بها؟
لا. .
لا بد أنهما مختلفان فالفاعل ليس كالتارك والقائم بالعمل ليس كالمغادر له والمباين له -نسال الله العافية-
بينما عند المرجئة كله سواء طالما أن الإيمان القلبي موجود فهذا قول ردي. . قول باطل. . يغني سوقه عن إبطاله. . . في هذا الزمان
ومع ذلك وللأسف فقد إتهم بعض أهل السنة ؛لأنهم إختاروا
بعض المسائل العلمية. .
بعض المسائل الفقهية . .
بعض المسائل العقائدية . .
التي نقل فيها شيء من الخلاف بين أئمة أهل السنة كالإمام أحمد والإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أبي حنيفة وهم أئمة السنة ومن أئمتهم -رحمهم الله تعالى- أن هذا يقولون: قول المرجئة وأنا على مثل اليقين أن المتهم هذه التهمة مع وجود الحكم. .
بالفسق . .
والفجور . .
والظلم . .
والوعيد بالنار . .
لم يتصور معنى "الإرجاء" فضلآ عن أن يكون حكمه به صحيحآ. .
لا في كثير. .
ولا في قليل. .
لا في صغير. .
ولا في كبير. .
إذن. . كلمة "جنس العمل"كلمة إستعملها أهل العلم في غير السياق الذي تستعمل به في هذه الأيام ومع ذلك لو تنزلنا إلى هذا السياق الذي تستعمل به في هذه الأيام وسألنا المستدل به ماذا تقصد؟ فإنه لن يجيب. . ولن يستطيع أن يجيب. .
حتى سمعت من قال في هذه المسألة قولا عجبا. .
قال: "جنس العمل" من كل عمل :أي لا بد أن يصلي جنس الصلاة من فرض الصلاة وأن يصوم جنس الصيام من فرض الصيام وأن يزكي جنس الزكاة من فرض الزكاة هذا قول-يعني- تأباه اللغة فضلآ عن أن يقبله عرف العلم. . وقواعد العلم. . وأسس العلم. . وما ذلك إلا بسبب المصطلحات الحادثة والمصطلحات الوافدة التي ما أنزل الله بها من سلطان. . .
لذلك الشيخ إبن عثيمين-رحمه الله تعالى-لما سئل عن من يتكلم بجنس العمل وآحاد العمل. .
قال :هذه طنطنة لا فائدة منها. . الكافر من كفره الله ورسوله. . .
كأنه يقول:
إبحث في:دلائل العلم. . .
إبحث في: حججه. . .
إبحث في: نصوصه. . .
إبحث في: براهينه. . .
أما أن تردد كالببغاء أن هذا كافر. . وهذا مسلم. .وما الدليل؟ ترك جنس العمل أو لم يترك جنس العمل وأنت لم تتصور أصلآ المسألة فضلآ عن أن تستطيع الإتيان بدلائلها. .
فهذا قول إد. .هذا قول باطل. .هذا قول فاشل. . ما أنزل الله به من سلطان. .
إذن. . للمصطلحات جناية شديدة وشديدة جدآ على الأفعال التي يقولها بعض الناس من غير دراية ولا إدراك ولا فهم-ولو- ردت هذه المصطلحات إلى أصولها ودلائلها وحججها لكان الأمر والحالة هذه حجتا مقابل حجة. . ودليلآ مقابل دليل. . وبينتا مقابل بينة. .
إسمع ماذا يقول شيخ الإسلام -إبن تيمية- في كتابه "النبوات"
يقول:والتعبير عن حقائق الإيمان بعبارات القرآن أولى من التعبير عنها بغيرها فإن ألفاظ القرآن يجب الإيمان بها وهي "تنزيل من حكيم حميد". . .
هل ألفاظ القرآن كسائر ألفاظ بني الإنسان؟
لا يستويان. . .لا يستويان. . .
القرآن الكريم لا "يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" ومع ذلك نرى أهل العلم قد إختلفوا في ألفاظ القرآن. . فكيف الحال إذن. . فيما دون ألفاظ القرآن؟
فإن الإختلاف سيكون فيها أولى وأكثر فلا أقل من أن نرجع إلى:
نصوص القرآن. .
وألفاظ القرآن. .
وآيات القرآن. .
على الأقل ؛لتقليل دائرة الخلاف فكيف إذا كنا نطمع ونطمح بأن يكون ذلك:
سبيلآ للألفة. .
وسبيلآ للوحدة. .
وسبيلآ للإتفاق. .
وسبيلآ لمجانبة الإفتراق والإختلاف. .
قال والأمة متفقة عليها.يقصد ماذا؟
الألفاظ. .
لكن هل الأمة متفقة على المعاني؟
الجواب :لا. . بدليل أنك ترى إختلاف الصحابة فضلآ عن التابعين فضلآ عن من بعدهم بكثير أو في كثير من الآيات وكثير من معاني الألفاظ أما هل إختلف أحد في ألفاظ القرآن من الأمة؟
لا. . إلا الشيعة الشنيعة "قاتلهم الله أنى يؤفكون" الذين يدعون ويزعمون أن القرآن الكريم محرف حتى ألف بعض كبائرهم كتابا سماه:
"فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" قاتله الله أنى يؤفك. .
ومع ذلك نسمع دندنة من هنا. . وهناك. . وهنالك. . فيمن..
يقول. . .
ويزعم . . .
ويدعي . . .
ويطلب . . .
التقريب بين السنة والشيعة. . لا تقريب بين السنة والشيعة إلا في حالة واحدة: أن يترك الشيعة ضلالهم وأن يتركوا كفرهم وأن يتركوا شركهم الذي تلبسوا به في القليل والكثير. .
وإلا. . .
فأي إتفاق في القرآن مع من يقول :بأن القرآن محرف؟
أي إتفاق في السنة مع من يطعن بأبي هريرة -راوية الإسلام- وبالتالي يطعن في بقيت رواياته والتي هي بالألوف؟
أي إتفاق فيمن يطعن في عرض وشرف الصديقة بنت الصديق الطاهرة المطهرة الطيبة المطيبة عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-؟
أي إتفاق ؟ وأي تقريب. . ؟
هذا تخريب. . وليس بتقريب. .
هذا تخريب لعقائد أهل السنة أن يدعى الجمع والتقريب مع الشيعة الشنيعة في عقائدهم وفي ضلالاتهم وفي كفرياتهم وشركياتهم والباب في هذا كثير لو فتحناه لإستغرق ذلك معنا لا أقول: درسا ولا درسين ولا عشرات الدروس. . لأن هذا تاريخ مضى عليه أكثر من أربعة عشر قرنآ فالشيعة بزغ نجم ضلالهم في عصرعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-حتى حرق بعضهم ممن إدعوا فيه الألوهية ومن هنا. . إفترقوا وتفرقوا ووجدوا إلى آخر ما هو معروف عبر تاريخ الإسلام.
قال :والأمة متفقة عليها.
والكلام لا يزال ل:شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله- طبعا بعض الناس يقول :إبن تيمية بالتخفيف هذا خطأ إنما هو إبن تيمية؛ لأن هذه الياء ياء النسبة فمن قال إبن تيمية فقد أخطأ والصواب إبن تيمية .
يقول: والأمة متفقة عليها:أي على ألفاظ القرآن ويجب الإقرار بمضمونها قبل أن تفهم
-يعني-لا يجوز لأحد يقول: أنا لا أقر أن هذا قرآن حتى أفهمه!!! أنت تقرأ الآن }ألم{ تقرأ }كهيعص{ تقرأ }يس{ }طه{ طبعآ }طه{ و}يس{ حروف مقطعة وليست أسماءا.

بعض الناس يتوهمها أسماء للرسول-صلى الله عليه وسلم-ونبه أهل العلم على أن ذلك غير صحيح. . وأن ذلك غير جيد. . ولا وجه له في العلم. . وإنما هي بمنزلة }ألم{و }كهيعص{ وغير ذلك من الحروف المقطعة. . .
هل يستطيع أحد أن يفهم من هذه الحروف وهي آية عندما نقول }كهيعص{ آية عندما نقول }ألم{ آية عندما نقول }طه{ آية }يس{آية. .
هل يستطيع أحد أن يقول:أنا لا أقر بأن هذا قرآن حتى أفهمه؟ لا أحد يستطيع أن يفهم إلا ما ذكره -شيخ الإسلام- من أن هذه الأحرف المقطعة في بعض السور في أوائل السور أو بعضها إنما هي للتحدي فقط. .
أما هل نستطيع أن نفهم منها شيئا مباشرا كما أن بعض الناس أرادوا أن يطبقوها على بعض أنواع الحساب هنالك نوع من أنواع الحساب يسمى "حساب الجمل" حساب الجمل فيه الحروف الأبجدية. وطبعا الحروف الأبجدية غير الحروف الهجائية كثير من الناس يخلط بين الحروف الهجائية} ا ب ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ. .{ إلى آخره. . وبين الحروف الأبجدية }ا ب ج د ه و ز ح. . { إلى آخره. . حروف أبجد هوز غير حروف ا. .ب. .ت. . حروف أبجد هوز أبجدية حروف أ. .ب. .ت. . هجائية
حساب الجمل يجعل ألف= واحد ب =إثنين جيم =ثلاثة. .
فاذا إنتهيت العشرة من واحد إلى عشرة. . الحرف الحادي عشر يكون= عشرة. . الحرف الثاني عشر يكون= عشرين. . الحرف الثالث عشر يكون= ثلاثين وإذا إنتهت العشرين الباقية تكون العشرة الثالثة من الحروف =مئات مائة. . مئتان. . ثلاثة مائة فبدؤوا يجمعون الحروف المقطعة في أوائل السور ويقولون هذه الحروف تدل على تواريخ وتدل على أشياء وتدل على أسمان وأعمار وكل ذلك باطل ما أنزل الله به من سلطان. .
إذن. .
كما قال الله }فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما{
نحن نسلم تسليما مطلقا بكل حرف من كتاب الله حتى لو لم نفهمه هو من كلام الله أما هل أدركنا فهمه فضلا عن أن ندرك فهمه الصواب هذه قضية أخرى هذا ما يشير إليه شيخ الإسلام. .
قال:والأمة متفقة عليها ويجب الإقرار بمضمونها قبل أن تفهم وفيها من الحكم والمعاني ما لا تنقضي عجائبه:أي ألفاظ القرآن. . وآيات القرآن. . وكلمات القرآن. . والألفاظ المحدثة فيها إجمال. . وإشتباه. . ونزاع. . .
وأنا }أقول{:إذا كانت الفاظ القرآن والتي فيها من الحكم والمعاني ما لا تنقضي عجائبه قد حصل في فهمها إختلاف بين أهل السنة ترى "تفسير إبن كثير" يفسر بعض الآيات غير "تفسير إبن جرير" وترى "تفسير البغوي" يفسر بعض الآيات غير "تفسير السيوطي"وترى "تفسير السيوطي" يفسر بعض الآيات غير "تفسير القاسمي"وهكذا لكنهم جميعا مقرون بأن هذا كلام الله. .
إذا كان هذا كلام الله وفيه من الخلاف ما فيه فكيف بكلام من هو من خلق؟ الله فكيف بكلام من لا يستطيع أن لا يعبر عن الحقائق بالتعبيرات الصحيحة في بعض الأحيان من البشر؟
لذلك قال -شيخ الإسلام- :والألفاظ المحدثة فيها إحتمال واشتباه ونزاع وما من إجمال ولا إشتباه إلا وهو محدث للنزاع.
قال: ثم قد يجعل اللفظ حجة بمجرده.
الآن بعض الناس يقول لك "جنس العمل"شرط في صحة الإيمان. .
-يا أخي- ما معنى "جنس العمل" ؟
لا بد جنس العمل!!! جعل "جنس العمل"بمجرد هذه اللفظة الحادثة جحة في الشريعة على أصل من أصول الدين دون أن يفقه معناها فضلا عن أن يفهم غيره حقيقتها فأي ظلم أشد من هذا. . .
قال: ثم قد يجعل اللفظ: أي هذا اللفظ الحادث حجة بمجرده وليس هو قول الرسول الصادق المصدوق-صلى الله عليه وسلم- وقد يضطرب في معناه والله. .وتالله. .وبالله. .هذان السطران منطبقان تماما على مسألة "جنس العمل" سواءا بسواء. .
وحصل معي نقاش قبل ست أو سبع سنوات في الرياض عاصمة بلاد الحرمين الشريفين مع بعض طلبة العلم الأقوياء -بمعنى الكلمة- وكان الكلام في مسائل الإيمان هذه التي نحن نتفيء ظلالها. . فأثناء البحث. . .
}قال{ لكن هنا نقطة . . .
}قلت{ ما هي؟
}قال{ :لا بد من "جنس العمل" فهو شرط صحة في الإيمان.
لم أرد أن أدخل معه فيما أشرت إليه قبل قليل من. . ما تعريفك لجنس العمل أصلا؟ وإنما أردت أن أتسلسل معه في البيان بتسلسل واقعي. . .
}قلت له{ :أنا أسالك سؤالا. .
}قال{ :نعم. .
}قلت{ :لو أن إنسانا ما يصلي. . لكنه لا يزكي. . ولا يحج. . ولا يصوم. . ويفعل المنكرات ويعيث في الأرض الفساد. . و. .و. .إلى آخره. . ماذا تقول فيه -ما حكمه- ؟
}قال{ :هذا مسلم فاسق. .
}قلت له{ :إذا قلبنا الصورة إنسان يصوم. . ويزكي. . ويحج. . ولا يفعل المنكرات لكنه لا يصلي ما حكمه؟
}قال{ :هذا كافر. . .
}قلت{ :أين "جنس العمل" ؟
هذا يفعل أكثر العمل وليس "جنس العمل" الذي لو فسرناه
جنس العمل- بمعنى- أقله. .
أو. .
جنس العمل -بمعنى- فرد من أفراده. .
وهذا أكثر ما يقولونه في تفسير مصطلح "جنس العمل" الحادث!!! فسكت. .
إذن. .
القضية في موضوع "جنس العمل" مردها إبتداءا وإنتهاءا إلى "مسألة الصلاة" مسألة الصلاة بإتفاق أهل السنة مسألة -خلاف سني- في إطار أهل السنة أي إذا أثبتنا أن تارك الصلاة فاسق. . وفاجر. . وتحت الوعيد. . وليس على طريقة المرجئة الردية التي تجعل تارك الصلاة أو المصلي سواءا -بمعنى- أن إيمان هذا كامل. . وأن إيمان ذك كامل. . فأنا لا أعلم في دنيا الناس اليوم أحد يفعل هذا. . أو يقول هذا إلا أن يكون من رعاع الناس ومن دهمائهم ممن إذا قلت له: -صل- يقول لك: الإيمان في القلب حتى هذه نسمعها لكن لا يكون الإيمان الكامل لا يكون الإيمان الكامل -بمعنى- لو حججته أو حاججته قليلا فإنه سيقر. . ويعترف. . ويرجع. . رغما عن أنفه إلى مذهب أهل السنة. .
يقول لك: والله يا شيخ أنا إيماني ناقص. .إيماني ضعيف أدع لي بالهداية والتوفيق فلا يقر بالإيمان الكامل كما تقول المرجئة الردية وكلها ردية -والعياذ بالله-
إذن. . .
-يجب- أن نضبط ألفاظنا بنصوص الشرع ولا يجوز أن نجعل الألفاظ المحدثة حكما على الشرع فضلا عن أن نجعلها حجة بمجردها كما قال شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله-
يقول: ثم قد يجعل اللفظ حجة بمجرده وليس هو قول الرسول الصادق المصدوق وقد يضطرب في معناه وهذا أمر يعرفه من جربه من كلام الناس. .
فعلا. .
وكما قال ذلك العالم قديما:
من جرب مثل تجربتي. . . عرف مثل معرفتي. . .
فالذي يناقش هذه المسائل بالحجج والدلائل يعرف أن هذا الصنف من الناس الذي يلزم بكلام ليس هو كلام الله وليس هو كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن هذا موجود. . .

أنا الآن تذكرت شيئا قد يكون فيه شيئا من الطرفة والعجب رأيت أناسا ممن يناقشون في مسائل الإيمان شبهتهم ب:أحوال الأشاعرة الذين يناقشون في مسائل الصفات.
الأشاعرة أتوا بمصطلح التنزيه.
ومصطلح التنزيه –كلمة تنزيه- كلمة طيبة التنزيه كلمة طيبة أننا ننزه الله عن صفات المحدثات. . صفات المخلوقين. . وكيف لا يكون والله -تبارك وتعالى- يقول }ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{ لكن نحن عندما نستعمل لفظ التنزيه نستعمله في: إطاره النزيه. . في إطاره الحق. . في إطاره الصحيح. . فلا نعطل ولا نؤول أسماء الله أو صفاته لمجرد لفظ التنزيه الذي نحن وضعناه ونحن أقررناه. .
فالأشاعرة مثلا :عندما تقول لهم }الرحمن على العرش استوى{ يقولون :استوى -بمعنى- إستولى لأننا لو قلنا: استوى –بمعنى- علا وإرتفع فإننا لا ننزه والواجب التنزيه إذن نبطل دلالة آية }الرحمن على العرش استوى{ بينما السني الذي إطمئن قلبه. . وعقله. . بالإيمان الصحيح والذي إطمئن فؤاده. . وجنانه. . بالمنهج الحق الرجيح ماذا يضيره أن يقول: نؤمن بإستواء الله –تعالى- كما يليق بجلاله. . وكماله. . وجماله. . }ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{ و
كل ما خطر ببالك. . . فالله ليس كذلك. . .
-بإختصار شديد- فنثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- من أسماءا و صفات ولا نضطر لإبطال دلالتها أو تأويلها أو تعطيلها تحت طائلة هذا التنزيه الذي هو بهذا المعنى إنما هو كلام مخترع. . ومفترع . . ليس عليه وجه وليس عليه دليل -إذا وضع في هذا السياق- أما اذا وضع في سياق معنى قول الله }ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{ الذي لا يتنافى مع الإثبات فهذا. . لا شك ولا ريب. . أمر مقبول. .
الشاهد: أن هذا الصنف في مسائل الصفات أشبه من طرف آخر صنفا آخر في مسائل الإيمان فمن أجل مصطلح "جنس العمل" الذي نحن وضعناه ونحن إخترعناه. . .
إخترعناه بهذا التنزيل. .
وإلا أكرر. . . إستعمال -شيخ الإسلام- له على غير هذا السياق. . وعلى غير هذا المعنى. . وعلى غير هذا الضابط جعل كثيرا من الناس يأتون إلى أحاديث صحيحة فيبطلون معناها ويؤولون ألفاظها لمجرد أن تتوافق مع هذه القاعدة التي هم وضعوها فصارت القاعدة هي الأصل وصارت الأدلة والبراهين والحجج هي الفرع كما أن أصل التنزيه صار هو الأصل وآيات وأحاديث إثبات الأسماء والصفات هي الفرع. . .
مع أن الأصل أن تكون النصوص سواءا في" باب الأسماء والصفات. .أو في باب مسائل الإيمان هي الأصل. . والمصطلحات. .
تروح وتجيء. .
تغدوا وتذهب. .
وتمضي وتنمحي. .
لا نجعل المصطلحات كالأحاديث والآيات شتان شتان بينهما. .
قال-شيخ الإسلام- فالإعتصام بحبل الله يكون بالإعتصام بالقرآن والإسلام كما قال –تعالى- }واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا{ بينما لا يكون في المحدثات ولا يكون في الحادثات من الكلمات والمصطلحات. .
إلا. .
التفرق. .
والتشرذم. .
والتمحور. .
والرد لنصوص الشرع. .
من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أسال الله-تعالى-أن يعيننا وإياكم وأن يوفقنا وإياكم وفي الدرس القادم -إن شاء الله- يكون بحثنا حول كلمة لشيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله- نرددها دائما ونكررها دائما وهي قوله:
"أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق".
لنبين صلة هذه الكلمة بهذا المبحث الدقيق الذي نحن فيه. . سائلين الله -تبارك وتعالى- التوفيق والسداد والهدى والرشاد لنا ولكم ولجميع العباد إنه-سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. .


*طبعا نحن دائما نحرص أن تكون الأسئلة في موضوعنا. . لكن الإخوة يتوسعون ونحن معهم نتوسع. .


• يقول السائل: هل يمكننا الجزم بان النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يتثاءب أبدآ في حياته ؟

الجواب:
نقول:أخبرنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن التثاؤب من الشيطان وأخبرنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن شيطانه أسلم فلا يأمره إلا بخير فالأصل أن يكون هذا دليلا دالآ على أن التثاؤب لم يكن منه -عليه الصلاة والسلام- أما أن نقول: لم يتثاءب أبدا-يعني-قبل النبوة مثلا. . أو بعد النبوة وقبل أن يسلم شيطانه هذا من التكلف الذي نهينا عنه وإنما علمنا النبي -عليه الصلاة والسلام-أحكام التثاؤب أما أنه تثاءب فلا أعلم في ذلك سنة خاصة والله-تعالى- أعلم.



• يقول: يطلب التاجر من المرأة الكشف عن وجهها إذ إشترطت عليه قياس الثوب في البيت فإن كان غير مناسب أعادته فهل طلبه شرعي حتى يعرفها إن أعادته؟


الجواب:
طلب غير شرعي ألا تستطيع ان توقع له. . أن تعطيه هدية أمارة هنالك بدلا من الوسيلة. . عشرات الوسائل. . أما أن يكون منه هذا الطلب. . حتى قلنا بجواز كشف الوجه. .
لكن كلامنا الآن عن خضوع هذه المرأة لهذا التاجر لمثل هذا السبب. . هذا غير شرعي. . . نعم.


• طبعا هنا الأخ يقول: ما معنى قول القلب؟

الجواب:شرحنا أن قول القلب معناه: التصديق المنافي للتكذيب والتصديق المنافي للتكذيب لا يكفي للإيمان الحق إلا إذا إنضم إليه فعل القلب وعمله وهو الإذعان والإنقياد.



• يقول:كاني سمعتك تقول:أن إبليس مصدق ونحن نعلم أن التصديق هو الإيمان كيف يكون ذلك؟

الجواب:
نحن الآن. . الآن. . بينا أن التصديق المنافي للتكذيب لا يكفي وحده للإيمان وإنما لا بد أن يكون معه الإذعان. .
الآن. .إبليس عندما يقول لله: }فبعزتك لأغوينهم أجمعين{ هذا مكذب؟ هذا ليس مكذب. . .هذا. . مصدق لكن هل تصديقه أنجاه؟ لم ينجه لأنه لم يذعن لأمر الله -تبارك وتعالى- فعندما نذكر التصديق نذكر المنافاة للتكذيب ولم يقع من إبليس الرجيم التكذيب وإنما وقع منه عدم الإذعان والرد لحكم الله-تبارك وتعالى- مع تصديقه به بدليل إيمانه به. . وقوله. . وحلفه به. . }فبعزتك{
بينما الآن نسمع كثيرا من الناس في الشوارع. . وفي المتاجر. . وفي الطرقات. . من يحلف بشرفه. . ومن يحلف بعرضه. . ومن يحلف بنفسه. . وذاته. . وشاربه. . وشنبه. . بينما إبليس الرجيم يحلف بعزة الله-نسأل الله العافية-.



• أيضا هذا سؤال آخر ما معنى عمل القلب؟

الجواب:
قلنا أن عمل القلب معناه الإذعان والإنقيلد والإلتزام بحكم الله-تبارك وتعالى-



• تفضل:الأخ يسأل عن درس يوم الأثنين. .
نعم. .إنتهت الدورة دورة مركز الإمام الألباني إنتهت أمس. . .
ودرس الأثنين قائم ودرس الأربعاء
درس الأثنين قائم في مسجد المغيرة بن شعبة في شارع الإستقلال في عمان. .
ودرس الأربعاء في طبربور . .
درس الأثنين في كتاب "الإبانة" لإبن بطة. .
ودرس الأربعاء في كتاب "منهج السالكين" للشيخ إبن سعدي. .



• سؤال غير واضح. . . .


الجواب:
هذا -إن شاء الله- الجواب عليه في الأسبوع القادم لأنه يحتاج إلى شيء من البيان. .
مع أنني بينت وأشرت عدة إشارات إليه في هذا المجلس لكن تحفظ سؤالك إلى الأسبوع القادم-ونبدأ به-إن شاء الله-.

وجزاكم الله خيرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

http://lkmiojbllkn'p ibon['kjp'ogbv'p
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.