أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
65851 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-11-2012, 07:14 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي *جديد* (سلسلة) الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية

(سلسلة) الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية للأخ أبي عبدالله مسعود مسعودي الجزائري - وفقه الله -



أبدأ بنشر المباحث التالية :

· المقدمة ص 3
· الباعث على جمع الرسالة ص 6

· مادة الرسالة ص9

· ما أعتني به إن شاء الله ص 10

· بعض ما قيل في الرسالة ص 11

· كلام نفيس للمعلمي اليماني ص 15


بداية الرسالة :


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
لا يخفى على المشتغلين بأمر الدعوة إلى الله على منهج السلف الصالح، ما تمر به من مشاكل، وعواصف، وأنها توقفت، وهذا باعتراف الشيخ ربيع حيث قال : " فإن الدعوة السلفية توقفت وضُربت يا إخوان ". كما في الفتاوى له (1/344)
والناظر في سيرتها يدرك الفرق حقيقة بين ما كانت عليه زمن الأئمة الأربعة: الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل رحمهم الله وبين الزمن الحاضر، ولا أذهب بعيدا بإخواني الكرام بل أحاول التكلم على ما رأيته وعايشته، ففي أواخر التسعينات كان للدعوة السلفية مكانة في نفوس الجزائريين، وكانت تنتشر كالنور في الظلام إلى سنة 2002م وبدأت بعدها الفتن.
وكانت أول الفتن فتنة الشيخ ربيع مع أبي الحسن المأربي، فاندفع طلبة الجامعة أو معظمهم في نصرة الشيخ ربيع، وتبديع كل من لم يستجب للنصح، عملا بأحكام الشيخ ربيع، وبقي الأمر مدة من الزمن أفرحَ كل متربص، وأحزن كل مخلص.
ثم جاءت مدة أحسّ المنصفون من أهلها أن مثل هذا المنهج لا ينفع الدعوة بل يضرها، فما كان من بعضهم إلا أن قال إن السبب هم الطلبة، وإنهم لم يُحسنوا السؤال لذلك جاء الجواب على واقع غير الواقع.
وجاءت فترة من الزمن كنت ألتمس فيها العذر للشيخ ربيع، إلا أنني كنت في كثير من المناسبات أصطدم بتناقضات لا يمكن الجمع بينها، حتى منّ الله عليّ بمكتبة مصورة حوت كتب السلف والخلف، ومكاتب مسموعة للأئمة الأربعة، أي الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل، فكنت أسمع وأقرأ فأجد اختلافا بين كلامهم وكلام الشيخ ربيع، حتى تقرر عندي أن الخلل ليس في إخواننا وإنما هو في المنهج الحادث بعد الأئمة رحمهم الله.
ومن بين من ذكر الاختلاف: الشيخ عبد المحسن العباد في رسالته ومرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة (ص4، 5) حيث قال حفظه الله تعالى: "ولكن من المؤسف ـــ بعد وفاة الشيخين ـــ [ أي ابن باز والعثيمين ] اتّجه بعض هذه الفئة إلى النيل من بعض إخوانهم من أهل السنة، الدّاعين إلى التمسك بما كان عليه سلف الأمة من داخل البلاد وخارجها.
وكان من حقهم عليهم أن يقبلوا إحسانهم ويشدوا أُزرهم عليه، ويسدِّدوهم فيما حصل منهم من خطأ ـــ إذا ثبت أنه خطأ! ــ ثم لا يَشغلون أنفسهم بعمارة مجالسهم بذكرهم! والتحذير منهم! بل يشتغلون بالعلم ـــ اطِّلاعا وتعليما ودعوة ـــ وهذا هو المنهج القويم للصلاح والإصلاح الذي كان عليه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ــــ إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر ـــ رحمه الله ــــ "
وقال حفظه الله في رسالته الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها (4/262) المطبوعة في كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر: " إنَّ منهج الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ يختلف عن منهج التلميذ الجارح ومَن يشبهه؛ لأنَّ منهج الشيخ يتَّسم بالرِّفق واللِّين والحرص على استفادة المنصوح والأخذ بيده إلى طريق السلامة، وأمَّا الجارحُ ومَن يشبهه فيتَّسمُ بالشدَّة والتنفير والتحذير، وكثيرون مِن الذين جرحهم في أشرطته كان يُثني عليهم الشيخ عبد العزيز ويدعو لهم ويحثُّهم على الدعوة وتعليم الناس، ويَحثُّ على الاستفادة منهم والأخذ عنهم".
وقال أيضا (4/262 ،263): متعقبا قول بعضهم: " وأنا في الحقيقة قد قرأتُ الرسالةَ [ أي رفقا أهل السنة بأهل السنة للشيخ العباد ]، وعرفت موقفَ أهل السنَّة منها، ولعلَّكم رأيتم الردودَ من بعض العلماء والمشايخ، وما أظنُّ الردودَ تقف عند ذلك، إنَّما هناك مَن سَيَرُدُّ أيضاً "
فقال الشيخ عبد المحسن: " فالجواب: أنَّ أهل السنَّة الذين عناهم هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ الذي أشرتُ إليه قريباً، وهو بهذا الكلام يستنهض هِمَمَ مَن لم يعرفهم للنيل من الرسالة بعد أن استنهض هِمَم مَن يعرفهم، وأنا في الحقيقة لَم أعرض رمحاً، وإنَّما عرضتُ نصحاً لم يقبله الجارحُ ومَن يشبهه؛ لأنَّ النصحَ للمنصوح يشبه الدواءَ للمريض، ومن المرضى مَن يستعمل الدواء وإن كان مُرًّا؛ لِمَا يُؤَمِّله من فائدة، ومن المنصوحين من يصدُّه الهوى عن النصح لا يقبله، بل ويُحذِّر منه، وأسأل الله للجميع التوفيق والهدايةَ والسلامةَ من كيد الشيطان ومكره ".
و كما قال عبد الله بن بريدة: "من ضنائن العلم الرجوع إلى الحق"
الباعث على جمع الرسالة:
ومن جملة ما كان يُقال هو: أن المشايخ كانوا على نفس المنهج الذي يقول به الشيخ ربيع، وأن من خالفه فهو مخالف لهم ومغير وهذه علامة من علامات الفتنة، مستدلين بما قاله بعض السلف: الفتنة أن تنكر ما كنت تعرف.
وقد صرح الشيخ ربيع بأن المشايخ معه على المنهج الذي هو عليه، فقال في مجموع الكتب والرسائل (9\196): "لو وقف المعلمي على مؤلفاتي في نصر السنة لأيدها؛ كما أيدها إخوانه من أئمة السنة ولا سيما صديقه الألباني".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (11\113): "وكتبي قد حكم فيها العلماء وأيدوها".
ويقول في مجموع الكتب والرسائل (9\398): "الذين يتتبعون أقوالي لم يقفوا فيها على كذب وخيانة، وإنما وجدوا الصدق والأمانة، وحتى الخصوم
يعرفون هذا".
وقال في رسالة نصيحة لأهل العراق (ص18): "إن الأئمة الثلاثة الكبار لم يعارضوا الشيخ ربيعاً في أحد بل أيدوه، وأيدوه إلى أن مضوا إلى رحمة الله، لأن طريقتي ليست أحكاماَ على فلان أو فلان وإنما هي نقد لأقوال وأفكار، أبين باطلها بالحجج والبراهين، وعلماء المنهج السلفي كلهم يؤيدون ما أكتب، ولم يعارضوه، ولا أحد منهم، لأنه الحق الأبلج".
ومعنى ذلك أنهم كانوا معه إلى أن مضوا إلى رحمة الله، بل قال إن أحكامه على الرجال ليست مبنية على الاجتهاد، كما في رسالة نصيحة لأهل العراق (ص25) رداً على من قال: "تسوغ مخالفة الشيخ ربيع في أحكامه في الرجال لأن مبنى الحكم على الرجال مرده إلى الاجتهاد, ولا ينبغي مخالفة ربيع إلا بقول إمام معتبر وبقرينة".
فتعقبه بالقول: "إن أحكام الشيخ ربيع على الرجال ليست مبنية على الاجتهاد
, وإنما هي قائمة على دراسة واسعة لأقوال من ينتقدهم من المخالفين للمنهج السلفي وأهله في مسائل أصولية بعضها عقدي وبعضها منهجي".
وغير هذا كثير، فقلت هل فعلا وقع ذلك؟ هل أيّده العلماء، ومنهم ابن باز والعثيمين والألباني؟ وهل نُقوله لم يخطئ فيها؟ وهل من لم يُوافق الشيخ ربيعا فقد أنكر ما كان يعرف؟
فاستعنت بالله عز وجل في جمع ما تيسّر مما قاله الشيخ الألباني من قواعد، وأحكام، تخالف ما قاله الشيخ ربيع، على أن تكون هذه هي الرسالة الأولى من سلسلة تصحيحات في المنهج، وسمّيتها: "الأجوبة الألبانية على التوجّهات المدخلية ".
وهذا لبيان الحق والنصيحة في الدين أولا، ولأجل أن لا يُظلم الشيخ الألباني رحمه الله ثانيا، وأن لا يُنسب طلابه والمتأثرون بمنهجه إلى العقوق ثالثا.
المنهج المتبع في الرسالة:
أذكر ما قاله الشيخ ربيع سواء كان جوابا عن سؤال، أو ذكره ضمن الجواب، ثم أُتبعه بما هو مناسب من كلام الشيخ الألباني رحمه الله.
ومن يقرأ في هذه الرسالة فإمّا أن يكون عالما، فالعالم نحاكمه إلى العلم الذي عنده، وإما أن يكون طالب علم ينشدُ الصواب والحق، فهذا كذلك أدعوه إلى النظر والبحث، وأن يتكلّم بعلم أو يسكت بحلم، وإما أن يكون مقلدا لأحدٍ من العلماء، فإن كان ممن يقلِّد الشيخ ربيعا فأنصحه بما قاله الشيخ نفسه قال: "هناك علماء مسلّمٌ لهم بالإمامة والصدق والإخلاص مثل الشيخ ابن باز، ومثل الشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، وغيرهم من العلماء في كل مدينة من المدن – إن شاء الله- فالعالم الذي ترى أنه ملتزم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ عليه واستشره في قضايا الخلاف. كما في الفتاوى له (1/383/384).
وسئل أيضا: بماذا تنصح المبتدئ في طلب العلم إذا واجهته الاختلافات بين المشايخ؟ فأجاب: طالب العلم إذا واجهته الاختلافات بين المشايخ فعليه أن يذهب إلى أوثقهم عنده وأكثرهم التزاما وإتباعا للسنة، فيدرس عليه ويستفيد منه ويستعين بالله، ثم به على إدراك حقيقة الخلاف". كما في المرجع السابق (2/ 21)
فالمقلد عليه إذاً بإتباع المشايخ الثلاث، لأنهم الأعلم، فإن أبى إلا إتباع غيرهم فعليه أن يجتهد في معرفة أحكام التقليد، إذ هو فرض عين عليه، لكونه متلبس به. ومن الأحكام المتعلّقة به: عليه أن لا ينكر على من أخذ بقول إمام من أئمة أهل السنة.
مادة الرسالة:
قمت بجمع بعض ما قاله الشيخ ربيع، وذلك بالاعتماد أولا: على كتاب فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي، ممن نشره: دار المحسن للنشر والتوزيع بالجزائر، الطبعة الأولى (1430هـ،2009م)وأشير إليه بقولي: الفتاوى.
وثانيا: على مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي، طبعة دار الإمام أحمد الطبعة الأولى 1431هـ،2010م)
وثالثا: على تحقيقه لكتاب النكت على كتاب ابن الصلاح، طبعة دار الإمام أحمد، الطبعة الأولى، 1430هـ،2010م. وما عدا ذلك فهو مذكور في موضعه.
أما الشيخ الألباني رحمه الله فقد اعتمدت على أشرطته، وقمت بتفريغ ما كان له صلة بالموضوع، وما عدا الأشرطة فقد ذكرت المرجع في موضعه.
وسوف أعتني إن شاء الله بما يلي:
1ــ ما نسبه الشيخ ربيع لغيره من علماء السنة، ذكرت كلامهم في موضعه، مع ذكر المرجع. والتعليق إن لزم الأمر.
2ــ عزوت الآيات إلى موضعها من كتاب الله عز وجل.
3ــ ما ذكر من الأحاديث والآثار قمت بتخريجها، فما كان منها في الصحيحين أو في أحدهما، اكتفيت به، وما كان في غيرهما ذكرته، مع ما يناسبه من الحكم.
4ــ ما يشار إليه من الأحاديث، فإما أن أذكره، وإما أن أحيل على المصدر، مصدِّرا ذلك بقولي: أنظر.
5ــ قمت بوضع عناوين حتى يسهل الرجوع إلى الموضوع، مع التعليق أحيانا على بعض المواضع، في صلب الرسالة، جاعلا ذلك بين معكوفتين هكذا [ ].


[ بعض ما قيل في الرسالة ]
بعد إتمام الرسالة، قرأها بعض الناس، فما كان منه إلا أن افترى عليّ بأني قد بترت كلام الألباني، وأنّي قد نقلت من شبكة الأثري وغيره، وأنه قد شاركني بعض إخواننا في إعداد الرسالة، وهو في كل ذلك كاذب مدّع لعلم الغيب، ما منعه من قبول الحق إلاّ غمط الحق واحتقار الناس، فازددت بصيرة بحال هذه الجماعة، وإن الكذب هو الشعار الوحيد للتسويق.
أما البعض الآخر فلمّا لم يجد حجة مقنعة تدرأ ما ذكرته، إذا به يستدل بما استدل به أعداء الحق في كل مكان، وزمان، فقال: إنما يريد الظهور، ولماذا لم يتكلم عن هذا فلان وفلان، وإنما يريد أن يغير ما أنتم عليه، وهكذا، كالذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية، عن أهل الجاهلية، وهذا منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل والصلاح والفساد.
من أقوالهم أيضا: من هو حتى يذكر أخطاء الشيخ ربيع، وكانوا من قبل يقولون: طالب العلم من حقِّه أن يرد الخطأ، كما فعلوا مع رسالة: ماذا يريد أهل السنة بأهل السنة، التي ألّفها بعض طلبة العلم ردّا على الشيخ العباد، أما اليوم فكما قال القائل: وداوني بالتي كانت هي الداء.
وممّا أغاثهم به أهل التقليد قولهم: لا تغتابوا العلماء، وأخرى: لحوم العلماء مسمومة. ومرّة: لا تشوشوا على الناس. ومرّة: لا تفرقوا بين المسلمين، ولنتحد ضد عدونا اللدود. ومرة بعبارة نسمعها كثيراً: تردون على إخوانكم وتتركون الكفار والمنافقين والعلمانيين وما أشبه ذلك من العبارات، التي في ظاهرها الخير، وتناسوا قولهم فيما مضى: فإن العدو الداخلي أشد خطراً من العدو الخارجي.
ولقد كنت أظن أنّي لا أحتاج إلى مثل ذالكم الكلام مع جماعة تدّعي أن الحجة والبرهان رائدها، فإذا بي أجد حججهم هذه التي كانت بالأمس مدفوعة منبوذة، هي ملاذهم الوحيد.
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكلّ كاسر مكسور
على كلٍّ ما ذكرته عن بعضهم لا يعني أنّ الجميع هكذا، بل فيهم اللبيب والعاقل الذي يضع الأمور مواضعها، فيفرق مثلا بين الطعن وبين البيان والتعريف، وبين من يريد الإصلاح وبين من يريد الظهور.
ولكون الرسالة قد أصابت الداء، قام بعضهم بالتحذير منها، واحتجاجه بما أُثر عن بعض السلف: القلوب ضعيفة والشبه خطافة، وهي كلمة حق أريد بها باطل، كقول الخوارج لعلي رضي الله عنه: لا حكم إلا لله، فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل.
فإن هذه المقولة قالها بعض السلف في المخالف من أهل الأهواء، أما ما بين أهل السنة فكما قال عليه السلام لعلي رضي الله عنه: لا تقضينّ بين اثنين حتى تسمع منهما كليهما، وسيأتي تخريجه في موضعه إن شاء الله.
فهذه الرسالة تنقل -ولله الحمد والمنة- قول أهل السنة، فالمحذر منها إنما يحذر من أهل السنة، وبفعله هذا يريد الحصانة لدعواه، والبقاء على ما هو عليه، أما أهل السنة فينظرون في الخلاف الذي بينهم ويحكمون بالعدل الذي أُمروا به، وما زال أهل السنة في القديم والحديث يؤلفون في الخلاف ويذكرون الأدلة، ولو لم أجد إلا كتاب اختلاف مالك والشافعي، أو اختلاف مالك وأصحابه لابن عبد البر لكفى، فكيف والمكتبة الإسلامية تزخر بذلك.
ومما قيل عن الرسالة أيضا: قولهم: إن الألباني غير معصوم، وقد يكون الألباني هو المخطئ ويكون الصواب مع الشيخ ربيع.
والجواب: أقول للقائل: رويدك، حسبك، فإني لا أدعو إلى التعصب مع أي كان، إلا للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة. وهذه الرسالة إنما تعالج دعوى أطلقها الشيخ ربيع، خلاصتها إن الشيخ ربيعا على نفس النهج الذي كان عليه الشيخ الألباني.
فجاءت هذه الرسالة مفصحة عن حقيقة هذه الدعوى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتى يعلم أتباع الشيخ ربيع أن هذه المسائل قد خالف فيها من هو أجلّ من الشيخ ربيع ألا وهو الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
كذلك مما قيل: لماذا لم أذكر بعض ما قاله الشيخ ربيع في مواضع أخر، هذه المواضع التي رأى بعضهم فيها نوعا من الرفق بالمخالف ؟
والجواب: ليُعلم أن الشيخ ربيعا لا يرى حمل المجمل على المفصل، ويرى
فضيلته أن كلامه واضح، وأنه يريد به ظاهره، فمن الظلم له أن نحمِّل كلامه على غير ما يريده، ومن الظلم له حمل المجمل على المفصّل، فإن كان ولابد من الحمل فليصرِّح أتباع الشيخ ربيع بخطئه في ذلك، وليعاملوا غيرهم بما يحبون أن يُعاملوا به.
وثانيا: قولهم هذا أيضا دعوى عريضة تحتاج إلى برهان، ولم أجد للشيخ ربيع كلاما يخالف ما ذكرته في هذه الرسالة عنه.
هذا وليعلم القارئ الباحث عن الحق أنه ستتلوى هذه الرسالة رسائل أخرى ـــ إن شاء الله تعالى ـــ تبين الحق بدليله، من الكتاب ومن السنة ومما كان عليه سلف الأمة في كثير من القضايا، مثل ما كتبتُه عن المجمل والمفصل، وقد رأى بعض إخواننا جزاه الله خيرا أن أسمِّيها: قعدات على وقفات ( حوار مع الشيخ ربيع حول المجمل والمفصل)، بعد أن كنتُ قد سميتها: الوقفات على وقفات، والرسالة تحت الطبع ـــ إن شاء الله تعالى ـــ
ولعل البعض قد يتساءل لماذا في هذا الوقت بالذات هذه الرسالة؟ والجواب يسير على من يسّره الله عليه، وهو: أن المنهج الذي حذّر منه الشيخ الألباني رحمه الله منتشر اليوم، ولعلّ التحذير والطعن الذي اُستقبِل به بعض الدعاة إلى الله في مدينة الجلفة عند زيارته لها، بسبب مسائل قد حكم فيها كبار علماء أهل السنة بأنها من النوازل، وأن المجتهد المصيب له أجران، وأنّ المخطئ له أجر واحد من أوضح الأدلة على ذلك. فالواجب والحال هكذا البيان وعدم السكوت، وهذا من النصيحة في الدين كما سبق ذكره.
وأختم هذه المقدمة بكلام نفيس للشيخ المعلمي اليماني أرشدني إليه بعض إخواننا جزاه الله خيرا، عسى أن يجد قلوبا واعية، وآذانا صاغية.
قال ــ رحمه الله تعالى ــ في القائد إلى تصحيح العقائد: " الدين على درجات: كف عما نهي عنه، وعمل ما أمر به، واعتراف بالحق، واعتقاد له وعلم به. ومخالفة الهوى للحق في الكف واضحة، فإن عامة ما نهي عنه شهوات ومستلذات، وقد لا يشتهي الإنسان الشيء من ذلك لذاته، ولكنه يشتهيه لعارض. ومخالفة الهوىللحق في الاعتراف بالحق من وجوه:
الأول: أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل، فالإنسان ينشأ على دين أو اعتقاد أو مذهب أو رأي يتلقاه من مربيه ومعلمه على أنه حق فيكون عليه مدة، ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه أن يعترف بذلك، و هكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أو متبعوه على شيء، ثم تبين له بطلانه، و ذلك أنه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه، فاعترافه بضلالهم أو خطئهم اعتراف بنقصه.
حتى إنك لترى المرأة في زماننا هذا إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها خلاف على أم المؤمنين عائشة وغيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة، لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها، فتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت وأن من خالفها من الرجال أخطأوا، كان في ذلك إثبات فضيلة لعائشة على أولئك الرجال، فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقاً، فينالها حظ من ذل .
وبهذا يلوح لك سر تعصب العربي للعربي، والفارسي للفارسي، والتركي للتركي، وغير ذلك. حتى لقد يتعصب الأعمى في عصرنا هذا للمعري ! .
الوجه الثاني: أن يكون قد صار في الباطل جاه وشهرة ومعيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
الوجه الثالث: الكبر، يكون الإنسان على جهالة أو باطل، فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه إن اعترف كان معنى ذلك اعترافه بأنه ناقص، وأن ذلك الرجل هو الذي هداه.
ولهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه ونظره، ويشق عليه ذلك إذا كان غيره هو الذي بيّن له.
الوجه الرابع: الحسد وذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل والعلم والإصابة، فيعظم ذلك في عيون الناس، ولعله يتبعه كثير منهم، وإنك لتجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره من العلماء ولو بالباطل، حسداً منه لهم، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس.
ومخالفة الهوى للحق في العلم والاعتقاد قد تكون لمشقة تحصيلية، فإنه يحتاج إلى البحث والنظر، وفي ذلك مشقة ويحتاج إلى سؤال العلماء والاستفادة منهم وفي ذلك ما مر في الاعتراف ويحتاج إلى لزوم التقوى طلباً للتوفيق والهدى وفي ذلك ما فيه من المشقة.
وقد تكون لكراهية العلم والاعتقاد نفسه وذلك من جهات، الأول: ما تقدم في الاعتراف فإنه كما يشق على الإنسان أن يعترف ببعض ما قد تبين له، فكذلك يشق عليه أن يتبين بطلان دينه، أو اعتقاده، أو مذهبه، أو رأيه الذي نشأ عليه، واعترف به، ودعا إليه، وذبّ عنه، أو بطلان ما كان عليه آباؤه وأجداده وأشياخه.
ولا سيما عندما يلاحظ أنه إن تبين له ذلك تبين أن الذين يطريهم ويعظمهم، ويثنى عليهم بأنهم أهل الحق والإيمان والهدى والعلم والتحقيق، هم على خلاف ذلك، وإن الذين يحقرهم ويذمهم ويسخر منهم وينسبهم إلى الجهل والضلال والكفر هم المحقون، وحسبك ما قصه الله عز وجل من قول المشركين، قال تعالى:[ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ] ( الأنفال:32 ).
فتجد ذا الهوى كلما عرض عليه دليل لمخالفيه أو ما يوهن دليلاً لأصحابه شق عليه ذلك واضطرب واغتاظ وسارع إلى الشغب، فيقول في دليل مخالفيه: هذه شبهة باطلة مخالفة للقطعيات، وهذا المذهب مذهب باطل لم يذهب إليه إلا أهل الزيغ و الضلال…، ويؤكد ذلك بالثناء على مذهبه وأشياخه ويعدد المشاهير منهم ويطريهم بالألفاظ الفخمة، والألفاظ الضخمة، ويذكر ما قيل في مناقبهم ومثالب مخالفيهم، وإن كان يعلم أنه لا يصح، أو أنه باطل!
ومن أوضح الأدلة على غلبة الهوى على الناس أنهم - كما تراهم - على أديان مختلفة، ومقالات متباينة، ومذاهب متفرقة، وآراء متدافعة ثم تراهم كما قال الله تبارك و تعالى:[ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ].
فلا تجد من ينشأ على شيء من ذلك ويثبت عليه يرجع عنه إلا القليل، وهؤلاء القليل يكثر أن يكون أول ما بعثهم على الخروج عما كانوا عليه أغراض دنيوية ".
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على نبيّه وعلى آله وصحبه وسلم.

---- يتبع ----

ويلي هذا المباحث التالية :

- الدراسة على المبتدعة ص21 .
- أهل البدع وإن أصابوا لا يستفاد منهم والجواب عليه ص23 .
-أهل البدع لا يقال فيهم علماء ص 29 .
- الدعاة من أهل البدع كذابون ص 30 .
- تقسيم الدين إلى أصول وفروع والجواب عليه ص 31 .
- أهل السنة لا يختلفون في أخبار الآحاد منذ عهد ابن تيمية والجواب عليه ص 33 .
- الردود ليست اجتهادية والجواب عليه ص 35 .









__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.