أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
61143 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2013, 01:13 AM
ابو الحسين الأثري ابو الحسين الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 428
افتراضي سلسلة مدوناتي في العلوم الشرعية (التوحيد والعقيدة - كشف الشبهات -3- )



فوائد من الشرح الصوتي للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على كتاب (كشف الشبهات في التوحيد)

1 ) الدعوة إلى التوحيد تكون على جهتين :
الأولى / مجملة : وهي بيان معنى التوحيد وأن الله سبحانه هو المستحِقُّ للعبادة ... وهذا القدر المجمل يشترك فيه كثيرون من الدعاة في هذا الزمن لأنّ الدعوة إلى التوحيد مجملة يتفق عليها الجميع لأن تفسير التوحيد (التفصيل) يكون عند المتلقي وليس من جهة الملقي ... فوائف المشركين إذا أمرتهم بتوحيد الله مجملاً لم ينتقدوا عليك في هذا الزمن لأن التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية ، وطوائف الغلاة في الأولياء والصالحين إذا أمرتهم بالتوحيد ولم تُشَخِّص المسألة التي هم فيها ماأنكروا عليه ، وهذا القدر لايميز القائل بأنَّهُ من أهل التوحيد أو الدعاة إليه لأنَّ فيه عموم وإجمال ، والإجمال لايصلح بقدر اصلاح التفصيل لكن إن كان الإجمال خطوة في الطريق فإنَّ هذا يكون مناسِباً ، فمن أجملَ ثمَّ فصّل كان إجماله خطوة لينقل بها الناس او ليمهد بها لبيان حق الله جل وعلا ولو كان التمهيد في اسبوع او اسبوعين او شهر بحسب الحال الذي في بلده فإنَّ هذا مناسب .
الثانية / مفصّلة : تفصيل كل نوع من انواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر والتوكل ... ، وكذلك مايتعلق بإفراد النبي صلى الله عليه وسلم وإفراد شريعته بالحكم والتحاكم ، هذا نوع من انواع التوحيد او فرد من أفراده ، وبعض الناس يطرق من التوحيد هذه المسألة دون غيرها وهو مايسمونه بـ(توحيد الحاكمية) أو الدعوة الى تحكيم شريعة الإسلام وإبطال تحكيم القوانين ، وهذا لاشك أنه من التوحيد ولكن ليس هو التوحيد فقط والدعوة الى التوحيد لابد ان يكون معها نهيٌ عن الشرك والنهي عن الشرك أيضاً مجملاً ومفصّلا .
2 ) لابد لمن أراد أن يكون قوياً في رد الشبهات أن يتوسع أولاً في معرفة حال العرب في جاهليتهم بعباداتهم المختلفة وهذه تخدمك فيها طائفة من الكتب منها (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) للأديب المُوَحِّد محمود شكري الآلوسي .
والكتب التي اهتمت بتفسير السلف ، تفسيرهم لآيات الشرك وماكان عليه الجاهليون ... وكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم كما في اواخر(اقتضاء الصراط المستقيم)وأواخر (التدمرية) وفي (التوسل والوسيلة)و(الاستغاثة الكبرى المعروف بالرد على البكري)(وفي الرد على الأخنائي) ومصنفات الإمام محمد بن عبدالوهاب وأبنائه وتلاميذه ومن سلك سبيلهم ... وفتاوى العلماء المعاصرين كالشيخ ابن باز وبقية العلماء .
3 ) كشف الشبهات : الكشف بمعنى (الإزالة) ، ولشبهة (تشبيه الباطل بالحق).
4 ) كشف الشُّبَهِ يكون عن طريقين :
الأول:عقلي: بإيجاد البراهين العقلية البحتة التي تبطل شبه المشبهين وقد يكون بإيجاد الأمثلة العرافية التي تبطل حجم الخصم .
الثاني:شرعي سمعي : وذلك أن تزال الشبهة وتقام الحجة بالأدلة الشرعية .
5 ) لفظة (التوحيد)جاءت في السنة خلافاً لمن زعم أن هذا اللفظ إنما اهتم به شيخ الاسلام ومن تابعه وقد جاء في مثل مارواه البخاري في كتاب الحج (أن النبي صلى الله عليه وسلم) أهّلَّ بالتوحيد , وثبت ايضاً عند مسلم وغيره أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال(بني الاسلام على خمسة ؛ على أن يوحَّدَ الله) وفي حديث جبريل المعروف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (الاسلام ان تشهد ان لااله الا الله ) وفي رواية(الاسلام ان توحد الله) وكذلك جاء لفظ (وحّدَ) في حديث معاذ ( فليكن اول ماتدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله )والبخاري جعل في كتابه (كتاب التوحيد) .
6 ) للعبادة عدة تعريفات منها :
-هي مايطلب فعله في الشرع ورُتِّبَ الثواب على ذلك . هذا ماذكره شيخ الاسلام ابن تيمية لما تكلم في الوضوء .
7 ) كل شرك في العالم كان راجعاً إلى أحدِ نوعين :
الأول / راجع الى ارواح الصالحين ؛ وكان في قومِ نوح .
الثاني / راجع إلى أرواح الكواكب ؛ وكان في قومِ إبراهيم ، وهل الكوكب له روح ؟ الجواب : لا . ولكن جعلوا لكل كوكبٍ صورة وصنم صوروا فيه الكوكب فلما كان كذلك زعموا أنَّ روح الكوكب تحل فيه فتتقبل ممن يأتي لها ويطلب فترفع الحوائح إلى الكوكب وعند هؤلاء الصابئة أنَّ الكواكب تُسَيِّرُ العالم ، فالصابئة قوم إبراهيم أشركوا بالكواكب لأنهم لما وضعوا الأوثان لهذه الكواكب جاءت الشياطين فتكلمت عند صورة الوثن فطلبوا منها أشياء فتَحَقَّقَ لهم ذلك فظنوا أن الكواكب مُسيِّرة لأحداث العالم .
فإذن نخلص من ذلك أن الشرك وقع من جهة الشياطين في شيئين :
الأول : شياطين تكلمت بلسان الصالحين على أنها روح الصالح ، فطُلبَ منها وأجابت .
الثاني : شياطين تكلمت على لسان الكواكب كما يزعم اصحابها !.
وكل شرك متفرع عن أحد هذين النوعين ، إمّا ( شركٌ بالعلويات ) أو ( شرك بالسفليات ) .
8 ) كسر النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام بنفسه وأمر أن تكسر الأصنام أيضاً فهدم الصحابةُ الأصنامَ .
9 ) كيف عبد المشركون تلك الآلهة ؟ وهل ادَّعوا أنها تخلق وترزق استقلالاً ؟
الجواب : لا . قال الله جل وعلا (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار .... سيقولون الله ) بلا جدال يقولون الذي يرزق ويحيي ويميت هو الله .
فإذن حين يَسألون تلك الآلهة الباطلة الرزقَ لايعتقدون أنها ترزق استقلالاً .
فإذن لماذا صاروا مشركين ؟
الجواب : لأنهم جعلوا تلك الآلهة وسائط في طلب الرزق وشفعاء في طلب الرزق ولهذا قال الشيخ بعدها ( ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله )
وهذه الوساطة لها جهات :
اولاً : جهة التوجه ، نوع التقرب لها بالعبادة .
ثانياً : مكانتها عند الله حتى ترفع الحاجات .
10 ) إنَّ طائفة من الناس كانوا يعتقدون أن الملائكة بنات الله وأرواح الملائكة عندهم منتشرة والاتصال بهذه الأرواح يكون بندائها وعبادتها ، فتجيبهم الجن اذا نادوا الملائكة وتغيثهم الجن فيما أقدرهم الله عليه وظنوا أن ذلك من جهة الملائكة ، قال جل جلاله (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون)(سبأ 40-41).
11 ) التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى ومن اعتقد الشرك ولم يتقرب فإنه مشرك .
12 ) النصارى مختلفون في عيسى :
- أما انه يرفع الحاجات إلى الله ولايرد الله طلبه كما هو اعتقاد طائفة من النصارى .
- او لأنه تَشَخُّصٌ للإله ، أو كما يقولون : أحد الأقانيم الثلاثة ، يعني صفة وصورة من صور الإله في بعض احواله حيث اتحد اللاهوت بالناسوت في هذه الصورة ، فصورة حلول الإله في البشر متمثلة في عيسى عند طائفة من النصارى .
13 ) إله : بمعنى مألوه أي معبود ، على وزن (فِعال) ، مثل فراش بمعنى (مفروش) .
14 ) تفسير المتكلمين لـ(لااله الا الله) على قولين :
الاول/الاله :هوالقادرعلى الاختراع .
الثاني/الاله:هو المستغني عما سواه ، المفتقر إليه كل من عداه.
وكل من القولين قول الطائفة من المتكلمين والأشاعرة والماتريدية ، فعلى كل قول منهما يكون الإله مفسَّر بالربوبية .
ولهذا تجد في عقائد الاشاعرة كما في (السنوسية الكبرى)المسماة عندهم ب(أم البراهين) يقول فيها مؤلفها (الاله هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل من عداه) وهذا التفسير ليس لكلمة (لااله الاالله) إنما هو لكلمة (لارب في الوجود الاالله) والألوهية مادة والربوبية مادة ولهذا صاغ نعت الله عزوجل برب العالمين في قوله (الحمدلله رب العالمين)ولو كانت الالوهية هي الربوبية لكان نعتا للشئ في نفسه ، وهذا زيادة في الكلام ننزه القرآن عنها .
15 ) كلمة (السيد) يراد منها الاله او مايفهم من معنى الاله عند اهل العربية ولهذا قال المؤلف (وانما يعنون بالاله مايعني المشركون في زماننا بلفظ السيد)
والسيد هو الذي يُقصد لأجل التوسط عند الله بل زاد بعضهم وجعل لهؤلاء السادة نصيباً في الملك من جهة التفويض فيقولون هناك اوتاداً في الأرض أُعطوا بعض التصرف في ملكه وبعد الأوتاد هناك أقطاب لهم تصرف ، هؤلاء يرجعون اليهم ، والأقطاب ترجع الى الغوث الأكبر في البلد ، وقسَّموا الأرض قسمةً رباعية ، وجعلوا لها اربعة اشخاص هم الملاذ والغوث الأعظم ، ففي قسم البدوي وقسم عبدالقادر وآخرين .
يعني انهم زادوا على شرك العرب أن جعلوا لهؤلاء تصرفاً في الملك وهذا شرك في الربوبية مع كونه شركاً في الألهية .
16 ) ترك التوحيد راجع الى أمرين :
الجهل والعناد .
والجهل قد يكون لعدم وجود من ينبِّه وقد يكون للإعراض عن البحث فيه .
والعناد والاستكبار هذا يكون مع العلم واقامة الحجة وكل منهما مُكفِّرٌ ،
ولهذا قال العلماء : الكفر كفران :
1- كفر إباء واستكبار : كقوله جل وعلا (الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين) .
2- كفر إعراض : كقوله جل وعلا (بل أكثرهم لايعلمون الحق فهم معرضون) (الانبياء24) .
17 ) المتلبس بالشرك يقال له مشرك سواء كان عالماً او جاهلاً والحكم عليه بالكفر يتنوع ؛ فإن اقيمت عليه الحجة الرسالية من خبير بها ليزيل عنه الشبهة وليُفَهِّمَهُ بحدود ماأنزل الله على رسوله من التوحيد وبيان الشرك فترَكَ ذلك مع إقامة الحجة عليه فإنَّهُ يُعَدُّ كافراً ظاهراً وباطنا ، وأما المُعرِض فهنا يعامل في الظاهر معاملة الكافر ولانحكم عليه بالكفر الباطن إلا بعد إقامة الحجة عليه لأنَّهُ من المتقرِّر عند العلماء أن من تلبس بالزنا فهو زانٍ وقد يؤاخذ وقد لايؤآخذ ، اذا كان عالماً بحرمة الزِّنا فزَنى فهو مؤآخذ ، وإذا كان قد أسلم للتوِّ وزنى غير عالم أنه مُحّرَّم فالإسم باقٍ عليه لكن لايؤآخذ بذلك لعدم علمه .
18 ) اعداء الأنبياء على قسمين :
1 - أعداء رؤساء : أما اهل الرئاسة في الدنيا ، أو أهل الرئاسة في الدين .
2 – اعداء تبع : الذين أخذتهم العصبية أن ينصروا رؤساءهم .
19 ) الشيطان : هو البعيد عن الخير ، مأخوذ من (شَطَنَ) إذا (بَعُدَ) .
20 ) قول الماتن (وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلامٍ احتج به المشركون في زماننا علينا ، فنقول : جواب اهل الباطل من طريقين : مجمل ومفصل ) .
المجمل : هو الجواب العام والاستدلال العام الذي يصلح لكل حجة يوردها المورِد المجادل ، فالإجمال هنا غير الإجمال المعروف في اصول الفقه ، فالاجمال هنا واضح ، بخلاف المجمل في اصول الفقه وهو (الذي لاتتضح دلالته) .
المفصل : هو البرهان والدليل لإبطال كل شبهة على حِدة وذلك على وجه التفصيل .
المُحكم : هو ماتبينت دلالته واتضحت .
المتشابه : هو مايحتاج في بيان دلالته إلى اجتهاد ونظر .
-الله تعالى جعل القرآن كله محكم (كتابٌ أحكمت آياته) ، فالقرآن على هذا كله محكم بمعنى أنه لاتفاوت فيه ولااختلاف – أي متقن- لااختلاف فيه من جهة الأخبار ولا الانشاءآت .
- والقرآن أيضاً متشابه كله من جهة ، كما قال تعالى (الله نزَّلَ أحسن الحديث كتاباً متشابها)فالقرآن متشابه لأن بعضه يشبه بعضاً ، فهناك آيات في التوحيد متشابهة وفي الرسل ووصف الجنة والنار وصفات الله وهكذا فبعضه يشبه بعضا .
- المحكمات في التوحيد أنواع :
1-الآيات التي فيها أن الكفار مُقِرّونَ بتوحيد الربوبية .
2-أن الكفار ماعبدوا هذه المعبودات الا لطلب القربة والشفاعة .
3-أن المعبودات لاتملك شيئاً وستتبرأ ممن عبدها
4-أن الله لم يتخذ شريكاً .
5-إنَّ معبودات المشركين في القرآن مختلفة .
21 ) الأشاعرة والماتريدية يقولون (أول واجب على العبد النظر ، وبعضهم يقول (الشك) وبعضهم يقول (القصد الى النظر ) فهذا اول واجب .
- بعض الفرق تفسر الإله بأنَّهُ : (القادر على الاختراع) ومنهم من يقول : ( المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ماعداه) ومنهم من يقول : الإله بمعنى ( آلِه ) وهو (المُحَيِّر) فلايوصل حقيقته .
- فنتج من ذلك انحراف خطير في الأمة وهو أنَّ الإله ليس هو المعبود أي إخراج العبودية أي أن (لااله الا الله) ليست نفياً لاستحقاق أحد العبادة مع الله عز وجل .
22 ) شبهة الوساطة اول من اوردها – فيما اعلم – اخوان الصفا في كتابهم ورسائلهم المشهورة (الرسائل الخمسين) .
23 ) تبتدي مع المخالف في الحوار بالواضح جداً ثم انتقل بعد الى الاقل وضوحاً ثم الى الأقل وضوحاً وهكذا .
والأكثر وضوحاً هو :
1-وصف حال المشركين من جهة اقرارهم بالربوبية .
2-اقراهم بأن اوثانهم لاتدبر شيئاً .
3-انهم انما ارادوا الزلفى والشفاعة بنصوص القرآن في ذلك .
24 ) بَيَّنَ الله جل وعلا ان الذين عبدهم المشركون كانوا امواتاً غير أحياءٍ كما قال جل وعلا في سورة النحل (لايخلقون شيئاً وهم يُخلَقون(20)أمواتٌ غيرُ أحياءٍ ومايشعرون أيّان يُبعَثون(21) .
وهذا يعني انهم كانوا قبل وصف الموت احياء لأن الذي يوصف بأنَّه ميت هو من كان حياً ، ثمَّ أكَّدَ ذلك بقوله (ومايشعرون أيان يُبعَثون) والذي يُبعَثُ هو الميت الذي يوصَف بأنَّهُ كان حياً فمات وهذا واضح في خروج الجمادات والاصنام عنها ، فالذي يُبعث ذووا النفوس (الجن والإنس والحيوان) وهنا معلومٌ أن المقصود من عُبِدَ من الإنس .
25 ) يقول المشركون : كيف تقولون إنَّ الصالحين لاينفعون وهم أسباب نتوجه إلى الله بهم ، وهناك أسباب تنفع وتضر كالطعام والعلاج فإنَّهُ سبب نافع ، فكيف يكون هذا نافع والأولياء لاينفعون كسبب ؟
الجواب : على فرض أن السبب هذا نافع لكنه سبب لم يؤذَن به ، فقد تكون الخمر نافعة ولكن لم يؤذن بها ، وقال صلى الله عليه وسلم (تداووا عباد الله ولاتداووا بمحرم) ثم إنَّ اللهَ بَيَّنَ أنَّ هذه الأسباب لاتنفع ولاتضر بنص القرآن .
26 ) إذنُ الله بالشفاعة نوعان : شرعيٌّ ، وقَدَرِيٌّ كوني
فحصولُ الشفاعة لايكون الا بعد أن يأذن الله بالنوعين .
الأول : الإذن الشرعي : أن يكون هذا المشفوع ممن أُذِنَ له شرعاً أن يشفع فيه ، ومعلومٌ أنَّ اللهَ نهى المؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ... فدلَّ هذا على أنَّ الشرعَ نهى أن يُستَغفَرَ للمُشرِك ، يعني أن يُشفَعَ في مغفرة الذنوب عند الله عز وجل لأهلِ الشرك فإذا طلبَ مشركٌ من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا أن يشفع له فإنَّ الله لم يأذن للنبي أن يأذن له ... ، ومن سأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعةَ وهو في قبره فقط سألَ مالم يُؤذَنَ به شرعا .
فَتَحَصَّلَ لنا من الشرط الأول وهو (الإذن) أنه ينقسم إلى قسمين :
1-الإذن الشرعي : وهو أن يكون الله أذِنَ للشافع ان يشفع الاذن الشرعي
2-أن يكون الله قد أذِنَ للمستشفع(طالب الشفاعة)أن يطلب الشفاعة الإذن الشرعي .
الثاني : الإذن القدري الكوني : يعني أن الشافع عند الله لايشفع ابتداءً ولكنه يشفع بعد أن يؤذنَ له الإذن القدري الكوني ، فهذا الذي يشفع لايملك الشفاعة وإنما هو محتاج لِأن يشفع كما أنّ الطالب محتاج أن يُشفع له .
27 ) الشفاعة لها من حيث الزمن حالان : في الدنيا وبعد الممات
-أما في الدنيا فإنَّ الإذن الكوني للشافع يحصل بإرادة الشافع ، فقد يشفع والله عز وجل يأذن ، ولو كانت حكمته في أن يرد هذا الشافع في الدنيا لردها كما حصل من شفاعة نوحٍ عليه السلام في ابنه ، وشفاعة ابراهيم عليه السلام في عمه .
-أما بعد الممات فإنّهُ لايبتدئُ أحد بالشفاعة –في يوم القيامة ولافي البرزح حتى يأذن الله عز وجل ومعلوم ان الله لايأذن في وقوع الشرك ولايأذن إذناً شرعيا ولاكونيا في حصول ذلك من الاموات ، لكن من الاحياء قد يبتدئون ويطلبون ذلك لانها دار تكليف فيأذن الله كوناً مالم يأذن به شرعا لأنها دار تكليف .
28 ) قاعدة مستخلصة من شرح الشيخ صالح ال الشيخ ( الله عز وجل لايأذنُ بالشفاعةِ إلا لأهلِ التوحيدِ ، ولايأذنُ لأهل التوحيد أن يشفعوا إلا في أهل التوحيد ) (ابو الحسين الأثري)
29 ) الرضا نوعان :
1-رضا عن الشافع .
2-رضا عن المشفوع له .
- فالذين يشفعون هم الذين رضيَ الله عنهم وهم الأصناف الذين جاء ذكرهم في الاحاديث(الأنبياء والعلماء والشهداء والصالحون)
- والنوع الثاني : الرضا لمن شُفِعَ له وهذا الرضا قد يكون رضا عن مآل حاله ، لأنه مسلم ، وقد يكون رضا في الشفاعة لحكمة يعلمها الله جل وعلا وهذا إخراج لحال أبي طالب .
30 ) سؤال : مارأيك فيمن يَنسِبُ لشيخ الاسلام ابن تيمية أن سؤال الميت أن يدعو الله لك ليس من الشرك بل هو بدعة ؟
الجواب : هذا جاء في كلام شيخ الاسلام صحيح لكن يريد أن سؤال الميت بقول (ادع الله لي) هذا حادث في هذه الأمة إذ أنَّ المشركين لم يكونوا يدعو بهذا الدعاء لكنهم يقولون بدعائهم للأموات والأصنام (اشفعوا لنا) أو يأتونهم يتقربون اليهم لأجل الشفاعة أو يتعبدون عندهم لأجل الشفاعة ، لكنهم لم يقولوا لهم (ادعوا الله لنا) ودعاء الميت بقول (ادع الله لي) بدعة محدثة في هذه الأمة وهذا مايقصده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولايعني أن لاتكون شركاً أكبر ، فالبناء على القبور وسؤال اصحابها والتوجه إليها على هذا النحو الذي تراه من مشاهد والحج الى هذه المشاهد وجعل لها مناسك كلها بدعة ، نقول بدعة حدثت في هذه الأمة وهي سؤال اصحاب هذه المشاهد والذبح لها وعلى هذا النحو الموجود لم يكون موجوداً في الجاهلية ... نقول هذه بدعة لكن لايعني أنَّ هذا ليس شركاً أكبر لأنَّ البدع منها ماهو مُكَفِّر .
31 ) فائدة : البركة بركتان :
1-بركة ذات : وهذه لاتكون إلا للأنبياء والصالحين .
2-بركة عمل صالح : وهذه تكون لأهل الاصلاح ، فلا يُتَبَرَّك بذواتهم .
32 ) إذا نقل أهل العلم عن رجلٍ معبود ٍ من دون الله أنه كان يترك الصلاة او يأتي بكلمات كفرية (فهو عندك ليس بولي لكنه عند عابده ولي) فلا تقل لعابده عند مناظرتك إياه إنَّ هذا الميت ليس بولي ، لاتذهب لهذا لأن مصير هذا الرجل عند الله عز وجل ، ولكن اذهب الى الحق المطلق وهو أنّ الولي يَعبُدُ ولا يُعبَد .
33 ) يناسب كل موحد في بلد يعبد في ولي معين أن يجمع كلام هذا الولي في الأمرِ بالتوحيد وعبادة الله وحده ليكون الكلام حجة على مريديه واتباع طريقته ، مثلاً ؛ عبدالقادر الجيلاني له كتب قيِّمة مثل (الغُنية) و (الفتوحات) فيها توحيد وفيها الأمر بعبادة الله وحده ، فلو استخرجت لكان فيها حجة على أقوامهم . شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هو الذي لفت النظر إلى هذه الطريقة حيث كتب الرسالة السُّنِّيّة المسماة (بالوصية الكبرى) لاتباع عدي بن مسافر الذي يغلو فيه اصحابه وطائفة يقال لهم العدوية في الشام ، وكذلك نقل عن احمدالرفاعي كلمات في الامر بالسنة والنهي عن الشرك والبدع ، فيَحْسُنُ أن تكون طريقة الداعية في البلدان أن يجمع كلام هؤلاء الأولياء – اذا كانوا بحقٍ اولياء – ويقول للناس هذا كلام الاولياء في التوحيد ، فهذا فيه حجة وبيان الحب لهؤلاء الأولياء .
34 ) قولنا عن عُبّادِ القبور الذين نشأوا على ذلك إنهم مرتدون أصعب من قولنا إنهم كفار أصليون ولهذا ذهب أكثر علماء الدعوة وغيرهم أن هؤلاء الذين لم يعرفوا التوحيد اصلاً وكانوا مشركين بالله جل وعلا ولم يعرفوا الاسلام الصحيح أنهم لم يدخلوا في الاسلام أصلاً حتى يقال إنَّ احكام المرتد تجري عليهم ، ومعلومٌ أنَّ الكافرَ الأصليَّ في أحكامه أخص من أحكام المرتد لأن لهم في ذلك تفاصيل معلومة في بابها . والدعوة السلفية بعامةٍ في كل بلدٍ إنما عمدتها الكتاب والسنة واجماع هذه الأمة ، إجماع علمائها وماكان عليه سلفنا الصالح .
35 ) فائدة : الظاهرية لاينكرون قياس الأولى ويسمونه (تمثيلاً أوّلياً) .
36 ) إنَّ القول إنَّ الأشاعرةَ ضالون في باب الاسماء والصفات فقط دون غيره هذا غلط ، فهم في معنى الربوبية يخالفون اهل السنة والجماعة ، اتباع السلف الصالح ، وفي معنى الألوهية يخالفوننا ، وفي معنى توحيد الأسماء والصفات ، وفي معنى الإيمان ، وكذلك في القدر يخالفوننا وهم جبرية في باب القدر ، وفي مسائل تفصيلية وتفريعية كثيرة يخالفون أهل السنة .
37 ) التكفير قد يكون في مسائل يحتاج إلى إقامة حجة وفي مسائل لايحتاج ، والذي يُكَفِّر ويُحِلُّ الدمَ والمال هو الحاكم الشرعي – يعني القاضي او العالم المفتي – فإنه هو الذي يفتي بكفره وحل دمه وماله ، وهذا ليس لآحاد الناس لأن التكفير حكم شرعي يحتاج في إثباته إلى وجود شرائط وانتفاء موانع وإزالة شبهة فيما يُحتاج معه الى ازالة شبهة ، إلى غير ذلك ، فيحتاج في ذلك الى حكم الحاكم .
38 ) المسلم إذا سبَّ الإسلامَ مطلقاً كفر ، أمّا إذا سبَّ دين شخصٍ معين كأن يقول له (كذا دينك) فهذا لايكفر لأنه يتحمل ان يريد تدينه لادينه ففيه شبهة ، لكن هذا يعزر ويؤدب .
39 ) إذا كان قائل الكفر لايعلم أنه كفر فقاله ثم نُبِّهَ أنه كفر فتنبه فهذا يُعذَر ، أما إذا قال انا ادري أن هذا القول حرام لكن لاادري انه يوصلني الى درجة الكفر فهذا لايُعذَر ، مثل من يقول انا ادري أن القذف محرم ولكن لاادري أني أُجلد اذا قذفت فهذا تكفي درايته بعدم حلية هذا الامر .
40 ) النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود مع قولهم (لااله الا الله) حسب تفسيرهم فقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم اتخذوا نداً من دون الله وقالوا (عزير ابن الله) فدل على ان قول (لااله الا الله) مع عدم تطبيقها ، لأنه خالف مقتضاها .
41 ) القاعدة عند أهل العلم أن من أتى بمكفر قولي أو عملي أو اعتقادي أو شكَّ فيما انزل الله على رسوله مما كانت دلالته قطعية فإنه يكفر ولو كان من اصلح الصلحاء .
42 ) فهم الحجة ليس بشرطٍ ، وإنما اقامة الحجة شرط . قال تعالى (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) .
وفهم الحجة نوعان :
الأول : فهم اللسان ؛ اي لابد ان يفهم المخاطَب لغتك ، وهذه يشترط فيها الفهم .
الثاني : فهم الاحتجاج ؛ فيفهم أن هذه الحجة التي في الكتاب والسنة حجة التوحيد الداحضة لحجج الاخرين ، وهذا النوع لايشترط فيه فهم الحجة بل الواجب عرضها واضحة فقط .
43 ) كما أنّ الايمان قول وعمل واعتقاد فالكفر يكون بالقول وبالعمل وبالاعتقاد .
انتهى .




__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.