أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4340 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2013, 12:16 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي إلى أنصار الشيخ ربيع في الجزائر: قل الحق تريح، لا تناقضه بعملك تريح وتستريح

إلى أنصار الشيخ ربيع في الجزائر:
قل الحق تريح، لا تناقضه بعملك تريح وتستريح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
أما بعد؛ فقد يصحوا إخواننا في جمعية "راية الإصلاح" من سكر الرضا بالخطاب ويدركوا الصواب بالعمل بكلامهم في بيانهم الموسوم بـ"هل السلفية خطر على الجزائر" فيلزموا أنفسهم به قبل غيرهم، ولا يجعلوه حجة عليهم.
وربما تتوق أنفسهم إلى ألفة وسكينة الحق فإن بيانهم هذا و إن تضمن كثيرا من الحق، وبرأ السلفية من الشبهات التي ترمى بها، فإنه بالنظر إلى مواقفهم العملية في حيز الفراغ، فهو في القول أحوال ،وفي العمل أوحال .
فلعل الله تعالى بمنه وكرمه يلهمهم الصواب و ينزع عنهم الحزبية العمياء للشيخ ربيع فيلجموا أنفسهم بلجام الحق، ويفطنوا أن نتيجة الدعوى إن لم يصدقها العمل بلوى.
وإني لا أتظاهر لهم بالنصيحة فالله المطلع على ما في الصميم، ولم أتخذها حرفة بل بالنظر إلى مشاكل الوقت اكتبها عن اضطرار،لا كما يفعل بعضهم يتظاهر هناك ،ولم يعرفه من قبل لا اسما ولا عينا ، وهو مقيد في أكداره و أغياره.
وكما قيل:كل كلام له جواب. ومهما كان فإننا لا نلتفت للدعوى بعد التقوى، ولا نخسر الميزان بلسان إنسان، و دائرة الفضل واسعة، لا يحجرها على أحد إلا من لم يعرف اتساعها لضيق علمه، وغلبة هواه .
وكما قال النابلسي:
كلامنا نعرفه نحن ومن يعرفنا *** و إنما يجهله في الناس من يجهلنا
و المقصود أن يعملوا بمقتضى بيانهم ،و لا يتأثروا إذا جد الجد بإنكار أصحابهم وأتباعهم،ولينظروا إلى الناس بما ينظرون به إلى أنفسهم.
ولم آل جهدا في حبس زمام القلم عن الزيادة على المطلوب، ولو طاوعته لتدفق منه الكثير.
لولا العناية كان الأمر فيه على*** حد السواء فذو نطق كذي بكم
و أرجو أن لا يفرغوا كلامي في قالب التمويه، ويشوشوا عليه بما لا يجدي عند الله، فرائحة التنافس تشم من مراحل،وعلى ربكم لا تخفى خافية.
الموضوع:
قال أعضاء جمعية "راية الإصلاح" ناقلين شبهة من يطعن في السلفية: ((...و أنه لا فرق بينها وبين سائر الملل و المناهج المنحرفة الداعية إلى البدع و الضلال و التنصل من دين الأمة كالقاديانية و البهائية و الرافضة الشيعة وغيرها)).
قلتُ: هذا عين ما قاله الشيخ ربيع عن الشيخين المأربي و الحلبي و غيرهما، بغض النظر عن الإخوان و التبليغ.
ومعلوم أن من جعل المعتزلة كالفلاسفة و الأشعرية كالمعتزلة فقد أوحل في الباطل، وعمل بأصل أصحاب وحدة الوجود الذين جعلوا الأقرب إلى الرسول كالأبعد عنه،فما بالكم بمن جعل السلفيين أضل وأضر من الرافضة و الخوارج (؟!)
فإن كان هذا الأصل الباطل الذي يعمل به الشيخ ربيع صحيحا فبينوا لنا، وإن كان باطلا فأين نصيحتكم له،وأين مواقفكم منه (؟!)
قالوا ذما وردا للتهم الباطلة الموجهة للسلفية: ((دون أن يرد أو يناقش أو يوضع في ميزان النقد العلمي البنَّاء))
قلتُ: فأين طبقتم هذا الميزان في مجازفات الشيخ ربيع وأقواله الشاذة المخالفة لما عليه كبار مشايخ السلفية التي بدَّع بها السلفيين (؟!)
وهل ميزان النقد العلمي البنَّاء هو الذي رجح عندكم موافقة الشيخ ربيع على تبديع تلامذة الشيخ الألباني المعروفين بسلفيتهم قبله (؟!)
قالوا: ((وإن حكما جائرا كهذا لا يحسن السكوت عنه ولا تجاوزه))
قلتٌ: من يطعن في الألباني و ابن باز و العثيمين لحكمه أشد جورا ممن يطعن في السلفيين الجزائريين لأن الطعن في هؤلاء الأكابر هو طعن في سلفية جميع الأقطار الإسلامية، ومع ذلك لم نسمع منكم موقفا بل فضلتم السكوت و التجاوز (!)
ـ ومع أنه {لا تزر وازرة وزر أخرى} لكن على طلبة العلم أن لا يرضوا بالمنكر والظلم الواقع على إخوانهم بسبب حب الرياسة فمن رضي وأقر فهو كالفاعل يحمل من وزره.
قالوا: (( مما يجعل كل من ينتسب إلى السلفية يشعر بمضاضة الظلم))
قلتُ: أي سلفيين قصدتم، ولم يبق فيهم إلا الشيخ ربيع، فهل شعر بمضاضة الظلم من أخرجتموهم من السلفية مطاوعة للشيخ ربيع ،أم أتباع الشيخ ربيع فقط (؟!)
قالوا: ((فلا يليق أبدا إطلاق مثل هذه الأحكام الجائرة التي لا تستند إلى أساس شرعي ولا عقلي ولا واقعي ولا استقراء علمي)).
قلتُ: قد علم الصغير قبل الكبير أنه لا يوجد شيء في السلفية زائد على ما شرع الإسلام،وقد فصَّل أئمة السلف و السنة البدعة وحدها وضوابط رمي الناس بها،فعلي أي أساس شرعي وعقلي وواقعي واستقرائي ترتكز أحكام الشيخ ربيع على الشيوخ السلفيين الذين طعن في سلفيتهم أو بدعهم (؟!)
قالوا: و((إنه لما كان الموقعون أدناه من المنتسبين إلى السلفية و الداعين إليها ))
قلتُ: نفهم من كلامكم أنه يوجد غيركم ممن ينتسب إلى السلفية و يدعوا إليها لكننا في الواقع نجدكم لا تصفون بهذا الوصف إلا أنفسكم ،وعندما يذكر الشيخ ربيع أهل السنة لا يذكر إلا من يناصره على الشيخ الحلبي و المأربي (؟!)
ومعلوم أنه لا يخرج من السلفية أهلَ الأردن من تلامذة الألباني إلا من ليس سلفيا أو في سلفيته مرض.
وقد أخرجتم من السلفية أخاكم الحجوطي عبد الحميد العربي بالشيخ الجابري،فجعلتم موافقة الجابري معيارا وأصلا تدخلون به الناس في السلفية و تخرجونهم منها،وليس هذا من السلفية في شيء بل في الحقيقة موقفكم هذا تصفية حسابات لصالح بعض أعضائكم،أي: جعلتموها حزبا مبنيا على قول القائل: كذاب ربيعة أفضل من صادق مضر (؟!)
ولو قال لكم قائل : أنتم من المنتسبين لسلفية الشيخ ربيع، و ليس إلى السلفية، فإنها ـ ضرورة ـ أكبر من الشيخ ربيع على فضله،فإن من ينتسب إلى الشيخ الألباني وابن باز والعثيمين هم أولى بالسلفية ممن ينتسب إلى من يخالفهم في المنهج السلفي .
ثم كيف تخرجون الشيخ العيد شريفي من السلفية بما يقوله الشيخ ربيع في مجالسه،فإنه لم يردد إلا ما كان يقوله لكم الشيخ ربيع (؟!)
قالوا: ((إن السلفية ليست خطرا على الجزائر، ولا على أحد من الناس))
قلتُ: كيف ذلك ،وهل باقي السلفيين الذين أخرجتموهم من السلفية ليسوا خطرا على الجزائر، لأنهم إن كانوا في نظركم خطرا على السلفية،وهذا يعبر عنه الشيخ ربيع بقوله "أضر على السلفية ، على المسلمين" ،صاروا ضرورة خطرا على الجزائر (؟!)
وفي المقال القادم المخصص للحديث عمن يمثل السلفية في الجزائر سأذكر لكم قائمة بأسمائهم.
قالوا : ((فالسلفية هي الدرع الحصين الذي حفظ به دين الأمة من زمن أبي بكر ـ رضي الله عنه ــ.......و انتهاء بزمننا هذا و بخاصة في بلدنا العزيز أيام عهد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بجيلها السلفي المتميز من أمثال ابن باديس والإبراهيمي والعقبي والتبسي ومبارك الميلي ـ رحمهم الله ـ و غيرهم ...))
قلتُ: عجبا من كلامكم هذا ،كيف تجعلون من يقرظ ويزكي كتابا يخرج ابن باديس من السلفية هو السلفي الذي يحاكم إليه بقية السلفيين ( الشيخ ربيع) ومن يقول مثلكم بسلفية ابن باديس ويشرح رسائله (كما يفعل الشيخ الحلبي) الذي جعلتموه في هذا البيان مرجعا لسلفية الجزائر مبتدعا تناصرون الشيخ ربيعا عليه (؟!)
أي ميزان علمي هذا الذي تحتجون به على من يطعن في السلفية ويعتبرها خطرا على الجزائر (؟!)
قالوا: (( نعم إن السلفية خطر على كل خلفي مبتدع يتأكل ببدعته، وهي خطر على كل مخرف يستملح الشعوذة و الخرافة ... وهي خطر على كل طرقي يطمئن إلى طريقته ... وهي خطر على كل قبوري .... وهي خطر على كل علماني يفصل الدين عن الدولة ويقصيه عن الحكم...)).
قلتُ: ما شاء الله عناوين جميلة وكبيرة لكن أين عملتم بهذا الكلام، ولا يوجد لكم أي عمل في الرد على هؤلاء ،و تعليم الناس من العلم ما يحذرهم من هذه البدع والضلالات إلا وريقات في العلمانية ،وجل جهدكم و كتاباتكم في تتبع السلفيين وإخراجهم من السلفية و التحذير منهم ، و الكلام على فضل شهر رمضان وليلة القدر من المواضيع العامة التي لا علاقة لها بهذا الذي تقولونه.
بل لو قال قائل : إنكم أبعد الناس عن الرد على القبوريين و الطرقيين و العلمانيين ردودا علمية رصينة لما أخطا في ذلك، و يكفي أن ننظر في منهجكم المبني كلية على منهج الشيخ ربيع لوجدنا القاعدة ( السلفية ) عندكم في هداية المخالف هي هجره و الهروب إلى الوراء تحت عنوان هجر المبتدع فلا يعلم لأحدكم مناظرة أشعري ولا قبوري ولا طرقي ولا شيعي.
وعندكم الشيعة في الجزائر لا يخافون من السلفيين الذين يتحاشون مناظرتهم ولم يجد عندكم الشباب السلفي اهتماما بالرد عليهم، وكل من رد على الشيعة الذين يكتبون في الجرائد الجزائرية هو من السلفيين الذين أخرجتموهم من السلفية لأنهم لم يوافقكم على تبديع المأربي والحلبي .
قالوا : ((وإن هذا الحكم الجائر يذكرنا بتصريحات ساسة فرنسا المستعمرة ومسؤوليها أيام الشيخ العلامة ابن باديس و إخوانه ـ رحمهم الله ـ الذين كانوا يرون فيهم الخطر كل الخطر على دولتهم مع أنهم لم يكونوا سوى دعاة إلى سلفية نقية ...))
قلتُ: هذا مثال فاسد يقوي الشبهة ضدكم فإن جمعية العلماء كانت خطرا على الدولة الفرنسية لأنها كانت تحضر الشعب الجزائري للثورة على الاستعمار، وتصريحات ابن باديس في هذا كثيرة جدا،بل أعماله المناهضة للاستعمار أكثر ،فلا يجوز أن نقيس دولة الجزائر على دولة فرنسا الكافرة المستعمرة.
قال رحمه الله :
من كان يبغي ودنا *** فعلى الكرامة و الرحب
أو كان يبغي ذلنا *** فله المهــــانة و الحرب
هذا نظام حياتنا *** بالنور خــط و باللهب
قال له ـ يوما ـ الشيخ المؤرخ الكبير أحمد توفيق المدني وقد رأى عليه علامات الفاقة و الإعياء: (( يا أخي أما آمنت بأن لنفسك عليك حقا ؟
أما قرأت تفسير قوله تعالى : {ولا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك}؟ فأجاب في هدوء غريب : كلا يا أحمد ما عملت طول حياتي إلا بهذه الآية الكريمة أن نصيبي من الدنيا :هو بث العلم، و إعداد الناشئة ليوم رهيب، وتجهيز الشعب بما يقوي روحه ويرجع له الأمل، وحفر الأسس العميقة التي يقيم عليها الشعب جدار حياته الحرة المقبلة، و بذلك في نفس الوقت أحسن كما أحسن الله إلي.)) عن محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة في 16 أبريل 1977.
كان رحمه الله يلقي 13 درسا في اليوم.
قالوا: ((أنه لا مشاحة في الاصطلاح و أن العبرة بالمعنى و المدلول فالسلفية مصطلح معناه..))
قلت: بشرط أن لا يفرق المصطلح بين المتماثلات ويجمع بين المختلفات، وأن لا يجعل الحق باطلا و الباطل حقا.
قالوا: ((ولزوم الجماعة و نبذ الفرقة ))
قلتُ: مواقفكم ليست مبنية على هذا بل على موافقة الشيخ ربيع،وأنتم أكثر الناس تفريقا لأهل السنة ،ولا يوجد من فرق السلفيين أتباع الألباني و ابن باز و العثيمين وابن باديس غيركم.
قالوا: ((فليس من السلفية في شيء من اتخذ أسلوب التكفير و الهجر ))
قلت: وكذلك الهجر و التبديع بإطلاق بدون ضوابط، فهي نفس الأصول،وفي هذا الباب (التكفير)تلتقي سلفية الشيخ ربيع مع سلفية الشيخ الحوالي الآيلة عند عوام الناس إلى المقدسي و أبي بصير و أبي قتادة .
إنما هي أعمالكم ترد عليكم فما أصابكم من سيئة فمن أنفسكم،لأن من بدَّع بما يخالف النقل ولا يقبله العقل، أو نقل كلام أهل العلم الذين بدَّعهم الشيخ ربيع فدس المنكر في المعروف (كوحدة أديان،أو الثناء على المبتدعة،وكذب على الناس،ورماهم بدائه) لتقوم قيامة النكير فقد ظلم نفسه .
وإذا كانت مثل هذه التهم التي يوزعها الشيخ ربيع على طلبة العلم فارغة من الحقائق فلا ينبغي لطالب العلم أن يلتفت إليها ولا أن يستند عليها،وإلا رد عليه من يطعن في السلفية بطعونه هو فيها،ويكفي أن يرد عليكم من وجهتم إليه بيانكم بما صنعتم في السلفية وبما رد عليكم السلفيون من غير أتباع الشيخ ربيع.
فإذا دفعه (الشيخ ربيع) حنق المناظرة إلى التقول على الناس زورا، أو لم يفهم مقالهم،أو لم يقبل عقله فضلهم في العلم مما لا تسعه حوصلته فسارع إلى الاعتراض عليهم كما في الجرح المفسر و غيره،لم ينبغ لطلبة علم يدافعون عن السلفية كل السلفية أن يقلدوه إلا إن كانوا متظاهرين بالعلم، ينتصرون من غير دليل شرعي يتنزل على محل النزاع، فيضلل الجاهل من أتباعهم علماء الأمة، وقد تغالى أعضاء "راية الإصلاح" في الانتصار للشيخ ربيع فإن كان بحسب مبلغهم من العلم ،فهذا جهل،وإن كان لشيء آخر فقد ناقضوا أنفسهم ببيانهم هذا.
وهنا يجب أن أذكر لبعض إخواننا في المنتدى ممن بصره الله بحقيقة الأمور أنه لابد من كلمة عن التجرد عن العاطفة ،و لزوم الدليل ولو خالف هوى النفس، ذلك إنني لاحظت في كلام بعض الإخوة تعلقا ببعض المشايخ عاطفيا بحيث ينتقدون البيان الصادر عن مجموعة تزعم لنفسها الإصلاح ـ وفقهم الله لذلك ــ بنقد جميع الموقعين عليه واستثناء احدهم، وما هذا بمنهج سليم.
فإذا كان الرجل ساكتا عن الحق، معينا لأهل الباطل على ظلم أهل العلم من العلماء والطلبة،و أحيانا مساهما معهم بكلمات مجملات يشتري بها رضا الشيخ ربيع، أو الشيخ عبيد الجابري، أو رضا الأتباع مخافة من أن ينفضوا من حوله لم يكن من التجرد للحق والنهوض لإقامة ألويته، و الجهاد بالكلمة لرد الظلم عن المظلومين من أهل العلم ،وصيانة منهج أهل السنة من تخرصات و شبهات و شهوات محبي الرئاسة على الناس بإقصاء المخالف لهم استثناء هذا الشخص من النقد و النقض، فلعله بمواقفه المتخاذلة والمساهمة بالتواطؤ في ضرب أهل العلم هو أحق باللوم ممن يحتمي به أو يتترس بتوقيعاته على البيانات الحزبية الزائفة.
نعم لابد من الأدب و حفظ المقام بالنسبة لمن يحسن الظن به لكن قول الحق ورد الباطل أهم من أي شخص، ومقدم على أية عاطفة اتجاهه.
ولعلي أذكر إخواني هنا بتلك الرسالة البئيسة التي سلمت للشيخ الفاضل علي الحلبي في موسم الحج، و التي تشبه إلى حد كبير حملات المساندة الانتخابية إذا صدور تلك الرسالة ممن ينسبون أنفسهم للعلم و لاتباع السلف ،و نصَّبوا أنفسهم حكاما بين أهل العلم، بين من يفوقهم في العلم شكلا وموضوعا ،خالية من أي تعليل علمي، وصياغة استدلالية أو عزو لمصدر أو مرجع، فجاءت كلها عبارة عن خطبة إنشائية لا تقدِّم ولا تؤخِّر.
ومن هنا لا يمكن لطالب العلم المتجرد أن يكون موافقا للشيخ الحلبي ، معينا له على دفع منهج الغلاة المنحرف ،وفي الوقت نفسه مع أحد من يخطئه، أو يقف بالبيانات مع خصومه، فهذا تضارب و تناقض بين العلم القائم في النفس و التصديق الملازم للقلب، وبين العاطفة.
نعم العواطف ترقِّق الكبد فتزيل الحنق و الغضب، وهذا جيد، لكن لا يجب أن تطمس الحقيقة ،و تجعل المخطئ في مأمن من النقد .
أهُمُّ سُلُوّاً عَنكِ ثمّ تَرُدّني ... إلَيكِ وَتَثنيني عَلَيكِ العَوَاطِفُ
و إذا تحدثنا عن البيان الصادر في حق عبد الحميد العربي فيجب أن نتكلم عنه بعلم وعدل ولا نبخس أحدا حقه حتى ولو كان عبد الحميد العربي، فإن الله حرم جميع ديوان الظلم، و يحاسب على ظلم جميع الخلق ،هل يرتقي هذا البيان إلى مستوى طالب علم ناشئ لا يعتقد حكما شرعيا، ولا يقدم على عمل إلا بعد معرفة حكم الشريعة، أي: كل حكم لم يسبقه دليله فهو باطل، ومحض تحكم وهوى .
وجميع طلبة العلم في الجزائر يعلمون أن سبب هذا البيان ليس سوء أدب عبد الحميد العربي مع الشيخ عبيد الجابري كما جاء فيه، ولكن الحرب العمياء التي نشبت بينه وبين أحد أعضاء حزب الإصلاح، فجاء هذا البيان مناصرة لصاحبهم وحمية له لا انتصارا للشيخ عبيد الجابري، ولا لمنهج أهل السنة .
و" الخيري" ينكمش في النهار و يتفتح في الليل يا فقيه النوار.
فكما يعلم إخواني يقتضي التزامنا بمنهج السلف و احترامنا للكراسي التي نجلس عليها عند عموم السلفيين أننا إذا أردنا التحذير من شخص بحق وليس انتصارا لصاحبنا بالحمية العمياء أن ننظر في كلام المختلفين فنرجح كلام هذا بدليل، ونرد كلام ذاك بدليل لان الوحيد الذي لا نشترط لحكمه معرفة العلة هو الحكم الشرعي، أما العلماء فهما بلغ منصبهم فلا يقبل كلامهم في مسألة علمية أو شخص إلا بدليله المعتبر.
وقد يعجب الغريب عن الجزائر كيف لمن نشئوا (وإن تراجعوا عن ذلك) يمدحون منطق الإغريق، ويؤلفون فيه الرسائل وينشرون أصول فقه المبتدعة، و يمدحون المتكلمين و أئمة الضلال ، مقصرين في روح منهج السلف الصالح :علم الحديث، وروح منهج أهل السنة :العقيدة ، يجرحون من كان وقت تيهانهم سلفيا في علمه ومنهجه وافقناه أم خلفناه على بعض القضايا التي يقول بها الشيخ ربيع في مجالسه أو في كتبه، أو على سلوكه الشخصي (؟!)
المهم لا أحد من طلبة العلم فوق النقد،وإن كان الشيخ عبيد الجابري عالما جليلا عندهم يجب الدفاع عنه ،وهو معيار في السلفية بحيث من يوافقه يكون سلفيا، ومن يخالفه يكون خلفيا، فهذا مقال يبين لهم حقيقة علم الجابري في قضايا الجرح والتعديل، وبالتالي حقيقة علمهم هم مع ناقص درجة أو درجات بهذا العلم الشريف (؟!)
ومن ويلات هذا الزمن المنكوس بأفعال أهله أن يخوض الدارسون لأصول الفقه في قضايا الجرح و التعديل أخص علوم أهل الحديث (؟؟؟!)
عندما أقرأ بيان مجموعة "راية الإصلاح(؟!)" للتحذير من المدعو عبد الحميد العربي حيث ذكروا فيه طعنه في الشَّيخ عبيد الله الجابري الَّذي وصوفه بالعالم الجليل،قالوا:
((تعريضه ببعض العلماء الأجلاء كالشيخ عبيد الجابري ـ حفظه الله ـوعدم التَّأدٌّب معهم و التَّنصُّل من نصائحهم و توجيهاتهم )) (؟!)
وأقرأ قول الشيخ ربيع في (براءة الأمناء مما يبهتهم به أهل المهانة والخيانة الجهلاء):
((ماذا سيقول المعلمي في فالح وحزبه الحدادي وهم يطعنون في علماء السنة والتوحيد والقامعين للبدع من أمثال الشيخ النجمي، والشيخ زيد بن محمد هادي، والشيخ ربيع بن هادي ،والشيخ عبيد الجابري ،والشيخ صالح السحيمي، والشيخ محمد بن هادي، وسائر القائمين بالمنهج السلفي في مكة والمدينة وجدة والرياض والشرقية واليمن والجزائر والمغرب وغيرها من البلدان؟
ماذا سيقول المعلمي وابن باز والألباني وابن عثيمين ومن قبلهم في فالح وفي حزبه الحدادي وهم يفترون الكذب على المنهج السلفي وعلمائه وكتبه ويصدون الناس عنها بهذا الكذب والتشويه ؟)).
أدرك حقيقة مواقف هؤلاء النَّاس من الشيخ الحلبي، وانه موقف أملته عليهم مصالحهم الشخصية،، وليس الضمير بله العلم المحقق، فإما هم ضعفاء في العلم جاءت أحكامهم نتيجة لتقصير عريض في فهم منهج أهل السنة في الجرح و التعديل ،و إما خالفوا ما عرفوا وباعوا موقفا للشيخ ربيع وفي الحالتين وقعوا في أخلاق ومنهج أهل الهواء :نمدح أصحابنا و إن اخطئوا ،و نذم مخالفنا و إن أصاب.
فعند الشيخ ربيع علماء التوحيد و السنة هم من وافقه في حربه على أهل السنة المخالفين له أما من خالفه فليس له مكانة في هذه القائمة البيضاء لأنهم في قائمته السوداء، فقد خلت المملكة و الشام ومصر و المغرب و الكرة الأرضية من علماء التوحيد و السنة إلا هؤلاء(؟!)
ثم أليس مخالفة الألباني في حكمه على طلبته وعلى أهل العلم من الصد عنه،ومخالفة ابن باز والعثيمين في تزكياتهم من الصد عنهم ،و الطعن في الأول بان سلفيته ضعيفة ،وفي الثاني بأنه طعن في السلفية ،و في الثالث بالإخوانية من الصد عنهم جميعا (؟!)
وماذا نسمي الطعن في الذهبي وابن تيمية (؟!)
و المشكل عند الشيخ الجابري و طائفته أنهم عندما يبدعون رجلا من أهل العلم من أهل السنة لا يقولون بدَّعه فلان، و اتبعه على ذلك أصحابه و مقلدته ،ولكنهم ينسبون تبديعهم لكل أهل السنة تغريرا بصغار طلبة العلم وعوام أتباعهم.
كما في هذه القائمة التي جاء بها الشيخ ربيع في أهل التوحيد و السنة القائمين بالمنهج،فعدم الدقة والتفصيل في كلامهم المراد منه إيهام القارئ كأنما أجمع أهل السنة على تبديع من بدَّعوه.
ذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(18/354) عبد الرحمن بن منده،وقول أبي إسماعيل الأنصاري فيه : ((كَانَتْ مَضَرَّتُه أَكْثَرَ مِنْ مَنفعته فِي الإِسْلاَمِ )) .
فقال: (( أَطلق عبَارَاتٍ بَدَّعهُ بَعْضُهم بِهَا، اللهُ يُسَامِحُه)) فقوله "بدعه بعضهم" فيها دقة أهل العلم في التفريق بين من اجمعوا على تبديعه، وبين من بدعه بعضهم.
وعند أعضاء مجموعة "راية الإصلاح" مخالفة عبيد الجابري خروج عن السنة ومنهج السلف الصالح(؟!)
فإن كانت هذه هي منزلة الشيخ الجابري عندهم علَّامة زمانه، و أثبتنا لهم أخطاءه الفادحة في منهج أهل السنة في الجرح و التعديل فإما يلزمهم الرجوع عن وصفه بهذا الوصف المبالغ فيه من باب تعظيم الصاحب لتعظيم أنفسنا (!)
ثم يرجعوا عن تقليده و التودُّد إليه بالباطل.
و إمَّا يلزمهم ما يلزمه مِن التخطئة و التجهيل في هذا الباب.
أجابت قنبرة: "لن أتخلى ولو عن ذرة من حسك، أو حبة من حصى القمم من أجل قموح كل السهول" (من قصة قبائلية).

و للمزيد بقية إن شاء الله.
أرزيو/الجزائر،في 07/02/2013
مختار الأخضر طيباوي
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.