أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
57499 82448

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2014, 03:59 PM
أم حارث الجزائرية أم حارث الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 184
افتراضي أبناؤنا والإجازة الصيفية

قال الله تعالى(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) (الشورى:49)
الأولاد هبة من الله جل وعلا للإنسان، ونعمة عظيمة، يسعد الفؤاد برؤيتهم، وينشرح الصدر بحديثهم، وتستريح النفس بكلامهم ولعبهم، فهم زينة الحياة الدنيا، قال تعالى(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)(الكهف: من الآية46).
لذلك وجب على الإنسان أن يشكر ربه جل وعلا على نعمة الولد والذرية التي حُرمها كثير من الناس كما قال تعالى( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً)(الشورى: من الآية50).
وشكر الله على نعمة الولد يكون بإحسان تربية الأولاد وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي يحبها ويرضاها.
وتربية الأولاد مسئولية عظيمة وأمانة ثقيلة على الآباء والأمهات سيُسألون عنها يوم القيامة كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته : والأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ))
وجعل الله من مسئولية الآباء أنهم سبب لدخول أهليهم وأبنائهم الجنة ووقايتهم من النار قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)(التحريم: من الآية6) فهذا أمر من الله للمؤمنين بأن يقوا أنفسهم وأهليهم ويجنبوهم نار جهنم وذلك بتربيتهم على الأخلاق الفاضلة والمبادئ الإسلامية الكريمة.
وتربية الولد تبدأ من اليوم الأول لولادته، فالولد يولد وقلبه نقيٌ طاهرٌ مهيأ لاستقبال ما يلقى إليه، فإن تعوّد على الخير والفضيلة نشأ نشأة صالحة وإن تعوّد على غير ذلك نشأ على ما تعوّد عليه، وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه، فهو صفحة بيضاء تكتب فيها ما تريد. قال النبي صلى الله عليه و سلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه) رواه البخاري
وتربية الأبناء تربية صالحة هو حق من حقوق الأبناء على آبائهم، فكم من آباء عقوا أبناءهم قبل أن يعقهم أبناؤهم جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إنّ ابني هذا عاق. فقال عمر للولد: لماذا تعق والدك؟ فقال الولد: يا أمير المؤمنين ما حقي على والدي؟ قال عمر: حقك على والدك أن يختار لك أمّاً صالحة وأن يحسن اختيار اسمك وأن يعلمك القرآن. فقال الولد: إن أبي لم يفعل لي شيئا من ذلك فلم يحسن اختيار أمي ولم يحسن اختيار اسمي ولم يعلمني شيئا من القرآن فقال عمر للوالد: اذهب فقد عققت ولدَك قبل أن يعقك ولدُك.
وتعظم هذه المسئولية وتتأكد في مثل هذه الأيام, أيام الإجازة الصيفية التي يعاني فيها كثير من الأبناء من طول وقت الفراغ الذي يضيعه الكثير منهم بغير فائدة.
والله جل وعلا حينما ذكر الفراغ جعله سببا وحافزا للاجتهاد والنصب في العبادة وفيما ينفع, قال تعالى (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) (الشرح:7)
قال ابن كثير- رحمه الله -: أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها, فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال.
فالفراغ نعمة عظيمة من نعم الله علينا, عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قال النبي صلى الله عليه و سلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري
فالصحة والفراغ بالنسبة للإنسان كرأس المال بالنسبة للتاجر, فإذا ضيع التاجر رأس ماله فهو مغبون أي خاسر, فكذلك من لم يستفد من هاتين النعمتين الصحة والفراغ فهو خاسر.
والإنسان سيسأل عن عمره ووقته يوم القيامة قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسمِهِ فِيمَ أبلاهُ ؟ )) رواه الترمذي، وَقالَ : (( حديث حسن صحيح ))
ولا يُظن أننا نحرم المرح والترويح عن النفس، فالنفس تملّ وتسأم، وتحتاج للتغيير, وما سمي القلب قلبا إلا لكثرة تقلبه، فهو يتقلب من حال إلى حال, وليس هذا من النفاق كما ظن ذلك حنظلة بن الربيع رضي الله عنه كما في صحيح مسلم عن حنظلة الأسدى قال: لقينى أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « وما ذاك ». قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « والذى نفسى بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندى وفى الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ». ثلاث مرات.
وليس المقصود ساعة في طاعة وساعة في معصية, حاشاه أن يقر عليه الصلاة والسلام المعصية, ولكن ساعة في طاعة وفي ذكر لله وساعة في انشغال عن ذلك بالمباحات من مخالطة الزوجة والأولاد والترويح عن النفس.
فالمقصود أنه لا مانع من الترويح عن النفس لاسيما في مثل هذه الإجازة الصيفية, ولكن مع استغلالها كذلك فيما ينفع, لذلك ينبغي أن نضع لنا أهدافا نسعى لتحقيقها في هذه الإجازة, منها:
-العناية بالقرآن الكريم قراءة وحفظا ومراجعة:
فيحفظ مثلا ثلاثة أجزاء (60صفحة) تقسم على شهرين(60يوما) في كل يوم صفحة.
ويراجع من محفوظاته 5صفحات, ويقرأ من المصحف جزء أو نصف جزء يوميا.
-قراءة تفسير جزء عم مثلا من بعض التفاسير المختصرة, فالكثير منا يحفظ سور هذا الجزء ولكن لا يعرف كثيرا من معانيه.
-حفظ باب من أبواب صحيح البخاري مثلا: باب فضائل القرآن أو باب فضائل الصحابة أو غيرها من الأبواب.
-قراءة كتاب من كتب السيرة النبوية.
-هذا بالإضافة إلى المحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة, وعدم السهر المفضي إلى النوم عن صلاة الفجر.
-التبكير في الحضور لصلاة الجماعة لما في ذلك من تحصيل فوائد كثيرة, منها:
ثواب التبكير للصلوات - إدراك السنن القبلية - الدعاء بين الأذان والإقامة - استغلال هذا الوقت بقراءة القرآن والحفظ والمراجعة - إدراك تكبيرة الإحرام, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار و براءة من النفاق ) صحيح الجامع(6365)

منقول ......
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.