(باب) جواز (تشبيك الأصابع في المسجد وغيره).

[خالد الشافعي]

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

بَابُ تَشْبِيكِ الأَصَابِعِ فِي المَسْجِدِ وَغَيْرِهِ

478 / 479 - حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنَا وَاقِدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَوْ ابْنِ عَمْرٍو: «شَبَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ»

480 - وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ أَبِي، فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَقَوَّمَهُ لِي وَاقِدٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ بِهَذَا»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
466 (1/182) -[ ش (حثالة) هي الرديء من كل شيء وما لا خير فيه. (بهذا) أي بما سبق ذكره من التشبيك بين الأصابع]

481 - حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ .

482 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاَتَيِ العَشِيِّ - قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: سَمَّاهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَكِنْ نَسِيتُ أَنَا - قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، وَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ اليُسْرَى، وَخَرَجَتِ السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ، فَقَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلاَةُ؟ وَفِي القَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو اليَدَيْنِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلاَةُ؟ قَالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ» فَقَالَ: «أَكَمَا يَقُولُ ذُو اليَدَيْنِ» فَقَالُوا: نَعَمْ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ اهـ .

وقال الإمام القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري :

(باب) جواز (تشبيك الأصابع في المسجد وغيره) اهـ .

قلت : أحاديث البخاري أسند ، وأحاديث النهي المذكورة في خارج الصحيح أحوط حتى يخرج من اختلافهم ، كما قال البخاري في صحيحه : حَدِيثُ أَنَسٍ أَسْنَدُ وَحَدِيثُ جَرْهَدٍ أَحْوَطُ حَتَّى يُخْرَجَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ < أي في باب ما يذكر في الفخذ > .
وأحاديث النهي اختلف في تصحيحها وتضعيفها ، وعلى فرض صحتها يحمل الأمر على جواز ذلك لكن مع الكراهة ، والله تعالى أعلم .

تنبيه :
تنبيه :
قَوْله : ( بَاب تَشْبِيك الْأَصَابِعِ فِي الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ )
أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي مُوسَى ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى جَوَازِ التَّشْبِيك مُطْلَقًا ، وَحَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَة وَهُوَ دَالٌّ عَلَى جَوَازِهِ فِي الْمَسْجِدِ وَإِذَا جَازَ فِي الْمَسْجِدِ فَهُوَ فِي غَيْرِهِ أَجْوَزُ . وَوَقَعَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ قَبْلَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ حَدِيث آخَر ، وَلَيْسَ هُوَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَلَا اِسْتَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَلَا أَبُو نُعَيْم ، بَلْ ذَكَرَهُ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَافِ عَنْ رِوَايَةِ اِبْنِ رُمَيْحٍ عَنْ الْفَرَبْرِيّ وَحَمَّاد اِبْن شَاكِر جَمِيعًا عَنْ الْبُخَارِيِّ كما في الفتح .

[خالد الشافعي]

قال ابن بطال في شرحه على البخاري : اختلف العلماء فى تشبيك الأصابع فى المسجد ، وفى الصلاة ، فرويت آثار مرسلة عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أنه نهى عن تشبيك الأصابع فى المسجد من مراسيل ابن المسيب ، ومنها مسند من طرق غير ثابتة . روى ابن أبى شيبة ، عن وكيع ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمه ، عن مولى لأبى سعيد : ( أنه كان مع أبى سعيد وهو مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدخل الرسول المسجد فرأى رجلاً جالسًا وسط الناس قد شبك بين أصابعه يحدث نفسه ، فأومأ إليه الرسول فلم يفطن ، فالتفت إلى أبى سعيد فقال : ( إذا صلى أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه ، فإن التشبيك من الشيطان ، وإن أحدكم لا يزال فى صلاة ما دام فى المسجد حتى يخرج منه ) . وهذه الآثار معارضة لحديثى هذا الباب وهى غير مقاومة لهما فى الصحة ولا مساوية ، وكره إبراهيم تشبيك الأصابع فى الصلاة ، وهو قول مالك ، ورخص فى ذلك ابن عمر ، وسالم بن عبد الله ، وكانا يشبكان بين أصابعهما فى الصلاة ذكرهما ابن أبى شيبة ، وكان الحسن البصرى يشبك بين أصابعه فى المسجد ، وقال مالك : إنهم لينكرون تشبيك الأصابع فى المسجد ، وما به بأس وإنما يكره فى الصلاة اهـ .

وقال العيني في عمدة القاري شرح البخاري : فإن قلت هذه الأحاديث < أي أحاديث النهي > معارضة لأحاديث الباب قلت غير مقاومة لها في الصحة
ولا مساوية اهـ .

وقال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجة : وقد اختلف العلماء في التشبيك في الصلاة؛ فزعم ابن الجوزي: أنه ورد النهى
عن ذلك في أثار مرسلة عن سعيد بن المسيب معارضة لما ذكره البخاري،
وليست كذلك؛ لأنها غير مقاومة لهما في الصحة اهـ .

وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَة النَّهْي عَنْ التَّشْبِيكِ فَقِيلَ : لِكَوْنِهِ مِنْ الشَّيْطَانِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي رِوَايَةِ اِبْن أَبِي شَيْبَة . وَقِيلَ ؛ لِأَنَّ التَّشْبِيكَ يَجْلِبُ النَّوْمَ وَهُوَ مِنْ مَظَانّ الْحَدَثِ ، وَقِيلَ ؛ لِأَنَّ صُورَةَ التَّشْبِيكِ تُشْبِهُ صُورَةَ الِاخْتِلَافِ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ فِي حَدِيثِ اِبْن عُمَر فَكُرِهَ ذَلِكَ لِمَنْ هُوَ فِي حُكْمِ الصَّلَاةِ حَتَّى لَا يَقَعَ فِي الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَهُوَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُصَلِّينَ " وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ " كما في الفتح .

[خالد الشافعي]

منقول من الشيخ طاهر نجم الدين المحسي

ما ذهب إليه الإمام الفقيه الألباني - رحمه الله - أرى أنه أقرب إلى الصواب ؛ قال رحمه الله في ( الضعيفة ) عند حديث :
(
6815 - (إذا كان أحدكم في المسجد؛ فلا يشبكن، فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة، ما دام في المسجد حتى يخرج منه) .
ضعيف.
(فائدة فقهية) : اختلف العلماء في تشبيك الأصابع في المسجد، والذي يقتضيه الجمع بين الأحاديث الصحيحة جوازه إلا في حالة انتظاره للصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد؛ كان في صلاة حتى يرجع، فلا يفعل هكذا، وشبك بين أصابعه ".وهو صحيح الإسناد مخرج في " الإرواء " (2/ 101) . ) .

[ابا زرعة]

بعض الناس إذا تأخر الإمام عن الخروج للصلاة ينزغ له الشيطان فيغضب و كأن تحته الجمار فيشبك أصابعه ، و آخر يذكره الشيطان همومه و دنياه فيسهو مشبكا أصابعه غافلا عن ذكر الله و اسحضار القلب استعدادا للصلاة ، و هذا، و الله أعلم ، هو سبب قوله صلى الله عليه و سلم هو من الشيطان ، فلذلك استثنى الإمام الألباني رحمه الله حالة انتظار الصلاة.
لكن ثمت إشكال في عقلي ، كيف الجمع بين تشبيك النبي صلى الله عليه و سلم ، و بين نهيه عن فعل ذلك لكونه من الشيطان، و نحن نعلم أن الشيطان الذي معه صلى الله عليه و سلم قد أسلم!!!!!

[خالد الشافعي]

منقول من أحمد أبي الرُب

بارك الله فيك اخي أبو خالد لم يثبت في النهي عن تشيك الاصابع في المسجد حديث والصحيح الجواز .

[خالد الشافعي]

منقول من رياض العاني

احاديث النهي عن تشبيك الاصابع لا يصح منها شي والاصل الجواز وانني انصح الاخوة ان لايتكلم في اي مسالة حتي يحيط بها من جميع جوانبها وشكرا لجميع

[أبومسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي

منقول من الشيخ طاهر نجم الدين المحسي

ما ذهب إليه الإمام الفقيه الألباني - رحمه الله - أرى أنه أقرب إلى الصواب ؛ قال رحمه الله في ( الضعيفة ) عند حديث :
(
6815 - (إذا كان أحدكم في المسجد؛ فلا يشبكن، فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة، ما دام في المسجد حتى يخرج منه) .
ضعيف.
(فائدة فقهية) : اختلف العلماء في تشبيك الأصابع في المسجد، والذي يقتضيه الجمع بين الأحاديث الصحيحة جوازه إلا في حالة انتظاره للصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد؛ كان في صلاة حتى يرجع، فلا يفعل هكذا، وشبك بين أصابعه ".وهو صحيح الإسناد مخرج في " الإرواء " (2/ 101) . ) .

هو هذا..
بارك الله فيك يا شيخ خالد الشافعي
وأحسن إليك وإلى الأخ طاهر

[خالد الشافعي]

حياكم الله جميعا ، وشكرا على المرور .

[خالد الشافعي]

للرفع ...........