أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98312 103191

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-12-2012, 09:23 AM
الصورة الرمزية أبو مسلم السلفي
أبو مسلم السلفي أبو مسلم السلفي غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 3,420
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي أبا الأشبال.
الله المستعان كم فرقوا شمل السلفيين في البلاد .
كم هي بليدةٌ عقولهم؟
__________________






رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-12-2012, 05:19 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

اقتباس:
إن كان هو أحمد الحربي الذي يكتب في الساحات فيشهد الله أني أحبه دون أن ألقاه
نعم هو أخب المهاجر وقد نقلت حكايته قبل عامين في منتدانا :
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...8657#post58657

أخوك أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-18-2012, 05:34 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي الحلقة الرابعة

(4)


مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة
خلتي وصحبي

فقه الأولويات فقهٌ عجيبٌ وبديعٌ، من لم يرْعه حق رعايته ويعتنِ به عنايةً تليق به، فاته من الخير ما إنّ حسرته لتطول، والغبن فيه ظاهرٌ ومبين، أما من أخذه بعين الاعتبار فقد حصّل من الخير ما يشكر به ربّه آناء الليل وأطراف النهار، ولم يفتْه بابٌ من أبواب الخير إلا ضرب فيه بسهم، وأخذ منهنصيبه.

ولِتَقف على جمال هذا الفقه وأهميته، سأضرب لك أمثلة تجلِّيه :

1-
الأذان وقراءة القرآن
رفع المؤذِّن صوته بالنداء للصلاة حين كنتَ منهمكاً في تلاوة كتاب الله، فهل تستمر في تلاوتك أم تقطعها وتردد مع المؤذِّن؟
كما ترى فكلاهما خيرٌ وبرّ

فقه الأولويات يقول لك :
اقطع قراءتك وردد مع المؤذِّن، فإن الأذان ينتهي وقته بانتهاء المؤذِّن منآخر جملة، فثوابه محدودٌ بوقتٍ محدد، بينما قراءة القرآن لا حدّ لها بوقتٍولا بمقدار، وبهذا تجمع بين الأجرين ولا يفوتانك.

2-
الصلاة على الجنازة وقضاء الفريضة
دخلتَ المسجد وقد سلّم الإمام وكبّر للصلاة على الجنازة، فهل تكبِّر معه أم تقضي الصلاة الفائتة؟

فقه الأولويات يقول لك:
صلِّ على الجنازة لأنها تفوت، ثم بعد ذلك يمكنك قضاء الصلاة الفائتة.

3-
تعارض واجبٌ مع مندوبٍ بحيث لا يمكن الجمع بينهما
مثل تعارض طاعة الوالدين مع طلب العلم الشرعي الزائد عن الضرورة

فقه الأولويات يحكم :
بأن يقدِّم الواجب وهو طاعة الوالدين ثم المندوب وهو الثاني

4-
تعارض الوقوع في محرّمٌ مع الوقوع في محرَّمٍ أخف منه، بحيث لا يمكن تلافيهما جميعاً
مثل تحقق وقوع رجُلٍ في الزنا أو جلد عميرة

فقه الأولويات يقول لك :
ارتكب الأخف وهو الثاني، ولكن مع شرط التحقق لا التوهّم.

هذا هو فقه الأولويات

وفيما يخصنا في هذه الحلقات، فمن المهم جداً لمن أراد أن يظفر بالخير كله ويرعى مصلحة نفسه، أن يهتم بفقه الأولويات، بل إنه في بعض حالاته يكون مراعاة فقه الأولويات من الواجبات الحتمية.

ها أنت اليوم طالب علمٍ مبتديء! ومعنى ذلك أنك ضعيفٌ في العلم ولو أمضيتَ عمُراً في مصاحبة العلماء، وسماع الأشرطة وقراءة الكتب، فما دمتَ لاتستظهر المسائل، فأنت طالب علم صغيرٍ، إذن فأنت لست طالب علمٍ متمكِّن نستطيع أن نقول عنك إنك من كبار طلاّب العلم.

لأجل هذا فإن وقتك زاحمه أمران؛ طلب العلم، ومجادلة كاتبٍ في الإنترنت حول فلانٍ وعِلاّن!

فقه الأولويات يقول لك:
أقبل على الأول واترك الثاني ولا تدخل في جدالٍ مع هذا وذاك وهؤلاء وأولئك، لأن إمضاء الوقت في طلب العلم تعلّماً ومراجعةً ومدارسة والاستزادة منه أولى من المجادلة وتبادل الردود.

ومثله قضاء الساعات في نقاش قضايا نوقشتْ من غيرك مع غيره كثيراً في كثيرٍ من المنتديات أو القراءة في العلم.

فقه الأولويات يقول لك :
قل له يبحث في جوجل أو قوقل! ولا تناقشه، وأقبل أنت على القراءة في العلم.

ومثله الانشغال بفرض الكفاية وقد قام به من يكفي
مثل بيان بطلان ما عليه فلانٌ من الناس، حيّاً أو ميّتاً

فقه الأولويات يقول لك :
هذا من العبث وضياع الوقت فلا تنشغل بما كفيتَه


أحبتي الكرام..

يقول الله تعالى ( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قال العلماء : العالم الربّاني هو الذي يعلم طلابه صغار العلم قبلكِبارِه، ولهذا درج علماء أهل السنة والجماعة منذ القِدَم على تعليم طلابهم صغار العلم قبل كباره، يفعلون هذا واقعاً ويوصون به غيرهم في شتىالفنون؛ في الفقه، وأصوله، والعقيدة، وعلوم اللغة، والتفسير، والحديث... الخ

وإن سألتَ عالماً في علم الحديث مثلاً، كيف أطلب علم الحديث؟ فإنه سيرشدك إلى البيقونية ونزهة النظر، ولن يرشدك إلى تهذيب الكمال للمِزِّي الذي يخصعلم الرجال في جرحٍ وتعديل، وهذا لأن من رقى السطح من غير أن يتدرّج في السلالم ما يلبث أن يقع على ظهره، فهذا هذا.

وأنت أيها المتزبِّب ولم تزل حِصرِماً مثلي، كيف يحق لك أن تقفز إلى كبارالعلم فتتحدث في المسائل الكِبار من مثل هل الجرحٍ المفسّر مقدمٌ على التعديل؟! ومتى لا يُقبل قول الثقة؟! ومن مثل الحكم على أفعال ولي الأمر هل هي مداهنة أم مداراة؟ هل هي موالاةٌ أم لا؟! وما يجوز له وما لا يجوز! في حين أنك لو سُئلتَ عن مسألةٍ من مثل رجلٍ حلق شعره بعدما مسح عليه هل ينتقض وضوؤه أم لا؟ لاحترتَ وضربتَ أخماساً في أسداس لا تدري ما تقول!

أخي الحبيب
تأمل فقه الأولويات، وانظر إليه بعين الاعتبار
وتعلم صغار العلم قبل كباره
فحريٌّ بك أن توفق للخير وتزكو وتعلو

بورك فيكم أجمعين أكتعين أبصعين .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-19-2012, 09:25 AM
أبوجابر الأثري أبوجابر الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: طرابلس- ليبيا
المشاركات: 2,053
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
صدر عن دار (طيبة الخضراء) كتاب جديد بعنوان :
(إلى كل طالب علم .. إلى كل جاهل
" حكايتي "
حكاية من تزبّب قبل أن يتحصرم )
لمؤلفه : أحمد بن نجاء الرحيلي

وقد اطلع العلامة الفوزان على هذا الكتاب وقرظه بتقريظ جميل جدا

يعتبر ضربة قوية لغلاة الجرح الذين اشتغلوا به , وجعلوه هواءهم الذي يتنفسون به !

حتى أنه جعل من ممادح الكتاب أنه نصيحة لمن اشتغل بالجرح والتزكيات !

ناعيا عنهم ذلك مما يؤكد اختلاف منهج الشيخ الفوزان عن منهح غلاة الجرح ..

وهذه الضربة منه ـ حفظه الله ـ تضاف إلى الضربات السابقة والله الموفق

وهاكم صورة غلاف الكتاب , وصورة تقريظ العلام الفوزان ...









ولتحميل الحلقات الخمس الأولى انقر هنا





جزاك الله خيرا،،،للأهمية هل يوجد نسخة pdf منه على الشبكة
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10-20-2012, 12:49 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي أبا الأشبال!
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله-
http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 01-20-2013, 12:21 AM
فتح الرحمن احمد فتح الرحمن احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,108
افتراضي حكاية من تزبّب قبل أن يتحصْرَم ( خمس حلقات ) 1 - 5

مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة
خلتي وصحبي

لا جرم! إني لأكتب هذا الموضوع والمحاذير تتناوشني من مكانٍ قريبٍ ومن مكانٍ بعيد، مخافة ألاّ يكون هذا الموضوع لله، ولذلك أقول : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الموضوع رياءٌ وشُهرة، أو حُبٌّ للظهور والسُّمْعة، أو لأحدٍ من خلقك نصيبٌ فيه، اللهم فسلِّط على هذا الموضوع الأَرَضة تأكله من أعلاه إلى أسفله، واقتُلْه في مهده، وإدْه في استهلاله، واجعل حروفَه شَذَرَ مذَر، وألفاظَه شغَرَ بغَر، ولا تنسأ له في الأثر، واجعل تأثيره لا يُجاوز أرنبة أنفه. وإن كنت تعلم أنه خالصاً لك، قاصداً به رضاك، طالباً لمّ الشمل وجمع الكلمة على الحق والهدى فاكتب له القبول واجعله يسير في القلوب مسير الشمس في الكون، واجعله عُدّةً لي في يوم الشِّدَّة، ثُقْلاً في صحيفة الأعمال، وزيادة في الهدى والتقى.

لا جرم! إني لأكتب هذا الموضوع وقلبي مفعمٌ بالأمل ممتليءٌ بالأمنيات أن يكتب الله له القبول بين شريحةٍ كثيرٍ عديدُها من أهل الخير والاستقامة، وهم صغار طلبة العلم.

لا جرم! إني لأكتب هذا الموضوع وأنا أشد حذراً من هاربٍ بدم، خشية أن يستغله بعض المرضى في غير ما أُريد له، فيقول انظروا إلى هذا الرجل من تلك الفئة وكيف هي نهايته ونهاية كل من سار على نهجه! فحينها سأقول له سقطْتّ ولا لعاً لك.

لا جرم! إني لأكتب هذا الموضوع وفي خاطري تتصارع الأفكار، كيف آتيه؟ وأي طريقٍ أسلكها لأصل به إلى شاطيء الأمان؟ وإلى أيِّ مدىً هذا المبنى يدل على هذا المعنى! وإلى أيِّ مدىً ذاك المعنى يقوم به هذا المبنى خير قيامٍ.

سأسير في هذا المقال على قدم الإيضاح والتفصيل، بعيداً عن العمومات التي يُفسِّرها المغرض على هواه، بعيداً عن المجملات التي يفصِّلها المتردِّي من فوق جبال الجهل والهوى على ما يريد، فالمقام مقام نصيحةٍ في ثوب قصّة، وحكايةٍ في قالب نصيحة، محاولاً قدر المستطاع قطع كل صارفٍ يصرف، ومؤوِّلٍ يتأوّل، والله وحده المعين.

هذا المقال يا سادة يا كرام، لا يشمل صنفين من الناس، وهم العلماء وطلبة العلم الكبار، وكلٌّ حسيب نفسه ورقيب عقله، فهل أنت من العلماء؟ وهل أنت تعد في طلبة العلم الكِبار؟ أعني كبار العلم لا كِبار السن، إن كنتَ أحد هذين الصنفين فإنك تعلم ما تأتي وتذر، وعليك من نفسك رقيبْ، والواجب عليك كبيرٌ في اقتفاء الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وفي ردع الباطل وبيان الحق الذي قام عليه البرهان بصدقه، وما البرهان إلا آيةٌ محكمة أو سنة ماضية أو إجماعٌ منعقد، أو قياسٌ معتَبر، فعليك البلاغ والبيان دون الالتفات إلى كثرةٍ وقِلة، فإن الحق هو الكثرة، وإن الباطل هو القلة وإن ملأ أصحابه فِجاج الأرض.

وإن كنتَ من الصنف الذي أقصده وهم طلبة العلم الصغار فإن هذا المقال لك، وما قام له سوقٌ إلا بك.

يشملك هذا المقال أيها الصغير المتزبِّب قبل أن يتحصرم، بغض النظر عن توجّهك وما تنتهجه! جاميٌ كما ينعت الناعتون، أو صحوي كما يصف الواصفون، أو قطبيٌّ أو سروريٌّ كما يقوله الآخرون، فأياً كنتَ فإنني أعنيك وأقصدك، وما ذكرتُ هذه المسميات إلا للتوضيح فقط، دون التعرض لنقدها في خصوص التسمية، موافَقةً أو مخالَفة، فالغرض هنا إطْلاعك على أصابع القصد وإلى أين تشير، حتى لا ترفع ثوبك عن الدم المهراق من أجساد الجهل وتظن أن جسدك الجاهل يسلم!

حبيبي وقرة عيني، إن في تقادم السنين وتتابعها وتسارعها عبرة لمن يعتبر ، وذكرى لمن ألقى النظر والسمع لها ، هي في تقلبها بالمرء حالاً على حالٍ تحْبوه الحكمة، وتوقفه على ما خفي عليه في سِنيِّ حياته الأولى ، تُطلعه على اعوجاج مساره ، وتوقظه من سبات قراراته ، وتنبهه من غفَلاته، كلما وقف والتفت خلفه ورأى كمّاً هائلاً من السنين والأعوام ، أطرق إطراق المُعتِبر والمتفكر في مآله ، ثم تنهَّد تنهُّدَ من يساقون إلى الموت وهم ينظرون ، ولربما تحدرت دمعتان خفيفتان من مقلتيه تحكيان مرارة الحال وشدة الألم، ولعل الخير كل الخير للمرء في أن يصحح ما اعوجّ من الطريق ، ويستدرك ما فات من العمر ، ويستأنف حياته كما يجب أن تكون ..

الموضوع يا سادة يا كرام يحكي قصتي وما مررتُ به، أضعها بين يديك في حلقاتٍ لست أدري مداها، فلا أستطيع أن أقول هن ثلاثٌ ورابعها الخاتمة، ولا أربعٌ وخامسها الخاتمة، ولا دون هذا ولا أكثر، غير أنني أسير على الخُطى فمتى وصلتُ فقد انتهيت.

إن المقال يحكي تجربتي الشخصية في نقد الرجال والطوائف ، يحكي حكاية من تزبّب وهو حِصرَم ، ومن دخل الدار من سطحها لا من بابها ، ومن أتى الأمور من أدبارها لا من قُبُلِها ! ومن أراد قطف الثمرة ولم يهتمّ بالأرض ولا كيف يزرع ..

قصتي مع النقد والمناقشات والمهاترات في الواقع الأرضي وفي الفضاء العنكبوتي، قصة امتدت تفاصيلها إلى ما يزيد على أربعة عشر عاماً، أخذتْ مني ثمرة عمري، وزهرة حياتي، وخُلاصة أنفاسي، أخذت مني شبابي، ذهبَ هدراً بلا فائدةٍ تُذكر، لقد وهبني الله حافظةً جيدة، وحُبّاً للقراءة، ووِّفقتُ في الدراسة على عالمين كبيرين من أهل السنة وهما الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ عبدالله الغنيمان، وأنا في بواكير الشباب، فجاءت هذه المعمعةُ وهي النقاش والجدال وفلان وعِلاّن! وهؤلاء وأولئك، لتحملني على ظهرها، ولله من ظَهرٍ ما أطْوله وأشأمَه! سارت بي مدة طويلة وأنا في غاية المرح والفرح، ثم توقفتْ فجأةً وقالت دونك فانزل! فنزلتُ ثم نظرت إلى الوراء، فإذا بها أربعة عشر عاماً، ونظرتُ في الحصيلة فإذا هي جهلٌ مُطبِقٌ بما لا يسع المسلم جهلُه.

صدقني يا عزيزي إنني أكتب لك هذه الأسطر والدموع تتغرغر في عينيّ، كان بالإمكان أن أكون بأحسن من هذا، ولكن قدُر الله نافذ، وما قدّر الرحمن مفعولُ، كان بالإمكان لو سِرْت الهوينا على خطىً ثابتة أن أكون بمشيئة الله في مرتبةٍ من العلم والتقى، ولكن تعجّلتُ وارتكستُ فعرِيتُ من العلم وخلوتُ من التقى.

لقد كرهتُ هذه المناقشات كرْهي للفِش فاش! أتعرفون الفِش فاش؟ لقد فاتكم عِلم الفِش فاش بانشغالكم بالمهاترات فيا لخسارتكم!

أقول : فجأةً وبعد هذا العمر المديد في النقاشات والجدالات على أرض الواقع وفي فضاء المنتديات، جلستُ مع نفسي في حسابٍ مؤلم، فلم أحصِّل من العلم الذي أحببتُه وما أحبّني، وكنت سأتشرّف به ولكنه رفض أن يتشرّف بي، نظرت إلى موقعي من العلم فإذا بي صفْرٌ صغيرٌ على الشمال! فانتفضتُ كما انتفض العصفور بلّلَه القطرُ، وصحْتُ بملْء فمي واثكلياه! واحسرتاه! ذهب العمر فلْتة، ذهبتْ حياتي، طأطأتُ رأسي حزيناً كسيراً تتقاذفني أمواج الألم وتعتصرني الخيبة، إن عنّتْ لي مسألة اتصلتُ بمن هو أصغر مني أسأله وأستفتيه، ولو قُدِّر لي العلم لكان هذا الذي استفتيتهُ من تلاميذي، ليس كِبْراً علم الله ولو كنت متكبّراً ما اتصلت وما استفتيتُ، ولكنني أحكي واقعاً مُرّاً وحقيقةً قاتلة.

فلذلك زهدتُ فيها وكان الخير في هذا الزهد، ومن العجائب والعجائب جمّةٌ أن هناك تلازماً مطّرداً رأيته في نفسي! فإنني كلما توغلتُ في هاتيك النقاشات كلما انصرفتُ عن العلم، والعكس بالعكس فكلما تركتها كلما أقبلتُ على العلم، ولذلك عقدتُ العزمَ وانصرفتُ عنها كلّيّاً، وأقبلتُ إلى المواضيع الأخرى، من المواضيع الأدبية والمقالات الساخرة والقصائد، هذا في عالم المنتديات، وفي واقعي أقبلتُ على قراءة الكتب العلمية الشرعية، وعلى صناعة برامج الحاسب الآلي، والدين ممنوعٌ والرزق على الله!


يتـــــــــــــبع >>>>
(من كتاب ( حكاية من تزبّب قبل أن يتحصْرَم ) لكاتبها احمد بن نجاء الرحيلي
تقريظ / الشَّيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
__________________
قال العَلامَةَ ابْنَ دَقِيقِ العِيد رحمه الله[SIZE="5"][/SIZE] فِي «الاقْتِراح» (ص302):

«أَعْرَاضُ المُسْلِمين حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار؛ وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاس: المُحَدِّثُونَ، وَالحُكَّام».
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-29-2013, 02:21 PM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
افتراضي

الكتاب عندي ولله الحمد
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10-24-2016, 06:41 PM
الأندلسي الأندلسي الأندلسي الأندلسي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 97
افتراضي

اللّهُ أكبر!
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.