من الملقب بـ"مختصر الحلبي" إلى شيخنا الجليل علي الحلبي

[عبد الله السلفي الجزائري]

من الملقب بـ"مختصر الحلبي" إلى شيخنا الجليل علي الحلبي

هذا الشيخ الجليل هو أبرز تلاميذ الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني وخير رجال مدرسته الشامية - هكذا نحسبه ولا نزك على الله مشايخنا - ، وهو عالم كبير كما يظهر ذلك لكل منصف ممن تتبعوا مؤلفاته الكثيرة ونتاجه العلمي الغزير ، ومن أقوى الأدلة على ألمعيته ما عاناه من طرف الخوارج الخُلّص وغلاة التكفير وبعض الملبس عليهم من أهل السنة ثم من قِبل غلاة التجريح ، وزد معهم بعض "خوارج علم الحديث" من دعاة منهج التفريق المشؤوم ، وهو في كل هذا الصراع كالجبل لا يتزحزح [1].

وغلاة التجريح نقبوا في مؤلفاته التي فاقت المئتين - مابين كتاب ورسالة ومجلد ومجلدات - فلم يجدوا ما يتمسكون به أو يشغبون به عليه بل سمعوا دروسه ومحاضراته وخطبه ومقالاته فلم يجدوا في هذا الكم الهائل الممتد إلى أكثر من ثلاثين سنة إلا أخطاء يسيرة يوجد لدى رؤوسهم وأكابرهم عشرات بل ومئات منها.
ولقد عانى من تشغيبات الصغار وردود متعسفة وغير علمية من بعض ممن يعتبرون بحق وبدون حق من الكبار فما ضره ذلك بل زاده علوا ورفعة ، وأنا قلت بأن للأسم أثر في المسمى فالشيخ هو (علي) بن (حسن) (الحلبي) ، ولهذا رأيناه في ردوده (تعلو) حجته على حجج غيره بأسلوب (حسن) ، ولكنهم لم يرعووا ، ويبدو أن النسبة هي التي فتحت عليه الكثير من الجبهات ، فهو من حلبة إلى أخرى : لا يسبق فارسا إلا جاءه ثان ، ولا يصرع مخالفا إلا ظهر له آخر : من جنسه أو نوعه.
وأنا أقول عنه وعنهم دائما ما قيل في أمر من هذا النوع - مع الفارق - : {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}.
فنحيي شيخنا ونسأل الله أن يبارك فيه حيا ويرحمه ميتا ويحشرنا وإياه في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.

حاسي بحبح في :
الثالث والعشرين من شهر محرم عام وأربع مئة وثمان وثلاثين
الموافق لـ 24 /10/ 2016


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ولقد دافعنا عن شيخنا لله وفي الله حتى بعض الناس بـ"مختصر الحلبي" ، وأتشرف أن أكون كذلك ونسأل الله لنا وللشيخ التوفيق والسداد.

[أبو المعالي بن الخريف]

شكرًا لكَ أخي عبدَ الله؛ والشيخُ عليّ حسن؛ صاحبِ العلّامةِ الألباني وتلميذُه وحواريُّه؛ عالمٌ بحقّ، ثقةً بصدقٍ لا يعلقُ به جرحُ المدخليّ؛ بلهَ الجابري، فضلًا عمّن سواهما، وهذا ليسَ رأيا يتيمًا، بل عليه الطوائفُ المتكاثرةُ، والزُّمر المتوافرةُ من طُلّابِ العلم، والدّعاةِ -بحقٍّ- في الجزائِرِ، وفي غيرِها مِن بُقعِ الغبراءِ.

وما ينقمون من الحلبِي!؟: الجوابُ: -أولا: تتلمُذه على شيخه الألباني، وحُبّ شيخه له، وثنائه العاطر عليه.
-ثانيا: تقَدُّمُهُ على حاسديه -الطّاعنينَ فيه- تقَدُّمَ النّص على المصالح المُرسلة..!!.
-ثالثا: قوة العارضة والابداعُ في إقامة الحجةِ، فلم يقوَ أحد على مناظرتِه؛ والذي أوصلهُ إلى هذه الدرجةِ منهجُه العلمي، وإيثارُه الحقَّ على رضا فلانٍ.

ومَثَلُ معرفةِ الشيخِ عليٍّ أبي الحارثِ الحلبي بالشَّريعةِ الإسلاميةِ، ومعرفةِ أقطابِ الغلوِّ ورؤوسِ الغلاةِ بها كمثَلِ "فيلسوفٍ وردَ مدينةً فيها فيلسوفٌ، فوجَّه إليهِ المدنيُّ كأسًا ملآى، يُشيرُ بها إلَى أنَّ الاستغناءَ عنه واقعٌ عندَه؛ فطرحَ القادمُ في الكأسِ إبرةً يُعلمُه أنَّ معرفتَه تنفذُ في معرفتِه"؛ وماذا عندَ الغلاةِ -اليوم-! سوَى الغلظةِ والفظاظة؛ والتعصُّب المقيت، والنفخِ للذوات، وتورُّم الأنا بشكلٍ عجيب؛ إذن؛ "ما وجهُ الاهتمامِ بمَا إن لم يكُن؛ أجزأَ فوتُه، وإِن كان؛ فالمنفعةُ به، وبحضورِه قليلةٌ، منقطِعة؛ وما لما قلتُ -حينَ تعملُ ظنونُ الغلاةِ، وجهالاتُهم، وتعصُّباتُهم وتصلُّباتُهم عملَها- من دافعٍ ولا رافِع؛ وهذه المعاني لم تُسفِر بعدُ لعقول الغلاة!؛ ولذا هي دوما تصيبُ مقتلَ كلِّ عصبيةٍ فيهم؛ قال سقراط: "الكلامُ اللَّطيفُ، ينبُو عن الفهمِ الكثِيف".