أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
30376 | 169036 |
#1
|
|||
|
|||
*مفهوم العلم عند أئمّة السّلف:
*مفهوم العلم عند أئمّة السّلف:
(من خلال كتاب "الزهد" للإمام أحمد) *أَوَّلاً: تَوْطِئَةٌ: ليس العلم تعالم و لا تعصّب ولا تزكية للنّفس و إزدراء للغير ، و لا تقعّر في الكلام و لا تفاصح و لا سبّ و لا شتم ، و لا إتّهام لنيّات النّاس ولا هتك لأعراض المسلمين كبيرهم و صغيرهم ، و لا تنقيب عن عيوب الخلق ونشرها ، إنّما العلم خشية، العلم ورع، العلم أخلاق ، العلم رحمة، العلم عمل، و هذا الذي فهمه أئمّة السّلف. فمن الظّلم بل و من أنكر المنكر أن تُنْسَبَ هذه الحماقات و التُّرَّهات و السّخافات و التّفاهات اليوم الى السّلف ، و يُمارس هذا المسخ باسم السّلف و باسم المنهج. *لا يجوز شرعا أن ترتفع جَعْجَعَةُ هؤلاء: أصحاب التّشنيع و التّبديع و التجديع ،ويظهر الباطل ويَنْتَفِش ، و يُلبَسَ لَبُوسَ الدّين و يُكْتَمَ صوتُ الحقّ ، ويخضع و يخنع ، و يذلّ ، بل يجب تبيين الحقّ و الصّدع به و أن لا يُخشى طعنهم و لا تصنيفهم و إسقاطهم ، فالله هو الرّافع الخافض. و هذه كلمات مباركات إنتقيتُها من كتاب "الزّهد" للإمام أحمد – رحمه الله- تُبيّن كيف كان القوم (أئمّة السّلف) ينظرون الى العلم. *ثَانِيًا : إِنَّمَا العِلْمُ العَمَلُ: قال أبو الدرداء – رضي الله عنه -:إنّ أخوف ما أخافُ إذا لقيتُ الله تبارك و تعالى أن يقول لي : قد عَلِمْتَ فماذا عَمِلتَ فيما عَلِمْتَ؟ وقال عبد الله (ابن مسعود) – رضي الله عنه - : وَيْلٌ لمن لا يعلم و لو شاء الله لَعَلَّمَهُ، وَيْلٌ لمن يعلم و لا يعمل سبع مرّات. وقال مالك بن دينار – رحمه الله -: إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يَزِلّ القَطْرُ عن الصَّفَا. و قال :إنّك إذا طلبت العلم لتعمل به سرّك العلم، و إذا طلبته لغير العمل لم يزدك إلاّ فخرا. وقال: من طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفي ، و من طلب العلم لحوائج النّاس فحوائج النّاس كثيرة. وقال سفيان الثوريّ – رحمه الله -: الذي علم ثم عمل يُدعى عظيما في ملكوت السموات. وعن وهب المكّيّ – رحمه الله -: أنّ رجلا شابّا كان سأل أمّ الدّرداء – رضي الله عنها-، قال: فأكثر، فقالت له أمّ الدّرداء: أتعمل بكلّ ما تسأل عنه؟ قال: لا، فقالت: فما إزديادك من حُجّة الله عليك؟ وعن الحسن البصريّ– رحمه الله - قال: قد كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تَخَشُّعِهِ و هَدْيِهِ و في لسانه و بصره و برّه. وقال (الحسن): قد كان الرّجل يسمع بالباب من أبواب العلم فيتعلّمه و يعمل به فيكون خير له من الدنيا و ما فيها لو كانت له فوضعها في الآخرة. وقال سفيان بن عيينة – رحمه الله -: ليس العالم الذي يعرف الخير من الشر إنّما العالم الذي يعرف الخير فيتّبعه و يعرف الشّرّ فيجتنبه. و قال لقمان – رحمه الله -: لا تتعلم ما لم تعلم حتّى تعمل بما تعلم. *ثَالِثًا: فَضْلُ العِلْمِ: كان مطرّف – رحمه الله -: يقول: فضل العلم أحبّ الى الله من فضل العبادة و خير دينكم الورع. وقال الحسن – رحمه الله -: لَبَابٌ واحدٌ من العلم أتعلّمه أحبّ إليَّ من الدنيا و ما فيها. وعن عبيد بن عمير– رحمه الله -: قال: من يُرِدِ الله به خيرا يفقهه في الدّين و يُلهمه رشده. وعن عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - قال: من عمل بغير علم كان ما يُفسد أكثر ممّا يُصلح. *رَابِعًا: إِنَّمَا العِلْمُ الخَشْيَةَ: قال عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه -: كفى بخشية الله علما و كفى بالإغترار جهلا. و قال: ليس العلم بكثرة الرواية و لكنّ العلم الخشية. قال الحسن– رحمه الله -: إنّما الفقيه الزّاهد في الدنيا البصير بذنبه المداوم على عبادة ربّه. وعنه – رحمه الله - قال: أفضل العلم الورع و التّوكّل. وعن مِسْعَرٍ – رحمه الله -: ، قال: قال لي عبد الأعلى التيمي أنّ من أُوتِيَ من العلم ما لا يُبكيه لَخَلِيقٌ أن لا يكون أوتِيَ منه علما ينفعه. وقال مسروق – رحمه الله -: بِحَسَبِ الرّجل من العلم أن يخشى الله ، و بحسب الرّجل من الجهل أن يُعجَبَ بعلمه. وكان مُجَاهِدٌ – رحمه الله -: يقول: الفقيه من يخاف الله عزوجل. *خَامِسًا:طلب العلم: قال أبو الدرداء – رضي الله عنه -: أطلبوا العلم فإنْ لم تطلبوه فأحبّوا أهله فإن لم تحبّوهم فلا تبغضوهم. وعن أبي مهزم قال: كنّا نأتي أبا هريرة بالغَدَاةِ و العَشِيِّ فيقرأ علينا القرآن و يدعو و يقصّ (أي يعظ). وعن محمد بن النّظر الحارثي، قال: أوّل العلم الإنصات له ثم الإستماع له ثمّ حفظه ثم العمل به ثم بثّه. *سَادِسًا: من آفات العلم: قال عبد الله – رضي الله عنه- : إنّي لأحسبُ الرّجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعلمها. و قال وهب بن منبّه – رحمه الله - : ظهرت في بني اسرائيل قُرّاء فسقة و سيكثرون فيكم. و قال– رحمه الله- إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال. وقال: إنّ الله عزوجل يُبغض القارئ إذا كان لبّاسا ركّابا ولاّجا خرّاجا. عن أبي إدريس الخولاني ، قال: من تعلّم الحديث ليستكفئ به قلوب الناس لم يُرٍح رائحة الجنّة. و عن سفيان بن عيينة – رحمه الله- : العلم إن لم ينفعك يضرّك. و قال الربيع بن خثيم – رحمه الله- : تعلّم ثم اعتزل. هذا آخر ما وفق الله لجمعه في الموضوع ، و الله أعلم و أحكم و صلّى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و الحمد لله رب العالمين. |
|
|