أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
25683 | 107599 |
#11
|
|||
|
|||
(19) لِكُلِّ حِصَّةٍ مِنْ عَشْوَائِيَّةِ (تَعَلُّمِ الدَّاعِيَةِ) حِصَّةٌ تُقَابِلُهَا مِنْ عَشْوَائِيَّةِ دَعْوَتِهِ. (20) تَشَتُّتُ جُهُودِ الدَّاعِيَةِ يَنْشَأُ مِنْ: (تَشَتُّتِ نِيَّتِهِ)، أَوْ (تَشْوِيشِ فَهْمِهِ)، أَوْ (ضَعْفِ تَأْصِيْلِهِ). - وَثَبَاتُ نِيَّتِهِ (بِالْإِخْلاصِ)، وَتَحْقِيقُهُ بـ(لا إِله إِلا اللهُ). - وَصَفَاءُ فَهْمِهِ (بِالْمُتَابَعَةِ)، وَتَحْقِيقُهَا بـ(ِمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ). - وَقُوَّةُ تَأْصِيْلِهِ (بِالرُّسُوخِ)، وَتَحْقِيقُهُ (بِالْعَرَبِيَّةِ، وَالْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ). (21) مِنَ الدُّعَاةِ مَنْ تَكُونُ دَعْوَتُهُ قَائِمَةً عَلَى الضَّوْضَاءِ؛ وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى (سُوْءِ النِّيَّةِ)، أَوْ (سُوْءِ الْفَهْمِ). *** |
#12
|
|||
|
|||
(22) (الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ) عِنْدَ الدَّاعِيَةِ (كَالْمِلْحِ)؛ - قَلِيْلُهُ يُصْلِحُهُ، وَيُطَيِّبُهُ؛ فَتَتَوَقَدُ فِيْهِ الْغَيْرَةُ عَلَى الْحُرُمَاتِ الشَّرْعِيَّةِ. - وَكَثِيْرُهُ يُفْسِدُهُ، وَيُقَبِّحُهُ؛ فَيَكُوْنُ مَمْجُوْجَاً؛ (لِفَظَاظَتِهِ)، (وَغِلَظِ قَلْبِهِ). (23) (الدَّاعِيَةُ الْمُوَفَّقُ) كَالطَّبِيْبِ الْحَاذِقِ يُعَالِجُ مَرْضَاهُ دُوْنَ (انْفِعَالٍ) مِنْ رُدُوْدِ أَفْعَالِهِمْ عَنْدِ الْمُعَالَجَةِ؛ لِأَنَّ مُهِمَّتَهُ مُدَاوَاتُهُمْ، وَلَيْسَتْ مُشَاجَرَتَهُمْ. (24) مَادَّةُ الدَّاعِيَةِ فِيْ زَجْرِ النُّفُوْسِ عَنْ غَيِّهَا (التَّرْهِيْبُ مِنْ الآخِرَةِ). وَلَيْسَتِ (الْأَلْفَاظَ الْغَلِيْظَةَ)، (وَالْعِبَارَاتِ الْقَاسِيَةَ)؛ لِأَنَّ مَقْصُوْدَهُ هِدَايَتُهُمْ لا إِهَانَتُهُمْ. *** |
#13
|
|||
|
|||
(25) الدُّعَاةُ بِلَا أَخْلاقٍ (كَالْهَوَامِّ) تَقَعُ فِي الشَّرَابِ فَتُكَرِّهُهُ إِلَى طَالِبِيْهِ؛ فَتَعَافُهُ نُفُوْسُهُمْ مَعَ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ. (26) حُسْنُ خُلُقِ الدَّاعِيَةِ (قَنْطَرَةٌ) تَعْبُرُ مِنْهَا كَلِمَاتُهُ إِلَى الْقُلُوْبِ. (27) (الدَّاعِيَةُ الْحَلِيْمُ) مَنْ يُحْسِنُ فِطَامَ النُّفُوْسِ عَنْ هَوَاهَا كَمَا تَفْطِمُ الْأُمُّ رَضِيْعَهَا (بِالْمُدَارَاةِ)، (وَالْاحْتِيَالِ). *** |
#14
|
|||
|
|||
(28) (الْوَقَائِعُ وَالْحَادِثَاتُ) مُفْتَرَقُ طُرُقٍ بَيْنَ الدُّعَاةِ؛ - فَالدَّاعِيَةُ الرَّبَّانِيُّ: ثَابِتٌ عَلَى الْحَقِّ الْقَدِيْمِ، وَمُسْنِدٌ الْحُكْمَ عَلَيْهَا إِلَى الرَّاسِخِيْنَ. - وَالدَّاعِيَةُ الْمَفْتُوْنُ: مُتَقَلِّبٌ مَعَ الْهَوَى الدَّفِيْنِ، وَمُسْنِدٌ الْحُكْمَ عَلَيْهَا إِلَى الآرَائِيِّيْنَ. (29) عَجَلَةُ الدَّاعِيَةِ فِيْ (إِبْرَازِ فِكْرَتِهِ)، أَوْ (نَقْلِ مَعْلُوْمَتِهِ) طَلَبَاً (لِلسَّبْقِ) جَرْيَاً عَلَى عَادَةِ (السَّبْقِ الصَّحَفِيِّ) (دِاءٌ) تَتَوَلَّدُ مِنْهُ: الشَّائِعَاتُ، والافْتِرَاءَاتُ، وَتَحْصُلُ النِّزَاعَاتُ. (30) الدُّخُوْلُ إِلَىْ (سَاحَةِ الدَّعْوَةِ) دُوْنَ (مُصْحَفٍ)، (وَقَلَمٍ) إِسْنَادُ قِيَادَةٍ إِلَىْ مَجْنُوْنٍ. { ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}[سُوْرَةُ الْقَلَمِ]. *** |
#15
|
|||
|
|||
(31) الدَّعْوَةُ الَّتِيْ لا يَكُوْنُ (الإِيْمَانُ)، (وَالتَّوْحِيْدُ) أَوْلَوِيَّةً فِيْ مُنْطَلَقِهَا لا يَسْتَقِيْمُ بِهَا فَرْدٌ، وَلا جَمَاعَةٌ، وَلا أُمَّةٌ. "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثمّ اسْتَقِمْ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). (32) (كَلَامُ الدَّاعِيَةِ) أَوْلَىْ الْكَلَامِ بِالْحَبْسِ فِيْ (زِنْزَانَةِ الصَّمْتِ)؛ لا يُفْرَجُ عَنْهُ إِلا بِصَكِّ بَرَاءَةٍ مِنْ الْوَحْيِ -عِلْمَاً وَعَدْلاً-. {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169]. (33) (الْفَشَلُ) بِئْرٌ عَمِيْقٌ دَلْوُهُ (الْيَأْسُ)؛ فَإِذَا دَبَّ الْيَأْسُ إِلَىْ هِمَمِ الدُّعَاةِ فَقَدْ غَرَفُوْا بِأَيْدِيْهِمْ (فَشَلَ دَعْوَتِهِمْ). *** |
#16
|
|||
|
|||
(34) الرُّسُوْخُ فِيْ الدَّعْوَةِ يُؤَسَّسُ عَلَىْ مَعْرِفَةِ (مُرَادِ اللهِ) وَمَحَبَّتِهِ؛ حَتَىْ يَكُوْنَ أُنْسُ الْعَبْدِ وَفَرَحُهُ وَسُرُوْرُهُ (بِتَعَلُّمِهِ)، (وَتَفَهُّمِهِ)، (وَالْعَمَلِ بِهِ)، (وَتَبْلِيْغِهِ) أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ. (35) (الْخِلالُ السَّبْعُ) لِقِيَامِ الدَّعْوَةِ الرَّبَّانِيَّةِ: (الصِّدْقُ)، (وَالنُّصْحُ)، (وَالإِخْلاصُ)، (وَالتَّزْكِيْةُ)، (وَالْبَرَاءَةُ)، (وَالإِصْلاحُ)، (وَالصَّبْرُ). مُرَتَّبََةً عَلَىْ التَّوَالِي فِيْ قَوْلِهِ –تَعَالَىْ-: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}[سُوْرَةُ الْمُدَّثْرِ]. (36) أُصُوْلُ (مَقَامِ الإِمَامَةِ) فِيْ الْمِلَّةِ الإِبْرَاهِيْمِيَّةِ خَمْسَةٌ: - (الْقُدْوَةُ فِيْ الْخَيْرِ). - (وَدَوَامُ الطَّاعَةِ). - (وَالْمَيْلُ إِلَىْ التَّوْحِيْدِ بِكُلِّيَّتِهِ). - (وَالْبَرَاءَةُ مِنْ الشِّرْكِ). - (وَشُكْرُ النِّعَمِ). يَجْمَعُهَا قَوْلُهُ –تَعَالَىْ-: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}[سُوْرَةُ النَّحْلِ]. *** |
#17
|
|||
|
|||
(37) أَصْلُ (إِصْلاحِ السَّلاطِيْنِ) تَغْيِيْرُ الْوَاقِعِ؛ وَلا يَتِمُّ لَهُمْ إِلا بِقُوَّةِ شَوْكَتِهِمْ. وَأَصْلُ (إِصْلاحِ الدُّعَاةِ) تَغْيِيْرُ الْقُلُوْبِ؛ وَلا يَتِمُّ لَهُمْ إِلا بِقُوَّةِ حُجَّتِهِمْ. (38) إِذْهَابُ غَيْظِ قُلُوْبِ الدُّعَاةِ يَكُوْنُ فِيْ (أَرْضِ الْمَعْرَكَةِ)، لا (فِيْ سَاحَةِ الدَّعْوَةِ). {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134]. (39) (غَايَةُ الدَّاعِيَةِ) فَتْحُ الْقُلُوْبِ الْمُغْلَقَةِ؛ فَلا بُدَّ لَهُ مِنْ إِتْقَانِ فَكِّ شَفْرَةِ خَزْنَتِهِا بِـ(الْعِلْمِ، وِالْحِلْمِ، وَالرِّفْقِ). " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيْمَاً مِنْهُ، فَوَاللهِ مَا كَهَرَنِي، وَلا ضَرَبَنِي، وَلا شَتَمَنِي" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). *** |
#18
|
|||
|
|||
(40) مَرْجِعُ عَقَبَاتِ الدَّعْوَةِ إِلَىْ عَقَبَةِ (هَوَىْ النَّفْسِ)؛ فِإِذَا اجْتَازَهَا الدَّاعِيَةُ سَارَ فِيْ رَكْبِ {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[السَّجْدَةُ: 24]. (41) تَمَكُّنُ الْعَبْدِ (بِمَقَامِ الدَّعْوَةِ) فَرْعُ تَمَكُّنِهِ (بِمَقَامِ الْعُبُوْدِيَّةِ)؛ فَلِكُلِ خُرُوْجٍ عَنِ الْعُبُوْدِيَّةِ –طَلَبَاً لِرِئَاسَةٍ، أَوْ حَظٍّ- فَشَلٌ فِيْ الدَّعْوَةِ يُنَاسِبُهُ. {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}[الْجِنُّ: 19]. (42) (مُؤَهِّلاتُ الدَّاعِيَةِ) لِتَحَمُّلِ أَعْبَاءِ تَبْلِيْغِ الرِّسَالَةِ الإِسْلامِيَّةِ: "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). *** |
#19
|
|||
|
|||
(43) سَدَادُ الدُّعَاةِ عَلَىْ قَدْرِ إِخْلاصِهِمْ، وَإِخْلاصُهُمْ عَلَىْ قَدْرِ تَوْبَتِهِمْ، وَتَوْبَتُهُمْ عَلَىْ قَدْرِ صِدْقِهِمْ؛ لِهَذَا كَانَ الصِّدِّيْقُ أَسَدَّ الْهُدَاةِ فِيْ مَوَاقِفِهِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ ، {فَلَوْ صَدَقُواْ اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} [محَمَّد : 21] . (44) (كَرَاهَةُ الدَّاعِيَةِ) لاطِّلاعِ النَّاسِ عَلَىْ عُيُوْبِهِ مَقْصَدٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْمُرَائِيْ وَالْمُخْلِصِ الْأَوْلُ يَحْفَظُ بِهِ (الْحَظَّ)، وَالثَّانِيْ يَحْفَظُ بِهِ (الْحَقَّ) . (45) (الإِخْلاصُ) بَذْرَةُ شَجَرَةِ التَّوْفِيْقِ، (وَالصِّدْقُ) مَادَةُ نَمَائِهَا؛ فَمَنْ قَصَدَ بِعِلْمِهِ وَدَعْوَتِهِ مَنْفَعَةَ الْخَلْقِ لِوَجْهِ اللهِ، وَصَدَقَ فِيْ ذَلِكَ اسْتَعْمَلَهُ اللهُ فِيْمَا يُحْسِنُهُ، وَبَلَّغَهُ فَوْقَ مَاْ يُؤَمِّلُهُ . *** |
#20
|
|||
|
|||
(46) الدَّعْوَةُ إِلَىْ اللهِ –تَعَالَىْ- (رَقَابَةٌ جَمَاْعِيَّةٌ). تُسْنِدُهَا الْأُمَّةُ الْعَاقِلَةُ إِلَىْ طَائِفَةٍ مِنْهَا تَأْخُذُ عَلَىْ أَيْدِيْ سُفَهَائِهَاْ؛ "فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ). (47) (نَجَاْحُ الدَّاعِيَةِ) يَقُوْمُ عَلَىْ: - إِعْطَاءِ نَفْسِهِ نَصِيْبَاً مِنْ حُقُوْقِهَاْ. - وَتَصَدُّقِهِ بِقِسْطٍ مِنْ حُظُوْظِهَاْ. قَاْلَ –تَعَاْلَىْ-: {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [الْقَصَصُ: 77]. (48) (كَلِمَةُ الدَّاعِيَةِ) تَنْفُذُ فِيْ الْمَدْعُوِّيْنَ (بِصِحَّةِ عُلُوْمِهِ)، وَتَنْفَعُ (بِصِدْقِ أَحْوَاْلِهِ)، وَتَدُوْمُ (بِإِخْلاصِ نِيَّتِهِ). *** |
|
|