أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
34379 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-16-2016, 03:58 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Exclamation ابكوا وأقيموا مجالس العزاء لهذا يا طلاب العلم!! ((متجدد!!))


ابكوا وأقيموا مجالس العزاء لهذا يا طلاب العلم!!


كنت اليوم في دار الرشاد/بيروت لصاحبها الأستاذ جمال عبيدة، فحدثني عن مأساة جديدة !
وكان قد حصل على مكتبة الشيخ المقرئ محمد رياض شهاب - المتوفى منذ شهرين - رحمه الله، وكان الشيخ تلميذ وخليفة شيخ قراء لبنان حسن دمشقية (1337 - 1412 هـ) رحمه الله، ومكتبته - وقد تأملت عناوينها - كلها كتب عتيقة، وبعضها قديم ومن دون تجليد، فاشترى الأستاذ جمال المكتبة من زوجته، وبقي عندها كيس مليء بجميع إجازاته العلمية،
فذهب العامل في اليوم التالي ليجلبها، فأخبرته زوجة الشيخ محمد رياض - وهي أمية غير متعلمة - أنها ألقت الكيس في القمامة!! لأنها أوراق قديمة بالية لا قيمة لها!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون!

✍🏻 وكتبه أبو معاوية البيروتي
ظهر الثلاثاء 13 ذو القعدة 1437 هـ
16 آب 2016 م.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-16-2016, 05:33 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


راسلني منذ قليل المحامي المؤرخ عبد اللطيف فاخوري قائلاً:


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . لقد كان الشيخ رياض شهاب من اقرب التلامذة الى شيخه *الشيخ حسن دمشقية وهل في القرن الحادي والعشرين ممن يقدر العلم وعلماء القراءات و يترك تراث امثال الشيخ رياض شهاب يغيبه الجهل* ويصير مصيره الى مكبات النفايات . لقد بح الصوت ونحن نحث الاخوان اصحاب الامكانيات على العمل من اجل جمع تراث البيارتة *و حفظه في مؤسسة او في مركز او حتى متحف ولكن قد اسمعت لو ناديت حياً* ولكن لا حياة لمن تنادي!
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-16-2016, 07:53 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


العداوة بين زوجة عاشق الكتب وضرّتها الكتب!

قال د. جمال عزون: زوجات عشّاق الكتب كثير منهنّ – إلا ما رحم ربي – يعتبرنها ضرّات لهنّ، يبدين تجاهها من العداوات ما يبدينها تجاه ضرائرهنّ، بحجّة الغيرة وقضاء الزوج عاشق الكتب مع مطبوعاته ومخطوطاته أوقاتاً مديدة قد لا يحظين بمثلها، ولذا تراهنّ يضمرن في أنفسهنّ شرًّا بهذه الكتب، وبمجرّد ما يفارقها زوجها إلى الدار الآخرة يبادرن إلى بيع هذه الضرائر وطردها شر مطردة من دار الزوجية، وقد يستفدن بأثمانها إذا كنّ عارفات بأسعارها كما فعلت زوجة الأديب شافع بن علي الكناني (649 – 730 هـ)، فكانت زوجته تعرف ثمن كل كتاب، وباعت منها النفيس والكثير، والعجيب أنه لم يدر بخلدها وقف كتب الشيخ حتى يتجدّد له الذكر في الآخرين، والثواب عند رب العالمين، بل بادرت إلى تحصيل الأثمان من هذه الضرائر العدوّات.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-18-2016, 06:17 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



إنا لله وإنا إليه راجعون!!
فيديو عن مكتبة أُلقِيَت بجانب حاوية الأوراق في الشارع!!


http://t.co/HH3zugZPuy

.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-20-2016, 06:29 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


قصة احتراق مكتبة الامام سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي المعروف بابن الملقن

قصة مؤثرة جداً، وهي مصيبة من أعظم المصائب أنقلها لكم هنا فأقول:
الامام ابن الملقن كانت لديه مكتبة كبيرة جداً، وهو حال أي طالب علم فضلاً عن عالم يهتم بأمر الكتب. حيث كان رحمه الله يسعى على اقتناء الكتب وشراءها، وقد أشار رحمه الله إلى ذلك في خطبة (البدر المنير): ويسر الله تعالى – لنا – سبحانه وله الحمد والمنة من الكتب التي يحتاج إليها طالب هذا الفن زيادة على مائة تاليف. أهـ
ولهذا أسباب هيأت لابن الملقن رحمه الله، منها يسر حاله وقله عياله. قال الحافظ ابن حجر: فكان يكتفي بأجرته، وتوفر له بقية ماله، فكان يقتني الكتب.أهـ إبناء الغمر 2\217
ويقول أيضا ابن حجر رحمه الله: كان يقتني الكتب، بلغني أنه حضر في الطاعون العام بيع كتب شخص من المحدثين، فكان وصيه لا يبيع غلا بالنقد الحاضر.أهـ الضوء اللامع 6\100
قال ابن الملقن: فتوجهت الى منزلي فأخذت كيساً من الدراهم ودخلت الحلقة فصببته فصرت لا أزيد في الكتاب شيئاً إلا قال: بع له، فكان فيما اشتريت (مسند الإمام أحمد) بثلاثين درهماً.أهـ
ولأهمية مكتبة ابن الملقن وحجمها، ولاحتواءها بعض الكتب التي لا يملكها تلميذه ابن حجر رحمه الله، فيقول عن مكتبة شيخه: وعنده من الكتب ما لا يدخل تحت الحصر منها ما ملكه ومنها ما هو من أوقاف المدارس لا سيما الفاضلية. أهـ إنباء الغمر 5\45.
ولكن احتراق الكتب أو ضياعها من اعظم المصائب على أصحابها، وهذا ما حصل لمكتبة الإمام ابن الملقن رحمه الله، قال ابن حجر رحمه الله: ولكن لم يوجد ذلك بعده؛ لأن كتبه أحترقت قبل موته بقليل وراح منها من الكتب النفيسة الموقوفة وغير الموقوفة شيء كثير جداًّ، وقلت في ذلك أخاطبه:

لا يزعجنك يا سراج الدين *** لعبت بكـتبك ألسن النيران
لله قـد قربتها فتـقبـلت *** واـلنار مسرعة إلى القربان


وقال أيضاً:

ألا يا سراج الدين لا تأس إن غنَّت *** بكتبك نار ما لمعرورها عار
لربـك قد قربـتـها فتـقـبلت *** كـذلـكم الـقربان تأكله النار

تعليقا على قول ابن حجر رحمه الله (كتبه أحترقت قبل موته بقليل) أقول: لأن حاله تغير بعدها، ولهذا حجبه ولده إلى أن مات رحمة الله عليه سنة 804 هـ.
قال ابن حجر رحمه الله: إنه قبل احتراق كتبه كان مستقيم الذهن.أهـ
ولهذا يظهر مدى تعلق القلوب للكتب لدرجة أنه قد يفقد صوابه؛ لأن فقد الكتاب كفقد الصواب. نسال الله حسن الخاتمة

* منقول
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-23-2016, 06:09 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


النسخة الوحيدة لكتابه القيّم بِيعت ليُلَفّ بأوراقها التوابل والأعشاب!!


ذكر ياقوت (ت 626 هـ ) في ((معجم البلدان)) ( 5 / 128 ) فقال: كان الشيخ الحافظ أبو محمد عبد الله بن خلف بن رافع بن ريس بن عبد الله المسكي المعروف بابن بصيلة (ت 598 هـ) يحفظ وجمع تاريخاً لمصر أجاد فيه، ومات وهو في مسوداته قد عجز أن يبيضها لفقره،
فبيع على العطارين لصر الحوائج!!
كأن لم يكن بمصر من يعينه على تبييضه ولا ذو همة يشتريه فيبيضه وبالله المستعان. اهـ.

والقصة أفادها الأخ أبو المظفر السناري في ((أحلى حكايات كهف الغرائب ومغارة العجائب)) وعنون لها: الإمام الحافظ أبو محمد المسكي لفقره وحاجته يُباع كتابه ((تاريخ مصر)) للعطّارين يجعلونه قراطيس يبيعون فيها التوابل والأعشاب للناس!!
* كناشة البيروتي (الجزء الثالث).
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-01-2016, 06:51 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


كان الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله يقول: يقولون: ((الكتب خير مُكتَنَز وشرُّ مُوَرَّث))،
ثم يذكر رحمه الله قصة؛ وهي أنّ رجلاً كانت لديه مكتبة عامرة، فلمّا توفي - وكان معه ولد جاهل - قام ببيع مكتبة أبيه، فقال له بعضهم: هل بقي من كتب أبيك شيء؟ فقال: بقي الفانوس المخيّط! يعني به ((القاموس المحيط))!!

وقال شيخنا في ((قمع المعاند)) (ص 495): ((وننصح طلبة العلم أنْ يحرصوا على اقتناء الكتب، حتى لو باع أحدهم سيارته، ولو باع أحدهم عمامته، من أجل أن يشتري كتاباً، الكتاب الواحد يساوي الدنيا))!

* كناشة البيروتي (الجزء الثالث)
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-08-2016, 07:29 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


مآل مكتبة العلامة خليل الخالدي المأساوي!!


عُرِف الرحالة خليل الخالدي (1282 – 1360 هـ/1866 – 1941 م) بحبّه للكتب، وشغفه الكبير بالمخطوطات، فطاف الأرض من أجلها، وشرّق وغرّب لرؤيتها، والإحاطة بنفائسها ونوادرها، وحرص في ترحاله وتطوافه على تملّك بعضها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وفي حال عجز عن ذلك قام بنسخها بنفسه، أو أمر من يثق به من النسّاخ بنسخها، حتى اجتمعت له من الكتب والمخطوطات الشيء الكثير.
واشتهرت هذه المكتبة بين أعلام عصره، وذاع صيتها بين عشّاق التراث والباحثين عنه، فعرّفوا بـها، ونعتوا كتبها بالندرة والنفاسة.

أما مآلها فكان شيئاً حزيناً، حيث بقيت كتبه في مكتبته بعد وفاته دون رعاية أو اهتمام، ولا حتى حمايتها من الإتلاف والضياع، ويصف د. كامل العسلي بعضاً من هذا المصير فيقول: (( ... لما توفي الشيخ سنة 1941 م ورثت أخته السيدة أمينة قسماً من مكتبته ووقفتها، وجاء في وقفيتها: ((وقَفْتُ ما يخصّني من كتب المرحوم أخي خليل الخالدي وينتفع بها طلبة العلم))، وحدّثنا – والكلام للعسلي – المرحوم ياسين الخالدي أنه رأى أوراقاً من كُتب الشيخ يُلَفُّ بها الترمس في سنة 1948 م – سنة الكارثة التي اجتاحت كلّ شيء -)).
أفاده الأخ محمد كلاب.
* كناشة البيروتي (الجزء الثالث)
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-15-2016, 07:54 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


أحرق ثمانية آلاف مجلد مخطوط في الفرن!!



قال الشيخ المحقق نظام اليعقوبي حفظه الله: زُرت مرّة ألبانيا بعدما سقطت الشيوعية بحوالي ستة أشهر، رُحنا منتدبين من البنك الإسلامي للتنمية، وكانوا يريدون أن يفتحوا مصرفاً إسلاميًّا هناك، فكُنت أنا ضمن الوفد الزائر، قابلت هناك شخصاً ألبانيًّا، قال لي: أنا جدّي كان من كبار علماء ألبانيا قبل الشيوعية، ولمّا مات ترك لنا مكتبة فيها ثمانية آلاف مجلّد مخطوط! كتب حديث ومصاحف وغيرها، كان هو شبه مفتي لألبانيا، وهؤلاء كانوا أثرياء في ذلك الوقت، فكانوا يشترون الكتب من الحرمين ومن تركيا ومراكز الحضارة، فلمّا جاء خوجه – ذاك الشيوعي – أمر بإتلاف كلّ المصاحف والمخطوطات والكتب!
وفي يومٍ من الأيام أحد ممّن يعملون في الجيش – وهو قريبٌ لنا – أتاني بسرعة، قال لي: أحرقْ جميع الكتب فوراً وإلّا أنت وأسرتك ستُقتَل!
قال محدّثي الألباني: فأدخلتُها الفرن وأحرقتُها بيديّ! ثمانية آلاف مجلد! قال: وبقي منها ثلاثة مصاحف ... لجودتها استحيتُ وخشيتُ أن أحرقها، فأخذتُها ودفنتها. وأراني واحداً منها.
قال أبو معاوية البيروتي: فرّغتُها من أحد اللقاءات المرئية مع الشيخ نظام، وإنا لله وإنا إليه راجعون!!
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-18-2016, 04:31 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


كان الضباط يشعلون غلايينهم بالمخطوطات والوثائق،
وكان الجنود يحسبون كل كتابة عربية قرآناً،
فكانوا يحرقون الأوراق وما هي إلا وثائق ثمينة!!


قال مؤرخ الجزائر أبو القاسم سعد الله (ت 1435 هـ) في ((تاريخ الجزائر الثقافي)):
بعد الاحتلال مباشرة وضع الفرنسيون أيديهم على المساجد والزوايا في العواصم. وصادروا ما فيها وضموا مداخيل أوقافها إلى الإدارة المالية (الدومين). وكانت المكتبات الملحقة بهذه المنشآت الدينية من ضحايا هذه المصادرة، فاختفت الكتب، رغم أنها كانت أحباساً، وتبادلتها الأيدي دون حساب أو عقاب. أين هي مكتبة الجامع الكبير بالعاصمة التي تحدث عنها الرحالة والباحثون المسلمون؟ وأين مكتبات مساجد تلمسان وقسنطينة ومعسكر والبليدة والمدية وبجاية وعنابة ومازونة الخ؟ وأين الكتب التي حبسها صالح باي على مدرسته في قسنطينة، ومحمد الكبير على مدرسته في معسكر؟ لقد ضاعت وتبعثرت، ولم تعد تذكر في حوليات التاريخ. فعندما أراد ابن أبي شنب أوائل هذا القرن أن يصف ما بقي في الجامع الكبير بالعاصمة لم يذكر منها سوى بضع عشرات.
وماذا نقول عن أثر الحروب على المكتبات؟ كل مقاومة أو ثورة تؤدي إلى دفن العشرات من المخطوطات الثمينة. وهذه الحروب قد قضت على المكتبات الشخصية والعمومية معا.

... وأثناء البحث عن الزمالة كان الفرنسيون يستدلون عليها بأوراق الكتب والوثائق التي كانت تذروها الرياح وترمي بها في الأشجار. وكان بيربروجر وغيره صرحاء جدا حين أكدوا، وهم يحسبون أن التاريخ قد طوى تماما ولن يكشف عن أسراره، أن الضباط كانوا يشعلون غلايينهم بأوراق الوثائق في قصبة الجزائر سنة 1830، وأن الجنود كانوا يحسبون كل كتابة عربية قرآنا، فكانوا يحرقون الأوراق وما هي إلا وثائق ثمينة. ومع ذلك يتحدث الفرنسيون طويلا عن حرق العرب المسلمين لمكتبة الاسكندرية وينسون أنفسهم.

... وحكى لنا من عاش انتفاضة 8 مايو 1945، كيف مزقت الكتب ورميت للرياح. وأصبح معروفا عند الجميع أن الجزائريين كانوا أيام ثورة التحرير الكبرى، يحفرون لكتبهم الباقية ووثائقهم العائلية في الأرض ويدفنونها، خوفا منها، لأن الفرنسيين إذا وجدوها عندهم سيتهمونهم بالعمل المعادي ويعتبرونها وثائق سياسية، ثم خوفا عليها، لأن العدو إذا وجدها سيحرقها أمام أعينهم، كما حدث عدة مرات. وكان أولئك الجزائريون يظنون أن الحرب لن تطول أو أن الأرض سترحم الكتب، ولكن الثورة قد طالت والأرض لم ترحمها إذ عندما فتحت المطامير التي وضعت فيها وجدت الكتب وقد تلفت من الرطوبة وأصبحت عجينا عند البعض أو ممحاة لا أثر للكتابة عليها. وكثير من الجزائريين نسوا أين دفنوا كتبهم كما أن بعض الذين دفنوها استشهدوا أو ماتوا موتة طبيعية دون أن يعرف الأحياء ما فعل الأموات.

... وقد هاجرت الكتب أيضا إلى فرنسا نفسها في أوقات مختلفة في حقائب الضباط والمترجمين والمستشرقين والعلماء واللصوص أيضا. ولذلك فإن من يبحث في تاريخ الجزائر في العهد الفرنسي سيجد مصادره مبعثرة في مكتبات العالم.

... كان الجنود ينهبون المخطوطات فيعبثون بها أو يبيعونها بأبخس الأثمان، والضباط يأخذونها لأنفسهم أو يسلمونها لعلمائهم في شكل (هدايا)، وكان هؤلاء يجمعونها حيث يسيطر الفرنسيون على أنها غنائم حرب، ثم أخذوا ينقلونها إلى المكتبة الفرنسية في باريس بدعوى تبادلها مع كتب مطبوعة!

... يقول ليبيشو، مدير التعليم في الجزائر خلال الستينات من القرن الماضي، إن المخطوطات كانت متوفرة في مختلف المدارس (والزوايا) التي كانت بدورها منتشرة في المدن والأرياف. وكانت المخطوطات هي قاعدة الدراسة وفهم الدين. غير أن هذه المخطوطات قد أتلفت في أغلبها نتيجة الحملات العسكرية وتفريق الطلبة والعلماء (1). وكان على ليبيشو أن يضيف أيضا، أن المخطوطات قد انتزعت من أصحابها عن طريق الإفقار والتحايل ومصادرة المؤسسات العلمية والدينية، والهجرة، والاغتصاب. فالحروب لم تكن إلا إحدى العوامل في تلف المخطوطات واختفاء كثير من المكتبات.

وأثناء الثورات وحالات الطوارئ التي كانت تعلن خلال الحربين العالميتين، كان شك الفرنسيين يحوم أيضا حول كل كتاب بالعربية سواء كان مخطوطة أو مطبوعا. وإذا لم يفهموه، وقلما يفهمونه، كانوا يمزقونه أو يحرفونه، مع إيذاء صاحبه واتهامه بإخفاء المناشير السرية والوثائق المحرضة. وقد حدث ذلك خلال ثورات 1871، 1945، 1954. ويقول الشيخ المهدي البوعبدلي إن الحكومة الفرنسية في الجزائر قد مزقت خزائن الكتب وأتلفتها أثناء الحرب العالمية الأولى لأنها كانت متشددة، حسب تعبيره.
===
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.