رداً على الطاعنين في علم الإمام الألباني

[أبو عثمان السلفي]

رداً على الطاعنين في علم الإمام الألباني


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

«فغايةالعلماء مِن الأئمة وغيرهم مِن هذه الأمة أن يكونوا ورثة أنبياء».

إذن: وظيفة العالم الرباني أن يكون وريثاً للأنبياء، قال الإمام النووي -رحمه الله- مبوباً في «رياض الصالحين»-: «باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم».

قال الشيخ العثيمين - رحمه الله- تحت هذا الباب-:

«وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم ، فلمن ورثهم نصيب من ذلك، أن يُبجل ويُعظم ويُكرم....

وبتوقير العلماء توقر الشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم؛ فتضيع الشريعة».

أما محاولة إسقاطهم، والتنقص من علمهم؛ بحجة أنهم كانوا في وقتهم لا يملكون جهاز حاسوب! وبرامج متخصصة للبحث!! فهذه سفاهة من جهة(!) وبلادة في الفهم من جهة أخرى(!!).

المهم أنهم وصلوا إلى هذه المرتبة الرفيعة من العلم بشهادة القاصي والداني، بخلاف الضائع الفاشل، المتسوّر لمحراب العلم، التائه عن بابه ونافذته!

ووسائل الوصول إلى العلم تختلف من وقت إلى وقت، ومن مكان إلى مكان، فلا يجوز التنقص -مثلاً- من الحافط ابن حجر --رحمه الله- لأنه لم يقف على الكتب الحديثية التي لم تظهر إلا في وقتنا الحاضر، فهذه محاكمة الأفاكين الظالمين...

وكذلك نقول في الإمام الألباني؛ فلا يجوز أن نُسقط علمه الحديثي بحجة أنه لم يدرك عصرنا (عصر الانفجار المعرفي)(!) -كما يزعمون-.

والعجيب أن هؤلاء في زمن (انفجارهم) ماذا صنعوا وقدّموا لعلم الحديث؟!

فقد ماتوا وأُهملت وأسماؤهم قبل أن يموتوا -حقيقة- من (شدة الانفجار)، وبقي الألباني اسمه لامعاً مع مرتبة الشرف الأولى، يتسابق طلاب العلم بالمئات لدراسة كتبه؛ لنيل الشهادات العليا في (جزئية) من جزئيات علم الألباني؛ وكان لهم ذلك الشرف..

وقد برهن (الانفجار المعرفي المعاصر) علو كعب الألباني في العلم، ودقته، وفراسته، وصواب أكثر اجتهاداته، وأن أصوله علمية، وتأصيلته متينة، مبنية على العلم لا على الهوى، ونحسبه -إن شاء الله- مخلصاً لله، بخلاف الذين يُحبون الظهور ولو كانوا حاملين السُّلّم بالعرض!!!

ولا يفهم متغاب أننا نقدس الألباني! فكثيراً كان يكرر -رحمه الله- القاعدة القائلة: (كم ترك الأول للآخر)، معللاً ذلك: (بأن مجال الاستدراك على العلماء مفتوح)، و(حتى يظل البحث العلمي مستمراً، ولولا ذلك لجمدت القرائح، وانقطع الخير عن الأمة)، ورداً على بعض (المغرورين!) -حسب وصف الشيخ-القائلين: (إن علم الحديث قد نضج واحترق)(!)

وأخيراً: إن التاريخ قد سجل الذي بال في (بئر زمزم)(!) ظناً منه أنه سيدخل التاريخ؛ ولكنه دخل (مزبلة التاريخ)، هذا في القديم؛ أما اليوم فإن (مزبلة التاريخ) ليس فيها متسع لأمثال هؤلاء؛ فإن (الانفجار المعرفي) لم يبق لهم أثراً -ولله الحمد-.

[احمد الإسكندرانى]

رحم الله الإمام الألباني.. وانتشار اسمه انتشار الشمس دليل على علو كعبه في العلم وارتفاع منزلته بين الناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء