أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68202 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2023, 03:03 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة9/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد (9)
الانتكاسة الثالثة : موفقم من الأشاعرة الكلابية (تتمة).
تقدم التعريف بالأشاعرة الكلابية في المقال السابق، وتقدم بيانُ المراحل التي مروا بها إلى حين استقرار مذهبهم، ويمكن إيجاز أهمّ الأصول التي خالفوا فيها أهل السنة في سبعة أبواب ومسائل عقدية كبرى، وهي: 1)مصدر التلقي والاستدلال 2)حجية خبر الواحد 3)باب صفات الله تعالى 4)باب التوحيد وأقسامه 5)باب القدر 6)باب الإيمان 7)مسألة أول واجب على المكلف.
وقد عقدتُ مقارنةً بين أهل السنة وبين الأشاعرة الكلابية في الأبواب والمسائل المذكورة.

* هل الأشاعرة الكلابية من أهل السنة؟
يتبين من خلال المقارنة المبينة في الجداول المرفقة أن الأشاعرة الكلابية قد خالفوا أهل السنة -للأسف- في مسائل وأصول عقدية مُخْرجة عن دائرة السنة، وبيان ذلك:
1. أنهم خالفوا أهل السنة في أصول كلية تندرج تحتها جزئيات كثيرة، وليس خلافهم في مسائل جزئية.
قال الشاطبي رحمه الله: "...وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنى كُلِّي في الدين، وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزئي من الجزئيات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية؛ لأن الكليات تقتضي عدداً من الجزئيات غير قليل، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب" [الاعتصام 2/177].
2. أن السلف بدعوا بآحاد تلك المخالفات العقدية فكيف بها مجتمعة:
فبَدَّعُوا بالاعتماد على العقل في الاعتقاد، وبَدَّعوا بالإرجاء، وبَدَّعوا بالجبر، وبَدَّعو بالتجهم... واعتبارهم هذه البدع مخرجة عن السنة أمر متواتر عنهم، مبثوث فيما سطروه في كتب الاعتقاد المختصرة والمطولة.
فمن تبديع السلف بالاعتماد على العقل في الاعتقاد:
قول أبي المظفر السمعاني: " ... وشعار أهل السّنة اتباعهم السّلف الصَّالح وتركهم كل مَا هُوَ مُبْتَدع مُحدث وَقد روينَا عَن سلفهم أَنهم نهوا عَن هَذَا النَّوْع من الْعلم وَهُوَ علم الْكَلَام وزجروا عَنهُ وعدوا ذَلِك ذَرِيعَة للبدع والأهواء... وَأما الْكَلَام فِي أُمُور الدّين وَمَا يرجع إِلَى الِاعْتِقَاد من طَرِيق الْمَعْقُول فَلم ينْقل عَن أحد مِنْهُم بل عدوه من الْبدع والمحدثات وزجروا عَنهُ غَايَة الزّجر ونهوا عَنهُ" [الانتصار لأصحاب الحديث ص 31-32].
وقال رحمه الله مبينا الفرق بين أهل السنة وأهل البدع: "...غير أَن الله أَبى أَن يكون الْحق والعقيدة الصحيحية إِلَّا مَعَ أهل الحَدِيث والْآثَار؛ لأَنهم أخذُوا دينهم وعقائدهم خَلَفًا عَن سلف، وقَرْناً عَن قرن، إِلَى أَن انْتَهوا إِلَى التَّابِعين، وَأَخذه التابعون من أَصْحَاب رَسُول الله >، وَأَخذه أَصْحَابُ رَسُول الله > عَن رَسُول الله >، وَلَا طَرِيق إِلَى معرفَة مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله > النَّاس من الدّين الْمُسْتَقيم، والصراط القويم، إِلَّا هَذَا الطَّرِيق الَّذِي سلكه أَصْحَاب الحَدِيث، وَأما سَائِر الْفرق فطلبوا الدّين لَا بطريقه؛ لأَنهم رجعُوا إِلَى معقولهم، وخواطرهم، وآرائهم، فطلبوا الدّين من قِبَلِه، فَإِذا سمعُوا شَيْئا من الْكتاب وَالسّنة، عرضوه عَلَى معيار عُقُولهمْ، فَإِن استقام قبلوه، وَإِن لم يستقم فِي ميزَان عُقُولهمْ ردُّوهُ، فَإِن اضطروا إِلَى قبُوله، حرفوه بالتأويلات الْبَعِيدَة، والمعاني المستكرهة، فحادوا عَن الْحق وزاغوا عَنهُ، ونبذوا الدّين وَرَاء ظُهُورهمْ، وَجعلُوا السّنة تَحت أَقْدَامهم تَعَالَى الله عَمَّا يصفونَ. وَأما أهلُ الْحق فَجعلُوا الْكتاب وَالسّنة إمَامهمْ، وطلبوا الدّين من قِبَلِهِمَا، وَمَا وَقع لَهُم من معقولهم وخواطرهم، عرضوه عَلَى الْكتاب وَالسّنة، فَإِن وجدوه مُوَافقا لَهما قبلوه، وشكروا الله حَيْثُ أَرَاهُم ذَلِكَ ووفقهم إِلَيْهِ، وَإِن وجدوه مُخَالفا لَهُم تركُوا مَا وَقع لَهُم، وَأَقْبلُوا عَلَى الْكتاب وَالسّنة، وَرَجَعُوا بالتهمة عَلَى أنفسهم، فَإِن الْكتاب وَالسّنة لَا يهديان إِلَّا إِلَى الْحق، ورأي الْإِنْسَان قد يرى الْحق، وَقد يرى الْبَاطِل" [الحجة 2/237-238].
ومن تبديع السلف بالإرجاء:
قول الإمام سفيان بن عيينة: "«السنة عشرة، فمن كن فيه فقد استكمل السنة، ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة: إثبات القدر، وتقديم أبي بكر وعمر، والحوض، والشفاعة، والميزان، والصراط، والإيمان قول وعمل، والقرآن كلام الله... » [شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/174].
وقال علي بن المديني رحمه الله: "السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها أو يؤمن بها لم يكن من أهلها : الإيمان بالقدر خيره وشره... والإيمان قول وعمل على سنة وإصابة ونية" [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/185].
ولهذا قال شيخ الإسلام: "... و"الْبِدْعَةُ" الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَا اشْتَهَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ كَبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ، وَالرَّوَافِضِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالْمُرْجِئَةِ" [مجموع الفتاوى 35/414 ].
وأما تبديع السلف للجهمية نفاة الصفات: فأشهر من أن يذكر لكونهم ألفوا في تبديعهم والرد عليهم مؤلفات خاصة، كالرد على الجهمية للإمام أحمد، وللدارمي، ولابن منده وغيرهم.
3. أن السلف بدعوا شيوخ الأشاعرة الأول الذين كانوا أقرب إلى السنة ممن جاء بعدهم، فكيف بمن جاء بعدهم؟
من ذلك: تبديع الإمام أحمد لابن كلاب، والحارث المحاسبي، وحسين الكرابيسي.
قال شيخ الإسلام: "...وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب؛ ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه ثم قيل عن الحارث إنه رجع عن قوله" [ درء التعارض 2/6، وانظر تبديع الإمام أحمد للحارث وأمره بهجره في طبقات الحنابلة لأبي يعلى 1/233].
وقد تقدم قول شيخ الإسلام: " ...وابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم، وأقرب إلى السلف من الأشعري نفسه، والأشعري أقرب إلى السلف من القاضي أبي بكر الباقلاني، والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبي المعالي وأتباعه..." [الفتاوى 12/202- 203]. وهذا يعني أن المتأخرين من الأشاعرة أبعد عن السنة وأكثر توغلا في البدعة من أئمتهم المتقدمين الذين هجرهم الإمام أحمد.
وكذلك بدع وجَهَّمَ الإمامُ أحمد حسينَ الكرابيسي بسبب قوله باللفظ، وقوله بقول ابن كلاب في القرآن وأنه حكاية لكلام الله [الحجة في بيان المحجة 2/192].
ومن ذلك تَبَرُّؤُ ابن خزيمة رحم الله [311هـ]: من تلميذيه أبي علي الثقفي، وأبي بكر الصبغي، ثم استتابته لهما بسبب ميلهما إلى مذهب ابن كلاب في مسألة الكلام. [سير أعلام النبلاء 14/379].
ومن ذلك ما نقله ابن عبد البر عن ابن خويز منداد إمام المالكية في زمانه [توفي في أواخر المائة الرابعة] قال: "أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعريا كان أو غير أشعري، ولا تُقبل له شهادة في الإسلام، ويهجر، ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها". ثم قال ابن عبد البر مُقِرًّا له: " ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله، أو صح عن رسول صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يُناظر فيه" [جامع بيان العلم 2/943].
وعلماء السلف الذين بدعوا الأشاعرة أكثر من أن يحصوا منهم: الإمام أبو العباس ابن سريج الشافعي [303هـ]، والإمام الحافظ محمد بن إسحاق السراج محدث خراسان [313هـ]، ومنهم الحافظ أبو حامد الهروي الشافعي [355هـ] مفتي هراة وشيخها، ومنهم ابن بطة [384هـ]، وابن منده [395هـ]، وأبو حامد الإسفراييني شيخ الشافعية ببغداد [406هـ]، وغيرهم كثير من أهل السنة على اختلاف مذاهبهم الفقهية، لا كما يزعم من يريد أن يجعل الخلاف حنبليا/أشعريا، وقد سمى منهم ابن المبرد ما يزيد عن 400 عالم بأسمائهم على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم، وذكر أنه لقي ممن نابذهم أكثر من ألف واحد [انظر جمع الجيوش والدساكر لابن المبرد ص 196 فما بعدها، والأشاعرة في ميزان أهل السنة ص659 فما بعدها]. نعم! أهل السنة الحنابلة المنابذون للأشاعرة الكلابية أكثر من غيرهم، وذلك لأن بدعة الكلابية ظهرت في زمان إمامهم، فتكلم فيها بما يشفي، فكان ذلك عاصما لأكثرهم من التمشعر، خلافا لبقية المذاهب فإنه فشى في أتباعها انتحال العقيدة الأشعرية والماتريدية، لأسباب سياسية بالأساس بَيَّنَها المقريزي في خططه [الخطط 4/192].
* والمقصود: أن اعتبار الأشاعرة الكلابية من أهل السنة لا يتماشى مع طريقة السلف في التعامل مع البدع العقدية الغليظة، ولكن يتماشى مع طريقة من يتوسع في إعمال قاعدة المعذرة [ ...ويَعْذِرُ بَعْضُنَا بَعْضاً فِيمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ].
* ما موقفنا من أهل العلم الذين وافقوا الأشاعرة؟
كثير من أهل العلم والفضل وافقوا الأشاعرة في تأويل بعض الصفات، فما موقفنا منهم؟
الجواب من وجوه:
1) لا يلزم من وقوع المعَيَّن في البدعة وقوعُ البدعة عليه، لما هو معلوم من أن تنزيل الحكم على المعين لا بد فيه من توفر الشروط وانتفاء الموانع.
2) ينبغي أن يُعلم أن كثيرا من أهل العلم والفضل الذين وافقوا الأشاعرة في بعض المسائل ليسوا أشاعرة خُلَّص، وليسوا موافقين لهم في كل أصولهم، وإنما وافقوهم في تأويل بعض الصفات، وفرقٌ بين من يتخذ تعطيل الصفات ونفيها أصلا؛ وبين من يتخذ الإثبات أصلا إلا أنه وقع منه تأويل بعض الصفات، فإن هذا لا يُخرجه من دائرة أهل السنة.
قال الذهبي رحمه الله: " ...فليعذر من تأول بعض الصفات، وأما السلف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله [يعني: تفويض العلم بكيفية الصفات]، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه، وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه، وبدعناه، لقل من يسلم من الائمة معنا رحم الله الجميع بمنه وكرمه" [السير14/374 ].
3) من عُرف عنه من أهل العلم الموافقين للأشاعرة في بعض المسائل الحرصُ على الاتباع، والبعد عن الابتداع في الدين، وعرف عنه طلب الحق وتوخيه، لكنه أخطأ في بعض اجتهاده فإننا نعذره في خطئه، ونحفظ له فضله، ولا نهدره.
وقال: "...ثم إن الكبير من أئمة العلم، إذا كثر صوابه، وعُلِم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحه، وورعه وإتباعه يُغفر له زَلَـلُـه، ولا نضلّله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم: ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجوا له التوبة من ذلك" [السير5/271]
* خاتمة: وفي الختام نقول لدعاة إنصاف الأشاعرة الكلابية:
إن قصدتم بالإنصاف: عدمُ إهدار فضلهم في العلم، ونصرهم للإسلام على الصليبيين، وتصديهم للمعتزلة، أو قصدتم بالإنصاف طلب المعاذير لمن أخطأ منهم مع حرصه على اتباع السنة؛ فهذا المعنى صحيح مقبول.
وإن قصدم بالإنصاف: اعتبار الأشاعرة من أهل السنة، والتهوين من مخالفتهم لأصول أهل السنة، وادعاء أنهم "من أعظم الناس موافقة للسلف وللإمام أحمد في مسائل المعتقد؛ وتحديدا في مسألتي القرآن، والصفات" [من مقالة بعنوان: إنصاف الأشاعرة] إن أريد بالإنصاف هذا المعنى فهو باطل مردود.
* تنبيه: إن الحرص على بيان ما أخطأ فيه الأشاعرةُ الكلابية، والتحذير من أصولهم التي خالفوا فيها السنة، هو من باب بيان الحق، ونصرة عقيدة السلف، والاتباع لمنهجهم في التعامل مع البدع، لكن يجب مع ذلك الحرص على عدم إثارة الفتن والقلاقل المفضية إلى الاقتتال بين المسلمين مما يزيدهم ضعفا إلى ضعفهم، في زمانٍ تَكَالَبَ فيه الأعداءُ على الأمة، وأما بيان الحق بالحجة والبرهان، ونصر عقيدة أهل السنة ونشرها، وتمييزُها عما يضادها، وتحذيرُ المسلمين مما يخالفها فهو من أسباب رجوع الأمة إلى سالف عهدها، ومن عوامل استرجاعها لقوتها، ومكانتها بين الأمم. وأما السكوتُ عن البدع العقدية الغليظة، والتطبيعُ معها بدعوى الإنصاف، وإلباسُها لبوسَ السنة؛ فإنه تلبيس وتدليس على المسلمين يُفضي إلى انتشار البدع العقدية التي كانت سببا في ضعف الأمة وتفرقها إلى ملل ونحل، ولا يمكن أن تعود الأمة إلى قوتها إلا بالاعتصام بكتاب ربها، وسنة نبيها، ومُعْتَقَدِ سلفها، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. والحمد لله رب العالمين.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.