أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
75489 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2023, 03:00 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة8/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد! (8)
الانتكاسة الثالثة: (موقف "الإخوان الجدد" من الأشاعرة الكلابية)
مذ عرفنا السلفية عن أعلامها ودعاتها في هذا الزمان عرفنا أن الأشاعرة الكلابية طائفةٌ مخالفة للسلف، مباينةٌ لمعتقد أهل السنة والجماعة، حتى خرج علينا هذه الأيام من يرفع شعار إنصاف الأشاعرة، ويدعو إلى التقريب معهم، ويَدَّعِي أنهم من أهل السنة، ويريد أن يجعل خلافَهم مع الحنابلة، وليس مع أهل السنة.
1- من هم الأشاعرة الكلابية؟
هم فرقة كلامية تُنسب إلى أبي الحسن الأشعري المتوفى سنة (324هـ)، في مرحلته الثانية التي تحول فيها من عقيدة المعتزلة إلى عقيدة عبد الله بن سعيد بن كُلاَّب 241ه، قبل أن ينتقل في مرحلته الثالثة إلى عقيدة أهل الحديث.
وذلك أن الأشعري قد مر بمراحل ثلاث:
(1) - المرحلة الأولى: كان فيها معتزليا أخذ الاعتزال عن زوج أمه أبي علي الجبائي.
(2) -المرحلة الثانية: انتقل فيها إلى مذهب عبد الله بن سعيد بن كلاب، وهو مذهب مُتَوَسط بين المعتزلة وأهل السنة.
(3) - المرحلة الثالثة: انتقل فيها إلى مذهب أهل السنة والحديث، وألف فيها كتابه "الإبانة عن أصول الديانة "، الذي صرح فيه بانتسابه إلى عقيدة الإمام أحمد.
قال الذهبي رحمه الله عن الأشعري: " كان معتزليا، ثم تاب، ووافق أهل الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة، ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه، وهو ما ذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك، وأنّه موافق لهم في جميع ذلك؛ فله ثلاثة أحوال: حال كان معتزليا، وحال كان سنيا في بعض دون البعض، وحال كان في غالب الأصول سنيا، وهو الذي علمناه من حاله" [كتاب العرش 2/302] ، وكذلك ذكر أحواله الثلاثة شيخ الإسلام ابن تيمية [ درء التعارض 2/16]، وابن القيم [اجتماع الجيوش الإسلامية ص167]، وابن كثير [طبقات الشافعية 1/199]، وغيرهم رحمهم الله.
والحاصل: أن الأشاعرة الكلابية هم أتباع المرحلة الثانية التي كان عليها الأشعري، قبل أن يرجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.
2- منهج أهل السنة في الصفات:
أهل السنة يُثْبتون كل ما ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة من صفات الله تعالى، مع تنزيه الله تعالى عن المثيل والشبيه، ومن غير تَعَرُّض أو سؤال عن كيفية صفاته، منهجُهم في الصفات يجري على ما قرره الإمام مالك رحمه الله في الاستواء بقوله: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير عقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" . قال الذهبي رحمه الله: " هذا ثابت عن مالك وتقدم نحوه عن ربيعة، شيخ مالك وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به" [العلو: ص 104].
وما قاله الإمام مالك رحمه الله في الاستواء يُجريه أهلُ السنة على سائر الصفات سواء كانت ذاتية أو فعلية، فمنهجهم في هذا الباب: الإثبات من غير تشبيه، والتنزيه من غير تعطيل.
3- تطور العقيدة الأشعرية:
لقد مرت العقيدة الأشعرية بمراحل، فبدأت بانحرافات عقدية أخذها أبو الحسن الأشعري في مرحلته الثانية عن ابن كلاب، ثم تَوَغَّل الأشاعرة بعد إمامهم الأشعري في البدعة شيئا فشيئا ليؤول بهم الحال -في القرن الثامن وما بعده- إلى فرقة عقلانية في مصدر التلقي، جهمية في باب الصفات، جبرية في باب القدر، مرجئة في باب الإيمان.
فليس الأشاعرة –على مر العصور- على درجة واحدة من البعد عن السنة، وهكذا شأنُ البدعة: تكون شبرا، فتصير ذراعا، ثم تكون باعا.
فابنُ كُلَّاب شيخ الأشاعرة سَلَكَ في باب الصفات مسلكا بين المعتزلة والجهمية وبين أهل السنة، فالجهمية والمعتزلة ينفون صفات الله تعالى كلّها، وأهل السنة يثبتون لله كل صفة، وصف بها نفسه، أو وصفه بها رسوله، من غير تمثيل ولا تكييف، ومن غير تعطيل ولا تحريف، فجاء ابن كلاب فأثبت الصفات الذاتية لله تعالى، ونفى الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله تعالى؛ كالنزول، والمجيء، والغضب، والرضى؛ وذلك بدعوى تنزيه الله تعالى عن الحوادث. وهو أول من أحدث القولَ بأنَّ كلامَ الله كلامٌ نفسي [مجموع الفتاوى 7/134]، وتبعه على ذلك الأشعري في مرحلته الثانية.
قال شيخ الإسلام: " ...وكان الناس قبل أبي محمد بن كلاب صنفين: فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات، والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها، والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا، فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها، ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري وغيرهما" [درء التعارض 2/6].
ثم جاء الأشعري في مرحلته الثانية فاتبع طريقة ابن كلاب في نفي الصفات الاختيارية، وزاد عليه القول بالجبر في القدر، والتوغل في الإرجاء بقصره الإيمان على التصديق بالقلب، وقد كان ابن كلاب موافقا للسلف في القدر [مقالات الإسلاميين1/298]، والإيمان عنده تصديقُ القلب، وقولُ اللسان [مجموع الفتاوى 7/508]، وهذا يعني أنه كان على مذهب مرجئة الفقهاء الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان، وكان الأشعري في مرحلته الثانية أكثر إرجاء منه بعدم إدخاله القول في الإيمان، أما عند أهل السنة فالإيمان اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.
ثم جاء أبو بكر ابن الباقلاني 403ه فزاد ما يسمى بالأحوال مخالفا الأشعري [نسب إليه ذلك الشهرستاني في الملل والنحل1/95، والإيجي في المواقف1/279]، وعلى القول بالأحوال فرق الأشاعرة بين ما يسمى عندهم بصفات المعاني، وبين الصفات المعنوية.
ثم جاء محمد بن الحسين ابن فورك 406ه فتوسع في نفي الصفات، وهو أول من نفى العلو والاستواء، وأَوَّلَهُمَا من الأشاعرة [كتابه مشكل الحديث76، 84، 186]، ونقل عنه الإثبات أيضا، وتابعه على تأويل العلو والاستواء عبد القادر البغدادي 429ه [كتابه: أصول الدين 112]، مخالفا بذلك الأشعري نفسه، والمتقدمين من أصحابه كالباقلاني.
ثم جاء أبو المعالي الجويني 478ه، وهو أول من اشتهر عنه من الأشاعرة نفيُ الصفات الخبرية كاليدين والوجه [ نسب ذلك إليه شيخ الإسلام في درء التعارض 2/17-18، وهو صريح في كتابه الإرشاد ص155 فما بعدها].
ثم جاء الفخر الرازي 606ه فَقَعَّد للأشاعرة تقديم العقل على النقل في قانونه الكلي [في كتابه أساس التقديس ص 172-173] ، وإن كان قد سبقه إلى القول بتقديم العقل على الشرع غيره من الأشاعرة كالجويني [في كتابه الإرشاد ص 360].
ثم جاء عضد الدين الأيجي 756ه، فألف "المواقف" الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته، وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً، وعلى ما فيه استقر مذهب الأشاعرة، وأُلِّفَت المختصرات والمتون العقدية المعتمدة عند الأشاعرة مثل: أم البراهين لأبي عبد الله السنوسي895ه، والمقدمة العقدية لنظم ابن عاشر1040ه، ، وجوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني1041ه، ونظم إضاءة الدُّجُنَّة لأحمد التلمساني 1041ه.
وقد أشار شيخ الإسلام إلى تطور عقيدة الأشاعرة وتدرجهم في البعد عن مذهب السلف، فقال: " ...وابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم، وأقرب إلى السلف من الأشعري نفسه، والأشعري أقرب إلى السلف من القاضي أبي بكر الباقلاني، والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبي المعالي وأتباعه؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات؛ كالاستواء، والوجه، واليدين... وأما الأشعري نفسه وأئمة أصحابه، فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية، وفي الرد على من يتأولها" [الفتاوى 12/202- 203].
* وخلاصة القول في تطور العقيدة الأشعرية: أنها بدأت باتباع عقيدة ابن كلاب في نفي الصفات الفعلية الاختيارية كالنزول والمجيء، ثم تطورت إلى نفي العلو والاستواء على يد ابن فورك وعبد القادر البغدادي، ثم انتقلت إلى نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين على يد أبي المعالي الجويني، ثم انتهى بها المطاف إلى الاتفاق على إثبات سبع صفات فقط، لكن على وجه يخالف ما عليه أهل السنة في أكثرها. ثم إن عقيدة الأشاعرة زادت على ابن كلاب القول بالجبر، والتوغل في الإرجاء، بالإضافة إلى ما قَعَّد لهم الرازي من القول بتقديم العقل على النقل، فَتَحَوَّلَت بذلك عقيدةُ الأشاعرة إلى عقيدة عقلانية في الاستدلال، جهمية في الصفات، جبرية في القدر، مرجئة في الإيمان.
فكيف يأتي من يدعو إلى تقريبِ مَنْ تَبَاعَدَ عن عقيدة السلف كُلَّ هذا التباعد ؟!
وكيف يَدَّعي التحقيق من يَعُدُّ الأشاعرة من أهل السنة تحت شعار الإنصاف؟!
وسيأتي في المقال الآتي -إن شاء الله- زيادةُ بيان لمخالفات الأشاعرة لأهل السنة، مع عقد مقارنة بينهما، وبيان ضابطِ المخالفات المخرجة عن دائرة أهل السنة، وتوضيح موقف أهل السنة من الأشاعرة.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.