أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
11029 91194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2017, 03:57 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي العبرة لمن يرمي السلفيين بالحلبيين و المداخلة.بين الإمامين -محمد بن يحي الذهلي

العبرة لمن يرمي السلفيين بالحلبيين و المداخلة.


بين الإمامين - محمد بن يحي الذهلي و البخاري -



بسم الله الرحمن الرحيم و بعد :



قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ) يوسف 111 .




قال الإمام الذهبي - رحمه الله - في كتابه سير أعلام النبلاء ( 12/273 ):



الذُّهْلِيُّ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ فَارِسِ بنِ ذُؤَيْبٍ.


الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، البَارعُ، شَيْخُ الإِسْلامِ، وَعَالِمُ أَهْلِ المَشْرِقِ، وَإِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْثِ بِخُرَاسَانَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيُّ مَوْلاَهُمُ، النَّيْسَابُوْرِيُّ.


و قال - رحمه الله -:


كَتَبَ العَالِي وَالنَّازِلَ، وَكَانَ بَحْراً لاَ تُكَدِّرهُ الدِّلاءُ.


و قال - رحمه الله -:


انتَهَتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ العِلْمِ وَالعَظَمَةِ وَالسُّؤْدُدِ بِبَلَدَه.
و كَانَتْ لَهُ جَلاَلَةٌ عَجيبَةٌ بِنَيْسَابُوْرَ، مِنْ نَوْعِ جَلاَلَةِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ، وَمَالِكٍ بِالمَدِيْنَةِ.

قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَكَانَ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ .
وَقَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ إِمَامُ عصرِهِ، أَسْكَنَهُ اللهُ جَنَّتَهُ مَعَ مُحِبِّيهِ .
هدا اختصار شديد في ترجمة هدا الإمام العَلَم و مكانته العلمية بين الأئمة.
كَانَ الذُّهْلِيُّ شَدِيْدَ التَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ، قَامَ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ لِكَوْنِهِ أَشَارَ فِي (مَسْأَلَةِ خَلْقِ العِبَادِ) إِلَى أَنَّ تَلَفُّظَ القَارِئِ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، فلوَّحَ وَمَا صَرَّحَ، وَالحقَّ أَوضحَ.

وَلَكِنْ أَبَى البحثَ فِي ذَلِكَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالذُّهْلِيُّ، وَالتَّوسعَ فِي عبارَاتِ المُتَكَلِّمِيْنَ سدّاً للذَّريعَةِ، فَأَحسنُوا، أَحسنَ اللهُ جزَاءهُم .

وَسَافَرَ ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ مُخْتَفِياً مِنْ نَيْسَابُوْرَ، وَتَأَلَّمَ مِنْ فِعْلِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى وَمَا زَالَ كَلاَمُ الكِبَارِ المُتَعَاصِرين بَعْضهِمْ فِي بَعْضٍ لاَ يُلْوَى عَلَيْهِ بِمفرَدِهِ.



أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُخاري .




هو الإِمَامُ الحُجةُ العَلَمُ الناقد المُجتهد شيخُ الإسلامِ قدوةُ الحُفّاظ أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة ابن بَرْدِزْبَه.




ذِكْرُ قِصَّتِهِ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ - رحِمَهُمَا اللهُ - :





قَالَ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ البَزَّازَ قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى قَالَ لَنَا لَمَّا وَرَدَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ: اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فَاسْمَعُوا مِنْهُ .


فَذَهَبَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَأَقبلُوا عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ، حَتَّى ظَهرَ الخَلَلُ فِي مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، فَحَسَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَتَكَلَّمَ فِيْهِ .



وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: ذَكَرَ لِي جَمَاعَةٌ مِنَ المَشَايِخِ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ لَمَّا وَردَ نَيْسَابُوْرَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، حَسَدَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مِنْ مَشَايِخِ نَيْسَابُوْرَ لَمَّا رَأَوا إِقبالَ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَاجْتِمَاعَهُم عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِ الحَدِيْثِ: إِنَّ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، فَامتحنُوهُ فِي المَجْلِسِ.


فَلَمَّا حضَرَ النَّاسُ مَجْلِسَ البُخَارِيِّ، قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا تَقُوْلُ فِي اللَّفْظِ بِالقُرْآنِ، مَخْلُوْقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ؟ .

فَأَعرَضَ عَنْهُ البُخَارِيُّ وَلَمْ يُجِبْهُ .


فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ القَوْلَ، فَأَعرضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ، فَالتفَتَ إِلَيْهِ البُخَارِيُّ، وَقَالَ :


القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَأَفْعَالُ العبَادِ مَخْلُوْقَةٌ وَالامْتِحَانُ بِدْعَةٌ.

فشَغَبَ الرَّجُلُ، وَشَغَبَ النَّاسُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ

وَقَعَدَ البُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ .



فالإمام الذهلي رحمه الله تكلم في البخاري بسب الحسد و رواية أَبُو حَامِدٍ الأَعمَشِيُّ تبين دلك و توضحه .

وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ الأَعمَشِيُّ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ فِي جنَازَةِ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى - الذهلي - يَسْأَلُهُ عَنِ الأَسَامِي وَالكُنَى وَعِلَلِ الحَدِيْثِ، وَيمرُّ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مِثْلَ السَّهْمِ.



فَمَا أَتَى عَلَى هَذَا شَهْرٌ حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى :
" أَلاَ مَنْ يَخْتلِفُ إِلَى مَجْلِسِهِ فَلاَ يَخْتَلِفْ إِلَيْنَا، فَإِنَّهُم كَتَبُوا إِلَيْنَا مِنْ بَغْدَادَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي اللَّفْظِ، وَنهينَاهُ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَلاَ تقربوهُ، وَمَنْ يقربْهُ فَلاَ يقربْنَا ".

فَأَقَامَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ هَا هُنَا مُدَّةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بُخَارَى .

وَقَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُوْلُ :
القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ مِنْ جَمِيْعِ جهَاتِهِ، وَحَيْثُ تُصُرِّفَ، فَمَنْ لزمَ هَذَا اسْتغنَى عَنِ اللَّفْظِ وَعمَّا سِوَاهُ مِنَ الكَلاَمِ فِي القُرْآنِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ فَقَدْ كَفَرَ، وَخَرَجَ عَنِ الإِيْمَانِ، وَبَانتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَجُعِلَ مَالُهُ فَيْئاً بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ وَلَمْ يُدْفَنْ فِي مَقَابِرِهِم، وَمَنْ وَقَفَ، فَقَالَ: لاَ أَقُوْلُ مَخْلُوْق وَلاَ غَيْر مَخْلُوْق، فَقَدْ ضَاهَى الكُفْرَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، فَهَذَا مُبْتَدِعٌ، لاَ يُجَالَسْ وَلاَ يُكَلَّمْ.
وَمِنْ ذهبَ بَعْدَ هَذَا إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ فَاتَّهِمُوهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مذهَبِهِ .

من هُجِرَ من الأئمة الأعلام مُسلم بن الحجاج صاحب الصحيح و أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ .

قال الذهبي رحمه الله : (وَأَكْثَرَ عَنْهُ مُسْلِمٌ، ثُمَّ فسَدَ مَا بَيْنَهُمَا، فَامْتَنَعَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَمَا ضَرَّهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ ).


قَالَ الحَاكِمُ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَعْقُوْبَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: لَمَّا اسْتوطَنَ البُخَارِيُّ نَيْسَابُوْرَ أَكْثَرَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ الاخْتِلاَفَ إِلَيْهِ.
فَلَمَّا وَقَعَ بَيْنَ الذُّهْلِيِّ وَبَيْنَ البُخَارِيِّ مَا وَقَعَ فِي مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ، وَنَادَى عَلَيْهِ، وَمنعَ النَّاسَ عَنْهُ، انْقَطَعَ عَنْهُ أَكْثَرُ النَّاسِ غَيْرَ مُسْلِمٍ .

فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْماً: أَلاَ مَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَنَا.
فَأَخَذَ مُسْلِمٌ رِدَاءً فَوْقَ عِمَامَتِهِ، وَقَامَ عَلَى رُؤُوْسِ النَّاسِ، وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ مَا كتبَ عَنْهُ عَلَى ظَهرِ جَمَّالٍ .
وَكَانَ مُسْلِمٌ يُظْهِرُ القَوْلَ بِاللَّفْظِ وَلاَ يَكْتُمُهُ .

قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ المُؤَذِّنَ، سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ يَقُوْلُ: حضَرْتُ مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، فَقَالَ: أَلاَ مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَلاَ يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا، فَقَامَ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ مِنَ المَجْلِسِ.
رَوَاهَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، فَزَادَ: وَتَبِعَهُ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ .
وَقَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ شَاذِلٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَقَعَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى وَالبُخَارِيِّ، دَخَلْتُ عَلَى البُخَارِيِّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَيْشٍ الحِيلَةُ لَنَا فِيْمَا بينكَ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بنِيَحْيَى، كُلُّ مَنْ يَخْتلِفُ إِلَيْكَ يُطْرَدُ؟
فَقَالَ: كم يَعْتَرِي مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الحسدُ فِي العِلْمِ، وَالعِلْمُ رِزْقُ اللهِ يُعْطِيهِ مَنْ يَشَاءُ .
فَقُلْتُ: هَذِهِ المَسْأَلَةُ الَّتِي تُحْكَى عَنْكَ؟.
قَالَ: يَا بنِي، هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مَشْؤُوْمَةٌ، رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، وَمَا نَالَهُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ، وَجَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لاَ أَتَكَلَّمَ فِيْهَا.
قُلْتُ - الذهبي - : المَسْأَلَةُ هِيَ أَنَّ اللَّفْظَ مَخْلُوْقٌ، سُئِلَ عَنْهَا البُخَارِيُّ، فَوَقَفَ فِيْهَا، فَلَمَّا وَقَفَ وَاحْتَجَّ بِأَنَّ أَفْعَالَنَا مَخْلُوْقَةٌ، وَاسْتدلَّ لِذَلِكَ، فَهِمَ مِنْهُ الذُّهْلِيُّ أَنَّهُ يُوَجِّهُ مَسْأَلَةَ اللَّفْظِ، فَتَكَلَّمَ فِيْهِ، وَأَخَذَهُ بلاَزِمِ قَوْلِهِ هُوَ وَغَيْره.

قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، سَمِعْتُ ابْنَ عَلِيٍّ المَخْلَديَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ: قَدْ أَظهرَ هَذَا البُخَارِيُّ قَوْلَ اللفظيَّةِ، وَاللفظيَّةُ عِنْدِي شرُّ مِنَ الجَهْمِيَّةِ
قال الذهبي - رحمه الله - كما نقله ابن عبد الهادي:
"... نعوذ بالله من الهوى والمراء في الدين، وأن نكفر مسلما موحدا بلازم قوله، وهو يفر من ذلك اللازم، وينزه ويعظم الرب " .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ: فَأَتَيْتُ البُخَارِيَّ، فَنَاظرتُهُ فِي شِيءٍ مِنَ الأَحَادِيْثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، هَا هُنَا أَحَدٌ يحكِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ هَذِهِ المَقَالَة.
فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، احْفَظ مَا أَقُوْلُ لَكَ: مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُوْرَ وَقُومس وَالرَّيِّ وَهَمَذَان وَحلوَانَ وَبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَمَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَذَّابٌ، فَإِنِّي لَمْ أَقُلْهُ إِلاَّ أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ العِبَادِ مَخْلُوْقَةٌ .
المسألة بدأت في نيسابور و انتشرت في وَقُومس وَالرَّيِّ وَهَمَذَان وَحلوَانَ وَبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَمَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ بسببِ الحَسد - عفا الله عنا و عنهم-.

مكانة الإمام الذهلي في بلده و في الأمصار سبب افتتان الناس به .
قَالَ الحَاكِمُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ صَالِحِ بنِ هَانِئٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى البُخَارِيِّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مَقْبُوْلٌ بِخُرَاسَانَ خصوصاً فِي هَذِهِ المَدِيْنَةِ، وَقَدْ لَجَّ فِي هَذَا الحَدِيْثِحَتَّى لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ منَّا أَنْ يُكَلِّمَهُ فِيْهِ، فَمَا تَرَى؟.


فَقبضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: {وَأَفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيْرٌ بِالعِبَادِ} [غَافر: 44] اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أُرِدِ المقَامَ بِنَيْسَابُوْرَ أَشَراً وَلاَ بَطراً، وَلاَ طَلباً للرِّئاسَةِ، وَإِنَّمَا أَبَتْ عليَّ نَفْسِي فِي الرُّجُوعِ إِلَى وَطَنِي لِغَلَبَةِ المُخَالِفينَ، وَقَدْ قَصَدَنِي هَذَا الرَّجُلُ حَسَداً لَمَّا آتَانِي اللهُ لاَ غَيْر.

ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ، إِنِّي خَارجٌ غَداً لتتخلَّصُوا مِنْ حَدِيْثِهِ لأَجلِي .

قَالَ: فَأَخبرْتُ جَمَاعَةَ أَصْحَابِنَا، فَوَاللهِ مَا شَيَّعَهُ غَيْرِي.

كُنْتُ مَعَهُ حِيْنَ خَرَجَ مِنَ البلدِ، وَأَقَامَ عَلَى بَابِ البلدِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لإِصْلاَحِ أَمرِهِ.


ترك بعض الأئمة للبخاري بسبب حسد الإمام الذهلي له.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي (الجرحِ وَالتعديلِ) :
قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الرَّيَّ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ، وَتركَا حَدِيْثَهُ عِنْدَمَا كَتَبَ إِليهِمَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى أَنَّهُ أَظهرَ عِنْدَهُم بِنَيْسَابُوْرَ أَنَّ لَفْظَهُ بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ .


فالناَظِرُ العَاقلُ لِمَا جَرَى بينَ هَادينِ الإمامين يَجتَنِب مَواضع الفِتن و يُصلِح ما بينهُ و بين الله و لا يخوضُ بالباطلِ بين الأئمة , و ليَجعَل هَمُه العلم و منه بيان الحق بالدليل من غير مجاوزة الحد , و الوقوع فيما وقع فيه الحاسد من بهتان حتى يَسلم له دينَهُ يوم الدين .
فلم يقل أحدها للأخر هؤلاء هُذَليين و لا قال الأخر هؤلاء بُخَارِيِين.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-06-2017, 02:24 AM
صهيب انس الوهراني صهيب انس الوهراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

بارك الله فيك أخي مروان نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع للبعد عن هذه المشاحنات التي ربما أغلبها خالية من الطرح العلمي الذي يستفاد منه ويعرف الحق به بل كلام وشحن للنفوس ضد بعضها البعض ليس لع ثمرة تجنى من وراء ذاك والله الموفق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2017, 01:45 AM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
من أراد القياس فعليه بأدوات القياس وإلا فليرح الناس من المهاترات.
هل الذهلي عقد الولاء والبراء على نفسه وقال من يطعن في فليس بسلفي؟!
هل الذهلي أحدث القواعد الباطلة ونسبها للسلف ثم والى وعادى على ذلك؟!
من يتباكى على الطرح العلمي فليتحلى هو أولا به ثم ليبتعد عن التعصب وحب الأشخاص على حساب الحق.
بدلا من السعي والاجتهاد في الدفاع عن الدكتور المدخلي عليك بالسعي والاجتهاد في النظر في الأصول والمسائل التي بسببها وقع التفرق وطمع بسببها الأعداء في أهل السنة وتفنيدها.
عندما يُذكر الدكتور المدخلي في خضم المسائل ليس لأنه المدخلي بل لأنها أقوله وتنسب إليه ليس إلا ومن أراد الدفاع عنه فلينكر تلك الأقوال أو فلينصره عليها.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-08-2017, 02:25 AM
صهيب انس الوهراني صهيب انس الوهراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسعودالجزائري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
من أراد القياس فعليه بأدوات القياس وإلا فليرح الناس من المهاترات.
هل الذهلي عقد الولاء والبراء على نفسه وقال من يطعن في فليس بسلفي؟!
هل الذهلي أحدث القواعد الباطلة ونسبها للسلف ثم والى وعادى على ذلك؟!
من يتباكى على الطرح العلمي فليتحلى هو أولا به ثم ليبتعد عن التعصب وحب الأشخاص على حساب الحق.
بدلا من السعي والاجتهاد في الدفاع عن الدكتور المدخلي عليك بالسعي والاجتهاد في النظر في الأصول والمسائل التي بسببها وقع التفرق وطمع بسببها الأعداء في أهل السنة وتفنيدها.
عندما يُذكر الدكتور المدخلي في خضم المسائل ليس لأنه المدخلي بل لأنها أقوله وتنسب إليه ليس إلا ومن أراد الدفاع عنه فلينكر تلك الأقوال أو فلينصره عليها.
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-08-2017, 10:40 AM
محب السلف الصالح الجزائري محب السلف الصالح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 257
افتراضي

"العبرة لمن يرمي السلفيين بالحلبيين و المداخلة"

العنوان فيه نوع من المغالطة

إذ الدكتور ربيع هو اول من يدخل في كلامك!

فكيف تساوي بينه وبين غيره؟ ممن هو الذي يرميهم بهذه الأسامي -عرعورية مغراوية مأربية حلبية.......-!!

وكأنه طرف في التهمة وليس حاملها.

ولو وقع هذا من بعضهم؛ فمن دعوى الإنصاف ترك حملة العلم! والاشتغال بطلبة العلم.

ومع هذا فزلة العالم تغتفر. لكن واجب البيان والنصيحة لا يغتفر. فكيف إذا أضفنا إلى زلته زلة أخرى! وهي عقد الولاء والبراء على أقواله.

إذا كان العذر يشمل الدكتور ربيعا الذي يتحزب لأقواله.

فالعذر أشمل لغيره ممن لم يقع في بدعة التحزب لأقواله.


__________________
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-08-2017, 12:37 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم و بعد :



بارك الله فيك اخي صهيب .


و أقول على عجلة من أمري للأخ مسعود !


الموضوع متعلق بمن يرمي السلفيين بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان و لم يقلها أحد من أهل العلم الكبار ممن هم خارج دائرة النزاع أمثال :

الشيخ العباد و الفوزان و صالح أل شيخ و غيرهم من الكبار - الغير مطعون فيهم من أتباع المدخلي - على زعم مسعود و إخوانه ! الدين يفرحون بمثل تلكم الألقاب التي تفرق و لا تجمع !! باعتبارأنه - م - يرددونها كل حين و في كل مقال إلا ما ندر - .

مع العلم أن من مقاصد الشريعة الكبرى جمع كلمة المسلمين على الحق - قال الله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ) . أي: هلموا نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون، ليست مختصة بأحدنا دون الآخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال انتهى السعدي رحمه الله - عند إشتداد الفرقة و تفرق الكلمة حتى لا تضعف الأمة و تكون لقمة سائغة مما هو معروف عند من شم رائحة الفقه من المصالح و المفاسد , فلا نزيد كما يقال الطين بلة و نكثر من الألقاب التي توغر الصدور و تزيد في الفرقة بين السلفيين و أهل البدع متربصون بنا الدوائر .


أعود فأقول :


إن الموضوع يتكلم عن قضية مهمة و هي تلكم الألقاب التي تفرق و لا تجمع كالمداخلة و الحلبيين و المغراوية وووووو .... فالمهم هو إطفاؤها و عدم نشرها - على الأقل عند من عرف الحق لأن ما لايدرك كله لا يترك جله .

ثم أعلم أخي القارئ أن ما وقع بين الإمامين البخاري و الهدلي رحمهما الله وقع عن حسد و قد جاوز الحد الإمام الهدلي مع الإمام البخالاي فألزم أتباعه بقوله و نهاهم عن مجالسة البخاري بل أرسل في المدائن و القرى بهجره و مع هدا لم يقل لأتباعه و هم كثر جدا جدا أن من تبع الإمام البخاري هم : بخاريين .. و لا قال أتباع الإمام البخاري للطرف الأخر : هدليين و هكدا العلم - ( مع التنبيه أن المسألة التي أثارها الإمام الهدلي عللا البخاري صاحبها يكفر و هي مسألة كلام الله ) - لأن العلم كان بينهم مشاع معمول به و كان عصر النبوة منهم أقرب و كلما بعد العصر كثر الجهل - لا كثر الله أتباعه - .

فلنا فيهم عبرة فهم القوم لا يشقى جليسهم .


أما دعوى القياس و ما إليه فهي خاوية و تشغيب على المقال و إبعاد القارئ عن المغزى الحقيقي له فلا ألتفت إليها .


بل أقول :


نعم اقرأ المقال يا صاحب الدعوى تجد أن الإمام الهدلي عقد الولاء و البراء على ما رمى به البخاري من قول باطل .



قَالَ أَبُو حَامِدٍ الأَعمَشِيُّ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ فِي جنَازَةِ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيْدِ بنِ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى - الذهلي - يَسْأَلُهُ عَنِ الأَسَامِي وَالكُنَى وَعِلَلِ الحَدِيْثِ، وَيمرُّ فِيْهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ مِثْلَ السَّهْمِ.



فَمَا أَتَى عَلَى هَذَا شَهْرٌ حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى :
" أَلاَ مَنْ يَخْتلِفُ إِلَى مَجْلِسِهِ فَلاَ يَخْتَلِفْ إِلَيْنَا، فَإِنَّهُم كَتَبُوا إِلَيْنَا مِنْ بَغْدَادَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي اللَّفْظِ، وَنهينَاهُ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَلاَ تقربوهُ، وَمَنْ يقربْهُ فَلاَ يقربْنَا ".

وهدا من الولاء و البراء على أمر كدب .


و قال رحمه الله :


مِنْ ذهبَ بَعْدَ هَذَا إِلَى مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيِّ فَاتَّهِمُوهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مذهَبِهِ .


أما القواعد الباطلة كما تقول يا صاحب الدعوى :


فما يدريك أنها غير موجود و لم تنقل ? .

بل يكفي منها الإلزام بعدم مجالسة البخاري .



أما حب الأشخاص !!

فأنا أحب الشيخ ربيع سدده الله و أحب الشيخ علي بن حسن الحلبي تلميد الألباني و عالم الشام , فصدري يسع كل علماء الدعوة السلفية فما الدي يضرك !?

أهو البغض و الغل ?!!! على الشيخ ربيع هداه الله .


أما تباكيك أنت على المسائل و الأصول الباطلة ! فقد ابانها إخواننا من مشرفين و طلبة العلم بحق و صدق ! .

فهل تريد إجترارها من جديد ?!

فما عليك إلا أن ترفعها من جديد فيقرؤها من لم يقرؤها فإنها تكفيك !!



أما سطرك الاخير ! فلا محل له من الإعراب في مقالي و هو بعيد عن صلب الموضوع بالكلية !


فالمقال عن تفرقة السلفيين بألقاب كالمداخلة و الحلبيين وووو و سطرك الاخير في الأشخاص فأنا اتكلم عن التفرقة بلقب المداخلة ! ; و لم أتكلم عن شخص ربيع المدخلي سدده الله .


ثم سؤال لك بالله عليك :


ألا تخاف على نفسك يوم الدين يوم تشخص فيه الأبصار ?!

فإدا قال الله لك :

من حجيجك بيني و بينك من العلماء عللا ما قلت ?!

لان السلف مما هو معروف عنهم في كتب العقائد أنهم يدكرون ما يعتقدون ثم يقولون :

إدا سألني الله قلت هدا سفيان الثوري أو هدا أحمد ابن حنبل بيني و بينك .

فأنت من هو من العلماء الدي يكون بينك و بين الله ?!


أرجوا من أخي أن لا يقول :


أنا حجيج نفسي حتى لا يضحك علينا الناس .


و الحمد لله رب العالمين .





رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.