أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
22713 93958

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-23-2012, 04:18 PM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي العلامة الفوزان يطالب بوقف مشروع "السلام عليك يا رسول الله"

العلامة الفوزان يطالب بوقف مشروع

"السلام عليك يا رسول الله"
عبدالعزيز العصيمي- سبق- الرياض: طالب الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء عبر موقعه الرسمي بوقف مشروع "السلام عليك يا رسول الله" المزمع إقامته بين مكة المكرمة ومحافظة جدة، "لما فيه من المحاذير حمايةً للعقيدة من الشرك ووسائله".
واعتبر الشيخ الفوزان أن المشروع "إحياء للبدع وترك للسنن" و"سيُصرف العوام عن التوجه إلى مكة والمشاعر".
وقال إن إيجاد الأشكال التي تُقام في هذا المعرض "فيه وسيلة إلى الشرك لأن الجهال من الناس سيتعلقون بها لكونها نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان وسيلة إلى الشرك فهو محرم على قاعدة سد الذرائع".
وفيما يلي نص ما ذكره الشيخ الفوزان في موقعه:
قرأت في عدد صحيفة الرياض الصادر يوم الاثنين 18 رمضان مقابلة مع الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني حول إقامة مدينة "السلام عليك يا رسول الله" بين مكة وجدة على مساحة مليون متر مربع، المشروع يحتوي على 1500 قطعة تحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة وبطريقة حديثة، وأن المشروع بعد تدشينه ستفتح أبوابه للزائرين 24 ساعة ويستوعب 500 زائر في الساعة إلى آخر ما جاء من وصف المشروع وأنه يحتوي على محاكاة لحلي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والجبة والصاع والمد وأنواع الأثاث والسلاح والمكاييل والعملات وأنواع الطعام والشراب.. إلخ.

وهذا العمل لا يجوز لعدة محاذير منها:

1- أن هذا خلاف ما أمرنا به من العمل بسنته لأنه يشغل عن ذلك فهو استبدال غير المشروع بالمشروع لأنه لا يجمع العمل بالشيء مع العمل بضده.

2- أن هذا خلاف ما نهينا عنه فهو إحياء للبدع وترك للسنن فهو عمل محدث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

3- أن هذا الشيء لم يفعله الصحابة والتابعون ومن اتبعهم بإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي".

4- أن هذه الأشكال التي تُقام في هذا المعرض ليست هي الأدوات التي كان يستخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي أشكال صنعت حديثاً ففي هذا تمويه على الناس.

وكون بعض الصحابة يتبركون بأواني الرسول وملابسه التي لامست جسمه الشريف إنما هو بأعيان تلك الأواني والملابس لا بما يشبهها بالشكل لأنه يفقد المعنى وهو ملامسة جسم النبي صلى الله عليه وسلم.

5- أن إيجاد هذه الأشياء فيه وسيلة إلى الشرك لأن الجهال من الناس سيتعلقون بها لكونها نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان وسيلة إلى الشرك فهو محرم على قاعدة سد الذرائع.

6- أن هذا سيُصرف العوام عن التوجه إلى مكة والمشاعر أو يقلل من أهميتها عندهم لأن كثيراً من النفوس يميل إلى البدعة ويتعلق بها ويترك السنّة وما كان صارفاً عن السنة فهو محرم.

7- إن هذه البلاد – بلاد الحرمين – هي بلاد التوحيد يجب أن تطهر من الشرك ووسائله قال الله تعالى: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"، وقال تعالى: "وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ".

8- وليس هناك مبررات لهذا العمل تقابل المحاذير المترتبة عليه، وقول إن هذا العمل فيه توضيح للمسميات الواردة في السنّة نقول عنه إن توضيح هذه المسميات يؤخذ من شروح الأحاديث ومفردات اللغة العربية فلا حاجة إلى وضع مجسمات يزعم أنها توضحها مع ما يترتب على ذلك من المحاذير المذكورة وما هو أعظم منها – وعلى كل حالٍ يسعنا ما وسع السلف الصالح.

9- اقتطاع الأراضي الواسعة لإقامة هذا المشروع وإنفاق الأموال الطائلة لتمويله جهد ضائع فلو وزعت هذه الأراضي مساكن للفقراء وأنفقت هذه الأموال في تعميرها لهم لكان ذلك سداً لحاجة المحتاجين ووضع المال في موضعه الصحيح.

فالمؤمل في ولاة أمورنا وفقهم الله وقف هذا المشروع لما فيه من المحاذير حماية للعقيدة من الشرك ووسائله كما عهدناه منها، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

منقول
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
  #2  
قديم 01-03-2014, 01:50 AM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

محاولة جاهلة لإعادة المزارات إلى جزيرة العرب
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أ- كان الغلوّ في محبّة الأنبياء والصّالحين وتتبّع آثارهم – ومازال – أبرز أسباب الضّلال عن دين الله الحقّ الذي أقامه الله على كتابه وسنّة نبيّه، وسنّة الخلفاء الرّاشدين، وفِقْه الصّحابة ومن تبعهم بإحسان في القرون الخيّرة. وغلا اليهود في محبّة عزير فقالوا إنّه ابن الله، وغلا النّصارى في محبّة عيسى فقالوا إنه ابن الله، وغلا أكثر المسلمين في محبّة الأنبياء والصّالحين فأطروهم بما لا يجوز أن
يقال في عبدٍ من عباد الله، وملأوا مساجدهم ومقابرهم بأوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة التي سمّوها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وهي أصل الأوثان والأصنام في كلّ قرن.
ب- ولم تُغَيِّر دولة من دول المسلمين هذا المنكر منذ بُنِيَ الوثن باسم عَلِيٍّ رضي الله عنه قبل نحو ألف سنة في عهد البويهيّين (كما يقول ابن تيمية رحمه الله) والوثن باسم الحسين رضي الله عنه في عهد الفاطميّين منذ نحو تسعمائة سنة، والوثن باسم الشافعي رحمه الله في عهد صلاح الدّين الأيّوبي تجاوز الله عنه منذ نحو(850) سنة (كما يقول السّيوطي رحمه الله)، ولم تُغَيَّر حتى هذا اليوم.
ج- ثمّ بعث الله المجدّدين لدينه في القرون الأخيرة منذ القرن الهجري الثاني عشر بداية بالإمامين محمد بن عبد الوهّاب ومحمد بن سعود ثمّ بالإمامين تركي بن عبد الله وفيصل بن تركي في القرن الثالث عشر، ثم بالملك عبد العزيز وأبنائه رحمهم الله جميعاً وأسكنهم الفردوس من الجنّة، فطهّروا ما ولاّهم الله من جزيرة العرب من الأوثان وما دونها من البدع ثلاث مرّات، ولا يزال خَلَفهم على العهد بفضل الله، ثبّتهم الله على ذلك وحفظهم قدوة صالحة للمسلمين في كلّ زمان ومكان.
د- وركب الشيطان أعوانه للقضاء على هذا التّميّز الذي خصّ الله به آل سعود، وكان شرّ أعوان الشيطان سلاطين العثمانيّين ولكنّ الله ردّ كيدهم في نحورهم وقضى عليهم.
وآخر محاولة للشيطان وأعوانه مزارٌ باسم (السّلام عليك أيُّها النبيّ)،لا يقوم على مثله ويموِّله عادةً إلاّ أحفاد الصّوفيّة (المبتدعة الذين ابتلى الله بهم بلاد التّوحيد والسّنّة يتمتّعون بدنياها، وينبذون دينها وهو خير ما ميّزها الله به على بلاد ودول المسلمين منذ القرون الخيّرة).
هـ- قد يكون القائمون على مشروع هذا الوثن والمموِّلون له أو بعضهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً كما كان أوّل القائمين والمموّلين لمثل هذه الأوثان من قوم نوح كما ورد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى من تفسير ابن عبّاس رضي الله عنهما لقول الله تعالى عن قوم نوح صلى الله عليه وسلم {وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً}، قال ابن عبّاس: (أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوح، فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسَمُّوها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعْبَد، حتى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عُبِدَتْ)، (صحيح البخاري – في مجلّدٍ واحد لبيت الأفكار الدّوليّة – رقم الأثر/4920).
وفي الأثر نفسه: أنّ هذه الأوثان نفسها صارت في العرب: وَدّ لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل، ويغوث لبني غطيف بالجوف، ويعوق لهمدان، ونسر لحمير لآل ذي الكلاع.
و- قد يكون مِنَ القائمين على مشروع هذا الوثن أو مموّليه من يحقد على دولة التّجديد والتّوحيد ويبغي الثّأر لما هدمَتْه من أوثان المزارات وزوايا التّصوّف والدّجل في القرن الثالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر، وكان أول ما هَدَمَتْ ما وُجِدَ في نجد من أوثان الأضرحة والقبور والشجر والحجر، (وإن كانت قليلة لقلّة من يَفِد إلى نجد من بلاد العجم وأمصار العَرَب الموبوءة بالوثنيّة).
ز- ثمّ أتمّ الله نعمته ورحمته وفضله في العقد الثاني من القرن الثالث عشر فطهّر الله مكّة المباركة والمدينة النّبويّة وما حولهما من مئات الأوثان بالجيش السّعودي يقوده الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود الذي هدم الله به الأوثان من كربلاء إلى عُمَان ومن الخليج إلى البحر الأحمر في عهد والده ثمّ عهده رحمهما الله، وكان من بينها وثن ذي الخلصة لخثعم في تبالة (قرب بيشة) ولدوس (في زهران)، ولم يكونا هُدِما بعد عهد النّبوّة حتى بعث الله دولة آل سعود لهدمها في القرن الثالث عشر، ثم لإزالة بقاياهما في القرن الرّابع عشر.
ح- ولما عادت أوثان مكّة والمدينة وما حولهما (بعد حرب دولة الخرافة العثمانيّة لدولة التّوحيد والسّنّة) أعاد الله تطهيرها بجيش الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في منتصف القرن الرّابع عشر، وتبعه أولاده وأحفاده في الوفاء بعهد الله بين محمد بن عبد الوهّاب ومحمد بن سعود رحمهما الله.
ويقول حمد الجاسر رحمه الله: إنّ (ينبع) كانت أثناء إقامته فيها بعد منتصف القرن الرّابع عشر حديثة العهد بعدد من الزّوايا الصّوفيّة (من سوانح الذّكريات).
وأتمّ الله نعمته على جزيرة العرب فوحّد آل سعود مُلْكَهم على التّوحيد والسّنّة، وهدموا كلّ مزاراتها الوثنيّة وزواياها الصّوفيّة، ورفعوا راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ، وألزموا رعيّتهم بإفراد الله بالعبادة واتّباع السّنّة، وقضوا على ذرائع الشرك بالله في عبادته وما دون ذلك من البدع.
ط- وتظهر محاولات يائسة (ممّن شَرِقوا بالدّعوة ودولتها المباركة أو أعماهم الله فحسبوا أنّهم يحسنون صنعاً وأنّهم مهتدون)، ولكنّ الله في كلّ مراحل العهد السّعودي المبارك يحوط البلاد والدّولة والدّين والدّعوة والأمّة برعايته ونصره وتوفيقه وتأييده ويزيدهم من فضله، ويردّ الله كيد الكائدين ومكر الماكرين ليعودوا بغيظهم إلى جحورهم لم ينالوا خيراً ويكفينا شرّهم.
ي- ومشروع المزار الجديد – في رأيي – من أخطر المحاولات على مستقبل الدّين والدّعوة والدّولة والأمّة بزعزعة الأساس الذي أقامها الله عليه منذ تعاهد الإمامان محمد بن عبد الوهّاب ومحمد بن سعود رحمهما الله على الوفاء بعهد الله نصرة له وجهاداً في سبيله لتكون كلمة الله هي العليا؛ فظاهره الرّحمة: التّذكير بحياة النبيّ صلى الله عليه وسلّم الدّينيّة والدّنيويّة، العباديّة والعاديّة، وباطنه الشرّ والفساد: الغلوّ في الدّين وفَتْح بابٍ للابتداع (الشرك فما دونه) حافظ كلّ ولاة الدّولة السّعوديّة المباركة وعلمائها في كلّ مراحلها على سَدِّه.
ك- وقد حذّر من فتح أبواب الشّر بمزار (السّلام عليك أيّها النّبيّ): المفتي العام والشيخ د.صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان (وهم أكبر هيئة كبار العلماء) وعدد من أهل العلم والدّعاة (أنظر مقال الشيخ د. محمد الفريح الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء من جامعة الإمام محمد بن سعود فقد وفقه الله إلى بيان ما يُتَعَبَّد به وما لا يتعبّد به من أفعال النّبي صلى الله عليه وسلّم، والتّفريق بين ما هو عبادة وما هو عادة في حياته صلى الله عليه وسلم)، وأكثر من سيزورون هذا الوثن لو بقي يجهلون الفرق بينهما، بل يجهلون القراءة والكتابة العربية، وكلّ همّهم: التّبرّك وطلب المدد والقربة والشفاعة.
ل- وَخُدِعَ قليل من أهل العلم وكثير من الواعظين القًصَّاص بزخرف القول وبهرجة البيانات والصُّوَر، ولا عجب فقدقال أكبر مستشاري الشيخ ابن باز رحمهما الله عن أبرز القائمين على مشروع هذا المزار: لم يخدع ابن باز أحد مثله، (وسأطوي البقيّة إلى حين).
م- ولما كان اسم العلاّمة الشيخ عبد العزيز الرّاجحي (وصورته المسروقة) قد ظهر بين المؤيّدين؛ أصدر بياناً من ثلاث صفحات يبيّن أنّه لم يؤيِّد غير مشروع الموسوعة الحديثيّة، وحذّر من بقيّة المشروع وخطره على مستقبل الإسلام والمسلمين في بلاد التّجديد والتّوحيد وفي العالم، وساق ردّ الإمام المجدِّد ابن باز على من دعا إلى إحياء آثار النّبيّ صلى الله عليه وسلّم في طريق الهجرة ومنها: خيمتي أمّ معبد، وتحذيره من تتبّع وإحياء آثار الأنبياء والصّالحين وأنّها شرّ ذرائع الشرك وما دونه من البدع.
قلت: ومشروع الموسوعة الحديثيّة المزعومة (بين100و300مجلد) لا يليق بعالم عامل مثل الشيخ الرّاجحي الثناء عليها ولا يُعْرَف بين القائمين عليها محدِّث داع إلى التّوحيد والسّنّة حتى تظهر وتمحّص.
ن- ثمّ جاء الشيخ علي الحلبي كأنّما يُدْفَع كمثل الجاريّة التي جاء الشيطان بها ليستحلّ طعام القوم على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدها.
اتّصل بي الشيخ طاهر نجم الدّين (فبشّرني) بزيارة الشيخ علي، (فأنذرته) بضيق الوقت، فأحرجني بأنّهما على الباب، ولم أعهد فيّ ولا فيه حرصاً على زيارة الآخر، وقد رددْتُ محاولته زيارتي في الأردن عدّة مرّات، ولا أذكر أنّي رأيته منذ بضع عشرة سنة، ولكنّي على اتّصال به بالهاتف وتعاون على البرّ والتّقوى.
وبعد مغادرته المملكة المباركة عرفت ما أخفاه عنّي: كان يزور مشروع المزار الأوّل في دولة ميّزها الله بهدم المزارات، وأخفى زيارته وهي عورة أخفاها عنّي لمعرفته بما خصّني الله به – دونه – من التّركيز على نشر إفراد الله بالعبادة ومحاربة أوثان المزارات، فعاجَلْتُه برسالة أُبيِّن له فيها ما قد يجهله من أمر المزار والقائمين عليه، فبادر إلى التّطبيل والتّزمير للمزار ومفتريه، بل ونَقْد من لم يجاروه في تطبيله وتزميره بأنّهم لم يروا المشروع أو لم يفهموه (مما لم يُسْبَقْ إليه) مما جعلني أغلِّب سوء الظّنّ فيه بعد أن كنت أغلّب حُسْنه؛ هل فرح بمن يمكن أن يستفيد من مشروعه تجاريّاً بصناعة الحديث؟ أم أنّه ظنّ أنّهما سيتبادلان المنافع بتبادلهما التّأييد لعلّ سُمْعَة الشيخ علي تتحسّن بعدما مُنِيَتْ بتهمة الإرجاء الباطلة، وتهمة وحدة الأديان وهي إلزام بما لا يلزم – في رايي – قاده إليها سعيه إلى الشرف والتّأييد أيضاً؟ والشيخ عليّ حريص على تحسين سمعته في المملكة المباركة التي تسوِّق أكثر إنتاجه الحديثي التّجاري، وإلاّ ففي مشروع المزار هذا ما يضمن له عملاً مدى الحياة إلاّ أن يقضي الله عليه أو عليه أو عليه.
س- ليت الشيخ علي جازاني بمثل ما فعَلْتُ: زرتُ بلده فلسطين مع أخي في الدّين وفي وطنه/ د. عبد الكريم المنقور ووالده أثابهما الله عام1385، ورأيت سبب ضياعها عام 1967: الفسق والفجور، وأشنعه أوثان المزارات الخاصّة بالمنتمين للإسلام والسّنّة، وهي أكثر من أوثان اليهود والنّصارى وكلّ فرق الضّلال في فلسطين مجتمعة، ولما كان أشنعها أوثانُ مَعْبَد الأوثان المسمّى (الحرم الإبراهيمي الشريف)، وقد احتال الشيطان على اليهود فسوّل لهم أن تحته قبور بعض أنبيائهم وزوجاتهم، وتبعهم الصّليبيّون فبنوا عليها كنيسة، ولم يجد حاجة للاحتيال على المنتمين للإسلام والسّنّة فقد تقرّبوا إلى الله ببناء سبعة أوثان في قبلة المصلّى ووسطه وآخره وجَنْبِه باسم الأنبياء وزوجاتهم؛ لما كان هذا أشنع المزارات فقد حصلتُ من مديريّة الأوقاف في القدس على كتاب رسمي يوثّق هذا المعبد الوثني وكتبت عنه مرّات لا أحصيها، ووضعت صُوَرَه بالألوان ومخطّطين للمعبد وأوثانه(1): أحدهما لمديرية الأوقاف والثاني لمسلمٍ من أصلٍ ألماني اسمه: عبد الله البكري، ومارتن هكلر سابقاً، نشرتها جميعاً على موقع باسمي على الانترنت، ومكّة ثمّ المدينة أقدس من القدس وأطهر بفضل الله، ثم بفضل النّبي وأصحابه، ثم بفضل الله على ولاتها من آل سعود، فهما أولى بالمحافظة عليهما، أو على الأقل عدم الإعانة على الإفساد فيهما، ولـــعلّ الشيخ عليّ يفتح صفحة جديدة ينشر فيها إفراد الله يالدّعاء وغيره من أنواع العبادة وبنفيها كلّها عمّن سوى الله، ويحارب وثنيّة المقامات والمشاهد والأضرحة والأنصاب ومزاراتها، ولا يخاف في الله لومة لائم، واللهم تجاوز عنّا جميعاً.
كتبه/ سعد بن عبد الرّحمن الحصيّن- مكّة المباركة 1434/9/25هـ

http://www.saadalhusayen.com/index.p...gorie&Itemid=2
والمقال الذي أشار إليه الشيخ سعد:
كنتُ في مكة -حرسها الله- في شهر شوال هذه السنة 1433هـ ومررت بصالة كبيرة مكتوب عليها (مشروع السَّلام عليك أيها النبي) فوقفت ودخلت إلى مقدمة تلك الصالة، ولم أكن أعلم عن المشروع إلا بعد قراءتي لما كتبه معالي الشيخ الوالد صالح الفوزان غفر الله له، ثمَّ قرأت تعقيب الدكتور ناصر الزهراني وفَّقه الله لهداه ودعوته لمعالي الشيخ بأن يزور ذلك المشروع، فلَّما رأيت اللوحات التعريفيَّة في المشروع وقرأتها عرفت أن الكلام التعريفي للمشروع لا حاجة معه لمزيد بيان لا بالزيارة ولا بالتصوير، خاصة ما يتعلّق بالمتحف الذي جاء في التعريف به ما نصه: (المتحف من أهم أقسام المشروع، وهو ذو مضمون علمي منبثق عن الموسوعة المباركة، وهو فكرة مبتكرة لم تسبق في التأريخ، وقد أخذ المؤسس على ذلك شهادات سبق علمي من عدَّة جهات على فكرة المتحف ومحتوياته، وقد سجَّل كبار العلماء إعجابهم وانبهارهم بهذه الوسيلة التجديديَّة التي تُعْنى بالشرح العملي المنظور.. وتقوم فكرة المتحف على تصنيع كل ما ورد في القرآن الكريم والسنَّة الشريفة من أثاث وسلاح ولباس وأوانٍ ومقتنيات، سواء كان مما استعمله النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من ذلك أو من عموم ما ورد في الوحي..).

ولي وقفات مع هذا المتحف المزمع على إقامته مما يتعلّق بأشياء المراد منها محاكاة الأواني والألبسة والسلاح وغيرها مما كان في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

الوقفة الأولى: إنه لا فائدة عمليَّة شرعيَّة من جعل ذلك المتحف، بل مؤداه إلى المفاسد الواجب درؤها ظاهرًا كما سيأتي.

وبيان أنَّه خالٍ من فائدة عمليَّة شرعيَّة أنّ رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم في نوع لباسه وأوانيه ومقتنياته هل كان قاصدًا للتعبد أم أنّ ذلك راجع إلى عادة قومه؟ بعبارة أخرى: هل رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم كان يتعبد ويتقرّب بلبس العمامة، وإنضاج الطعام في البُرمة؟ أم ذلك راجع إلى ما كان في عهده وزمانه؟

وقبل الجواب: فإنَّ هذه المسألة مندرجة تحت مبحث أصولي هو: أفعال الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن المعلوم أن أفعاله عليه الصَّلاة والسَّلام على أقسام، ولكل قسم حكمه الشرعي، وقد تناولها علماء الأصول من قرون وأفردها بعضهم في كتاب مستقل، كما فعل أبو شامة المقدسي ت - 665هـ في كتابه: (المحقق من علم الأصول فيما يتعلّق بأفعال الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم).

فمن أفعال الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم ما ليس بمتعبد في الاقتداء به ولا يصح التأسي به فيه؛ لأنّه راجع إلى عادة قومه الذي عاش معهم، فالعرب كانوا يلبسون العمائم، ويشربون في أوانٍ معروفة، ويلبسون ألبسة هي من عادتهم، والرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم يفعل ذلك من باب العادة وما جرى عليه قومه لا من باب التعبد، وهذا معروف لِمَنْ كان له علم بأصول الفقه.

وهذا القسم من أفعال الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو ما كان راجعًا إلى عادة قومه على نوعين:

النوع الأول: ما تختلف فيه عادة قوم عن القوم الذين أتوا بعدهم، مثال ذلك: عادة ما يلبسه أهل بلدنا (المملكة العربيَّة السعوديَّة) على الرأس هو الشماغ أو الغترة لا العمامة، فمن أراد التأسي بالرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم فليلبس لباس قومه الذين يعيش معهم، كما فعل رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم في لبسه للباس قومه.

ولذا: من تعبد بلبس العمامة، ولم يكن هذا من فعل قومه، وقال: ألبسها لأن الرَّسُولَ صلَّى الله عليه وسلَّم لبسها، فيقال له: قد وقعت في محذورين:

الأول: أَنّك خالفت الرَّسُولَ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ حيث كان يلبس صلَّى الله عليه وسلَّم لباس قومه، وأنت لم تلبس لباس قومك.

الثاني: إن فعلك هذا يدخل في لباس الشهرة الممنوع شرعًا.

النوع الثاني: مما كان راجعًا إلى عادة القوم: أن يوجد عند من بعدهم عادة كعادته صلَّى الله عليه وسلَّم التي هي يفعلها أهل زمانه، مثال ذلك: بلد إسلامي يلبس كثير من رجاله العمائم وهي عادة لهم، وبعضهم لا يلبسها، فإذا لبس العمامة رجل من أهل ذلك البلد وقال: ألبسها تأسيًا، قيل له: يصح لك الاقتداء بفعل الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه الحالة، وأنت مأجور بإذن الله على ذلك التأسي، يدل لذلك: ما جاء في صحيح مسلم عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر رَضِي اللهُ عَنْهما: يا أبا عبد الرحمن رأيتك تصنَّع أربعًا لم أرَ أحدًا من أصحابك يصنعها؟ قال: ما هن يا ابن جريج؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتيَّة، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل النَّاس إذا رأوا الهلال، ولم تهلل أنت حتَّى يكون يوم الترويَّة، فقال عبد الله بن عمر: أما الأركان فإني لم أرَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمس إلا اليمانيين، وأما النعال السبتيَّة فإني رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإهلال فإني لم أرَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يهلّ حتَّى تنبعث به راحلته.

فقوله: (رأيت رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها)، فابن عمر رَضِي اللهُ عَنْه تقصد لبس هذه النعال التي يلبسها بعض أهل زمانه تأسيًا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مع أن بعض أصحابه لا يلبسها.

تنبيه: لا يصح الاستدلال بمثل هذا على جواز ما حرَّمه الشارع، فمثلاً: لو أن أهل بلد يلبسون الحرير، فلا يقال: البس لباس قومك، وهذا أمرٌ واضحٌ بيّنٌ.

والمقصود مما مضى: إن جعل متحف يحتوي على أدوات ومقتنيات وأوانٍ تحاكي ما كان في عهده صلَّى الله عليه وسلَّم وما كان يلبسه لا فائدة عمليَّة منه، بل لو قال قائل: سأتقرّب إلى الله بالشرب في مثل ذلك الإناء الذي يماثل ما كان يشرب فيه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وليس هذا الإناء من أواني قومه، فقد أحدث في الدين، وتقرّب بما ليس بقربة.

وكذلك لو قال: سألبس العمامة تقربًا وتأسيًا برسولِ الله عليه الصَّلاة والسَّلام وليست العمامة من لباس قومه، فقد ارتكب محرَّمًا على ما مضى توضيحه.

فإن قيل: المقصود من ذلك التعريف بما ورد في السنَّة فقط دون التطبيق العملي.

فيقال:

أولاً: إن التعريف والتَّعليم يحصل من دون هذا الأحداث، وذلك بجعل صورة لكيفيَّة العمامة ذات الذؤابة في نفس الموسوعة التي قيل إنها ستبلغ 300 مجلد! دون وضع مجسمات ومتحف، بل تكون رسمًا في الموسوعة، وبذلك يؤصد باب فتحه يُؤدِّي إلى ما لا تحمد عقباه، ويكون على من سنَّه آثمة.

ثانيًا: جهل العوام بمثل هذه الأمور لا ينقص من إيمانهم، وعلمهم بها لا يزيد في توحيدهم، وعليه فالفائدة التي يتكلَّم عنها القائمون على هذا المشروع وفي طليعته المتحف قليلة جدًا إن لم تكن منعدمة.

بل ذكر عددٌ من العلماء أصحاب البصيرة أن هذا يُؤدِّي إلى التعلّق بما حواه المتحف، وأن من العوام من سيعتقد أنها هي أواني رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولباسه، والقول: بأننا نحذر النَّاس ونخبرهم بالحقيقة فهذا ليس بكافٍ لا سيما مع كثرة البدع والضلالات وانتشار الجهل، ومن رأى ما يفعله الجهالُ عند مقام إبراهيم عليه السَّلام، وجبل إلال في عرفة، وجبل النور، وغيرها من التبرك، والتمسح المحرَّم مع وجود من ينكر عليهم، ويبيِّن لهم خطأهم، علم صحة نظر علمائنا جزاهم الله خيرًا في تحريمهم لهذا المشروع، وحرصهم على عدم إقامته.

ثالثًا: لو كان هذا الفعل من إقامة متحف ونحوه خيرًا لسبق إليه السلف الصالح، فكم من النَّاس في تلك العصور لا يعرفون كثيرًا مما ورد في السنَّة حتَّى من بعض أهل العلم، ومع وجود هذا المقتضي عندهم بل وتوفر الأواني التي هي أقرب ما تكون للأواني التي استعملت في عهده صلَّى الله عليه وسلَّم، ومع ذلك لم يحافظوا عليها، ولم يجعلوها في مكان ليعرِّفوا النَّاس بها، ومن المعروف أن الخير في اتباع من سلف، والشر في ابتداع من خلف.

الوقفة الثانية: هذا المتحف أن كان أقامته مما يتقرّب به إلى الله فأين الدليل على مشروعيته؟ وأين المستند في جواز التقرّب بمثل هذا؟ لا سيما أنه لم يفعله رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولم يفعله صحابته رَضِي اللهُ عَنْهم ولا من بعدهم من علماء القرون المفضّلة، فما فوقهم محسِّر، وما دونهم مقصِّر.

الوقفة الثالثة: إن كبار العلماء في هذا الزَّمَان نصوا على حرمة إقامة هذا المتحف؛ لما يغلب على الظّن من أنه يؤول إلى تبرّك وشرك وضلال، وغالب الظّن معمول به في الشريعة، وذكروا أنه طريق ووسيلة للمحرَّم، وأن الاستمرار فيه غلط وإثم، ومن هؤلاء العلماء: معالي الشيخ الوالد العلامة الدكتور الوقور صالح بن فوزان الفوزان، وسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ، وسماحة الشيخ العلامة صالح اللحيدان، والشيخ العلامة المحدث عبدالمحسن العباد، والشيخ العلامة عبدالرحمن البراك، والشيخ العلامة سعد الحصين، والشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي، جزاهم الله خيرًا وأمدّ في أعمارهم على طاعته، وحفظهم الله للإسلام وأهله.

قال الشيخ صالح الفوزان غفر الله له: (هذا العمل يترتَّب عليه محاذير شرعيَّة أعظمها أن هذا وسيلة للتبرك بها من قبل الجهال والخرافيين، وما كان وسيلة إلى الحرام فهو حرام على قاعدة سد الذرائع التي تُؤدِّي إلى الشرك، كما منع النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقال له: أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، ومنع من الاستغاثة به في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عزَّ وجلَّ، ولا شكَّ أن وضع مجسمات تحاكي الأواني والمقتنيات التي كان يستخدمها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تُؤدِّي على ما ذكر خصوصًا في هذا الزَّمَان الذي فشا به الجهل بالعقيدة الصحيحة وكثر فيه دعاة الضلال وخصوصًا إذا وضع لذلك معرض خاص وفتح للزائرين كما ينادي به بعضهم).

وقال الشيخ صالح اللحيدان غفر الله له: (هذه الدعوة خبيثة سيئة أقل أحوالها أنها دعوة للشرك)، وقال: (هذا أمرٌ منكرٌ).

وقال الشيخ عبدالمحسن العباد غفر الله له عن هذا المتحف: (من البدع المحدثة ومدعاة لتعلّق الجهال وأشباه الجهال بها، وقد يؤول الأمر إلى توهم أنها من الأشياء الحقيقيَّة للرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم مع أنها من البدع).

وقال الشيخ سعد الحصين غفر الله له: (إن المشروع يظهر بمظهر المزار في مكة المباركة أو المدينة النبويَّة أو ما بينهما للحجاج والمعتمرين والزوار، تعرض فيه نماذج صناعيَّة للباس النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومكاييله وأثاثه ومقتنياته الأخرى، مما لم يهتم به الصحابة بجمعه ولا حفظه ولا عرضه، وهم القدوة، وما لم يكن دينًا في زمن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه وآل بيته رَضِي اللهُ عَنْهم وأرضاهم فلن يكون دينًا إلى قيام الساعة.. ذكر ابن كثير والقرطبي فعل عبد الملك بن مروان في مسجد بني أميَّة حين ميَّز موضعًا في قبلته بساريَّة مميزة حفظًا لذكرى يحيى بن زكريا صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو اليوم وثنٌ يدعى مع الله عزَّ وجلَّ، ويستقبله أكثر المصلين، كما يحرص الصوفيَّة والمبتدعة على الصلاة في دكة الأغوات في مسجد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إحياء لذكرى أهل الصفة، واستقبالاً لقبر النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصاحبيه رَضِي اللهُ عَنْهما بعد استحسان الوليد بن عبد الملك إدخالها في المسجد. ولما وضع ابن مروان القبة على صخرة بيت المقدس في عهد ابن الزبير رَضِي اللهُ عَنْه (ولا ميزة لها إلا أنها قبلة اليهود) صارت أشهر من مسجد عمر رَضِي اللهُ عَنْه، وأكثر المسلمين لا يرون أقدس منها، ولا يعرفون بيت القدس إلا بها، خلافًا لما كان عليه الصحابة رَضِي اللهُ عَنْهم وأرضاهم... [وهذه الأمثلة أرجو أن يكون لعامليها]: نيَّة حسنة وهو مع ذلك عمل لم يشرعه الله ولا رسوله. وقد منع عمر رَضِي اللهُ عَنْه من كان معه من تكلف الصلاة في موضع صلَّى فيه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: إنما ضلَّ من كان قبلكم بتتبعهم آثار أنبيائهم).

وقد ذهبت للشيخ عبد العزيز الراجحي غفر الله له حين نُشِر عنه أنه زكَّى المشروع فقال لي: (أثنيتُ على الموسوعة العلميَّة في السيرة فقط لم أرَ المجسمات، ولا يجوز فعلها ولا جعلها في متحف ونحوه)، وسُئل بعد ذلك في محاضرة له فأجاب: (هذه المجسمات لها آثارٌ سيئةٌ: يتبرك بها الجهالُ في المستقبل.. فالمجسمات لم أرَها -يعني في زيارته للمشروع- ولا أراها).

الوقفة الرابعة: قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: (إذا أشكل عليك شيء هل هو حلال أو حرام أو مأمور به أو منهي عنه؟ فانظر إلى أسبابه الموجبة وآثاره، ونتائجه الحاصلة، فإذا كانت منافع ومصالح وخيرات وثمراتها طيبة، كان من قسم المباح أو المأمور به، وإذا كان بالعكس كانت بعكس ذلك)، ومضى الكلام على خلو الفائدة العمليَّة من هذا المتحف، ثمَّ إن جمعًا من العلماء نصوا على أنه يُؤدِّي إلى الشرك والتبرك المحرَّم، فكان هذا الفعل محرّمًا باعتبار المآلات، وممنوعًا على قاعدة سد الذرائع المتفق عليها، قال الطرطوشي -رحمه الله-: (هذا الأصل -سد الذرائع- كل من أباه في الجملة قد قال به في التفصيل).

أخرج عبد الرزاق -رحمه الله- في مصنفه بإسناد صححه الإمام ابن تيميَّة -رحمه الله- عن المعرور بن سويد -رحمه الله- قال: كنت مع عمر رَضِي اللهُ عَنْه بين مكة والمدينة فصلَّى بنا الفجر فقرًا (ألم تر كيف فعل ربك)، و(لإيلاف قريش)، ثمَّ رأيّ أقوامًا ينزلون فيصلون في مسجد، فسأل عنهم، فقالوا: مسجد صلَّى فيه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: (إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعًا من مرَّ بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصلّ وإلا فليمض).

الله أكبر فهذا عمر الفاروق رَضِي اللهُ عَنْه الذي أمرنا رسول الله صلَّى الله عليه بالاقتداء به، واتباع سنته ينهى عن تقصد صلاة في مسجد صلَّى فيه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فكيف بمتحف يُنشأ لمحاكاة الأواني والألبسة التي في عهده صلَّى الله عليه وسلَّم أليس هذا أولى بالنهي؟

ولذا فإني أنصح أخوتي القائمين على هذا المشروع بوقف هذا المتحف وما دار في فلكه، والسَّلامة من التبعات، والبعد عن المشتبهات مطلب كل من يرجو الله والدار الآخرة، وهذا هو الظّن بالإخوة القائمين على ذلك المشروع، وفّق الله الجميع لما فيه رضاه وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء.
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.