أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
58841 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2016, 12:50 AM
د. عماد البعقوبي د. عماد البعقوبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: العراق
المشاركات: 42
افتراضي زيف الملحدين


كـــتـــاب وســـــــنّـــة الاتّـباع سفينة الـــنجــاة
بفهم سلف الأُمّة والطريق إلى رضا الله

زَيْفُ الْمُلْحِدِيْنَ
د. عماد البعقوبيّ

ذو الحجَّة - 1437 هـ






زَيْفُ الْمُلْحِدِيْنَ



د. عماد البعقوبيّ

ذو الحجَّة - 1437 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم






المحتوَى
الموضوع
رقم الصفحة
البسملة
2
المحتوى
3
مقدّمة
4
مدخل
6
أسباب الإلحاد
7
دعوى العقل والإلحاد
10
طبيعة الإنسان
17
حاجة الإنسان إلى الدين
21
ضرورة العبادة للإنسان
23
كلمة أخيرة
34
خاتمة
37
المصادر
41














بسم الله الرحمن الرحيم
مقدِّمة
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله صلَّى الله وسلّم تسليما كثيرا عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين وأهل السنّة إلى يوم الدين.
أمّا بعد:
فإنّ ممّا شاع بين بعض الطلاب والشباب ظاهرة خطيرة تهدم الإنسان والعمران، وتهلك العقول والأبدان، ما لم يكن للمسلمين بحسبان، ظاهرة الإلحاد، والإنكار لوجود الله، وهو والله أمر عظيم، وخطر جسيم، وشرٌّ مستطير، وقد طرحت عليَّ كما طرأت على غيري شبه، وسؤالات من هنا وهناك حول هذا المنكر الكبير، فأردت أن أدلو بدلوي، وأبيِّن بعض الشيء في هذه الرسالة حال أولئك المفتونين ببريق العبارات، وزيف الادعاءات التي جعلتهم يتطاولون على ربِّ الأرض والسماوات، فما أطغى بني البشر، وما أحلم الله بهم، فترى طائفة من شباب المسلمين لا يدينون بالإسلام، واستبدلوا الحقَّ بأبطل الباطل، فأردت أن أبيِّن ما يسَّره الله لي لعلَّ الله ينفع به من يشاء من عباده، وذلك قياما منّي بواجب النصح لله ولرسوله وللمسلمين لعلّ الله تبارك وتعالى ينفع بها كاتبها وقارئها إنّه نعم المسؤول وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عماد البعقوبيّ
آخر الليل 8 ذو الحجَّة 1437 هـ
مدخل
أولا: يجب أن يبدأ مع الملحد من النقطة الأولى وهي الإيمان بالله، وترك المسائل الأخرى؛ لأنّ هذه هي أساس المسألة، والقضيّة الأولى، فإذا تقبل النقطة الأولى ننتقل إلى ما بعدها حتى تكون طريقتنا بالإجابة صحيحة بالضبط كالمسألة الحسابية لا يمكن حلها من الوسط وترك البداية غامضة.
ثانيا:أقول وأنا على يقين بأنه لا يوجد إلحاد حقيقي بمعنى أنه نابع من القلب والنفس متمسكة به ومتعلقة بل هو ادعاء ومكابرة وغرور كما قال الله تعالى وتقدس: )وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ( ([1]).فهم جحدوا ظلما وعلوا مع أنَّ أنفسهم متيقنة أنَّها حقٌّ وأنّهم على باطل؛ لأنّ الإلحاد يكون نتيجة لأمور هي:
أسباب الإلحاد
أ‌- اليأس: ويكون غالبا عندما يصطدم الإنسان بواقع مؤلم، لا يستطيع تحمّله، أو يشقّ عليه ذلك من مواجهة ذلك الواقع الصبر والتعقّل والرويَّة فينهزم إلى التظاهر بالإلحاد.
ب‌- التحامل على أشخاص، أو مدرسة، أو جماعة، تظهر صورة سيّئة للدين، أو للعلم، أو للإيمان، وما أكثرهم في زماننا، فينهزم إلى التظاهر بالإلحاد.
ت‌- عدم مواجهة الأفكار القاسية التي يغرسها المدعين بنشر الاسلام، فينهزم إلى التظاهر بالإلحاد.
ث‌- الغرور والطغيان يعني يتظاهر بالجحود وقلبه غير راض عن هذا.
ج‌- إيثار الملذات وإشباع الغرائز بعيدا عن اي تنظيم أو ضوابط، فيلجأ إلى التظاهر بالإلحاد.
ح‌- الافتتان بالمتظاهرين بالإلحاد: ويكون بتشويش الفكر من خلال المناقشة، أو المعاشرة، أو القراءة المشتتة التي لا تكون وفق منهجية وحسب ما هو أولى، والشخص لم يتسلَّح بالعلم الحقيقيّ والإيمان القويّ، فترد عليه شبه، وأفكار ليس عنده ما يميزها، أو يقابلها فيظن انها الحق الذي لا تشوبه شائبة بسبب جهله بغيرها كما قال مجنون ليلى حبِّه لليلى:
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفِ الهَوى فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا
أو يكون كحال الاعمى الذي لم ير النور في حياته يوما وفي ذات يوم وإذا به يبصر فرأى أوّل ما رأى ديكا وعلى رأسه عرف جميل. فقال: ما هذا الذي يعلو رأس الديك؟ فقالوا: هذا عرف الديك. فقال كم هو جميل! ثمَّ عمي مجددا بعد ذلك فكان كلما أخبره أحد بشيء: امرأة، بيت، ثوب حلية ... إلخ. قال: هل هو مثل عرف الديك؟ لأنَّه لم ير غير عرف الديك.
وهكذا يكون حال من يفتتن بالمتظاهرين بالإلحاد، ليس عنده ما يردّ به باطلهم، وكذبهم وشبههم، فتكون عنده كعرف الديك، أو كحبِّ المجنون لليلى؟
ربما هذه أهم دوافع التظاهر أو التعلق بالإلحاد وبالنتيجة يمكن أن يطلق على الإلحاد نزوة شيطانية بعيدة كل البعد عن قناعة أصحابها أو تصديق قلوبهم بها.
دعوى العقل والإلحاد
يدَّعي الملحدون اتباع العلم والعقل، فهو مجرد ادعاء، وهم في الحقيقة أجهل من وجد على الأرض، فلا علم يتبعون، ولا عقل به يتكلمون، ولك الأمثلة الآتية:
أ‌- أنهم لم يقروا بخالقهم مع علمهم في نفوسهم به جاء الرازي فأثنى الناس عليه فسألت عجوز من نيسابور ماذا قدم ؟ قالوا هذا الإمام الذي أتى بألف دليل على وجود الله.
قالت: لا خير فيه ومن منا لا يعلم بوجود الله؟! إنما في قلبه ألف شبهة فانتزعها بألف حجة. فحينها قال قولته المشهورة: اللهم أمتنا على عقيدة عجائز نيسابور.
فانظر رحمك الله كيف غلبت تلك العجوز ذلك العالم الإمام فخر الدين الرازي صاحب التفسير والتصنيفات الأخرى
ب‌- سئل أعرابي - بدوي أمي -: بم عرفت ربك؟ فقال : البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فأرض ذات فجاج وسماء ذات أبراج ألا تدل على اللطيف الخبير.
فانظر رحمك الله كيف فهم ذلك الأعرابي ببساطة معلوماته إذ لا يتصور وجود بعر من غير وجود بعير ولا يتصور وجود آثار أقدام في الأرض من غير وجود شخص مشى فخلفها ، فكيف يمكن أن يتصور وجود هذه الأرض بفجاجها وأفناننا ووجود هذه السماء بأبراجها وعظمتها من غير خالق لها.
ت‌- قال الله تعالى: )أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ # أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ#(([2])، أي: هل خلقوا من فراغ فهذا مستحيل فالفراغ ليس بشيء فكيف يخلق شيئا من لم يكن شيئا أصلا؟!! أم هم خلقوا أنفسهم وهذا أيضا مستحيل، إذ كيف يخلق نفسه من لم يكن موجودا في الأساس إذن النتيجة هناك رب خلقهم؛ لذلك أتبع هذا بسؤال: أم هم خلقوا السماوات والأرض ؟!! هذا أيضا مستحي. فكانت النتيجة: )بَلْ لا يُوقِنُونَ(، أي: يعلمون من خلقهم، لكنَّهم لا يوقنون به.
ث‌- مسألة حسابية: سأل طالب المعلم: من كان قبل الله في الوجود؟
فأجابه المعلم بهذه المسألة الحسابية: كم قبل العدد ثلاثة؟
الطالب: واحد.
المعلم: كم قبل الواحد؟
الطالب: لا شيء.
المعلم: كذلك يا بني الله هو الخالق الواحد الأول ليس قبله شيء.
انظر رحمك الله كيف اجاب المعلم الطالب بجواب لا يختلف علي اثنان من العقال في الحساب؟ لكن العجب كيف يكابر ادعياء العقل عندما يتعلق الامر بالله سبحانه وتعالى!!!
ج‌- يتحجَّجون بأنَّهم لا يؤمنون إلا بما يرونه، وهذا باطل وزور، فكم من الأشياء حولنا موجودة ونستعملها ولا نراها، كلُّنا يتنفَّس الهواء – الأوكسجين – ومن دونه تنعدم الحياة، لكن من منَّا يراه!!
كلُّنا يستعمل الكهرباء حتَّى صارت الحياة بدونها شبه مستحيلة، لكن من منَّا يراها!!
كلٌّ منَّا بداخله روح، لكن من يراها، ومن يعلم حقيقتها وماهيَّتها!!
كلُّنا يحبُّ ويكره وهما شعوران ملازمان لنا، لكن هل منَّا أحد يرى الحبَّ، أو الكره، أو غيرهما، إنَّ دعوى الإيمان بما يرى فقط هي مجرَّد دعوى وبهتان لم يقم عليه دليل من عقل، أو أثارة من علم، وفي هذا السياق أورد هذه القصَّة، وهي:
معلِّم ملحد يعلِّم طلَّابه هذه السفاهة فيقول: هل ترون الكتب؟
الطلاب: نعم.
المعلِّم: إذن الكتاب موجود.
المعلِّم: هل ترون الباب؟
الطلاب: نعم.
المعلِّم: إذن الباب موجود.
واستمرَّ المعلِّم بغروره ونزوته، فقال: هل ترون الله؟
الطلاب: لا.
المعلِّم: إذن الله غير موجود.
فقام له أحد الطلاب الأذكياء، صاحب عقل يعمل، فقال: هل ترون المعلِّم؟
الطلاب: نعم
الطالب الذكي: إذن المعلِّم موجود.
الطالب الذكي: هل ترون عقل المعلِّم.
الطلاب: لا.
الطالب الذكي: إذن عقل المعلِّم غير موجود.
فليقل كلُّ عاقل للملاحدة الذين ضيَّعوا عقولهم، وسمَّوا جهلهم علما، وغرورهم تفكيرا: نحن لا نرى عقولكم فأنتم لا عقول لكم.
ح‌- هل رأيت عاقلا يوما، أو هل يصدّق وجود إنسان عاقل يقتنع بوجود سيارة من غير أن يصنعها أحد ؟ أو أي جهاز آخر هاتف ، أو حاسبة، أو مذياع، أو مشهاد – تلفاز - ... إلخ. هل يوجد شيء في الكون من هذه الآلات التي نستعملها آلة لم يصنعها أحد؟ طبعا لا.
فانظر رحمك الله الى هذا العجب كلّ العجب: أين ذهب عقل أدعياء العلم والعقل عندما ادعوا وجود الإنسان والكون من غير خالق !!! فإذا كان جهاز صغير لا يساوي ذرات من الكون لا يمكن وجوده من غير وجود صانع له، فكيف بوجود الكون كله بسمائه وأرضه؟ وإنسانه وحيوانه ونباته؟ هل ذهب عقلهم اجازة، وهل علمهم في عطلة استراحة!!! الحقيقة: لا . ولكنّهم )وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ( ([3])،فالنفوس مستيقنة؛ وإن كابر أصحابها، وكذَّبوا؛ لأنَّ هذا من طبيعة الإنسان وفطرته، وجبلَّته التي خلقه الله عليها.
طبيعة الإنسان
إنّ الإنسان هذا المخلوق المكرَّم الخليفة في الأرض له مؤهِّلات وخصوصيّات يختلف بها عمّا حوله من المخلوقات جعلته يحظى بكلِّ ذلك، وقد أخطأ المناطقة عندما أرادوا أن يضعوا له حدًّا وتعريفا يميّزونه به عن غيره، فانتهوا إلى القول بأنّ: ( الإنسان حيوان ناطق ) فهم بهذا التعريف لم يقدّموا تعريفا جامعا مانعا للإنسان، ذلك أنّ الإنسان الذي جعله الله في الأرض خليفة لم يكن لأجل النطق، وأنّ ما قدّمه هذا الإنسان من انجازات حضاريَّة وعلميَّة وفكريَّة، وإبداعات منذ فجر التاريخ وإلى الآن وسيستمرُّ هذا العطاء ما دام باقيا في هذه الحياة لم يكن النطق وحده وراءها، وما مُنِي به من حروب لم يكن النطق أساسها، بل هناك خاصّيّة في الإنسان لا يتخلّف عنها أحد من بني الإنسان إلا من فقد عقله وإدراكه، وهي:
أنّ الإنسان مخلوق متعبَّد ومتعبِّد أي: أنّ الله جلّ وعلا تعبَّده بأن خلقه لعبادته، ومنحه صفة العبوديّة فقال عزّ من قائل: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ( ([4]).
ومتعبِّد بأن أودع الله فيه غريزة العبوديّة وهي الفطرة التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها فإن بقي عليها بقي على الصواب، وإن عرضت له عوارض مضلّة فإنّه سينحرف عنها قال الله جلّ وعلا: ]فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( ([5])، وقال عزّ شأنه: ]وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ # أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ # وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( ([6])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: (( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ))([7])، لهذا نجد أنّ هذه الغريزة التعبّديّة كانت وما زالت وستبقى هي المتحكّمة بشؤون الناس، وحربهم وسلمهم، وقيام الدول وزوالها، وبناء الحضارات واندثارها، وغير ذلك من انجازات بني البشر، كلّ ذلك كان بدوافع العقيدة والعبادة، ولهذا نجد أنّ من انحرف عن الفطرة السويّة والدين الحقّ سيبحث جاهدا ليجد لنفسه عقيدة ودينا حتّى وإن كان شيئا تافها، نذلا، وسيتمسّك به حتَّى يأتي مَن بعده فيتّخذونه أمرا ثابتا لا يقبل النقاش فضلا عن التغيير، كأن يعبد بقرة، أو فأرة، أو حجرا، أو قبرا، أو شجرة، أو رجلا، أو حتَّى يعبد هواه، أو غير ذلك، وشأن الناس في الاحتفال بالمولد، وبغيره من مظاهر العبادة المبتدعة لا يبعد عن هذا المسلك وهو مفصّل بما يأتي:
حاجة الإنسان إلى الدين
بما أنّ الإنسان هو مخلوق متعبِّد ومتعبَّد فلا بدّ له إذن من دين يعيش به، إذ لا يمكن تصوّر لهذا الإنسان من غير وجود دين له، وهو في هذه الحال بين دينين: إمّا دين أذن الله به، وهو الدين الحقّ، أو دين لم يأذن الله به، وهو دين باطل وفاسد.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: (( كلّ طَائِفَة من بني آدم لَا بُد لَهُم من دين يجمعهُمْ إِذْ لَا غَنى لبَعْضهِم عَن بعض وأحدهم لَا يسْتَقلّ بجلب منفعَته وَدفع مضرته.. )) ([8]).
وهذه الحاجة أو الغريزة الدينيّة لا بدّ لها من ضرورة، وهي اقترانها بأعمال وأقوال باطنة في القلب، وظاهرة في الجوارح، فإن كانت وفق ما أراده الله وشرعه فهي العبادة التي فيها حياة الروح والسعادة في الدارين، وإن كانت على خلاف ذلك فهي البدعة والكفر والضلال، وفيه موت الروح وشقاوتها في الدارين، كما سيأتي بيان ذلك في الفقرة القادمة، وهذه الضرورة غريزة وجبلّة في كلّ بني البشر، لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونها ألا وهي اضطرار الإنسان للعبادة أو ضرورة العبادة للإنسان:
ضرورة العبادة للإنسان
أوّلا: لا بدّ للإنسان من غذاء روحيّ تقتات عليه روحه وكلّ إنسان يجد في نفسه ضرورة ملحّة إلى أن يغذّي روحه، ومن غير هذا الغذاء سيشعر بفراغ روحيّ كبير ربّما يؤدّي به إلى الهلاك، أو الانحراف – ويمكن أنّ نسمّيه إن صحّ التعبير جوعا روحيّا، أو جوعا قلبيّا، أو جوعا فكريّا– فكما أنّ الجسد إذا قلّ نصيبه من الغذاء فإنّه سيضعف ويمرض بحسب هذا النقص إلى أن يموت في حالة فقد الغذاء كليّا، فكذلك الروح ستضعف وتمرض إذا قلّ نصيبها من الغذاء بحسب هذا النقص إلى أن تموت إذا فقدت الغذاء كليّا، وغذاء الروح هو في العبادة، كما أنّ غذاء الجسد في الطعام وأقول العبادة عامّة أي: المشروع منها والمبتدع، المنزّل من عند الله، والمخترع من العباد، والمأخوذ من وحي الله، والدخيل من وحي الشيطان، لكنّه صنفان:
صنف: غذاء صحّيّ يكون به قوام للروح وحياتها واستقامتها في الدنيا ونجاتها وسعادتها في الآخرة: ]فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى( ([9])، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: (( لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة )) ([10]).
وصنف آخر: يكون فيه مرض الروح وشقاوتها وهلاكها حتّى وإن كان به في ظاهر الأمر غذاء لها فهو كالغذاء البدنيّ الفاسد والضارّ أو كالسمّ للأبدان يكون طعاما في ظاهره وهو هلاك في حقيقته.
فأمّا الصنف الأوّل: وهو الذي به قوام حياة الروح واستقامتها في الدنيا فهو أمر مشاهد محسوس قامت عليه الأدلّة من الكتاب والسنّة، وللنّاس في ذلك أحوال قال الله جلّ وعلا: ]فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى( ([11]).
وقال النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ )) ([12]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله وأكرم مثوبته: (( إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً، مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ )) ([13]).
وقال إبراهيم بن أدهم لصاحبه أبي يوسف الغَسُوْلِيّ رحمهم الله: (( لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا عليه بالسيوف أيام الحياة. فقال له أبو يوسف: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم )) ([14]).
وأمّا الصنف الآخر: وهو الذي به مرض الروح وشقاوتها وهلاكها، فهو ما كان مخترعا وباطلا من العبادات، أي: ما يتقرّب به العبد إلى ربّه سبحانه وتعالى، لكنّه على غير سبيل السنّة، فهذا الصنف وإن كان في ظاهره غذاء للرّوح ويأمل صاحبه أنْ يحصل على انشراح الصدر، والطمأنينة، وسعادة النفس، لكنّه في حقيقة أمره يهلك روحه ويميت قلبه شيئا فشيئا، وإن لم يشعر بذلك في أوّل أمره، فإنّه سيشعر بذلك بعد حين لكنّه قد يشعر به في حال لا ينفعه معه هذا الشعور، لأنّه قد اعتاد الغذاء الفاسد الضارّ، ولا يستطيع أن يتخلَّى عنه، حاله في ذلك كحال المدمن - أعاذني الله وإيّاكم من ذلك - فإنّ المدمن يظنّ في بداية أمره أنّه يحصل من المسكر، أو المخدّر على الراحة، واللذّة، وسعادة النفس.. ولكنّه في الواقع يهلك نفسه ويميت بدنه شيئا فشيئا، حتَّى إذا تمكّن المخدِّر منه وأخذ فيه مأخذا لا يستطيع عندها تركه إلا بصعوبة بالغة، وربما لا يستطيع تركه البتّة حتَّى ينتهي أمره إلى الموت بسبب هذا الغذاء الفاسد الضارّ، فهكذا حال من اعتاد أن يغذّي روحه ويملأ قلبه بغذاء تعبّديّ غير مشروع من الضلالات والبدع والمحدثات، فإنّه يسير برجليه إلى الهاوية، ويختار لنفسه الهلاك، وإذا تمكّنت هذه البدع المنكرات من نفسه وقلبه بعد مدّة من الزمن يكون قد أدمن قلبه عليها، وارتاضت نفسه على فعلها، فلا يستطيع تركها حتّى وإن علم واستيقن أنّها باطلة ولا تنفعه عند خالقه ومولاه جلّ وعلا، قال الله عزّ وجلّ: ]وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى # قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً # قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى # وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى #( ([15])، اللهمّ إلا أن يكابد نفسه من جديد ويقاسيها بجلد ليتخلّص من تبعات الماضي ليستقيم بها على الهدَى والصواب، ولا يغذِّيها إلا العبادة الصالحة المشروعة فحينئذٍ ينجو بها بعد أن كاد أن يرديها في المهالك.
الجواب عن سؤال خلق السماوات والأرض في ستة أيام:
أمّا السؤال الذي طرحته فأجيب عليه بما يسَّره الله لي لفائدتك أنت، ولئلا يظنُّ أن لا جواب، وإلا فكما ذكرت لك في بداية الرسالة لا بدَّ أن يبدأ في مثل هذا من بداية الأمر ومن أصل المسألة، وهي الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، وإذا لم يؤمن الملحد بوجود ربِّه وخالقه فما فائدة أن يعرف الأيام التي خلقت فيها السماوات والأرض من عدمها؟!!
فأقول مستعينا بالله: إنَّ بداية خلق السماوات والأرض والمدَّة التي خلقتا فيهما من أمور الغيب التي لا علم لنا بها ابتداء قبل أن يأتينا الخبر من الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، لأنَّ هذا كان قبل وجودنا نحن بني البشر قال الله تبارك وتعالى: (( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) ([16]).
لكنَّ هذا لا يمنع من وجود بعض الآيات والدلائل الدالَّة على ذلك فقد قال ربُّنا سبحانه وتعالى: )سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ( ([17]).
فالآفاق والكون مليء بالآيات والشواهد لذلك كثيرا ما خاطبنا القرآن الكريم بالتفكير، والتأمُّل وإعمال العقول لا إهمالها كما يفعل الملاحدة.
فأقول:
أوَّلا: من المعلوم أنَّ اليوم أربعة وعشرون ساعة منقسم بين الليل والنهار، وهذا يعرفه كل العقلاء لأنَّه مشاهد محسوس فهو ناتج عن دوران الأرض حول نفسها. والسنة اثنا عشر شهرا، وهذا أمر محسوس لأنَّ الشهور تتكرَّر في كلِّ عام بطبيعتها ومواسمها وفصولها فهي نظام كونيٌّ ثابت فهو ناتج عن دوران الأرض حول الشمس، وهذا يكون في كلِّ عام مرَّة، والشهر واحد وثلاثون يوما وثلاثون، في الحساب الشمسيّ، وثلاثون يوما أو تسعة وعشرون يوما في الحساب القمريّ، وهو أمر مشاهد محسوس؛ لأنَّه ناتج عن تقسيم أيَّام السنة في السنة الشمسيَّة، وعن منازل القمر الشهر القمريّ.
بقي أمر مهمّ من تقسيمات الأزمنة وهو الأسبوع فلم يدلَّ عليه ليل ولا نهار، ولا شمس ولا قمر أي تقسيم الشهر إلى أربعة أقسام كلُّ سبعة أيَّام تُسمَّى أسبوعا، وهذا لا طريق إلى العلم به إلا من خلال الشرع، وكيف علم من خلال خلق الله للسماوات والأرض في ستَّة أيَّام، وفي السبع انقطع الخلق بإتمام السماوات والأرض، ولم يكن حينها شمس ولا قمر، فالمراد باليوم هو مقدار اليوم الذي كان بعد خلق السماوات والأرض. هذا أوَّلا.
ثانيا: ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أنَّ السماوات سبعًا، وأنَّ الأرض مثلهنَّ سبعًا، أي: سبع طبقات فقال الله عزَّ وجلَّ: )اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَخلق مِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً( ([18]).
وطبقات الأرض هي من آخر ما توصَّل إليه علماء الأرض بعد أن علمه المسلمون قبل أربعة عشر قرنا وثلث القرن، فالأرضون السبع دليل على خلقهنَّ في ستَّة أيَّام، وانقطاع الخلق باكتماله في اليوم السابع.
وقد قيل: المتعلِّم ينفع معه دليل، والمكابر لا ينفع معه ألف دليل.
كلمة اخيرة
نصيحتي لك: إذا كان صاحبك هذا ممَّن لا يرجع إلى الحقّ ولا يسلِّم بالعقل، فنصيحتي لك أن تتركه، فهذا ليس بصاحب، وأيُّ صاحب هذا إذا فقد عقله وجمَّده عن التفكير، فالصاحب ساحب، والطباع سرَّاقة والخسارة التي قد تأتي من مثل هذا الصاحب ليست خسارة هيِّنة فهي ليست خسارة شهادة، ولا وظيفة، ولا مرتَّب، ولا حبيب، إنَّها خسارة الدنيا والآخرة قال الله تعالى: )وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً *( ([19]).
وقال جلَّ وعلا: )وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً * الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً * أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً * ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً *( ([20]).
وقد أوصانا نبيُّنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم وصايا عظيمة، فَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )) ([21]).
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: (( لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِىٌّ )) ([22]).
خاتمة
في الختام أسأل الله العليّ القدير أن يوفّقني وإيّاك للإيمان به إيمان راسخا ثابتا حتّى الممات، وأن يتولانا ويجعل لنا من أمرنا رشدا، وأن يرزقنا اليقين ويعيذنا من الشكّ، ويوفّقنا لمحبّته ورضاه، وأن يهدينا إلى ما اختلف فيه من الحقّ بإذنه إنّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وكلّي أملا بك أيّها القارئ الكريم أن تتفكّر في حقيقة أمرك وتتبيّن حال نفسك، فإنّ العقل دليل يوصل إلى الحقّ، وحذار أن يسلم العاقل أمره إلى غيره وينطق بتفكير غيره فيسلب نفسه نعمة العقل، ويحرمها عبادة التفكُّر، وعلى الرغم من تكاثر الآيات والبراهين الداعية إلى الإيمان والدالة على الله الخالق الواحد الديَّان، ترى من يلحد بالله، ويهرب من الإيمان، يصطنع لنفسه المبرّرات، ويدّعي المسوّغات، فيوقع نفسه بتناقض عجيب؛ لأنّه يعلم علم اليقين أنّ الله حقٌّ، وأنَّ القرآن حقٌّ، وأنَّ النبيِّن صلَّى الله عليهم وسلَّم حقٌّ، وأنَّ الإسلام حقٌّ، وأنَّ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم حقٌّ، وأن الجنَّة حقٌّ، وأنَّ النار حقٌّ، وأنَّ الله يبعث من في القبور، فسبحان من يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء إنّه بعباده خبير بصير.
وما هذه الرسالة إلا:
- نقاش هادئ نصحا لمن أراد الطريق الله ولم يعرف الطريق الموصلة إلى ذلك، ولم أقصد منها شهرة، أو تشهيرا بأحد، أو تنقّصا من أحد.
- ونصحا لمن أراد أن يعرف الحقّ، واعترضته شبهات الضالِّين، والمضلِّين.
- ونصحا لمن أراد أن يتعلَّم العلم ولم يعلم طريقه فزلّت به قدمه فأخطأ طريق العلم والحقّ.
- وتحذير من تزيين الشيطان لبعض الناس ضلالهم في العقل والدين، ومخالفتهم تفكير العقل السليم، فيوهمهم أنّهم بذلك ينجون، وفي الحقيقة أنّه يهلكهم بهذه الأعمال ويضلّهم بهذا التزيين ]إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[سورة فاطر: 6 .
وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصلَّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان وتمسّك بالسنّة إلى يوم الدين










المصادر
1- القرآن الكريم.
2- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي - الداء والدواء، شمس الدين ابن قيّم الجوزيّة (ت: 751هـ )، دار المعرفة – المغرب، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1997 مـ.
3- سنن الترمذيّ، أحمد بن عيسى بن سَوْرة بن الترمذي، أبو عيسى (ت: 279هـ ) تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 مـ.
4- سنن أبي داود، بو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السِّجِسْتاني (ت: 275هـ )، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
5- سنن ابن ماجه، ابن ماجه القزويني ( ت: 273هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية- فيصل عيسى البابي الحلبيّ.
6- صحيح البخاري - الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الإمام محمد بن إسماعيل البخاريّ ( ت: 256 هـ )، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة ، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
7- صحيح مسلم - المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوريّ (ت: 261هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
8- صفة الصفوة، أبو الفرج بن الجوزي (ت: 597هـ)، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، مصر، عام: 1421 ه-2000 مـ.
9- قاعدة في المحبة، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية ( ت: 728 هـ )، تحقيق: محمد رشاد سالم، مكتبة التراث الإسلاميّ، القاهرة - مصر.
10- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت:751هـ)، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغداديّ، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996 مـ.
11- المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيميّة (ت: 728هـ)، جمعه ورتبه وطبعه على نفقته: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم (المتوفى: 1421ه)، الطبعة: الأولى، 1418 هـ.
12- الوابل الصيب من الكلم الطيب، شمس الدين ابن قيم الجوزيّة (ت: 751هـ)، تحقيق: سيد إبراهيم، دار الحديث– القاهرة، ط : 3، عام: 1999 مـ.





هذا الكتاب
نقاش هادئ نصحا لمن أراد الطريق الله ولم يعرف الطريق الموصلة إليه، ولم أقصد منها شهرة، أو تشهيرا بأحد، أو تنقّصا من أحد.
ونصحا لمن أراد أن يعرف الحقّ، واعترضته شبهات الضالِّين، والمضلِّين.
وتحذير من تزيين الشيطان لبعض الناس ضلالهم في العقل والدين، ومخالفتهم تفكير العقل السليم، فيوهمهم أنّهم بذلك ينجون، وفي الحقيقة أنّه يهلكهم بهذه الأعمال ويضلّهم بهذا التزيين:( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
سورة فاطر: 6 .





([1]) سورة النمل: 13 - 14 .

([2]) سورة الطور: 35 - 36 .

([3]) سورة النمل: 13 - 14 .

([4]) سورة الذاريات: 56 .

([5]) سورة الروم: 30 .

([6]) سورة الأعراف: 172 – 174 .

([7]) متفق عليه: صحيح البخاري: 1 / 456 ، رقم الحديث: 1293 ، وصحيح مسلم: 8 / 53 ، رقم الحديث: 6849 .

([8])جامع الرسائل، شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت: 728هـ )، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، دار العطاء – الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001 مـ : 2 / 221 ، وقاعدة في المحبة، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم، مكتبة التراث الإسلاميّ، القاهرة، مصر: 35 .

([9]) سورة طه: 123 .

([10]) تفسير القرآن العظيم:1/147 ، 5 / 283.

([11]) سورة طه: 123 .

([12]) سنن ابن ماجه: 2 /1375، رقم الحديث: 4105 ، وصحّحه الألباني.

([13])المستدرك على مجموع الفتاوى:1/153، والجواب الكافي: 77 ، 121، والوابل الصيب: 48، ومدارج السالكين: 1 / 452 ، 2 /200.

([14]) ينظر: الزهد الكبير: 81، وصفة الصفوة، أبو الفرج بن الجوزي (ت: 597هـ)، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، مصر، عام: 1421 ه-2000 مـ: 2/ 335.

([15]) سورة طه: 124 – 127 .

([16]) سورة الكهف: 51 .

([17]) سورة فصِّلت: 53 .

([18]) سورة الطلاق: 12 .

([19]) سورة الفرقان: 100 – 106 .

([20]) سورة الفرقان: 25 – 29 .

([21]) سنن أبى داود: 4 / 407 ، رقم الحديث: 4835 ، وسنن الترمذيّ: 4 / 589 ، رقم الحديث: 2378 . والحديث حسن. حسَّنه الشيخ الألبانيّ رحمه الله.

([22]) سنن أبى داود: 4 / 407 ، رقم الحديث: 4834 ، وسنن الترمذيّ: 4 / 600 ، رقم الحديث: 2395 . والحديث حسن. حسَّنه الشيخ الألبانيّ رحمه الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
زيف - الملحدين - البعقوبي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.