للنساء فقط

[أم عبدالله نجلاء الصالح]

[13]

وصايا متنوّعــــــــــة. [1]

روى ابن ماجـــة عن عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول في حجـــة الوداع : (يا أيها الناس ! ألا أيُّ يومٍ أحْرَم ؟ ثلاث مرات)، قالوا : يوم الحج الأكبر، قال : (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد أيِسَ أن يُعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول ما أضع منها دم الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعاً في بني ليث، فقتلته هذيل، ألا وإن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا يا أمتاه، هل بلغت ؟ ثلاث مرات)، قالوا : نعم، قال : (اللهم اشهد ثلاث مرات) [2]

ومما بينه كذلك أن الله قسّمَ المواريث في كتابه، وأعطى كل إنسان نصيبه من الميراث، وأخبر أن الولد للفراش، أي لصاحب الفراش، وأنّ العاهرَ لهُ الحَجَر، وحذّر من أن يُنتَسَبُ الرجل إلى غير أبيه.

ففي مسنده عن عمرو بن خارجـــة قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : بمِنىً وهو على راحلته، وهيَ تقَصَّعُ بجرَّتِها، ولعابها يسيلُ بينَ كتِفَيّ فقال : (إن الله قسم لكل إنسان نصيبه من الميراث، فلا تجوز لوارث وصية، الولد للفراش وللعاهر الحَجَر، ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولّى غير مواليه رغبة عنهم، فعليْهِ لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا). [3]

وبيّنَ أيضاً فيما بيّن قصر الدنيا وسرعة زوالها وحذر من الإغترار بها حيث قال للناس قبل غروب الشمس وهو واقفٌ بعرفة : (أيها الناس ! إنه لم يبقَ مِن دُنياكم فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه) [4] رواه أحمد.

وحثَّ الناس على السكينة والرفق، وعدم التدافع، فعند الإنطلاق من عرفة قال : (يا أيها الناس ! عليكم بالسكينة والوقار) [5] رواه النسائي.

ولما تزاحم الناس عند الجمرات قال - صلى الله عليه وسلم – : (يا أيها الناس ! لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميْتم فارموا بمثل حصى الخذف) [6] رواه أحمد.

وحذر الأمـــة من فتنة الدجال وذكر صفته ففي الصحيحين [7] عن ابن عمر- رضي الله عنهما – قال : " كنا نتحدّث في حجـــة الوداع – والنبي- صلى الله عليه وسلم – بين أظهرنا، ولا ندري حجــــة الوداع، حتى حمدَ الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأثنى عليه، ثم ذكر الدّجال فأطنب في ذكره، وقال : (ما بعث الله من نبي إلا أنذر أمته الدجال، أنذره نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم، أن ربكم ليس بأعور، وإنه أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية) الحديث. [8]

إلى غير ذلك من الوصايا العظيمــة والعظات البالغـــة، والتوجيهات السديدة، نصحـــاً للأمــــة وبياناً للدين.

فجزاه الله عن أمتـــــه خير الجزاء وأوفاه، وصلى الله عليه وملائكتــــه والصالحون من عباده، وسلّم تسليماً كثيرا.

وكتبه

فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر- حفظه الله تعالى -.

الناشر : موقع الشيخ عبد الرزاق البدر http://www.al-badr.net

رابط الوصول : http://www.islamhouse.com/p/344679

تحميل مباشر

________

[1] انظر : [كتاب خطب ومواعظ من حجة الوداع ص (92 - 95)].
[2] رواه ابن ماجـــة (3055) وصححه الألباني – رحمه الله – في "صحيح سنن ابن ماجـــة" (2497)
[3] "مسند أحمد" (4/ 186 )، و "سنن ابن ماجــــة" (2712) وصححه الألباني – رحمه الله – في "صحيح الجامع (1794).
[4] "مسند احمد" (2/ 133)عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما – وقال محققوه (10/ 314) : "حديث صحيح لغيره"
[5] "سنن النسائي" (3018) عن أسامـــة بن زيد - رضي الله عنه – ، وصححه الألباني – رحمه الله – في "صحيح سنن النسائي" (2/ 346).
[6] "مسند أحمد" (6/ 376)، و "سنن أبي داود" (1966) من حديث أم جندب الأزد - رضي الله عنها – . وحسّنه الألباني – رحمه الله – في "صحيح الجامع (7890).
[7] "صحيح البخاري" رقم (4402) والسياق له، و"صحيح مسلم" رقم (169).
[8] يُنظر : "فتح الباري لابن حجر (8/ 107).

[أم عبدالله نجلاء الصالح]

شكر الله لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر وبارك في جهوده، وفي عمله وعلمه،
وعَمَرَ بالصالحاتِ عُمْرَه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.