أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
3417 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2021, 12:50 PM
أبومالك المقطري أبومالك المقطري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: اليمن ـ تعز .
المشاركات: 213
افتراضي جواب أبي الحسن السليماني على مؤاخذات عبدالمالك رمضاني *(الجواب على المؤاخذة الرابعة)*

جواب أبي الحسن السليماني على مؤاخذات عبدالمالك رمضاني
*(الجواب على المؤاخذة الرابعة)*
#############################
ملحوظة:: الحواشي في أول تعليق، ورقم الحاشية في (أصل الجواب) مكتوب بين معكوفين هكذا: [ ].
##################################

قال الشيخ عبدالمالك الرمضاني -حفظه الله تعالى-: "يرى الشيخ المأربي -غفر الله له- أن حسن البنا انتهج نَهْجَ السلف" ثم نقل الرمضاني -حفظه الله- سؤال المذيع لي: (علماء الدعوة في مصر مَنْ بالضبط؟ أنت دِي الوقت مثَّلْتَ أسماءً، ما قلْتَ لي: لا الشيخ محمد عبده، ولا الشيخ جمال الأفغاني، ولا الشيخ الغزالي؟).
ثم ذكر الرمضاني -حفظه الله- جوابي على كلام المذيع، فقلتُ: "الأصل عندنا قبل الشيخ الغزالي وغيره، عندنا الشيخ أحمد محمد شاكر من علماء مصر، ومن علماء الحديث، وعلماء الدعوة السلفية، وله كتبه، وله مؤلفاته في ذلك -رحمه الله- حتى الشيخ حسن البنا -رحمه الله- هو انتهج طريقة السلف[1]، وطعّم ذلك ببعض العمل الحركي الدعوي، الذي أخذه عن بعض مشايخه، فالموجودون الآن في الساحة الدعوية الآن هم -أيضا- ينتهجون المنهج السلفي الذي هو مرتبط بسلف الأمة، ليس مرتبطًا بعلماء السعودية؛ لأن علماء السعودية أنفُسَهم مرتبطون بالمنهج السلفي الأول، فإن أصابوا؛ فبِقَدْرِ قُرْبهم من قواعد السلف" اهـ.
قال أخونا الشيخ الرمضاني -حفظه الله-: "يقول: عندنا الشيخ أحمد محمد شاكر ... إلى آخر كلامه، ثم قال الرمضاني: "والله، إن كثيرا من "الإخوان المسلمين" لم يدَّعوا هذه الدعوى من الغارقين في الإخونجية، ما ادَّعوا بأن "الإخوان المسلمين" انتهجوا طريقة السلف، ولا ادّعَوْا أن حسن البنا كان على طريقة السلف، بل يحاربون الدعوة السلفية باسمها جهارا نهارا، والشيخ المأربي تبرَّع لهم بهذه الدعوى العريضة الواسعة!! كيف انتهجوا طريقة السلف؟! هم في الأصلِ أصْلِ التوحيد خلافُ ما عليه السلف، وبيَّنْتُ لكم ذلك: القبوريةُ في رؤوسهم، والتعطيلُ والتفويضُ عند رؤوسهم في مسائل الأسماء والصفات، المشاكلُ الكثيرة: الثوراتُ، الخروجُ على حكام المسلمين، هذه كلها، كيف نقول: انتهجوا طريقة السلف، هذه من عجائب الأمور، وقوله هنا: المسألة نَطَق بها -غفر الله له-[2] قال -يعنيني بذلك-: (وطعَّم ذلك ببعض العمل الحركي الدعوي) هذه المشكلة الآن: محاولة الكثير منهم كالشيخ المأربي أن يجعلوا تزاوجًا بين السلفية والحركية، هذه المشكلة الموجودة اليوم، ولذلك تجدون كثيرا من الشباب يتسارعون، يقولون: السلفي فلان يثور على الحاكم فلان بكل شجاعة، ويمدحونه، ويُسَمُّونه سلفيا، ثم في طريقته لتغيير المنكر ينتهج نهج الخوارج، ويسمّونه سلفيا!! لماذا؟ عندهم رواسب حركية، لا تزال تَتْبَعُهم بعدما عرفوا الدعوة السلفية، فما استطاعوا أن يَتَخَلَّوْا عما وَرِثُوه عن الحركيين، وأرادوا بالقوة -مراغمةً لعلماء الدعوة السلفية- أن يجعلوا الدعوة السلفية كما يُحبُّون هم مخلوطة بين حركية وأتْباع السلف، وهذه المصيبة: هذا الخلْط هو الذي جعل الأمور تعْمَى على الناس، عَمَّوْها على الناس، وقعوا في هذا المطَبِّ، إذًا كيف يقول الشيخ المأربي في بيانه وتوضيحه، وعنده شيء مكتوب وشيء مسموع، فما يقول: إن حسن البنا كان على طريقة السلف من عجائب الدنيا" اهـ.
قلت: والجواب على الشيخ الرمضاني -حفظه الله- في هذه المؤاخذة من وجوه:
الأول: أن الشيخ الرمضاني عندما نقل كلامي أن الشيخ حسن البنا انتهج نهج السلف لم ينقله بتمامه -وذلك بتحريف في عبارتي- فعبارتي كما في النص المفرَّغ بحروفها هي: "حتى الشيخ حسن البنا هو انتهج من طريقة السلف، وطعَّم ذلك ببعض العمل الحركي الدعوي ..." إلى آخره.
وما أظن أن الشيخ الرمضاني -حفظه الله- يخفى عليه الفرقُ الجليُّ بين العبارتين: "أن الشيخ حسن البنا انتهج طريقة السلف" وهذا ما نقله الرمضاني عني، و "أن الشيخ حسن البنا انتهج من طريقة السلف..." وهذا نصُّ عبارتي!!
فكلمة "من" تدل على التبعيض، كما لا يخفى، فهل ينازع في ذلك الشيخ الرمضاني -حفظه الله-؟! وإذا كان الفرق بين العبارتين قائما وواضحًا؛ فلماذا تُنْقل عبارة غير عبارتي، ثم يُهَوَّل عليَّ في ذلك، ويُعَدُّ قولي "من عجائب الدنيا"؟! وقد سبق كلامُ شيخنا الألباني -رحمه الله- في الشيخ حسن البنا، وأنه أعلن الانتماء إلى الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، بل نقلتُ نصّ كلام البنا نفسه في ذلك، وإن كان قد خالف ذلك في قليل أو كثير من الناحية التفصيلية النظرية، والتطبيقية العملية!! وحَكَمَ الشيخُ الألباني عليه بموجَب هذا الانتماء الذي ما أعلنه بأنه من أهل السنة، وهذا ما لا تقبله نفْس أخينا الرمضاني ومن هم على شاكلته من الغلاة المسْرفين!!
الثاني: ما ذَكَره الشيخ الرمضاني -حفظه الله- حول إعطائي للإخوان المسلمين شَرَفًا لم يدّعُوه لأنفسهم، وهو أنهم ينتهجون نهج السلف!! والسبب في هذا هو الوهم والتحريف لعبارتي الذي وقع فيه أخونا الشيخ الرمضاني -حفظه الله- ومن ثَمَّ ادعى ما ادَّعى عليَّ، ثُم عَدَّ ذلك من عجائب الدنيا!! بل لم أذكر الإخوان المسلمين في هذا المقطع بالكلية، ولم أذكر أنهم انتهجوا نهج السلف أم لا، فكيف يدعي ذلك الرمضاني –جزاه الله خيرا-؟!
إن الشيخ الرمضاني -حفظه الله- لم يرجع إلى سياق الحوار الذي دار بيني وبين المذيع، أو رجع إليه، ولكنه لم يتأمل على ماذا يعود الضمير في قولي: "فالموجودون الآن في الساحة الدعوية الآن هم أيضا ينتهجون المنهج السلفي، الذي هو مرتبط بسلف الأمة، ليس مرتبطا بعلماء السعودية؛ لأن علماء السعودية أنفسهم مرتبطون بالمنهج السلفي الأول، فإنْ أصابوا؛ فبقدْر قُرْبهم من قواعد السلف" فقولي: "هم أيضا ينتهجون المنهج السلفي" يعود على من أعرفهم من علماء الدعوة السلفية الموجودين في مصر أثناء هذا اللقاء، وليس المراد منه علماء "الإخوان المسلمين" في مصر، أو جماعتهم كما فهم الرمضاني!! فلم يكن للإخوان هنا ذكر أصلا!!
ويدلُّك على ذلك سياق الأسئلة والأجوبة حسب ما سأعرضه عليك -أيها القارئ الكريم- بنصه، وهذه البلية التي منها أُتِيَ أخونا عبدالمالك، أنه يقفز فيأتي بكلام في أول اللقاء، وبجواب في آخر اللقاء، ويعرضهما في سياق واحد، ولعله اعتمد على بعض الغلاة، وطلب منه أن يلخِّص له ما فهمه من اللقاء، فوضع يده على كوْمٍ من التبْن، وهو يظنه كومًا من التِّبْر!!
فالمذيع كان يَدَّعِي أن علماء السلفية في مصر يسيرون وراء علماء السلفية في السعودية، واستدل على ذلك بأن كثيرا منهم يَلْبَسُ الزِّيَّ السعودي، فأجَبْتُهُ بأن علماء الدعوة السلفية في مصر -أي من أعرفه منهم- ينتهجون نهج السلف لا نهج العلماء في السعودية فقط، بل الجميع -أي في السعودية ومصر- محكومون بمنهج السلف، ومن أصاب منهم جميعا؛ فبِقَدْر قُرْبِهِ من منهج السلف، لا بِقَدْرِ قُرْبِهِ من علماء المملكة، وهذا أمر لا يتنازع فيه اثنان يعرفان منزلة الأدلة، وأن العلماء يُطالَبُون بالدليل على كلامهم، وليس كلامهم المجرد دليلا وحده، وهاك نصّ الحوار -حسب ما هو مفرَّغ عندي- لتعرف السياق والسباق واللحاق، وبعد معرفتك هذا؛ ستعرف قدْر هذه المؤاخذة من الناحية العلمية، وستعرف أن صاحب هذه المؤاخذة لم يُوفَّق فيما قال، "والعَجَلةُ من الشيطان"[3].
وقد تعقَّبْتُ المذيع عندما قال لي: (إننا نتكلم عن خلافة إسلامية، رغم أن الحركة السلفية تنطلق من الحركة السلفية الأم في السعودية، ولّا لك تحفُّظ)؟ وقد ذكر المذيع في كلامه -معترضا على طريقة الحكم في السعودية- أن الحكم في السعودية حُكْم مَلِكيّ لا جمهوريّ؟!
فقلت: "أنا لي تحفُّظ على الأُولى والثانية:
أما الأولى: فموضوعُ حلقتنا ليس حول السعودية، نحن نتكلم عن السلفيين والعمل السياسي، ليس موضوع حلقتنا أن نقول: هل السعودية تُحكم بالخلافة الراشدة، أو لا تُحْكم بالخلافة الراشدة؟ فالسعودية في النهاية دولة إسلامية، تُحْكَم بالشريعة الإسلامية في أكثر المجالات، وصوابُها أكثر من خطئها، وإذا ما قُورِنَتْ بدول أخرى؛ فهي أفضل بكثير من هذه الناحية من الدول التي حولها من العربية والإسلامية، وهناك اهتمام بباب العقيدة الصحيحة، وأما أنهم معصومون من الخطأ؛ فلا: فهم يخطئون ويصيبون، هكذا هي الدعوة السلفية، ليست قائمةً على تقديس عالم.
أما كون أن الدعوة السلفية في مصر مُقْتَبَسَةٌ من الدعوة السلفية في السعودية[4]؛ فليس هذا شرطا".
المذيع: (هو التاريخ يقول هذا، والواقع)؟
أبو الحسن: "ليس شرطا، فدعوتنا السلفية -نحن وهم- محكومون بالسلف الذين هم قبل السعودية أصلا، فإذا خالفوا منهج السلف الصالح؛ خالفناهم، وإذا خالفوا أصول وثوابت السلف الصالح؛ ما قَبِلْنا منهم، نحن والسعودية واليمن والمغرب العربي والشام وغير ذلك، كلُّنا محكومون بما جاء في كتاب الله وسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبقواعد السلف العامة التي أجمعوا عليها، ونصُّوا عليها فقط".
المذيع: (علماء الدعوة في مصر مَنْ بالضبط؟ أنت دِي الوقت مثَّلْتَ بأسماء ما قلْتَ لي لَا الشيخ محمد عبده، ولَا الشيخ جمال الأفغاني، ولَا الشيخ الغزالي، ولَا أيٍّ من العلماء)؟
أبو الحسن: "الأصل عندنا قبل الشيخ الغزالي وغيره، عندنا الشيخ أحمد محمد شاكر -رحمه الله- من علماء مصر، ومن علماء الحديث، وعلماء الدعوة السلفية، وله كُتُبُهُ، ومؤَلفاتُه -رحمة الله عليه- حتى الشيخ حسن البنا، هو انتهج من طريقة السلف، وطعَّم ذلك ببعض العمل الحركي الدعوي، الذي أخذه عن بعض مشايخه، فالموجودون الآن في الساحة الدعوية هم أيضا ينتهجون المنهج السلفي، الذي هو مرتبط بسلف الأمة، ليس مرتبطًا بعلماء السعودية؛ لأن علماء السعودية أنفسهم مرتبطون بمنهج السلف الأول، فإن أصابوا؛ فبِقَدْر قُرْبهم من قواعد السلف".
المذيع: (عارِفْ حضرتك سبب الخَلْط؟ أنه ممكن أحيانا الزِّيّ يتشابه، فأنا شايف حضرتك لابس اللُّبس الخاص بالسعودية، أو بدول الخليج بشكل عام، مِشْ حاسْ أنِّي قاعد مع مواطن مصري، أو عالم مصري، هذه حاجة خاصة بي)؟
أبوالحسن: "اللُّبْس ليس دليلا؛ لأنَّه ما هُوَ اللُّبْس المصري أصلا؟ قد أقول: إن البَدْلة هذه[5] هي بَدْلة أوربية، وأنا جالس مع مواطن غير مصري، هذا غير صحيح!! واللُّبْس والكلام والشكليات لا يُرْجَع إليها، فالعبرة بالمعاني لا بالأسماء، العبرة بما نقول؛ هل هو حَقٌّ وموافقٌ للنقل والعقل أم لا"؟!
المذيع: (مُعْظَمُ علماء السلفية أو دعاتُها بيلبسوا اللُّبس الخليجي، ما يَلْبَسون لُبْسَهم، مع أنهم مصريون، ويتكلمون مصري، الموضوع هذا له علاقة بالهُوِيَّة).
أبوالحسن: "نحن ما اسْتسغْنا لأنفسنا أن نقول للذي لَبِسَ البدْلة: هو راجع لِلُّبْس الأوربي"!!
المذيع: (والله، بالْبِس الجلابية كمان، وأَلْبِسْ الشماغ)!!
أبوالحسن: "الأمر في هذا سهل، والعبرة بالحقيقة، لا بالأسماء ولا بالأشكال!!" اهـ.
فهل بعد هذا الحوار بهذا السياق لا زلْتَ -أيها الشيخ الكريم- تقول: إن أبا الحسن ادّعى للإخوان المسلمين دعوى، هم لم يدَّعوها؟! أي أنني قلت: هم ينهجون المنهج السلفي، وهم لم يدَّعوا ذلك، بل يحاربون المنهج السلفي جهارا نهارا -حسب تعبيرك-؟! فأين –أيها القارئ الكريم- ذِكْر جماعة الإخوان من قريب أو بعيد في هذا المقطع من الحوار بيني وبين المذيع في هذه الفقرة؟!!
إن الخطأ الذي وقع فيه أخونا الرمضاني –حفظه الله- بسبب أنه لم يرجع لسياق الحوار ولحاقه، فلم يَرِد ذِكْر جماعة الإخوان المسلمين في هذه الفقرة من الحوار لا من قريب ولا من بعيد، إنما أَشَرْتُ فقط إلى انتهاج الشيخ حسن البنا من الطريقة السلفية، والحوار كله عن دعاة السلفيين في مصر، هل هم تابعون للسعودية حَذْوَ القُذَّة بالقذة، بدليل أنهم يَلْبَسُون زِيَّهم أم لا؟!
فالشيخ بنى هذه المؤاخذة على ما أُسْقِطَ من كلامي، سواء كان الإسقاط منه أو من غيره، وسواء كان ذلك بقصد أم لا، وهي كلمة: "من طريقة السلف" والله أعلم بمن أَسْقَطَها، وأنا شخصيًّا -حتى الآن- لازلتُ أُنَزِّه الشيخ الرمضاني –حفظه الله- عن تعَمُّد ذلك.
كما أنه بنى مؤاخذته في الشق الآخر على حَمل كلامي على غير المقصودين به، كما يشهد بذلك سياق الحوار، فذكر أنني تبرعْتُ للإخوان بدعوى لم يدّعُوها قط!! مع أنني لم أذكرهم هنا قط!! وللأسف أن بتْر الكلام، وانتزاع الجُمَل من سياقها ولحاقها قد كثر في طريقة أخينا الرمضاني، أضِفْ إلى ذلك إهماله القيود والاحترازات الموجودة في كلامي، وصياغته لكلامي بعبارة كتبها من عند نفْسه، ثم هَوَّل وملأ الدنيا ضجيجًا: "هذه من أعاجيب الدنيا"!! "وهذه مشكلة عويصة" "هذه مشكلة ما لها حَلٌّ" "هذا كلام لا يمكن أن يُقْبَل أبدا" "هذا رجل متحرر من الدين والعقيدة والأخلاق والعادات" "هذا رجل عنده رواسب حركية، لم يستطع التخلص منها، ولازالت تتبعه –أي تلاحقه-" "هذا رجل يريد التزاوج بين السلفية والحركية" ... إلى آخر هذا الهراء الذي ليس له غطاء!!
فهل سيتراجع أخونا الرمضاني –حفظه الله- عن كل ما نسبه إليّ –حتى الآن- أم أن كلامي غير كافٍ في ذلك؟ فإذا كان غير كافٍ عنده؛ فالحكم لمن يقف من القراء على كلامه وكلامي، ويقارنهما بنص الحوار المسموع أو المقروء، وعند ذاك يكون الأمر كما قال القائل:
سَوْفَ تَدْرِي إذا انْجَلى الغبارُ أَتَحْتَكَ فَرَسٌ أَمْ حِمارُ
.
(تنبيه): مما يثير العجب: أن أخانا الشيخ الرمضاني –حفظه الله- صاحب دعاوَى عريضة جدا، وهي في الواقع كذبٌ لا حقيقة لها، وسأنقل بعض هذه الدعاوى، وقد سبق الجواب على أكثرها؛ لتدرك –أيها القارئ- أن الرجل يتكلم في هذه القضايا بلا خطام ولا زمام، ويفتري على خصمه كلاما لم يقُلْه قط، فإن كانت حجته على هذه الدعاوى ما سبق من مؤاخذاته؛ ففي جوابي عليها ما يؤكد أنها دعاوَى كاذبة باطلة –ولا يلزم من ذلك أنه كاذب-!!
فقد وقفْتُ على مقطع صوتي له، وهو يرميني بالبواقع والأوابد، مما يدل على أن الإسراف في القول، والافتراء على الخصم خُلُق للرجل، وطبيعة تأقلم عليها –وللأسف- وكنتُ أريد له غير ذلك، حتى لا يفضح نفسه، ويكشف ستره!!!
ومما جاء في ذلك المقطع، أنه قال عنِّي كلمات، سأذكرها مرقَّمةً –إن شاء الله تعالى-:
1- رجل يقول: الشيخ الألباني وحسن البنا سواء لا فرق بينهما.
2- رجل يقول: السلفية والإخوانية كلها شيء واحد.
3- رجل في موضوع رابعة –أي العدوية- كان في مصر، الذي يُسَمَّى بالربيع العربي، ذهب ليُشارك.
4- هذا رجل مُخَلِّط، ما عنده أي ثبات، اليوم مع أهل السنة، وغدا من الثوريين، وهكذا.
5- ثم قال: أظن هذا الرجل لا تبكيه البواكي!! أي: لا يحزن الناس على سقوطه، والرد عليه.
6- أنا ما أحتاج أن أشوف ردوده على الشيخ ربيع، يكفيني ذاك اللقاء الذي عمله مع قناة الرحمة.
والجواب على ذلك باختصار:
1- لم أقل قط يوما من الأيام أن الشيخ الألباني وحسن البنا سواء لا فرق بينهما، فهذه فرية رمضانية بلا مِرْية، وهي من كيسه البالي!!! وإلا فلْيُحِلْني على موضع واحد من كتبي وأشرطتي قلتُ فيه هذا القول، ولو سلّمنا أني قلْتُ: فهل هذا كافٍ في تبديعي، وإخراجي من السنة، فقد يقول هذا من هو جاهل بما قام به هذا أو ذاك من الرجلين!!! ثم هل الاختلاف في جرح وتعديل الرجال كافٍ بمفرده في تبديع المخالف، قبل إقامة الحجة، ومعرفة سبب الاختلاف، أم لا؟
2- لم أقل قط يوما من الأيام: السلفية والإخوانية كلها شيء واحد، فهذه أخت تلك!!!
3- لم أعرف في حياتي وأنا بمصر قبل مجيئي اليمن، ولا بعد سفري إلى مصر أين يقع ميدان رابعة العدوية في القاهرة، والله يعلم أني لم أطأ هذا الميدان بقدميَّ، إلا أن أكون مشيتُ فيه راجلا أو في سيارة وأنا لا أدْري به!! بل حتى الآن لم أرَ "ميدان رابعة" الذي تظاهر فيه المتظاهرون إلا في التلفاز كغيري من الناس، بل اتصلتُ ببعض من شارك، ونصحته، وذكَّرْته بالله وبعواقب الأمور إذا استمر في المشاركة، وحث الناس على الدخول في المظاهرات!!! ولم يستمع نصيحتي، وحَدَث ما حدث، والله المستعان.
4- قوله: "هذا رجل ما عنده أي ثبات" لو نَفَى صورة ما من صُرَر الثبات؛ لقلْتُ: الرجل حصيف في كلامه، ورجَوْتُ له خيرا، فدقة الألفاظ تورِث الانضباط، لكن قوله: "ما عنده أي ثبات" منهج رمضاني لا لبس فيه ولا غموض!!! وصدق من قال:
وليس عتاب المرء للمرء نافعًا إذا لم يكن للمرء عَقْلٌ يُعاتبه
وعلى كل حال: فقد سبق الجواب على الفريتين الأولَيَيْن، وسيأتي –إن شاء الله- الجوابُ على ما تبقَّى من الفِرَى الرمضانية!!!
5- سيأتي من كلام الرمضاني: أننا نحزن إذا خسرت الدعوة مثل أبي الحسن، وهنا يقول: أظن هذا الرجل لا تبكيه البواكي!! فكيف الجمع؟! {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
6- إذا كان الرمضاني لا يحتاج أن يقرأ ردودي على الشيخ ربيع وغيره من كتبي وأشرطتي، إنما يكفيه اللقاء الذي عملته مع تلك القناة، فهل هذا رجل يدرك أن أعراض الناس حُفْرة من حُفَر النار، وقف عليها المحدِّثون والقضاة، فلابد أن يحتاط لنفسه، فيقرأ عن الرجل جيدا، ليعرف طريقته بجلاء، ثم يتكلم فيه بعينه –كما صرّح بتجريحه إيّاي- وإلا فيكتفي ببيان الخطأ، دون تعرّض لمنهج الرجل، ونيته وسريرته، فإذا كان يتكلم في الرجل دون أن يفحص بدقة على منهجه وأصوله التي يسير عليها، إنما يكتفي بما قال في لقاء مدته عدة دقائق دون الساعة –تقريبا- ويترك النظر في آثار الرجل المقروءة والمسموعة خلال ثلاثين عاما على الأقل؛ فهذا رجل متهور طائش، ولو عَدَّ كلامه من عَملِه؛ لقلّ كلامه إلا فيما يعنيه، ولكان كلامه في الناس بعد سبْر واستقراء تامَّيْن، ولكن أين هذا العقل الراجح من طيش الغلاة؟! وإذا تأمل المرء حال الغلاة وطيشهم، ووقوعَهم فيمن هم أنفع للإسلام منهم؛ عَلِم أنهم أُتُوا من قلة عقولهم، وصَدَق من قال: "وإذا ابْتُليتَ بخَصْم قليل العقل؛ فقد أراحك الله منه، وكفاك مُؤْنَتَهُ؛ فإن نقْص عقله يبيِّن للناس منه ما تعْجز أنتَ عن بيانه، فلا تُتْعِبْ نفسَك في كشْف عواره" اهـ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا إلى يوم الدين.
.
(انتهى الجواب عن المؤاخذة الرابعة، ويليه -إن شاء الله- الجواب عن المؤاخذة الخامسة)
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
مدير دار الحديث بمأرب
ورئيس رابطة أهل الحديث باليمن
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.