أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
46966 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-10-2009, 02:53 AM
هادي بهجت صبري هادي بهجت صبري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 51
افتراضي محل الوقف في قوله تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا ب

محل الوقف في قوله تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به)

اختلف العلماء في حكم الوقف في الآية على قولين:
القول الأول : الوقف على لفظ الجلالة ( وما يعلم تأويله إلا الله ) والابتداء بـ (والراسخون في العلم...) فتكون الواو للاستئناف وقال بهذا جمهور العلماء واحتجوا بما يلي:
‌أ- أن الله تعالى ذم مبتغى تأويل المتشابه فكيف يمتدح العلماء بالعلم به [أضواء البيان ،(1/317)] قال السيوطي : " ويؤيد ذلك- أي الوقف على لفظ الجلالة – أن الآية دلت على ذم مبتغى المتشابه ووصفتهم بالزيغ وابتغاء الفتنة؛ وعلى مدح الذين فوضوا العلم إلى الله..." .
‌ب- في قوله تعالى: ( فأما الذين في قلوبهم زيغ) (أما ) للتفصيل, والتقدير(وأما الراسخون) [أضواء البيان،(3/317)].
‌ج- ما ورد عن ابن عباس أنه قرأ: (ويقول الراسخون في العلم) [القطع والائتناف،(1/125)].
‌د- لو أراد عطف (الراسخون) لقال بعدها : (ويقولون) [أضواء البيان،(1/317)] وعليه:
‌ه- فالقول بأنها حال غير صحيح, لأنه لا يجوز إضمار الفعل والمفعول معاً, ولا يجوز ذكر حال إلا مع ظهور الفعل، فإن لم يظهر الفعل لا تأتي الحال, و إلا لجاز أن يقال: عبد الله راكباً, وإنما يجوز: عبد الله يتكلم يصلح بين الناس. وكقول الشاعر:
أرسلت فيها رجلا لــكالكا يقصر يمشي ويطول باركا أي : يقصر ماشياً [الجامع لأحكام القرآن،(5/26)].
‌و- دلالة الاستقراء في القرآن الكريم أنه تعالى إذا نفى عن الخلق شيئا وأثبته لنفسه أنه لا يكون له في ذلك الإثبات شريك كقوله:( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) وكقوله:( لا يجليها لوقتها إلا هو) [أضواء البيان،(1/318،317)].
‌ز- قوله:(ءامنا به) يدل على تسليمهم بأمر لم يفقهوا معناه. ويؤكد هذا قوله: ( كل من عند ربنا) وإلا لما كان لقولهم الأخير فائدة [أضواء البيان،(1/381)].
‌ح- قراءة ابن مسعود: "وإن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون..." [الإتقان،(3/8)].

القول الثاني : أن الواو واو العطف وأن الآية موصولة, واحتجوا بما يلي:
أ‌- ما ورد عن ابن عباس في قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله) قال:أنا ممن يعلم تأويله.
ب‌- عن مجاهد في قوله تعالى:( والراسخون في العلم)، قال: يعلمون تأويله ويقولون آمنا به [تفسير ابن كثير،(3/14)].
ج‌- عن الضحاك قال: الراسخون في العلم يعلمون تأويله ولو لم يعلموا تأويله لم يعلموا ناسخه من منسوخة ولا حلاله من حرامه, ولا محكمه من متشابهه .
والجواب هو أن هذه الأقوال مبنية على أن معنى التأويل هنا هو التفسير وهذا غير صحيح, وإنما المراد بالتأويل هنا حقيقة الشيء وما يؤول إليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والذين ادعوا العلم بالتأويل مثل طائفة من السلف وأهل السنة وأكثر أهل الكلام والبدع, رأوا أيضاً أن النصوص دلت على معرفة معاني القرآن ... " ثم قال: " وهم مصيبون فيما استدلوا به من سمع وعقل لكن أخطئوا في معنى التأويل الذي نفاه الله, وفي التأويل الذي أثبتوه..." [مجموع الفتاوى(13/287)].
‌د- يمكن أن تكون الواو عاطفة وتكون جملة (يقولون) حالاً كقوله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين )[الحشر:7] ثم قال:( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم)[الحشر:7] إلى أن قال:( والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم)[الحشر:9] ثم قال:( والذين جاؤوا من بعدهم)[الحشر:10] وهذا عطف عل ما سبق, ثم قال:( يقولون ربنا اغفر لنا)[الحشر:10] يعني: هم مع استحقاقهم الفيء يقولون: (ربنا اغفر لنا) أي: قائلين-على الحال- البغوي: معالم التنزيل،(1/324)وكقول الشاعر:
الريح تبكي شجوها والبرق يلمع في الغمامة
الجواب: أما كون الفعل والمفعول مضمرين فهذا غير صحيح فالفعل مذكور, لأن الحال من (يعلم)، إلا أن الحال من المعطوف دون المعطوف عليه [أضواء البيان،(1/321)] أي أنه حال من (الراسخون) وليس من لفظ الجلالة.
وهذا الكلام غاية ما يدل عليه هو جواز احتمال العطف.
هـ- امتدح الله تعالى العلماء بأنهم راسخون في العلم فكيف مدحهم بهذا وهم جهال.
والجواب: أن رسوخهم في العلم هو السبب الذي جعلهم ينتهون حيث انتهى علمهم [الأضواء (1/319)].
‌و- لو كان الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله لما كان لهم مزية على غيرهم, لأن المحكم يستوي في علم الجميع [تفسير القرطبي(5/28)].

والقول الراجح في الوقف والله أعلم هو القول الأول لما في الآية من " إشارات تدل على أن الواو استئنافية لا عاطفة " [أضواء البيان،(1/317)].

وقد جمع بعض العلماء بين القولين من حيث معنى التأويل الذي أراده كل من الفريقين، فمن قال بالاستئناف أراد بالتأويل حقيقة الشيء وما يؤول إليه, ومن قال بالعطف أراد بالتأويل التفسير والبيان [القطع والائتناف،(1/124,126)].
واعترض الشيخ محمد الأمين الشنقيطي على هذا بأنه حتى لو قلنا إن التأويل في الآية التفسير, فإنه قد جاء ما يدل على أن من التفسير ما لا يعلم إلا الله.
فقال بعد ذكر التوفيق بين القولين:
"وهو تفصيل جيد ولكنه يشكل عليه أمران:
الأول: قول ابن عباس رضي الله عنهما: التفسير على أربعة أنحاء: تفسير: لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله. فهذا تصريح من ابن عباس أن هذا الذي لا يعلمه إلا الله بمعنى التفسير لا ما تؤول إليه حقيقة الأمر.
وقوله هذا ينافي التفصيل المذكور.
الثاني: أن الحروف المقطعة في أوائل السور لا يعلم المراد بها إلا الله إذ لم يقم دليل على شيء معين أنه هو المراد بها من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا من لغة العرب. فالجزم بأن معناها كذا على التعيين تحكم بلا دليل" [أضواء البيان،(1/320،319)].
وهذا مبني على أنه من آيات القرآن ما لا يعلم تفسيرها وبيان معانيها إلا الله وهذا غير صحيح

فعلى ما سبق بيانه تبين أن الآية لا تدل على أن في القرآن شيئاً لا يُعلم تفسيره وبيانه, فالآية الكريمة ذمت مبتغى تأويل المتشابه، أي: معرفة حقيقته وما يؤول إليه، وفرق بين طلب التأويل وبين طلب التفسير، فطلب التفسير غير مذموم لأنه طلب لفهم الآية " وهذا هو فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع" [مجموع الفتاوى (13/275)].
فالقرآن ليس فيه شيء لا يفهم معناه، والقول الصحيح أن العلماء يعلمون معنى المتشابه، لكنهم لا يعلمون حقيقته وتأويله.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.