أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38771 75577

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-15-2010, 10:52 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي صحة حديث : " زر غبا تزدد حبا "

قال الإمام الخرائطي رحمه الله في ( اعتلال القلوب ) ( 573 - بتحقيقي ) :
حدثنا أبو نافع أحمد بن كثير بن بنت أبي زيد بن هارون قال : حدثنا أبو عاصم النبيل , وحدثنا نصر بن داود الصغاني قال : حدثنا الفضل بن دكين , وحدثنا أحمد بن يحيى السوسي قال : حدثنا زيد بن الحباب , كلهم عن طلحة بن عمرو , عن عطاء , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا هريرة , زر غبا تزدد حبا " *

إسناده ضعيف جداً . والحديث صحيح.
طلحة بن عمرو قال الحافظ :(متروك).
أخرجه الطبراني في ”الكبير” (19/178) ، وفي ”الأوسط” (1821) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة  مرفوعاً به.
قلت :هذا إسناد ضعيف ، الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن .
وأخرجه البيهقي في ”الشعب” (8112) من طريق محمد بن السري بن مهران ، نا محمد بن عباد المكي ، نا أبو سعيد مولى ابن هاشم عن يحيى بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً به
قلت : هذا إسناد ضعيف حسن بما قبله .
يحيى بن أبي سليمان قال الحافظ : (لين الحديث).
وأخرجه أبي الطاهر في ”جزئه” (110) من طريق بقية ، عن عبد الله بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة مرفوعاً به.
قلت : هذا إسناد ضعيف حسن بما قبله.
ابن جريج مدلس وقد عنعن وكذا بقية بن الوليد مدلس.
وأخرجه العقيلي في ”الضعفاء” (3/350) من طريق المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة مرفوعاً به.
قلت : هذا إسناد ضعيف ، حسن بما قبله.
الحسن هو البصري وهو مدلس وقد عنعن وكذا المبارك بن فضالة مدلس.
وأخرجه أبو نعيم في”أخبار أصبهان ”(7/59) من طريق ابن الجارود ، ثنا هلال بن العلاء، ثنا معمر بن مخلد السروجي ، ثنا عبدة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة  مرفوعاً به .
قلت هذا إسناد حسن صحيح بما قبله.
محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي وهو صدوق .
عبدة هو ابن ليمان الكلابي وهو ثقة ثبت.
وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شواهد كثيرة :
منها ما أخرجه الطبراني في ”الكبير” (4/11) وفي ”الأوسط” (3170) من طريق أبو أسلم محمد بن مخلد الرعيني قال : نا سليمان بن أبي كريمة ، عن مكحول ، عن قزعة بن يحيى ، عن حبيب بن مسلمة مرفوعاً به.
قلت : هذا إسناد ضعيف حسن بما قبله.
مكحول مدلس وقد عنعن.
وسليمان بن أبي كريمة ضعيف وكذا محمد بن مخلد.

وشاهد آخر:
أخرجه تمام في”الفوائد” (1010) من طريق عيسى بن يونس عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً به .
قلت هذا إسناد حسن صحيح بما قبله.
وقال الحافظ الهيثمي في”المجمع” (3/461):(رواه الطبراني وإسناده جيد)؛ وصححه الألباني في ”صحيح الترغيب” (2583).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ”الإخوان” وأبو الشيخ في ”الأمثال” (18) من طريق سويد بن سعيد ، ثنا ضمام بن إسماعيل ، عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً به .
قلت : هذا إسناد حسن في الشواهد.
وشاهد آخر:
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في ”الأمثال” (14) من طريق سويد بن سعيد ، ثنا القاسم بن غصن ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي رضي الله عنه مرفوعاً به .
قلت : هذا إسناد ضعيف حسن بما قبله.
عبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة وهو ضعيف.
والقاسم بن غصن وسويد بن سعيد ضعيفان .
وشاهد آخر:
أخرجه البزار في”مسنده”(3361) ، و أبو الشيخ في ”الأمثال” (19) من طريق عويد بن أبي عمران الجوني ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر مرفوعاً به.
قلت : هذا إسناد ضعيف حسن بما قبله.
عويد بن أبي عمران الجوني قال البخاري :(منكر الحديث).

574/ حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال : حدثنا موسى بن داود قال : حدثنا أبو مسعود , عن عطاء , عن عبيد بن عمير قال : دخلت أنا وابن عمر على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها , فأقبلت علي فقالت : ما منعك من زيارتنا ؟ قلت : ” زر غبا تزدد حبا ”.

إسناده حسن .
أخرجه ابن حبان في ”صحيحه” (622) ، وابن أبي الدنيا في ”الإخوان”(103) ، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله تعالى وغفر له في ”صحيح الترغيب” (2585) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-15-2010, 11:53 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

جزيت خيرا مالي لا أري مشاركاتك إلا غبا أتريد أن تزداد حبا .
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-18-2010, 09:55 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل لؤي نفع الله بك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-18-2010, 10:03 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

هذه طرق أخرى لحديث : " زر غبا تزدد حبا " .
روى أبو الشيخ في ( أمثال الحديث ) ( 16 ) :
حدثنا عمر بن الحسن الحلبي حدثنا عامر بن سيار حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا عطاء بن أبي رباح قال سمعت أبا هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ) .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات غير عامر بن سيال قال أبو حاتم : ( مجهول ) .
4 - أخرج الخطيب في ( التاريخ ) ( 10/ 182 ) :
أخبرنا احمد بن محمد العتيقي حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص اليمنى بمصر حدثنا أبو محمد عبد الله بن وهبان البغدادي إملاء حدثنا أبو عقيل الجمال حدثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال " زر غبا تزدد حبا " .
قلت : هذا إسناد رجاله ثقات غير عبدالله بن وهبان ذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) ولم يذكر فيه شيئا ، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-05-2011, 12:41 AM
شكر الله شكر الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 124
افتراضي

جزيتم خيرا لكني قرات هذا الحديت في صحيح الجامع بحرف العين (زر عبا تزدد حبا ) لعل بعض الاخوة يفيدنا ربما يكون هذا الاخير تصحيفا او خطا مطبعيا
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي .لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-07-2011, 10:19 PM
شكر الله شكر الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 124
Arrow

جزيتم خيرا لكني قرات هذا الحديت في صحيح الجامع بحرف العين (زر عبا تزدد حبا ) لعل بعض الاخوة يفيدنا ربما يكون هذا الاخير تصحيفا او خطا مطبعيا
__________________
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي .لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-17-2011, 01:45 PM
محمد ساتي محمد ساتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 176
افتراضي

جزاك الله خيرا
لو رتبت التخريج ووضعته في ملف pdf لصار رسالة لطيفة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-04-2012, 12:28 AM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

بارك الله فيك أخي محمد المهندس ونفع الله بك ؛ فيما أذكر أن لشيخنا المحدث علي بن حسن الحلبي حفظه الله تعالى ونفع بعلمه - رسالة - في هذا الحديث ؛ ولكن لا أدري أطبعت أم لا زلات مخطوطة ؛ لعل شيخنا يفيدنا في هذا ....
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-04-2012, 10:45 AM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

بَابٌ: هَلْ يَزُورُ صَاحِبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَ: «إِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي بِالخُرُوجِ»
__________________
رقمي على الواتس أب
00962799096268
رأيي أعرضه ولا أفرضه ،
وقولي مُعْلم وليس بملزم .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-04-2012, 01:12 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,267
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيرا أخي على هذا الجهد الطيب

تحقيقك لاعتلال القلوب هل طبع ؟

بالنسبة للحديث دار حوله كلام كثير جدا ولعلي أنقل لك تخريج أخي شحاتة السكندري

فقد اعتنى بجمع الطرق مع الإشارة لعلل الحديث .

حتى نستفيد جميعا ولعلك تصحح منه ما بدا لك .

ثم للشيخ مبارك الهاجري والدكتور وليد الكندري دراسة حوله

إن شئت أرسلتها لك

رفع الله قدرك

ووفقني وإخواني لخدمة هذا العلم الجليل

فقد قال الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان فى (( روضة العقلاء ))( ص116) : (( وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة ، حيث يقول (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهه النقل ، فتنكبنا عن ذكرها ، وإخراجها في الكتاب ، وإليها ذهب بعض الناس حتى ذكروها في أشعارهم . من ذلك ما أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي :
وقد قـال النَّبيُّ وكان بـرَّا ... إذا زرت الحبيب فزره غِـَّبا
وأقـللْ زور مـن تـهواه ... تزدد إلى من زرته مِقةً وحبا
وأنشدني محمد بن أبي علي :
إني رأيتُك لي مُحِـبَا ... وإلىَّ حينَ أغيـبُ صبَّا
فقعدتُ لا لملالةٍ حدثـتْ ... ولا استحدثتَ ذنبا
إلا لقـول نبيـِّـنا ... زوروا على الأيام غبَّا )) اهـ .
وأورده فى (( نظم المتناثر من الحديث المتواتر ))( ص 118) من حديث اثنى عشر صحابياً : أبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، وحبيب بن مسلمة ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعلى بن أبى طالب ، ومعاوية بن حيدة ، وأبو الدرداء ، وأبو ذر ، وعائشة الصديقة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب .
وقال الحافظ السخاوى فى (( المقاصد الحسنة )) : (( وأورده أبو أحمد بن عدى فى أربعة عشر موضعاً من (( الكامل )) ، وأفرد أبو نعيم الأصبهانى طرقه ، ثم شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ فى (( الإنارة بطرق غبِّ الزيارة )) ، وبمجموعها يتقوى الحديث ، وإن قال أبو بكرٍ البزار : ليس فيه حديث صحيح ، فهو لا ينافى ما قلناه )) اهـ .
وقال الحافظ الزكى المنذرى (( الترغيب والترهيب ))(3/248) : (( وهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة ، واعتنى غير واحدٍ من الحفاظ بجمع طرقه ، والكلام عليه ، ولم أقف له على طريق صحيحٍ كما قال البزار ، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره )) اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر (( فتح البارى ))(10/499) : (( وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال ، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره ، وقد جمعتها في جزء مفرد . وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في (( تاريخ نيسابور )) ، والخطيب في (( تاريخ بغداد )) ، والحافظ أبو محمد بن السقاء في (( فوائده )) من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة . وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته ، قال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي ، وهو صدوق . وذكره ابن حبان في (( الثقات )) ، وقال ربما أخطأ وأغرب . قلت : واختلف عليه في رفعه ووقفه )) اهـ .
قلت : كذا قال الحافظ ، وفيما قوَّاه من حديث عائشة نظر ، وسيأتى بيان طرقه بأوسع مما ذكره بعد .
****** ****** ******
حديث أبى هريرة له طرق :
[ الأولى ] عطاء بن أبى رباح عنه
قال أبو داود الطيالسى (2535) : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ يعنى ابْنَ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وأخرجه كذلك الحارث بن أبى أسامة (920) ، وابن أبى الدنيا (( الأخوان ))(104) ، والعقيلى (( الضعفاء الكبير ))(2/224) ، وابن حبان (( المجروحين ))(1/383) ، وابن عدى (( الكامل ))(4/107) ، وأبو الشيخ (( الأمثال ))(15) ، وأبو نعيم (( الحلية ))(3/322) ، وأبو هلال العسكرى (( جمهرة الأمثال ))(1/505) ، والقضاعى (( مسند الشهاب ))(631،630،629) ، والبيهقى (( شعب الإيمان ))(6/326/8371،8363) ، وابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1235، 1238) من طرق عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به .
هكذا رواه عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ : أبو داود الطيالسى ، وأبو عاصمٍ النبيل ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وجرير بن حازم ، وعلى بن مسهر ، وعيسى بن يونس ، وعمرو بن محمد العنقزى ، ومعتمر بن سليمان التيمى ، والنعمان بن عبد السلام الأصبهانى ، والوليد بن مسلم الدمشقى .
وخالف عشرتهم : منصور بن إسماعيل الحرانى ، فجعله (( عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ وطَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ )) ، فأغرب وتفرد به .
فقد أخرجه العقيلى (4/192) ، وابن حبان (( الثقات ))(9/172) ، والطبرانى (( الأوسط ))(5641) ثلاثتهم عن منصور بن إسماعيل الحراني ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ وطَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وقال أبو جعفر العقيلى : ليس بمحظوظ من حديث ابن جريج ، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو ، وتابعه قوم نحوه في الضعف .
وقال أبو حاتم بن حبان : منصور بن إسماعيل كان ممن يفتى على مذهب الكوفيين ، وكان على قضاء المدينة يغرب .
وتابعه بقية بن الوليد ، فدلَّسه عن أحد الضعفاء (( عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ )) .
قال ابن أبى حاتم (( علل الحديث )) : (( سألت أبي عن حديث رواه بقية عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) . فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر ، إنما يرويه طَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) .
وخالف جماعتهم : محمد بن خليد بن عمرو الحنفى الكرمانى ، فأغرب على مالك .
قال الطبراني كما فى (( ميزان الاعتدال ))(6/137) : حدثنا أحمد بن محمد الجنديسابوري حدثنا محمد بن خليد ثنا مالك عن سفيان الثوري عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قال الحافظ الذهبى : (( هذا باطل عن مالك )) .
قلت : ومحمد بن خليد الحنفى ممن لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ ، يضع المتون الغرائب على أسانيد الثقات والمشاهير . أورد له الدارقطنى فى (( أفراد مالك )) عَنْ مَالِكٍ عَنْ الثَّورِي عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رفعه : (( اطلبوا الخير عند صباح الوجوه )) . وقال : (( لا يصح عن مالك )) .
ثمَّ أغرب ابن خليد الحنفى بالأخرى ، فجعله (( عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ )) .
فقد أخرجه الخطيب (( التاريخ ))(6/57) ، ومن طريقه ابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1236) من طريق إبراهيم بن الحسين بن الفرج أخى أبي ميسرة الهمذاني ثنا محمد بن خليد ثنا عيسى بن يونس عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قال أبو حاتم بن حبان (( المجروحين ))(2/302) : محمد بن خليد بن عمروٍ الحنفي . شيخ يروي عن عيسى بن يونس ، وعبد الواحد بن زياد . يقلب الأخبار ، ويسند الموقوف ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد . روى عن عيسى بن يونس عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، وهو حديث عيسى بن يونس عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ ، فجعل مكان طلحة : الأَوْزَاعِى .
وتابعه الوليد بن مسلم الدمشقى ، فدلَّسه وأسقط شيخه الضعيف ، وسوَّى سنده (( عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ )) .
أخرجه هكذا الطبرانى (( الأوسط ))(1754) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عَنْ الأَوْزَاعِى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً به .
قلت : والحديث لـ (( طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ )) ، كما رواه الجماعة ، وهو عنه أشهر وأشيع ، وبه ألصق . وطَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ هو الحضرمى المكى ، مجمع على ضعفه . قال أحمد والنسائي : متروك الحديث . وقال يحيى بن معين : ليس بشيء ضعيف . وقال علي بن الجنيد : متروك . وقال البخاري وابن المديني : ليس بشيء . وقال عمرو بن على الفلاس : كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه . وضعَّفه أبو زرعة والدارقطني . وقال أبو حاتم : ليس بقوى لين الحديث عندهم . وقال ابن حبان : يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، لا يحل كتب حديثه ، ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب .
قال أبو بكر البيهقى : (( وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها )) ، كأنه يعنى أمثلها فى الضعف .
قلت : وإنما يتابع طَلْحَةَ بْنَ عَمْروٍ المكى جماعةٌ هم نحوه فى الضعف ، أو أشد ضعفاً منه ، منهم : عثمان بن عبد الرحمن الجمحى ، ومحمد بن عبد الملك الأنصارى ، ويحيى بن أبى سليمان المدينى .
فقد أخرجه ابن عدى (( الكامل ))(5/161و6/159و7/230) عن ثلاثتهم مفرقين عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به ، إلا أن يحيى بن أبى سليمان قال فى حديثه (( أن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : أين كنت أمس يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ ، قال : زرت ناساً من أهلي ، فقال : (( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وأخرجه كذلك البيهقى (( شعب الإيمان ))(6/328) ، والخطيب (( التاريخ ))(14/108) و (( موضح الأوهام ))(1/520) كلاهما من طريق يحيى بن أبى سليمان بمثله .
قلت : وثلاثتهم ضعفاء بينو الأمر فى الضعف ، وأشدهم ضعفاً محمد بن عبد الملك الأنصارى ، فإنه كذاب يضع الحديث ، قاله أحمد بن حنبل .
وأخرجه أبو نعيم (( مسند أبى حنيفة ))( ص139) : حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ثنا أحمد بن محمد الدينوري ثنا العباس بن الفضل الأنصاري ثنا محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قلت : وهذا إسناد واهٍ بمرة . أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو الحسن المقرئ العطار ، ليس بثقة ولا مأمون . قال حمزة بن يوسف السهمى : حدَّث عمن لم يره ، ومن مات قبل أن يولد . وقال : وسمعت الدارقطني وجماعة من المشايخ تكلموا في ابن مقسم ، وكان أمره أبيَّن من هذا . وقال الخطيب : سمعت أبو القاسم الأزهري يقول : لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة وقد رأيته ، وقال مرة : كان كذاباً . وقال محمد بن أبى الفوارس : كان سيء الحال في الحديث ، مذموما ، ذاهباً لم يكن بشيء البتة .
[ إيضاح وبيان ] وقد أبان علة حديث طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، جماعة من أثبات أصحاب عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ ، فرووه عَنْهُ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ المكى ، فجعلوه من قول عبيد بن عميرٍ ، وهو الأصح .
قال ابن حبان (620) : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبى رباح قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة ، فقالت لعبيد بن عمير : قد آن لك أن تزورنا ! ، فقال : أقول يا أمه كما قال الأول : زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً .
قلت : وهذا أليق وأولى بالحديث من الموصولات والمرفوعات الآنفة الذكر ، فهو بأمثال الأوائل والمتقدمين أشبه ، ولهذا ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام فى (( أمثال العرب )) .
وذكره الميدانى فى (( مجمع الأمثال ))(1/322) : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً . قال المفضل : أول من قال ذلك معاذ بن صرم الخزاعي ، وكانت أمُّه من عكٍّ ، وكان فارس خزاعة ، وكان يكثر زيارة أخواله ، فاستعار منهم فرساً ، وأتى قومه ، فقال له رجل ـ يقال له جحيش بن سودة ، وكان له عدواً ـ : أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه ؟ ، فسابقه ، فسبق معاذ ، وأخذ فرس جحيش ، وأراد أن يغيظه ، فطعن أيطل الفرس بالسيف ، فسقط ، فقال جحيش : لا أم لك ؛ قتلت فرسا خيراً منك ومن والديك ! ، فرفع معاذ السيف ، فضرب مفرقه فقتله ، ثم لحق بأخواله ، وبلغ الحي ما صنع ، فركب أخٌ لجحيش وابن عم له ، فلحقاه ، فشد على أحدهما ، فطعنه فقتله ، وشدَّ على الآخر فضربه بالسيف فقتله ، وقال في ذلك :
ضَــربتُ جُحيشاً ضربةً لا لئيمةٍ ولكن بصـافٍ ذي طرائق مستكِ
قتلتُ جُحيشاً بعد قتـلِ جـوادِه وكنـتُ قديماً في الحوادثِ ذا فَتْكِ
قصدتُ لعمروٍ بعد بـدرٍ بضربةٍ فخرَّ صـريعاً مثـلَ عائـرةِ النسكِ
لكي يعلمَ الأقـوامُ أني صـارمٌ خزاعـةُ أجـدادي وأُنمى إلى عـكِّ
فقدْ ذقتَ يا جَحشَ بنَ سودةٍ ضربتي وجربتني إذ كنتَ مِنْ قبلُ في شَكِّ
ليرفـعَ أقـواماً حلولي فيـهمُ ويُزري بقــومٍ إنْ تركتُـهُمْ تـركي
تتوقُ غداةَ الروع نفسي إلى الوغى كتوق القطا تسمو إلى الوشل الركِّ
قال : فأقام في أخواله زمانا ، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة من فتيانهم يتصيدون ، فحمل معاذ على عير ، فلحقه ابن خال له ، فقال : خل عن العير ، فقال : لا ولا نعمت عين ، فقال له : أما والله لو كان فيك خير لما تركت قومك ، فقال معاذ : زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً ، فأرسلها مثلاً )) اهـ .
وذكره بنحوه الزمخشرى المعتزلى فى (( المستقصى فى أمثال العرب )) .

بقية طرق حديث أبى هريرة
[ الثانية ] الأعرج وأبى يونس عنه
قال ابن عدى (( الكامل ))(3/146) : حدثني عصمة حدثني عيسى بن صالح المؤذن بمصر ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر ، وعن الأعرج وأبي يونس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وقال أبو أحمد : (( وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا ، فإنه ليس بمعروف . ولروح بن صلاح سيابة المصرى أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة ، والليث ، وسعيد بن أبي أيوب ، ويحيى بن أيوب ، وحيوة وغيرهم ، وفي بعض حديثه نكرة )) .
قلت : هو كما قال ، والحديث منكر بهذين الإسنادين . وليس البلاء من عيسى بن صالح كما زعم ، إذ لم يتفرد ، فقد تابعه عليه : أحمد بن يحيى بن خالد بن حيَّان عند الطبرانى (( الأوسط ))(87) . وإنما آفته عبد الله بن لهيعة ، فقد رواه بعد اختلاطه واحتراق كتبه ، وروح بن صلاح من متأخرى أصحابه ، وفيه ضعف وإن وُثق ، وفى حديثه عن ابن لهيعة خاصة نكارة ، كما قال ابن عدى .
[ الثالثة ] الحسن البصرى عنه
أخرجه العقيلى (( الضعفاء الكبير ))(2/138) ، وابن عدى (( الكامل ))(3/290) كلاهما من طريق سليمان بن كران الطفاوى ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، الحسن لا سماع له من أبى هريرة ، وسليمان بن كران أبو داود الطفاوى ، بصرى الغالب على حديثه الوهم ؛ قاله أبو أحمد بن عدى . وذكر له ابن عدى حديثاً آخر منكراً ، رواه سليمان قال ثنا عمر بن صهبان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أطلبوا الخير عند حسان الوجوه )) .
[ إيضاح ] سليمان بن كران ، كذا براء مخففة والنون فى أكثر نسخ (( ضعفاء العقيلى )) و (( كامل ابن عدى )) ، وهو كذلك فى (( الجرح والتعديل )) لابن أبى حاتم . وضبطه بعضهم براء مثقلة وزاى (( كرَّاز )) ، وصوَّبه أبو الحسن بن القطان ، والأمير ابن ماكولا .
[ الرابعة ] إسماعيل بن وردان عنه
قال ابن عدى (( الكامل ))(3/222) : ثنا محمد بن الحسين بن علي الطبري ثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني أنا عبد الله بن مطاع ثنا عبد الملك الذماري عن زهير الخراساني عن إسماعيل بن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال : خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بيت عائشة ، فتبعته ، ثم خرج من بيت أم سلمة ، فتبعته ، فالتفت إليَّ ، ثم قال : (( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وأخرجه ابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1237) من طريق ابن عدى .
قلت : وهذا منكر بهذا الإسناد . فأما إسماعيل بن وردان فى الرواة عن أبى هريرة ، فلا أعلمه ، إلا أن يكون أخا موسى بن وردان ، وقد أكثر زهير بن محمد من الرواية عن موسى ، فإن يكن أخاه فلا يُدرى حاله ؟! . وأما زهير بن محمد أبو المنذر الخراسانى ، فهو صدوق له أغاليط ، ورواية أهل الشام عنه كلها مناكير تشبه الموضوعات .
قال البخارى : روى عنه أهل الشام أحاديث مناكير ، قال أحمد : كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر . وقال الترمذي في (( العلل )) : سألت البخاري عن حديث زهير ؟ ، فقال : أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع ، وليس هذا عندي بزهير بن محمد ، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ : ويقول : هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه . وقال الأثرم عن أحمد : في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه مناكير ، أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة : عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر ، وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه ، فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا . وقال أبو حاتم الرازى : محله الصدق ، وفى حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ، وكان من أهل خراسان سكن المدينة ، وقدم الشام ، فما حدَّث من كتبه فهو صالح ، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط .
وأما عبد الملك بن عبد الرحمن الذمارى الصنعانى ، فليس بذاك القوى .
[ الخامسة ] همام بن منبه عنه
قال الحافظ الذهبى فى (( الميزان ))(7/197) : (( يحيى بن عبد الله بن كليب روى عنه سبطه محمد بن سليمان الصنعاني ولا يدرى من هما قال : حدثنا أحمد بن يوسف الحذاقي ثنا عبد الرزاق قال : أدركت همام بن منبه شيخا قانتا فسمعته يقول حدثني أَبو هُرَيْرَةَ أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، ثم قال الحذاقي قال ابن أبي الدغيس سمع عبد الرزاق من همام وهو ابن ثمان وستين . قلت : هذا باطل ، ولعله من وضع ابن كليب هذا ! )) .

(2) حديث على بن أبى طالبٍ
أخرجه ابن أبى الدنيا (( الأخوان ))(104) ، وأبو الشيخ (( الأمثال ))(14) ، وابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1231) من طرقٍ عن القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبى طالبٍ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قلت : وهذا منكر بهذا الإسناد . عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبو شيبة الواسطي ، قال أحمد : ليس بشيء منكر الحديث . وقال يحيى والنسائي : ضعيف ، وقال يحيى مرة : متروك . وقال البخارى : فيه نظر .
والقاسم بن غصن الشامي ، قال أحمد بن حنبل : يحدث بأحاديث مناكير . وقال أبو زرعة الرازي : ليس بالقوى . وقال ابن حبان : يروي المناكير عن المشاهير ويقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج بأفراده . وقال ابن عدى : له أحاديث صالحة وغرائب ومناكير .
(3) حديث جابر بن عبد الله
قال أبو الشيخ (( الأمثال ))(17) : حدثنا عبد الله بن يعقوب ثنا إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن عمر الرومي ثنا الحسن بن عبد الله شيخ من أهل الكوفة عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن أبي الزبير عن جابر قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً شبه الموضوع . محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمى الكوفى مجمع على ضعفه . قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : ترك الناس حديثه . وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ليس بشيء لا يكتب حديثه . وقال البخاري : تركه ابن المبارك ويحيى القطان . وقال النسائى : ليس بثقة . وقال ابن حبان : كان صدوقا إلا أن كتبه ذهبت ، وكان رديء الحفظ ، فجعل يحدث من حفظه ويهم ، فكثر المناكير في روايته ، تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن معين .
(4) حديث حبيب بن مسلمة
أخرجه الطبرانى (( الكبير ))(4/21/3535) و (( الأوسط ))(3052) و (( الصغير ))(296) ، وابن عدى (( الكامل ))(3/262) ، والحاكم (3/390) ، وابن الجوزى (( العلل المتناهية ))( 1239) ، وابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(22/358) عن أزهر بن زفر المصري ثنا محمد بن مخلد الرعيني ثنا سليمان بن أبي كريمة عن مكحول عن قزعة بن يحيى عن حبيب بن مسلمة قال قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وقال أبو القاسم : (( لا يروى عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أزهر )) .
قلت : وهذا منكر بهذا الإسناد ، لا يعرف من أحاديث أهل الشام إلا به . قال ابن عدى : سليمان بن أبي كريمة شامى ، عامة أحاديثه مناكير ، ولم أر للمتقدمين فيه كلام ، وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير ، ولم يتكلموا في سليمان هذا ، لأنهم لم يخبروا حديثه .
(5) حديث عبد الله بن عمر
أخرجه الطبرانى (( الأوسط ))(87) قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله : (( زوروا غبا تزدادوا حبا )) .
وقال ابن عدى (( الكامل ))(3/146) : حدثني عصمة حدثني عيسى بن صالح المؤذن بمصر ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر ، وعن الأعرج وأبي يونس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يا أَبَا هُرَيْرَةَ ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وقال أبو أحمد : (( وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا ، فإنه ليس بمعروف . ولروح بن صلاح سيابة المصرى أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة ، والليث ، وسعيد بن أبي أيوب ، ويحيى بن أيوب ، وحيوة وغيرهم ، وفي بعض حديثه نكرة )) .
قلت : هو كما قال ، والحديث منكر بهذين الإسنادين . وليس البلاء من عيسى بن صالح كما زعم ، إذ لم يتفرد ، فقد تابعه : أحمد بن يحيى بن خالد بن حيَّان عند الطبرانى . وإنما آفته عبد الله بن لهيعة ، فقد رواه بعد اختلاطه واحتراق كتبه ، وروح بن صلاح من متأخرى أصحابه ، وفيه ضعف وإن وُثق ، وفى حديثه عن ابن لهيعة خاصة نكارة ، كما قال ابن عدى .
****** ****** ******
(6) حديث عبد الله بن عمرو
أخرجه ابن أبى الدنيا (( الأخوان ))(104) ، وابن عدى (4/103) ، وأبو الشيخ (( الأمثال ))(18) ، وابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1233) عن سويد بن سعيد الحدثانى ثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافرى قال قال عبد الله بن عمرو : كنا نقول في الجاهلية : زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وأخرجه الخطيب (( تاريخ بغداد ))(9/300) ، ومن طريقه ابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1233) عن شاكر بن عبد الله المصيصي ثنا أبو سعيد الحسن بن علي الفقيه ثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافرى عن عبد الله بن عمرو قال : كنا نسمع في الجاهلية الجهلاء : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) حتى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذان الإسنادان كلاهما ضعيفان ، ولم يسمع سويد بن سعيد الحدثانى ، ولا أحمد بن عيسى هذا الحديث من ضمام بن إسماعيل ، وإنما يرويه عنه بعض ضعفاء المصريين ، ولا يرويه عنه أثبات أصحابه كابن وهبٍ .
قال ابن أبى حاتم (( علل الحديث ))(2/229/2172) : (( سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن عيسى عن ضمام عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( زرغبا تزدد حبا )) . قال : هذا حديث رواه رجل بمصر ، يقال له محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي عن ضمام عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم . حدثنا به هذا الشيخ عن ضمام بمصر ، وليس هذا الحديث بصحيح )) اهـ .
وقال سعيد بن عمرو البرذعي (( سؤالات أبى زرعة ))( ص407) : رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد ، وقال : رأيت منه شيئا لم يعجبني ، قلت : ما هو ؟ ، قال : لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده ، فقلت : إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام ، وليست عندك ، فقال : ذاكرني بها ، فأخرجت الكتب ، وأقبلت أذاكره ، فكلما كنت أذاكره كان يقول : حدثنا به ضمام ، وكان يدلس حديث حريز بن عثمان وحديث نيار بن مكرم وحديث عبد الله بن عمرو زر غبا ، فقلت : أبو محمد لم يسمع هذا الثلاثة أحاديث من هؤلاء ! ، فغضب ؟. قال البرذعي : فقلت لأبي زرعة : فأيش حاله ؟ ، قال أما كتبه فصحاح ، وكنت اتتبع أصوله فأكتب منها ، فأما إذا حدث من حفظه فلا .
[ إيضاح وتنبيه ] ومع قول هذين الإمامين الفذين : أبى حاتم وأبى زرعة الرازيين ؛ بضعف ونكارة حديث عبد الله بن عمرو (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، فقد صححه الشيخ الألبانى فأبعد النجعة ، ومع وصفه الإمام أبى حاتم بن حبان بالتساهل فى التصحيح ، فقد حكم ابن حبان بضعفه ، كما سبق النقل عنه من (( روضة العقلاء ))( ص116) : (( وقد روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة ، حيث يقول (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهه النقل ، فتنكبنا عن ذكرها ، وإخراجها في الكتاب )) اهـ .
****** ****** ******
(7) حديث أبى ذرٍ
أخرجه البزار (9/380/3963) ، والعقيلى (3/423) ، وابن عدى (3/296و5/382) ، وأبو الشيخ (( الأمثال ))(19) ، والقضاعى (( مسند الشهاب ))(632) ، والبيهقى (( شعب الإيمان ))(6/326/8362) ، وابن الجوزى (( العلل المتناهية ))(1232) ، وابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(27/44) من طرقٍ عن عوبد بن أبي عمران الجوني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) .
وقال أبو أحمد بن عدى : حدثناه محمد بن أحمد بن بخيث الموصلي قال سألت عباس بن يزيد البحراني عن حديث عويد بن أبي عمران عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) فقال : وما نصنع به لقنه ذاك الفاجر سليمان بن داود الشاذكوني !! . ولعويد عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بهذا الإسناد أحاديث ، وليس فيها أنكر من (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) ، وعويد بين على حديثه الضعف .
قلت هو كما قال ، وعويد بن أبى عمران الجونى مجمع على تركه
__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ]

* قاله ابن المبارك *
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.