زمن التفاهة .. ( الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي - حفظه الله - )
بسم الله..
زمن التفاهة
من دلائل الانقلاب المعياري والأخلاقي : تصديق الكاذب ، و تخوين الأمين (!) .. = خلل في الإدراك و الخُلُق ..
إنه ( زمن التفاهة)! عندما يتكلم في الشؤون العامة أصحاب السفاهة.. ، فيزداد بصنيعهم البلاء في هذه السنين الخداعة (!) ..
إنه ( زمن الرويبضة)! الذي تتمثل فيه حالة ضياع الأمانة.. ، وإسناد الأمر لغير أهله.. ، وظهور الفوضى.. ، وتعالم أنصاف المتعلمين ..، وحب التصدر من الغشاشين ..
إنه زمن بذل اللسان - بنوعيه - في كل واردة وحادثة بغير ميزان = ( شهوة الكلام وحمى إبداء الرأي)!! ..، ف " من كثر كلامه كثر سقطه "! ..
إنه ( زمن ظلم العلم)! عندما يؤخر العلماء ويقدم الدخلاء وأصحاب الفتن والبلاء..
يظلم العلم عندما يمهد الطريق لمجرد الفكر و سراب الوهم بدعوى العلم والفهم .. ، وعندما يتكلم الداعية بموجب ( حالة نفسية)! زاعما أن حديثه تقتضيه عليه الفريضة الشرعية (!!) ..
اعلموا - يا رعاكم الله - أن من يحرصون على التعبير والكلام.. ، ويتصدرون المجالس للحديث عن الواقع والحال ..، أغلبهم - في زماننا - لا يمتلكون أهلية ذلك (!!) ..
إنه ( زمن التفاهة)! ..
تنتكس فيه كثير من القلوب.. ، ويظهر فيه الفساد في التصورات والتصرفات.. ، وتتعالى فيه الدعاوى.. ، وتتبدى شقاشق الهذيان ..
إنه ( زمن المتغيرات و العجائب )!! .. حامل لوائها الرويبضة الذي عجنته التفاهة فقادته للكلام في الشؤون العامة بلا علم ولا حلم .. متوهما أنه يعمل لإصلاح وضع مجتمعه ..، وحقيقة أمره : ( إصلاح مجتمع وضعه)!! ..
والله المستعان..
روى الإمام أحمد والبيهقي والحاكم - رحمهم الله - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - عليه الصلاة والسلام - : " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " قال الشيخ الألباني - رحمه الله - : صحيح ، أنظر حديث رقم : 3650 في صحيح الجامع.
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - : " قالوا : هو الرجل التافه الحقير ينطق في أمور العامة ، كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة فيتكلم " الاعتصام 2/ 681 .
أصلحنا الله جميعا ...
كتبه : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).
قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."
عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
|