من الشيخ علي الحلبي إلى الشيخ محمد الإمام....

[محمد سرايا المطوعي]

من الشيخ الحلبي الى الشيخ محمد الامام...

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم
وبعد:
من باب الشكر:
فإننى اشكر بعض الاخوة من منتدى كل السلفيين الذين بنوا فكرة هذا المقال في ذهني بإظهارهم أن الكتابين متشابهان اى (منهج السلف الصالح) و(الابانة ) .
ومما سُر به قلبي ما رأيت فيما كتب الشيخان (الحلبي) و(الامام)من وجود بعض التأصيلات المنهجية المتشابهة المضمون والمراد .

وسبحان الله (!)

فعندما نسمع من هنا وهناك ( من بعض المتعصبين = المقلدين لبعض مشايخ أهل السنة الكبار ) أن الشيخ علي الحلبي جاء بأصول مخالفة لآهل العلم في كيت وكيت وعلى اساسه فهو كذا وكذا ...._من الاقوال التى فيها التجريح- .
وللعلم أن من مشايخ السنة الذين يجرحون شيخنا علي الحلبي هم انفسهم ممن راجعوا كتاب الابانة للشيخ محمد الامام(!!!) .

فـ

اليكم اخوانى بعض الاصول المتشابهة في المعنى المتقاربة في الالفاظ بين هذين الكتابين
(منهج السلف الصالح) للشيخنا علي الحلبي، وكتاب (الابانة) لشيخنا محمد الامام حفظهم الله تعالى.


قاعدة المصالح والمفاسد في الرد على المخالف :
قال الشيخ محمد الامام في الابانة ص 142

" تقديم دفع المفسدة الكبري على طلب المصلحة الصغري "

وأصل هذة القاعدة قوله تعالى {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأنعام:108]

وهي من القواعد الكبرى المندرجة تحت قاعدة من القواعد الخمس الكبرى ؛ وهي (الضرر يزال) وكثيرا ما يستدل به اهل العلم بهذه القاعدة ؛ ويبنون عليها مسائل واحكاما .

ونقل كلاما للشيخ اللعلامة ربيع السنة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى :
( إن العلماء الفقهاء الناصحين قد يسكتون عن اشخاص ؛ وأشياء ؛ مراعاة منهم للمصالح والمفاسد ؛ فقد يترتب على الكلام في الاشخاص مفاسد أعظم بكثير ؛ من مفسدة السكوت عنه ؛ فقد سكت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن ذكر اسماء المنافقين ؛ ولم يخبر بأسمائهم أو بعضها إلا حذيفة ؛ ومتى كان يصعد على المنبر ويقول فلان منافق ؛ وفلان منافق؟! كل ذلك مراعاة منه للمصالح والمفاسد ).

وقال الشيخ الوالد علي الحلبي انار الله قلبه في كتابه منهج السلف الصالح ص273

فصل : هل سكوت بعض أهل العلم –أحيناً- مراعاة للمصالح والمفاسد ؛ امر سائغ ؛ أو خيانة ؟!

واستدل الشيخ حفظه الله تعالى بنفس النص ..

قال الشيخ الحلبي ص 276. خذ مثلاً قول – الله تعالي- ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) فإن سب الاوثان المشركين ؛ حق وقربة إلى الله ؛ وإهانة للانداد ؛ لكن لما كان يؤدى إلى المفسدة الكبرى – هي سب الله -: وجب تركه .أـ هـ

المسألة الاخرى (ذكر اسباب الجرح وهل يقبل كل جرح مفسر )

قال الشيخ محمد الامام : ص179

بذكر أسباب الجرح والتعديل يتبين الصواب من الخطأ

إذا تعارض الجرح والتعديل احتيج إلى معرفة المفسر منها إذا بالتفسير يقدم أحدهما على الاخر

وقال : فإذا فسر أحدهما ننظر هل هو مؤثر أـم لا ؟ فإن كان مؤثراً إعتمد وإن كان غير مؤثر لم يعتمد وإنى لضارب أمثله على الجرح المفسر غير المؤثر على المجرح لتعلم الحاجة إلى تفسير الجرح ولو كان من ارباب هذا الشأن والنظر فيه ولنمثل بأمير المؤمنين شعبة بن الحجاج .....وذكر الشيخ امثله لتجريح شعبة المفسر ثم قال الشيخ محمد الامام
فهذة الاثار الصحيحة أفادت أن الجرح المفسر منشعبة هاهنا لا يقبل لانه غير مؤثر على المجروح أ.هـ
ثم نقل الشيخ محمد الامام كلام للمعلمي في التنكيل (فالتحقيق أن كلاً من التعديل والجرح الذى لم يبين سببه يحتمل وقوع الخلل فيه )

قال الشيخ على الحلبي في كتابه منهج السلف الصالح ص 195/197

رجح ابن الصلاح أن التعديل مقبول من غير ذكر سببه وأن الجرح لا يقبل إلا مفسرا مبين السبب لان الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح .

ثم ذكر الشيخ ايضا مثال شعبة الذى ذكره الشيخ محمد الامام ....
ثم قال الشيخ على الحلبي معقباً على تجريح شعبة: ليس بصواب.
وقال في الحاشية ص :179( مع انه عنده مفسر بل مقنع فتأمل ...)

قال الشيخ الامام في الابانة ص 226

فصل : إذا أختلف المُعتد بهم في الجرح والتعديل فيما سبيله الاجتهاد في الامر الذى فيه سعة

قال الشيخ : وتارة يكون الاختلاف معتبراً من كلا الجهتين ؛ ففي هذة الحال يكون الامر فيه سعة .
وجاء بنقل لاهل العلم ....
ومنها قول الذهبي في السير ( يعجبني كثيرا كلام ابي زرعة في الجرح والتعديل ؛ يبين عليه الورع والمخبرة ؛ بخلاف رفيقه ابي حاتم ؛ فإنه جراح )

إلا ان قال الشيخ الامام : ص 228 هذة المسألة المطروقة هاهنا يجهلها كثير من طلاب العلم ؛ فيخوضون فيها بدون فهم سديد ؛ وبدون ضوابط ؛ فيكثر تعبهم ويتعبون غيرهم ؛ ويقعون في التعصب ؛ وقد يجر ذلك إالي التحزب والابتداع ؛ فلينتبه لهذا ؟ أ.هـ

قال الشيخ على الحلبي حفظه الله تعالى: ص12

الاختلاف – قبولاً ورداً – في عالم النقد ؛ ليس سبباً في الخصومة أو الاسقاط ما دام على اصوله ؛ وضوابطه ....
ثم علق الشيخ في الحاشية :
فلسنا نحتج بالاختلاف – من حيث هو –ولسنا نهون الحق بسببه فتأملوا – ايها المحبون – ولا تطش بكم خيالات الظنون ....أ هـ
قلت ابو عبد الله :
وللعلم أن الشيخ على الحلبي ضرب بأمثلة للخلاف بين العلماء في التجريح ومنه الامامان بن معين وبن حنبل ....تبين انهم أختلفوا كثيرا في عبد الرزاق / عبيد الله بن موسي ) ولم يبدع احدهما الاخر .....

والامثله المتشابه في الكتابين كثيرة .....
والسؤال الى اخوانى من اهل السنة طلاب العلم:
إذا انتقدتم الشيخ الحلبي فعليكم الانتقاد للشيخ محمد الامام وكذلك الشيخ ربيع حفظهما الله تعالى
لان الاول المؤلف والثاني المراجع .....
واكرر شكري لاخوانى في منتدى كل السلفيين ...فهم السبب في تكوين فكرة المقال ...فجزاهم الله خيرا ....
.وبارك الله في الشيخ ريحانة الاردن علي الحلبي الاثرى ...

كتبه
ابو عبد الله محمد بن مدحت بن إسماعيل المصري المطاوعي
27/2/2012

[أبو عبد العزيز الأثري]

جزاك الله خير

[عماد الشريف]

جزاك الله خيراً أخي
على هذا الجهد الرائع

....

[أبوجابر الأثري]

هذه لفته طيبة

ولله الحمد قد رأينا التشابه الكبير بين الكتابين

ولكن أكثر الناس لا يقرأون، لا يفقهون، متحجرون

والى الله المشتكى