أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
71934 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-25-2009, 05:11 PM
الكلم الطيب الكلم الطيب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 67
افتراضي كلماتُ مفجوعٍٍ بواقع الأمة وما يحدث في غزة

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

إن ما يقع في فلسطين، وفي قطاع غزة بالخصوص، لأمر يندى له الجبين، ولا يرضى به ربُّ العالمين ، وتتفطر منه السموات والأرضون ، وتتمزق كمداً وألماً قلوبُ المؤمنين، إلا من عُدِم حياةَ القلب وأخوةَ الدين.

إن التقتيل الذي يفعل من قبل اليهود الغاصبين، المغضوب عليهم من الله رب العالمين، والمجازر المرتكبة في حق النساء والأطفال المساكين، ليس بغريب عن المسلمين والناس أجمعين، فإنهم قتلة الأنبياء والمرسلين، فضحهم بذلك من رفع فوقهم الطور ببغيهم وكفرهم، فما لانت قلوبهم وما استكانوا لله العزيز الحكيم، حتى مسخ منهم قردة وخنازير، وباءوا بغضب منه إلى يوم الدين، ومع هذا يدافع عنهم ويعتذر لهم ويحَّسِن أفعالَهم أقوامٌ لا خَلاق لهم من المشركين والضالين، بدعوى الوصية على حقوق الإنسان ومحاربة الإرهابيين، والحفاظ على الأمن واستقرار الموازين، ولو على حساب المسلمين، بل المسلمون خارجون عن المعادلة التي حسبت بين اليهود والمشركين الضالين، فكان أن صدق ربنا العليم الحكيم: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة/120]

فيا سبحان الله! أمة مسلمة تُقتّل ومع هذا فذاك أمرٌ فيه نظر، وجرحُ يهودي من أجل الدفاع عن حقٍ مغتصب جريمةٌ لا تغتفر، إنا لله وإنا إليه راجعون، فيا محنة الدين.

أقول هذا ليس من باب إضرام نار الحماس الذي ليس له أساس إلا الفساد والإفلاس وليس من أجل القيام بالمظاهرات ورفع الشعارات الفارغات التي لا تسمن ولا تغني من جوع إلا مشابهة من نُهِينا عن تعظيمهم واتباعهم بنص القرآن وسنة خير البريات.

وليس من أجل دفع عامة الناس إلى سبّ حكامهم من المسلمين والعود عليهم باللوم كما يحلو للبعض من الحزبيين والحركيين غير عابئين بتوجيهات سيد المرسلين،

لقوله عليه الصلاة والسلام: "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدّى الذي عليه"[2] أو كما يفعله بعض الروافض الشيعة من دعوة المسلمين للخروج على حكامهم لتعم الفوضى في البلاد وبين العباد, لا نصرةً لأهل (غزة) من الرجال والنساء وفلذات الأكباد, ولا يخفى علينا تاريخهم الأسود, وما فعلوه بالمسلمين كلما سنحت لهم الفرصة، وما محنة التتار وما وقع من قتل ونهب واستباحة للأعراض وقتل خليفة المسلمين[3] في ذلك الزمان, بالتواطؤ ومساعدة ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي الشيعيين الرافضيين بخافية على المسلمين، ومن قرأ التاريخ عرف هذا[4]، فلا ينبغي الاغترار بهؤلاء ولو رفعوا شعاراتٍ منمقة ومزينة, فإن ظاهرها الرحمة, وباطنها من قبله العذاب, والخير كله في اتباع ولزوم السنة في ذلك.

بل أقول هذا, حتى تستيقظ النفوس من منامها وتصحوا من غفلتها وتلوم ضمائرها, وتتذكر قلوبُها بأن الذل والهوان الذي أصابها والفُرقة التي حلّت بها فما استطاعت أن تجتمع على كلمة واحدة حتى في أحلك الأيام وأشدّ الأزمات, إنما سببه بُعدها عن دين الله وعدم لزوم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام, فصدق فيها حديثُه الذي هو من دلائل نبوته: "يُوشِكُ الأُمم أنْ تَدَاعَى عليكم, كما تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلى قَصعَتها, فقال قائل: ومن قلِّةٍ نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثير, ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولَيَنْزِعَنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابة منكم, وليَقذفَنَّ في قلوبكم الوَهْن, فقال قائل: يا رسول الله وما الوَهْن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".[5]

وقال عليه الصلاة والسلام : "إذا تبايعتم بالعِينَة وأخذتم أذناب البقر ورضِيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"[6] والعينة نوع من أنواع الربا، فكيف بنا ونحن نتعامل بجميع أنواع الربا؟ وهذا من أسباب غلاء المعيشة وظهور الفقر، فهل من مذّكر؟ وقوله عليه الصلاة والسلام – ورضيتم بالزرع ....- إلخ. كناية على الركون إلى الدنيا وزينتها فكان الذل الّذي نعيشه اليوم ونتجرع مرارته. ثم قال الّذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى: لا يرفع هذا الذلّ والصغار إلا بالرجوع إلى ديننا الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة. لا على الخرافات والبدع أو التعصب للآراء ولو كانت مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فإن إلزام الناس بالتعصب للآراء أو المذهب المعيّن لهو من الإرهاب الفكري المفضي إلى التفرق والضعف وظهور الشحناء. وكان الواجب أن يدعى الناس إلى التحلي بأدب الخلاف كما كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم، والناظر في التاريخ والسير يعلم صدق ما قلناه. والله المستعان.

ثم إني قلت ما قلت في البداية حتى نعلم أن ما يصيب هذه الأمة من نكبات ومحن وما ينزل بها من مصائب وإحن وما يقع من تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء والفتن مع أن المسلمين دينهم هو الحق والكفار على الباطل إنما هو بسبب ذنوبنا وبُعدنا عن ربنا فلا نكذب على أنفسنا.

قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى/(30)] وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ [النساء/ 79 ] والسيئة هنا هي المصيبة كما قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف/(168)]

قال ابن تيمية عليه رحمة الله: (أَنَّ السَّيِّئَاتِ الَّتِي تُصِيبُ الْإِنْسَانَ - وَهِيَ مَصَائِبُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ - لَيْسَ لَهَا سَبَبٌ إلَّا ذَنْبَهُ الَّذِي هُوَ مِنْ نَفْسِهِ)[7]

وقال ابن القيّم رحمه الله: (ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها فليس للعبد إذا بغي عليه وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح) وقال: (فما يسلك على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه)[8] وبنحو هذا الكلام من وجه قول العلامة الإبراهيمي: (إن علة العلل في سقوط المسلمين وتأخرهم وانحطاطهم عن تلك المكانة التي كانت لهم في سالف الزمن هي بعدهم عن ذلك الهدي الروحاني الأعلى، وإنه لا يرجى لهم فلاح في الدنيا ولا في الآخرة ولا صلاح حال يستتبع صلاح المآل ولا عزة جانب ترد عنهم عادية الغاصبين من الأجانب إلا إذا راجعوا بصائرهم واسترجعوا ذلك الهدي الذي لم يغصبه منهم غاصب وإنما هجروه عن طوعٍ أشبه بالكره واختيار أشبه بالاضطرار، فباؤوا بالمهانة والصغار والضعة والخسار)[9]

ولما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد فقُتل عم رسول الله عليه الصلاة والسلام وابن عمه ومُثّل بهما وقتل غيرهما من المهاجرين وقتل سبعون رجلا من الأنصار وجرح صلى الله عليه وسلم وشقت شفته وكسرت رَبَاعِيَتُه وشجّ عليه الصلاة والسلام فاستشكل المسلمون ذلك وقالوا: كيف يُدالُ منّا المشركون ونحن على الحق وهم على الباطل؟! فأنزل الله قوله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران/165]. وقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ فيه إجمالٌ بيّنه بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران/152]. ففي هذه الفتوى السماوية بيانٌ واضحٌ بأنَّ سبب تسليط الكفّار على المسلمين هو فشلُ المسلمين وتنازعهم في الأمر وعِصيانهم أمرَه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أن ما أصابهم يوم أحد من الغم والفشل إنما كان بذنوبهم لم يستثن من ذلك أحد[10]. ومن عرف أصل الدّاء عرف الدّواء . فيكون الخلل حينئذ فينا لا في قوة عدونا والله قد وعدنا النصر والله لا يخلف وعده لكن إن نحن نصرناه. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد/(7)] وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد/11] وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ِفي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور/55]. فالمصائب التي تنزل بنا إذًا من قحط أو زلزال أو غلاء معيشة وضعف اقتصاد وما يصيب فلسطين من بلايا هذه الأيام إنما سببه ذنوب المسلمين فيكون حينئذ أول سبب من أسباب النصر على العدو - من اليهود أبناء القردة والخنازير- يجب الأخذ به هو الرجوع إلى الله:

- بتوبة صادقة نصوح من كلّ ما ينقض التوحيد والإيمان من الشرك الذي عمّ كثيرا من البلاد الإسلامية كتعظيم القباب المشيّدة على القبور ودعاء أصحابها ورجاء نفعها إلى غير ذلك من أمور الشرك المنتشرة التي هي عين ما حذّر منها النبي عليه الصلاة والسّلام حين بعثته وإلى مماته، وذلك بنص القرآن وسنّة نبيّنا من ولد عدنان وإجماع الأئمة الأعلام ممن جعلهم الله قدوة لسائر الأنام، وهذه كتبهم مشهورة عند الخاص والعام، فراجعوها واقرؤوها وتمسّكوا بالحقّ الذي لا يضام .

- وبتوبة صادقة نصوح من كل ما ينقض تجريد الاتباع لحبيبنا وسيّدنا محمد عليه الصّلاة والسّلام وتعظيم سنّته ولزوم سبيلها عبادة وأخلاقا وسلوكا وتشريعا إذ هي طريق النجاة الموصلة إلى رضوان الله وسعادته وإلى جنّته ودار مقامه وليس هذه الطرائق الصوفية المحدثة التي جعلها أصحابها موصلة إلى الله كذبا وهي مقطوعة مستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام/153]

وقال إمامنا مالك إمام دار الهجرة: "السّنّة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق".

- ثمّ بتوبة صادقة نصوح من كلّ المعاصي والمنكرات التي فيها عدوان على حرمات ربّ البريّات، والجهر بها في وضح النّهار والشّموس بازغات، ومن غير نكرانها، فإن هذا موقع لعقاب الله على العباد ولو كان فيهم الصالحون والصالحات، قال عليه الصّلاة والسّلام حينما سئل – أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخبث"[11].

ومن البلايا والرزايا التي لازال المسلمون يعيشون وطأتها ويجنون ثمارها وبقاء ضعفهم في العدد والعدد عن مقاومة الكفّار واليهود الفجّار هو اختلاف القلوب وتشتت الأهواء فيما بينهم وهذا من أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل وذهاب القوة والدولة قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال/46].

فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعض أفراده لبعض العداوة والبغضاء وإن جامل بعضهم بعضا فإنّه لا يخفى على أحد أنّها مجاملة في الظاهر فقط وأنّ ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر أنّ سبب هذا الدّاء الذي عمّت به البلوى إنما هو ضعف العقل قال تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾[الحشر/14] ثمّ ذكر العلّة لكون قلوبهم شتّى بقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾

وعليه فمن أسباب النّصر التي يجب الأخذ بها أيضا هو العمل على اجتماع الكلمة وتوحيد الصّفّ على الحقّ ونبذ الفرقة والاختلاف فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب، الاجتماع قوة والفرقة ضعف وهوان، الاجتماع نعمة والفرقة نقمة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران103] والاجتماع أصل من أصول الدين ومن أعظم ما دعا إليه رب العالمين وقد جعله عمادا لدينه القويم .

قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال عليه الصلاة والسلام: "يد الله مع الجماعة"[12]

ويوم يُحقّق المسلمون -حكّاما ومحكومين- رجوعهم إلى دينهم الحقّ وتوبتهم إلى خالقهم واجتماع كلمتهم وتآلف قلوبهم حينها يفرح المسلمون بنصر الله ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس/(58)] ودون ذلك خرط القتاد.

أما والحال غير هذه الحال، من بُعدٍ عن دين الله وانغماسِ النّاس في الشرك بالله وتعظيم القباب والأضرحة ودعائها، وظهور البدع والتزامها وانتشار المنكرات من غير نكرانها. وتفرقة القلوب وتشتت أهوائها . فأنى للنصر أن يكون لأمة هذا هو حالها؟

أما البيانات والفتاوى الّتي نسمعها والّتي تدعوا بالذّهاب إلى فلسطين للجهاد، وإلى استهداف المصالح اليهودية أو الأمريكية، فإن فعل ذلك و إن كان مؤثرا لكونه ضربا لنقاط ضعفهم فإنه في المقابل ينبغي أن يكون مبنيا على حسابات منضبطة وحكيمة غير متولّد عن دعوات متهوّرة ناتجة عن ردود أفعال واهية وهي عن أحكام الشّرع عارية، قد يكون لها عواقب سيئة على المسلمين، وذلك بتسلّط دول الكفر عليهم بدعوى الإرهاب ورعايته، بل ليس من الحكمة في شيء زجُّ المسلمين في معركة لا تتقارب فيها القوى فاليهود تدعمهم أقوى الدول الكافرة، بينما نفقد القوّة الإيمانية التي تجبر كسر القوة المادية، كيف والفرقة تنخر الدّول الإسلامية فيما بينها؟ بل الفرقة حتّى في الدولة الواحدة نفسها، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾الآية[الأنفال/46]. فليس من الحكمة ولا من الشّجاعة أن نخوض معركة هذا حالها، تحمسا لبعض الفتاوى غير المنضبطة ولا الحكيمة.

قال شيخ الاسلام ابن تيميّة: (وَالشَّجَاعَةُ لَيْسَتْ هِيَ قُوَّةُ الْبَدَنِ وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ قَوِيَّ الْبَدَنِ ضَعِيفَ الْقَلْبِ، وَإِنَّمَا هِيَ قُوَّةُ الْقَلْبِ وَثَبَاتُهُ. فَإِنَّ الْقِتَالَ مَدَارُهُ عَلَى قُوَّةِ الْبَدَنِ وَصَنْعَتِهِ لِلْقِتَالِ، وَعَلَى قُوَّةِ الْقَلْبِ وَخِبْرَتِهِ بِهِ. وَالْمَحْمُودُ مِنْهُمَا مَا كَانَ بِعِلْمِ وَمَعْرِفَةٍ، دُونَ التَّهَوُّرِ الَّذِي لَا يُفَكِّرُ صَاحِبُهُ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمَحْمُودِ وَالْمَذْمُومِ، وَلِهَذَا كَانَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ، حَتَّى يَفْعَلَ مَا يَصْلُحُ. فَأَمَّا الْمَغْلُوبُ حِينَ غَضَبِهِ فَلَيْسَ بِشُجَاع وَلَا شَدِيدٍ)[13].

وعليه فقد يسأل سائل إذا كان هذا هو الحال، فما هو واجبنا نحو أهل غزّة ممّا يقع لهم من أهوال؟

أقول: واجبنا نحو أهالي غزّة أعزّها الله ورفع عنها محنتها وعوزها:

أولا: التّألم لما يقع لهم من تقتيل وتخريب وتجويع واستعظام ذلك في النّفوس فإن قتل المؤمن جرم عظيم وفاعله من أهل الخسران المبين قال الله تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾[المائدة/32] وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "مرحبا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا : دمه وماله وأن يظن به ظن السوء"[14]، وقال ابن عمر رضي الله عنهما وهو ينظر إلى البيت: "ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"[15] فإذا رأى المسلم دماء مسلمة تراق وأنفسًا تزهق وقلوبا تروّع من قلوب المسلمين لا شكّ أنّه يستعظم هذا الأمر لحرمة دماء المسلمين وعظيم حقهم، أرأيتم لو أن مسلمًا رأى من يهدم الكعبة ويريد خرابها كيف يستعظم ذلك! وذلك لحرمتها، فالنّفس المؤمنة أشدّ حرمة منها، بل لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة بغير حقّ، إذا فلا بدّ من استشعار عظم حرمة الدماء المؤمنة التي هي أشد حرمة من بيت الله.

أقول: هذه الدماء لها حرمة عظيمة في قلوبنا ونحن لا نرضى والله بأن تراق قطرة دم مؤمنة بغير حقّ فما بالكم بهذه الوحشية الصهيونية في دماء إخواننا الزّكيّة فلا ينبغي لأحد الاستهتار أوالتّنقص بهذه الدماء وبحقها وبحرمتها بل وبحرمة كل مسلم في هذه الدنيا أن تعتدي عليه يد كافرة آثمة باغية معتدية ظالمة

لمثل هذا يذوب القلب من كمد ****** لو كان في القلب إسلام وإيمان

-ثانيا: الدعاء لهم بقلوب منكسرة ومستخذية متذللة لخالقها الواحد القهار العزيز الجبار. فإن الدعاء من أعظم أنواع الأسلحة التي يُستجلب بها النّصر فلا ينبغي الغفلة عنه أو الزهد فيه من كلّ مسلم وفي كلّ مصر .

قال عليه الصلاة والسلام: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم"[16]

و يتحرّى المسلم أفضل الأوقات في استجابة الدّعوات كمواطن السجود في الصلوات أو في الثلث الأخير من الليل فذلك وقت هو منحة من الله الجليل.

- ثالثا: الإعانة بالغذاء والطعام وبالأدوية والمال من أجل إعادة الإعمار.

قال عليه الصلاة والسلام: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل"[17] وقال أيضا: "أحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهُم للناسِ، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ يُدخِلُه على مسلم، أو يَكشف عنه كُربةً، أو يقضي عنه ديناً، أو يطرد عنه جوعاً"[18] .

ويجب على من ولاّه الله أمر المسلمين أن يذبّ عنهم وعن أعراضهم ونصرتهم في المحافل الدوليّة والسّعي إلى توقيف هذه المجازر الرّهيبة من قبل إرهابيي أبناء صهيون.

قال عليه الصلاة والسلام: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ"[19] وقال: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ"[20] وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ"[21]

-رابعا: النصح لإخواننا المسلمين الفلسطينيين عموما ولمن بيده السلطة والقرار خصوصا انطلاقا من حديث النبي عليه الصلاة والسلام: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا"[22]، ومن حديث: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"[23]، بمراعاة المصالح والمفاسد والحفاظ على المسلمين والتّحلي بالصبر واليقين خصوصا في مرحلة الضعف وعدم التمكين.

تعلمون أنّ الرّسول عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم لما كان في مكّة في العهد المكي كان الكفار يسومون المسلمين سوء العذاب حتى كان المسلمون يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يأذن لهم في القتال، جاء في الحديث عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: "شكونا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة قلنا: له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيما قبلكم يُحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصدّه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أوعصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنّكم تستعجلون"[24].

استمرّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه على هذه الحال في العهد المكيّ جميعه وزمنا من العهد المدنيّ حتى جاء الأمر بالجهاد، إذا هذه السّنوات كلّها كانت سنوات صبر وتربية ودعوة فما بالنا نستعجل؟! فالصّبر عبادة كما أنّ الجهاد عبادة قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (الصبر من الإيمان بمثابة الرّأس من الجسد)[25].

وكذلك تعلمون أنّه لمّا تكالب الكفاّر من قريش وغطفان واليهود على الرّسول عليه الصّلاة والسلام وضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب/10-11].

فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوّة أثره في المسلمين مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسة واقتصادا، ثمّ كان أن أرسل إلى غطفان يقول لهم أن يعطيهم شطر تمر المدينة من أجل أن لا يساعدوا الكفّار عليهم وأرسل إلى زعماء الأنصار يخبرهم بذلك، وقال: "ترون ما بلغ حال النّاس من الشدّة والمشقّة" ومع هذا فالرّسول عليه الصّلاة والسلام لم يرض أن يقودهم إلى قتال ليس لهم به طاقة ولا قدرة بل آثر مع أصحابه والمسلمين الصّبر على الحصار والجوع فكان نصر الله من حيث لم يحتسبوا. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب/9] وقال تعالى: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب/25]

وهذا الّذي نصرهم الله به على عدوّهم ما كانوا يظنونه ولا يحسبون أنّهم ينصرون به وهو الملائكة والرّيح، لكن لما كانوا صادقين مع الله ملتزمين بدينه توابين إليه متوكّلين عليه صابرين على بلاءه متمسكين بسنّة محمّد صفيّه من خلقه عليه الصلاة والسلام، كان هذا النصر من عند الله لهم جزاء وفضلا.

وقد نوّه الله بذلك في نفس الواقعة والسورة: فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب/21]

أفلا نتأسى نحن برسول الله في مثل هذه المواطن كما تأسّى من قبلنا من سلفنا الصالح ونحافظ على أنفسنا وعلى المسلمين في معركة لا طاقة لنا بها ولا قدرة ونلزم ما التزم به نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وصحابته البررة الطاهرون، وهذا يقودنا إلى القول بأن من نادى من علمائنا الأخيار بالهدنة أو الصلح المؤقت مع اليهود كان قولهم أقرب إلى الصواب من غيرهم في النظر والشرع، وإلا لما شرع الإسلام الصلح والهدنة والعهد بيننا وبين الكفار، قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنفال/61]

وختاما أقول: اللهم يا حيّ يا قيّوم عليك باليهود الغاصبين وأبناء صهيون الظالمين وانصر إخواننا الغزّيين وسائر إخواننا الفلسطينيين وردّ المسجد الأقصى إلى حضيرة المسلمين يا قويّ يا كريم اللهم يا ذا الجلال والإكرام أهلك اليهود الطغام وشرّدهم في الأوطان وأدخل في قلوبهم الرعب والذلّ والهوان وانصر إخواننا في غزة يا رحمٰن وارفع عنهم المحنة يا منّان .
وكتبه فضيلة الشيخ ابو موسى عبد الكريم الجزائري الاثري.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-25-2009, 07:12 PM
أبو آلاء السلفي أبو آلاء السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 333
افتراضي

بارك الله فيك
__________________
وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا




أتبني بناء الخالدين وانما ...بقاؤك فيها لو عقلت قليل

لقد كان في ظل الأراك مقيل...لمن كل يوم يقتفيه رحيل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-07-2012, 12:45 AM
حمزة الجزائري حمزة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر (العاصمة)
المشاركات: 984
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ الأديب محمد بوسلامة الجـزائـري :

(إنّ مدرستنا قد انهارت وإنّ مجاري التعليم قد غارت فلو لم يتلاف هذا الأمر بقية العلماء في هذه الديار وأهل السعة من الصالحين وولاة الأمور فسوف تتهافت بين ايديهم الاجيال كما تتهافت الفراش على شعلة الفتيل فكم من جريح وكم من قتيل إنّه تهافت الأجيال الذي تزول به الدول وتضعف منه الأمم وتنقرض به الحضارات إنني أدعو إلي حماية المواهب من المخمدات التي تمالأت على إطفائها فتبلغ بناشئة الأجيال إلى التخاذل والشعور بالنقيصة والقصور فلا تنهض له الهمم ولا ترتقي عزائمهم القمم إننا في زمن قد كثرت فيه عوامل الخفض والسكون وقلت فيه عوامل الرفع ونسأل الله الفتح المبين) - حماية المواهب -
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.