فتحُ ذي المِنن في الذب عن علي بن حسن

[مصباح الحنون]

فتحُ ذي المِنن

في الذب

عن علي بن حسن

الحمدلله الذي له الحمد والمنة ؛ والصلاة والسلام على من بُعِث بالتوحيد والسنة ؛ فأكمل به الدين وأتم به النعمة ؛ ورضي الله عن آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد تواتر عن غلاة الجرح قولهم أن الشيخ علي الحلبي يقول بوحدة الأديان !
والحقَّّ أقول أن بعض الكُليْمات أحياناً تمر ولا يُلقي العبد لها بالاً ؛ ثم إذا تكررت فإنها قد توافق سُويْعات تأمل وصفاء فتحدث في العقل فكرا ؛ وقد أُلقِيَت هذه الكلمة(التهمة)على مسامعي مراراً ولم أكترث ؛ إلا ما كان مني اليوم ؛ فقد جالت في خيالي وصالت في فكري وهبّت فزعتي فقلتُ : لو كان حقاً كما يقولون فهو كافر!
نعم لو كان حقاً ذلك فلا ريب ولا شك ؛ فمثله لا يُعذر بجهل ؛ ومسألة مثل هذه التي تتضمن الكفر الجلي لا يُعذر مثله فيها بتأويل!
ثم قلتُ إن تكفير القائل بوحدة الأديان كافر أيّاً كان ؛ فمِنْ عجبٍ أن يتهمه بذلك من يُنسب إلى العلم ثم هو لايكفرُه!!!
ألهذا الحد ضرب الإرجاء بأطنابه عند هؤلاء حتى لايكفروا ذلك الذي زعم التسوية بين الحق والباطل والكفر والإيمان؟!
وسوى بين عباد الرحمن وعبيد الصلبان؟!
فإما هم مرجئة إذ علموا أن الحلبي يقول بهذا القول القبيح ثم هم لم يكفروه!
وإما هم أهل هوى يمارسون عليه إرهابا (ما)لغرضٍ (ما)!
وبقدر ما عندي من رصيد ثقة بعدم تورطه بمثل هذا الكفر ؛ كذلك الحال هو بالنسبة لمتهميه إذ لا يمكن أن يوجد الكذب الصراح عند من يشتغل بالجرح بالليل والنهار!!

فقلت إذا لا بد من البحث لينجلي الأمر ؛ فإن ثبت لدي هذا القول عليه فلأرسلنَّ له والله رسالة أكفره بها بالعين ؛ ولأبيننَّ إرجاء شاهدي الزور الذين رقعوا له كفره ولم يصرحوا به !!
وأنهم أولى بالجرح الذي به يشتغلون ؛ وليلهم ونهارهم به يمضون!
فشرعت بالبحث فدُفِع إليَّ بمقال−جزى الإله من دفعه إلي−فقد استظهرتُ منه أربعة نصوص للمُتَّهم(علي الحلبي)خلُصْتُ فيها بفوائد عدة...
1 : براءته ظاهراً وباطناً من هذه التهمة الجائرة الخبيثة ؛ حيث أن الكلام−منه−واضح جلي ليس فيه قابلية للتلاعب في الألفاظ بل هو كالشمس في وضح النهار من حيث بيان ألفاظه ودلالاته...

2 : فرح العبد الفقير−مصباح−بموافقته في اعتقاده في مسألة تكفير القائل بهذا الكفر:(وحدة الأديان)للمتَهم:علي الحلبي ؛ فقد صرّح بما أعتقد به عيناً ومطابقة ولله الحمد والمنة.

3 : أن أهل الغلو في الجرح هم أولى بالجرح فقد قالوا الكذب والبهتان ورموا الشيخ الحلبي بالقول بوحدة الأديان دونما خجل ولا وجل من الله الديّان !!
فكيف يُقبل جرحُ قوم بهت؟!

4 : أن قواعد الجرح ليست منبنية على قواعد سنية بل هي انفعالات نفسانية مبناها على الموافقات والمفارقات لا للكتاب والسنة−في الغالب−بل لكبرائهم وما ارتضوه هم فقط !

5 : أن القوم ليسوا عدولا ؛ فالعدل الضابط لا يكذب ولا يفتري ولا يأفك ولا يبهت!
فرميهم للشيخ بهذا القول هو محض بهتان ؛ وعندي على هذا برهان والله المستعان ...

وأختم بعرض أقوال الشيخ علي الحلبي والمتضمن لأحكامه على القائل بوحدة الأديان..
مع الأخذ بالاعتبار أن أحكامه ليست كأحكام متهميه الإرجائية بل هي سنية تتحقق بقول الله جل جلاله: ولتستبين سبيل المجرمين ...
وإليك أقواله مرقمة :
1 : (إنَّ القولَ بوَحدَةِ الأديانِ -وما إليها... - كُفرٌ -وأيُّ كُفْرٍ-؛ لا يقولُ به إلاّ كافِرٌ مُستبين، أو جاهِلٌ غيرُ أمِين، أو ضالٌّ عن الحقِّ والدِّين)...

2 : «فدَنْدَنَةُ بعضِ (العصرانيِّينَ) حولَ «وحدةِ الأديانِ»، و«التسامُحِ الدينيِّ»، و«الأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ»: مِن ضلالاتِ المُبطِلِينَ، وانحرافاتِهِم، بل كُفريَّاتِهم، وإنَّما يُريدُونَ بذلك اجتِثاثِ أصلِ الإسلامِ، ومَحْوِ حقيقةِ دينِ الله مِن النُّفوس، فالحذَرَ! الحَذَرَ!».

3 : فمِن المقرّر-أصالةً-عندنا-نحن السلفيّين-خَلَفاً عن سَلَف-أننا لا نرضى -بل نرفضُ بشدّةٍ- دعوةَ

(التقريب بين الفرق والمذاهب!)

-لبطلانِها وضلالِها وفسادِها-؛ فكيف نرضى بدعوةِ
(وحدة الأديان!)
- وهي الأكثرُ بُطلاناً، والأشدُّ ضلالاً، والأظهرُ فساداً-بل الأعظمُ كفراً-!!!!!
وهذا ممّا لا ينبغي أنْ يغيبَ عن الفَطِن؛ ولكنْ!!

{ إنّ هذا لَشيءٌ عُجابٌ }

4 : فلقد بيَّنْتُ رَأْيِيَ الواضحَ الصريحَ -مِن قبلُ ومِن بعدُ-أكثرَ وأكثرَ- في موضوعِ (وَحدَةِ الأديانِ) -هذا -وتكفيرِ القائلِ به- جليًّا- في مَقالي: «الإعلان ...» -المُشارِ إليهِ قبلاً....هـ

راجع رسالته في الرد على البيضاني....

أقول : أي كلام واضح جلي أصرحُ من هذا في هذه القضية الجلي كفرها الظاهر ضلالها؟!

ألا فليتق الله هؤلاء ؛
ألا يخشون الله ويتقوه!!!
رموه بما يوجب تكفيره وهو من كل ذلك براء ؛ وكذبهم مفضوح ؛ أبعد عرض هذه العينة والتي لو حقق طالب العلم ودقّق لبان له−ربما−مثلها الكثير!!!!
فأي طريقة خارجية تلك في استحلال الكذب والبهتان للنيل من أعراض من خالفهم وخالفوه!!!
إن أهل السنة ليسوا كذلك ؛ إنهم يقولون الحق ولو على أنفسهم فليراجع القوم سلفيتهم بل ليراجعوا دينهم وأخلاقهم!!!

هذا ما تيسر ولله الحمد من قبل ومن بعد ...

كتبه:مصباح بن نزيه الحنون.

26/ذوالقعدة/1436هـ