أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
49175 97777

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 05-12-2013, 05:27 AM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

خروجه -صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف

ولما اشتد البلاء من قريش على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعد موت عمه خرج إلى الطائف ، رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه ويمنعوه منهم حتى يبلغ رسالة ربه . ودعاهم إلى الله عز وجل فلم ير من يؤوي ولم ير ناصرا ، وآذوه أشد الأذى ، ونالوا منه ما لم ينل قومه . وكان معه زيد بن حارثة مولاه ، فأقام بينهم عشرة أيام ، لا يدع أحدا من أشرافهم إلا كَلَّمه فقالوا : اخرج من بلدنا . وأغروا به سفهاءهم ، فوقفوا له سماطين ، وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه هي أشد وقعا من الحجارة ، حتى دميت قدماه وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف إلى مكة محزونا. (1)


عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟
فقال: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال (2) فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي (3) فلم أستفق إلا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل ..
فناداني فقال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.
قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي..
ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين.
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) (4) (5)


وفي هذا الحديث:
بيان شفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- على قومه ، ومزيد صبره وحلمه ، وهو موافق لقوله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وقوله: ( وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين). (6)

_______________
(1)مختصر سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- للشيخ محمد بن عبد الوهاب
(2)وكان ابن عبد ياليل من أكابرأهل الطائف من ثقيف. (كتاب فتح الباري)
(3)(على وجهي ) أي على الجهة المواجهة لي . (كتاب فتح الباري)
(4)صحيح البخاري (3059)، مسلم (1795)
(5)جاء في كتاب مختصر سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-: وفيمرجعه دعا بالدعاء المشهور (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غيرأن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمرالدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك ، أو ينزل بي سخطك . لك العتبى حتى ترضى . ولا حولولا قوة إلا بك)
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " (6/489): ضعيف.
(6) قاله ابن حجر في فتح الباري

__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 05-18-2013, 04:32 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

قصة الإسراء والمعراج
ثم أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى بيت القدس راكبا على البراق بصحبة جبريل -عليه السلام- ، فنزل هناك ، وصلى بالأنبياء إماما ، وربط البراق بحلقة باب المسجد ، ثم عرج به إلى السماء..(1)

قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (2)
يُمَجّد تَعَالَى نَفْسه وَيُعَظِّم شَأْنه لِقُدْرَتِهِ عَلَى مَا لَا يَقْدِر عَلَيْهِ أَحَد سِوَاهُ، فَلَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ سِوَاهُ " الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ "يَعْنِي مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِد الْحَرَام " وَهُوَ مَسْجِد مَكَّة " إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى " وَهُوَ بَيْت الْمَقْدِس الَّذِي بِإِيلِيَاء مَعْدِن الْأَنْبِيَاء مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلَام- وَلِهَذَا جُمِعُوا لَهُ هُنَاكَ كُلّهمْ فَأَمَّهُمْ فِي مَحَلَّتهمْ وَدَارهمْ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْإِمَام الْأَعْظَم وَالرَّئِيس الْمُقَدَّم -صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ- . (3)


- عن مالك بن صعصعة -رضي الله عنهما -أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- حدثهم عن ليلة أسري به:
(بينماأنا في الحطيم (4)- وربما قال: في الحجر- مضطجعا إذ أتاني آت..
فقَدّ- قال وسمعته يقول: فشقَّ- مابين هذه إلى هذه - فقلت للجارود -وهو إلى جنبي- ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره(5) إلى شعرته (6) وسمعته يقول: من قصّه (7) إلى شعرته - فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد..
ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة. قال أنس: نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه- فحملت عليه..
فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح..
فقيل: من هذا؟
قال: جبريل.
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء.
ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم ..
فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه .
فسلمت عليه فرد السلام..
ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة..
قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما.
فسلمت، فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة.. فاستفتح..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
ففتح فلما خلصت إذا يوسف ..
قال: هذا يوسف فسلمعليه .
فسلمت، عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخالصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعةفاستفتح..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
ففتح فلما خلصت إلى إدريس قال: هذا إدريس فسلم عليه.
فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
فلما خلصت فإذا هارون ، قال: هذا هارون فسلم عليه.
فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه.
فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي . (8)
ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ..
قيل: من هذا ؟
قال: جبريل .
قيل: ومن معك؟
قال: محمد .
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم .
قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء.
فلما خلصت فإذا إبراهيم قال: هذا أبوك فسلم عليه.
قال: فسلمت عليه، فرد السلام قال:مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
ثم رُفِعت إلي سدرة المنتهى(9) فإذا نبقها (10) مثل قلال هَجَر (11) وإذا ورقها مثل آذان الفيلة..
قال: هذه سدرة المنتهى.
وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران..
فقلت: ما هذان يا جبريل؟
قال: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات.
ثم رفع لي البيت المعمور، ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن..
فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك.
ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كليوم، فرجعت فمررت على موسى ، فقال: بما أمرت؟
قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم .
قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.
فرجعت فوضع عني عشرا..
فرجعت إلى موسى فقال مثله..
فرجعت فوضع عني عشرا..
فرجعت إلى موسى فقال مثله..
فرجعت فوضع عني عشرا..
فرجعت إلى موسى فقال مثله..
فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم..
فرجعت فقال مثله..
فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم..
فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟
قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم.
قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كليوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.
قال: سألت ربي حتى استحييت ولكني أرضى وأسلم.
قال: فلما جاوزت نادى مناد:" أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي")(12)


من فوائد الحديث(13):
- إثبات الاستئذان ، وأنه ينبغي لمن يستأذن أن يقول : أنا فلان ولا يقتصر على "أنا" لأنه ينافي مطلوب الاستفهام ، وأن المار يسلم على القاعد وإن كان المار أفضل من القاعد.
- استحباب تلقي أهل الفضل بالبشر والترحيب والثناء والدعاء ، وجواز مدح الإنسان المأمون عليه الافتتان في وجهه .
- التجربة أقوى في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة ، يستفاد ذلك من قول موسى - عليه السلام - للنبي- صلى الله عليه وسلم - أنه عالج الناس قبله وجربهم .
- استحباب الإكثار من سؤال الله تعالى وتكثيرالشفاعة عنده.
- فضيلة الاستحياء .
- بذل النصيحة لمن يحتاج إليها .
****************************************
(فلما أصبح رسول الله-صلى الله عليه وسلم - في قومه وأخبرهم اشتد تكذيبهم له وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس ، فجلاه الله له حتى عاينه ، وجعل يخبرهم به ، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا . وأخبرهم عن عيرهم التي رآها في مسراه ومرجعه وعن وقت قدومها ، وعن البعير الذي يقدمها ، فكان كما قال ، فلم يزدهم ذلك إلا ثبورا.) (1)
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: ( لما كذبتني قريش قمتُ في الحجر فجلّا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه. ) (14)

____________
(1)مختصر السيرة- الشيخ محمد بن عبد الوهاب
(2)سورة الإسراء
(3)تفسير ابن كثير
(4)والمراد بالحطيم هنا الحجر، وفي رواية عندالبخاري (بينا أنا عند البيت )- فتح الباري
(5)الموضع المنخفض بين الترقوتين – فتح الباري
(6)شعر العانة – فتح الباري
(7)أي رأس صدره -الفتح
(8)قال العلماء : لم يكن بكاء موسىحسدا ، معاذ الله ، فإن الحسد في ذلك العالم منزوع عن آحاد المؤمنين فكيف بمن اصطفاه الله تعالى ، بل كان أسفا على ما فاته من الأجر الذي يترتب عليه رفع الدرجة بسبب ما وقع من أمته من كثرة المخالفة المقتضية لتنقيص أجورهم المستلزم لتنقيص أجره ؛ لأن لكل نبي مثل أجر كل من اتبعه ، ولهذا كان من اتبعه من أمته في العدد دون من اتبع نبينا - صلى الله عليه وسلم - مع طول مدتهمبالنسبة لهذه الأمة -الفتح
(9)ووقع بيان سبب تسميتها سدرة المنتهى في حديث ابن مسعود عند مسلم ولفظه: (لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال : انتهي بي إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها) وقال النووي: سميت سدرة المنتهى ؛ لأن علم الملائكة ينتهي إليها ، ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -الفتح
(10)وهو ثمر السدر- الفتح
(11)جمع قلة بالضم هي الجرار ، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال ، وكانت معروفة عند المخاطبين فلذلك وقع التمثيل بها.و"هجر" بلدة-الفتح
(12)البخاري (3674)
(13)منتقاة من كلام ابن حجر –رحمه الله- في الفتح.
(14)البخاري(3673)


__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 05-19-2013, 04:09 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

فصل في: مبدأ الهجرة التي فرق الله فيها بين أوليائه وأعدائه ، وجعلها مبدأ لإعزاز دينه ، ونصر عبده ورسوله :
[قال الواقدي : حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وغيرهما قالوا :
أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا ، ثم أعلن في الرابعة ، فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين ، يوافي الموسم كل عام ، يتبع الحاج في منازلهم ، وفي المواسم بعكاظ ، ومجنة ، وذي المجاز ، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ولهم الجنة ، فلا يجد أحدا ينصره ولا يجيبه ، حتى إنه ليسأل عن القبائل - وعرض النبي صلى الله عليه وسلم دعوته عليها - ومنازلها قبيلة قبيلة ، ويقول : ( يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، وتملكوا بها العرب ، وتذل لكم بها العجم ، فإذا آمنتم ، كنتم ملوكا في الجنة ) وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه ، فإنه صابئ كذاب ، فيردون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبح الرد ويؤذونه ، ويقولون : أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ، وهو يدعوهم إلى الله ، ويقول : (اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا) .
قال : وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم وعرض نفسه عليهم : بنو عامر بن صعصعة ، ومحارب بن حصفة ، وفزارة ، وغسان ، ومرة ، وحنيفة ، وسليم ، وعبس ، وبنو النضر ، وبنو البكاء ، وكندة ، وكلب ، والحارث بن كعب ، وعذرة ، والحضارمة ، فلم يستجب منهم أحد ) . ]
من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد-ابن القيم

تنبيه:
- (كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يوافي الموسم كل عام يتبع الحاج . . ويقول : أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ، وتملكوا العرب وتذل لكم العجم ، وإذا آمنتم كنتم ملوكا في الجنة ، وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه)
قال الألباني (في "دفاع عن الحديث" - الصفحة أو الرقم: 20): في إسناده الواقدي وهو متهم بالكذب . (موقع الدرر السنية)

- (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ مرَّ في سوقِ ذي المَجازِ وعليهِ حلَّةٌ حمراءُ وَهوَ يقولُ : يا أيُّها النَّاسُ قولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تُفلِحوا ورجلٌ يتَّبعُهُ يرميهِ بالحجارةِ قَد أدمَى كَعبَيهِ وعُرقوبَيهِ وَهوَ يقولُ يا أيُّها النَّاسُ لا تُطيعوهُ فإنَّهُ كذَّابٌ فقُلتُ مَن هذا قالوا غُلامُ بَني عبدِ المطَّلبِ فقُلتُ مَن هذا الَّذي يتَّبعُهُ يرميهِ بالحجارةِ قالوا هذا عبدُ العُزَّى أبو لهبٍ)
قال الوادعي (في الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 516): صحيح (موقع الدرر السنية)

__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 05-21-2013, 06:33 AM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

وفودالأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-بمكة وبيعة العقبة (1)
وكان ممن صنع الله لرسوله أن الأوس والخزرج كانوا يسمعون من حلفائهم يهود المدينة : أن نبيا يبعث في هذا الزمان .
فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عند العقبة في الموسم ستة نفر من الأنصار فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا.
ثم رجعوا إلى المدينة، فدعوهم إلى الإسلام ، ففشا الإسلام فيها حتى لم يبق دار إلا وقد دخلها الإسلام .

فلما كان العام المقبل ، جاء منهم اثنا عشر رجلا فكانت بيعة العقبة (2) الأولى (بيعة النساء) :
- عن عبادة بن الصامت- من الذين شهدوا بدرا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومن أصحابه ليلة العقبة-... أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال وحوله عصابة من أصحابه:
( تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه). قال: فبايعته على ذلك
. (3)

ثم انصرفوا إلى
المدينة، وبعث معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عمروبن أم مكتوم ، ومصعب بن عمير يعلمان من أسلم منهم القرآن ، ويدعوان إلى الله -عز وجل- .

وكثرالإسلام بالمدينة وظهر ، ثم رجع مصعب إلى مكة، ووافى الموسم العام المقبل ، وقدم على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الأنصار ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان ، فكانت بيعة العقبة الثانية:
- عن جابر قال:
(مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى، يقول: (من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة)، حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر -كذا قال- فيأتيه قومه فيقولون:احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعا فقلنا: حتى متى نترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلا، حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا..
فقلنا: يارسول الله نبايعك.
قال: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة).
قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم..
فقال: رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله .
قالوا: أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا.
قال: فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة
.) (4)
___________
(1) بوّب البخاري في صحيحه : باب: وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -بمكة وبيعة العقبة.
ملاحظة: هذه المشاركة مأخوذة من كتاب: "زاد المعاد في هدي خير العباد" بتصرف مع بعض الإضافات المشارإلى مصادرها.
(2) وَهِيَ الْعَقَبَةُ الَّتِي فِي طَرَفِ مِنًى، وَاَلَّتِي يُضَافُ إِلَيْهَا جَمْرَةَالْعَقَبَةِ - قاله النووي في شرحه لصحيح مسلم.
(3) البخاري(3679)
(4) قال الألباني: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم - السلسلة الصحيحة(63)


__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 06-01-2013, 02:24 AM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

(وأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - للمسلمين في الهجرة إلى المدينة ، فبادروا إليها ...
ثم خرجوا أرسالا ، يتبع بعضهم بعضا، ولم يبق منهم بمكة أحد إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعلي - أقاما بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لهما - وإلا من احتبسه المشركون كرها .
وأعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - جهازه ينتظر متى يؤمر بالخروج ، وأعد أبو بكر جهازه .

تآمر قريش بدار الندوة على قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قد تجهزوا وخرجوا بأهليهم إلى المدينة : عرفوا أن الدار دار منعة وأن القوم أهل حلقة وبأس فخافوا خروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فيشتد أمره عليهم ، فاجتمعوا في دار الندوة ، وحضرهم إبليس في صورة شيخ من أهل نجد ، فتذاكروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأشار كل منهم برأي والشيخ يرده ولا يرضاه إلى أن قال أبو جهل : قد فرق لي فيه برأي ما أراكم وقعتم عليه ، قالوا : ما هو ؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا ، ثم نعطيه سيفا صارما ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ، فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق ديته . فقال الشيخ : لله در هذا الفتى ، هذا والله الرأي . فتفرقوا على ذلك .
فجاء جبريل فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - بذلك . وأمره ألا ينام في مضجعه تلك الليلة . ) (1)


ملاحظة:
قال الشيخ محمد بن عبد الله العوشن في كتابه " ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية":
(وهذه القصة [قصة تآمر قريش بدار الندوة على قتل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-] لم أر – حسب علمي - من صحح أسانيدها من أهل العلم على أنها مشهورة في كتب السيرة لكن الشهرة لا تغني عن صحة الإسناد ). وذكر الشيخ في كتابه نقولات عن أهل العلم - ممن اعتنى بكتب السيرة- بين مقوٍّ ومضعف للقصة، فليراجَع.
والله أعلم .

_________________
(1) مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 06-09-2013, 08:50 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

حديث عائشة في الهجرة إلى المدينة

عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- قالت :
(لم أعقل أبوي [يعني أبا بكر وأم رومان] قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار بكرة وعشية.


فلما ابتلي المسلمون [أي بأذى المشركين لما حصروا بني هاشم والمطلب في شعب أبي طالب وأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة ] خرج أبوبكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد [موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن] لقيه ابن الدغنة - وهو سيد القارة [قبيلة مشهورة من بني الهون]-..
فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
فقال أبوبكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي .
قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخرج ولا يُخرج ، إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق [وفي موافقة وصف ابن الدغنة لأبي بكر بمثل ما وصفت به خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على عظيم فضل أبي بكر واتصافه بالصفات البالغة في أنواع الكمال] فأنا لك جار [أي مجير أمنع من يؤذيك] ارجع واعبد ربك ببلدك.
فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش..
فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق؟
فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة..
وقالوا لابن الدغنة: مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا.
فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبوبكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم..
فقالوا: إنا كنا أجرنا أبابكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أننخفرك [أي نغدر بك] ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان.
قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر..
فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له.
فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله -عز وجل-. [وفيه جواز الأخذ بالأشد في الدين ، وقوة يقين أبي بكر، في هذا الفصل من فضائل الصديق أشياء كثيرة قد امتاز بها عمن سواه ظاهرة لمن تأملها . ]

والنبي - صلى الله عليه وسلم- يومئذ بمكة..
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين:

( إني أُريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين -وهما الحرتان [هذا مدرج في الخبر وهو من تفسير الزهري ، والحرة أرض حجارتها سود ] -) .


فهاجرمن هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة.

وتجهز أبوبكر قبل المدينة..
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : (على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي ).
فقال أبوبكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟
قال:( نعم ) .
فحبس أبوبكر نفسه [ أي منعها من الهجرة ] على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر - وهوالخبط- أربعة أشهر ) .


يتبع -بإذن الله- تتمة هذا الحديث .
صحيح البخاري (3694) -باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - ، ما بين [ ] مأخوذ من كتاب فتح الباري لابن حجر.
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 06-13-2013, 05:57 AM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

تتمة حديث عائشة في الهجرة إلى المدينة
قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة:
(فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكرفي نحر الظهيرة [وهو أشد مايكون في حرارة النهار]..
قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- متقنعا [أي مغطيا رأسه] في ساعة لم يكن يأتينا فيها.
فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر .
قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستأذن فأذن له فدخل..
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:لأبي بكر: (أخرج من عندك ) .
فقال أبو بكر: إنما هم أهلك [أشار بذلك إلى عائشة وأسماء] بأبي أنت يا رسول الله .
قال: (فإني قد أذن لي في الخروج) .
فقال أبوبكر: الصحابة [أي أريد المصاحبة] بأبي أنت يا رسول الله ؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( نعم )
قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (بالثمن) .
قالت عائشة: فجهزناهما أحث [من الحث وهو الإسراع] الجهاز [وهو ما يحتاج إليه في السفر] ، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها [والنطاق ما يشد به الوسط]فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين[شقت نطاقها نصفين فشدت بأحدهما الزاد واقتصرت على الآخر] .
قالت: ثم لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه [أي اختفيا] ثلاث ليال، يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر -وهو غلام شاب ثقف [حاذق] لقن [سريع الفهم] - فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلايسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام.
ويرعى عليهما عامربن فهيرة مولى أبي بكرمنحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رِسْل [اللبن الطري] وهو لبن منحتهما ورضيفهما [أي اللبن المرضوف أي التي وضعت فيه الحجارةالمحماة بالشمس أو النار لينعقد وتزول رخاوته] حتى ينعق [والنعيق صوت الراعي إذا زجر الغنم] بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث .
واستأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا -والخريت الماهر بالهداية- قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامربن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل ) .

_______________________________
صحيح البخاري (3694) -باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - ، ما بين [ ] مأخوذ من كتاب فتح الباري لابن حجر.

__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 06-26-2013, 05:32 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

قصة سراقة بن مالك - رضي الله عنه-
قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول:
جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم-وأبي بكر دية كل واحد منهما من قتله أو أسره .
فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس..
فقال: ياسراقة، إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه .
قال سراقة: فعرفت أنهم هم ..
فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا.

ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزُجه [الحديدة التي في أسفل الرمح ] الأرض وخفضت عاليه [ أي أمسكه بيده وجر زجه على الأرض فخطها به لئلا يظهر بريقه لمن بعد منه ، لأنه كره أن يتبعه منهم أحد فيشركوه في الجعالة ] حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها [أسرعت بها السير ] تقرب بي [ التقريب السير دون العدو وفوق العادة] حتى دنوت منهم ، فعثرت بي فرسي فخررت عنها ، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره [ أي لا تضرهم ] ، فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو لا يلتفت وأبوبكر يكثر الالتفات، ساخَتْ [ أي غاصت] يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان [أي دخان] ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..
فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني [ أي لم ينقصاني مما معي شيئا] ولم يسألاني إلا أن قال: أخف عنا.. فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
(*)
____________________
- صحيح البخاري (3694) -باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة - ، ما بين [ ] مأخوذ من كتاب فتح الباري لابن حجر.
(*) يُذكر أن إسلام سراقة بن مالك كان بعد فتح مكة لما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح:
وفي رواية ابن إسحاق " فكتب لي كتابا في عظم - أو ورقة أو خرقة - ثم ألقاه إلي ، فأخذته فجعلته في كنانتي ثم رجعت " وفي رواية موسى بن عقبة نحوه وعندهما: ( فرجعت فسئلت فلم أذكر شيئا مما كان ، حتى إذا فرغ من حنين بعد فتح مكة خرجت لألقاه ومعي الكتاب ، فلقيته بالجعرانة حتى دنوت منه فرفعت يدي بالكتاب فقلت : يا رسول الله هذا كتابك فقال : يوم وفاء وبر ، ادن ، فأسلمت)
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 09-06-2013, 05:19 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

قصة أم معبد
وعن حازم بن هشام عن أبيه عن جده حبيش بن خالد - وهو أخوأم معبد:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أخرج من مكة خرج مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله الليثي مروا على خيمتيأم معبد، فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى شاة في كسر الخيمة ..
فقال : " ما هذه الشاة ياأم معبد؟ "
قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم .
قال : " هل بها من لبن ؟ "
قالت : هي أجهد من ذلك .
قال : " أتأذنين لي أن أحلبها ؟ "
قالت : بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها .
فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه وردت واجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها . (1)
_____________________
(1) قال الألباني: ضعيف وقد يرقى إلى الحسن بتعدد طرقه .
قال ابن حجر في الفتح: وَوَقَعَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ فِي سَفَرِهِمْ ذَلِكَ قَضَايَا : مِنْهَا نُزُولُهُمْ بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ، وَقِصَّتُهَا أَخْرَجَهَا ابْنُ خُزَيْمَةَوَالْحَاكِمُ مُطَوَّلَةً ، وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي " الدَّلَائِلِ " مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَىعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِشَبِيهًا بِأَصْلِ قِصَّتِهَا فِي لَبَنِ الشَّاةِ الْمَهْزُولَةِ دُونَ مَا فِيهَا مِنْ صِفَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَكِنَّهُ لَمْ يُسَمِّهَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَلَا نَسَبَهَا ،فَاحْتَمَلَ التَّعَدُّدَ .

__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 09-09-2013, 07:26 PM
ام البراء ام البراء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 952
افتراضي

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة:
قالابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشأم ، فكسا الزبير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر ثياب بياض.
وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود[ أَيْ طَلَعَ إِلَى مَكَانٍ عَالٍ فَأَشْرَفَ مِنْهُ]على أُطُم [هُوَالْحِصْنُ] من آطامهم لأمر ينظر إليه ، فبصر برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مبيضين [أَيْ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ الْبِيضُ الَّتِي كَسَاهُمْ إِيَّاهَا الزُّبَيْرُأَوْ طَلْحَةُ] يزول بهم السراب [ أَيْ يَزُولُ السَّرَابُ عَنِ النَّظَرِ بِسَبَبِ عُرُوضِهِمْ لَهُ] ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون.
فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظهرالحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

فقام أبوبكر للناس وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صامتا فطفق من جاء منالأنصار ممن لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحيي أبابكر حتى أصابت الشمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فأقبل أبوبكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك .(1)
__________
(1) صحيح البخاري (3694) وما بين [] مأخوذ من كتاب فتح الباري
__________________
زوجة أبي الحارث باسم خلف
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.