أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
39205 | 69591 |
#1
|
|||
|
|||
ما بعد رمضان
*اﻷحبة في الله :*فبعد أيام قﻼئل من رحيل شهر رمضان المبارك !! كيف حالكم بعد رمضان ؟*فلنقارن بين حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان !! إيه أيتها النفس ؟! كنت في أيام... في صﻼة , وقيام , وتﻼوة , وصيام , وذ كّر , ودعاء , وصدقه , وإحسان , وصلة أرحام ! . ذقنا حﻼوة ا ﻹيمان وعرفنا حقيقه الصيام , وذقنا لذّه الدمعه , وحﻼوة المناجاة في اﻷسحار !! كنا نُصلي صﻼة من جُعلت قرةُ عينه في الصﻼة , وكنا نصوم صيام من ذاق حﻼوته وعرف طعمه , وكنا ننفق نفقه من ﻻ يخشى الفقر , وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !. وهكذا .. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حتى قال قائلنا ... ياليتني متّ على هذا الحال !! ياليت خاتمتي كانت في رمضان ..! . رحل رمضان ولم يمضى على رحيله إﻻ القليل ! ولربما عاد تارك الصﻼة لتركه , وآكل الربا ﻷكله , ومشاهد الفحش لفحشه , وشارب الدخان لشربه . فنحن ﻻ نقول أن نكون كما كنا في رمضان من اﻷجتهاد . ولكن نقول :*ﻻ*لﻺنقطاع عن اﻷعمال الصالحة , فلنحيا على الصيام , والقيام , والصدقة , ولو القليل ._________________________________________ الوقفة اﻷولى :*ماذا أستفدنا من رمضان ؟ ! ها نحن ودعنا رمضان المبارك ... ونهاره الجميل ولياليه العطره .* ها نحن ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار . فماذا جنينا من ثماره اليانعة , وظﻼله الوارقه ؟! هل*تحققنا بالتقوى ... وتخرجنا من مدرسه رمضان بشهادة المتقين ؟! هل*تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة , وعن المعصية ؟! هل*ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟! هل*جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟! هل*غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟! هل*...*هل*...*هل...؟! أسئلة كثيرة .. وخواطر عديدة .. تتداعى على قلب كل مُسلم صادق .. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة .. ماذا استفدت من رمضان ؟* أنه مدرسة إيمانية ... إنه محطة روحيه للتزود منه لبقية العام ... ولشحذ الهمم بقيه الغمر ... فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويُغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان ؟! إنه بحق مدرسة للتغيير .. نُغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخﻼقنا المخالفة لشرع الله جل وعﻼ { ..*إِنَّ اللَّهَ ﻻ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ... } الرعد 11 ._________________________________________ الوقفة الثانية :*ﻻ تكونوا كالتي نقضت غزلها !! اﻷحبة في الله : إن كنتم ممن أستفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين ... ! فصُمتم حقاً ... وقُمتم صدقاً ... واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه ... !! فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات . وإياكم ثم إياكم ... من نقض الغزل بعد غزله . إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون , وترك الطاعات واﻷعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعموا بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ... ترجعوا إلى جحيم المعاصي والفجر !! فبئس القوم الذين ﻻ يعرفون الله إﻻ في رمضان ..!! اﻷحبة في الله :*ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس فمنها .. (1)*ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعه ... فبعد امتﻼء المساجد بالمصلين في صﻼة التراويح التي هي سُنه ... نراها قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويُكّفَّر تاركها !! (2)*اﻻنشغال باﻷغاني واﻷفﻼم .. والتبرج والسفور .. والذهاب إلى المﻼهي والمعاكسات !! (3)*ومن ذلك التنافس في الذهاب إلى المسارح ودور السينما والمﻼهي الليلية فترى هناك - مأوى الشياطين وملجأ لكل رزيلة - وما هكذا تُشكر النعم .. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله علىّ بلوغ الصيام والقيام , وما هذه عﻼمة القبول بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها . وهذا من عﻼمات عدم قبول العمل والعياذ بالله ﻷن الصائم حقيقة .. يفرح يوم فطرة ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام .. ومع ذلك يبكي خوفاً من أﻻ يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول . فمن عﻼمات قبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابق . وأن ترى فيه إقباﻻً على الطاعة {*وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ ﻷَزِيدَنَّكُمْ..*} ابراهيم 7 . أى زيادة في الخير الحسي والمعنوي ... فيشمل الزيادة في اﻹيمان والعمل الصالح .. فلو شكر العبدُ ربهُ حتى الشكر , لرأيته يزيد في الخير والطاعة .. ويبعد عن المعصية .والشكر ترك المعاصي ._________________________________________ الوقفة الثالثة :*واعبد ربك حتى يأتيك اليقين هكذا يجب أن يكون العبد ... مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , ﻻ يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , ﻻ ... وألف ﻻ ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور واﻷيام .... قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 , وقال : { ... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... } فصلت 6 . واﻵن بعد أنتهاء صيام رمضان ... فهناك صيام النوافل :*( كالست من شوال ) , ( واﻻثنين , الخميس ) , ( وعاشوراء ) , ( وعرفه ) , وغيرها . وبعد أنتهاء قيام رمضان , فقيام الليل مشروع في كل ليله :*وهو سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بقوله : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن اﻹثم مطردة للداء عن الجسد " رواه الترمذي وأحمد . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الصﻼة بعد المكتوبة قيام الليل " ، وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ، ولم يتركه سفراً وﻻ حضراً ، وقام صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه ، فقيل له في ذلك فقال : " أفﻼ أكون عبداً شكوراً " متفق عليه . وقال الحسن : ما نعلم عمﻼً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ، فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً ؟ قال : ﻷنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره . اجتناب الذنوب والمعاصي : فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ، واﻷنس بذكره في ظلم الليل ، فليحذر الذنوب ، فإنه ﻻ يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي . قال رجل ﻹبراهيم بن أدهم : إني ﻻ أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال : ﻻ تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي ﻻ يستحق ذلك الشرف . وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني أبِيت معافى ، وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي ﻻ أقوم ؟ فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك . وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ، وصيام النهار . وقال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل ، وصيام النهار ، فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه اﻷصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش . ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ، وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى : (*أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر اﻵخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ﻻ يعلمون إنما يتذكر أولوا اﻷلباب*) . واﻵن بعد أن انتهت ( زكاة الفطر ) :*, فهناك الزكاة المفروضه , وهناك أبواب للصدقه والتطوع والجهاد كثيرة . وقرأة القرآن وتدبره ليست خاصه برمضان:*بل هي في كل وقت .* وهكذا .... فاﻷعمال الصالحه في كل وقت وكل زمان ..... فاجتهدوا اﻷحبة في الله في الطاعات .... وإياكم والكسل والفتور . فالله ... الله في اﻻستقامة والثبات على الدين في كل حين فﻼ تدروا متى يلقاكم ملك الموت فإحذروا أن يأتيكم وأنتم على معصية ._________________________________________ الوقفة الرابعة :*عليكم باﻻستغفار والشكر أكثروا من اﻻستغفار ... فإنه ختام اﻷعمال الصالحة , ( كالصﻼة , والحج , والمجالس ) , وكذلك يُختم الصيامُ بكثرة اﻷستغفار . كتب عمر بن عبد العزيز إلى اﻷمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان باﻻستغفار والصدقة وقال : قولوا كما قال أبوكم آدم "*ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين*" . وكما قال ابراهيم : "*والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين*" . وكما قال موسى : "*ربي إني ظلمت نفسي فأغفر لي*" . وكما قال ذو النون : "*ﻻ إله إﻻ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*" . أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه . فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام {*وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون*} البقرة 185 .* والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب واﻷقوال واﻷعمال وعدم اﻹدبار بعد اﻹقبال ._________________________________________ الوقفة الخامسة :*هل قُبِل صيامكم وقيامكم أم ﻻ ؟؟ إن الفائزين في رمضان , كانوا في نهارهم صائمون , وفي ليلهم ساجدون , بكاءٌ خشوعٌ , وفي الغروب واﻷسحار تسبيح , وتهليل , وذكرٌ , واستغفار , ما تركوا باباً من أبواب الخير إﻻ ولجوه , ولكنهم مع ذلك , قلوبهم وجله وخائفة ...!! ﻻ يدرون هل قُبلت أعمالهم أم لم تقُبل ؟ وهل كانت خالصة لوجه الله أم ﻻ ؟ فلقد كان السلف الصالحون يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه , قال تعالى : {*وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ*} المؤمنون 60 . هذه هي منقول.. |
|
|