أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
71566 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-30-2013, 05:46 AM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي بل الهدايه من الله ابتداءً وانتهاءً

إن الهداية هدايتان : هداية بلاغ وهداية توفيق ...
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/258):
"قال الله تعالى لنبيه: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} فنفى سبحانه وتعالى عن نبيه محمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يملك الهداية لأحد، كما قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ، قال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) } .
فإن قلت: أليس الله جل وعلا قال في الآية الأخرى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، فأثبت في هذه الآية أن الرسول يهدي إلى صراط مستقيم؟.
فالجواب عن ذلك: أن الهداية هدايتان: هداية يملكها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهداية لا يملكها.
أما الهداية التي يملكها الرسول فهي: هداية الإرشاد والدعوة والبيان ويملكها كل عالم يدعو إلى الخير.
أما الهداية المنفيّة فهي: هداية القلوب، وإدخال الإيمان في القلوب، فهذه لا يملكها أحد إلاّ الله سبحانه وتعالى.
فنحن علينا الدعوة، وهداية الإرشاد والإبلاغ، أما هداية القلوب فهذه بيد الله سبحانه وتعالى، لا أحد يستطيع أن يوجد الإيمان في قلب أحد إلاّ الله عزّ وجلّ، هذا هو الجواب عن الآيتين الكريمتين."
والناس في هذا الباب ينقسمون إلى أقسمين أمام المُبلِغ:
القسم الأول: من هدى الهدايتين، أي علمه الله ووفقه للحق وقبوله .
والقسم الثاني: من هُدي بالدلالة والإرشاد ولكنه لم يُهد هداية التوفيق، وهذا شر الأقسام والعياذ بالله .
والله عز وجل يقول: كلكم ضال (أي كلكم لا يعرف الحق، أو كلكم لا يقبل الحق) إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. (يعني اطلبوا الهداية مني، فإذا طلبتموها فإنني أجيبكم وأهديكم إلى الحق)
ولهذا جاء الجواب في استهدوني أهدكم وكأنه جواب شرط، يتحقق المشروط عند وجود الشرط، ودليل هذا أن الفعل جزم استهدوني أهدكم فمتى طلبتَ الهداية من الله بصدق وافتقار إليه وإلحاح، فإن الله يهديكَ . وهذا مُجرب فجُل الذين هداهم الله للإسلام في الغرب مثلا احتاروا فهرعوا إلى الله يطلبونه الهداية فهداهم الله.
--------------------------
استراحة:

مر الرازي يوما علي إمرأة عجوز وهو في الشارع وكان تلاميذه يمشون وراءه بالعشرات ما يقول كلمة إلا ويكتبونها ، فتعجبت العجوز من هذا الذي وصل إلي هذا المستوي ، فنادت العجوز علي احد من التلاميذ وقالت يا " يا بني من هذا " فغضب .. وقال أما عرفتيه هذا الإمام الرازي الذي عنده ألف دليل و دليل علي وجود الله تعالى .

هنا قالت العجوز قولتها العجيبة والشهيرة " يا بني لو لم يكن عنده ألف شك وشك ما إحتاج لألف دليل ودليل ، "أفي الله شك " ؟! "

فلما بلغ هذا الإمام الرازي قال " اللهم إيمانا كإيمان العجائز "


ومن الجدير الإشارة هنا أن عجائزهم عجائز تابعي التابعين أما عجائزنا فعجائز فترة استعمار وانحطاط للمسلمين وعندهن إلاماشاء الله خرافات شركية مثل الإعتقاد في الإولياء والقبور، فتنبه!
وقد أسعفني هنا مقال للشيخ الفوزان حفظه الله يقول فيه رداً على الكاتب عصام نجيب يماني :

"قرأت في صحيفة عكاظ العدد الثلاثاء 18/6/1428هـ مقالاً للكاتب عصام نجيب يماني تحت عنوان : ( إيمان العجائز ) ذكر فيه ممارسات لجدته لوالده : بهية، ساقها مساق الإعجاب بها رغم مخالفتها للأحكام والأدلة الشرعية والعقيدة الصحيحة متندراً بكل ما عارضها من دليل أو حكم شرعي وقال : لو عرضت ( يعني ممارسات جدته ) على ميزان اليوم لكفرت وبدعت وزندقت، وقالوا عنها علمانية وصوفية وقبورية ولبرالية ، مصدراً مقاله بهذا الدعاء العجيب: ( اللهم ارزقنا إيماناً كإيمان العجائز ) هكذا قال : ونحن نقول اللهم ارزقنا إيماناً صادقاً كما أمرتنا بقولك : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ) البقرة : من الآية 136. وكما قلت سبحانك : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) [البقرة : من الآية 285] نؤمن الإيمان الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) هذا هو الإيمان الذي أمر الله به ورسوله." انتهى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-30-2013, 08:09 PM
عزام محمد ذيب الشريدة عزام محمد ذيب الشريدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 109
افتراضي

السلام عليكم
هداية الله تستند إلى أساس ، فمن علم الله منه الهداية والاستماع إلى النصح والإرشاد وأوصله عقله إلى الهداية هداه الله ، ووفقه إلى الخير ،وكأن اهتداء الفرد دائرة صغرى ضمن دائرة أوسع هي الهداية الإلهية ،وأما من علم الله عنه بعلمه الأزلي انه سيكفر وسيوصله عقله للضلال ولن يستمع للنصح والإرشاد فإن الله يضله .ولا يمكن أن يكون الله تعالى متسببا في كفر شخص ،لأن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر بل الإنسان يختار الهداية أو الضلال ،والله يوفق صاحب الخير ويضل أهل الغواية .فالله تعالى لا يهدي من ضل ولا يضل من اهتدى .،بل يضل من ضل ويهدي من اهتدى ، أرسل الله تعالى الرسل لهداية الإرشاد وبيان الطريق الصحيح وللنصح والإرشاد فمن اهتدى وفقه الله ومن غوى أضله الله ،فالاهتداء والضلال فعليا من الإنسان ابتداء ،وإلا فكيف يعذب الله الكافرين وهو الذي أضلهم ،بل يعذبهم لأنهم ضلوا فأضلهم الله ،وينعم على المؤمنين لأنهم آمنوا فوفقهم الله.
قال تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وقال تعالى"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"فقد نسب الله الإيمان والكفر إلى الإنسان وهذا لايتم رغم إرادة الله وهي الدائرة الأوسع والأشمل من إرادة الإنسان.
والله أعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-31-2013, 12:17 AM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي

بارك الله فيك أخي عزام.

إن التفسير علم مستقل بذاته و له أحكامه وضوابطه و لا يجوز تفسير القرآن باللغة فقط أو بالعقل فقط. بل نرجع إلى تفاسير السلف دون الخلف وأحسنها تفاسير الصحابة كابن مسعود وابن عباس الذي دعى له الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل، أي التفسير.
ففي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا فقالت له ميمونة: وضع لك عبدالله بن العباس وضوءا، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي والعراقي والبوصيري والألباني.

فمن فسره برأيه أتى بالعجائب كالمعتزلة والأشاعرة وأصحاب الرأي وأصحاب ما يسمى بالإعجاز يلوون أعناق النصوص لتوافق آراءهم ونظريات علمية لاتلبث أن تعوضها نظريات جديدة. فتاريخ العلم التجريبي هو تاريخ أخطاء ونظريات لا تستقر على حال. بل ويستعينون في ذلك على ترقيم اليهود المستعمل في السحر والعياذ بالله.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-31-2013, 03:51 PM
عزام محمد ذيب الشريدة عزام محمد ذيب الشريدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 109
افتراضي

السلام عليكم
أنا لا أفسر القرآن الكريم بالرأي بل أحتكم إلى القرآن الكريم ولغة العرب وعلمهم ،فأنا أعتمد على النقل والعقل.ثم ما رأيكم بهذه الآيات الكريمة؟قال تعالى:كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين "وقال تعالى: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون"وقوله تعالى" ويزيد الله الذين اهتدوا هدى "ألا ترى أن هداية الله - تعالى - للبشر مترتبة على أفعالهم؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-29-2015, 12:24 PM
عبد الله مجاهد عبد الله مجاهد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 1
افتراضي

السلام عليكم
عندي سؤال في لب الموضوع

الهداية نعمة من الله و محض توفيق
العبد لا يستحقها
و لكن الله كريم
و يجب ان تعلم انك لا تستحق
قال هذا العلماء السلف و الخلف

و لكنهم ايضا يقولون
ان الله يهدي من يستحق الهداية فقط

هل هذا تناقض ؟؟؟
كيف اكون مستحق و غير مستحق في نفس الوقت ؟؟؟

بن القيم قال هذا مثلا

كيف يمكن الجمع بينهما ؟؟؟؟
و جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-12-2015, 03:18 AM
فارس احمد فارس احمد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 2
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى ({إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأنا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:159].

وسؤالي للاخوه الكرام في الاداره الكريمه للمنتديات ان توضح لي سبب حذف مشاركتي في هذا الموضوع الهام للباحثين فلا اعلم ان بها سوى ايات بينات محكمات من محكم القران الكريم
أرجو التكرم التوضيح .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-18-2015, 06:03 PM
اكرم غانم اكرم غانم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 19
افتراضي الهداية

الهداية

( اتفقت رسل الله من أولهم إلى آخرهم ، وكتبه المنزلة عليهم على أنه سبحانه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وأنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأن الهدى والإضلال بيده لا بيد العبد ، وأن العبد هو الضال أو المهتدي ، فالهداية والإضلال فعله سبحانه وقدره ، والاهتداء والضلال فعل العبد وكسبه ).

الهدى في القرآن الكريم

(الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، فيهدي من يشاء هداية شرعية دينية ، ويضل من يشاء ضلالاً قدرياً كونياً ، كما جاء في القرآن الكريم : (يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(النحل/93) ، أي : أراد الهداية والضلال إرادة عامة كونية قدرية ، وهو لا يريد الضلال ديناً وشرعاً ، وإنما يريد الهداية ديناً وشرعاً ؛ لأن الهدى متعلق بالإرادة الشرعية ، والضلال متعلق بالإرادة الكونية القدرية).

أنواع الهداية

الهداية أربع أنواع (أربع مراتب) :
1/ هداية عامة.
2/ هداية البيان والارشاد والدلالة.
3/ هداية التوفيق والالهام.
4/ هداية يوم المعاد الى طريق الجنة والنار
(الهداية لها أنواع كثيرة ، منها هداية عامة للكون جميعاً ، وهي الهداية العامة ، فقد خلق الله الكون وهداه إلى ما ينظم به حياته ، قال الله تعالى : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ۞ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ۞ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} (الأعلى/1 – 3) ، وقال تعالى : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)(طه/50).
والنوع الثاني من أنواع الهداية : هداية البيان والإرشاد والدلالة ، فقد أنزل الله عز وجل الكتب وأرسل الرسل لتبين للناس وترشدهم ، قال تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)(فصلت/17) ، أي : أما ثمود فبينا لهم وأرشدناهم ونصحناهم إلى طريق الهداية ، وميزنا لهم بين الضلال والحق ، ولكنهم تركوا الحق واختاروا الضلال. وهداية البيان والإرشاد ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم كما أنها ثابتة لله عز وجل ، كما قال تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى/52) ، أي : إنك لتبين وترشد إلى الصراط المستقيم وإلى طريق الصالحين.
النوع الثالث من أنواع الهداية : هداية التوفيق ، أي : توفيق العبد إلى طريق الهدى ، فهذه الهداية متعلقة بإرادة الله عز وجل وحده ، وليس لأحد فيها نصيب ولا حتى الأنبياء ، فقال الله عز وجل : (يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(النحل/93).
ومن هذه الهداية : تحبيب الإيمان وتزيينه في قلوب المؤمنين ، وهذه الهداية منفية عن جميع الخلق حتى عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قلت ، قال الله تعالى : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص/56). وهداية التوفيق متعلقة بالله عز وجل دون أحد من خلقه ، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب. وقال الله تعالى : (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ)(النحل/37) ، وهذا الكلام موجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ)(النحل/37) ، يعني : رغم حرصك يا محمد ! صلى الله عليه وسلم على هداية هؤلاء فإن الله تعالى لا يهدي من كتب عليه الضلال ، وعلم أنه سيختار الضلال في الأزل.
النوع الرابع من أنواع الهداية : هداية المؤمنين إلى الجنة ، والكافرين إلى النار، قال الله تعالى عن المؤمنين بعد دخولهم الجنة : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا)(الأعراف/43). فهذا إقرار واعتراف بأن الهادي إلى الجنة هو الله عز وجل ، قال : (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)(الأعراف/43).
(إذاً تَبَيَّنَ من هذا أنَّ التوفيق مرتبة من مراتب الهداية ، والذّي يتصل بالإيمان بالقضاء والقدر وفعل العبد من هذه المراتب المرتبتان الثانية والثالثة هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق والإلهام ، ولذلك شاع عند العلماء أن الهداية قسمان :
- هداية دلالة وإرشاد.
- وهداية توفيق وإلهام.
لأنَّ هذين النوعين هما اللذان نحتاج إليها في أعظم المسائل المتعلقة بالهداية وهي مسألة القضاء والقدر والهداية والضلال ، أما الهداية العامة ، وهداية أهل الجنة للجنة وهداية أهل النار للنار هذه مُتَفَقْ عليها معلومة عند الجميع. ).

الهداية الشرعية والهداية الكونية

الهداية الشرعية : هي هداية البيان والارشاد والدلالة ، وهي الأكثر في القرآن الكريم ، والله سبحانه وتعالى هدى كل النّاس المسلم والكافر الهداية الشرعية ، قال تعالى : (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)(البلد/10) ، وهذه الهداية تكون كذلك للأنبياء والصالحين والعلماء ، ومن ذلك قوله تعالى في حق رسوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى/52) ، وقوله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)(السجدة:24) ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين الصراط المستقيم ، ورغب فيه ، وبذل جهده في سلوك الخلق له ، وهو لا يقدر على هداية أحد ، ولو كان من أحب الناس إليه ، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق.
أما الهداية الكونية : فهي هداية التوفيق والالهام ، وهي خاصة بالله جل جلاله ، قال تعالى : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ)(هود/88). وليست لأحد غير الله تعالى ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستهدي ربه فيقول في دعائه : (اللهم إني أسألك الهدى والسداد)
فالذي يشرح الصدر ويوفق ويهدي هو الله سبحانه وتعالى ، ولذلك قال سبحانه مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(القصص/56) ، فالهداية الكونية خاصة بالمؤمنين ، الذين صدَّقوا بالله تعالى اعتقادًا وقولا وعملا واستمسكوا بالنور الذي أُنزل إليهم ، فسيدخلهم الجنة رحمة منه وفضلا ويوفقهم إلى سلوك الطريق المستقيم المفضي إلى روضات الجنات ، قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (النساء /175) ، وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) (الفرقان /31) ، وقوله تعالى : (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ)(الكهف/17) ، وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى)(البقرة/120) .
أما الكافرون إذا أصرُّوا على كفرهم وأصروا على طغيانهم بعد البيان وبعد الإرشاد ، فإن الله يحرمهم هداية القلوب ، عقوبة من الله سبحانه وتعالى ، فقد قال الله تعالى فيهم : ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )(آل عمران /86) ، وقال سبحانه : (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)( الأعراف /186) ، وقال تعالى : (والله لا يهدي القوم الظالمين)(البقرة/258) ؛ فلظلمهم لم يهدهم الله ، وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة/67) ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(القصص/50) ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (المنافقون/6) ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)(الزمر/3) ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)(غافر/28) ، فالهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق ، والإلهام الخاص ، والإعانة الخاصة ، وهي التي يسميها العلماء : هداية التوفيق.
أما قوله تعالى : (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) : فالهداية هنا بمعنى الدلالة والتوفيق ؛ فهي شاملة للنوعين ؛ وقوله : ( يهدي من يشاء ) ، أي يهدي هداية التوفيق من يشاء ، واعلم أن كل فعل يضاف إلى مشيئة الله تعالى ؛ فهو مقرون بالحكمة ؛ أي : من اقتضت حكمته أن يهديه فإنه يهتدي ، ومن اقتضت حكمته أن يضله أضله ، وقوله : ( من يشاء ) يعني ممن يستحق الهداية ؛ لأن كل شيء علق بمشيئة الله فإنه تابع لحكمته ؛ فهو سبحانه وتعالى يهدي من يشاء إذا كان أهلاً للهداية ؛ وهو أعلم حيث يجعل هدايته. والله لا يمنع فضله عن أحد إلا إذا كان هذا الممنوع هو السبب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.