أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
50130 | 85137 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الحُكْمُ عَلَى الأَشْخَاصِ بَيْنَ التَّسَاهُلِ وَالتَّشَدُّدِ - للشيخ : علي الحلبي
بسم الله الرحمن الرحيم الحُكْمُ عَلَى الأَشْخَاصِ بَيْنَ التَّسَاهُلِ وَالتَّشَدُّدِ ، وَأَثَرَهُ فِي الدَّعْوَةِ لِلْشَّيْخِ : عَلِي الحَلَبِي ـ حَفِظَهُ اللهُ ـ ـ السؤال : يتكلَّم بعضُ طلبةِ العلم في بعضِ المشايخ ، ويَطعنونَ بِهم ، وأنَّهم مِن أهلِ البدعِ الَّذين لا يُؤخذُ عنهمُ العِلمُ ؛ كالشَّيخ فلان لأنَّه قال كذا ، والشَّيخ فلان لأنَّه قال كذا .. وذكرَ أسماءً متعدِّدةً ؛ فيقولُ : أريد أن تُبيِّن لنا هذا الكلامَ ؟ . ـ الجواب : أخي الكريم ؛ هذه مسألةٌ أتعَبَتْنا وأتعبتْ غيرَنا ؛ ذلكم : أنَّ الغفلةَ فيها عن تأصيلِ العُلماءِ توقِعُ بالوَيلِ والثُّبورِ ، وعظائمِ الأمورِ! ، والغفلةُ فيها لَها جانبان : ـ الجانبُ الأوَّلُ : جانبُ التَّشدُّد . ـ والجانبُ الآخَرُ : جانبُ التَّساهُلِ . وإن كان كِلا الجانبَين باطلًا ؛ لكنِّي أعتقدُ : أنَّ جانبَ التَّساهُلِ أقلُّ خطرًا ، وأهونُ ضَررًا مِن جانبِ التَّشدُّد ؛ لأنَّ الذي تساهَلَ أخذَ جانبَ السَّلامةِ ، والخطأُ في العَفوِ خيرٌ مِن الخطأِ في العقوبةِ ؛ بينما الذي تَشدَّدَ أخذَ منحَى التَّضليلِ والتَّبديعِ والإسقاطِ ، واحتمالُ خَطئِه قائم ، والخطأُ في ( العقوبةِ ) أشدُّ مِن الخطأِ في ( العفوِ ) . أقولُ هذا ؛ مقرِّرًا ومكرِّرًا : أنَّ كِلا الأمرَين خطأ ، والصَّوابُ الانضباطُ والتَّأصيلُ . يا إخواني ؛ ليس كلُّ مَن أثنَى على مُبتدِعٍ فهو مُبتدعٌ .. وليس كلُّ مَن أخطأَ خَطأً فهو مُنحرِفٌ .. وليس كلُّ مَن غَلط غلطًا فهو ضالٌّ .. إنَّما يَضلُّ مَن ضلَّ ، وينحرفُ مَن انحرفَ بِمُخالفةِ أصلٍ مِن أُصولِ أهلِ السُّنَّةِ في عيونِ عقائدِهم ، أو فيما تكرَّرَ مِن أفرادِ المسائلِ التي إذا اجتمعتْ تدلُّ على انحرافٍ في أصلٍ منهجيٍّ . هذا جوابٌ عامٌّ . يَلِي هذا الجوابَ العامَّ إشاراتٌ أخرى ، وهي : اختلافُ المعاييرِ في الأحكامِ لاختلافِ الأعيانِ والزَّمانِ والمكانِ . كثيرٌ مِن النَّاسِ يُريدُ أن يُطبِّقَ ما يَسمَعُهُ في هذا المجلِسِ في كلِّ مكانٍ ، على كلِّ أحدٍ ، فِي كلِّ زمانٍ! . هذا صوابٌ ؟! . واللهِ ؛ ليس مِن الصَّواب في شيءٍ ! . هذا مَجلسٌ مضَى عليه خمسةَ عشرَ عامًا .. هذا مَجلسٌ قَضَينا فيهِ مِئاتِ السَّاعاتِ .. هذا مَجلسٌ طَرَحنا فيه مئاتِ المسائلِ ، وآلافِ الآياتِ والأحاديثِ .. .. هل مِن السُّهولةِ ـ إذا رأيتَ ( واحدًا ) على بابِ المسجدِ ـ هذا التُّراث ـ كلُّه ـ ؛ أن تُلقِّنَه إيَّاهُ ، أو أن تُلْقِمَه إيَّاه في لحظة ؟! . الجواب : لا ؛ لا يَليق ، ولا يَحسُن! . أنا أضربُ المثلَ بِمثالٍ ؛ أقولُ : إبَر ( البنسَلِين) تُعتبر ـ في العصرِ الحديثِ ـ أهمَّ اكتشافٍ طبِّيٍّ ، وبِها يُعافِي اللهُ كثيرًا مِن المَرضَى ؛ لكنَّها قد تكونُ قاتِلةً لبعضِهم ! . إذن : إذا لَم يكنِ العِلاجُ النَّافعُ في المحلِّ الأمثلِ ؛ فإنَّه يكونُ ضرَرُهُ أكبَرَ . وهكذا الكلمةُ .. الكلمةُ حقٌّ ؛ لكنْ : هذا الحقُّ لا يُلقَى في أيِّ مكان ، ولا يُعطَى لأيِّ إنسانٍ ، ولا يُقـالُ في أيِّ زمانٍ ؛ هنالك ضوابطُ ، ورَوابطُ ، وأصولٌ ، وأسُسٌ . هذا فِقهُ الدَّعوةِ وفِقهُ التَّربيةِ ـ الذي يجبُ أن نَفهمَهُ ، وأن نُفهِّمه غيرَنا ـ . نحنُ نقولُ للمُخطئ : ( مُخطئ )؛ لكنْ هل مِن الشَّرط أن نقولَ لهذا المخطئ : ( أنتَ مُنحرفٌ ، ضالٌّ ، مُضلٌّ ، أخطرُ مِن اليهودِ والنَّصارى ، ولو خرجَ المسيحُ الدَّجالُ لاتَّبعكَ )!!؟ . اللهُ أكبر ! واللهِ ؛ إنَّه لَلتَّألِّي على اللهِ ، وعلى غَيبِ الله ، وعلى دِينِ الله !! . إذن : القضيَّةُ ـ كما قُلنا ـ : الغُلوُّ شرٌّ ، والتَّقصيرُ شرٌّ .. الإفراطُ شرٌّ ، والتَّفريطُ شرٌّ .. لكن : أهونُ الشَّرَّينِ الشَّرُّ الواقعُ في صاحبِه ، اللازمُ له غيرُ المتعدِّي سِواهُ . بينما الذي يُبدِّع غيرَه ، ثم يُبدِّع مِن لَم يُبدِّعْهُ ، ثم يُبدِّعُ السَّاكتَ عمَّن لَم يُبدِّعه .. في سلسلةٍ مِن أسوأ السلاسلِ ! ، وفي مسألةٍ من أشنعِ المسائلِ !! ؛ فهذا ـ واللهِ ـ هو السُّوءُ والبلاءُ !! . لذلك : أنصحُ السَّائلَ أن لا ينشغلَ بِهؤلاءِ . واللهِ ـ يا إخواني ! ـ لو عشتَ عُمرَك ـ كلَّه ـ لا تعرفُ إلا القُرآنَ الكريم ، والبُخاريَّ و ( مسلمًا ) ، والأئمَّةَ الأربعةَ ، وابنَ تيميَّةَ ، وابنَ بازٍ، وابنَ عُثيمين ، وأئمَّةَ أهلِ السُّنَّة الكبار ـ هؤلاء ـ دون عليٍّ وعليَّان ، وأحَمد وحمدان ، ورَبيعٍ ورُبيعان ـ ، واللهِ ؛ إنَّك في نجاةٍ ، واللهِ ؛ إنَّك في نجاةٍ ! . لأنَّ أُصولَ الإسلامِ ـ كلَّها ـ أخذناها مِن هؤلاءِ ، وعرفناها عنهُم ، وتوارثَتْهُ الأمَّةُ - ـ جيلًا فجيلًا ـ منهم . بينما فلانٌ وفلانٌ ، وأحمد وحمدان ـ هؤلاءِ ـ قد يَفتِنون الأمَّةَ بأنفسِهم ! . الأمَّةُ ليست بِحاجةٍ إلى هذه الفِتنِ ! .. الأمَّةُ يَكفيها ما فيها مِن فِتنٍ .. يَكفيها ما فيها مِن بلاءٍ ومِحَنٍ ! .. ( وَلَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ) . وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمَّد ، وعلى آله وصحبِه أجمعين . وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين . ( كان هذا السُّؤالُ والجوابُ بعد درس «شرحِ الإقناع» ، كتاب الأطعمة /5 ، ( 41:36 ) ) . http://alhalaby.com/play.php?catsmktba=2993 |
#2
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيراً.
وهذا جواب موفق من شيخنا.
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
وجزاكم بأفضل منه ـ أبا مسلم ـ
|
#4
|
|||
|
|||
يُرفعُ ؛ للفائدةِ
|
#5
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
جواب سديد ما عليه مزيد بارك الله فيكم شيخنا
__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي" |
#6
|
|||
|
|||
بوركت
بوركت يا شيخنا الحبيب
|
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وفي شيخنا الحلبي
__________________
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ» |
#8
|
|||
|
|||
الله أكبر,كلمات من نور
|
#9
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً جميعاً
|
|
|