أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
95339 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-15-2019, 01:04 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي تأملات في شهادة وتراجع د عائض القرني / الشيخ احمد الشحي


تأملات في شهادة وتراجع د عائض القرني

الشيخ احمد الشحي

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد تابعت حلقة برنامج ( الليوان ) الذي استضاف د. عائض القرني ، ليدلي بشهادة تاريخية عن الصحوة ، وهي تيار ديني نشأ في القرن الماضي وضم الإخوان والسروريين ومن على شاكلتهم ، يجمعهم جميعا التشدد والأجندات السياسية والمفاهيم الدينية المغلوطة عن الحاكمية والولاء والبراء وإنكار المنكر وغير ذلك .
ولي مع هذه الشهادة وهذا التراجع وقفات تأملية كالآتي :

الوقفة الأولى : أن ما ذكره د. عائض القرني من سلبيات للصحوة والإخوان وتآمر النظام القطري والتركي ضد دول الخليج حقائق لا ينكرها منصف ، فقد انكشف ذلك للجميع ، وظهر اليوم ما كان يحاك في الدهاليز المظلمة من مؤامرات ، وأصبح العداء سافرا ، والتآمر ظاهرا ، فلم يبق مجال للحيدة ولا للحياد .

الوقفة الثانية : خطاب لتيار الصحوة ، فأقول لهم : هذا واحد منكم ، بل من رموزكم ، وقد كشف لكم جوانب من انحرافات الصحوة ، فالأحرى بكم أن تفتحوا عقولكم ، وتتخلوا عن أفكاركم السلبية التي تضر بوطنكم ومجتمعكم ، وقد شمل نقد القرني لتيار الصحوة جوانب عدة ، منها : الحماس والاندفاع لدى المنتمين لهذا التيار ، وقلة العلم والخبرة لديهم ، والغلو والتشدد ، والغلظة في الخطاب ، وإهمال جانب الرفق ، وتغليب جانب الترهيب ، والخوض في الفتوى ، والافتيات على جهات الإفتاء الرسمية ، وتهميش العلماء الكبار ، ورفض نصائحهم ، واتهامهم بأنهم لا يفقهون الواقع ، وممارسة دور الدولة ، ومحاولة فرض الأجندات على المجتمع ، والوصاية عليه ، وفصل الجانب الشرعي عن طاعة ولي الأمر ، والافتيات عليه ، والتركيز على سلبيات الدولة وتضخيمها ، وعدم النظر إلى محاسنها ، وحمل قراراتها على أسوأ المحامل ، ومواجتها والتصادم معها ، والوقوف ضدها في الأزمات ، والتحريض عليها ، ومحاولة استخدام الناس كورقة ضغط ضدها في الداخل والخارج ، وضعف الخطاب الوطني ، وطغيان الفكرة الأممية على الوطنية ، تأثُّرًا بفكر الإخوان المسلمين ، والغلو في الخلافة الإسلامية ، وتضخيم مسألة الولاء والبراء ، ورفض الانفتاح على الآخر ، واعتباره تغريبا للأمة بالمطلق ، كما انتقد القرني تيار الإخوان ، وشمل نقده لهم : ترك العلم الشرعي ، والانغماس في السياسة ، وعدم الدعوة للعقيدة الصحيحة ، والغلو في الحاكمية ، والحزبية المقيتة ، والتخطيط للوصول إلى الحكم ، والإضرار بالشعوب والتسبب في إسالة الدماء والحروب الأهلية والمواجهات باسم الحاكمية ، والغدر والخيانة ، والتآمر على الدول ، والارتماء في أحضان إيران وأردوغان والنظام القطري .

الوقفة الثالثة : خطاب إلى المغترين بالنظام القطري ، الذي كشفت الأيام ولازالت غدره وخيانته وتآمره ضد الدول العربية وشعوبها ، فقد سلط القرني الضوء على جوانب من ذلك ، وبين أنه نظام مصاب بعقدة النقص ، ومتآمر ضد دول الخليج ، وكشف محاولات النظام القطري استقطاب الأفراد المؤثرين ، وتجنيدهم ضد دولهم ، واحتضان المعارضين ، والترحيب بهم ، ودعمهم ، وتوظيف الأموال في سبيل ذلك ، مستشهدا بحوادث جرت معه ، ومحاولة النظام القطري استقطابه ، واستخدامه كخنجر في ظهر دولته ، وإغداقه الأموال على كل من يبيع وطنه ، ومدى امتهان هذا النظام للكذب عبر قنواته الإعلامية وخاصة قناة الجزيرة ، وارتمائه في أحضان إيران وأردوغان ضد دول الخليج والدول العربية .

الوقفة الرابعة : خطاب للمؤسسات المختصة سواء كانت مراكز بحوث أو مؤسسات دينية أو أمنية أو غيرها ، بأن يكون لديها تصور متكامل عن الشخصيات بهذا الحجم والتاريخ السلبي التي تعلن تراجعها ، بعد عقود من الخطاب السلبي الذي دعموا فيه مخرجات الثورات والأيدلوجيات المتطرفة والتصادم مع الحكومات والتسبب في سفك الدماء ، فالواقع بيَّن أن مثل هذا التراجع من هذه الشخصيات قد يكون تراجعا حقيقيا متبوعا بالبيان المفصل والإصلاح الحقيقي لما أفسدوه ، وقد يكون سيناريو من باب فقه المرحلة وذر الرماد في العيون ، كما هو ثابت في تنظيرات هذه التيارات ، والواقع العملي يعكس مدى صدق هذا التراجع من عدمه ، فقد سبق وأن أعلن عائض القرني في حوارات سابقة معه بعض أخطاء الصحوة ومنها انتقاد الدولة والتحريض عليها ، وذلك في حوار معه في برنامج ( نقطة تحول ) في مايو 2010 ، قائلا في هذا الحوار : ” كنا ننقد الدولة في خطب الجمعة ، ولما قرأت كلام العلماء علمت أن هذا ليس صحيحًا ، فهذا تشهير وتجريح ” ، ثم وجدناه وللأسف الشديد بعد شهور يسيرة منساقا وراء الثورات ، هائما فيها ، ومؤيدا لها ، ثم طبع بعد ذلك في 2012 كتابه ( ثورة التجديد ) التي أيد فيها الثورات وإسقاط الحكام ، وتضمن كتابه هذا مقالات عدة تخدم هذه الأجندات من قبيل ( القرآن والثورات العربية ) وغيره ، فلا بد من أسس راسخة في التعامل مع هذه النوعية من الشخصيات .

الوقفة الخامسة : خطاب لعائض القرني ، فأقول له : لا شك بأن مبادرة التراجع التي قمت بها هي إيجابية ، والاعتذار والتراجع فضيلة وشجاعة ، ولكن لا بد من النقد التفصيلي لانحرافات الصحوة ، والإصلاح الحقيقي لما تسببت به طيلة هذه العقود ، فكم من شباب اغتروا بك وبمن معك من رموز الصحوة ، فتشددوا وتطرفوا ، وتلوثت أفكارهم ، فالتراجع الحقيقي بكشف زيف أفكار هذا التيار بشكل مفصل ، والتصدي لشبهاته بالعلم الصحيح والحجة الناصعة ، وتقرير المفاهيم الوسطية في شتى المسائل ذات الصلة بهذا التيار ، وخاصة مسائل الغلو والتكفير والخروج ، فمبادرتك لم تتعرض لهذه المسائل بشكل مفصل قائم على أسس دينية وسطية بعيدا عن أي تكتيك مرحلي وبعيدا عن الاعتماد فقط على فقه المصالح والمفاسد ، بحيث لو انتفت المفسدة في نظرك لجاز هذا الفعل أو ذاك ، فتفكيك خطاب الصحوة وتقرير الخطاب الوسطي على أسسه الصحيحة أولوية قصوى .

وأخيرا فإن هذه الشهادة والتراجعات التي أدلى بها د. عائض القرني والتي نأمل أن يكون تراجعا حقيقيا متبوعا بالإصلاح والبيان التفصيلي تفتح الأبواب أمام المتأثرين بهذه التيارات المتشددة ، ليراجعوا أنفسهم ، ويفتحوا عقولهم ، وليستفيدوا ممن خاضوا التجربة ، فعرفوا مساوئ هذه التيارات من الداخل ، لئلا يقعوا فيما وقعوا فيه ، فيصبحوا أدوات هدامة تتلقفهم كل جهة معادية ليضربوا بهم أوطانهم ومجتمعاتهم وقياداتهم ، ويميلوا بهم عن جادة الوسطية والاعتدال ، فيشوهوا الدين ، وينفروا الناس منه ، ويكونوا أدوات لتغذية الصور المشوهة عن الإسلام ، ونشر المفاهيم المغلوطة عنه ، فيرتكبوا بذلك جناية كبرى ، وينحرفوا عن طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه سبحانه بقوله : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.

http://www.ahmadalshehi.net/?p=457
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.