أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
1680 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 02-06-2012, 10:33 AM
الأثري العراقي الأثري العراقي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
افتراضي

الأخوة الكرام ؛ المادة الصوتية غير موجودة في كل ما تقدم !! ؛ فنرجو رفعها من جديد على سيرفر شغال ، وجزتكم الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 02-09-2012, 11:25 AM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي سلاح إما و ألا .. من جديد فى المسائل الفقهية

السلام عليكم

أن مما يحزن المرء ان يرى أخوانه الذين تعرضوا للظلم ومازالوا يتعرضون له يظلمون غيرهم بنفس الطريقة التى ظلموا بها فبدلا من ان ينفروا ويحذروا من الظلم بكل أشكاله للأسف يستخدمونه مع أخوانهم وبنفس السلاح الظالم ... سلاح : إما و إلا ( إما أن توافقني فى فهمي وفهم من اخترت واتبع من العلماء و إما الإقصاء و الإسقاط والطرد والتحذير والتشويه ) ء

أن ما رأيته هنا من كلام على فضيلة الشيخ أسامة القوصى – حفظه الله - انما هو وبإنصاف ظلم بين وللأسف مع حدث مع فضيلة الشيخ على الحلبى من ظلم بسبب تعصب وتمسك طائفة من الطلاب والمشايخ برأي أو حكم عالم كبير (الشيخ ربيع) على بعض الرجال (وهى فى النهاية مسألة اجتهادية) و ما تبع ذلك من إلزام هؤلاء المتعصبة لغيرهم بفهمهم و رأيهم و إلا الإقصاء و الإسقاط والتحذير من الحضور هو بالضبط ما يحدث الان مع الشيخ أسامة ولكن فى مسائل فقهية هى ايضا اجتهادية فكل ما ينتقد على الشيخ الان بسبب تعصب بعض الناس لبعض الآراء الفقهية التى تقبل النقاش والأخذ والرد وهذا للأسف بسبب خطأ فاحش هو ان بعض الدعاة والطلبة قد حول الاختلاف فى المسائل الفقهية من تحت باب الفقه الذى يحتوى على خمس أحكام (واجب ومستحب ومباح ومكروه وحرام) الى باب العقيدة الذى لا يحتوى الا حكمان فقط (إما مؤمن و إما ضال كافر) فهم لا يستطيعون تقبل ان يتعايشوا مع من يختلف معهم فى أرائهم الفقهية التى هم عليها

أن الشيخ أسامة –فيما ينتقد عليه الان من مسائل و أراء- لم يخرج على إجماع الأمة ولم يخرج على منهج الاستدلال الصحيح فهو مجتهد بين أجر و أجران

وحقيقا فان الشيخ أسامة القوصى لمن لا يعرف تاريخه فى الدعوة قد خاض معارك كبيرة ورفع راية المنهج السلفى فى مصر و لم يضعف او يتراجع مع انه كان وحيدا فى وقتها على هذا المنهج فى مصر فقد بدأ بنشر العلم الصحيح المبنى على إتباع الدليل والتمسك بالسنة الصحيحة منذ أن رجع من اليمن فى أواخر الثمانينات وكان ذلك فى مواجهة منهج أخر منتشر هو منهج الوعظ والاستدلال بالضعيف والموضوع ثم خاض معركة ضد منهج التكفير فى مصر وهو منهج كان منتشرا جدا وحذر من القطبية وأهلها وما زال ثم خاض معركة ضد منهج الغلو فى التبديع و وقف فى مصر وحده ضد الشيخ ربيع ثم ترك هذة القضية وانتقل الان الى محاربة الغلو فى التحريم

هذا حق شيخى عليا أقوله و أنا اعرف أننى أعرض نفسي الان الى النقد والتطاول وأنا إن كنت اخالف شيخى فى بعض الأراء ولكن لقد تعلمت من شيخى احترام العلماء واحترام الكبار وعدم نكران الجميل والفضل وايضا تعلمت منه الرحمة مع المخطأ وتمنى نجاته والصبر عليه

فى النهاية أطلب منكم عدم التطاول على الشيخ فله جهود وتاريخ مبارك فى مصر من نشر المنهج العلمى فى الدعوة الى الله والتمسك بالسنة لا يجحده إلا جاهل او حاقد

فارحموا الشيخ فى اختلافكم معه بما قدمه خلال أكثر من خمسة وعشرين عاما من تاريخ الدعوة السلفية بمصر

وهنا وحيث اننى تحدثت على الاختلاف الفقهى أقول ملاحظة هامة وانا أقولها لله و قد لاحظتها على كثير من الطلاب والدعاة –المنتمين للمنهج السلفى- وهى أنهم قد حصروا الفقه فى أراء ثلاث علماء فقط (الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين) واعتبروا أن إجماعهم على مسألة هو إجماع الأمة الملزم وان خلافهم لا يجوز الخروج عنه وهذا فى الحقيقة خطأ فاحش فتاريخ وحاضر الفقه الإسلامي أوسع وأكبر بكثير جدا من أراء هؤلاء المشايخ الفضلاء الكبار الذين جميلهم و قدرهم على أعيون و رؤوس كل من ينتمى الى المنهج السلفى الأصيل

هذا ما يحضرني وارجوا أن تكون قد وصل قصدي وغرضي و إن لم تسعفني عباراتي و ألفاظي
والسلام ختام

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-09-2012, 02:27 PM
abou fatima abou fatima غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 122
افتراضي أسأل الله أن يرد الشيخ أسامة

أسأل الله أن يرد الشيخ أسامةالعودة إلى عهده القديم و منهجه و منهج شيخه مقبل رحمه الله وأن يضع يده بيد المشايخ و أرجوا من كان قريب إليه أن ينصحه
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 02-12-2012, 03:17 AM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
Lightbulb الإنصاف المفقود



الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود


السلام عليكم
عذرا على تأخر المشاركة بسب انشغالى واحب ان اضيف بعض الامور فالامر هنا هام فهو إسقاط و إقصاء -بالنهى عن الحضور- لشيخ عالم فاضل جليل له جهود مباركة ودعوة طويلة وتاريخ مشرف فالله المستعان والغافر والرحيم (ولذلك شبهت بالكئود وهى فى اللغة صفة تدل على الثبوت ) ادعوا الله ان يثبته ويثبت كل مشايخنا على المنهج الصحيح والصراط المستقيم

ردا على استفسار أخى الفاضل باسم أبو الحارث عن تحرير مقولتى فأقول اننى سوف أعيد صياغتها عسى ان تكون أوضح وعندها لن تحتاج ادنى تحرير فهو واقع مرير

أقول الاتى : (( إن كثير من الشباب حول المسائل الظنية التى تقبل الاختلاف فى الاراء ولم يجمع عليها علماء الأمة الى مسائل قطعية لا تقبل الا رأى واحد يلزم به كل الأمة )) وبسبب ذلك تفهم جميع الصراعات والتنافرات والخلافات بين كثير من العلماء والمشايخ والطلبة فهذا جذر التعصب و أساسه

وبما انى ذكرت الظنيات التى تقبل الاختلاف اذكر فقط من باب ان الذكرى تنفع المؤمنين بالمقولات التالية من رسالة فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف :

قال سفيان الثوري : ((إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه ))
وقال أيضاً : ((ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به ))
وقال الإمام أحمد : ((من أفتى الناس ليس ينبغي أن يحمل الناس على مذهبه ويشدد عليهم))
ويؤكد هذا الإمام النووي بقوله :((إن المختلف فيه لا إنكار فيه ، ولكن إن ندبه على وجه النصيحة إلى الخروج من الخلاف فهو حسن محبوب مندوب إلى فعله برفق))
وقال ابن قدامة المقدسي : ((لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه فإنه لا إنكار على المجتهد))
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم عند شرحه لحديث "من رأى منكم منكراً فيلغيره...":((والمنكر الذي يجب إنكاره ما كان مجمعاً فأما المختلف فيه فمن أصحابنا من قال لا يجب إنكاره على من فعله مجتهداً أو مقلداً لمجتهد تقليداً سائغاً.))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه - :((مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه)).
وقال أيضاً : ((إن ما فيه خلاف إن كان الحكم المخالف يخالف سنة أو إجماعاً وجب الإنكار عليه وكذلك يجب الإنكار على العامل بهذا الحكم وإن كانت المسألة ليس فيها سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ فإنه لا ينكر على المخالف لرأي المنكر ومذهبه ))
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى في آخر كتاب الروح ((والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع والحكم المؤول الذي غايته أن يكون جائز الاتباع ،أن الحكم المنزل هو الذي أنزله الله على رسوله وحكم به بين عباده وهو حكمه الذي لا حكم سواه .
وأما الحكم المؤول فهو أقوال المجتهدين المختلفة التي لا يجب اتباعها ولا يكفر ولا يفسق من خالفها ، فإن أصحابها لم يقولوا هذا حكم الله ورسوله ، بل قالوا اجتهدنا برأينا فمن شاء قبله ومن شاء لم يقبله ، ولم يلزموا به الأمة ، بل قال أبو حنيفة : "هذا رأيي فمن جاءني بخير منه قبلناه" ولو كان هو عين حكم الله لما ساغ لأبي يوسف وغيرهما مخالفته فيه))
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته إلى علماء مكة : ((... ثم اعلموا وفقكم الله إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع ، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد)). انتهى وهذه النقول ومثيلاتها تجعلنا نحتاج وبشدة وقبل ان ننكر على بعضنا او نحذر من مخالفنا أن نفرق بين المسائل الظنية الاجتهادية وبين المسائل القطعية فلو كانت المسألة من النوع الاول فلا مجال للتحذير او الإقصاء والتشويه اما ان كانت من النوع الثانى القطعى فالامر يختلف

بالنسبة لرأى الشيخ الفاضل عبد المالك رمضانى

فأقول بداية ان الشيخ عبد المالك فى المقولة التى نقلها عنه احد أخواننا قد ظلم أخوه الشيخ أسامة القوصى ظلما بينا ويتضح ذلك من الاتى
يقول الشيخ (( كنت أنصح بحلقاته و حضور حلقاته لكن الآن لا أنصح به لأشياء؟! تفوه بها!! ليست بالسهلة)) وهذا جرح مجمل يدل على ان الشيخ ليس عنده تفاصيل كثيرة فاقول متى كانت بعض المقولات او بعض الألفاظ –تفوه بها -هى سبيل الحكم على العلماء والاشخاص فاين التأصيل واين التأويل و أين الشرح واين المقاصد فالافاظ قوالب المعانى وكما قال ابن القيم ((والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد منها أحدهما أعظم الباطل ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه وما يدعو إليه، وما يناظر عليه )) مدارج السالكين
وكما قال ابن القيم (( فقيه النفس يقول: ماذا أردت؟ ونصف الفقيه يقول ماذا قُلْت؟؟ )) فالحكم يكون بالمقصد و الغرض من هذه الالفاظ الذى قد لا يظهر من مجرد بعض الكلمات فقد يوضح وقد يفصل الشيخ ما أجمله فى حوار ومحاضرة أخرى وهذا يحتاج الى جمع وسرد جميع مقولات الشيخ فى الباب الواحد وهذا يحتاج الى متابعة لتفصيل و تأصيل الشيخ حتى تعرف تأويله وقصده اما ان تسقطة لمجرد كلمات تفوه بها مع اعترافك بعدم المتابعة فهذا من الظلم البين وأعتبره –من باب حسن الظن- تأثر-غير مقصود- بمنهج غلاه المجرحين الذين يسقطون تاريخ وجهود العلماء للوجود أخطاء عندهم و كلمات تلفظ منهم كما قال احد العلماء (( لو أسقطنا كل عالم يخطأ فلم يبقا او يسلم لنا أحد)) ثم يا شيخ عبد المالك -على كلام ابن القيم السابق - ألا تعلم سيرة و مذهب وما يدعو اليه وما يناظر عليه الشيخ أسامة حتى على ضوء ذلك تفسر تلك المقولات التى وصلتك عنه

وهنا أنصح وأطلب من مشايخى من مشايخ الدعوة السلفية الذين تبقوا لنا : يا أفاضل يا مشايخنا احذروا من الشباب الذى ينقل لك بعض الكلمات او حتى بعض الجمل والاراء ليسرقوا منكم حكما على اخوانكم فالأصل ان هؤلاء من الحاقدين وليسو من الطلبة المخلصين فهم ينقلون أسواء ما يجدون ويتركون التفصيل والـتأصيل وهذا الباب قد أتينا منه كثيرا

أما الشيخ عبد المالك فقد تناقض عندما قال: وقد تأكدنا منها !! واعتقد انه يقصد انه تأكد من ان الكلام المنقول له قد قاله فعلا الشيخ لأنه بعد ذلك قال (( و هذا يحتاج إلى متابعة، و أنا ما عندي وقت أتابعه!!، لكن لا أنصح به الآن!!!)) كيف يا فضيله الشيخ تظلم أخوك بهذة السهوله فانت تعترف انك لا تستطيع ان تتابعة ثم بعدها وبمنهى السهولة تسقطة وتسقط تاريخة اليس من أقل حقوق الاخوة ان تتصل به وتستوضح منه الامر وهذا عتابى عليك فضيلة الشيخ وهو عتاب الحزين على تفرق مشايخ الدعوة بهذا الاسلوب

الإنصاف المفقود من إمام السلفيه و مرجع العلماء

ان ما يحدث الان بين مشايخ الدعوة من إسقاط كامل لمن يظهر عليه الاختلاف او التغير فى الاراء لهو ابعد ما يكون عن المنهج السلفى الاصيل المبنى على الانصاف والرحمة وانا هنا أنقل بعض الكلمات لأمام السلفية ومجددها ومرجع العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية والتى تظهر فيها الانصاف ومراعاة فروق الاماكن والازمان والاحوال فلكل بلد ظروفها وعلى أساسها يقيم جهود العالم وأفعاله (( فبعض العلماء يعيش فى بلاد تقوم على السنة و نشرها مثل السعودية الان فتجد العالم أو الشيخ فيها يتكلم عن اخ له فى مصر يلومه عن بعض الافعال او الاقوال او الفتاوى ناسيا ظروف مصر تختلف تماما عن ظروف السعودية وفى ذلك اتذكر مقولة للشيخ الألبانى يقول فيها مدافعا -فى مواجهة مشايخ المملكة-عن رأيه فى اختيار الحجاب -وليس النقاب-انه انسب لأهل الشام او كما قال ))
ومن ذلك –اى مراعاة أختلاف الاماكن والاحوال- قال شيخ الاسلام وهو يتحدث عن الأشاعرة(( فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم )) ويقول فى موضع أخر ((وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين ؛ من الرافضة والجهمية وغيرهم ، إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير ، وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين ، وهو خير من أن يكونوا كفاراً )) [مجموع الفتاوى 13/96، وينظر 35/201]
الله أكبر ما هذا لانصاف الذى اختفى واصبح عملة نادرة بل قل عملة منقرضة

ثم يتكلم عن علماء من الأشاعرة ممن لهم قدم راسخة ، واعتذاره عن خطئهم ، من أمثال القاضي أبي بكر الباقلاني ، وأبي ذر الهروي ، فقال عن القاضي الباقلاني (( فيه من الفضائل العظيمة ، والمحاسن الكثيرة ، والرد على الزنادقة والملحدين وأهل البدع ، حتى إنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب والأشعري أجل منه ، ولا أحسن كتباً وتصنيفاً ، وبسببه انتشر هذا القول " [ درء تعارض العقل والنقل 2/100] وقال عن الهروي (( أبو ذر فيه من العلم والدين ، والمعرفة بالحديث والسنة ، وانتصابه لرواية البخاري ، عن شيوخه الثلاثة ، وغير ذلك من المحاسن والفضائل ، ما هو معروف به ، وكان قد قدم بغداد من هراة ، فأخذ طريقة ابن الباقلاني ، وحمله إلى الحرم ، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم كأبي نصر السجزي ، وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني ، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين ، بما ليس هذا موضعه ، وهو ممن يرجح طريقة الضبعي ، والثقفي ، على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث ... وأهل المغرب كانوا يحجون فيجتمعون به ، ويأخذون عن الحديث ، وهذه الطريقة ، ويدلهم على أصلها ، فيرحل من رحل إلى المشرق ، كما رحل أبو الوليد الباجي ، فأخذ طريقة أ[ي جعفر السمناني الحنفي ، صاحب القاضي أبي بكر - [بن العربي]- ، ورحل بعده القاضي أبو بكر العربي ، فأخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد . ثم إنه ما من هؤلاء إلا له في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع ، والانتصار لكثير من مسائل أهل السنةوالدين ، ما لايخفى على من عرف أحوالهم ، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف ، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة ، وهم فضلاء عقلاء ، احتاجوا طرده والتزام لوازمه ، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين ، وصار الناس بسبب ذلك : منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل ، وخيار الأمور أوسطها ،، وهذا ليس مخصوصاً بهؤلاء ، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين ، والله يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ، ويتجاوز لهم عن السيئات : ( ربنا اغفر لنا ةلإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) [الحشر /10] ، ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين ، من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخطأ في بعض ذلك ، فالله يغفر له خطأه تحقيقاً للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين ، حيث قالوا : (رنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) [البقرة /286] ، ومن تبع ظنه وهواه ، فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده - وهو من البدع المخالفة للسنة - فإنه يلزمه نظير ذلك أ, أعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه ))[درء تعارض العقل والنقل 2/102-103]
وقد أثنى علي الأشعرى نفسه في سعة اطلاعه وعلمه فقال رحمه الله (( مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك , وهو أعرف به من جميع أصحابه من القاضي أبي بكر وابن فورك وأبي إسحاق وهؤلاء أعلم به من أبي المعالي وذويه ومن الشهرستاني , ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري؛ فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها .)) منهاج السنة(5|195)


وقد دفاع ابن تيمية رحمه الله - عن بعض طوائف أهل الكلام وتفضيله لهم على من دونهم ، لا نتسابهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة في ردهم على أهل البدع المشهورين بمخالفة السنة والجماعة ، كالخوارج
، مما يدل على انصافه ، قال رحمه الله (( ومعلوم باتفاق المسلمين أن من هو دون الأشعرية ، كالمعتزلة والشيعة الذين يوجبون الإسلام ، ويحرمون ما وراءه ، فهم خير من الفلاسفة الذين يسوغون التدين بدين الإسلام واليهود والنصارى ، فكيف بالطوائف المنتسبين إلى مذهب أهل السنة والجماعة كالأشعرية والكرامية والسالمية ، وغيرهم ؟ فإن هؤلاء مع إيجابهم دين الإسلام وتحريمهم ما خالفه ، يردون على أهل البدع المشهورين بمخالفة السنة والجماعة ، كالخوارج والشيعة والقدرية والجهمية ، ولهم في تكفير هؤلاء نزاع وتفصيل ، فمن جعل الفيلسوف الذي يبيح دين المشركين واليهود والنصارى ، خير من اثنتين وسبعين فرقة فليس بمسلم ، فكيف بمن جعله خيراً من طوائف أهل الكلام المنتسبين إلى الذب عن أهل السنة والجماعة )) [الصفدية 1/270]

بل حتى الصوفية كان معهم فى منتهى الانصاف فقال عنهم ((فطائفة ذمت الصوفية والتصوف ،و قالوا : إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ، ونُقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف ، وتنبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام ، وطائفة غلت فيهم ، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم ، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله ، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء ، وفيهم من يذنب فيتوبأو لا يتوب ، ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه ، عاص لربه )) سبحان الله
ويقول فى غلاة الصوفية !! في قاعدة المحبة (( لكن قد يقال إن كثيرا ممن يكون فيه نوع محبة الله قد يكون معها اعتقاد فاسد إذ الحب يستتبع الشعور لا يستلزم صريح المعرفة لا سيما من كان من عقلاء المجانين الذين عندهم محبة لله وتأله وفيهم فساد عقل فهؤلاء قد يصيب أحدهم ما يصيب العشاق في حق الله ومعهم حب شديد ونوع من الاعتقاد الفاسد . وكثيرا ما يعتري أهل المحبة من السكر والفناء أعظم ما يصيب السكران بالخمر والسكران بالصور كما قال تعالى في قوم لوط إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالحب له سكر أعظم من سكر الشراب كما قيل : سكران سكر هوى وسكر مدامة... ومتى إفاقة من به سكران
ومعلوم أنه في حال السكر والفناء تنقص المعرفة والتميز ويضطرب العقل والعلم فيحصل في ضمن ذلك من الاعتقادات والتخيلات الفاسدة ما هو من جنس العشق الذي فيه فساد الاعتقاد
وهؤلاء محمودون !!!!!على ما معهم من محبة الله والأعمال الصالحة والإيمان به وأما ما معهم من اعتقاد فاسد وعمل فاسد لم يشرعه الله ورسوله فلا يحمدون على ذلك لكن إن كانوا مغلوبين على ذلك بغير تفريط منهم ولا عدوان كانوا معذورين وإن كان ذلك لتفريطهم فيما أمروا به وتعديهم حدود الله فهم مذنبون في ذلك مثل ما يصيب كثيرا ممن يهيج حبه عند سماع المكاء والتصدية والأشعار الغزلية فتتولد لهم أنواع من الاعتقادات والإرادات التي فيها الحق والباطل وقد يغلب هذا تارة وهذا تارة )) انتهى

وانظر كيف يحمل كلام عالم من علماء الصفية وهو الجنيد على احسن المعانى فقال عندما حكى مقالة الجنيد (التوحيد إفراد القدم من الحدث) قال شيخ الإسلام (( قلت: هذا الكلام فيه إجمال ، والمحق يحمله محملاً حسناً ، وغير المحق يدخل في أشياء..." ، وأما الجنيد فمقصوده التوحيد الذي يشير إليه المشايخ ، وهو التوحيد في القصد والإرادة ، وما يدخل في ذلك من الإخلاص والتوكل والمحبة ، وهو أن يفرد الحق سبحانه – وهو القديم – بهذا كله فلا يشركه في ذلك محدث )) انتهى


بل حتى الرافضة قد انصفهم فقال فى الرد على الروافض ((وينبغي أيضا أن يعلم أنه ليس كل ما أنكره بعض الناس عليهم يكون باطلا بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض والصواب مع من وافقهم لكن ليس لهم مسألة انفردوا بها أصابوا فيها فمن الناس من يعد من بدعهم الجهر بالبسملة وترك المسح على الخفين إما مطلقا وإما في الحضر والقنوت في الفجر ومتعة الحج ومنع لزوم الطلاق البدعي وتستطيح القبور وإسبال اليدين في الصلاة ونحو ذلك من المسائل التي تنازع فيها علماء السنة وقد يكون الصواب فيها القول الذي يوافقهم كما يكون الصواب هو القول الذي يخالفهم لكن المسألة اجتهادية فلا تنكر إلا إذا صارت شعارا لأمر لا يسوغ فتكون دليلا على ما يجب إنكاره وإن كانت نفسها يسوغ فيها الاجتهاد ومن هذا وضع الجريد على القبر فإنه منقول عن بعض الصحابة وغير ذلك من المسائل". منهاج السنة النبوية (44/1)
ولاحظ هنا كلامه عن المسألة الاجتهادية

واختم كلام شيخ الاسلام بهذه المقولة الجامعة التى تتدل على المنهج السلفى الاصيل فى تقيم الطوائف والرجال فقال ((والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا ....و أهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ، ولا يكفرون من خالفهم فيه ، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق ، كما وصف الله به المسلمين بقوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [آل عمران/110]، قال أبو هريرة كنتم خير الناس للناس وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس)) [منهاج السنة/339]


رأى الشيخ ابن عثيمين

ولقد تنبه الشيخ العلامة الفهامه الفاضل الفحل الأصولى والأسد الفقيه سابق عصره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لمثل هذا المنهج الغالى فى إسقاط العلماء بالزلات والأخطاء عندما سؤال عن الانتساب الى السلفيين (لاحظ الفرق الى السلفيين كأشخاص وليس السلفيه كمنهج )

السؤال
فضيلة الشيخ جزاكم الله خيراً: نريد أن نعرف ما هي السلفية كمنهج، وهل لنا أن ننتسب إليها؟ وهل لنا أن ننكر على من لا ينتسب إليها، أو ينكر على كلمة سلفي أو غير ذلك؟

الجواب
السلفية : هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية.
وأما اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق، واتخاذ السلفية كمنهجٍ حزبي فلا شك أن هذا خلاف السلفية ، فـ السلف كلهم يدعون إلى الاتفاق والالتئام حول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يضللون من خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون أن من خالفهم فيها فهو ضال، أما في المسائل العملية فإنهم يخففون فيها كثيراً.
لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا صار يضلل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتخذها بعضهم منهجاً حزبياً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى دين الإسلام، وهذا هو الذي يُنكر ولا يمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون! انظروا طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يُسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، وفي مسائل عقدية، وعملية، فتجد بعضهم مثلاً يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وبعضهم يقول: بلى، وترى بعضهم يقول: إن التي توزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي توزن، وتراهم أيضاً في مسائل الفقه يختلفون كثيراً، في النكاح، والفرائض، والبيوع، وغيرها، ومع ذلك لا يضلل بعضهم بعضاً.
فـ السلفية بمعنى أن تكون حزباً خاصاً له مميزاته ويضلل أفراده من سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفية في شيء.
وأما السلفية اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتواداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) فهذه هي السلفية الحقة. لقاء الباب المفتوح [57]

وسؤال رحمه الله عليه ((تجد بعض طلبة العلم من يحمون مشايخهم و يخوضون في أعراض غير مشايخهم فيفسّقه ويبدعه ويضلّله..)) فأجاب رحمه الله :
لا هذا غلط هذا من وحي الشيطان أن يقع الإنسان في عرض العلماء، إذا وقع الإنسان في أعراض العلماء فإن معتد ظالم وليست غيبة العلماء كغيبة العامة لأن غيبة العلماء فيها مفسدة خاصة ومفسدة عامة، المفسدة الخاصة بالنسبة لهذا العالم، والمفسدة العامة بالنسبة لما يحمله من علم فإن الناس إذا سقط الإنسان من أعينهم لم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا فيكون في هذا جناية على الشريعة التي يحملها هذا العالم والإنسان الناصح هو الذي إذا رأى من أحد من العلماء أو طلبة العلم أو عامة الناس إذا رأى ما ينكره أن يتصل بالعالم أو طالب العلم أو العامي ويتبين الأمر فقد يكون ما تظنه أنت خطأ وقد يكون صوابا لا لعين هذا الفعل ولكن لما يلابسه من أحوال تستدعي أن يقوله هذا العالم أو أن يفعله هذا العالم لأنه قد يكون الشيء منكرا في حد ذاته لكن يفعله بعض الناس لمصلحة أكبر لهذا نرى أن أولئك الذين يقعون في أعراض العلماء أنهم قد جنوا على العلماء وعلى ما يحملونه من علم والواجب توقيظ العالم لا سيما العالم الذي عرف بأنه يريد الحق ويجتهد في طلبه ولكنه قد يزل وهذا أمر لا يسلم منه البشر (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) .


وانا فى نهاية كلامى هنا اقول وأكد على ما قلته سابقا ان الشيخ الفاضل أسامة القوصى –حفظة الله- لم يخرج عن قواعد الاجتهاد المشروعة ولم يخالف إجماع الامة ولم يخرج عن منهج الاستدلال الصحيح بالكتاب والسنة وغيرها من مصادر التشريع والشريعة المعرفة فى كتب أصول الفقه فهو عالم مجتهد بين الأجر والأجرين

واقول لمشايخى واساتذتى من العلماء الافاضل لابد ان تتكاتفوا و تتناصحوا وان يرحم بعضكم بعضا ويلتمس كل أخ لإخيه الاعذار لاختلاف الأقطار فمن ذا الذى لا يخطأ وتذكروا كلام سلفنا الذى منه

وقال الإمام أحمد : ((ما رأيت أحداً أقل خطأ من يحيى بن سعيد ، ولقد أخطأ في أحاديث ثم قال : "ومن يعرى من الخطأ والتصحيف )).

وقال الإمام الترمذي : ((وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان ، والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :((ليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفوراً لهم ، بل ليس من شرطهم ترك الصغائر . مطلقاً ، بل ليس من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه توبة))

وقال ابن القيم رحمه الله : ((وكيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوماً جهولاً ، ولكن من عدت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته ))

وقال مهنا لأحمد : ((كان غندر يغلط؟ قال : أليس هو من الناس؟! ))
وقال عبد الرحمن بن مهدي : ((من يبرئ نفسه من الخطأ فهو مجنون ))
وقال الإمام مالك : ((ومن ذا الذي لا يخطئ )) .

وقد حث الصحابة والتابعون الأمة على اتباع هذا المنهج . فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ((ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا شراً ، وأنت تجد لها في الخير محملاً ))

وعن سعيد بن المسيب قال : ((كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله (( أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً ...)) .
وقال أبو قلابة الجرمي : ((إذا بلغك عن أخيك شيئاً تكرهه فالتمس له عذراً جهدك ، فإن لم تجد له عذراً فقل : لعل لأخي عذراً لا أعلمه ))

اما الاسقاط لمجرد اختلاف وتغير الاراء الفقهية فهذا لن يبقى لنا علاقة بين عالمان او شيخان والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم ارحم مشايخنا وعلمائنا الذين كانوا سبب فى هدايتنا وهدايه غيرنا الى المنهج الصحيح امين

أخوكم المحب
أبوحمزة عماد المصرى
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 02-12-2012, 12:37 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحمزة عماد المصرى مشاهدة المشاركة


الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود


السلام عليكم
عذرا على تأخر المشاركة بسب انشغالى واحب ان اضيف بعض الامور فالامر هنا هام فهو إسقاط و إقصاء -بالنهى عن الحضور- لشيخ عالم فاضل جليل له جهود مباركة ودعوة طويلة وتاريخ مشرف فالله المستعان والغافر والرحيم (ولذلك شبهت بالكئود وهى فى اللغة صفة تدل على الثبوت ) ادعوا الله ان يثبته ويثبت كل مشايخنا على المنهج الصحيح والصراط المستقيم

ردا على استفسار أخى الفاضل باسم أبو الحارث عن تحرير مقولتى فأقول اننى سوف أعيد صياغتها عسى ان تكون أوضح وعندها لن تحتاج ادنى تحرير فهو واقع مرير

أقول الاتى : (( إن كثير من الشباب حول المسائل الظنية التى تقبل الاختلاف فى الاراء ولم يجمع عليها علماء الأمة الى مسائل قطعية لا تقبل الا رأى واحد يلزم به كل الأمة )) وبسبب ذلك تفهم جميع الصراعات والتنافرات والخلافات بين كثير من العلماء والمشايخ والطلبة فهذا جذر التعصب و أساسه

وبما انى ذكرت الظنيات التى تقبل الاختلاف اذكر فقط من باب ان الذكرى تنفع المؤمنين بالمقولات التالية من رسالة فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف :

قال سفيان الثوري : ((إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه ))
وقال أيضاً : ((ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به ))
وقال الإمام أحمد : ((من أفتى الناس ليس ينبغي أن يحمل الناس على مذهبه ويشدد عليهم))
ويؤكد هذا الإمام النووي بقوله :((إن المختلف فيه لا إنكار فيه ، ولكن إن ندبه على وجه النصيحة إلى الخروج من الخلاف فهو حسن محبوب مندوب إلى فعله برفق))
وقال ابن قدامة المقدسي : ((لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه فإنه لا إنكار على المجتهد))
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم عند شرحه لحديث "من رأى منكم منكراً فيلغيره...":((والمنكر الذي يجب إنكاره ما كان مجمعاً فأما المختلف فيه فمن أصحابنا من قال لا يجب إنكاره على من فعله مجتهداً أو مقلداً لمجتهد تقليداً سائغاً.))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه - :((مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه)).
وقال أيضاً : ((إن ما فيه خلاف إن كان الحكم المخالف يخالف سنة أو إجماعاً وجب الإنكار عليه وكذلك يجب الإنكار على العامل بهذا الحكم وإن كانت المسألة ليس فيها سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ فإنه لا ينكر على المخالف لرأي المنكر ومذهبه ))
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى في آخر كتاب الروح ((والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع والحكم المؤول الذي غايته أن يكون جائز الاتباع ،أن الحكم المنزل هو الذي أنزله الله على رسوله وحكم به بين عباده وهو حكمه الذي لا حكم سواه .
وأما الحكم المؤول فهو أقوال المجتهدين المختلفة التي لا يجب اتباعها ولا يكفر ولا يفسق من خالفها ، فإن أصحابها لم يقولوا هذا حكم الله ورسوله ، بل قالوا اجتهدنا برأينا فمن شاء قبله ومن شاء لم يقبله ، ولم يلزموا به الأمة ، بل قال أبو حنيفة : "هذا رأيي فمن جاءني بخير منه قبلناه" ولو كان هو عين حكم الله لما ساغ لأبي يوسف وغيرهما مخالفته فيه))
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته إلى علماء مكة : ((... ثم اعلموا وفقكم الله إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع ، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد)). انتهى وهذه النقول ومثيلاتها تجعلنا نحتاج وبشدة وقبل ان ننكر على بعضنا او نحذر من مخالفنا أن نفرق بين المسائل الظنية الاجتهادية وبين المسائل القطعية فلو كانت المسألة من النوع الاول فلا مجال للتحذير او الإقصاء والتشويه اما ان كانت من النوع الثانى القطعى فالامر يختلف

بالنسبة لرأى الشيخ الفاضل عبد المالك رمضانى

فأقول بداية ان الشيخ عبد المالك فى المقولة التى نقلها عنه احد أخواننا قد ظلم أخوه الشيخ أسامة القوصى ظلما بينا ويتضح ذلك من الاتى
يقول الشيخ (( كنت أنصح بحلقاته و حضور حلقاته لكن الآن لا أنصح به لأشياء؟! تفوه بها!! ليست بالسهلة)) وهذا جرح مجمل يدل على ان الشيخ ليس عنده تفاصيل كثيرة فاقول متى كانت بعض المقولات او بعض الألفاظ –تفوه بها -هى سبيل الحكم على العلماء والاشخاص فاين التأصيل واين التأويل و أين الشرح واين المقاصد فالافاظ قوالب المعانى وكما قال ابن القيم ((والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد منها أحدهما أعظم الباطل ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه وما يدعو إليه، وما يناظر عليه )) مدارج السالكين
وكما قال ابن القيم (( فقيه النفس يقول: ماذا أردت؟ ونصف الفقيه يقول ماذا قُلْت؟؟ )) فالحكم يكون بالمقصد و الغرض من هذه الالفاظ الذى قد لا يظهر من مجرد بعض الكلمات فقد يوضح وقد يفصل الشيخ ما أجمله فى حوار ومحاضرة أخرى وهذا يحتاج الى جمع وسرد جميع مقولات الشيخ فى الباب الواحد وهذا يحتاج الى متابعة لتفصيل و تأصيل الشيخ حتى تعرف تأويله وقصده اما ان تسقطة لمجرد كلمات تفوه بها مع اعترافك بعدم المتابعة فهذا من الظلم البين وأعتبره –من باب حسن الظن- تأثر-غير مقصود- بمنهج غلاه المجرحين الذين يسقطون تاريخ وجهود العلماء للوجود أخطاء عندهم و كلمات تلفظ منهم كما قال احد العلماء (( لو أسقطنا كل عالم يخطأ فلم يبقا او يسلم لنا أحد)) ثم يا شيخ عبد المالك -على كلام ابن القيم السابق - ألا تعلم سيرة و مذهب وما يدعو اليه وما يناظر عليه الشيخ أسامة حتى على ضوء ذلك تفسر تلك المقولات التى وصلتك عنه

وهنا أنصح وأطلب من مشايخى من مشايخ الدعوة السلفية الذين تبقوا لنا : يا أفاضل يا مشايخنا احذروا من الشباب الذى ينقل لك بعض الكلمات او حتى بعض الجمل والاراء ليسرقوا منكم حكما على اخوانكم فالأصل ان هؤلاء من الحاقدين وليسو من الطلبة المخلصين فهم ينقلون أسواء ما يجدون ويتركون التفصيل والـتأصيل وهذا الباب قد أتينا منه كثيرا

أما الشيخ عبد المالك فقد تناقض عندما قال: وقد تأكدنا منها !! واعتقد انه يقصد انه تأكد من ان الكلام المنقول له قد قاله فعلا الشيخ لأنه بعد ذلك قال (( و هذا يحتاج إلى متابعة، و أنا ما عندي وقت أتابعه!!، لكن لا أنصح به الآن!!!)) كيف يا فضيله الشيخ تظلم أخوك بهذة السهوله فانت تعترف انك لا تستطيع ان تتابعة ثم بعدها وبمنهى السهولة تسقطة وتسقط تاريخة اليس من أقل حقوق الاخوة ان تتصل به وتستوضح منه الامر وهذا عتابى عليك فضيلة الشيخ وهو عتاب الحزين على تفرق مشايخ الدعوة بهذا الاسلوب

الإنصاف المفقود من إمام السلفيه و مرجع العلماء

ان ما يحدث الان بين مشايخ الدعوة من إسقاط كامل لمن يظهر عليه الاختلاف او التغير فى الاراء لهو ابعد ما يكون عن المنهج السلفى الاصيل المبنى على الانصاف والرحمة وانا هنا أنقل بعض الكلمات لأمام السلفية ومجددها ومرجع العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية والتى تظهر فيها الانصاف ومراعاة فروق الاماكن والازمان والاحوال فلكل بلد ظروفها وعلى أساسها يقيم جهود العالم وأفعاله (( فبعض العلماء يعيش فى بلاد تقوم على السنة و نشرها مثل السعودية الان فتجد العالم أو الشيخ فيها يتكلم عن اخ له فى مصر يلومه عن بعض الافعال او الاقوال او الفتاوى ناسيا ظروف مصر تختلف تماما عن ظروف السعودية وفى ذلك اتذكر مقولة للشيخ الألبانى يقول فيها مدافعا -فى مواجهة مشايخ المملكة-عن رأيه فى اختيار الحجاب -وليس النقاب-انه انسب لأهل الشام او كما قال ))
ومن ذلك –اى مراعاة أختلاف الاماكن والاحوال- قال شيخ الاسلام وهو يتحدث عن الأشاعرة(( فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم )) ويقول فى موضع أخر ((وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين ؛ من الرافضة والجهمية وغيرهم ، إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير ، وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين ، وهو خير من أن يكونوا كفاراً )) [مجموع الفتاوى 13/96، وينظر 35/201]
الله أكبر ما هذا لانصاف الذى اختفى واصبح عملة نادرة بل قل عملة منقرضة

ثم يتكلم عن علماء من الأشاعرة ممن لهم قدم راسخة ، واعتذاره عن خطئهم ، من أمثال القاضي أبي بكر الباقلاني ، وأبي ذر الهروي ، فقال عن القاضي الباقلاني (( فيه من الفضائل العظيمة ، والمحاسن الكثيرة ، والرد على الزنادقة والملحدين وأهل البدع ، حتى إنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب والأشعري أجل منه ، ولا أحسن كتباً وتصنيفاً ، وبسببه انتشر هذا القول " [ درء تعارض العقل والنقل 2/100] وقال عن الهروي (( أبو ذر فيه من العلم والدين ، والمعرفة بالحديث والسنة ، وانتصابه لرواية البخاري ، عن شيوخه الثلاثة ، وغير ذلك من المحاسن والفضائل ، ما هو معروف به ، وكان قد قدم بغداد من هراة ، فأخذ طريقة ابن الباقلاني ، وحمله إلى الحرم ، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم كأبي نصر السجزي ، وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني ، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين ، بما ليس هذا موضعه ، وهو ممن يرجح طريقة الضبعي ، والثقفي ، على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث ... وأهل المغرب كانوا يحجون فيجتمعون به ، ويأخذون عن الحديث ، وهذه الطريقة ، ويدلهم على أصلها ، فيرحل من رحل إلى المشرق ، كما رحل أبو الوليد الباجي ، فأخذ طريقة أ[ي جعفر السمناني الحنفي ، صاحب القاضي أبي بكر - [بن العربي]- ، ورحل بعده القاضي أبو بكر العربي ، فأخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد . ثم إنه ما من هؤلاء إلا له في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع ، والانتصار لكثير من مسائل أهل السنةوالدين ، ما لايخفى على من عرف أحوالهم ، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف ، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة ، وهم فضلاء عقلاء ، احتاجوا طرده والتزام لوازمه ، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين ، وصار الناس بسبب ذلك : منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل ، وخيار الأمور أوسطها ،، وهذا ليس مخصوصاً بهؤلاء ، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين ، والله يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ، ويتجاوز لهم عن السيئات : ( ربنا اغفر لنا ةلإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) [الحشر /10] ، ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين ، من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخطأ في بعض ذلك ، فالله يغفر له خطأه تحقيقاً للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين ، حيث قالوا : (رنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) [البقرة /286] ، ومن تبع ظنه وهواه ، فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده - وهو من البدع المخالفة للسنة - فإنه يلزمه نظير ذلك أ, أعظم أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه ))[درء تعارض العقل والنقل 2/102-103]
وقد أثنى علي الأشعرى نفسه في سعة اطلاعه وعلمه فقال رحمه الله (( مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك , وهو أعرف به من جميع أصحابه من القاضي أبي بكر وابن فورك وأبي إسحاق وهؤلاء أعلم به من أبي المعالي وذويه ومن الشهرستاني , ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري؛ فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها .)) منهاج السنة(5|195)


وقد دفاع ابن تيمية رحمه الله - عن بعض طوائف أهل الكلام وتفضيله لهم على من دونهم ، لا نتسابهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة في ردهم على أهل البدع المشهورين بمخالفة السنة والجماعة ، كالخوارج
، مما يدل على انصافه ، قال رحمه الله (( ومعلوم باتفاق المسلمين أن من هو دون الأشعرية ، كالمعتزلة والشيعة الذين يوجبون الإسلام ، ويحرمون ما وراءه ، فهم خير من الفلاسفة الذين يسوغون التدين بدين الإسلام واليهود والنصارى ، فكيف بالطوائف المنتسبين إلى مذهب أهل السنة والجماعة كالأشعرية والكرامية والسالمية ، وغيرهم ؟ فإن هؤلاء مع إيجابهم دين الإسلام وتحريمهم ما خالفه ، يردون على أهل البدع المشهورين بمخالفة السنة والجماعة ، كالخوارج والشيعة والقدرية والجهمية ، ولهم في تكفير هؤلاء نزاع وتفصيل ، فمن جعل الفيلسوف الذي يبيح دين المشركين واليهود والنصارى ، خير من اثنتين وسبعين فرقة فليس بمسلم ، فكيف بمن جعله خيراً من طوائف أهل الكلام المنتسبين إلى الذب عن أهل السنة والجماعة )) [الصفدية 1/270]

بل حتى الصوفية كان معهم فى منتهى الانصاف فقال عنهم ((فطائفة ذمت الصوفية والتصوف ،و قالوا : إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ، ونُقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف ، وتنبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام ، وطائفة غلت فيهم ، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم ، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله ، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء ، وفيهم من يذنب فيتوبأو لا يتوب ، ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه ، عاص لربه )) سبحان الله
ويقول فى غلاة الصوفية !! في قاعدة المحبة (( لكن قد يقال إن كثيرا ممن يكون فيه نوع محبة الله قد يكون معها اعتقاد فاسد إذ الحب يستتبع الشعور لا يستلزم صريح المعرفة لا سيما من كان من عقلاء المجانين الذين عندهم محبة لله وتأله وفيهم فساد عقل فهؤلاء قد يصيب أحدهم ما يصيب العشاق في حق الله ومعهم حب شديد ونوع من الاعتقاد الفاسد . وكثيرا ما يعتري أهل المحبة من السكر والفناء أعظم ما يصيب السكران بالخمر والسكران بالصور كما قال تعالى في قوم لوط إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالحب له سكر أعظم من سكر الشراب كما قيل : سكران سكر هوى وسكر مدامة... ومتى إفاقة من به سكران
ومعلوم أنه في حال السكر والفناء تنقص المعرفة والتميز ويضطرب العقل والعلم فيحصل في ضمن ذلك من الاعتقادات والتخيلات الفاسدة ما هو من جنس العشق الذي فيه فساد الاعتقاد
وهؤلاء محمودون !!!!!على ما معهم من محبة الله والأعمال الصالحة والإيمان به وأما ما معهم من اعتقاد فاسد وعمل فاسد لم يشرعه الله ورسوله فلا يحمدون على ذلك لكن إن كانوا مغلوبين على ذلك بغير تفريط منهم ولا عدوان كانوا معذورين وإن كان ذلك لتفريطهم فيما أمروا به وتعديهم حدود الله فهم مذنبون في ذلك مثل ما يصيب كثيرا ممن يهيج حبه عند سماع المكاء والتصدية والأشعار الغزلية فتتولد لهم أنواع من الاعتقادات والإرادات التي فيها الحق والباطل وقد يغلب هذا تارة وهذا تارة )) انتهى

وانظر كيف يحمل كلام عالم من علماء الصفية وهو الجنيد على احسن المعانى فقال عندما حكى مقالة الجنيد (التوحيد إفراد القدم من الحدث) قال شيخ الإسلام (( قلت: هذا الكلام فيه إجمال ، والمحق يحمله محملاً حسناً ، وغير المحق يدخل في أشياء..." ، وأما الجنيد فمقصوده التوحيد الذي يشير إليه المشايخ ، وهو التوحيد في القصد والإرادة ، وما يدخل في ذلك من الإخلاص والتوكل والمحبة ، وهو أن يفرد الحق سبحانه – وهو القديم – بهذا كله فلا يشركه في ذلك محدث )) انتهى


بل حتى الرافضة قد انصفهم فقال فى الرد على الروافض ((وينبغي أيضا أن يعلم أنه ليس كل ما أنكره بعض الناس عليهم يكون باطلا بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض والصواب مع من وافقهم لكن ليس لهم مسألة انفردوا بها أصابوا فيها فمن الناس من يعد من بدعهم الجهر بالبسملة وترك المسح على الخفين إما مطلقا وإما في الحضر والقنوت في الفجر ومتعة الحج ومنع لزوم الطلاق البدعي وتستطيح القبور وإسبال اليدين في الصلاة ونحو ذلك من المسائل التي تنازع فيها علماء السنة وقد يكون الصواب فيها القول الذي يوافقهم كما يكون الصواب هو القول الذي يخالفهم لكن المسألة اجتهادية فلا تنكر إلا إذا صارت شعارا لأمر لا يسوغ فتكون دليلا على ما يجب إنكاره وإن كانت نفسها يسوغ فيها الاجتهاد ومن هذا وضع الجريد على القبر فإنه منقول عن بعض الصحابة وغير ذلك من المسائل". منهاج السنة النبوية (44/1)
ولاحظ هنا كلامه عن المسألة الاجتهادية

واختم كلام شيخ الاسلام بهذه المقولة الجامعة التى تتدل على المنهج السلفى الاصيل فى تقيم الطوائف والرجال فقال ((والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا ....و أهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ، ولا يكفرون من خالفهم فيه ، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق ، كما وصف الله به المسلمين بقوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [آل عمران/110]، قال أبو هريرة كنتم خير الناس للناس وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس)) [منهاج السنة/339]


رأى الشيخ ابن عثيمين

ولقد تنبه الشيخ العلامة الفهامه الفاضل الفحل الأصولى والأسد الفقيه سابق عصره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لمثل هذا المنهج الغالى فى إسقاط العلماء بالزلات والأخطاء عندما سؤال عن الانتساب الى السلفيين (لاحظ الفرق الى السلفيين كأشخاص وليس السلفيه كمنهج )

السؤال
فضيلة الشيخ جزاكم الله خيراً: نريد أن نعرف ما هي السلفية كمنهج، وهل لنا أن ننتسب إليها؟ وهل لنا أن ننكر على من لا ينتسب إليها، أو ينكر على كلمة سلفي أو غير ذلك؟

الجواب
السلفية : هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية.
وأما اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق، واتخاذ السلفية كمنهجٍ حزبي فلا شك أن هذا خلاف السلفية ، فـ السلف كلهم يدعون إلى الاتفاق والالتئام حول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يضللون من خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون أن من خالفهم فيها فهو ضال، أما في المسائل العملية فإنهم يخففون فيها كثيراً.
لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا صار يضلل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتخذها بعضهم منهجاً حزبياً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى دين الإسلام، وهذا هو الذي يُنكر ولا يمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون! انظروا طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يُسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، وفي مسائل عقدية، وعملية، فتجد بعضهم مثلاً يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وبعضهم يقول: بلى، وترى بعضهم يقول: إن التي توزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي توزن، وتراهم أيضاً في مسائل الفقه يختلفون كثيراً، في النكاح، والفرائض، والبيوع، وغيرها، ومع ذلك لا يضلل بعضهم بعضاً.
فـ السلفية بمعنى أن تكون حزباً خاصاً له مميزاته ويضلل أفراده من سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفية في شيء.
وأما السلفية اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتواداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) فهذه هي السلفية الحقة. لقاء الباب المفتوح [57]

وسؤال رحمه الله عليه ((تجد بعض طلبة العلم من يحمون مشايخهم و يخوضون في أعراض غير مشايخهم فيفسّقه ويبدعه ويضلّله..)) فأجاب رحمه الله :
لا هذا غلط هذا من وحي الشيطان أن يقع الإنسان في عرض العلماء، إذا وقع الإنسان في أعراض العلماء فإن معتد ظالم وليست غيبة العلماء كغيبة العامة لأن غيبة العلماء فيها مفسدة خاصة ومفسدة عامة، المفسدة الخاصة بالنسبة لهذا العالم، والمفسدة العامة بالنسبة لما يحمله من علم فإن الناس إذا سقط الإنسان من أعينهم لم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا فيكون في هذا جناية على الشريعة التي يحملها هذا العالم والإنسان الناصح هو الذي إذا رأى من أحد من العلماء أو طلبة العلم أو عامة الناس إذا رأى ما ينكره أن يتصل بالعالم أو طالب العلم أو العامي ويتبين الأمر فقد يكون ما تظنه أنت خطأ وقد يكون صوابا لا لعين هذا الفعل ولكن لما يلابسه من أحوال تستدعي أن يقوله هذا العالم أو أن يفعله هذا العالم لأنه قد يكون الشيء منكرا في حد ذاته لكن يفعله بعض الناس لمصلحة أكبر لهذا نرى أن أولئك الذين يقعون في أعراض العلماء أنهم قد جنوا على العلماء وعلى ما يحملونه من علم والواجب توقيظ العالم لا سيما العالم الذي عرف بأنه يريد الحق ويجتهد في طلبه ولكنه قد يزل وهذا أمر لا يسلم منه البشر (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) .


وانا فى نهاية كلامى هنا اقول وأكد على ما قلته سابقا ان الشيخ الفاضل أسامة القوصى –حفظة الله- لم يخرج عن قواعد الاجتهاد المشروعة ولم يخالف إجماع الامة ولم يخرج عن منهج الاستدلال الصحيح بالكتاب والسنة وغيرها من مصادر التشريع والشريعة المعرفة فى كتب أصول الفقه فهو عالم مجتهد بين الأجر والأجرين

واقول لمشايخى واساتذتى من العلماء الافاضل لابد ان تتكاتفوا و تتناصحوا وان يرحم بعضكم بعضا ويلتمس كل أخ لإخيه الاعذار لاختلاف الأقطار فمن ذا الذى لا يخطأ وتذكروا كلام سلفنا الذى منه

وقال الإمام أحمد : ((ما رأيت أحداً أقل خطأ من يحيى بن سعيد ، ولقد أخطأ في أحاديث ثم قال : "ومن يعرى من الخطأ والتصحيف )).

وقال الإمام الترمذي : ((وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان ، والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :((ليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفوراً لهم ، بل ليس من شرطهم ترك الصغائر . مطلقاً ، بل ليس من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه توبة))

وقال ابن القيم رحمه الله : ((وكيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوماً جهولاً ، ولكن من عدت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته ))

وقال مهنا لأحمد : ((كان غندر يغلط؟ قال : أليس هو من الناس؟! ))
وقال عبد الرحمن بن مهدي : ((من يبرئ نفسه من الخطأ فهو مجنون ))
وقال الإمام مالك : ((ومن ذا الذي لا يخطئ )) .

وقد حث الصحابة والتابعون الأمة على اتباع هذا المنهج . فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ((ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا شراً ، وأنت تجد لها في الخير محملاً ))

وعن سعيد بن المسيب قال : ((كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله (( أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً ...)) .
وقال أبو قلابة الجرمي : ((إذا بلغك عن أخيك شيئاً تكرهه فالتمس له عذراً جهدك ، فإن لم تجد له عذراً فقل : لعل لأخي عذراً لا أعلمه ))

اما الاسقاط لمجرد اختلاف وتغير الاراء الفقهية فهذا لن يبقى لنا علاقة بين عالمان او شيخان والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم ارحم مشايخنا وعلمائنا الذين كانوا سبب فى هدايتنا وهدايه غيرنا الى المنهج الصحيح امين

أخوكم المحب
أبوحمزة عماد المصرى
أسامة القوصي مبنطل و (مكرف!) في ضيافة متبرجة !!
أسامة القوصي عن الموسيقى و الآلات - الدف!!!!!
الشيخ اسامة القوصي عن ايداع الاموال في البنوك!!!!!
لا نفكر في الدين نفكر فيما يصلحنا، لا يوجد في الاسلام دولة دينية !!!!!!!!!!!!!!!
أسامة القوصي قبل الثورة المصرية و بعدها!!!!!!!!!!!




http://alkoussi.blogspot.com/

ليس شرطا أن يكون الرئيس مسلما وتداخل الدين والسياسة عمل شيطاني

http://www.youtube.com/watch?v=TWPXPu6fC4g

يصرح أسامة القوصي بأنه الاشعري

http://www.youtube.com/watch?v=JE4MVxkkAGQ

الشيخ أسامة القوصي-أسباب نجاح الثورة-تاريخ مصر !!!!!!!!!!!!!
http://www.osama-islam.com/vb/showthread.php?p=38892
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله-
http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 02-12-2012, 01:57 PM
مهند خليفة مهند خليفة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 64
افتراضي

[QUOTE=أبوحمزة عماد المصرى;172463]
[size="7"][b]

الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود
[/
SIZE]
[/b]
[size="6"]
السلام عليكم
عذرا على تأخر المشاركة بسب انشغالى واحب ان اضيف بعض الامور فالامر هنا هام فهو إسقاط و إقصاء -بالنهى عن الحضور- لشيخ عالم فاضل جليل له جهود مباركة ودعوة طويلة وتاريخ مشرف فالله المستعان والغافر والرحيم (ولذلك شبهت بالكئود وهى فى اللغة صفة تدل على الثبوت ) ادعوا الله ان يثبته ويثبت كل مشايخنا على المنهج الصحيح والصراط المستقيم

اي ثبات على المنهج الصحيح وقد تكلم اهل العلم فيه ( وهي والله كافية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ) ولكن هذه بعض محدثاته بعد الفتنة في مصر
1- ظهوره على قناة النصراني المستهزأ بالاسلام
2- خروجه مع المذيعات اللاتي ما فتئن يهاجمن التدين والالتزام وينشرن الفسق والفجور بين الناس
3- ظهوره في برامج الشباب مع المتبرجات
وان كنت قلت ان الشيخ الرمضاني بعيد فالشيخ رسلان في بلدكم وقريب منه وهذان مقطعان للشيخ رسلان الاول جزء من خطبة والثاني خطبة كاملة في بيان حال هذا الرجل

http://www.safeshare.tv/w/CnlmyTqgeJ
http://www.facebook.com/l.php?u=http...dxaJY4u3uXvL5w
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 02-14-2012, 03:35 PM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي الانصاف المفقود

الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود


الحلقة الثانية

مواجهة جديدة بين الغلو فى حب المشايخ
والانصاف المفقود من الطلبه
عند الاختلاف مع من يخالف مشايخهم


حقيقا لقد ترددت قبل ان اكتب الان فان التعليق الذى ارسله اخوانى أصابنى بالاحباط الشديد فهم قاموا عمليا بممارسة ما انا احذر منه و تكلمت عنه فى مقالة الانصاف وكأنما لم أكتب شيئ !! فاقول لهم يا أخوتى هل قرأتم مقالة الانصاف ؟؟ فانا فيها أثبت أن شيخ الاسلام ينصف الاشاعرة والصوفية بل يعطى المعتزلة حقهم بل والروافض و أيضا نقلت لكم كلام الشيخ ابن عثيمين عن التحذير من السلفية الحزبية وقد وضح الشيخ قيد وعلامه المنهج السلفى الصحيح –الغير حزبى- والذى فيه يختلف الصحابة فى المسائل العلمية والعملية بدون صدام أو اقصاء ثم بعد كل ذلك انتم تنقلوا مسائل لا تخرج عن نطاق الفتاوى الاجتهادية تقبل الخطأ والصواب تستدلون بها على هجر الشيخ بعد النيل منه
بل كثير من الانتقادات التى تستدلون بها هى لأمور لفظية وسبحان الله تسقطون عالم بكل تاريخه وكفاحه ودعوته التى امتدت أكثر من ربع قرن لأنكم لم تفهموا أوتتبينوا مقصده وغرضه من كلامه فبسبب أخطاء فى بعض الفتاوى –من وجهة نظركم- تخرجونه من المنهج الصحيح وتحذرون من الحضور له او الاستماع منه يقول الامام أحمد (( إخراج الناس من السنة شديد )) وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (( إن كثيراً من مُجتهدي السّلف والخلف قد قالُوا وفعلُوا ما هو بدعة ))

وقال بعض أهل العلم (( ولا يوجد إماما من أئمة السنة لم يخطيء او ليست لديه أقوال مرجوحة فالامام احمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة صحت عنه رواية في تاويل المجيء ،وقال عبارة مطلقة توهم انتقاصا من الصحابة عندما قال : من لم يربع بعلي فهو أضل من حمار أهله " فقال علماء البصرة : قد انكر – يقصدون الامام أحمد – خلافته – يقصدون خلافة على بن أبى طالب- من لا يقال فيه مثل هذا ، ويجيز الاقسام بالنبي صلى الله عليه وسلم وخالفه العلماء في رواية اهل الرأي ، وفي أخذ العلم عن الذي أجاب في المحنة ممن أمر بهجرهم فلم يهجروا كيحي بن معين وعلي بن المديني وكذلك خالفوه في تاليف الكتب و الكلام على الوساوس الذي ذم به المحاسبي وغير ذلك ولا يوجد واحد منهم طعن فيه إلا ممن كان مبتدعا غارقا في البدعة وهكذا بالنسبة لكل الأئمة ، وعليه فهذا المنهج المعمول به في هذا العصر محدث لا اصل له عند اهل السنة مركب من إطلاقات بدون قيودها ومن اقوال شاذة .))

ويقول الآمدي في كتابه (إحكام الأحكام): (( حُجة أهل الحق في ذلك [عدم تأثيم المجتهد المخطئ ] ما نُقِلَ نقلاً مُتواتراً لا يُدخله ريبة ولا شك، وعُلِمَ علماً ضرورياً من اختلاف الصّحابة فيما بينهم في المسائل، مع استمرارهم على الاختلاف إلى انقراض عصرهم، ولم يَصدر منهم نكيرٌ ولا تأثيمٌ لأحدٍ، لا على سبيل الإبهَام ولا التّعيين .))


منهج الاسقاط والهجر والإقصاء بالأخطاء فى الظنيات
منهج ليس سلفيا
والمدار على الأصول الصحيحة
والسيرة الطويلة
و زماننا زمن غربة وقلة واستضعاف لأهل السنة
فلا يصلح معه الهجر

لذلك أقول أن منهج الإسقاط بالأخطاء فى الظنيات منهج محدث مبتدع حزبى ليس له علاقة بالمنهج السلفى الحق وهنا انا مضطر انقل كلام أعلم ان طويل –ويعلم الله لا أقصد التطويل ولاكن اقصد التأصيل لكل قاعدة أستند عليها فى حوارنا - وكثير ممن فى هذا المنتدى يكررون وينقلون مثل كلامى الان ولكن للأسف عندما يتعلق الامر بمن يحبون من مشايخ او بمن يتبعون من علماء ينسون تماما ما كانوا ينقلون و يكررون ويرجعوا الى المنهج الغالى الذى اشتهر الان وهو الاسقاط بالاختلاف فى الظنيات والخطأ فى الفتاوى والاراء وانا انقلة فى اطار الدفاع عن شيخى ضد دعوى اسقاطة و هجره وعدم الاستماع له ولا أقوله او انقله لدفاع عن ذات كلام شيخى كلمه كلمه او رأى رأى فمؤكد ان شيخى يخطأ

وهذا الكلام الذى سوف أنقله - لنهدم منهج الاسقاط والاقصاء بالاخطاء- هو كلام العلامة الامام عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى في كتابه القيم : رفقا أهل السنة بأهل السنة تحت عنوان:
موقف أهل السنة من العالم إذا أخطأ أنه يعذر فلا يبدع ولا يهجر
ويقول فيه (( ليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يسلم عالمٌ من خطأ، ومن أخطأ لا يُتابع على خطئه، ولا يُتخذ ذلك الخطأ ذريعة إلى عيبه والتحذير منه، بل يُغتفر خطؤه القليل في صوابه الكثير، ومن كان من هؤلاء العلماء قد مضى فيستفاد من علمه مع الحذر من متابعته على الخطأ، ويدعى له ويترحم عليه، ومن كان حياً سواء كان عالماً أو طالب علم يُنبه على خطئه برفق ولين ومحبة لسلامته من الخطأ ورجوعه إلى الصواب.
ومن العلماء الذين مضوا وعندهم خلل في مسائل العقيدة، ولا يستغني العلماء وطلبة العلم عن علمهم، بل إن مؤلفاتهم من المراجع المهمة للمشتغلين في العلم، الأئمة: البيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني.
ومن المعاصرين الشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، لا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الإطلاع فيه، لم يسلم من الوقوع في أمور يعتبرها الكثيرون أخطاء منه الى ان قال :
وهذه نقول عن جماعة من أهل العلم في تقرير وتوضيح اغتفار خطأ العالم في صوابه الكثير:

قال سعيد بن المسيب (93هـ): " ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل ". جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر [2/48].

وقال عبد الله بن المبارك (181هـ): " إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن ". سير أعلام النبلاء للذهبي [8/352 ط. الأولى].

وقال الإمام أحمد (241هـ): " لا يعبر الجسر من خراسان مثل إسحاق (يعني ابن راهويه)، وإن كان يخالفنا في أشياء؛ فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً ". سير أعلام النبلاء [11/371].

وقال أبو حاتم ابن حبان (354هـ): " كان عبد الملك – يعني ابن أبي سليمان – من خيار أهل الكوفة، وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبتٍ صحت عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة؛ لأنهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات، وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإن كان كذلك استحق الترك حينئذ ". الثقات [7/97-98].

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه (728هـ): " ومما ينبغي أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومن من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة.
ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة.
ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك.
ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه، فهولاء من أهل التفرق والاختلافات
". مجموع الفتاوى [3/348-349].

وقال [19/191-192]: " وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم ، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))، وفي الصحيح أن الله قال: قد فعلت ".

وقال الإمام الذهبي (748هـ): " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه، وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك ". سير أعلام النبلاء [5/271].

وقال أيضاً: " ولو أنا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة ". السير [14/39-40].

وقال أيضاً: " ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق – أهدرناه وبدعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنه وكرمه " . السير [14/376]

وقال أيضاً: " ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن " . السير [20/46].

وقال ابن القيم (751هـ): " معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها، لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عند القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم " إلى أن قال: " ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين " . إعلام الموقعين [3/295].

وقال ابن رجب الحنبلي [795هـ]: " ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه " - انتهى من رسالة الشيخ العباد -

وانا أضيف ان منهج هجر المخطأ وعدم الاستفادة منه فى باقى أبواب العلم التى يحسنها منهج ليس سلفيا بدليل ما فات وأضيف كلام ابن القيم الذى يؤكد ذلك فهو يوضح سر أو مفتاح سعة العلم –وهو عكس منهج الاسقاط تماما- فيقول قال ابن القيم : (( فإن كل طائفة معها حق وباطل ، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)

فائدة عابرة وخاطرة محتملة : من حديث (( لعل الله نظر إلى أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فإنّي قد غفرت لكم )) ومفادها ان نكران الجميل بنسيان السابقة والكفاح القديم منهج ليس اسلاميا فمن هذا الحديث نتعلم انه كلما عظمت السوابق من الانسان كلما عظم فى المقابل المغفرة والرحمة فأهل بدر لانهم دعموا الاسلام فى أول لقاء مع الكفر يكون لهم بعد ذلك فضل عظيم من الله حتى مع ما قد يأتونه من أفعال ليست بالصغيرة مثل ما وقع من حاطب وهو ما يسمى اليوم بالخيانة العظمى فالله الله على هذا الدين العظيم الذى لا ينسى السوابق ولا يجحد أفضال الماضى .


ولكن وبرغم حزنى الشديد لمشاركات أخوانى الفضلاء التى تؤكد عدم استفادتهم مما كتبت فى الحلقة الأولى من مقالة الانصاف و بعدما تفكرت قليلا وجدت أحد الأسباب التى أعذر بها أخوانى وبالاخص أخى أحمد سالم الجزائرى وهذا العذر هو حبهم الشديد للشيخ عبد المالك الرمضان الجزائرى ثم تخيلهم اننى اهاجم فضيلة الشيخ عبد المالك لأنال منه ومن قدره و استغفر الله ... فهذا ما لم يرد على ذهنى إطلاقا –وربى أعلم بقلبى- واعتقد ان هذا واضح فى مقالتى لمن قراءها بتجرد فقد تكلمت بمنتهى الاحترام عن الشيخ عبد المالك وقلت هذا عتاب المحب و قلت أيضا اننى احسن الظن بالشيخ عبد المالك فى ان راية الجديد فى فضيلة الشيخ اسامة القوصى هو تأثر غير مقصود بمنهج غلاة المجرحين الذين يسقطون الشخص ويهجرونه بالزلات اللفظية والأخطاء والاختلافات فى الامور الظنية الاجتهادية وهم أيضا يحكمون ويسقطون بدون أن يراجعوا الشخص المنتقد بالنصيحة أو الحوار والنقاش
هذا ظنى الذى قد احسنت فيه بقولى ((تأثر غير مقصود)) والا فلا يوجد فتوى او مسألة مما اثارها اخوانى تصلح لان تخرج عالم او مجتهد عن العلم فضلا ان تخرجه عن السنة فلم يحتوى ايا مما نقل اخوانى صداما لأى دليل قطعى الدلالة (اية او حديث) و لا يوجد فيها أيضا فيما نقل اخوانى صدام للمنهج الصحيح فى الاستدلال ( كتاب وسنة واجماع وقياس و مصالح مرسلة .... وغيرها) فضلا ان يحتوى ما نقل اخوانى صدام لأجماع الامة الملزم

قال شيخ الإسلام (( وقد كان العلماءُ من الصحابةِ والتابعينَ ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمرِ اتبعوا أمر الله تعالى في قوله :" فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " وكانوا يتناظرون في المسألةِ العلميةِ والعمليةِ ، مع بقاء الألفة والعصمة ، وأخوة الدين . نعم من خالف الكتاب المستبين ، والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافًا لا يعذر فيه ، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع . )) اهـ الفتاوى 24/172
قلت: فأين القيود التى قالها هنا شيخ الإسلام ليعامل شيخي معاملة أهل البدع ولا حول ولا قوة الا بالله .

على كل حال فقد قررت ان أضيف بعض الإضافات بعدما قدم لى اخوانى نموذج عملى على المنهج الذى ان احذر منه والذى نعيشة الان فى الساحة والذى أدى الى تشرذم وتفرق مشايخ الدعوة فى مشارق الارض ومغاربها ومع أن مشايخ الدعوة الكبار أمثال الشيخ ابن باز والشيخ الألبانى أكدوا ان زماننا ليس زمن هجر بل زمن دعوة بالرفق واللين فالسنة فى غربة وأهلها مستضعفين وهؤلاء يقصون ويهجرون بالتتتبع للزلات والأخطاء التى لم يسلم منها عالم او داعية على مر العصور

وانا كما قلت لا اتهمهم بانهم ينتسبون لهذا المنهج الغالى ولكن حبهم الشديد للشيخ عبد المالك وظنهم بى ان أهاجمهم ألجأهم واضطرهم –لا شعوريا- الى هذه التعليقات التى سوف استكمل معها الان حوارى بغرض افادة من يبحث عن الانصاف والرحمة وكان متجردا اما المتعصب فسبحان الله مرضه فى قلبه وليس فى عقله وهذا لا مدخل اليه الا ان يشاء الله أمرا

فلقد لحظت منذ زمن ان التعصب والغلو يعمى البصيرة قبل الإبصار فالمتعصب الغالى مهما نقلت له من أدلة او براهين يتجاهلها و لا يراها ويستمر فى الانتصار لنفسه بالانتصار لمن رضيتهم واحبتهم نفسه و اختارتهم من مشايخ وعلماء فهو لا يستفيد مما تنقل له لأنه لا يقرا بقلب الباحث عن الحق بل هو يقرا بعين المخالف المتعصب الباحث عن الزلل والخطأ حتى لو كان لفظيا

ولذلك أقول وانصح لاخوانى ولنفسى احذروا من التعصب والغلو فى الاشخاص و أول علامات هذا الغلو ان تسقط وتعادى من يخالف رأى او حكم من تتعصب له وفى ذلك يقول ابن رجب (( هنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له ، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعًا عنه خطؤه فيهِ ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة ؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعة قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ ، فافهم هذا ، فإنَّه فَهْمٌ عظيم ، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم )) . اهـ جامع العلوم والحكم

وانا لم أفعل شيئا الا اننى طلبت فى مقالى الانصاف لشيخى فالعموم انا سوف اكتفى بالمرور وبسرعة على ما أثاروه فقط للاشارة والتعقيب ولبيان ان كل فتوى يعترض عليها أخوانى هى لها فى الاجتهاد نصيب ولها من التأويل دعائم ولها من أصول الفقه دلائل وليست هى عنادا او تكبرا او رفضا للسنة او القران او الاجماع اما الرأى النهائى والصواب المطلق والحق الاخير فى الظنيات فهو عند الله يحكم به يوم القيامة ولكن كلامنا عن إعذار و تالف الأخوة المختلفين لتحصيل الائتلاف والجماعة ومن ثم القوة والعزة

فابدأ بأخى الأول الفاضل المحترم أحمد سالم الجزائرى وقد قال سبع مسائل وأناقشها كالتالي

الأولى : أسامة القوصي مبنطل و (مكرف!) في ضيافة متبرجة
قلت : متى كان شكل الزى واللباس سبب فى اسقاط تاريخ عالم طويل ملئ بالدعوة الى الله على بصيرة ؟؟!! ثم ان الشيخ قد حصل على الدكتوراة فى الطب البشرى وهذا ما يجعلة الان يلبس هذا الزى فى بعض الاحيان طبقا وعرف بلدنا السائد فلن تجد طبيبا يلبس قميصا-جلابية بلغتنا المصرية- فهذا اتباع للعرف لتجنب الشذوذ والرفض والقيد فى اتباع العرف هو ان يكون بما لم يحرم الله
اما ان كنت تعتبر البنطالون والكرافته من التشبه بالكفار وهذا أعلم انه يقول به كثير من الطلبة ولذلك فاسوف اناقش هذة المسألة تفصيليا فأقول أولا: مسألة الملابس والزى هى من أمور العادات التى وضع لها الشرع بعض الضوابط ( مثل شرط تغطية العورة وشرط النهى عن الاسراف والمخيلة وعدم التشبه بالكفار و غيرها ) وترك الاشكال والتفاصيل للناس باختلاف الزمان والمكان والاحوال وليست هى من أمور العبادات

والسؤال الان ما هو ضابط التشبة المحرم بالكفار فى امور العادات والتى تتضمن الزى واللباس ؟؟؟

وللاجابة عن هذا السؤال الفاصل والحاسم فى هذة القضية التى سببت كثير من الخلافات بين الناس فسوف أصنع التأصيل للرد والنتيجة بالثلاثيات الثلاثة وهما ثلاث نقاط كل نقطة تحتوى على ثلاث نقول فلنبدأ :

الثلاثيات الثلاثة
لبيان قيد التشبه المحرم فى الديانة

النقطة الأولى : ثلاث نقولات من قاموس السنة وهو كتاب فتح البارى والذى يظهربوضوح ضابط التشبة بالكفارالمحرم

النقل الأول من فتح البارى (272\10) : قال (( وقد كره بعض السلف لبس البرنس لأنه كان من لباس الرهبان وقد سئل مالك عنه فقال: لا بأس به - قيل فإنه من لبوس النصارى - قال : كان يلبس ها هنا ))ء

النقل الثانى من فتح البارى (275\10) : قال (( وإنما يصلح الاستدلال بقصة اليهود في الوقت الذي تكون الطيالسة من شعارهم وقد ارتفع ذلك في هذه الأزمنة فصار داخلا في عموم المباح ))ء

النقل الثالث من فتح البارى(307\10): (( وإن قلنا النهي عنها ( أي:عن المياثر الأرجوان ) من أجل التشبُّه بالأعجام ، فهو لمصلحة دينية ، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار ، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى ، فتزول الكراهة ، والله أعلم ))اهـ.

النقطة الثانية : ثلاث فتوى اللجنة الدائمة والخاصة بالتشبة بالكفار وتظهر أيضا ضابط قيد التشبة

سؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 4566 )
س 1، 2 ما هي المشابهة المنهي عنها هل هي فيما يخصهم فقط أم فيما قد أصبح منتشرا ويفعله المسلمون والكفار وإن كان أصله واردا من بلاد الكفر كما هو الحال في البنطلونات والحلل الأفرنجية، وهل إذا كان يفعله فساق المسلمين فقط دون عدولهم يصبح أيضا من المشابهة إذا فعله عدول المسلمين ما هو حكم لبس البدل الأفرنجية على الوجه الذي يفعله غالبية الناس الآن من مسلمين وكفار، هل هو مشابهة فقط، وإن كان فيه مشابهة بالكفار فما هي درجة التحريم أو الكراهة، هل هناك كراهة أيضا حيث إن البنطلون يجسم العورة، إذا كان هناك كراهة فهل هي كراهة تحريمية أم تنزيهية وما العورة المقصودة بالتجسيم هل هي العورة المغلظة أم هي والفخذ أيضا، وإن أمكن تلافي هذا الأمر (وهو تجسيم العورة المغلظة والفخذ) بقدر الإمكان باستعمال البنطلونات الواسعة فهل تظل الكراهة موجودة، وما حكم لبس البنطلونات الضيقة أو المضبوطة تماما بحيث لا يكون فيها وسع عن الساق إلا قليلا؟

ج1 ،2 : المراد بمشابهة الكفار المنهي عنها مشابهتهم فيما اختصوا به من العادات (لاحظ 1) وما ابتدعوه في الدين من عقائد وعبادات (لاحظ 2) ؛ كمشابهتهم في حلق اللحية وشد الزنار، وما اتخذوه من المواسم والأعياد والغلو في الصالحين بالاستغاثة بهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم، ودق الناقوس وتعليق الصليب في العنق أو على البيوت أو اتخاذه وشما باليد مثلا، تعظيما له، واعتقادا لما يعتقده النصارى ويختلف حكم مشابهتهم، فقد يكون كفرا؛ كالتشبه بهم في الاستغاثة بأصحاب القبور، والتبرك بالصليب واتخاذه شعارا، وقد يكون محرما فقط، كحلق اللحية، وتهنئتهم بأعيادهم، وربما أفضى التساهل في مشابهتهم المحرمة إلى الكفر والعياذ بالله
أما لبس البنطلون والبدلة وأمثالهما من اللباس فالأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات،(لاحظ هنا كما أصلت الزى و اللباس من أمور العادات) قال تعالى سورة الأعراف الآية 32 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ الآية، ويستثنى من ذلك ما دل الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال، والذي يصف العورة لكونه شفافا يرى من ورائه لون الجلد، أو ككونه ضيقا يحدد العورة؛ لأنه حينئذ في حكم كشفها وكشفها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وكلبس الرجال ملابس النساء، ولبس النساء ملابس الرجال؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وليس اللباس المسمى بالبنطلون والقميص مما يختص لبسه بالكفار، بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد؛ لعدم الألف ومخالفة عادة سكانها في اللباس وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين، لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها ذلك اللباس ألا يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطرقات فتوى رقم (1620). . وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز


وفى فتوى أخرى للجنة أيضا الفتوى رقم ( 4257 )
س : ما حكم لبس البنطلون إذا كان يلتصق بالجسم ، وإذا كان واسعا ، إذا كان محاكاة لما يرتديه الغربيون ، إذا كان يخالفهم في شكل البنطلون (التفصيلة) ما حكم لبس البدلة ، وحكم ما يسمونه رباط العنق (الكرفته) وغيرها من ملابسي الكفار ، هل يغير من حكمها أنها أصبحت من عادات المسلمين ، بحيث لا يظن عامتهم أن فيهما تشبها بالكفار ؟ وأخيرا ما اللباس الذي يمكن أن يرتديه المسلم في هذا الزمان ، فما حكم الله في هذه الأشياء كلها رحمكم الله ؟

ج : الأصل في الملابس أنها جـائزة ، إلا ما استثناه الشرع مطلقا ؛ كالذهب للرجال ، وكالحرير لهم ، إلا لجرب أو نحوه ، ولبس البنطلون ليس خاصا بالكفار ، لكن لبس الضيق منه الذي يحدد أعضاء الجسم حتى العورة لا يجوز ، أمـا الواسع فيجوز ، إلا إذا قصد بلبسه التشبه بمن يلبسه من الكفار ، وكذا لبس البدلة وربـاط العنق (الكرفتة) ليس من اللباس الخاص بالكفار ، فيجوز ، إلا إذا قصد لا بسه التشبه بهم . وبالجملة فالأصل في اللباس الجـواز إلا مـا دل الدليل الشرعي على منعه كما تقدم . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز



النقطة الثالثة : ثلاث فتاوى لفقية الدعوة السلفية الشيخ ابن عثيمين والخاصة بالتشبة بالكفار وتظهرقيد التشبه المحرم

الفتوى الأولى والخاص بالضابط العام للتشبة بالكفار
السؤال : فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن مقياس التشبُّه بالكفار ؟ (لاحظ السؤال عام فى كل العادات من لباس وغيرها)ء
فأجاب بقوله : مقياس التشبه أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ، فالتشبُّه بالكفار أن يفعلَ المسلم شيئاً من خصائصهم .
أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز له الكفار فإنه لا يكون تشبُّهاً ، فلا يكون حراماً من أجل أنَّه تشبَّه إلاَّ أن يكون محرَّماً من جهة أخرى (هذا هو الحمد لله ما وصلت اليه من تفصيل)ء


الفتوى الثانية والخاص بالتشبة بالكفار من فتاوى نور على الدرب للعثيمين 1052
السؤال : جزاكم الله خيرا تقول يا فضيلة الشيخ يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ما معناه من تشبه بقوم فهو منهم السؤال يا فضيلة الشيخ بأن الأمر قد بلغ حدا كبيرا فألبستنا من الكفار غالبا ومتاع البيت أيضا فما العمل في هذا مأجورين؟

الجواب : المراد بالتشبه أن يفعل الإنسان شيئا خاصا بالكفار بمعنى أن من رآه ظن أنه كافر (هذا هو القيد الواضح والضابط الدقيق للتشبة ) لأن حليته ولباسه حلية الكافر ولباسه وليس كلما فعل الكفار يكون تشبها إذا فعلناه وليس كل الأطعمة التي يصنعها الكفار يكون تشبها إذا أكلناها المراد بالتشبه أن يفعل ما يختص به الكافر فمن تشبه بقوم فهو منهم ولهذا لما كان لبس الرجل للبنطلون تشبها بالكفار لأن المسلمين ما كانوا يلبسونه ثم شاع وأنتشر وصار غير خاص بالكفار (هذا هو التفصيل) صار لبسه جائزا للرجال وأما النساء فمعلوم أنه لا يجوز لهن لبس البنطلون ولو عند الزوج لأن ذلك من باب التشبه بالرجال نعم.


الفتوى الثالثة والخاصة بعادة لبس فستان الزفاف الأبيض

سئل ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
السؤال : ما حكم لبس المرأة اللَّون الأبيض ليلة زفافها إذا عُلمَ أنَّ هذا تشبُّهٌ بالكفَّار؟
الجواب : المرأة يجوز لها أن تلبس الأبيض بشرط أن لا يكون على تفصيل ثياب الرَّجل.
وأمَّا كونهُ تشبُّهًا بالكفَّارِ فقد زال الآن هذا التَّشبُّهُ؛ لكون كلِّ المسلمين (هذا هوالتفصيل )إذا أرادت النّساء الزّواج يلبسنهُ، والحكم يدور مع علَّتِهِ وجودًا وعدمًا.
فاذا زال التَّشبُّهُ وصار هذا شاملاً للمسلمين والكفار زال الحكم (هذا ما نبحث عنة من تفصيل )؛ إلا أن يكون الشّيءُ مُحرمًّا لذاتِه لا للتَّشبُّهِ، فهذا يحرم على كلِّ حالٍ.ء
مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة، صفحة (92)، دار الوطن


بعد هذا التأصيل بهذه النقولات نرد على السوال الفاصل (ما هو ضابط التشبه المحرم؟؟) فأقول ان ضابط التشبه المحرم للكفار فى قضية الملابس هو ان تكون هذة الملابس مميزة لغير المسلمين بحيث من يلبسها يتميز ويعرف دينه بمجرد رايته فيقال هذا غير مسلم أما اذا انتشرت –وهنا يظهر عامل الزمن مما يحتاج الى تغير الفتوى- هذة الملابس بحيث أصبحت يلبسها المسلمين وغيرهم فانتفت عنها صفة الخصوصية للكفار و أصبحت لا تميز عقيدة او دين من يلبسها فهى تخرج عن التشبه المحرم و تدخل فى أمور العادات المباحة للمسلمين
وفى النهاية وكما قلت لا يمكن ابدا ان يخرج عالم او شيخ من باب العلم لأنه لبس ملابس معينة فالعلم والفهم لا يمحى ولا يزال بالملابس هدانى الله واياكم

أما مقولة فى ضيافة متبرجة فساعلق عليها عندما أعلق على اخى الفاضل الثانى

انتهت الحلقة الثانية
يتابع
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 02-14-2012, 04:42 PM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي الانصاف المفقود -الحلقة الثالثة-

الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود

الحلقة الثالثة


الثانية : أسامة القوصي عن الموسيقى و الآلات – الدف :

قلت : سبحان الله هل سمعت كل كلام الشيخ فى المسألة يا أخى بارك الله فيك ثم

أولا : هذة مسألة ليس مجمع عليها راجع كلام الشوكانى وغيرة ولا يمكن ان تخرج عالم عن السنة والمنهج الصحيح بسبب كلامه فى الغناء

ثانيا : لا يوجد عالم يحرم الغناء باطلاق ولكن الفرق بينهم فى مقدار القدر المباح منه فمنهم من قصر القدر المباح على العيد والزواج واستقبال المسافر ومنهم من توسع فى ذلك أما استخدام الدف فى الافراح فالشيخ له اجتهاد يحترم ويرى ان الدفة كوسيلة للعزف ليست متعبدة فى حد ذاتها ولكنها هى المتوفرة والمتحة فى عصر النبوة فجاءت فى النصوص من هذا الباب والامر هنا راجع الى العادات والا لألزمنا المسلمين فى كندا وغيرها من بلاد أوربا او بلاد الشمال او بلاد جنوب أفريقيا استيراد الدف ليستخدمونه فى الافراح وهذا ما لا يقول به عالم فرأى الشيخ مفاده وملخصه أن الغناء والمعازف لا تحرم مطلقا بل فيها تفصيل وهذه أيضا فتوى دار الافتاء المصرية التى تفتى بان الغناء يسرى عليه الاحكام الخمسة ولذلك فهو رأى اجتهادى فى مسألة خلافية ولا مجال للتبديع او الاخراج عن المنهج الصحيح بسبب هذه القضية ومع هذا أقول لك هذا اجتهاده الذى قد يكون مخطأ فيه .

الثالث : الشيخ اسامة القوصي عن ايداع الاموال في البنوك

أبدا هنا بمقدمة بسيطة وهى أن أمر البنوك من الامور النوازل الحديثة والتى لم يتكلم عنها العلماء القدماء ولم يجمع على رأى فيها بين أهل العلم حتى الان فلا يوجد اجماع فيها بالاضافة الى ان التعامل معها هو مما عمت به البلوى ولذلك ارتبط به الدول اى ان كل اموال الدول حتى المملكة السعودية موجودة فى البنوك أما المجمع عليه فهو حرمة الربا وليس كل تعاملات البنوك -تشبه حتى- الربا ولكن الاختلاف هو فى القروض بفوائد فكثير من تعاملات البنوك خارج نطاق التعامل الربوى فلا يصح ابدا اطلاق التحريم فى التعامل معها ولكن النقاش فى تفاصيل المعاملات المحرمة بها والتى ينطبق عليها وصف التعامل الربوى .

كلام الشيخ واجتهاده يحترم ممن درس أصول الفقه وينطلق من مبادئ هى كالتالى :

المبدأ الأول : مصلحة الجماعة وقوة الدولة فاقتصاد الدول مربوط بالبنوك فلا يصلح ان يفتى الناس باطلاق حرمة البنوك والذى يؤدى بدورة الى اضعاف اقتصاد الدولة

المبدأ الثانى : البنوك تناقش تحت باب الضرورات وعموم البلوى بسبب ما يسمى الان النظام العالمى فكل أموال الدول هى فى البنوك فجميع الامور التكافلية والخدمية التى تقدمها الدولة للشباب والمحتاجين تقدم من خلال البنوك فالمال العام –اى مال الجماعة - فى البنوك ولا سبيل للاستفادة منه الا من خلالها

المبدأ الثالث : التعامل مع الواقع بما يناسبه وعدم العيش فى المثاليات والنظريات . فجميع المعترضين الذين يتكلمون فى البنوك يتعاملون معها

المبدأ الرابع : تحصيل مقصد المحافظة على المال من الضياع فكثير من الناس ليس عندم سبيل لحفظ ماله الا من خلال البنوك يتعامل معها كخزينة له يحفظ فيها ماله من الضياع

المبدأ الخامس : أن فى المصالح الجماعية للدول يكون الحكم للحاكم و السلطة المختصة – فحكم الحاكم يرفع الخلاف - التى تحدد المصالح والمفاسد ولذلك قد أحال الشيخ فى بعض فتاوية فى قضية البنوك على لجنة الفتوى بالأزهر لأنها مسألة تخص عموم الدولة والمصلحة الجماعية

وبعض سرد هذه المبادى التى انطلق منها الشيخ فأقول هذه مجرد فتوى فى قضية معاصرة لا يبدع او يتهم بالخروج من السنة من يختار أى اتجاه فيها باجتهاد وتأويل صائغ وجميع المشايخ الذين يحرمون القروض من البنوك يجيزون التعامل مع ما يسمى بالبنوك الاسلامية و هى فى رأى البعض الاخر مرتبطة بالنظام العالمى و مقيدة بنفس قيود وضوابط البنوك الأخرى وكما قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله مبيناً بعضَ ما يُعذَرُ به المجتهد المخطئ : ((والقول قد يكون مخَالفاً للنّص وقائلهُ معذور، فإن المُخالفة بتأويلٍ لم يسلم منهَا أحدٌ من أهل العِلم، وذلك التّأويل وإن كان فاسِداً فصَاحبهُ مغفورٌ له لحُصوله عن اجتهاده )) فرأى الشيخ فى البنوك قد يكون خطأ ولكنه اجتهد بعلم وبنية صالحة فهو ان شاء الله مأجور

رابعا : لا نفكر في الدين نفكر فيما يصلحنا !!، لا يوجد في الاسلام دولة دينية

قلت : لم استوضح الجملة الاولى ولم أسمعها من الشيخ قبل ذلك فسمعت الفيديوا كاملا –مرتان- ففوجأت و اندهشت فالمقولة –بهذا النص- كتبها صاحب الفيديو معلقا واستدل بها أخى بدون اى تثبت أما الشيخ لم يقل هذه الجملة-بهذا اللفظ- فسبحان الله هكذا يفعل التعصب بأهله -أقصد أصحاب الفيديو الأصلين وليس أخى أحمد الناقل فقط - يريدون فقط الاسقاط والتشويه أما أهل الحق يتحروا ويتبينوا

وتنزلا-على فرض ان الشيخ قالها- أقول لايمكن ان أقيم او احاسب عالم له تاريخ وسيرة طويلة من احترام الدين والشرع والذب عنه على مجرد جملة قد تكون خانته فيها الألفاظ فانا اعرف منهج الشيخ ومقصدة فلا اظن فيه الظن السئ بهذا الشكل فديننا علمنا ان الانسان قد يقول الكفر الصراح وهو معذور عند الله فكيف بما أقل منه من خطأ وزلل

أما مقولة لا يوجد فى الاسلام دولة دينية

فهى عندى –وبعد بحث طويل-صحيحة مائة بالمائة وواضح انك تحتاج ان تبحث كثير من الامور الخاصة بالواقع المعاصر والسياسة العصرية ولكن مجرد اشارة أقول أن الدولة الدينية المقصود بها دولة الباباوات وتحكم الكنيسة فى العصورالقديمة والتى فيها كان يحكم رجال الدين –غير المتخصصين فى أمور السياسة وامور الدنيا- باسم الله وكل من خالفهم فى حكمهم فى مسائل الدولة والحكم يكون قد خالف حكم الله و يتهم بالكفر والهرطقة على مصطلحهم وهذا ما لم يحدث على مر عصور التاريخ الاسلامى فالدولة فى الاسلام دولة العدل و العلم واحترام التخصص –فلا يشترط ديننا ان يحكم او يدير الدولة العالم بالعلم الشرعى الدينى بل يحكم ويديرمن هو ادري وأكفا فى السياسة والإدارة-وانا لن اطيل ولكنك بمجرد ان تبحث تعريف الدولة الدينية ستعرف ان الاسلام بعيد تماما عن هذا المعنى الذى اتى من الغرب فى عصور الظلام

رابعا : ليس شرطا أن يكون الرئيس مسلما وتداخل الدين والسياسة عمل شيطاني

وهذه الجملة الاولى اجتهاد الشيخ المبنى على ان منصب رئيس الجمهورية الحالى لا يساوى بحال من الاحوال منصب خليفة المسلمين فهناك فروق جوهرية فمصر كدولة ليست هى الخلافة حتى نسحب شروط توليها الخليفة علي رئيسها وذلك للاتى :

أولا : مصر بعد سقوط الخلافة الإسلامية ليست هى دولة الخلافة الاسلامية ولكنها دولة اسلامية (فهى دولة اسلامية وليست الدولة الاسلامية ولاحظ حرفى الالف واللام )

ثانيا : قد كان الخليفة يمثل المسلمين جميعا فى انحاء الارض ويتكلم باسم الاسلام و يمثل المسلمين أما رئيس مصر الان فيتكلم باسم مصر و يمثل شعب مصر

ثالثا : الخلفية قديما كان له مهام دينية مثل إمامة الصلاة والجماعات والعيدان والاجتهاد الدينى فى النوازل ام رئيس مصر الان فليس له مثل هذه المهام الدينية وهى متروكة لأهل التخصص

رابعا : الخليفة قديما كان يشرع (سلطة تشريعية) ويقضى (سلطة قضائية) وينفذ (سلطة تنفيذية) أما الرئيس الحالى فهو رئيس السلطة التنفيذية فقط اى ان منصب رئيس الجمهورية الان منصب تنفيذى فلا يحق له ان يشرع ولا يحق له ان يصدر احكام قضائية ولا يحق له ان يتكلم فى الامور الدينية او ان يحكم فيها فلها اهلها المتخصصين فيها وهو ما يسمى حديثا بالفصل بين السلطات الثلاثة .

ولذلك وبناء على ما تقدم فرأى الشيخ واجتهاده ان منصب رئيس الجمهورية منصب ادارى تنفيذى دنيوى وعليه وحيث انه قد قرر بعض أهل العلم ممن صنفوا فى الامور السياسية من قديم أمثال الماوردى وغيرة - انظر الأحكام السلطانية للماوردي ، والأحكام السلطانية لأبي يعلى ، وغياث الأمم في التياث الظلم ))- انه يجوز تولية الكافر الوزارة التنفيذية (( مع ملاحظة :أن هذا رأى قلة من أهل العلم والاكثر على خلافة
فيكون هذا الراى (الذى قاس رئيس الجمهورية على الوزارة التنفيذية ومن ثم عدم اشتراط الاسلام له) موجود وله تاويلة وان صاحب هذا الرأى ليس كافرا او ضال او مبتدع فى دين الله بل هو مجتهد بين الاخر والاخرين

خامسا : يصرح أسامة القوصي بأنه أشعرى :

قلت : سبحان هذا والله يؤكد ما قلته فى مقالى فهنا تطير بالكلمة ولا تهتم ان تسمع باقى الكلام لتتبين قصد الشيخ فاقول لك الشيخ يقول انا على عقيدة الاشعرى الأخيرة و قبل وفاته والتى فيها رجع الى عقيدة أهل السنة عقيدة الامام أحمد فقد قال هذا الكلام اكثر من مرة عندما كان يشرح كتاب الإبانة عن أصول الديانة من تأليف: أبو الحسن الأشعري فيا أخى اتقى الله وانا اسالك حتى على المحمل الخطأ الذى كما قلت لم يرد فى ذهن الشيخ هل تخرج علماء السنة الكبار أمثال ابن حجر والنووى من السنة لانهم كانوا اشاعرة يا أخى ابحث عن المعانى والمقاصد واترك تتبع الألفاظ فهذا طريق الجمود والبعد عن الفهم والفقه (وراجع أيضا فيما يخص الأشاعرة كلام شيخ الاسلام الذى انصف الاشعرى والاشعرية والذى نقلت بعضه فى الحلقة الاولى من مقالة الانصاف) .

أما الجملة الثانية لا دين فى السياسة فهى بالضبط من نفس باب قول الشيخ الألبانى : ((من السياسة ترك السياسة)) فهل تعتقد ان الشيخ الالبانى ينصح بترك ما هو يتبع الدين ؟؟ طبعا لا ولكن الموضوع يظهر بفهم الفرق بين السياسة بمعنها القديم الوارد بكتب العلماء والسياسة بمعنها الحديث المعاصر فأقول

السياسة بمعناها القديم هى أعم وأشمل من المعنى الحديث وهذا سيظهر الان فالسياسة بمعنها القديم تعنى الرعاية والاهتمام بالمصالح ومنافع من يساس فالرجل فى بيته يطلق عليه سائس والمراة فى مال زوجها أيضا فكل ولى أمر سائس بالمعنى الاعم ولذلك جاءت كلمة سياسة شرعية اى كيف تدير وتراعى مصالح من ترعى بشكل شرعى

أما السياسة بالمعنى العصرى فهى السياسة الحزبية الضيقة والتى تعنى التفاوض والموائمات والتنازلات لتحقيق أعلى المكاسب بغض النظر عن المبادى وفيها يستخدم بعض الناس ويستغل الدين كغطاء لنيل المكاسب والدرجات فكلام علمائنا عن ما عرفوة و عاصروه الان من سياسة حزبية والتى لابد ان يرتفع شأن الدين عنها فلا يستخدم لتحقيق المكاسب على حساب المبادئ فلا يوجد تنازل فى أمر الدين ولا يوجد فى الدين البحث عن المصالح بغض النظر عن المبادئ وهى الامور التى تميز السياسة الان فمن هذا نفهم كلام بعض علمائنا ونعتذر لهم

سادسا : الشيخ أسامة القوصي-أسباب نجاح الثورة-تاريخ مصر:

هنا ابدأ بمقدمة هامة فأقول : اننى أكد اننى أعلم ان فضيلة الشيخ على الحلبي فى الأردن لا يؤيد المظاهرات ولا يجيزها ومن ثم لا يؤيد او يجيز الثورات السلمية ويشترك معه فى الرأى الشيخ عبد المالك فى المدينة المنورة وانا ادعوا لهذة البلاد الطيبة الأردن والمدينة من ان يديم الله عليهم نعمة الاستقرار والأمن والامان ولكن فقط ومن باب الإفادة وحتى يتثنى لنا الاعذار و التأول لمن اجاز الثورات السلمية فى بلاد أخرى –وانا اخص فى حوارى بلدى مصر فانا لا أعرف ولم أحيط بظروف غيرها- أوضح رأى المجزين لأبين أنهم غير معاندين للشرع او ناكرين للسنة او ما شابه بل هو اختلاف فهوم واختلاف تصور للمسألة فى الواقع فأقول الاتى

أولا : المجزين للثورة يرون انها مسألة اجتهادية فالثورة السلمية ليست مسألة قديمة او معتادة فضلا ان نقول انها مسألة اجماع فهى بالصورة التى وقعت بها كانت جديدة ولذلك أضطرب كثير من المشايخ فى حكمها و لم يتمكن بعض من أهل العلم ايجاد الحالة المشابه لها فى الفقه الاسلامى القديم ليقيسوها عليها

ثانيا : ان الثورة كانت سلمية وهذه الصفة من أهم ما كان يميز ثورة مصر فالمشتركين فيها لم يرفعا سلاحا - و لم يدعوا الى رفع السلاح - بل كانوا حرصين على مقولة سلمية سلمية فى مواجهة اى بطش من جنود الشرطة فكان سلاحهم الهتاف الجماعى المطالب بالعدالة والحرية من القهر والظلم

ثالثا : المجيزين يستدلون بأن ما حدث فى مصر كان تحرك شعبى جماعى وليس طائفى او حزبى فالناس خرجوا بمختلف طوائفهم وفى مختلف المحافظات ويستدلون على انه تحرك شعبى عفوى انه لم يكن لها قائد او قيادة موحدة .

رابعا : المجزين يفرقون بين الخروج على الحاكم بالسلاح وبين خلع الحاكم بالطرق السلمية وهذا له وجهة فكما ان الخلافة لا تكون الا عن شورى ورضى الناس فالحكم والولاية العامة على المسلمين حق للأمة-من خلال من يمثلها و يمثل ارادتها- ولا يجوز الانفراد بها دون مشورة لهم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((من بايع رجلاً من غير مشورة المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا )) وجاء في زيادة ((إنه لا خلافة إلا عن مشورة)).

وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على أن الولاية العامة لا تكون إلا بشورى ورضى من الأمة وهذا ما كانت به الولاية لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. والإمامة لا تتم إلا بالبيعة العامة من عامة الناس وهي عقد من العقود، وقاعدة الشريعة الإسلامية في العقود هي ضرورة رضى المتعاقدين، وهي من جنس الوكالة. فالحاكم وكيل عن الأمة في تطبيق أحكام الإسلام، ولهم خلعه إذا خالف مقتضى العقد بالكفر أو الظلم.

فموضوع خلع الحاكم من جماعته او ممن يمثلهم من أهل الحل والعقد - فأهل الحل والعقد فى الشرع هم يمثلون الإرادة الجماعية- موجود فى كلام أهل العلم فأهل العلم القدماء لم يتكلموا عن الخروج على الحكام فقط بل تكلما ايضا عن ما يسمى خلع الحكام و من ذلك أنقل كلام ابن حزم (( قال أبو محمد: والواجب إن وقع شيء من الجور وإن قل أن يكلم الإمام في ذلك ويمنع منه فان امتنع وراجع الحق وأذعن للقود من البشرة أو من الأعضاء ولإقامة حد الزنا والقذف والخمر عليه فلا سبيل إلى خلعه وهو إمام كما كان لا يحل خلعه فإن امتنع من إنفاذ شيء من هذه الواجبات عليه ولم يراجع وجب خلعه وإقامة غيره ممن يقوم بالحق لقوله تعإلى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة (2) ولا يجوز تضييع شيء من واجبات الشرائع وبالله تعإلى التوفيق)[ الفصل في الملل (4/135)].

خامسا : المجزين يرون ان هناك فرق كبير بين صفات الخوارج التى ظهرت من الادلة الشرعية وبين من خرجوا فى الثورات السلمية فمن صفات الخوارج انهم يكفرون المسلمين ويستحلون دمائهم وهم مبتدعين متنطعين غلاة فى دين الله – فوصفهم الرسول الكريم بكلاب أهل النار- اما من خرج فى المظاهرات والثورات فهم أناس يطالبون بشكل سلمى بحقوقهم المسلوبة والمهدرة من السلطة الغاشمة الحاكمة الظالمة قال الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في "الفتح": (أما الخوارج فهم جمعُ خَارجة أي طائفة، وهم قوم مُبتَدِعُون، سُمّوا بذلك لخروجهم عن الدّين، وخروجهم على خيار المسلمين) اهـ ومن هذا التعريف يظهر الفرق

سادسا : يعتبر المجزين للمظاهرات السلمية التى هى أساس الثورة السلمية الحديثة و التى يستخدم فيها الناس الهتاف للمطالبة بالحقوق ورفع المظالم الجماعية هى من باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر المشروع فى الشرع فجاء فى الحديث )) إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها )) وقال: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه )) وقال )) لتأخذن على يد الظالم، و لتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم )) ولهذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الاحتساب على الحكام والولاة فقال ((سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )) وقال : (( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) وهذا لا يتناقض او يتصادم مع الأمر بالسمع والطاعة فى المعروف فمقاومة الظلم والاستبداد بغير القتال لا تزال قائمة في الدين وهو باب عظيم عد من أركان الإسلام وهو باب ((لأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)).

سابعا : الأمر بالصبر على ظلم الحاكم هو أمر بالصبر عن رفع السلاح والخروج على الجماعة الملتفة والمتحدة حول أمام – فمقصد الشرع هنا حفظ الدماء بالنهى عن السيف وحفظ الجماعة من التفرق والفرقة بخروج كل من رأى انه مظلوم . أما اذا قررت الجماعة خلع الحاكم فهذا أمر اخر وعندها يكون قرار جماعي
فهنا فرق هام بين رأى -الفرد او الطائفة المعينة - فى ظلم الحاكم والذى مازالت الجماعة ملتفة حولة وبين قرار الجماعة نفسها المعترف به شرعا فى خلع الحاكم بطريقة سلمية لظلمه

ثامنا : من المجزين من يقول أن من خرج عن طاعة الإمام الظالم وطلب بحقه المسلوب معذور وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" : (وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغَلَبَةَ على ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا يحل قتاله، وله أن يدفع عن نفسه أو ماله أو أهله بقدر طاقته) اهـ
وقال ابن حجر أيضا فيمن خرج ليطالب بحقه ضد أئمة الظلم : ((إلا أن الجميع يحرمون القتال مع أئمة الجور ضد من خرج عليهم من آهل الحق)) فتح الباري 12/286

تاسعا : المجيز يضعون ضوابط لازمة للخروج المحرم وهو

- ان يكون بالسيف اى بالسلاح (المعروف فى عصرنا بالانقلاب المسلح) وهو محرم وكل ما أدى اليه من كلام -ولو بالكلمة- يحض على رفع السلاح

- ان يكون طائفيا اى انه خروج طائفة معينة محددة من الناس على الحاكم الذى يلتف حولة باقى الناس فهنا يكون هذا الخروج خروج على الجماعة الأم

عاشرا : الأصل فى الشرع للجماعة وهى التى تعطى المشروعية للحاكم وليس العكس –اى وليس الحاكم هو الذى يعطى المشروعية للجماعة- فالحاكم المعترف به فى الشرع هو الحكام الذى اعترفت به الجماعة من خلال أهل الحل والعقد او باى وسيلة أخرى –حتى المسمى الحاكم المتغلب لا يعترف به الا اذا اعترفت به الجماعة فى النهاية -

تلك عشرة كاملة قد تجعل من يحرم ولا يجيز المظاهرات مثل اخوانى فى منتدى كل السلفيين يعذرون و يتأولون لاخوانهم المجيزين فلا يعادونهم ولا يخرجونهم عن المنهج القويم

وأخيرا أقول أن الشيخ على الحلبى والشيخ عبد المالك لا يجيزون المظاهرات وما بنى عليها ولكن لنتعلم منهم و نقتدى فالشيخان لم يسقطوا الشيخ أبى الحسن الذى له رأى مخالف لهم و يوافق فيه رأى الشيخ أسامة ومفاد رأى الشخ أبى الحسن أنها أمر المظاهرات مسألة اجتهادية اى تقبل الاخذ والرد

واليك رأى الشيخ أبو الحسن فقد قال (( إن المظاهرات والمسيرات السلمية مسألة موضع اجتهاد بين العلماء، فمنهم من يرى منعها مطلقًا، وهم جماعة من أكابر علماء العصر، ومنهم من يجعلها من الجهاد الذي قد يصل إلى درجة الواجبات الكبرى، ومنهم من يُفصِّل، ولي دراسة موسَّعة في ذلك سأوضح فيها لاحقًا رأيي بجلاء، وكل هذا يجعلها من المسائل الاجتهادية التي يُنظر فيها إلى المآل، وتوزن بميزان تزاحم المصالح والمفاسد، وهل روعيت ضوابطها وشروطها أم لا؟ لكن مع هذا كله فلا أراها خروجًا إذا روعيت ضوابطها الشرعية المفصلة في غير هذا الموضع، لاسيما ووليّ الأمر نفسه يسمح بها حسب الدستور الديمقراطي، الذي رضي به المتظاهِر والمتظاهَر عليه، فهذه شبهة مانعة من الحكم على فاعلها بالخروج على الولاة، فإذا لم تتوافر الضوابط الشرعية فهي مخالفة للشرع لا تجوز. )) (منقول من لقاء مع الشيخ أبى الحسن)

ومع هذا لم يبدع الشيخ على او الشيخ عبد المالك الشيخ أبو الحسن فى رأيه المخالف لهم هذا فانت الان امام اتجاهين اما اتجاة الانصاف الذى اطلبه منك واما اتجاة الغلاة فتخرج وتسقط كل من الشيخ ابى الحسن والشيخ أسامة من منهجك ولا تعترف بهم وهذا بالضبط ما يحدث من أكثر هؤلاء الغلاة فكلما ظهر من شيخ رأى يخالف ما يرونه صوابا أسقطوه والزموا باقى الناس بإسقاطه فالضحايا كثر والبقية تأتى ولا حول ولا قوة الا بالله


وتناسى هؤلاء عنوان أهل السنة المميز لهم فهم أهل السنة والجماعة فمن المفاهيم التى ضاعت ومن المقاصد التى راحت فى زمننا مفهوم الحفاظ على الجماعة والاجتماع ففى الجماعة قوة وفى الفرقة والتشرذم ضعف وهوان وهذا الاجتماع الذى ميز أهل السنة وتسموا به (أهل السنة والجماعة) يحتاج ان يعذر بعضهم بعضا فى مسائل الاختلاف وان يتناصحوا دونما اقصاء او اسقاط او طرد فاين نحن من ذلك بارك الله فيكم


انتهت الحلقة الثالثة

يتابع
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 02-14-2012, 05:41 PM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي

الإنصاف المفقود
فى الحديث
عن أبو حاتم أسامة القوصى
الشيخ الكئود


الحلقة الرابعة

انتقل الى مناقشة أخى الثانى بارك الله فيه وجمعنى واياه مع الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابة فى الفردوس الاعلى فابدأ بمناقشة اعتراضة الاول فأقول


صفة الكئود
و
الفرق بين
الثبات المطلوب على المنهج
والتغير الغير مذموم فى الفتوى
وتقدير المصلحة وتصور الواقع

اخى يعترض على وصفى للشيخ بالثبات فاقول له الثبات هو الثبات على المنهج وهو ما لم يعنى ابدا انه ثبات على اراء فقهية او فتاوى معينة فهذا فهم خطأ فهذا حال كل العلماء فهم يغيرون فتاوهم طبقا وتصورهم وفهمهم للمسألة الواحدة

فالتمسك بالقديم والثبات فى امور العقيدة والفضائل والاخلاق والمسائل المجمع عليها ومنهج الاستدلال العام هو مما لا شك فيه انه الحق الذى لابد من الثبات عليه والتغير فيه هو تغير الى الضلال

اما التغير فى الامور الفقهية الظنية التى تختلف فيها المدارك أو المعللة بجلب المصلحة ودفع المفسدة او المربوطة بالعرف والعادة المتغيرة فهو وارد طبقا وتحقيق الغاية والنتيجة المطلوبة و هو داخل اطار الشرع

واقول اجمالا من تغير حكمه على مسألة تبعا لتغير تصوره لها مستخدما منهج الاستدلال الصحيح والمعترف به من الجماعة العلمية –اى أهل العلم - فهذا ليس بخارج عن الفقه فضلا ان يكون خارج عن الشرع

ولا ننسى من يضرب به المثل فى ذلك وهو الامام الشافعى الذى اصبح له مذهبان مذهب قديم عندما كان بالعراق ثم غير مذهبة الفقهى الى المذهب الذى يطلق عليه الجديد عندما ذهب الى مصر فهل تقول ان الشافعى عندما غير معظم فتاوية خرج عن المنهج الصحيح

والامام أحمد أيضا يروى عنه فى المسألة الفقهية الواحدة أكثر من رواية مما يدل على اختلاف تصور ينتج عنه اختلاف حكم

وأبوحنيفة يقول (( يا أبا يوسف لا تكتب فإني أقول القول اليوم وأرجع عنه غدا ))

وعندما تغيرت احكام صاحب ابو حنيفة وتلميذة الكبير فسؤال هل تغير احكامك وتخالف شيخك وامام المذهب فقال (( هذا اختلاف عصر وزمان لا اختلاف حجة وبرهان )) فالقواعد والاصول والغايات ثابتة اما الوسائل والأساليب فمتغيرة بتغير الازمان والاحوال

و رحم الله ابن القيم حيث يقول في (إعلام الموقعين): (( و من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم و عوائدهم و أزمنتهم و أحوالهم فقد ضلّ و أضلّ . فمهما تجدد العرف فاعتبره و مهما سقط فألغه و لا تجمد على المنقول في الكتب طول عمرك )).

يقول القرافي: (( الجمود على المنقولات أبداً ضلالٌ في الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين )) .

ويقول ابن القيم : (( فصل في تغيير الفتوى ، واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد ثم قال تحت هذا العنوان (هذا فصل عظيم النفع جداً، وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة، أوجب من الحرج والمشقة، وتكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به، فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم، ومصالح العباد، في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل)).

أما ابن عابدين فيقول: (( كثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان لتغير عرف أهله أو لحدوث ضرورة أو لفساد أهل الزمان، بحيث لو بقي الحكم على ما كان عليه أولاً للزم منه المشقة والضرر بالناس ولخالف قواعد الشريعة المبنية على التخفيف والتيسير، ودفع الظلم والفساد، لبقاء العالم على أتم نظام وأحسن أحكام، ولهذا ترى مشايخ المذهب خالفوا ما نص عليه المجتهد في مواضع كثيرة بناها على ما كان في زمنه لعلمه. فإنه لو كان في زمنهم لقال بما قالوا به أخذاً من قواعد مذهبه )).

يقول الأستاذ الزرقا رحمه الله: (( وليس تبدل الأحكام إلا بتبدل الوسائل والأساليب الموصلة إلى غاية الشارع ، فإن تلك الوسائل والأساليب في الغالب لم تحددها الشريعة الإسلامية بل تركتها مطلقة كي يختار منها في كل زمان ما هو أصلح في التنظيم نتاجاً وأنجح في التقويم علاجاً )) .

قال أخى بارك الله فيه : قد تكلم اهل العلم فيه وهي والله كافية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ) :

قلت : من هم هؤلاء أهل العلم الذين تكلموا فيه يا اخى الا تعيش معنا فى الساحة –الدامية الان- أن كنت تتكلم عن الكبار فلقد مات العلماء الكبار وقد كان الامور مستقرة –وكان المعروف هو الاعذار والنصح والبعد عن التشهير والاسقاط – أما الان فكل ما أنتقد على الشيخ من فتاوى فهى جديدة ومنذ فترة قريبة أما قبل ذلك فكلام الشيخ ربيع ويسبقة فالح الحربى والشيخ عبيد والشيخ النجمى ومن تبعهم –فى فتنة ما يسمى بفتنة أبى الحسن- هو كلام نال من كثير من المشايخ حتى الشيخ على الحلبى فالامر الان ليس مثل ما كان قديما
وأزيدك فأقول لك حتى الشيخ عبد المالك رمضانى فهو مجروح ومتكلم فيه من أهل العلم –على حد قولك وبنفس لفظك - من كل من فالح الحربى و الشيخ أحمد بن يحي النجمي و الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري و الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فهل تأخذ بجرح هؤلاء العلماء فى الشيخ عبد المالك ؟؟ أما أنا فلا أخذ بكلامهم فى الشيخ الفاضل عبد المالك

باقى كلام أخى بالاضافة الى ما ذكرة اخى الاول
كلام عاطفى حماسى غير علمى ( من قبيل ظهر فى قناة نصرانى وظهر مع مذيعة متبرجة ) وانا ارد عليه بان أقول لك استخدام الوسائل المتاحة لنشر الكلمة الصالحة أمر مشروع بل مطلوب فان أصحاب الدعوات الى الحق يستخدمون كل الوسائل المتاحة والمشروعة للدعوة الى الله فهم يتحركون الى الشر واماكنه لنشر الخير ودعائمه فلابد من أن يواجهه و يقابل الخير الشر لينحصر الشر ويقل اما ان يعتزل الخير الشر فهو فكر ابعد ما يكون عن دين الله و يصادم سنة التدافع ولقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة فكان يدعوا الكفار فى مجالسهم و أيضا جلوس شيخ او عالم لمصلحة شريعة –تتمثل فى نشر دعوته ومنهجه- مع شخص عاصى او يعرف عنه المعصية لا يعنى بحال من الأحوال ان العالم يقر ويبيح له عصيانه فهذا ظاهر لعامة الناس قبل خواصهم فالغرض من الهجر او النصيحة هو وصول رسالة الصلاح والخير الى المنصوح او المهجور ودفعه الى الخير بكل وسيلة ممكنة فى ذلك

قال تعالى (( ‏‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ))

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي فى تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان فى التفسير
)) : { فَذَكِّرْ } بشرع الله وآياته { إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة، سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها، فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: منتفعون وغير منتفعين.
فأما المنتفعون، فقد ذكرهم بقوله: { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } الله تعالى، فإن خشية الله تعالى، وعلمه بأن سيجازيه على أعماله ، توجب للعبد الانكفاف عن المعاصي والسعي في الخيرات.
وأما غير المنتفعين، فذكرهم بقوله: { وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
{ ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا } أي: يعذب عذابًا أليمًا، من غير راحة ولا استراحة، حتى إنهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم، كما قال تعالى: { لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا }
.)) انتهى من تفسير الشيخ السعدى

وأيضا قال تعالى ‏{‏‏فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ‏} ‏[‏ق‏:‏ 45‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إنَّمّا أّنتّ مٍنذٌرٍ مّن يّخًشّاهّا}‏‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 54‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ‏} ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏ فكل الايات تعنى ان النصيحة الواجبة والموعظة اللازمة هى لمن غلب على ظنك انه ينتفع بها وايضا غلب على ظنك عدم حدوث مفسدة أكبر بتقليل او اختفاء انتشار الخير فالقضية تقديرية بين العبد وربه.

وانا ازيدك فى هذة النقطة بتطبيق عملى ان ظهور فضيلة الشيخ أسامة القوصى فى وسائل الاعلام المصرية اتى بثمار عظيمة ومنها ان نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام ويسمى نصر القفاص كتب مقال فى جريدة الأهرام وهى الجريدة الحكومية الأولى فى مصر والواسعة الانتشار كتب مقال بعنوان –أنا سلفى !!- يمدح فيه ويدعوا لسماع الشيخ الفاضل أسامة القوصى فهذا من ثمار استخدام الوسائل العصرية المتاحة فى الدعوة

وهذه من سنه التدافع التى قدرها الله ولهم فى رسولة الله اسوة حسنة الذى لم يكن فقط يتحرك الى اماكن تجمع العصاة بل الى تجمعات الكفار لينشر دعوته طبقا والمتاح

انا لن اقوم بتاويل كلمة كلمة للشيخ ولكن أقول ان هذة المسائل التى اثارها أخوانى وغيرها هى اجتهادات من الشيخ فى امور تقبل الاجتهاد وهو فيها لم يصادم الشرع عنادا او تكبرا او رفضا لقبول الدليل الصحيح الصريح فهو ان شاء الله بين الاجر والاجرين

وانتقل الان الى جزء مفيد أختم به مقالات الانصاف المفقود وهو فوائد غالية



فوائد غالية
من مشاركات أخى أحمد سالم الجزائرى
فى دفاعه عن الشيخ الفاضل عبد المالك الرمضانى الجزائرى
مع التحذير والنصيحة من الغلو

اعجبنى جدا كثير دفاعك عن شيخنا عبد المالك ورايت فيك حرصك وحبك البالغ له وقد رأيت ذلك فى مشاركتك التي سميتها أنت (( قال الحدادى وقال السلفى )) والتى قلت أنت فى اخرها : ((فالرجل يخرج من السلفية إذا تبنى مذهبًا بارزًا من مذاهب أهل البدع ، من أصولهم الغليظة ))وقد كنت في هذة المشاركة تدافع عن شيخك فى كلمة كلمة

فاقول لك استمر فى الدفاع عن شيخك حفظة الله ولكن انا فقط احذرك من الغلو الذى أول علاماته هو اسقاط من يختلف مع شيخك

وانا من باب التذكرة اذكرك فقط ببعض ما كتبت انت بيديك دفاعا عن شيخك فأنه فيما كتبت فوائد قيمة وأيضا اذكرك بماذا كنت تتطلب لشيخك مع ملاحظة ان علامات التعجب الكثيرة التى فى المشاركات المنقولة هى من عندك انت وليس من عندى فانا مجرد ناقل لكلامك


يقول أخى احمد سالم الجزائرى فى احدى مشاركاته القيمة

هذه عجائب وغرائب في هذا الزمان, هذه عجائب وغرائب, لا أدري كيف يفكر هؤلاء وكيف يفهمون!!!
وأنا أعلم, وأحلف بالله تعالى أن هؤلاء يعرفون أن لا يمكن أن الشيخ عبدالمالك رمضاني يطعن في امهات المؤمنين!!!!!!!
– سبق اللسان صدر من رجل سني, , كما سبق اللسان فيما هو أعظم من ذلك, ممن هو أعظم من الشيخ عبدالمالك رمضاني!!!!!!
أم أن سبق اللسان يقبل من فلان, ولا يقبل من فلان؟!
ورحم الله الإمام ابن القيم الذي قال: "نصف الفقيه, الذي ينظر ماذا قلت , والفقيه الذي ينظر ماذا قصدت".
اتقوا الله.. "ما لكم كيف تحكمون!!!!!!!!!!!!!!!!**


وفى مشاركة اخرى

يحاولون بشتى الطرق التشويش على الشيخ عبدالمالك رمضاني حفظه الله!!!

نعرف أناس هكذا يجرحون، إذا ما وجد يمسك لك القديم، هو عارف أنه قديم لكن يمسح التاريخ، عرفت، ما يصرح بالتاريخ و إلا كيف؟؟

وصدق الشيخ العلامة العباد القائل في رسالة الرفق: ((ثم يشتغل كلٌّ منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لِمَا كان له من أشرطة كذلك؛ لالتقاط الأخطاء وتصيُّد المثالب، وقد يكون بعضُها من قبيل سبق اللسان)) انتهت هذة المشاركة

ثم أقول أنا أبو حمزة : اعجبنى جدا كلمتك القيمة التى تدل على فهم وذلك عندما قلت مدافعا عن الشيخ عبد المالك

من التمييع فروا و في الحـداديـة وقعوا!!!!!!!!!!


وفى مشاركة أخرى قال أخى أحمد كلام هام جدا

قال حفظة الله (( الشيخ عبدالمالك رمضاني يوافق العلماء في العقيدة والمنهج ,معروف بمحاربة البدع والخرافات ، والوقوف في وجه الداعية إليها ، وكشف خططهم وألاعيبهم . كثيرا من الكلام الذي قيل في الشيخ عبدالمالك رمضاني أكاذيب وإشاعات باطلة لا حقيقة له ، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها وقد قال الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) )) انتهى


وفى مشاركة أخرى قال أخى أحمد دفاعا عن الشيخ عبد المالك (( أقول لمن اتهم الشيخ عبد المالك رمضاني أنه ليس سلفي
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في مؤمن ما ليس فيه
أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج ممّا قال) رواه أبو داود وصححه الألباني )) انتهى

وفى مشاركة أخرىقال أخى أحمد

(( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
مع الأسف الطعن في الشيخ عبد المالك رمضاني سيأدي إلى فتنة كبيرة في في العالم و خاصةً في الجزائر !!!!!! حيث سيفترقون السلفيين شذر مذر، وسيجعل بأسهم بينهم شديداً!!!!
والذين طعن في الشيخ عبد المالك رمضاني لا ينظرون في العواقب،ولا يراعون المصالح والمفاسد، ولا يستخدمون الرفق والحكمة!!!!!!!!!!!!!!!!!
في الحقيقة هذه فتنة ! ما نشط فيها إلا الشيطان ، و ما ربح فيها الحزبيون ، جلسوا ينظرون إلى عورات السّلفيين ، يعرفونها واحدة واحدة ،و مرة فرحانين ، و هم الآن مسرورون جدّا جدّا ، بهذه الطريقة الجديدة التي دخلت على أهل السنة ، و الله المستعان!!!!!!!!!! )) انتهى

من كلام أخى أحمد سالم الجزائرى فى دفاعة القوى و المستمر حفظة الله عن شيخة عبد المالك الرمضانى الجزائرى ولا تعليق منى سوى سبحان الله والحمد الله


واختم نقولاتى عن أخى أحمد بهذا النقل الجميل الذى قل فيه
ولكن للشيخ عبد المالك رمضاني- ولغيره من أهل العلم الذين تكلم الناس فيهم - لهم أسوة في أفضل الخلق وهم الأنبياء ، الله عز وجل قال : " ولقد كُذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كُذبوا وأوذوا ".
حفظ الله شيخنا الفاضل شيخ عبد المالك رمضاني وجميع مشايخ السلفيين آمين
أقول للحساد موتو بغيضكم )) انتهى

انتهت النقولات المفيدة من مشاركات أخى المحترم الفاضل أحمد سالم الجزائرى


فاقول بعد هذة النقول بعتاب المحب لأخيه : يا أخى لماذا تدافع عن شيخك بهذا الطريقة –المستميتة وتتأول له - وتطلب له الرفق ومراعاة المصالح مع ان ما أخذ عليه هنا كلام أكبر من مجرد فتاوى فقهية بل قد يفهم انه يمس العقيدة –وهذا غير صحيح طبعا بل هى سبق لسان وزلات لفظية - وتستسهل الاسقاط مع غير شيخك فمن باب قولة صلى الله عليه واله وسلم ((حب لأخيك ما تحب لنفسك)) وقوله (( لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ مِنْ الْخَيْرِ)) وقوله ((وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا)) أقول وأطلب منك حفظك وهداك الله
(( ان تحب لشيخ أخيك ما تحب لشيخك )) فاتقى الله فى شيخى وفى جميع المشايخ ولا تلجأ الى أسلوب الهجر والاقصاء فالسنة غريبة وأهلها مستضعفين

اما انا فاحب المشايخ وادافع عنهم جميعا وأتأول لهم رحمة بهم و بضعفهم البشرى و احب لهم ان يجتمعوا على الحق ونشر الخير وان كانوا مختلفين فى الفهوم والتصورات والآراء وهذا ليس مذهب تمييع بل هو مذهب السلف بداية من الصحابة الذين اختلفوا وائتلفوا مرورا بشيخ الاسلام الذى نقلت عنه روائع كلامات الإنصاف و وصولا الى الشيخ ابن عثيمين الذى قال ما اقوله الان بعبارات صريحة واضحة وأضيف ان هذا منهج الشيخ ابن باز والالبانى الذى جعل من يقول ان كل من اخطأ –فى نظر غيره- يخرج عنده من المنهج الصحيح هو حزبى وان هذا منهج الحزبيين وهذا قد سمعته باذنى من الشيخ اللابانى فى شريط ولا اتذكر الان اسمه ولكن المعنى وصلنى وترسخ لدى

الخاتمة

هذة ما تيسير لى كتابته فى هذا الموضوع واعتقد اننى قد اديت واجبى نحو شيخى ومعلمى الخير الذى علم أجيال كاملة فى المصر وخارجها السنة وأحترام أهلها وحب الشرع والادب مع أهله فانا اتعلم من شيخى الأدب والخلق قبل العلم حفظة الله ورزقة الاخلاص والاحسان

أما أخوانى الذين خالفونى فانا ادعوا الله لهم بالهداية والتوفيق الى ما يحب ويرضى وادعوا الى الشيخ الفاضل عبد المالك رمضانى ان يحفظة الله ويقيه من كل شر وان يهدية الى الحق وان يحسن ختامه واضيف ادعوا الله ان يلتم شمل مشايخ الدعوة من مختلف الاقطار على الخير والحق والتناصح والتكاتف لنشر دين الله فى الارض فالدعوة تحتاج الى وقت وجهد كبير للأسف ضاع جزء كبير منه فى التناحر و التنافر والخلاف الداخلى بين المشايخ وعامة الناس فى ذهول ولا أخفيك بل فى نفور مما يرونه بين أهل الدين والصلاح من تشاحن وبغضاء فالله الله فى النيات والله الله فى الاخوة والله الله فى الدعوة الى الله ومحاربة حظ النفس المستلزم البغى والمتضمن الحقد والحسد والبغضاء فكما قال تعالى ((وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ))
اللهم فاغفر لى ولجميع مشايخنا وعلمائنا

والسلام ختام
أخوكم المحب
أبوحمزة
عماد رمضان المصرى
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 02-14-2012, 10:58 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحمزة عماد المصرى مشاهدة المشاركة
[color="red"][center][b]الإنصاف المفقود


وأخيرا أقول أن الشيخ على الحلبى والشيخ عبد المالك لا يجيزون المظاهرات وما بنى عليها ولكن لنتعلم منهم و نقتدى فالشيخان لم يسقطوا الشيخ أبى الحسن الذى له رأى مخالف لهم و يوافق فيه رأى الشيخ أسامة ومفاد رأى الشخ أبى الحسن أنها أمر المظاهرات مسألة اجتهادية اى تقبل الاخذ والرد



ومع هذا لم يبدع الشيخ على او الشيخ عبد المالك الشيخ أبو الحسن فى رأيه المخالف لهم هذا فانت الان امام اتجاهين اما اتجاة الانصاف الذى اطلبه منك واما اتجاة الغلاة فتخرج وتسقط كل من الشيخ ابى الحسن والشيخ أسامة من منهجك ولا تعترف بهم وهذا بالضبط ما يحدث من أكثر هؤلاء الغلاة فكلما ظهر من شيخ رأى يخالف ما يرونه صوابا أسقطوه والزموا باقى الناس بإسقاطه فالضحايا كثر والبقية تأتى ولا حول ولا قوة الا بالله




انتهت الحلقة الثالثة

يتابع

ليكن في علم الجميع أن الشيخ عبد المالك رمضاني إذا سئل عن أبي الحسن لا يثني عليه ولا يدافع عنه!!!!!!!!!
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله-
http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.