أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
25473 | 102069 |
#11
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا اختي أم زيد ..
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ |
#12
|
|||
|
|||
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157]
قال الإمام السعدي في تفسيره: (( أخبر -تعالى- أنه لا بد أن يَبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنَّته -تَعالى- في عباده؛ لأن السرَّاء لو استمرت لأهل الإيمان ولم يحصل معها محنة؛ لحصل الاختلاط الذي هو فساد، وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة المحن؛ لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان، ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين. فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} من الأعداء {وَالْجُوعِ} أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك. {وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ} وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق، وضياع، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة، وقطاع الطريق وغير ذلك. {وَالأنْفُسِ} أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه، {وَالثَّمَرَاتِ} أي: الحبوب، وثمار النخيل، والأشجار كلها، والخضر ببرد، أو برد، أو حرق، أو آفة سماوية، من جراد ونحوه. فهذه الأمور، لا بد أن تقع؛ لأن العليم الخبير أخبر بها فوقعت كما أخبر. فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين. فالجازع: حصلت له المصيبتان؛ فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر؛ ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل [له] السخط الدال على شدة النقصان. وأما مَن وفَّقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب؛ فحبس نفسه عن التَّسخُّط -قولًا وفعلًا-، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يُدركه من الأجر بِصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له؛ بل المصيبة تكون نعمة في حقه لأنها صارت طريقًا لحصول ما هو خير له وأنفع منها؛ فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب؛ فلهذا قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب. فـ{الصَّابرين} هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الجسيمة. ثم وصفهم بقوله: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره. {قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ} أي: مملوكون لله، مدبَّرون تحت أمره وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها؛ فقد تصرَّف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم؛ فلا اعتراض عليه؛ بل مِن كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البليَّة من المالك الحكيم الذي أرحم بعبدِه مِن نفسه؛ فيوجب له ذلك: الرضا عن الله، والشُّكر له على تدبيره لما هو خير لعبده -وإن لم يشعر بذلك-، ومع أننا مملوكون لله، فإنا إليه راجعون يوم المعاد، فمُجازٍ كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا؛ وجدنا أجرَنا موفورًا عنده، وإن جزعنا وسخطنا؛ لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله، وراجع إليه، من أقوى أسباب الصبر. {أُولَئِكَ} الموصوفون بالصبر المذكور {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ} أي: ثناء وتنويه بحالهم {وَرَحْمَةٌ} عظيمة، ومن رحمته إياهم، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} الذين عرفوا الحق، وهو في هذا الموضع، علمهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعملوا به وهو هنا صبرهم لله. ودلت هذه الآية، على أن مَن لم يصبر؛ فله ضد ما لهم، فحصل له الذَّم من الله، والعقوبة، والضلال والخسار. فما أعظم الفرق بين الفريقين! وما أقل تعب الصابرين، وأعظم عناء الجازعين!! فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها؛ لتخف وتسهل إذا وقعت، وبيان ما تقابل به إذا وقعت؛ وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر، وما للصابر من الأجر، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر. وأن هذا الابتلاء والامتحان سُنة الله التي قد خلت، ولن تجد لسنة الله تبديلا وبيان أنواع المصائب )). |
#13
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً
هل تسمحين بشرح الأحاديث الوارده في الصبر فأنا لم أفهم المقصود بـ"حبيبتيه" فلو أنك تشرحين شرحاً مبسطاً لكان أفضل لمن هم أقل علماً وفقهاً |
#14
|
|||
|
|||
اقتباس:
الكلمة التي تسألين عنها؛ وردت في بعض الأحاديث السابقة، ومنها ما أخرجه الإمام البخاري -في "صحيحه" (كتاب المرضى، باب: فضل مَن ذهبَ بصرُه): مِن حديث أنس أنَّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم- قال: " إِذا ابْتَلَيْتُ عَبدِي في حبِيبَتَيْه ثُمَّ صبَر؛ عوَّضتُه مِنهُما الجنَّةَ "، قال بعد ذِكر الحديث: (( يُريد: عَينَيه )). قال الإمام ابن حجر -رحمهُ الله-: ((والمراد بالحبيبتين: المحبوبتان؛ لأنَّهما أحبُّ أعضاء الإنسان إليه؛ لما يحصل له بِفقدِهِما مِن الأسف على فواتِ رُؤية ما يُريد رؤيته مِن خيرٍ فيُسرُّ به، أو شرٍّ فيَجتنبه)). وإن يسر الله نقلتُ لكِ المزيد من شروحات أهل العلم حول هذا الحديث وغيره. |
#15
|
|||
|
|||
|
#16
|
|||
|
|||
قال الله -سُبحانه وتَعالى-: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 155-157].
وقال -سُبحانه وتَعالى-: {يا أيُّها الذين آمَنُوا اصبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ} [آل عمران: 200]. وعن أمِّ سلمةَ -رضيَ اللهُ عنها- قالت: قال رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " ما مِن عبدٍ تُصيبُه مُصيبةٌ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجِعونَ، اللهمَّ اؤجُرني في مُصيبَتي وأَخلِف لي خيرًا مِنها؛ إلا آجرهُ اللهُ في مُصيبتِه، وأخلفَ له خيرًا منها ". [رواه مسلم (918)] وعن أبي سعيدٍ -رضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: " ومَن يصبِر يُصبِّرهُ الله، وما أُعطِي أحدٌ عَطاءً خيرٌ وأوسعُ من الصَّبر ". [رواه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)] وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: " واعْلَم أن النَّصر مع الصَّبرِ، وإنَّ مع العُسرِ يُسرًا ". [صحيح، أخرجه أحمد (2669)، (2803)] فالعبدُ وما يملكهُ لله -سُبحانه- حقيقةً؛ لأنَّه أوجدهُ مِن عدمٍ ويُعدِمه -أيضًا- ويحفظُه في حال وُجوده، ولا يتصرَّف فيه العبدُ إلا بما يُتاحُ له، وأن مرجعَه إلى الله -ولا بُدَّ-، وأنَّ ما أصابهُ لم يكنْ لِيُخطِئه، وما أخطأه لم يكنْ ليُصيبَه، وإن اللهَ لو شاءَ جعل مصيبتَه أعظم مما هي، وإنه إن صبرَ أخلف اللهُ عليه أعظمَ مِن فوات مُصيبتِه، وإنَّ المصيبةَ لا تختصُّ به فيتأسَّى بأهل المصائب، ومُصيبةُ بعضِها أعظم، وإن سرور الدنيا مع قِلَّته وانقطاعه منغَّص ... ["الآداب الشرعية" بواسطة "تهذيبها" (194-195)]. |
#17
|
|||
|
|||
(( الصَّبرُ على البلاء ينشأ من أسبابٍ عديدة: |
#18
|
|||
|
|||
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. |
#19
|
|||
|
|||
الصبر واقترانه بالإيمان واليقين: |
#20
|
|||
|
|||
{....وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22-24].
(( { وَالَّذِينَ صَبَرُوا } على المأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها. ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر { ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة، فإن هذا هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه، طلبًا لمرضاة ربه، ورجاءً للقرب منه، والحظوة بثوابه، وهو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان. وأما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر؛ فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح على الحقيقة. { وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا، { وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً } دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية، { وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه. فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟! { أُولَئِكَ } الذين وصفت صفاتهم الجليلة ومناقبهم الجميلة { لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } فسرها بقوله: { جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي: إقامة لا يزولون عنها، ولا يبغون عنها حولا؛ لأنهم لا يرون فوقها غاية لما اشتملت عليه من النعيم والسرور، الذي تنتهي إليه المطالب والغايات. ومن تمام نعيمهم وقرة أعينهم أنهم { يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ } من الذكور والإناث { وَأَزْوَاجِهِمْ } أي الزوج أو الزوجة وكذلك النظراء والأشباه، والأصحاب والأحباب، فإنهم من أزواجهم وذرياتهم. { وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ } يهنئونهم بالسلامة وكرامة الله لهم ويقولون: { سَلامٌ عَلَيْكُمْ } أي: حلت عليكم السلامة والتحية من الله وحصلت لكم، وذلك متضمن لزوال كل مكروه، ومستلزم لحصول كل محبوب. { بِمَا صَبَرْتُمْ } أي: صبركم هو الذي أوصلكم إلى هذه المنازل العالية، والجنان الغالية، { فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }. فحقيق بمن نصح نفسه وكان لها عنده قيمة، أن يجاهدها، لعلها تأخذ من أوصاف أولي الألباب بنصيب، لعلها تحظى بهذه الدار التي هي منية النفوس، وسرور الأرواح الجامعة لجميع اللذات والأفراح، فلمثلها فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون )). "السعدي" |
|
|