أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
102476 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2010, 01:47 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي إثبات جلسة الاستراحة في حديث المسيء صلاته

إثبات جلسة الاستراحة في حديث المسيء صلاته
قال الإمام البخاري رحمه الله في ( صحيحه ) ( 11 / 44 فتح ) ط دار السلام :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ فَقَالَ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ فِي الْأَخِيرِ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ) .
قال الحافظ رحمه الله في ( الفتح ) (2/361 ) :
( تنبيه وقع في رواية بن نمير في الاستئذان بعد ذكر السجود الثاني " ثم ارفع حتى تطمئن جالسا"، وقد قال : بعضهم هذا يدل على إيجاب جلسة الاستراحة ولم يقل به أحد وأشار البخاري إلى أن هذه اللفظة وهم ؛ فإنه عقبه بأن قال : قال : أبو أسامة في الأخير حتى تستوي قائما .
ويمكن أن يحمل إن كان محفوظا على الجلوس للتشهد ويقويه رواية إسحاق المذكورة قريبا وكلام البخاري ظاهر في أن أبا أسامة خالف بن نمير لكن رواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن أبي أسامة كما قال بن نمير بلفظ ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم أفعل ذلك في كل ركعة وأخرجه البيهقي من طريقه وقال كذا قال إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة والصحيح رواية عبيد الله بن سعيد أبي قدامة ويوسف بن موسى عن أبي أسامة بلفظ ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم ساقه من طريق يوسف بن موسى كذلك ) .
وقال أيضا في ( الفتح ) ( 11/ 46 ) :
(قوله وقال أبو أسامة في الأخير حتى تستوي قائما وصل المصنف رواية أبي أسامة هذه في كتاب الأيمان والنذور كما سيأتي وقد بينت في صفة الصلاة النكتة في اقتصار البخاري على هذه اللفظة من هذا الحديث وحاصله أنه وقع هنا في الأخير ثم أرفع حتى تطمئن جالسا فأراد البخاري أن يبين أن راويها خولف فذكر رواية أبي أسامة مشيرا إلى ترجيحها وأجاب الداودي عن أصل الإشكال بأن الجالس قد يسمى قائما لقوله تعالى ما دمت عليه قائما وتعقبه بن التين بأن التعليم إنما وقع لبيان ركعة واحدة والذي يليها هو القيام يعني فيكون قوله حتى تستوي قائما هو المعتمد وفيه نظر لأن الداودي عرف ذلك وجعل القيام محمولا على الجلوس واستدل بالآية والإشكال إنما وقع في قوله في الرواية الأخرى حتى تطمئن جالسا وجلسة الإستراحة على تقدير أن تكون مرادة لا تشرع الطمأنينة فيها فلذلك احتاج الداودي إلى تأويله لكن الشاهد الذي أتى به عكس المراد والمحتاج إليه هنا أن يأتي بشاهد يدل على أن القيام قد يسمى جلوسا وفي الجملة المعتمد للترجيح كما أشار إليه البخاري وصرح به البيهقي وجوز بعضهم أن يكون المراد به التشهد والله أعلم ) .
قلت : هذه هي متابعة أبي أسامة لعبد الله بن نمير ؛ أخرجها البيهقي في ( الكبرى ) ( 2/126 ) :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو نصر الخفاف حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبى أسامة أحدثكم عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبى هريرة قال : دخل رجل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في ناحية المسجد فصلى ، ثم جاء فسلم عليه فقال :« وعليك ، ارجع فصل فإنك لم تصل ». فرجع فصلى ثم جاء فسلم عليه ، فقال له مثل ذلك ، فقال له في الثالثة : فعلمني يا رسول الله. قال :« إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، واستقبل القبلة وكبر ، ثم اقرأ ما تيسر من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن قاعدا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ، ثم كذلك في كل ركعة وسجدة ». فأقر به أبو أسامة وقال : نعم. كذا قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن أبى أسامة ، وروايته كذلك من وجه آخر عن أبى أسامة ، ومن وجه آخر عن ابن نمير ).
قلت :إسناد البيهقي صحيح رجاله كلهم ثقات ، بل هو على شرط الشيخين .
قلت : وللحديث شاهد آخر قوي أخرجه أبو يعلى في ( مسنده ) ( 11/498 ) :
حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثني محمد بن عجلان قال : حدثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه ـ وكان قد شهد بدرا ـ قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد
فدخل رجل فصلى فجعل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يرمقه فصلى ثم جاء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فسلم فرد رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء إلى رسول الله فسلم فرد رسول الله ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقال له في الثانية ـ أو في الثالثة ـ : يا رسول الله قد أجهدت نفسي فعلمني وأرني فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( إذا أردت أن تصلي فتوضأ فأحسن وضوءك ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا فإن أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها وما انتقصت من ذلك من شيء فإنما تنقصه من صلاتك ) .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات غير محمد بن عجلان فإنه صدوق حسن الحديث .
فهؤلاء ثلاثة من الثقات أثبتوا هذه الجلسة في حديث المسيء فهل يقال أنها شاذة ؟! فهذا مما لا يعقل ؛ ولا يتأتى مع قواعد علم الحديث الشريف .
وصححه هذه الجلسة في حديث المسيء صلاته :
1 – الإمام الحافظ ابن الملقن رحمه الله تعالى في ( البدر المنير ) ( 676 ) ط دار الهجرة
قال رحمه الله :
(فَائِدَة : ادَّعَى الطَّحَاوِيّ مَعَ سَعَة علمه أَن جلْسَة الاسْتِرَاحَة لَيست فِي حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ ، وَقد علمت أَنَّهَا ثَابِتَة فِيهِ وَقد سبق بالإنكار عَلَيْهِ النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» لكنه وَقع فِي نُكْتَة لَطِيفَة ، وَهِي أَنه قَالَ : (احْتج من) لم يسْتَحبّ جلْسَة الاسْتِرَاحَة (بِأَنَّهَا) لم تذكر فِي حَدِيث الْمُسِيء صلَاته ، ثمَّ أجَاب بِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا علمَّه الْوَاجِبَات دون المسنونات .
وَهَذَا عَجِيب مِنْهُ فجلسة الاسْتِرَاحَة مَذْكُورَة فِي حَدِيث الْمُسِيء صلَاته فِي صَحِيح البُخَارِيّ ، وَلكنهَا فِي غير المظنة ، ذكرهَا فِي كتاب الاسْتِئْذَان فِي بَاب من رد فَقَالَ : (عَلَيْكُم) السَّلَام وَهَذَا لَفظه فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ للمسيء صلَاته : «ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا ، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا ، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا ، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا ، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا» .

2 – الإمام العلامة السندي رحمه الله في ( حاشيته على البخاري ) قال :
(لا يخفى أن هذا الحديث صريح في الدلالة على جلسة الاستراحة بل ظاهره وجوب جلسة الاستراحة ولا أقل من كونها سنة أو ندباً فإنكار الحنفية ، والمالكية ذلك لا يخلو عن خفاء ، وكذا هذا الحديث يدل على ثبوت القراءة في الركعات كلها ، والله تعالى أعلم ) .
3 – الإمام الحافظ ابن عبد الهادي بايراده له في كتابه المحرر في الحديث .
من كان عنده شيء حول ما ذهبت إليه فليفدنا وجزاه الله خيرا .
طاهر المحسي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-19-2011, 11:06 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

إثبات جلسة الاستراحة في حديث المسيء صلاته
قال الإمام البخاري رحمه الله في ( صحيحه ) ( 11 / 44 فتح ) ط دار السلام :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ فَقَالَ وَعَلَيْكَ السَّلَامُ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ فِي الْأَخِيرِ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ) .
قال الحافظ رحمه الله في ( الفتح ) (2/361 ) :
( تنبيه وقع في رواية بن نمير في الاستئذان بعد ذكر السجود الثاني " ثم ارفع حتى تطمئن جالسا"، وقد قال : بعضهم هذا يدل على إيجاب جلسة الاستراحة ولم يقل به أحد وأشار البخاري إلى أن هذه اللفظة وهم ؛ فإنه عقبه بأن قال : قال : أبو أسامة في الأخير حتى تستوي قائما .
ويمكن أن يحمل إن كان محفوظا على الجلوس للتشهد ويقويه رواية إسحاق المذكورة قريبا وكلام البخاري ظاهر في أن أبا أسامة خالف بن نمير لكن رواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن أبي أسامة كما قال بن نمير بلفظ ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم أفعل ذلك في كل ركعة وأخرجه البيهقي من طريقه وقال كذا قال إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة والصحيح رواية عبيد الله بن سعيد أبي قدامة ويوسف بن موسى عن أبي أسامة بلفظ ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم ساقه من طريق يوسف بن موسى كذلك ) .
وقال أيضا في ( الفتح ) ( 11/ 46 ) :
(قوله وقال أبو أسامة في الأخير حتى تستوي قائما وصل المصنف رواية أبي أسامة هذه في كتاب الأيمان والنذور كما سيأتي وقد بينت في صفة الصلاة النكتة في اقتصار البخاري على هذه اللفظة من هذا الحديث وحاصله أنه وقع هنا في الأخير ثم أرفع حتى تطمئن جالسا فأراد البخاري أن يبين أن راويها خولف فذكر رواية أبي أسامة مشيرا إلى ترجيحها وأجاب الداودي عن أصل الإشكال بأن الجالس قد يسمى قائما لقوله تعالى ما دمت عليه قائما وتعقبه بن التين بأن التعليم إنما وقع لبيان ركعة واحدة والذي يليها هو القيام يعني فيكون قوله حتى تستوي قائما هو المعتمد وفيه نظر لأن الداودي عرف ذلك وجعل القيام محمولا على الجلوس واستدل بالآية والإشكال إنما وقع في قوله في الرواية الأخرى حتى تطمئن جالسا وجلسة الإستراحة على تقدير أن تكون مرادة لا تشرع الطمأنينة فيها فلذلك احتاج الداودي إلى تأويله لكن الشاهد الذي أتى به عكس المراد والمحتاج إليه هنا أن يأتي بشاهد يدل على أن القيام قد يسمى جلوسا وفي الجملة المعتمد للترجيح كما أشار إليه البخاري وصرح به البيهقي وجوز بعضهم أن يكون المراد به التشهد والله أعلم ) .
قلت : هذه هي متابعة أبي أسامة لعبد الله بن نمير ؛ أخرجها البيهقي في ( الكبرى ) ( 2/126 ) :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو نصر الخفاف حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبى أسامة أحدثكم عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبى هريرة قال : دخل رجل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في ناحية المسجد فصلى ، ثم جاء فسلم عليه فقال :« وعليك ، ارجع فصل فإنك لم تصل ». فرجع فصلى ثم جاء فسلم عليه ، فقال له مثل ذلك ، فقال له في الثالثة : فعلمني يا رسول الله. قال :« إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، واستقبل القبلة وكبر ، ثم اقرأ ما تيسر من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن قاعدا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ، ثم كذلك في كل ركعة وسجدة ». فأقر به أبو أسامة وقال : نعم. كذا قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن أبى أسامة ، وروايته كذلك من وجه آخر عن أبى أسامة ، ومن وجه آخر عن ابن نمير ).
قلت :إسناد البيهقي صحيح رجاله كلهم ثقات ، بل هو على شرط الشيخين .
قلت : وللحديث شاهد آخر قوي أخرجه أبو يعلى في ( مسنده ) ( 11/498 ) :
حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثني محمد بن عجلان قال : حدثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه ـ وكان قد شهد بدرا ـ قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد
فدخل رجل فصلى فجعل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يرمقه فصلى ثم جاء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فسلم فرد رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء إلى رسول الله فسلم فرد رسول الله ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقال له في الثانية ـ أو في الثالثة ـ : يا رسول الله قد أجهدت نفسي فعلمني وأرني فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( إذا أردت أن تصلي فتوضأ فأحسن وضوءك ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا فإن أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها وما انتقصت من ذلك من شيء فإنما تنقصه من صلاتك ) .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات غير محمد بن عجلان فإنه صدوق حسن الحديث .
فهؤلاء ثلاثة من الثقات أثبتوا هذه الجلسة في حديث المسيء فهل يقال أنها شاذة ؟! فهذا مما لا يعقل ؛ ولا يتأتى مع قواعد علم الحديث الشريف .
وصححه هذه الجلسة في حديث المسيء صلاته :
1 – الإمام الحافظ ابن الملقن رحمه الله تعالى في ( البدر المنير ) ( 676 ) ط دار الهجرة
قال رحمه الله :
(فَائِدَة : ادَّعَى الطَّحَاوِيّ مَعَ سَعَة علمه أَن جلْسَة الاسْتِرَاحَة لَيست فِي حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ ، وَقد علمت أَنَّهَا ثَابِتَة فِيهِ وَقد سبق بالإنكار عَلَيْهِ النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» لكنه وَقع فِي نُكْتَة لَطِيفَة ، وَهِي أَنه قَالَ : (احْتج من) لم يسْتَحبّ جلْسَة الاسْتِرَاحَة (بِأَنَّهَا) لم تذكر فِي حَدِيث الْمُسِيء صلَاته ، ثمَّ أجَاب بِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا علمَّه الْوَاجِبَات دون المسنونات .
وَهَذَا عَجِيب مِنْهُ فجلسة الاسْتِرَاحَة مَذْكُورَة فِي حَدِيث الْمُسِيء صلَاته فِي صَحِيح البُخَارِيّ ، وَلكنهَا فِي غير المظنة ، ذكرهَا فِي كتاب الاسْتِئْذَان فِي بَاب من رد فَقَالَ : (عَلَيْكُم) السَّلَام وَهَذَا لَفظه فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ للمسيء صلَاته : «ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا ، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا ، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا ، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا ، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا» .

2 – الإمام العلامة السندي رحمه الله في ( حاشيته على البخاري ) قال :
(لا يخفى أن هذا الحديث صريح في الدلالة على جلسة الاستراحة بل ظاهره وجوب جلسة الاستراحة ولا أقل من كونها سنة أو ندباً فإنكار الحنفية ، والمالكية ذلك لا يخلو عن خفاء ، وكذا هذا الحديث يدل على ثبوت القراءة في الركعات كلها ، والله تعالى أعلم ) .
3 – الإمام الحافظ ابن عبد الهادي بايراده له في كتابه المحرر في الحديث .
من كان عنده شيء حول ما ذهبت إليه فليفدنا وجزاه الله خيرا .
طاهر المحسي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.