أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
49339 86507

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2016, 06:40 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي رسائل رمضانية ( الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي)

بسم الله ...

** رسائل رمضانية ( 1 ) ..
قال أحد السلف : " أهون الصيام ترك الشراب والطعام " ، هذه المقولة الأثرية تبين حقيقة مفهوم الصيام شرعا ، وأنه لا ينحصر - فحسب - في الإمساك عن ( المفطرات الحسية = الإمساك الفقهي ! ) ، فهو - كذلك - إمساك معنوي يتمثل في : صوم الفرج والبطن واللسان والأذن والسمع ...وهكذا دواليك عن كل ما حرم الله تعالى ليلا ونهارا = اجتناب جرحات عبادة الصوم ( ؟! ) ..

فلا يتوهمن المسلم أن هذه العبادة تنحصر - فقط - في مجرد الإمساك عن بعض الشهوات في النهار (!!) ، مع الانهماك في المحرمات في الملوان وباستهتار ، فهذا ( الصوم العرفي )! لا يتجاوز إجاعة البطن ، وإظماء الكبد ، وفتور الأعضاء ، وانقباض الأسارير ، وبذاءة اللسان ، وسرعة الانفعال ، واتخاذ الصوم شفيعا (!) فيما لا يحب الله من فعل السوء وقوله ..

فاحذر الاتكال على تعريف الفقهاء للصوم ، وقصرهم إياه على الإمساك عن شهوتي البطن والفرج ، فإنه " حد اصطلاحي " ؟! ، قصدهم به بيان حدود صحة الصوم من بطلانه ( فقها ) فتأمل وبالعلم تجمل ...

وإلا فالمفهوم الشرعي الشامل لحقيقة الصوم فكما أخبرناك ...

قال عليه الصلاة والسلام : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري وغيره .

قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - :" وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( فمن لم يدع قول الزور ....) فمعناه الكراهة والتغليظ ...، فمن اغتاب أو شهد زورا أو منكرا لم يؤمر بأن يدع صيامه ، ولكنه يؤمر باجتناب ذلك ليتم له أجر صومه " التمهيد 19/56.

إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصرى غض وفي منطقي صمت
فحظي إذا من صومي الجوع والظمأ * فإن قلت إني صمت يومي صمت

فمن يصوم عند صيامه عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ، ويحفظ البطن وما وعى ، ويذكر الموت والبلى ، ولا يتعلق بالدنيا ، فهذا عيد فطره - حقيقة - يوم لقاء ربه ..." للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح ، و( إذا لقي ربه فرح بصومه ) "

ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي * وقد صمت عن لذات دهري كلها

فبالعمل ( تعبدا )؟! بموجب هذا المفهوم الشرعي الشامل للصيام يصير الصائم لله تعالى عبدا ربانيا ، بمبعدة عن النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ، فإن الصيام الحقيقي " لجام المتقين ، وجنة المحاربين ، ورياضة الأبرار والمقربين " زاد المعاد 2/27 .


كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-08-2016, 02:42 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية ( 2 ) ..
يوم الصوم .. " معيار " الإيمان ( ؟! ) ..، وذلك لكون المرء فيه بين حالتي :
- ( الإمساك .. ) = من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .. ، وهذا يستوجب ( مقام الصبر ) ..
- و ( الفِطر ..) = من غروب الشمس إلى آذان الفجر ..، وهذا يستوجب ( مقام الشكر ) ..
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - :" فالصائم في ليله ونهاره في عبادة ...، فهو في نهاره ( صائم صابر ) ، و في ليله ( طاعم شاكر ) .." لطائف المعارف ص : 226.
والإيمان نصفان = نصفه شكر .. ، ونصفه صبر ..، ولذا ف " كل مقام من مقامات المقربين يحتاج إلى صبر وشكر ، وأحدهما لا يتم إلا بالآخر ، لأن الصبر يحتاج إلى شكر عليه ليكمل ، والشكر يحتاج إلى صبر عليه ليستوجب المزيد ، وقد قرن الله تعالى بينهما ، ووصف (المؤمنين) بهما " الوعظ المطلوب للعلامة جمال الدين القاسمي - رحمه الله - ص : 141-142.
وقد صح موقوفا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عند الطبراني في الكبير وغيره أنه قال : " الصبر نصف الإيمان ، والشكر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله " .
والناظر - كذلك - في حقيقة الصوم شرعا يجدها قائمة على ( التجرد )؟! عن الشهوات .. ابتغاء وجه الله = ( تفريده تعالى في ذلك )؟! ..، كما في الحديث القدسي الصحيح : " يدع طعامه وشرابه وشهوته ( لأجلي )!! " ..
وعليه فالصائم - بشرطه ( ؟!) - قد حقق مقام التفريد لله تبارك وتعالى ، الذي هو حقيقة التوحيد في الشريعة ..= ( تجريد التوحيد ) ؟! ..
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - :" وكل ما سوى الله تعالى يتلاشى عند (تجريد)؟! توحيده " الرد على البكري 2/647.
فالمتأمل - إذن - في هذه الإشارات العلمية التزكوية تتبدى له علاقة (عبادة الصوم) بموضوع ( العقيدة الصحيحة ) ..، كعلاقة سائر القربات ب( الأصل الأصيل ) الذي هو التوحيد والإيمان ، فهي ( فرع ) بالنسبة له.
وبعد فاعلم أن كل العلم * كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي

فاحرص - عبد الله - على شهود مشهد ( التوحيد والإيمان ) عند صومك ..ليقوى تعلق قلبك بربك ..
والله المستعان ...
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-09-2016, 04:23 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية ( 3 ) ..
اعلم - يا رعاك الله - أن الصوم عنوان ( التزكية)! .. ، ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسها ) ..
ذلك لأن الغاية من عبادة الصيام " تحقيق التقوى "! ..، ( .. لعلكم تتقون ) ..أي أن الصوم - بشرطه - ( تخلية وتنقية = اتقاء)! ..
فما مدى تحصيلنا لهذه الغاية ( ؟! ) ..، مما جعل بعض أرباب البلاغة والبيان يقول أن ( لعل ) في الآية : " مقلقة "!! ..
" فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات ، فهو من ( أكبر العون على التقوى ) " زاد المعاد 2/27 .
وفي صحيح الترغيب والترهيب قال عليه الصلاة والسلام : " صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن ( وحر ) الصدر " .
قال ابن الأثير - رحمه الله - : " ..( الصوم يذهب وحر الصدر ) ...: غشه ووساوسه . وقيل : الحقد والغيظ . وقيل : العداوة . وقيل : أشد الغضب " النهاية .
ومن تجليات هذه ( التزكية = التخلية ) : ما جاء في الحديث الصحيح القدسي : " فإذا كان يوم صوم أحدكم لا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم "! ..
فعبادة الصوم - إذن - مفتاح لإصلاح القلب ب :
- التوبة والاستغفار ..
- والذكر والاذكار ..
والنتيجة : ( التقوى ) ..، و " من اتقى ارتقى " ؟! ..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" وكل شيء له صدأ ، وصدأ القلب : الغفلة والهوى ، وجلاؤه : الذكر والتوبة والاستغفار " الوابل الصيب ص : 162 - صحيحه .
لكن شرط هذه الإشارة : الخروج من (مجرد) صورة عبادة الصوم إلى (ذوق معانيها والوقوف عند حقائقها) !! ..
و أما المنطلق ، فبعد العلم الصحيح : ( الهمة العالية ، والعزيمة الغالية ) ..

ف " إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ، وردفه قمر العزيمة ، (أشرقت) أرض القلب بنور ربها " الفوائد ص : 445 - فوائد الفوائد .
والله المعين ..


كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-10-2016, 05:30 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية ( 4 ) ..
بدخول شهر رمضان الأغر ترى عامة الناس وحدانا وزرافات في إقبال على الطاعات ، وتعرض للنفحات والبركات ..لسان حالهم يقول :

رمضان هل بوافر الخيرات ** يهدي لنا الآمال والبركات
يحيي القلوب بهدي رب راحم ** ويمدنا بالنور والنفحات
شهر الفضائل جئتنا تجلو العنا ** بالحب تنعشنا وبالنسمات

لكن مع مرور أيامه فإذا بالفتور يظهر ، و يضعف الإقبال على القربات لأن ( شعلة الشوق = شعلة نور ) ؟! بدأت تخبو ، مما يستدعي الحفاظ عليها عموما (!) ب :

- محاسبة النفس تأنيبا وعتابا ..
- ومجاهدتها مشارطة ومكابدة ..

مع استصحاب :
- (الإخلاص) = توحيد المراد ..
- و(الصدق ) = توحيد الإرادة ..

وعلى دعامتي :
- (العلم) الذي يبصر ويهدي ..
- و(الهمة) التي تعلي وترقي ..

فالشوق إلى الله سبحانه وفضله وكرمه يحمل العبد على ( المبادرة = العجلة المحمودة )! إلى فعل الطاعات والحرص على ذلك ، والازدياد من الضراعة والابتهال إليه جل وعلا ، رغبة في مغفرته تعالى وطلبا لمرضاته .. ( وعجلت إليك رب لترضى ) ..

قال أحد السلف في معنى الآية : " (شوقا إليك ) ، فستره بلفظ الرضا " المدارج 3/56.

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" وظاهر الآية أن الحامل لموسى - عليه السلام - على العجلة هو طلب رضا ربه ، وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليه " المدارج 3/61.

مع التنبه أن الإقبال على الطاعات درجات ومراتب ومراكب :

أولها : " السعي "! ، قال تعالى:( فاسعوا إلى ذكر الله ) ..

ثانيها وهي أعلى من الأولى : " المسارعة = المسابقة "! ، قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) ..

ثالثها وأعلاها : " الفرار إلى الله "! ، قال تعالى : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ..


فاحرص - عبد الله خاصة في شهر رمضان - على الإقبال على الطاعات ، وألزم نفسك بما يرضي رب الأرض والسماوات ، واحذر التعلق بحبل الشهوات ، واجتنب مرتع الغفلات، لتنال رضا رب البريات ..

والله المستعان .. ، وعليه التكلان ..

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-11-2016, 05:37 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


* رسائل رمضانية ( 5 ) ..
من الملاحظ للعيان ، خاصة في شهر رمضان ، إقبال الناس على الطاعة عبادة للرحمن ..
وحتى يجد العباد الأثر الطيب لذلك فلا بد عند فعلهم للقربة من شهود مشهد : ( النصيحة لله فيها )؟! ..، فهو من المهمات غاية ..
وحقيقته : ( حضور القلب )! ..، ويتمثل ذلك في " إعمال عبادات القلوب " التي جماعها : المحبة والخوف والرجاء ..
ولذا كان المسلك الأثري يسير على وفق : " الاقتصاد في العبادات البدنية ، و(الاجتهاد في الأحوال القلبية ) "!! ..
وسر هذا لأن السير إلى الله يقطع بـ( الجنان ) لا بالأبدان فتأمل ولا تغفل ..
وعليه لا بد من تخلية القلوب من الأمراض والعلل لِتُمَدَّ - تحلية وفضلا من الله - بالأزهار والحلل ..، ف " شرط الإمداد الاستعداد " ! ..، و " القلب هو القائد الأول ، وعليه في جميع الأمور المعول " ! ..
فاحرصوا - عباد الله - على ( تغيير ما في القلوب - بإصلاحها - حتى يغير الله بها ما بالقوالب ) !! ..
نعم ؛ لا يفهم من هذا المرقوم : تضييع عبادات الظاهر (!!) ، فـ " إن لله على العبد عبوديتين : (عبودية باطنة) ، و(عبودية ظاهرة) ، فله على قلبه عبودية ، وعلى لسانه وجوارحه عبودية " بدائع الفوائد للإمام ابن القيم - رحمه الله - 3/ 229 .

لكن القصد تقرير أن ( صلاح القلب هو الأساس ) ..
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : " القلب ملك ، والأعضاء جنوده ، فإذا طاب الملك طابت جنوده ، وإذا خبث الملك خبثت جنوده " أنطر الفتاوي لابن تيمية - رحمه الله - 10/15 .
ولأجله كانت ( عبودية القلب ) أعظم من ( عبودية الجوارح ) ومقدمة عليها ..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" .. أعمال القلوب التي فرضها ( أي : الله تعالى ) أفرض من أعمال الجوارح ، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها ، وعمل الجوارح بدونها إما عديمة المنفعة ، أو قليلة المنفعة " المدارج 1/101 .
فالله الله في إصلاح القلوب لنجد أثر الطاعات ، ونحقق الوصل بعلام الغيوب ، وقد قيل قديما : " اغتسل ثم اتصل "!! ..، فتأمل وبالعلم تجمل ..
والله المستعان ...


كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-12-2016, 04:27 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي ** رسائل رمضانية ( 6 ) ..

بسم الله ..


** رسائل رمضانية ( 6 ) ..

من الظواهر القبيحة التي تتبدى في شهر رمضان خاصة ( إيثار المهم على الأهم )!! .. ، وتقديم ( المفضول على الفاضل )!! ..، وهي صورة من صور تلبيس إبليس على المريدين للخير ...، و " لو نام إبليس لوجدنا راحة " كما قال الحسن البصري - رحمه الله - فتنبه ...
ومن ذلك : من يحرص على النوافل ، وصلاة التراويح خاصة ، ويخرج الصلاة المفروضة عن وقتها (!!) ..
بل هناك من يحرص على عبادة الصوم ..ولا يصلي أصلا (!!! ) ..
ومن يحرص على الصدقات في أيام رمضان ...ويضيع زكاة الفطر (!!) ..
وهكذا دواليك .. من صور ( الطغيان بالمظاهر والاغترار بها ) !!! ..
وقد بعث الحسن البصري - رحمه الله - قوما من أصحابه في قضاء حاجة لرجل ، وقال لهم : مروا على ثابت البناني فخذوه معكم ، فأتوا ثابتا فقال : أنا معتكف (!) ، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه ، فقال : قولوا له : يا أعمش أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة ، فرجعوا إلى ثابت ، فترك اعتكافه وذهب معهم ( جامع العلوم والحكم ص: 319 ) .
فتأمل - يا رعاك الله - في هذا الفقه المتين القائم على معرفة مراتب الأعمال ، ومراعاة الفرق بين الأهم والمهم ( ؟! ) ...، واحرص على ضبطه تأصيلا وتنزيلا ..، ففي عدم اعتباره مفاسد .. جملتها في الآتي :
أولا : سوء فهم الشريعة حيث تنزل الأمور غير منازلها ..
قال الإمام أبو عبيدة - رحمه الله - :"من شغل نفسه بغير المهم أضر بالمهم" الجامع للخطيب - رحمه الله - 2 / 227 .
ثانيا : مغالطة النفس والاغترار ، والنتيجة : ضياع الأجور ..
ففي الفتح 11/ 343 للحافظ - رحمه الله - :" قال بعض الأكابر : من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور " .
ثالثا : الاضطراب في الأعمال = الوقوع في الشرور والآفات ..
قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - :" ترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور " الإحياء 3/403.
فعليك - عبد الله - بفقه مراتب الأعمال حتى يحسن سيرك في الطريق ، ولا تتنكب سبيل التوفيق .

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-13-2016, 06:15 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (7) ..
ما أحوجنا ونحن في حالة من الإقبال على الله تعالى في شهر رمضان خاصة بالصلاة.. ، والدعاء.. ، وقراءة القرآن ..إلى " التلذذ بهذه القربات، وذوق طعمها "؟! ..لشهود مشهد ( الأنس بالله عند فعلها )! ..،

ففي الحديث الصحيح :" (ذاق) طعم الإيمان " ...، " وجد بهن (حلاوة) الإيمان " ..، ولذا " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية "!! ..= بالخروج عن مجرد مظهر الأشباح إلى سمو الأرواح ..

ف( الأنس بالله تعالى ) روح القرب منه جل وعلا ، و ( الأنس بالله تعالى ) حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن ، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام ..

قال أحد السلف :" مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها . قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته "

فمتى ستنهض هذه النفوس من تعلقها بالحش ، إلى تعلقها بالعرش ( ؟!!) ...( وما أبرئ نفسي ) ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول : ( إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه (!) ، فإن الرب تعالى شكور ، يعني : أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة وانشراح وقرة عين ، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول ) " المدارج 2/68 .

والسلامة من هذا ( الدخل ) و ( الدخن ) ب :

- التعلق بمعاني أسماء الله تعالى المورثة للأنس به سبحانه كالجميل ، والودود ، والبر ..
- واستحضار مراقبة الله تعالى ..
- ومعاينة آثار أسمائه وصفاته في ملكوته ..

وكل هذا يثمر (قوة القرب منه سبحانه )...، بالحرص على الطاعة بحقه .. ، والبعد عن المعصية بشرطه ..= الاستئناس والنجاة من الإفلاس ( ؟! ) ..

قيل للعابد الرباني وهيب بن الورد - رحمه الله - : هل يجد طعم العبادة من يعصيه ؟ قال : " لا ..ولا من يهم بالمعصية " !! ..

فإذا كنت قد أوحشتك الذنو * ب فدعها إذا شئت واستأنس

قال ابن الجوزي - رحمه الله - :" إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة لأن المخالفة توجب الوحشة ، والموافقة مبسطة المستأنسين ، فيا لذة عيش المستأنسين ، و يا خسارة المستوحشين " صيد الخاطر ص: 213.

والله المستعان ...
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-14-2016, 05:58 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية ( 8 ) ..
مما هو معلوم في الشريعة الغراء أن شهر رمضان شهر الصبر ، حيث إذا تمثله العبد في أثناء صيامه ، وكابد وروض حاله عليه فإنه بذلك يشهد مشهد : ( مجاهدة هوى النفس )؟! ..، وهو من المشاهد الأساس في موضوع " التزكية "!! ..

فاعلم - يا رعاك الله - أن في مخالفة النفس لهواها ( = الشهوات والشبهات ) : اعتزازها وقوتها ومنعتها من الشيطان وجنوده وعدم ذلها ، فقمع هوى النفس بمقمعة المتابعة ، وضربها بسياط الاقتداء ، وصرفها بزمام التقوى ، به تحصل العزة والمنعة = ( قوة الإيمان )!..

وموسم رمضان فرصة لهذه الرياضة التزكوية ، فاحرص ولا تكن من الغافلين الذين غرقوا في ( مستنقع التدسية ) ..، ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ..

وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها * ونيلها ما تشتهي ذل سرمدي

فلا يستطيع العبد - إذن - التسنم والصعود إلى محاب الله إلا بمجاوزة الجبل الوعر ( = النفس الأمارة بالسوء) ، وذلك بمجاهدة هوى النفس ..

قال تعالى :( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) ..

و ( لذا ) قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :" .. وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله تعالى "

وقيل للحسن البصري - رحمه الله - : يا أبا سعيد : أي الجهاد أفضل ؟ ، قال : "جهادك هواك " ..

إذا خالفت النفس هواها * صار داؤها دواها

فالبلاء - عبد الله - في هواك ، والشفاء كله في مخالفتك إياه ..، وقيمتك إذا ملكت هواك ، واتبعت رضا مولاك ..

والسبيل العملي لمجاهدة هوى النفس في الآتي :

- اعلم أنك لم تخلق لمتابعة الهوى..
- تفكر في العاقبة الوخيمة لذلك في هذه الدار ويوم القرار ..
- تذكر أن الأذى الذي يعقب لذة اتباع الهوى أعظم بكثير ..
- تلمح هذه العاقبة في غيرك وتفكر في ذلك ..
- تأمل فيما يجره عليك هواك فستجده عين العمى ..
- تفكر في فائدة مخالفة الهوى في الدنيا والآخرة ..
- عليك بالتضرع والدعاء ..

قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) ..

و" من حرص على المجاهدة حظي بالمعاونة " ..

والله المستعان ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-15-2016, 05:04 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


** رسائل رمضانية (9) ..


مما يستدعي ( فكرة القلب = يقظته وتحديقه نحو المطلوب)؟! في شهر رمضان خاصة ما جادت به قريحة الإمام ابن رجب - رحمه الله - حيث قال في سياق حديثه عنه :" ألا إن شهركم قد أخذ في النقص ، فزيدوا أنتم في العمل " لطائف المعارف ص: 262.


وهذا يستوجب منك - عبد الله - شهود مشهد ( التوفيق والمعونة = التبرؤ من الحول والقوة )!! ، فلا سبيل إلى امتثال أوامره تعالى والازدياد في ذلك إلا بمعونته ، ولا وصول إلى تحقيق مرضاته إلا بتوفيقه كما قال جل وعلا على لسان شعيب - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - : ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ..

والمعنى : " وما توفيقي إلا بالله ، أي : ما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير ، والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى لا ( بحولي ولا بقوتي )! " تيسير الكريم الرحمن ص: 387.


وصدق العز بن عبد السلام - رحمه الله - لما قال في قواعد الأحكام 1/18 :" والله لن يصلوا إلى شيء إلا بالله ، فكيف يوصل إلى الله بغير الله (؟!) " ..


و اعلم أن دعائم حصول التوفيق لك من الله سبحانه (= أن لا يكلك الله إلى نفسك ولا إلى أحد من خلقه )! مردها إلى أمرين :


- التوكل : بالاعتماد على الله بالقلب ، مع الأخذ بما هو مشروع ..
- والإنابة : بالتضرع والرجوع إليه تعالى ، والإقبال عليه والاستسلام له ..


وهما بدورهما لا يتحققان ، ولن يتحققا إلا بفضل ومعونة منه جل وعلا ، فتذكر ...ولا تتنكر ..


وضد التوفيق : ( الخذلان )! ، وحقيقته : " أن يخلي الله بينك وبين نفسك " !! ...، فالعبد متقلب بين توفيق الله وخذلانه ، فإن أطاعه فبمعونته له فضلا منه ومنة (!) .. ، وإن عصاه فبخذلانه له عدلا منه وحكمة (!) ..، ( وما ربك بظلام للعبيد ) ..

فإذا علم العبد حقيقة هذا ( المشهد ) شهد شدة حاجته إلى توفيق الله له في كل نفس ولحظة وفي كل طرفة عين ، فيسأل الله المعونة مسألة المضطر ، ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف ، ويلقي نفسه بين يديه طريحا ببابه ، مستسلما له ناكس الرأس خاضعا ذليلا، ولأجله كان من دعائه - عليه الصلاة والسلام - كما في الحديث الصحيح : " يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، ولا إلى أحد من خلقك " !! .


واحذر فإن باب التوفيق يغلق على الخلق كما قال شقيق بن إبراهيم البلخي - رحمه الله - من ستة أشياء :" ( اشتغالهم بالنعمة عن شكرها )!، و ( رغبتهم في العلم وتركهم العمل )! ، و ( المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة )! ، و ( الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم )! ، و ( إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها )! ، و ( إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها )! " الفوائد للإمام ابن القيم - رحمه الله - ص: 177 .


فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..



كتبه :

أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .

__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-16-2016, 07:27 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (10) ..


قال العلامة البشير الإبراهيمي - رحمه الله - : " يجب لليالي رمضان أن تكون حية عند المسلمين لا بما هم عليه من السهرات الوقحة ، واللهو الماجن ، والشهوات القاتلة ، فإن هذا النوع من الإحياء هو في حقيقته ( إماتة لحكمة الصوم )! ، و ( قتل لسره وخيره )! ، و ( محو لروحانيته وآثاره النافعة )! " الآثار 2/ 293.

هذا المرقوم المنتقى يشير به صاحبه إلى الغاية من صوم رمضان والمتمثلة في " تحقيق التقوى "!! ..، ( لعلكم تتقون ) ..أيها المسلمون ..

وعليه فشهر رمضان محطة لحمل النفس على التحلي بالفضائل ، وتدريبها على اجتناب الرذائل في حالتي السر والعلانية ..، ففي الحديث الصحيح : " اتق الله حيثما كنت " ؟! ، أي : في الخلوة والجلوة ، وحيث يراك الناس، وحيث لا يرونك ..( = حقيقة التقوى )!! ، ..مع التنبه أن صون النفس في حالة الخفاء هو ( أصل الأمر ورأسه )!! ..( = ميزان التقوى )!! ..

قال ابن الجوزي - رحمه الله - :" الحذر الحذر من الذنوب ، خصوصا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه " صيد الخاطر ص: 207 .

فصلاح سر العبد هو معيار إيمانه ، وأساس استقامته .. " وفي الجملة فتقوى الله في (السر)! هو علامة كمال الإيمان " جامع العلوم والحكم ص: 174.

ولذا حرص سلفنا الصالح - رحمهم الله - على صفاء حالة الخلوة أكثر من حالة الجلوة ، فها هو الإمام ابن سيرين - رحمه الله - كان : " يضحك بين الناس ، وإذا خلى بالليل فكأنه قتل أهل قرية "!..

فالله الله في الخلوات ..، واجعل - أيها العبد - شهر النفحات والبركات سبيلا إلى تنقية النفس من التعلق بالسيئات ...، حتى تحظى مع أهل التقى بالخصوصية من جملة البريات ..، فإن ( أكثر الناس في خلواتهم على غير حالتهم في جلواتهم )!! ...، ف " لا تكن وليا لله في العلانية عدوا له في السر "!! ..، فاللهم عفوك وغفرانك ..

فالواجب على العبد - إذن - ونحن في رياض شهر التزكية خاصة أن ينهض إلى إصلاح سره خصوصا ، وإصلاح شأنه عموما ، فمن أصلح حال سره أحسن الله له حال علانيته ..

قال سليمان التيمي - رحمه الله - :" من أحسن لله سريرته فاح عبير مسكه في علانيته " ..

ويستعان على ذلك ب :

- تعويد النفس على الخلوة الإيمانية ( الأثرية )! ..
- استحضار مراقبة الله ، والحياء منه ..
- الدعاء بصلاح الحال كله فإنه من أنفع الأدوية ..

فارزقنا اللهم الصدق معك في السر والعلانية ...

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.