أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
30149 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-29-2016, 11:46 AM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي مناظرة علمية حول(التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرن)بين شيخنا الحلبي ود.الفراج/ج1

مناظرة علمية حول (التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين) بين شيخنا المحدث علي بن الحلبي والدكتور محمد الفراج على الواتسآب.
بإدارة الشيخ راتب عباس الخطيب ــ حفظ الله الجميع ــ..
الجزء الأول
وفي ما يلي تفريغ (الحلقة الأولى) من هذه المحاورة العلمية جزى الله خيرا من قام على تفريغها .



💥[[ مقدمة مدير الحوار الشيخ راتب الخطيب ]]

👇

إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليمًا كثيرًا .

أما بعد :

نفتتح هذه الجلسة المباركة إن شاء الله مع الدكتور محمد الفراج ، دكتور الحديث الشريف في جامعة القصيم في المملكة العربية السعودية كممثل أو متبنٍ لمنهج ( وجود تباينٍ بين طريقة عمل المتقدمين في التعامل مع الحديث في تصحيحه وتضعيفه وتعليله ، وعمل المتأخرين ) ، فليتفضل مشكورًا .

نريد اليوم من كل طرف أن يعطينا تصورًا شموليًا في هذه المسألة وأبعادها وآثارها ، إننا نسعى أن لا يكون نقاش في الجزيئات قدر ما نستطيع ، إننا نريد أن نعرف آراء كل طرف بأكبر قدر من التأصيل ، أو نريد أن نعرف التصور التفصيلي ، هذا التصور التفصيلي لهذا الخلاف الذي ينعكس بعد ذلك على المسائل التي يجب أن نطرحها كمسائل تميز هذا المنهج عن المنهج الآخر ، هذه المسائل نرغب إن شاء الله أن نفرد في المستقبل إن شاء الله جلسات حوارية أخرى في كل مسألة مسألة حتى تتضح الصورة بكل أبعادها أمام المنشغلين بالحديث وعلومه .

[ ترحيب و تعريف بمنتدى أهل الحديث ]

نبتدئ هذه الجلسة الحوارية التمهيدية في موضوع شغل الساحة الحديثية منذ أكثر من عقدين من الزمان .

نبتدئ في بداية هذه الجلسة أولًا بالترحيب بكل ضيوفنا الكرام وكذا كل أعضاء هذا المنتدى المبارك ( منتدى أهل الحديث ) ، الذي يتميز بوجود جميع الاتجاهات المنشغلة بخدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي تجري فيه حوارات كثيرة تبلغ المشاركات اليومية بالمئات .

ومع ذلك فهي عادةً مشاركات علمية رصينة هادئة ، تشتد أحيانًا ويغلب طابع الهدوء وسعة الصد والسماحة على أغلب المناقشين ، حتى من عنده بعض الحماسة وقد يقع في الخطأ فإنه في غالب الأحوال يسارع في الاعتذار الغير المقصود ولذلك تآلف أعضاء هذا المنتدى الطيب بشكل سريع جدًا .

هذا المنتدى أيها الأخوة فيه الحرية ، وفيه السماحة ، وفيه العلاقة الأخوية بارزة بروزًا كبيرًا .

[ موضوع الجلسة ]

موضوع هذه الجلسة الحوارية التمهيدية يتلخص في سؤال واضح ، ( هل ثَمة فروق منهجية بين علماء الحديث المتقدمين وعلماء الحديث المتأخرين ، في عملية التصحيح والتضعيف والتقعيد ) ؟

ذهب فريق : إلى وجود هذه الفروق المنهجية بين عمل المتقدمين وعمل المتأخرين .

وذهب فريق آخر : إلى عدم وجود هذه الفروق وأن منهج النقد واحد عند المحدثين متقدمين ومتأخرين مع الإقرار بتميز المتقدمين وسعة حفظهم المذهلة وممارستهم للحديث ، ومعايشتهم للرواة .

[ ترجمة موجزة بالدكتور محمد الفراج ]

والدكتور محمد الفراج : هو الدكتور محمد بن عبد العزيز الفراج ، دكتور الحديث الشريف في جامعة القصيم في المملكة العربية السعودية في مدينة بريدة .

تخرج الدكتور محمد من كلية الشرعية من جامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم 1414 هـ .

حصل على الماجستير من جامعة الإمام بعنوان : ( الأحاديث التي ذكر أبو داود في سننه تعارض الرفع والوقف فيها ) .

وحصل على الدكتوراه في ( الأحاديث التي ذكر فيها العقيلي اختلافًا وحكم عليه في الضعفاء الكبير ) بإشراف الدكتور إبراهيم اللاحم .

يعمل الآن أستاذًا مشاركًا بجامعة القصيم ، له بحوث حديثية وفقهية منشورة على الشبكة العنكبوتية كموقع ( ملتقى أهل الحديث ) ، وموقع ( الإسلام اليوم ).

مشارك وعضو مؤسس للاستشارات الحديثية في تويتر ، له دروس ودورات في المساجد مبثوثة في المواقع على الشبكة العنكبوتية ، عضو في عدد من اللجان ومشرف على بعض الجمعيات الخيرية ، عضو دعوة في لجنة الحج في الحرمين الشريفين ، من شيوخه الشيخ محمد عبدالله دويش ومحمد العثيمين وعبدالله صالح الفوزان .
_________

[[ افتتاحية الدكتور محمد الفراج ]]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، الذي أرشدنا وبين لنا فضيلة القرون الأولى ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) ، وهذه الخيرية شاملة ما يتعلق بالعقائد ، والسلوك ، والفقه ، والفهم ، والنقد الحديثي ، وبعد :

فنشكر الأخوة المنضمين لهذا الحوار لبيان منهج الأئمة في الحكم على الأحاديث ، كما نشكر الشيخ أبا الحارث علي الحلبي - وفقنا الله وإياه لمعرفة الحق واتباعه - ، وأخلص لنا النية والعمل ، ووفق الأخوة للأدب ، والهدوء ، والانتفاع ، والعلم ، والعمل الصالح .

كما أحث الأخوة المستمعين - وفقهم الله - على حسن الإنصات والسكينة والأدب فهي مجالس علم لا مصارعة ولا تشجيع .

مما يجدر معرفته وجوب إحياء السنة والعودة لطريقة السلف الصالح في كل شيء في الاعتقاد ، والفقه ، والفهم ، والنقد الحديثي ، والرجوع في هذا كله للمعين الصافي سلف الأمة وصالحيها ، وأهل القرون المفضلة المباركة .

وإنك لتعجب أشد العجب ممن يقصر الدعوة لاتباع السلف في الاعتقاد فقط ! وينسى الرجوع لهم في النقد الحديثي ، فهو لا يقل أهمية عنه وأثره كبير لما ينتج عنه من تصحيح أحاديث تحمل أحكامًا كثيرة في العقائد وغيرها ،

فلا يخفى ما للمتقدمين أئمة الحديث أهل الشأن من فضل في نقل السنة وحفظها وضبطها ، وتحريها ، فقد صرحوا في أبواب كثيرة على أنه ( لا يصح في الباب منها شيء ) ، أو ( لا يعرف هذا الحديث إلا عن فلان ) ، أو ( فلان لم يرو إلا حديثًا أو حديثين ) ثم نجد الأمر كما قالوا ، لما حباهم الله من علم واسع ، وهمم عالية ، وضبط ، وسبر للمرويات .

ومما ينبعي أن يعلم أن المتقدمين أئمة الحديث أهل الشأن كما يرجع إليهم في نقد الرواة وبيان أحوالهم فكذلك في الحكم على الأحادي لنصحهم وعلو إسنادهم وسهولة ذلك عليهم ، بخلاف من أتى بعدهم ، وقد ظهر النقص تدريجيًا بعد القرون الثلاثة المفضلة ، وكثر التقهقر في شتى العلوم ، في العقائد ، والفقه ، ونقد الأحاديث ، وظهرت البدع والأهواء من تأويل وتفويض مما أثر على النقد الحديثي .

والمتأخرون وإن كانوا مجتهدين فهم معذورون ، ولكن لا يسع المسلم اتباعهم فيما أخطأوا فيه ، وقد أكد المتأخرون أنفسهم على أنه يجب الرجوع إلى المتقدمين واتباعهم في نقد الأحاديث كما هو في تقويم الرواة .

وهذا التفضيل ، تفضيل المتقدمين ووجوب اتباعهم في قواعدهم وأصولهم له أثر في اتباعهم فيما حكموا عليه من أحاديث ، وليس هذا الكلام نظري فكلٌ يُسلم بفضل المتقدمين وأئمة الحديث وسعة علمهم وضبطهم لأحاديث الراوي وللرواة .

ويكون اتباعهم في الحقيقة [ أو ] فضل المتقدمين واتباعهم ، قد يكون هذا ظاهر مسلم فيه ، ولكن يظهر عدم التسليم أو عدم تطبيق ذلك فيما اختلفوا فيه ، فلو أن المتقدمين ضعفوا حديثًا ثم بعض المتأخرين صححه كالنووي وابن حجر أو غيره . فمن المتبع في ذلك ، هنا هو المحك الذي يظهر فعلًا تطبيق ما سبق من تفضيل المتقدمين وسعة علمهم ، وليعلم أن للمتقدمين ( 1) لهم فضل كبير وليس تقليل من شأنهم فلهم فضل في نقل العلم وتحريره والشرح سيما محققيهم .

نسأل الله أن يوفقنا لاتباع سلف الأمة في الخير في اتباعهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
💥[[ افتتاحية الشيخ علي الحلبي ]]

👇

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، أشكر كل من كان له دور سواء أكان مباشر أو غير مباشر ، في هذا الحوار الأخوي الذي نرجو أن يكون له العاقبة المباركة لنا ولإخواننا جميعًا ، وأشكر إخواننا الذين يتابعوننا ، وأخشى أننا أرهقناهم في الانتظار ، لكن نطلب منهم ونرجوهم أن يدعوا لإخوانهم أن يلهمهم الله الرشد وأن يعيذهم من الزلل ، وأنا سأتكلم دقيقة دقيقتين ، وهكذا حتى أنهي فكرتي ، وحتى تكون متابعة وعدم إملال مني لإخواني .

أبدأ بكلمة قالها الإمام مسلم في كتابه التمييز وهي من الكتب الدقيقة في علم العلل ، يقول : " اعلم رحمك الله أن صناعة الحديث ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم إنما هي لأهل الحديث خاصة لأنهم الحفاظ لروايات الناس العارفين بها دون غيرهم إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة من عصر إلى عصر من لدن النبي صلى الله عليه وسلم الى عصرنا هذا " اهـ .

[ و ] يقول الإمام البيهقي في كتابه " دلائل النبوة " الجزء الأول : " ومما يجب معرفته في الباب، أن تعلم أن الله تعالى بعث رسوله، صلى الله عليه وسلّم، بالحق، وأنزل عليه كتابه الكريم، وضمن حفظه كما قال تعالى: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ )). ووضع رسوله، صلى الله عليه وسلّم من دينه وكتابه موضع الإبانة عنه، كما قال: (( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) . وترك نبيه في أمته حتى يبيّن لأمته ما بعث به، ثم قبضه الله تعالى إلى رحمته. وقد تركهم على الواضحة، فلا تنزل بالمسلمين نازلة إِلَّا وَفِي كِتَابِ اللهِ وسنة رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَانُهَا: نَصًّا أو دلالة .

قال : وجعل في أمته في كل عصر من الأعصار أئمة يقومون ببيان شريعته وحفظها على أمته وردّ البدعة عنها " اهـ .

هذان النصان من كلام الإمام مسلم والإمام البيهقي يدلان على قضية مهمة وهي قضية تسلسل العلم وجهود العلماء منذ العصر الأول إلى عصورهم رحمهم الله وبالتالي إلى عصورنا ، إلى يوم القيامة حتى لا ينقطع هذا الحق ولا ينقطع أهله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) ، وأيضًا هناك حديث آخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ( تسمعون، ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم ) ، وكذلك هناك حديث ثالث وقد ورد تصحيحه من أئمة العلم المتقدمين كالإمام أحمد وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين ).

وهذا الذي طالب به الدكتور محمد - حفظه الله - لا شك أننا نطالب به ، ونؤكد عليه تمامًا ، وقد طالب به الدكتور عواد بشار معروف في مقدمته على سنن الترمذي ، أنا بين الطبعة الثانية المطبوعة سنة 1998 م يقول فيها في الصفحة ( 38 ) : " مثلما نحن نؤمن بأننا سلفيون في عقيدتنا ، لا نرضى بغير الرسول صلَّى الله عليه وسلم قدوة وأسوة، وبغير أصحابه الكرام نموذجًا فإننا نرى أن ننتهج هذه السلفية الحبيبة في أسلوب تفكيرنا ومنهجنا العلمي الذي نسير عليه، فنتبع المنهج العلمي الأقوم الذي انتهجه الجهابذة من العلماء الفُهماء الأوائل ممن نذروا أنفسهم لهذا العلم، فأبدعوا فيه .. ( إلى أن قال ) .. لا سيما في الكتب التي صنفوها في العلل: كابن المديني، وأحمد، وابن أبي حاتم، والدارقطني، ونحوهم " .اهـ .

وهذا كله كما قلت نحن نؤكد عليه ، ونحرص عليه ، ونجعله ديدنا لنا في سائر أمورنا ، مع التنبيه إلى نقطة دقيقة لم يتنبه لها من جعلوا الأمر سيين بين قضية النهج النقدي وبين قضية العقيدة ، ذلكم أن باب العقيدة مع وجود مخالفات لم ينقطع علماء السنة وعلماء السلف من الدعوة إلى هذا المنهج والمدافعة عنه ، والحث عليه ، وألف الشيخ عبد السلام برجس في تاريخ العقيدة من تاريخها الأول إلى هذا العصر . وألف الشيخ المغراوي كذلك في تاريخ العقيدة وأنه لا يوجد قرن من القرون إلا وفيه دعاة للعقيدة السلفية .

لكن لو تأملنا لا نجد هذا الأمر نفسه في موضوع النقد الحديثي، فالنقد الحديثي على دعوى التفريق بين المنهجين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين الحقيقة نستطيع أن نقول : أنه يوجد فيه فجوتان كبيرتان ، وبالتعبير الحديثي الاصطلاحي يوجد فيه موضعان معضلان وكل موضوع من هذين الموضعين المعضلين ممكن أن يكون عدة قرون !

فلننظر مثلًا الآن ابتدأنا الأمر في الأئمة والعلماء كما ذكر الدكتور بشار : ابن المديني وأحمد وابن أبي حاتم وأبي حاتم وأبي زرعة ومسلم وهكذا وهؤلاء إلى أن جاء خاتمة هذا العصر الرواية أو عصر النقاد ، فقيل هو البيهقي ، وقيل : الدارقطني ، وقيل فلان وفلان من أهل العلم بحيث حتى القائلون بأن منهج النقاد المتقدمين يختلف عن المتأخرين يعني هم أنفسهم مختلفون في التحديد الزمني ، وإن زعموا - معذرة - في القضية المنهجية مما سيأتي نقده والنظر فيه .

فمثلًا : عندما نقول الدارقطني مثلا المتوفى سنة385 ، كذلك بعضهم يقول البيهقي متوفي سنة 458 ، يقفز التاريخ إلى ابن رجب وابن عبد الهادي ، ابن عبد الهادي متوفى سنة 744 ، ابن رجب متوفى سنة 795 ، ثم يقفز التاريخ إلى المعلمي 1966 .

وسمعنا اليوم في المناقشات التي جرت على المجموعة أنه لا يوجد في المتأخرين نقاد من نقاد الحديث إلا ابن عبد الهادي وابن رجب ! فلا أدري هل الدكتور محمد يوافق على هذا القول ؟

ثم المعلمي هل هو محسوب من النقاد أيضًا أم ليس محسوبًا من النقاد ؟ هذه الأسئلة مطروحة والبحث لا يزال جاريًا ، أقف هنا والبقية تأتي إن شاء الله .



[[ الدكتور محمد الفراج ]]

بسم الله الرحمن الرحيم ، تعدد مناهج المحدثين ، بدأ الضعف في الحقيقة في الصنعة الحديثية كغيرها من الفنون كالعقائد من القرن الرابع في الجملة ، فخالفوا أئمة الحديث المتقدمين في حكمهم على الأحاديث فصححوا ما أعلوه ، وقد نص المتأخرون أنفسهم على ذلك ، كما صرح بذلك ابن دقيق العيد في " الاقتراح " لما ذكر شروط الحديث ، وهي الخمسة : ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة .

قال : وذكر رحمه الله أن الشرطين الأخيرين : - نفي الشذوذ والعلة – في الحقيقة أنهمها أهملهما وتساهل فيهما الفقهاء ، وذكر العلائي في مسألة زيادة الثقة لما ذكر الخلاف فيها قال :" كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل و البخاري وأمثالهم يقتضي أن لا يحكم في هذه المسألة ـ يعني زيادة الثقة ـ بحكم كلي ، بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث حديث" . اهـ .

وقال الحافظ ابن حجر في صدد الزيادة نفسها :" والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كابن مهدي ويحي والبخاري .. ( وذكر أئمة ) .. اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها ، ولا يعرف عن أحد منهم قبول الزيادة " . اهـ .

فهنا نصوص تؤكد على أنه فيه تفريق بين مناهج العلماء أو المحدثين في تصحيح الأحاديث أو في الحكم على الأحاديث ، إعلالًا أو تصحيحًا ، هذا تصريح منهم بأنهم ليسوا على منهج واحد وأوضح من ذلك ما ذكره ابن حجر وبهذا التقرير؛ يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه ". اهـ .

فهو نص على أنه فيه متقدمون وفيه من خالفهم وأنه يجب اتباعهم في ذلك ، سمه اتباعًا أو تقليدًا ، ويجب التسليم لهم ، لأنهم فحصوا الرواة وسبروا المرويات ، وهم أوسع علمًا ، وأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأعلى إسنادًا ، فبهذا وجب المصير إلى قولهم ، وبهذا يتبين أنه فيه أكثر من منهج ، مناهج المتقدمين ومناهج المتأخرين ، أو قل الفقهاء والمتأخرين ، الفقهاء والمحدثين ، أو نضبطه بالمنهج فهو أضبط : ( من سار على هذه المعالم المعينة المعروفة فهو على المنهج الصحيح ومن خالفهم فقد جانب الصواب ) .

------------------------


[[ الشيخ علي الحلبي ]]

جزاك الله خيرًا يا دكتور محمد أنا أقول هنا شيء ، يعني أنت نقلت عن ابن دقيق العيد وعن ابن حجر وعن العلائي في فضل المتقدمين وأنهم كذا وأنهم كذا ، وهذا لا يجادل فيه أحد .

هل الأمانة العلمية عند هؤلاء العلماء الذين يعظمون المتقدمين ونحن مثلهم نعظمهم كذلك ، تقتضي أنهم يقرون لهم بالفضل ثم يخالفونهم في التطبيق ؟!

أم أنهم يقرون لهم بالفضل بالجملة ، وما أخطأوا فيه يناقشونهم به ، فإذا نظرنا في الأمر إلى هذه الجزئية حينئذ الأمر يسر .

وأنا عندي سؤال أرجو أن أجد عنه جوابًا مباشرًا من فضيلتكم :

رأينا في بعض المناقشات في هذه المجموعة الطيبة من الإخوة من يقول أن قول المتقدمين في الحديث تصحيحًا وتضعيفًا هو الدليل ولا يجوز مخالفته ، وأنا رأيت هنا من كلامك ما يشير إلى هذا المعنى . فهل أنت تعتبر أن قول المتقدمين في التصحيح والتضعيف إذا لم تجد لهم مخالفًا أنه يكون لا يأتيه الباطل أم أنه من الممكن أن يناقشوا وأن يرد عليهم وأن يتعقبوا ؟! هذه واحدة .

الأمر الثاني : هل تعتبر المخالف لك في ذلك ممن يقول بأنهم يناقشون ويرد عليهم هل هو تابع للمتأخرين أم أنه تابع للمتقدمين لكنه يجتهد في التطبيق والمعطيات ، وحفظك الله بانتظار جوابك وصوابك .



[[ الدكتور محمد الفراج ]]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

نشكر الشيخ على ما ألقاه أولًا ثم ما أبداه من استشكال حول علماء النقد وأئمة العلل ، وما أثاره من إشكالية قديمة وهي : ما دام أنهم على الحق وهذا لا يشك فيه أحد ، كلهم أئمة النقد والذين يحكمون على الأحاديث المتقدمين لا يشك بأنهم على الحق ، إن كانوا على الحق فلم انقطعت هذه الحلقة في بعض الفترات ، وأشار الشيخ إلى الدارقطني ( 385 ) ، بعده يقول الشيخ إلى ابن رجب ، ثم يقول الشيخ بعد ابن رجب ابن عبد الهادي وكذا إلى المعلمي !

أقول : الجواب على هذا من عدة وجوه يا شيخ أبا الحارث - وفقكم الله - :

أولًا : من يجزم بانقطاع أئمة العلم وأئمة النقد وأرباب العلل ، والنقاد البصيرين بهذا العلم والحكم على هذه الأحاديث ، هذا صعب الجزم بانقطاعه ، وليس التأليف أو عدم وجود كتب لهم أو عدم العثور على كتب لهم في تلك الفترة يهيئ لنا الجزم بعدم وجود أئمة على طريقة المتقدمين في الحكم على الأحاديث فلا يُجزم بذلك . فعدم العلم ليس علمًا بالعدم .

ومثله – يا حبيبنا - أئمة الاعتقاد حصل فترات وقرون لا يُعرف من هم أهل السنة والجماعة أو على العقيدة الصافية النابعة من طريقة السلف الصالح ، فهل يمكن أن نحكم بفشل أو بعدم أحقية هذا المنهج في الاعتقاد لوجود حلقات من القرون لا نذكر منها علماء مشهورين ، فقد يوجد علماء غير مشهورين ومغمورين ويقرئون الناس ويعلمونهم أو لم يصنفوا كتبًا ،

أمر آخر – حفظكم الله - يا شيخ : هذا في الحقيقة نقول : إنه وجود هذه الكتب المصنفة التي يتداولونها من قرن إلى قرن ومن جيل إلى جيل كافية في ذلك وقائمة بالحجة فالكتب الستة والصحيحان منتشرة من قوم إلى قوم ، ومن بلد إلى بلد ، وطريقتهم عرفناها ، طريقة أئمة النقد ، طريقة علل الإمام أحمد وكتبه ، علل ابن المديني ما بقي منها ، أيضًا ابن معين ، الدارقطني ، هذه هي متسلسلة عبر القرون ، إذن الحق باق ومستمر ، لكن عرفناه ، عثرنا عليه أو ما عرفناه ، وجدنا اسمه أو لا ، هذا شأن آخر وفقكم الله فلا يورد بمثل هذه وفقنا الله وإياكم لكل خير .



[[ الشيخ علي الحلبي ]]

السلام عليكم ورحمة الله ..

أولا : أنا مسرور جدًا بهذا التجاوب الجميل واللطيف من الدكتور الفراج ، مما يشوقني كثيرًا إلى أن أشد الرحال إلى القصيم التي زرتها فقط في عصر الشيخ ابن عثيمين مرة أو مرتين ؛ لألقى هذه الوجوه الطيبة وبنفسية مريحة ومرتاحة إن شاء الله .

الأمر الثاني : قولكم : من يجزم بانقطاع أئمة النقد وأنه صعب الجزم بانقطاعه ؟! حقيقة يا دكتور هذه حجة عليك وليست لك ، وهي حجة لنا ، نحن لا نقول : نجزم أو لا نجزم ، نحن نطالب بتسلسل هذا العلم وبالتالي ربطك النقطة الثانية بأنه كونه لا يوجد كتب أو مؤلفات ، أنا لا أطالب بكتب ومؤلفات ! أنا أطالب بالحد الأدنى أن تسمي لي عالمًا أو عالمين من كل عصر من هذه العصور حتى يظهر أن القضية ليست قضية فهم مغلوط وزع هذا الفهم عبر القرون بفجوات وإعضالات من هناك وهناك أو هنالك ، وأن هذا الفهم هو الفهم القريب للصواب الذي تسلسل مع العلماء ولم ينقطع قرون متعددة من الدارقطني إلى ابن رجب ، من ابن رجب إلى المعلمي ومن المعلمي إلى الشيوخ المعاصرين : التخيفي ، أو عبدالله السعد ، أو أحمد نور سيف ، أو المليباري – وفق الله الجميع – .

لذلك قضية الكتب أنا لم أشر إليها ، قضية مشهور أو غير مشهور أنا لم أشر إليها ، أما قضية تداول الكتب فهذه الكتب متداولة بين الأطراف كلها وبالتالي ما كان حجة لك فما تظن هو حجة لمخالفك – بارك الله فيك – .

بل أنا أقول : إن تداول هذه الكتب دون الإشارة إلى ما فهمتموه عبر الانقطاع والإعضال الزماني يدلل على أن الفهم حادث بعد أن لم يكن – وفقكم الله .

وأما– يعني عفوًا اسمح لي بهذا التعبير – أنه حتى في العقيدة وجدت قرون لا يُعرف فيها أحد من أهل السنة هذا كلام غير صحيح ، كلام باطل ويدل على بطلانه – وسامحني على كلمة باطل ! في العلل هذه سهلة يعني – [[ ابتسامة ]] كتاب الشيخ عبد السلام برجس وأنا أشرت إليه قبل قليل هذا فيه تسلسل علماء العقيدة السلفية عبر القرون ، كذلك كتاب الشيخ محمد عبد الرحمن المغراوي ( موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية ) يقول : أكثر من تسعة آلاف موقف لأكثر من ألف عالم على مدى خمسة عشر قرنًا.

إذن لم تنقطع العقيدة بخلاف قضية النقد والفجوات المعضلة هنا وهناك وهنالك كما هو ظاهر .



[[ الدكتور محمد الفراج ]]

السلام عليكم

أشكركم أبا الحارث على سعة صدرك وتفهمك لما ذكرت ، ما أثرتموه من الإشكالية أنه كيف يوجد انقطاع من أئمة النقد عبر بعض القرون أو كيف لم نعرف ولم نجد كتبا ، مصنفات لهم ؟

نقول الجواب عليه إضافة إلى ما تقدم من وجوه :

أولا: هل نشكك بصحة منهجهم في الحكم على الأحاديث والصنع الحديثية ، وإلا لِمَ هذه الإثارة - حفظكم الله - ؟! يعني كل هذا دفاع عن المتأخرين ومن خالف منهجهم ، ومشايخنا ومعاصرين يا شيخنا علي ((( إبتسامة ))) - وفقكم الله - .

الوجه الثاني : أنه أمرٌ لا ينكره أحد ومعروف ومشهور كيف وصل هذا العلم الشريف النقد الحديثي ، والصناعة الحديثية وعلم العلل إلى هؤلاء العلماء والمتأخرين من ابن حجر هل شكك في صحة ذلك بأن وجد قرون ربما أنها خلت تلك القرون وتلك العصور من قائم لله بالحجة في علم النقد الحديثي والصناعة الحديثية وعلم العلل ! ما هذا – وفقكم الله - !

ابن حجر يذكر أقوالهم ويعتمدها ، إنها كتب مدونة ، مسطورة ، معروفة ، فلم هذا الاشكال والإيراد ، إذن لنثير النقطة من أولها لم يكون (( ابتسامة )) السؤال من بعيد هل من شك في صحة منهجم وطريقتهم في الحكم على الأحاديث ، وفي النقد الحديثي والصنع الحديثية – وفقكم الله – أريد أن تجيبونا على هذا الذي فهمته ولربما كنت واهمًا من إيرادكم وفقكم الله يا شيخ والسامعين والمتابعين والمستمعين وأرانا وإياكم الحق حقًا ورزقنا اتباعه ، وأرانا الباطل باطلًأ ورزقنا اجتنابه .



[[ الشيخ علي الحلبي ]]

آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ ** حتى أبلغهم ألفين آمينا

اللهم أرنا الحق حقًا ورزقنا اتباعه ، وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه .

أولا : فضيلة الشيخ الفراج قال أكثر من مرة : إشكاليات واستشكاليات ، هي ليست إشكاليات ولا استشكالات ، هي مسائل علمية ، ظاهرة في ذهني ، قد أكون مخطئًا أو مصيبًا قضية أخرى ، كما أنت قد تكون مخطئًا أو مصيبًا قضية أخرى ، ومن أجل هذا كان الحوار .

أما هل نشكك في صحة منهجهم ؟ نقول: أعوذ بالله ، كيف نشكك في صحة منهجهم ونحن حلقة في سلسلة هم بدؤها !؟ ونحن نقول ننتسب إلى السلف ، لكننا لا نعتقد عصمتهم ، ونعتقد أنهم كما اختلفوا فيما بينهم ، وكما استدرك بعضهم على بعض ، قد يستدرك عليهم من أتى بعدهم إذا كان في طبقتهم .

وبالتالي هذا ليس دفاعًا عن المتأخرين وليس دافعًا عن مشايخنا ، هو دفاع عن منهج الحديث المتسلسل عبر القرون . كما أنك تقول كيف وصل علم العلل المتأخرين ، وهل شكك ابن حجر في ذلك ؟! هذا أنا أقوله .

طالما أنه وصلهم وصل ابن حجر ووصل الذهبي ووصل المزي والبرزالي وابن تيمية وهؤلاء الفحول ، ثم إننا نهدر جهود هؤلاء ونقول : هؤلاء لا قيمة لمخالفتهم للسابقين ، وهم الذين يعرفون فضلهم !

هذا ناقض ومنقوض يا فضيلة الشيخ ، لذلك القضية ليست قضية تشكيك ، بالعكس القضية قضية جمع هذا التفريق ليكون في بوتقة واحدة في جوهرة واحدة بدل أن نشتت الأمة ونفرقها ونزعم أنها في مناهج متباينة .

نحن نقول ، كما اختلف المتقدمون بحسب المعطيات اختلف المتأخرين بحسب المعطيات اختلف المتقدمون مع المتأخرين بحسب المعطيات ، أما أني أقول بالمتأخرين ، أنا ابتداءً لا أفرق ببين المتقدمين والمتأخرين وإنما أنا مع الحق ومع الدليل ومع الدليل والبرهان ، وبالتالي فقول فضيلة الشيخ محمد : أنهم ليسوا معصومين ، ما معنى أنهم ليسوا معصومين ولكننا لا نخطئهم !




[[ الدكتور محمد الفراج ]]

السلام عليكم ..

إذن نؤصل ما اختلف فيه الأئمة في الحكم على الأحاديث ، أو مسألة حكم الأئمة على أحاديث ، إن كانوا اتفقوا ، أو لنقل : لم نجد لهم مخالفًا ، فلا يسوغ لمن جاء بعدهم أن يخالفهم فهم كما – لا حاجة لإعادة ما حفظناه ووعيناه لكن لما نطبقه - بما أنهم أعلم وأوسع علماً وأعظم حفظًا وأقرب وأعلى إسنادًا ، ما فائدة ذلك إلا لاتباعهم فيما حكموا عليه ، اتفقوا أو لنقل : لم نجد لهم مخالفًا ، وليس معنى ذلك ادعاء أنهم لم نجد لهم مخالف لكن لا نعلم

إذن ننتظر إلى متى ؟ حتى يأتي المهدي المنتظر عجل الله فرجه ، بحث الباحث وبذل وسعه وجهده ولم يجد لهم مخالفًا لنقل كما قال أئمة الفقهاء وغيرهم ، وكما يحكيه كثيرًا ابن قدامة : لا نعلم لهم مخالفًا .

لنقل ليس إجماعًأ وليس اتفاقًأ ، حكموا على حديث ما بالضعف أعلوه ، هل يأتي من بعدهم ويصححه ؟ يأتي بأحاديث ضعاف ومناكير وأفراد ، وغرائب ، يأتي بالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ثم ينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم ! أهكذا الاحتياط للسنة يا شيخ أبا الحارث ؟!

أهكذا يليق ؟ ما يمكن – وفقنا الله وإياكم – أمر آخر : إذا اختلف الأئمة فيما بينهم ، فهنا ندرس الحديث وننظر المعالم و القرائن التي تحكم لهذا أو ذاك ، هذا متى ؟ إذا اختلفوا فيما بينهم ، أئمة النقد المتقدمون علماء الشأن المحدثون الأوائل
أما أن نأتي بحديث ضعفه أئمة متقدمون ثم من بعدهم متأخرون صححوه ، ونقوم بالمحاكمة بينهم ، ما هكذا ! نحاكم أولئك الأئمة الأثبات الحفاظ الذين سبروا الراوي ومروياته ، نقول : لا إنكم أخطأتم ووجدنا طريقًا ، أوجدنا حديثًا يشهد له بذلك ، فيصحح ؟ ما هكذا

فإذن وفقنا الله وإياكم ، نقول : ما لم نجد من المتقدمين ما وجد حكم للحديث للمتقدمين فلا نتجاوزه ، ولا ننتظر نقول : ربما إنه وجد لهم مخالف ، اصبروا نبحث ، كتب مفقودة ، ما هكذا يمكن ، أنت تبحث بقدر ما وصل إليه علمك ، والحكم ظني ، فإذا اختلفوا فيما بينهم فننظر إلى القرائن ولكم أن تجتهد فيما اختلفوا فيه ، هذا الفرق بين الأمرين ، وفقنا الله وإياكم .



[[ الشيخ علي الحلبي ]]

جزاك الله خير يا شيخ محمد ، وأرى أن الكلام صار يكرر بعضه بعضًا ، وكما قال بعض السلف : إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب " ، وأنا حريص أن لا نجعل للشيطان بيننا نصيبًا .

أنت تقول الباحث يبحث إلى متى ؟ حتى يأتي المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – وأن هذه قضية ظنية ! هذا يخالف الأصول التي أنتم تقولونها بأن القضية كذا والقضية كذا ، والتتبع والسبر ، والاستقراء .

بالأمس القريب أو أمس حتى ، واحد من الأخوة الذين في المجموعة الذي لهم مؤلفات في هذا الموضوع قال : حكمت على هذا الحديث بهذا الحكم ، وثم وجدت قول الإمام أحمد ، يعني وجد قول الإمام أحمد بعد أن لم يكن وجده ، إذن هذه صارت ألعوبة بحسب الفهارس ، بحسب الشاملة وأخطائها ، بحسب الكتب الموجودة تكون الأحكام ، فيكون حكمك غير حكم الثالث ، غير حكم الرابع .

لذلك أنا أسألك سؤالًا صريحًا مباشرًا: ما رأيك فيمن يقول : " أننا رددنا الشيء في الشيء على بعض من ساق – طبعًا من علماء الحديث المتقدمين – عللًا غير قادحة ، إما بإيراد أقوال العلماء الذين ردوا هذه العلة ، أو من عندنا نحن ، ومن ذلك تعقبات على كبار الأئمة من مثل يحيى بن معين وأبي داود وأبي حاتم " اهـ . هذه واحدة .

ولك أخرى : يقول : " وربما أشرنا إلى بعض الأحيان إلى ما يقع عند أحد علماء العلل ، من تناقض في الأقوال ، لعل مرده ، إلى تغير الآراء في الحكم على حديث ما " . اهـ . ثم ذكر مثالا كلام للدارقطني في " العلل " ، وكلامًا له في كتاب " التتبع " .

أيضًا ما رأيك فيمن يقول – بعد أن ذكر عدة أمثلة - : " هذه أمثلة يسيرة كانت غايتها التنبيه على أن ليس كل ما جاء في كتب العلل يتعين التسليم به ، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ .

أقول : يا دكتور يا حبيبنا ماذا تعتبر قائل هذا الكلام ، هل هو مفارق منهجيًا للمتقدمين أم أنه يوافقهم ، ولكن القضية اجتهادية بحسب المعطيات والإجراءات .




[[ الدكتور محمد الفراج ]]

السلام عليكم

أبا الحارث – وفقكم الله – ذكرت قلت : لو كان ما نقلوه حقًا عن الأئمة المتقدمين لو فهموا حقا لطبقوه وامتثلوا ولم يخالفوه لما قرأنا وسمعنا أنهم أقروا للمتقدمين بهذا الفهم ، وأنهم المرجع وعليهم المعول في نقد الأحاديث وأنهم يتبعون ، أو قل : يقلدون في ذلك ، هم صرحوا بذلك وأقروا به .

ثم بعد ذلك نشكك في ذلك نقول : إننا لم نفهم كلامهم : إذن ما هو كلامهم ؟ ماذا الذي فهمت من ذلك - وفقكم الله – كلام صريح ويؤيده الواقع أئمة النقد هم عليهم المعول وهم أعرف بالحال بحال الرواة كما أنهم ادرى بنقد الأحاديث والصناعة الحديثية ثم أيحتج بتركهم وعدم اتباعهم بالتطبيق بأن ما نقلوه خطأ أو باطل أو لم يفهموه ، ما هو الفهم الصحيح وبلسان عربي مبين ، ذكروا أنهم يقتدى بهم ويتأسى بهم في الحكم على الأحاديث وعليهم المرجع .

ومثل هذا لا يخفى كما ذكرنا أن الأولين ليسوا بمعصومين ، الآخرين كذلك لنطبق عليهم ذلك ليسوا معصومين أن يقعوا في الخلل ، ومثلك أيحتج بخطأ وتقصير من قصر من العلماء ! أنحتج ببنيات الطريق ، اعرف الحق تعرف أهله ، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء .

نقلوا لنا الحق وهو مدون في كتبهم فنبدأ نتعثر ونعرض عن الحق ، لأنهم هم أدرى لو كان حقًا لسلكوه ما أظن بهذا يحتج لإبطال الحق؛ لأن ابن حجر لو كان هذا هو الحق لاتبعه ، وكذلك النووي . إذن هذا هو معنى لو كان خيرًا لسبقونا إليه ما هكذا وفقنا الله وإياكم

نقول : هذا هو الحق والحمد لله من خلال دراسة كتبهم ومن خلال نقل من نقل عنهم ولا يقال إنه ليس كذلك وأننا نحن لم نفهم كلامهم ، وإلا لو كان كذلك لما خالفوه ، فهم المعول كما هم في الحكم على الرواة ، ما قالوا فيه ثقة قبلناه ولا نقول : لم ؟ مالدليل ؟ وما ضعفوه كذلك ، إن هم بأحوال سبروا الراوي أو عمن سبره كذلك في الحكم على الأحاديث ونقدها والله الموفق .




[[ الشيخ علي الحلبي ]]

يا شيخ الله يحفظك ، شيخ محمد جزاك الله خير عقدة الموضوع تتمثل في التالي :

طبعًا أنت لم تجب على قراءتي ثلاث نقول في موضوع الاستدراك على أئمة العلل وأنتظر الجواب ؟

لكن أنا أجيبك الآن على ما طرحت أخيرًا بانتظار الجواب ، وأنا حريص على ذلك ، وإذا نسيت فذكروني ، أقول : المشكلة في الفهم وليست في النقول ؛ النقول موجودة ومتوارثة لكن الفرق أنكم أنتم فهمتم من النقول عن المتأخرين أنهم خالفوا المتقدمين ثم تأتي وتقول فضيلة الشيخ حفظك الله – أن المتأخرين أقروا للمتقدمين الفضل ، ووو الخ ، هذا لا إشكال فيه ، ولا نتشكك فيه .

ولكن أنا أسأل : هؤلاء الذين عرفنا جزءًا من طريق المتقدمين من طريقهم ، هل وافقوا المتقدمين ، أم خالفوهم ؟

إذا وافقوهم فلماذا تدعون التفريق بين المنهجين ، وإذا خالفوهم كيف تخرجون من الخلاف ؟

ثم كيف تستدلون بالفضل الجملي عليهم ، وتنسون المخالفات لهم في قليل أو في كثير ، لذلك قولك لو كان حقًا لسلكه النووي والمزي وأن هذا ليس بصحيح ! بل هذا هو الصحيح ؛ لأنهم هم أعرف بالمتقدمين وفضلهم منا ، وأنتم تنقلون ذلك عنهم ثم تقولون هم يوافقونكم في الفضل في الجملة ويعرفوننا بذلك ، ثم في التفصيل يخالفونهم ويستدركون عليهم ويتعقبونهم !

أما قولك - حفظك الله - المتقدمون والمتأخرون كلهم يخطئون هذا الذي نقول ، قولك : اعرف الحق تعرف أهله هذا الذي نقول ، لا نربط الحق بمتقدم ولا بمتأخر ولا بالشيخ وزيدان وعلان وعمران بالدليل والبرهان ، بانتظار الجواب عن سؤالي الأخير في المشاركة السابقة يا دكتور محمد حبيبنا .

( انتهى التفريغ) ..في انتظار الجلسة الثانية بإذن الله .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-29-2016, 10:02 PM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

جزاكم الله خيرا ، وفي ميزان حسناتكم .
__________________
رقمي على الواتس أب
00962799096268
رأيي أعرضه ولا أفرضه ،
وقولي مُعْلم وليس بملزم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-29-2016, 10:03 PM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

سأنقل الرابط للمجموعات على الواتس .
__________________
رقمي على الواتس أب
00962799096268
رأيي أعرضه ولا أفرضه ،
وقولي مُعْلم وليس بملزم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-30-2016, 08:46 AM
الأثري العراقي الأثري العراقي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
افتراضي

جزاكم الله خيراً
سؤال : كيف يتم تفريغ المحاضرات والدروس ؟ .. هل كلمة كلمة ؟ ، أم ببرامج خاصة ؟!
الجواب على هذا السؤال يهمني جداً

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-01-2016, 01:34 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

جزاكم الله خيرا و لن نعدم فوائد من شيخنا ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-01-2016, 03:01 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثري العراقي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً
سؤال : كيف يتم تفريغ المحاضرات والدروس ؟ .. هل كلمة كلمة ؟ ، أم ببرامج خاصة ؟!
الجواب على هذا السؤال يهمني جداً


كلمة كلمة...
وحتى البرامج التي تحمل على الحاسوب للتفريغ تقوم بعملية تسهيل تفريغ كلمة كلمة فقط، حيث تكون المادة الصوتية و مكان التفريغ في صفحة واحدة.
ولا شيء آخر.
لكن هناك برامج للتفريغ حيث يقوم الحاسوب بكتابة الكلام المسموع لكن للأسف لا يوجد بالعربية.
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-01-2016, 03:15 AM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي لقد تعب الشيخ علي الحلبي ، نسأل الله أن يعينه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمد بدير مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا و لن نعدم فوائد من شيخنا ..
لقد تعب الشيخ علي الحلبي ، نسأل الله أن يعينه ؛ فهو من مواجهة إلى أخرى :

ولا بد له من تحطيم مجموعة من المعاصيم - إن صح الجمع هكذا- :

* معصوم في المنهج فرق أهل السنة وأفسد ...
* عصمة أخرى تدعى لما يسمى بالمتقدمين ...
* عصمة جهوية وجغرافية يحاول بعض أهلها احتكار الحق ...
* عصمة قطبية وقد خفتت الآن ...

وهذه كلها فتن نعوذ بالله من يقف وراءها وممن يسير في ركابها ، وكلها للأسف باسم العلم والحق ...

__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-01-2016, 04:18 PM
محب العباد والفوزان محب العباد والفوزان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 947
افتراضي

أبا الأشبال لو تنزل لنا المسموع
بوركتم..
__________________
قال بن القيم رحمه الله :
إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك.
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب
فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-02-2016, 01:53 AM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب العباد والفوزان مشاهدة المشاركة
أبا الأشبال لو تنزل لنا المسموع
بوركتم..
لا يوجد رابط صوتي= لأن المناقشة كانت عن طريق حوار في مجموعة "الواتس"
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-02-2016, 04:22 PM
عاصم عبد القادر عاصم عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 396
افتراضي

أقول: تابعت قبل عدة سنوات على قناة المجد للحديث النبوي دروسا في المصطلح ( وأظنها في شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير ) للشيخ ابراهيم اللاحم - حفظه الله - ( شيخ الدكتور الفراج ) ما اكثر ما ينتقد فيها منهج المتأخرين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.