أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
135321 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-15-2010, 08:06 AM
أسامة أسامة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: غزة - فلسطين
المشاركات: 365
افتراضي عاشوراء آلام وأحكام. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

عاشوراء آلام وأحكام
يوم عاشوراء يوم من أيام الله، وهو العاشر من شهر الله المحرم، فيه جرت وقائع وأحداث، منها ما كان في عهد موسى عليه السلام فيوم الزينة هو يوم عاشوراء على قول، قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس: (أنَّ يومَ الزينة الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة، هو يوم عاشوراء). انظر الطبري: (16/ 177)، الدر المنثور: (5/ 584 – 585)، تفسير ابن كثير (12/ 140).
وفي كنـز العمال (24255): (من صام يوم الزينة؛ أدرك ما فاته من صيام السنة) يعني يوم عاشوراء. (الديلمي عن ابن عمر)
وفي أيضا كنـز العمال (24590): عن كريب بن سعد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (إن الله لا يسألكم يوم القيامة إلا عن صيام رمضان، وصيام يوم الزينة) يعنى يوم عاشوراء. (ابن مردويه)

في [سنة إحدى وستين: فيها يوم عاشوراء؛ استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبطه؛ أبو عبد الله الحسين بن علي، بكربلاء، عن ست وخمسين سنة. وكان قد أَنِفَ من إمرة يزيد ولم يبايعْه. وجاءته كتبُ أهل الكوفة يحضونه على القدوم عليهم، فاغترَّ وسار في أهل بيته. والقصة فيها طول]. العبر في خبر من غبر للذهبي.
و[قال قتادة: قتل الحسين يوم الجمعة، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف شهر] البداية والنهاية (6/ 258)

وقد تنبَّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقتله رضي الله تعالى عنه وهو طفل صغير؛ فقد ثبت عن أم الفضل بنت الحارث؛ أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (يا رسول الله! إني رأيت حلما منكرا الليلة)، قال: "وما هو؟" قالت: (إنه شديد!) قال: "وما هو؟" قالت: (رأيت كأنَّ قطعة من جسدك قطعت، ووضعت في حجري)، فقال: "رأيت خيرا، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما، فيكون في حجرك"، (فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فدخلت يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع، قالت فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟!...) قال صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا". (يعني الحسين)، فقلت: (هذا؟!) فقال: "نعم! وأتاني بتربة من تربته حمراء". أخرجه الحاكم (3/ 176 - 177)، السلسلة الصحيحة (821).
وعن عائشة أو أم سلمة .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحدهما: "لقد دخل عليَّ البيتَ ملكٌ لم يدخل عليَّ قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا؛ حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها". ما عند أحمد (6/ 294) الصحيحة (822).
عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي؛ وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى (نينوى) وهو منطلق إلى صفين، فنادى عليٌّ: (اصبر أبا عبد الله! اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟) قال: "بل قام من عندي جبريل قبلُ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات" . قال: "فقال: هل لك إلى أن أُشِمَّك من تربته؟" قال: "قلت: نعم! فمد يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أن فاضتا". أخرجه أحمد (1/85 ، رقم 648) ، الصحيحة (1171).

وعن أنس قال: (استأذن ملك القطر ربه أن يزورَ النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي على الباب؛ إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: تحبه؟ قال: "نعم!" قال: أما إن أمَّتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: "نعم!" فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه، فأراه إياه فجاء سهلة، أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة، فجعلته في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء. أخرجه أحمد (3/ 242 و 265) وابن حبان (2241) وأبو نعيم في (الدلائل) (202).

وأخرج الطبراني عن عائشة: "يا عائشة! إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف ...". قال الهيثمي (9/ 188): [رواه الطبراني في (الكبير) و(الأوسط) وفي إسناد (الكبير) ابن لهيعة، وفي إسناد (الأوسط) من لم أعرفه].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما كنا نشك -وأهل البيت متوافرون- أن الحسين بن علي يقتل بـ(الطف)". أخرجه الحاكم (3/ 179).

وفي السلسلة الصحيحة عند الكلام على حديث (2729): "كان لا يخيل على من رآه"، ذكر الألباني رحمه الله تعالى رواية من طريق يحيى بن أبي بكير: أخبرنا علي -و يكنى أبا إسحاق- عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن عليٍّ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: ((إن رأيت البراء بن عازب؛ فأقرئه السلام، وأخبره أن قَتَلَةَ الحسين بنِ عليٍّ في النار، وإن كاد الله أن يسحقَ أهلَ الأرضِ منه بعذاب أليم)). قال: فأتيت البراء فأخبرته، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتصور بي". أخرجه في مسند الروياني (21/ 2) وهكذا أخرجه الدولابي في (الكنى) (1/ 101) في ترجمة علي أبي إسحاق.

إنهم يتسببون في قتله ويستدرجونه، ثم يسلمونه ولا يدافعون عنه، ثم يسألون عن دم البعوض أو البرغوث نجس أم لا، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؛ فَقَالَ: (مِمَّنْ أَنْتَ؟!) فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: (انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؛ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا"). صحيح البخاري.

وبهذه المناسبة إليكم بعضَ ما تيسر من الروايات الصحيحة عندنا معشر أهل السنة في فضائل بعض أهل البيت:
"ابْنايَ هذان الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ وأبُوهُما خَيْرٌ مِنْهُمَا". (ابن عساكر) عن علي وعن ابن عمر . (47) صحيح الجامع.

"أتاني جبريل فبشرني: أن الحسن والحسين: سيدا شباب أهل الجنة". (ابن سعد) عن حذيفة (63) صحيح الجامع.

"أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه عز وجل أن يسلم عليَّ ويبشرني؛ أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة". (أحمد ترمذي نسائي ابن حبان) عن حذيفة (1328) صحيح الجامع.

"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؛ إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة؛ إلا ما كان من مريم بنت عمران". (أحمد، الجماعة، ابن حبان، طبراني، حاكم) عن أبي سعيد. (3181) صحيح الجامع.

"حسين مني وأنا منه، أحبَّ اللهُ من أحب حسينا، الحسن والحسين سبطان من الأسباط". (بخاري في الأدب المفرد ترمذي ابن ماجه حاكم) عن يعلى بن مرة. (3146) حسنه في صحيح الجامع.
"الحسن مني، والحسين من عليّ". (أحمد، ابن عساكر) عن المقدام بن معدي كرب. (3179) حسنه في صحيح الجامع.

"هذان ابناى وابنا بنتي، اللهم! إني أحبهما، فأحبهما وأحب من يحبهما". (ترمذي، وابن حبان) عن أسامة بن زيد. (7003) حسنه في صحيح الجامع

عن أبي بَكْرَةَ قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ". بخاري

"أما أنت يا جعفر! فأشبهت خَلْقي وخُلُقي، وأما أنت يا عليّ! فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد! فأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإن الخالة والدة". (أحمد) عن علي (1347) صحيح الجامع

"أما أنت يا جعفر! فأشبه خَلْقُك خَلقي، وأشبهَ خُلُقي خُلُقَك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليّ! فخَتَني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومني وإليَّ، وأحبُّ القوم إليَّ". (أحمد طبراني حاكم) عن أسامة بن زيد. (1348) صحيح الجامع.

"إنّ الله قد جَعَلَ لِجَعْفرٍ جَناحَيْنِ مُضَرَّجَيْنِ بالدَّمِ يَطِيرُ بِهِما مَعَ المَلائِكَةِ". (الدار قطني في الأفراد حاكم) عن البراء. (1792) صحيح الجامع.

"دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها؛ فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير". (طبراني، ابن عدي حاكم) عن ابن عباس. (3363) صحيح الجامع

"حمزة بن عبد المطلب أخي من الرضاعة". (ابن سعد) عن ابن عباس وأم سلمة. (3157) صحيح الجامع.

"حمزة سيد الشهداء يوم القيامة". (الشيرازي في الألقاب) عن جابر. (3158) صحيح الجامع.

"رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلةَ بن الراهب". (طبراني) عن ابن عباس. (3463) حسنه في صحيح الجامع

"سيد الشهداء؛ حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله". (حاكم، الضياء) عن جابر. (3675) حسنه في صحيح الجامع

"لولا أن تجد صفية في نفسها؛ لتركته حتى تأكل العافية، حتى يحشر من بطونها". -يعني حمزة- (أحمد، أبو داود، ترمذي) عن أنس. (5324) حسنه في صحيح الجامع

"عمي وصنو؛ أبي العباسُ". (أبو بكر في الغيلانيات) عن عمر. (4104) صحيح الجامع

"العباس عمُّ رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه". (ترمذي) عن أبي هريرة. (4120) صحيح الجامع

"من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه". (ابن عساكر) عن ابن عباس. (5922) حسنه في صحيح الجامع

"لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا". (الباوردي) عن أنس، (ابن عساكر) عن جابر وابن عباس وابن أبي أوفى. (5272) صحيح الجامع
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآل بيته الطيبين، وجميع أصحابه الغر الميامين، ومن أحبهم ووالاهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

عاشوراء أحكام وصيام
روايات في يوم عاشوراء:
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ"). بخاري

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ (أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ، حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ"). بخاري.

وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: "إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلا يَأْكُلْ". بخاري.

وعَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: (أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: "مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ".) قَالَتْ: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ؛ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ). البخاري.

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ؛ تُرِكَ)، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَصُومُهُ إِلاَّ أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ. بخاري

وعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ، عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: (يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ! أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبْ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ"). بخاري.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"). فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ). بخاري.

وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ". بخاري.

وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَإِذَا أُنَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ"). فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ. بخاري.

وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؛ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا، وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"). مسلم.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ؛ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ). بخاري.

وعن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ؛ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.) مسلم

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن عشت إن شاء الله إلى قابل؛ صمت التاسع؛ مخافة أن يفوتني يوم عاشوراء". صحيح أبي داود (2113)، الصحيحة (350)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم عرفة؛ غفر له سنة أمامه، وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنة". رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، صحيح والترهيب(1013).

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتجاوز عن سيئها، وجعل الله هذا العام الجديد عام خير وبركة، وألفة ومحبة ووئام، ووحدة وتوحُّد بيننا لا انقسام، اللهم آمين!

من بدع عاشوراء
فتوى وجوابها:
[سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سئل شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، ابن تيمية الحراني -قدس الله روحه- عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال، والحناء والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك إلى الشارع:
فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح؟ أم لا؟
وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك؛ فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا؟
وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش، وغير ذلك من الندب والنياحة، وقراءة المصروع، وشق الجيوب هل لذلك أصل أم لا؟
فأجاب: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه سلم، ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين. لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا، لا عن النبي صلى الله عليه سلم، ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحًا ولا ضعيفًا، لا في كتب الصحيح، ولا في السنن ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة.
ولكن روَى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل: ما رووا (أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام). و(من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام). وأمثال ذلك.
ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء، ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء السفينة على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، وانجاء إبراهيم من النار، وفداء الذبيح بالكبش، ونحو ذلك.
ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه سلم: (أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء: وسع الله عليه سائر السنة).
ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب.
ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: (بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته).
وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل الكوفة، وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان:
طائفة رافضة: يظهرون موالاة أهل البيت، وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة، وإما جهال، وأصحاب هوى.
وطائفة ناصبة: تبغض عليًا وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى.
فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تظهر موالاته، وموالاة أهل بيته تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية؛ من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.
والذي أمر الله به ورسوله في المصيبة -إذا كانت جديدة- إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع، كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
وقال: "أنا بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة".
وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها؛ تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب".
وفي (المسند) عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل يصاب بمصيبة، فيذكر مصيبته، وإن قدمت، فيحدث لها استرجاعًا، إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها".
وهذا من كرامة الله للمؤمنين: فإن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد، فينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها، كما أمر الله ورسوله، ليُعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.
وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر، والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة؛ فكيف مع طول الزمان، فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال، والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وانشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء، والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب، والفتن في الدنيا.
ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذبًا وفتنًا، ومعاونة للكفار على أهل الإسلام؛ من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شرٌّ من الخوارج المارقين.
وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان".
وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأمته المؤمنين كما أعانوا المشركين من الترك، والتتار على ما فعلوه ببغداد، وغيرها بأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة ولد العباس، وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين، من القتل والسبي وخراب الديار، وشرُّ هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام؛ لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام.
فعارَض هؤلاء قومٌ إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح، والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال، والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعياد والأفراح.
وأولئك يتخذونه مأتمًا يقيمون فيه الأحزان والأتراح.
وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، وإن كان أولئك اسوأ قصدًا، وأعظم جهلاً، وأظهر ظلمًا، لكن الله أمر بالعدل والإحسان.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنه من يعش منكم بعدي؛ فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الامور فإن كل بدعة ضلالة".
ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئًا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة؛ وجد اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: "ما هذا؟"، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى من الغرق، فنحن نصومه، فقال: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه.
وكانت قريش أيضًا تعظمه في الجاهلية]. أهـ من (مجموع الفتاوى): (25/ 299)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتبه وألّف بين جُمَلِه وكلماتِه ونقلَه من مظانِّه:
العبدُ الفقير إلى عفو الحميد المجيد:
أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
من الزعفران بالمغازي في غزة المحروسة- فلسطين
عند غروب شمس الثلاثاء بعد نهار شديد البرد
ثامن المحرم 1432 هجرية
14/ 12/ 2010 رومية
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.