أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10236 103800

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-19-2014, 10:28 PM
هاني صالح هاني صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 155
افتراضي الحديث رقم 12 من الجزء الثاني من كتاب التعريف في الرد على ممدوح للشيخ عبدالله باحمران

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الحديث الثاني عشر من الجزء الثاني من كتاب ( تعريف أولي النُهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام - لم يُطبع بعد نسأل الله أن ييسِّر طباعته - لشيخنا الفاضل أبي عبود عبد الله بن عبود باحمران - حفظه الله ووفقه - .
قال شيخنا أبو عبود عبد الله بن عبود باحمران - حفظه الله ووفقه - :
(( الحديث الثاني عشر بعد المائة

وهــــو برقـــم (112) ، وهو عند ابن ماجه (رقم 598) من حديث عُتبة بن أبي حكيم ، حدَّثني طلحة بن نافـــع ، حدَّثني أبو أيـــوب الأنصاري ، أنَّ النبيَّ قال : (( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، وأداء الأمانة كفَّارة لما بينها )) قلت : وما أداء الأمانة ؟ قال : (( غسل الجنابة ، فإن تحت كل شعرة جنابة )) .
ذكره الشيخ ناصر الدين في ( ضعيف ابن ماجه ) (133) وقال : (( ضعيف )) أهـ .
وبيَّن سبب ضعفه في ( الضعيفة ) (8/272-273 ، رقم 3801) وهو : (( عُتبة بن أبي حكيم سيئ الحفظ ، ولم يسمع طلحة بن نافع من أبي أيوب )) .
قال ممدوح في (2/320) : (( الحديث حسن المتن والإسناد ، وصدر الحديث صحيح ، وقوله : " تحت كل شعرة جنابة " صحيح أيضاً .
أما عن إسناد الحديث ، فعتبة بن أبي حكيم حسن الحديث ، ... ، وأكثر النقــــاد على توثيقه ، فقد قــال عنه أبو حاتم الرازي : " صالح لا بأس به " ، )) أهـ .
لو سلِّم أن عُتبة بن أبي حكيم حسن الحديث ؛ فقد سبق أن جملة : (( وأداء الأمانة )) لم تُذكر في الأحاديث الصحيحة التي هي هنا صدر الحديث .
ثم كيف يكون قول أبي حاتم : (( صالح لا بأس به )) توثيقاً وهو كما سبق يردُّ تصريح طلحة بن نافع بالتحديث من أبي أيوب والراوي عنه عُتبة بن أبي حكيم ، ويجزم أنَّ طلحة لم يسمع من أبي أيوب شيئاً ؟ .
ولهذا يكــــــــــــون عُتبة بن أبي حكيم هو مثل إبراهيم بن عُقبة بن أبي عيَّاش المطــــــــرقي حين قال ابن أبي حـاتم في ( الجـــرح والتعــــــديــل ) (2/117) : (( وسألته عن إبراهيم بن عقبة فقال : صالح لا بأس به ، قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : يكتب حديثه )) أهـ .
ومثل حكيم بن الديلم في (3/204) ، و (( يكتب حديثه )) أي: اعتباراً كما سيأتي – إن شاء الله - .
ثم ذكر ممدوح بقيَّة الموثقين فقال في (2/320) : (( وذكره أبو زرعة الدمشقي في نفر من الثقات ، وقال مروان ابن محمد الطاطـــــري : (( ثقة من أهل الأردن )) ، وقال ابن عـــدي : (( أرجو أن لا بأس به )) ، وقال الطبراني : (( من ثقات المسلمين )) ، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي : (( ثقة )) ، وقال دحيم : (( لا أعلمه إلاَّ مستقيم الحديث )) ، وذكره كل من ابن حبان ، وابن شاهين في الثقات .
فهؤلاء تسعة من النقَّاد وثقوه ، واختلف فيه قول ابن معين . )) أهـ .
قول ابن عدي : (( أرجو أن لا بأس به )) رجاء الشيئ لا يلزم منه تحقُّقّه ، لذلك فهذه العبارة لا يلزم منها وجـــــــــود التعـــــديل بلفظ : (( لا بأس به )) . لذلك فالغالب أنَّ ابن عـــــدي يستعمل هذا اللفظ فيمن يُستشهــــــد به ولا يُحتج به ، فمثلاً : إبراهيم بن أبي الليث البغــدادي قال فيه في ( الكامــــــــل ) (1/269) : (( و أرجــــــــو أن لا بأس به )) أهـ . فقد وصفه ممدوح نفسه بأنــــه : (( ضعيف )) وبيَّن نــــــوع الضعف بــ (( كُذِّب أو اتهم )) فقــــــال في (1/157) : (( و روى أحمد في المسند عمن كذِّب أو اتهم كإبراهيم بن أبي الليث ... ، فتخريج أحمد للضعيف بأنواعه ... )) أهـ .
وأزْوَر بن غالب بن تيم البصري نقل فيه قول البخاري : (( منكر الحديث )) ، وقول النسائي : (( ضعيف )) ، ثم ذكر عدة روايــــــــات وقال في (1/418) : (( ولأزور بن غالب غير ما ذكرت من رواية يحيى بن سليم عنه أحاديث معدودة يسيرة غير محفوظة ، وأرجو أنه لا بأس به )) أهـ .
وبشَّار بن الحــــــــكم أبو بـــــــــــدر الضَّبِّبي صدَّر ترجمته بأنَّه منكــــــــــر الحديث عن ثابت البُناني وغيره ثم قال في (2/23) : (( و لبشار بن الحكم هنا غير ما ذكــــــــرت عن ثابت وغيره مما لا يرويه غيره ، وأحاديثه عن ثابت افرادات وأرجو أنه لا بأس به . )) أهـ .
وبكَّار بن عبد العزيز بن أبي بكــــــرة قال فيه في (2/43) : (( و أرجو أنه لا بأس به ، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم . )) أهـ .
وبيَّن معنى (( وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم )) بقوله في (3/61) : (( وهو في جملة من يكتب حديثه ، وليس هو متروك الحديث )) أهـ من ترجمة الخليل بن مرَّة .
وبُرَيَّة بن عمر بن سفينة قال فيه في (2/64) : (( ولم أجد للمتكلمين في الرجـال لأحدٍ منهم فيه كلامـاً ، لأني رأيت أحاديثه ، لا يتابعه عليها الثقات ، ولبرية غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير و أرجو أنه لا بأس به . )) أهـ .
والحسن بن قُتَيْبة المدائني قال فيه في (2/327) : (( وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث غرائبٌ حسان ، و أرجو أنه لا بأس به . )) أهـ .
وحال الحسن بن قُتَيْبة في الضعف معروف .
وعبد الحميد بن جعفر بن الحكم الأنصاي قال فيه في (5/319) : (( و أرجــــو أنه لا بأس به وهو ممن يكتب حديثه . )) أهـ .
وبهذا خرج من الموثّقين أبو حاتم الرازي وابن عدي .
وابن شاهين حينما ذكره في الثِّقات اعتماداً على ما وقف عليه من توثيق يحيى بن معين .
ويحيى بن معين اختلف فيه قوله كما قال ممدوح واكتفى بذلك هنا ، وفي (3/372) قال : (( وقال ابن معين : " ليس بذاك " ، وقال مرة " صالح الحديث " . و لا أرى تعارضاً بين قولـــــــي ابن معين ؛ فالجمع بينهما أن يقال : ليس بذاك الثقة الذي يصحح حديثه أو يكـــــــون في أعلـــــــى درجــــــــــــات الصحة ، فلا يمنع من كونه صالح الحديث ، أو جيد الحديث أو نحوهما . )) أهـ .
وكذا أقوال ابن معين المختلفة في عُتْبة بن أبي حكيم هي من باب تغيُّر الاجتهاد وبيانه مجملاً :
1) وقف على حال عُتْبة و على بعض أحاديثه فوَازَنَ بينها وبين رواية الثقات فوجده موافقاً لهم فقال : (( ثقة )) ونقله عنه الدوري وغيره .
2) ثم وقف على أحاديث أخرى له بها حَكَمَ عليه فقال : (( ضعيف )) فسمعه منه أبوبكر بن أبي خيثمة .
3) ثم جزم وقطع بضعف عُتْبة وبيَّن نوع ضعفه فقال : (( والله الذي لا إله إلاّ هو إنه لمنكر الحديث )) وسمعه منه أبو داود السجستاني .
والقول الأخير هو قول فيه جرحٌ مُفَسَّر فيكون قطعاً وقف على ما تحمَّله عُتْبة من النكارة وحده خاصّة وقد صدَّر قوله بالقَسَم القــــــــوي : (( والله الذي لا إله إلاّ هو إنه لمنكر الحديث )) . لذلك فهو القول الأخير بقرينة القَسَم ونوع الجرح .
فيكون من هذا البيان لابن معين في عُتْبة قولان ؛ التوثيق والتضعيف ثم القول الذي جزم به في نوعية التضعيف .
ولهذا – وغيره - قال الحافظ في ترجمة عُتْبة من ( التقريب ) : (( صدوق يخطئ كثيراً )) فهو جرح مُفَسِّر .
قال ممدوح في (2/320-321) : (( أما من جرحه فجرحُه خفيف غير مفسر ، كقـــــــــول النسائي : " ليس بالقوي " ، ومرة قال :" ضعيف " ، وقول الدارقطني : " ليس بالقوي " وقل محمد بن عوف الطائي : " ليس بالقوي ".
فهذا الجرح لا يمكن أن نقبله لأنه غير مفسر ، فيتساقط أمام توثيق تسعة من الحفاظ . )) أهـ .
أخرجتُ من التسعة : أبا حاتم الـــرازي وابنَ عـــدي وابنَ شـــاهين – لأن ابن شاهين اعتمد على توثيق ابن معين وقول ابن معين الأخير هو منكر الحديث - .
ممدوح يقول هذا وقد وقف على قول الحافظ في عُتْبة : (( صدوق يخطئ كثيراً )) وهو جرحٌ ثقيلُ مُفَسَّر ، فَمِنْ أين أتى الحافظ بهذا الجرح الثقيل المفسَّر إذا كان الأمر كما يقول ممدوح ؟ .
لذلك دمَّر أقـــــــوال ابن معين في عُتْبة تدميراً فقال : (( واختلفَ فيه قول ابن معين )) . وأخرجها من دائرة البحث ، لِمَ ؟ .
ممدوح اعتنى بعدد الموثِّقين وأَهْمَلَ عدد المجرِّحين ؛ لِمَ ؟ وإليك عددهم :
1) الإمام أحمد . 2) يحيى بن معين . 3) علي بن المديني – وهذا ليس في التهذيبَيْن ؛ فلم يذكره ممدوح - .
4) الجوزجاني . 5) أبو حاتم . 6) محمد بن عوف الطائي . 7) النسائي . 8) ابن عدي . 9) الدارقطني .
10) البيهقي .
فقــــــد جمعت قائمة المجرِّحين المتشدِّدين والمعتدلين بما يــــــدلُّ على ثبــــوت الجرح ثبوتاً لا شكَّ فيه ، بخلاف قائمة الموثِّقين الستة وليس التسعة .
وبهذا لا يمكن قبول هذا التوثيق لأنه عارض جرحاً مُفَسَّراً ، وزيادة جرح تسعة من النقاد .
قال ممدوح في (2/321) : (( على أن قولهم : ليس بالقوي ، لا يخرج حديث الثقة عن حد الاحتجاج به )) أهـ.
ممدوح قال : (( ليس بالقوي )) ثم قال : (( حديث الثقة )) ؛ ما معنى هذا ؟ فهل مَنْ قيل فيه : (( ليس بالقوي )) هو نفسه : (( حديث الثقة )) ؟ .
ثمَّ كيف يكون مَنْ جُرِح بــ (( ليس بالقوي )) لا يخرج حديثه عن حدِّ الاحتجاج به ؟ .
وممدوح نفسه جعــــل مَنْ جُرِح بـ (( ليس بالقـــــــــوي ))في مرتبة مَنْ يُخَرَّج حديثه ويُكتب ويُنظر فيه للاعتبار وإذا رُوِى من غير وجه ارتقى إلى مرتبة الحسن لغيره كما صرَّح بذلك في (1/312-313) .
وأكَّد هذا وجعله : (( عند الحفاظ )) في ( التعقيب اللطيف ) (ص37-38) .
قال ممدوح في (2/321) : (( وقال الذهبي في الموقظة (ص82) : " وقد قيل في جماعـــات ليس بالقوي واحتج به ، وهذا النسائي قد قال في عدة : ليس بالقوي ، ويخرج لهم في كتابه ، فإن قولنا : " ليس بالـــــــقوي " ليس بجرح مفسر " انتهى كلام الذهبي ، فتدبر ، وافهم . )) أهـ .
قبل أن تطلب من غيرك الفهم فعليك الفهم أولاً كيف يكون قولنا : (( ليس بالقوي )) لفظاً شائعاً عند الحفاظ ينطبق على الراوي الذي يُعْتَبَر به كما صرَّحتَ بذلك في (1/312-313) وفي ( التعقيب اللطيف ) (ص37-38) ثم يصير يُحْتَجُّ به على ما تريد في ذهنك ؟ .
لذلك نقل ممدوح عن الذهبي : (( ليس بجرح مفسر )) . وإذا رجع الباحث إلى ( الموقظة ) لَوَجَدَ القول هو : (( ليس بجرح مفسد )) فأبدل ممدوحٌ الدالَ راءً ، ولفظ : (( مفسد )) به يتبيَّن معنى : (( واحتج به )) .
1) أي احتج به استشهاداً ، وقد فسَّر النسائي نفسه لِمَ يقول : (( ليس بالقوي )) في ترجمتين من كتابه الضعفاء :
أ) روَّاد بن الجرَّاح أبو عاصم ، قال فيه : (( ليس بالقوي ، روى غير حديثٍ مُنْكر ، وكان قد اختلط )) أهـ .
ب) زَمْعة بن صالح ، قال فيه : (( ليس بالقوي ، كثير الغلط عن الزهري . )) أهـ . ويكفي في ذلك أنه ذكر جماعة في ( الضعفاء والمتروكين ) له قال فيهم : (( ليس بالقوي )) ، فمن أخرج له النسائي في سننه وقال فيه : (( ليس بالقوي )) ولم يعل حديثه صراحة ولا إشارة ؛ فلأن حديثه هذا لا نكارة فيه ولم يغلط فيه ، وهذا بخــــلاف عُتْبة هنا الذي ينطبق عليه هنا قـــــــــول النسائي المتقدم في روَّاد : (( روى غير حديث منكر )) .
قال ممدوح في (2/321) : (( فإذا وقفت على قول الجَوْزَجاني : " غير محمود في الحديث " فلا تشغل نفسك به ، فالجوزجاني نفسه مجروح بالنصِّ لأنه ناصبي ، بالإضافة إلى أنه جرح غير مفسر . )) أهـ .
قول ممدوح : (( فلا تشغل ...... لأنه ناصبي )) أتركها إلى يوم الدِّين يوم يأخذ الجوزجاني فيه حقّه – إن شاء الله – من ممدوح .
وكيف (( فلا تشغل نفسك به )) والجوزجاني ذكره الذهبي فيمن اعتمد وقَبِل الناس قولهم في الجرح والتعديل ؟ .
أمَّا : (( فالجوزجاني نفسه مجروح بالنص لأنه ناصبي )) ؛ فالجوزجاني جرح عُتْبة لروايته وليس لمعتقده فقد قال - ونقله ممدوح نفسه - : (( غير محمود في الحديث )) أهـ ، فهذا جرحٌ في الرواية وليس في المعتقد .
ثم كيف يلتقي جرح ممدوح الجوزجانيَّ بالنصب – ولم يصح هذا – وهو الذي قال في (2/176) : (( فالرمي بالابتداع وكون الراوي مدلساً أو تغير ليس من الجرح في شيئ )) أهـ .
فالرمي بالابتداع ليس من الجرح في شيئ وهنا من الجرح ، ماذا نسمِّي هذا ؟ .
ثم كيف لا يكون جرح الجوزجاني لحديث عُتْبة (( جـرحاً غير مفسَّر )) ؟ وهو الذي بيَّن مراده بقولــــــــــــــه : (( غير محمود في الحديث )) حين قال : (( يروي عن أبي سفيان طلحة بن نافع ، حديثاً يجمع فيه جماعة من أصحاب النبي ، لم نجد فيها عند الأعمش ولا عند غيره مجموعة )) ؟ .
ثم هل رمى أحدٌ عُتْبة بالتشيُّع أو الرفض حتى يهجم ممدوح على تجريح الجوزجاني هذا الهجوم ويردَّه ؟ .
قال ممدوح في (2/321) : (( وإذا رأيت قول ابن حبان : " يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه )) فاعلم أنه هنا لا يروي عن بقية ، وتقدم أن ابن حبان ذكر عُتْبة بن أبي حكيم في الثقات )) أهـ .
ما أدري ما معنى : (( وتقدم أن ابن حبان ... )) فقول ابن حبان (( يعتبر حديثه ... )) هو في (( الثقات )) ؟ .
ثم إن كانت هذه الأحاديث من رواية بقيّة وبعضها يتحمّلها عُتْبة فهذا يقوِّي قول المجرّحين وفيهم من هو أعلى وأعلم منه .
ثم إن ابن حبان أخرج لعتبة في صحيحه من غير رواية بقية عنه وفيها ما يتحمّله عُتْبة من نكارة كما في الحديث رقم (385) فقد خالف ما هو معروف في تفسير الآية ، وبرقم (4604) وقد خالـــف في متنه وقد يتحمَّله شيخه ، وبرقــــــــم (5577) وفيه زيادة في سعة الإناء يتحمَّلها عُتْبة أو شيخه ، وقد توبع بقية في هذه الزيادة عن عُتْبة ؛ فبرئ منها بقية .
قال ممدوح في (2/321-322) : (( وإذا أمعنت النظر فيما نقل بعضهم عن أحمد : (( كان يوهنه قليلاً )) فاعلم إنه أيضاً جــــــرح غير مفسر ، وهو توهين قليل غير منضبط لا يمنع إن أعملناه من تحسين حديث الرجـــل ، ولم يعبأ أبو حاتم الرازي بهذا الجــــــرح ولم يعمله في الرجل ، فنقله عن أحمد وخالفه ، ... والتوثيق الذي فيه إعــــراض عن الجرح يكون من أقوى التوثيقات ؛ لا سيما من أبي حاتم الجرَّاح المشهور . )) أهـ .
قد سبق بيان أن أبا حاتم الرازي وافق الإمامَيْن أحمد وابن معين حين ردَّ تصريح طلحة بن نافع بالتحديث . وبهذا العمل نفسِّر قوله : (( صالح لا بأس به )) وسيأتي – إن شاء الله - بيانه .
ثم و إن كان قول الإمام أحمد هذا غير مُفَسَّر فلا يُعـــــــــــــارَض به توثيق الطبراني والفَسَوي و دُحَيم ، وإنَّما إذا وُجد التوثيق من مثل ابن معين وابن المديني والبخاري ، وابن معين وابن المديني يُضعِّفان عُتْبة .
والذي لم يعبأ بصنيع ممدوح هذا حقًا هو الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي حين قال : (( عُتْبة بن أبي حكيم صدوق يخطئ كثيراً )) وهذا هو الجرح المُفسَّر .
وممدوح هو القائل في (2/42) : (( فلله درُّ الحافظ ابن حجر الذي فاق في معرفته وتذوقه للفن عــــــدداً من أكابر الحفاظ المتقدمين )) أهـ .
فهل كيداً في الشيخ ناصر الدين أسْقَطَ ممدوحٌ قولَ الحافظ الذي فيه الجرح المفسَّر والذي أخذه من مجموع أقوال الموثِّقين والمضعِّفين التي ذكرها في ترجمة عُتْبة في ( تهذيب التهذيب ) ؟ .
قال ممدوح في (2/324) : (( " وصالح لا بأس به " مرادف للصدوق عند أبي حاتم ، وصدوق عنده بمعنى ومرتبة ثقة عند غيره نظراً لتشدده )) أهـ .
ممدوح يخلط بين اللفظ عندما يُذْكر مفرداً وعندما يُقْرن بلفظ آخر ، فابن أبي حاتم ذكر لفظ : (( صدوق )) مفرداً ، ولفظ : (( لا بأس به )) مفرداً في مرتبة واحدة ثم بعد مرتبةٍ ذَكَرَ لفظ : (( صالح الحديث )) مفرداً .
فأين أن لفظ : (( صالح )) مقروناً بلفظ (( لا بأس به )) مرادف للصدوق عند أبي حاتم ؟ وعمل أبي حاتم نفسه يرده ؟ ، وهنا تقدم عملان :
الأول : في رواية عُتْبة هذه ردّ تصريح طلحة بالتحديث عن أيوب كما تقدم .
الآخر : تقدم في سؤال ابنه له عن قوله : (( صالح لا بأس )) ، (( يحتج به )) ، فقال : (( يكتب حديثه )) .
فعبارة : (( صالح لا بأس به )) تنـــــزل بعُتْبة من مــــرتبة (( لا بأس به )) إلى مرتبة (( صالح )) ، وتكون عبارة : (( لا بأس به )) في ديانته وعدالته ؛ وذلك لكـــل ما تقدم ، وإلاّ قد يصلح أن يكون في مرتبة : (( لا بأس به )) ؛ لأن قول : (( صالح )) مفـــــــردٌ يــــدلُّ على العدالــــــة والديانة ، ولكن لصنيع أبي حاتم نفسه في عدم قبوله تصريح طلحة التحديث بسبب عُتْبة نفسه لا يصلح هذا ، وزاد عدم صلاحية ذلك بيان أبي حاتم في عبارته : (( صالح لا بأس به )) أن مـــــراده غير ما أراد ممدوح حين قــــــــال : (( يكتب حديثه )) كما تقــــدم . وقـــــــــت أحاديثهول أبي حاتم : (( يكتب حديثه )) في استقـــــــراء الذهبي التام أنه لا يحتج به كما في ( سير أعلام النبلاء ) (6/360) وغيره ، أي : يكتب حديثه للاعتبــــــــار ، وهذا يلتقي تماماً مع أنَّ قول : (( صالح الحديث )) أي : (( يكتب حديثه للاعتبــــــار )) كما في ( الجــــــرح والتعــديل ) لابن أبي حاتم (1/37) .
وفي ترجمة حكيم بن الديلـــــم ما هو شبيه بالتصريــــــــح بهـــذا حين قال : (( لا بأس به ، هو صالح يكتب حديثه ولا يحتج به )) أهـ
وهناك تراجم نحو هذا في ( الجرح والتعديل ) فمثلاً : أحمد بن هاشم الرملي ؛ قال فيه أبو حاتم : (( صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به )) أهـ ، فـ ( صدوق ) هنا لفظ ليس مفرداً قُرِنَ به قول : (( يكتب حديثه )) المبيَّن بقـــــــــول : (( ولا يحتج به )) ؛ فدلَّ أن المراد بــ ( صدوق ) هنا هو العدالة و الديانة فقط .
ويثبِّت كـــــلَّ ما تقــــــدّم قــــــولُ أبي حاتم في مؤمل بن إسماعيل : (( صدوق ، شديد في السنة كثير الخطأ يكتب حديثه )) أهـ ، فلفظ (( صدوق )) نَزَلَ لِقَرْنِهِ بقول : (( كثير الخطأ )) إلى : (( يكتب حديثه )) أي : اعتباراً .
وقوله في ترجمة سَلْم بن قتيبة أبي قتيبة الشعيري : (( ليس به بأس ، كثير الوهم ، يكتب حديثه )) أهـ .
فقول : (( ليس به بأس )) نَزَلَ لِقَرْنِهِ بقول : (( كثير الوهم )) إلى : (( يكتب حديثه )) أي : اعتباراً .
وفي ترجمة عُتْبة لفظ : (( لا بأس به )) نَزَلَ لِقَرْنِهِ بقول : (( صالح )) إلى : (( يكتب حديثه )) أي : اعتباراً .
مع ملاحظة أنه هنا اقتصر على لفظ : (( صالح )) فقط ، وهو يستعمل لفظ : (( صالح )) فقط بدون أن يقرنه بقول آخر ، وكذا يستعمل لفظ : (( صالح الحديث )) بدون أن يقرنه بقول آخر ، ويستعمل لفظ : (( صالح )) فقط مقروناً بقول آخر ، وكذا لفظ : (( صالح الحديث )) مقروناً بقول آخر .
ولفظ : (( صالح )) فقط دون لفظ : (( الحديث )) يستعمله مفرداً فيما هو أنزل من قول : (( صالح الحديث )) ؛ ففي ترجمة حنش بن المعتمر (3/291) قال ابن أبي حاتم :((سمعت أبي يقول : حنش بن المعتمر هو عندي صالح . قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : ليس أراهم يحتجون بحديثه )) أهـ .
وفي ترجمة ذكوان أبي صالح السَّمَّان (3/451) قال : ((صالح الحديث يحتج بحديثه )) أهـ .
وأبو حاتم نفسه لا يساوي بين قــــــول : (( لا بأس به )) وقــــــــول : (( صالــــــــح الحديث )) ، ففي ترجمــــة هُشيم ابن أبي ساسان من ( الجرح والتعديل ) (9/116) قال ابن أبي حاتم : (( سألت أبي عنه فقــــال : (( صالح الحديث ، قلت : لا بأس به ؟ قال : لا أقول هذا ولكن هو صالح الحديث . )) أهـ . فكيف بعد ذلك يكون:((صالح لا بأس به)) مرادف للصدوق عند أبي حاتم ؟ .
وتشدّد أبي حاتم غير واقع في ترجمة عُتْبة هذا ؛ لموافقة أئمة نقاد حفاظ له .
قال ممدوح في (2/324) : (( وصححه له ابن الجارود (40) ، وابن خزيمة (1093) ، وابن حبان (385 ، 4604 ، 5577) ، والحاكم (1/ 155، 4/ 322) ، وحسَّن له الترمذي (3060) . )) أهـ .
ابن الجارود : إمَّا أنه لم يقف على الجرح المفسر في عُتْبة ، وإمَّا أنه أخرج له للشواهد في هذا الحديث ، والأقرب الأول لأنَّ في رواية عتبة هذه تصريح طلحة بن نافع بالتحديث من أبي أيوب و غيره ، والجرح المفسّر مقدَّم ، ورواية عُتبة هذه مما أنكرها الجوزجاني عليه كما تقدم ، وهذه الرواية قد تدخــــل في (( النادر )) الذي عناه الذهبي في ( سيــــــر أعــــلام النبلاء ) (14/239) ؛ لذلك عندما أخرجها الدارقطني في سننه (1/42-43 ، رقــــــم 171) قــــال : (( عتبة بن أبي حكيم ليس بقوي )) أهـ ؛ فذَكَــــــرَه الحافـــــــظ الغسَّاني في كتابـــــــه ( تخريج الأحاديث الضعـــــاف من سنن الدارقطني ) (195) .
وقال البوصيري في ( زوائد ابن ماجـــــــــه ) (1/103 ، رقـــــــــــــم 146) : (( هذا إسناد ضعيف عتبة بن أبي حكيم ضعيف ، وطلحة لم يدرك أبا أيوب ، رواه ابن الجــــارود في المنتقى من طريق عتبة بن أبي حكيم بإسناده ومتنه ، ورواه الحاكم ... )) أهـ .
ابن خزيمة : أغلب ما أخرجه له ؛ له شواهد ، وإلاَّ قد تقدّم أن الجرح في عتبة مفسّر .
ابن حبان : قد تقدم الكلام مجملاً على ما أخرجه له وأنها تقوِّي مَنْ جَرَحَه الجرح المفسَّر .
الحاكم : عند ممدوح نفسه متساهل في مستدركه .
أمَّا : (( وحسَّن له الترمذي (3060) ؛ فالترمذيُّ أخرج لعُتبة بن أبي حكيم في ( السنن ) (3058) ثم قال : ((هذا حديث حسن غريب )) أهـ .
فهل قول الترمذي هذا تحسين لذاته والذي به يكون عُتْبة بن أبي حكيم حسن الحديث عند الترمذي ؟ .
أجاب عن هذا ممدوح بقولــــه في (1/460) : (( فقول الترمذي : غريب حسن ، أو حسن غريب ، ســـواء سكت أو قــــــال : لا نعرفـــه إلا من حديث فــــــلان ، أو لا نعــــــرفه إلا من هـــذا الوجـــه لا يلــــــــــــــــــزم منه التحسين لذاتــه ، فإن هذه ألفاظ تتناول الإسناد الذي أخرجــــــــــــه الترمذي فقط ، وقد يكـــــــــــون الحسن من خارج بمتابعات – تبعاً لنوع الغرابة – أو شواهد . )) أهـ .
فقول الترمذي : (( حسن غريب )) لا يلزم منه التحسين لذاته ، فقد يكون الحسن بمتابع أو شاهد عند ممدوح نفسه ، فمِنْ أين جَزَمَ بأنَّ عُتْبة بن أبي حكيم حسن الحديث لذاته عند الترمذي ؟ .
وإذا كان الحُسْن للشاهد أو المتابع ؛ فماذا يكون حال عُتْبة عند الترمذي ؟ .
ثم إذا ثبت أن عُتْبة خالف في روايته هذه الروايةَ المعروفةَ الثابتةَ ؛ فتكون روايته هذه من الروايات التي بها ضُعِّف عُتْبة ؛ وجَزَمَ ابنُ معين بأنه منكر الحديث ؛ ولهذا انظر ( الضعيفة ) (3/94 – 95، رقم 1025) .
وخلاصة هذا كله إن سُلِّمَ أنَّ عُتْبة بن أبي حكيم حَسَنُ الحديث ؛ فقد سبق أنَّ جملة : (( وأداء الأمانة ... )) لم تُذْكَر في الأحاديث الصحيحة التي هي هنا صَدْر الحديث . )) انتهى كلام شيخنا أبي عُبُود - حفظه الله ونفع به - .

لمشاهدة الأحاديث السابقة ؛ أنقر على رقم الحديث بأدناه :
الحديث رقم : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11
لتحميل الحديث الثاني عشر بعد المائة ؛ أنقر هنا
ولتحميل مقدمة الجزء الثاني ؛ أنقر هنا
ولتحميل الجزء الأول من الكتاب ؛ أنقر هنا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-20-2014, 01:12 PM
احمد الحاج احمد الحاج غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: حضرموت - المكلا
المشاركات: 18
افتراضي

بارك الله في جهد الشيخ عبدالله بحمران وجمعه مع من أحب في جنة الخلد يارب العالمين .....مع انه ليس من طلاب الشيخ الالباني المباشرين في التلقي منه بحضرته إلا أننا نراه قوياً ومتتبعاً لمن يطعن على الشيخ الالباني وخاصة في ما له تأثير ببلدنا حضرموت ....فياترى أين طلاب الشيخ الالباني المباشرين؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-22-2014, 08:47 PM
لطفي سعيد لطفي سعيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 52
افتراضي

جزاء الله الشيخ // عبدالله باحمران -وفقه الله - خير الجزاء وشكر الله الناشر الاخ // هاني الحنشي - وفقه الله - على نشره لعلم الشيخ ، ونسأل الله ان ينفعنا بما نقرأ آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.