بين لذة العفو ولذة الانتقام ..

[عمربن محمد بدير]

بين لذة العفو ولذة الانتقام ..

إن من مبادئ الإسلام أن تعفوَ عمن ظلمـك ، وأن لا تعامل بالمثل من سفساف الأخلاق ..

قال تعالى :{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم} إن الله سبحانه حث على مكارم الأخلاق وحض على التمسك بها ..

فلماذا إذا أتيحت لنا فرصة حاسبنا خصومنا حسابا شديدا ؟فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أوذيت ابنته زوج النبي صلى الله عليه وسلم في عرضها من رجل من أقاربه كان ينفق عليه فقد

جاء في الحديث الذي رواه الترمذي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:

{ ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إلى آخر الآية يعني أبا بكر: { أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } يعني مسطحا إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } قال أبو بكر: بلى والله يا ربنا إنا لنحب أن تغفر لنا وعاد له بما كان يصنع.

فلنتأمل زادنا الله وإياكم من فضله ورزقنا مكارم الأخلاق ..

لماذا حسن الخلق ؟

لأن حَسَنَ الأخلاق يبلغ ما لا يبلغه قائم الليل صائم النهار فعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم] وحسن الخلقأثقل شيئ يكون في الميزان الذي يؤمن به أهل السنة : عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق]..

وجاء في الحديث أيضا : وعن عائشة رضي الله عنها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:[ إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار]

واعلم أخي هداني الله وإياك الصراط المستقيم أن سيئ الخلق أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة فعن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري] قال:[ والجواظ الغليظ الفظ]

فانظر يا رعاك الله! إلى أخلاقك وتعاملك واجتهد في سبيل تحسينها فإن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بتكميلها وغرسها في النفوس المسلمة المؤمنة فقال صلى الله عليه وسلم[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق] وقال صلى الله عليه وسلّم :[ أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام وادخل الجنة بسلام .] وعن عبد الله بن سلام قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء تكلم به أن قال[ يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام]

فكن صبورا تسمح لخصمك فإنك تنال قلبه ،ولا تكن عبوسا ولا تكن حريصا على الإساءة إليه بل كن حريصا على إرشاده تفرح بإصابته الحق ولا تضجر من بيانه له ..

وما أحسن قول القائل:

رجالٌ صفت أخلاقهم وتمخضت وليس الكريم المحض مثل المُمَزّج

وقال حاتم الأصم الزاهد "أفرح إذا أصاب من ناظرني ،وأحزن إذا أخطأ"

فلنغسل قلوبنا من الغل والحسد وليكن أحدنا كما قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال[ كل مخموم القلب صدوق اللسان]

قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال:[ هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد]..فلكل داء دواء

وأختم بقول القائل:

أأقعُد بعدما رجفت عظامي **وكان الموت أقرب ما يليني.

أجادل كل معترض خصيمٍ**وأجعل دينه غرضا لديني.

فأترك ما علمت لرأي غيري**وليس الرأي كالعلم اليقين.

وما أنا والخصومة هي لَبْسٌ**تصرف في الشمال وفي اليمين.

فلست بمكفر أحدا يصلي**ولن أُجرمكم أن تكْفُروني.

وكنّا إخوة نرقى جميعا**ونرمي كل مرتاب ظنين.

وأوشك أن يخر عماد بيت**وينقطع القرين عن القرين.

والله المستعان..

كتبه :عمر بن محمدالبومرداسي غفر الله له ذنوبه وستر عيوبه.

[عمربن محمد بدير]

وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..
فاللهم لا تدع لي ولإخواني ذنبا إلا غفرته ولا همّا إلاّ فرّجته ولا دينا إلا قضيته ...
اللهم اغفر لي ولجميع مشايخي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـــــــــاتُه..

[أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه-]

جزاكم الله خيرا..
فلماذا إذا أتيحت لنا فرصة حاسبنا خصومنا حسابا شديدا ؟
لاننا لا نفرق بين الإنتقام لحظ النفس وبين الإنتقام لله جل وعلا فما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط ولا غضب لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله.
بوركتم...

[ابو صالح الفلسطيني]

بارك الله فيك ورفع قدرك أخي .

وشكرا جزيلا لك .