الفوائد السنية من الرحلة الأندونيسية13 مخاطر ومضار الوزن الزائد

الشيخ أكرم زيادة · #1 02-22-2016, 08:42 AM

«الفوائد السنية من الرحلة الإندونيسية» 13

مخاطر ومشاكل الوزن الزائد!!!

قضينا ليلتنا في فندق الرجل الصالح، والمحسن الكبير، أبي سليمان، أحمد جواس، وهو حضرمي الأصل من سيئون كما أخبرني بنفسه ليلتها، والذي يكاد أن يكون صحابي هذا العصر ـ حسب تعبير فضيلة شيخنا المقرئ أبي أنس لولده صلاح، وأنا أسمع ـ وبعد أن تعشينا على مائدته الكريمة بكرمه، أخلدت ـ ولأول ليلة منذ بداية شهر رمضان ـ يعني قبل أكثر من شهرين ـ للنوم متفرغا.. ليس عندي هموم دروس ومحاضرات في اليوم التالي!!

وبعد صلاة فجر يوم الاثنين ثاني ذي القعدة سنة 1436هـ، الموافق 17/8/2105م ـ وهو الذكرى السبعون لاستقلال (إندونيسيا) من الاحتلالين والاستعمارين؛ الهولندي، والياباني الظالمين الغاشمين سنة 1945م، في مسجد عالية الخضراء (gren alia hotel jakarta) ألقى فضيلة شيخنا المقرئ محاضرة تولى ترجمتها للإخوة (الإندونيسيين) الشيخ عبد المعطي من (لومبك)، استمرت إلى ما بعد طلوع شمس يومنا الأخير في تلك البلاد الطيبة، الطيب أهلها، وبعد صلاة الضحى، تم الاتفاق أن يكون الإفطار الساعة التاسعة ـ أو العاشر ـ الشك مني لأنني لست معنيا بذاك الإفطار، ولا بغالب الافطارات ـ ولذلك حين استيقظت ظهراً، ولم أجد المشايخ في صلاة الظهر، وأخبرني بعض العاملين في الفندق أن المشايخ مع صاحب الفندق توجهوا إلى المستشفى لعلاج شيخنا المقرئ أبي أنس لأَلَمٍ ألَمَّ به على مائدة الإفطار، أو بعد الإفطار مباشرة، فاتصلت على فضيلة الشيخ الحلبي مستفسراً لألحق بهما حيث هما، فتفضل مجيبا بأنها وعكة بسيطة تم تجاوزها، وأنهم سيعودون إلى الفندق قريبا، ففزعت إلى الصلاة حتى عادوا قريب وقت العصر، واضطررنا لتناول طعام الغداء في غرفة فضيلة شيخنا المقرئ تيسيرا له، حيث كان يخدمنا على الغداء، المحسن الكبير أبو سليمان وهو صائم يوم الاثنين الذي اعتاد صومه، والذي قال فيه شيخنا المقرئ حينها لولده ما ذكرته سابقاً من فضل هذا المحسن الكبير جزاه الله خيراً.

بعد العصر، وقبيل المغرب، كان لنا لقاء في قاعة اجتماعات الفندق بجمع من الدعاة في (جاكرتا) ـ وربما من غيرها أيضا ـ في لقاء مفتوح لتلمس المشاكل ـ وحلول تلك المشاكل ـ التي تعترض الدعوة السلفية في تلك البلاد، واستمر اللقاء إلى أذان المغرب، حيث توجه جميع الدعاة بعد صلاة المغرب إلى مائدة الشيخ أبي سليمان جواس في مطعم الفندق، وتوجهنا نحن نحو غرفنا للتجهز للسفر بعد قليل..

بعد صلاة المغرب ـ الذي جمعنا إليه العشاء تقديما بسبب سفرنا ـ سعدنا بلقاء الأخ الدكتور مالك حسين شعبان؛ أخينا الأردني، والمدرس بجامعة الإمام فرع (جاكرتا)، والذي كان وصل قبل يوم من الأردن للالتحاق بعمله هناك، ولكنه أبى ـ رغم متاعب السفر التي عرفناها وخبرناها قبله ـ إلا أن يأتي ـ وولده حسين ـ حفظهما الله ـ عن بُعْدِ نحو نصف ساعة بالسيارة للسلام علينا وتوديعنا في نفس الوقت..

بعد العشاء انطلقنا نحو المطار، بعد أن سبقتنا إليه أمتعتنا التي ظننا أنها صارت في الطائرة قبل وصولنا، والتي صدمتنا مفاجأتها بعد ذلك!!

وصلنا المطار مبكرين نوعا ما، وبعد عَشَاءٍ خفيف في أحد مطاعم المطار للوجبات السريعة، وَدَّعَنَا إخواننا ـ وعلى رأسهم المحسن الكبير أحمد أبو سليمان جواس ـ بمثل ما استقبلونا به من حفاوة وتكريم، وحيث كان موعد الإقلاع بعد الثانية عشرة بعشرين دقيقة؛ يعني في أول يوم الثلاثاء 3/11/1436هـ، 18/8/2015م وكنا بعد العاشرة بقليل، وجدنا أن مجمل الوزن الذي معنا يزيد عن المقرر لنا بنحو سبع وعشرين كيلو غراما، وأن أجرة كل كيلو غرام زائد ثلاثون دولاراً، أي ما تصل قيمته ثمانمائة وعشر دولارات، مع تركيز على أوزان حقائب اليد، وكل ذلك ـ في ظني ـ حتى يأخذ المسؤولون عن التوزين رشوة يُسَيِّرون بها الأمور، ولم أُخبر إخواننا بذلك خشية الضعف الذي قد يعتري المسافر فيدفع، فآثرنا إرجاع الوزن الزائد مع إخواننا الذين كانوا لمَّا ينصرفوا بعد، والذين أرسلوه لنا بالشحن الجوي بعد ذلك مع هدايا قيمة، جزاهم الله خيرا .

ومن هذه الحادثة ـ وهي الحادثة الأولى من نوعها التي تحدث معي على الأقل، رغم أنني على عادتي ليس معي وزن زائد ـ قررت أن أحمل معي ـ حيثما رحلت ـ ميزاني الشخصي ـ وهو ميزان خفيف الوزن أيضا ـ حيث أراقب وزني في السفر، وأزن حقائبي ضمن المسموح به دائما تجنبا للإحراج في مطارات الدنيا!!،

وتجنبا للوزن الزائد دائما في أي شيء!!!

تأخر موعد إقلاع الطائرة نحو أربع ساعات، ولم نَصِلْ إلى قاعة المغادرة النهائية إلا بعد عناء ومشقة أصاب الشيخين حفظهما الله، وساءني تعبُهما وإرهاقُهما، وكذلك كانت القاعة النهائية للمغادرة مكتظة، والمقاعد ممتلئة، وبعض الناس قد افترش الأرض، وآثرت أن أستأذن أمير سفرنا، وشيخنا المقرئ إلى المصلى كعادتي، حيث نمت شيئا من الوقت لم أستيقظ إلا على كلمات فضيلة الشيخ الحلبي يوقظني لننطلق..

أقلعنا في طائرة مكتظة بركابها حتى أكاد أجزم بأنه ليس فيها ولا مقعد فارغ أبداً، وهي من أكبر طائرات الركاب حجما وسعة، وسرعة، بحيث اختصرت نحو ساعة كاملة عن الوقت المعتاد في مثل هذه الرحلات، إذ قطعنا المسافة في نحو سبع ساعات بدلاً من ثمانية معتادة، وفي وقت متأخر من الليل، وبعد العشاء الخفيف الذي قدموه لنا في الطائرة، صار يمكنني الاستفادة من وزني المعتدل!! وجسمي الرشيق نسبيا!!! بعد أن فقدت كثيراً منه، وصارت حركتي أسلس، وأسهل، وأخف!! حيث رفعت قدمي المتعبتين على طاولة الطعام أمامي، ورحت في سبات عميق حتى استيقظت بعد طلوع الفجر، وقبل طلوع الشمس.

توضأت قبل المشايخ، وصليت الفجر وحدي قبل طلوع الشمس، ولم أنتظر المشايخ الذين كانوا منشغلين في الوضوء خشية طلوع الشمس، وانشغلت بأذكار الصباح قبيل وصول الطائرة مطار حمد بالدوحة.

وإلى أن نلتقيكم في الحلقة القادمة الرابعة عشرة، والأخيرة

نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته