أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
22857 97777

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2016, 11:32 PM
مصباح الحنون مصباح الحنون غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 151
افتراضي [إطلاق القول بتكفير الطائفة الممتنعة هو منهج الأئمة النجدية وليس منهج ابن تيمية]

[إطلاق القول بتكفير الطائفة الممتنعة هو منهج الأئمة النجدية وليس منهج ابن تيمية]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..أما بعد :

فقد عكفتُ على كثير من كتب خوارج العصر لأدفع عاديتهم ، وأبيّن فساد منهجهم ضمن فتراتٍ طِوال ؛,وقد اجتمع لديَّ من كشفٍ لفسادِ منهجهم وهشاشة استدلالاتهم وسطحية عقولهم ما يُظهر لكل ذي عينين أنهم مبطلون ؛ ومغامرون بدماء الأمة ، وعابثون بأمنها ، وهم في ذلك منساقون خلف أوهام ظنوها أدلة ، وبنوا عليها فكرا ربطوه بالجهاد ؛ ثم ربطوا الجهاد بالسلفية !
حتى صاروا يُعرفون بالسلفية الجهادية!
والحقُّ أن هذه التسمية باطلة في أصلها ؛ إذ السلفية هي الإسلام الصافي الذي لا يتجزأ ؛ فهل هناك إسلام علمي وإسلام جهادي؟!
فكيف إذا انضمَّ لهذا التقسيم المجازف انتحال أجوَف؟!
فقد نسبوا إلى الاسلام الصافي تكفيرهم وتدميرهم وتخريبهم !
والإسلام من أغلب تصرفاتهم براء ؛ كيف لا وهم قد بنوا سلفيتهم الجهادية المزعومة على أوهام وشبهات واستدلالات مؤسسة على اللصوصية!
فإنهم بحق : لصوص النصوص ؛ إما من ناحية البتر ؛ وإما من ناحية استعمالها على غير مراد العلماء منها لسوء فهمهم وضعف سليقتهم العلمية تأصيلا وتفصيلا!
وسيتبين معك هذا أيها اللبيب مما سأنشره قريبا إن شاء الله والله الموفق لكل خير...
ومن هذا الخلل في الفهم هو مفهوم قامت عليه جلُّ كتبهم ؛ وعليه بنوا صروح تكفيرهم ، ألا وهو مفهوم : الطائفة الممتنعة!
ولما كثُر هذا الاصطلاح في كتبهم ؛ وبعد تتبعي إياه ؛ وجدتُ أنهم مطبقون على نقلٍ نسبوه للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فرجعتُ إليه في مظانه فوجدتُهُ بحرفه قد نقلوه من غير لصوصية!−من حيثُ رسمه ، أما من جهة الاستعمال والفساد المتسلسل فحدث ولا حرج كما ستراه لاحقاً في خاتمة البحث!−
فأمعنت النظر فيه عند الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فوجدتُ أن نقلهُ له فيه توهم ؛ وليس هو على منوال أهل التحقيق!
ولمّا كان هذا تأصيل الإمام(في هذه المسألة)هو عمدة الغلاة وخوارج العصر من أمثال المقدسي والأزدي(فارس آل شويل)صاحب كتاب:{الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث}والذي كان تأصيل الإمام عمدتُه ومُنطلقُه ؛ وبراً مني بالإمام رحمه الله ؛ والتزاماً بتعاليمه وتأكيده في مسيرته في عدم التقليد والمتابعة على الخطأ ؛ وصيانة لجناب الصحابة رضي الله عنهم أن يُنسب إليهم خلاف اعتقادهم ؛ وذوداً عن حياض مدرسة شيخ الإسلام التي رسّخت معالم العلم والعدل والبعد عن التكفير وشدة الاحتراز فيه ؛ أحببتُ أن أبيّن بجرأة قد تزعج بعض الأفاضل ما توهمه المجدد محمد بن عبد الوهاب ونسبه مذهباً لشيخ الإسلام وزعم فيه أنه إجماعاً للصحابة رضوان الله عليهم !
وليس في هذا انتقاصاً لقدرِ الإمام ؛ بل هو من البرِّ به ؛ ألا وإن لكل جوادٍ كبوة فلا تضره تلك رحمه الله ، بل إن حقيقتها تعرية لخوارج العصر وبيانٌ أنهم ليسوا من أهل التحقيق في علوم التوحيد ؛ بل هم فيما يهوون مقلدة ، وفيما يبتدعون لصوصاً ...
والله أسأل حسن المقصد والتوفيق ....

[وهمُ الإمام رحمه الله]

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد :
( وقال أبو العباس أيضاً في الكلام على كفر مانعي الزكاة : والصحابة لم يقولوا هل أنت مقر بوجوبها أو جاحد لها ، هذا لم يُعهد عن الخلفاء والصحابة ، بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما : ( والله لو منعوني عقالاً أو عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه ) فجعل المبيح للقتال مجرد المنع لا جحد الوجوب ، وقد روى أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب لكن بخلوا بها ، ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم جميعهم سيرة واحدة وهي قتل مُقاتِلَتِهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ، والشهادة على قتلاهم بالنار وسموهم جميعهم أهل الردّة ، وكان من أعظم فضائل الصديق رضي الله عنه عندهم أن ثبته الله عند قتالهم ولم يتوقف كما توقف غيره فناظَرهم حتى رجعوا إلى قوله ، وأما قتال المقرين بنبوة مسيلمة ، فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم . انتهى .

فتأمل كلامه رحمه الله في تكفير المعيَّن والشهادة عليه إذا قُتل بالنار وسبي حريمه وأولاده عند منع الزكاة ، فهذا الذي ينسب عنه أعداء الدين عدم تكفير المعين .
قال رحمه الله بعد ذلك : وكفر هؤلاء وإدخالهم في أهل الردّة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى الكتاب والسنة ، انتهى كلامه …
ثم قال رحمه الله : ومن أعظم ما يحل الإشكال في مسألة التكفير والقتال عمن قصد اتباع الحق : إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة وإدخالهم في أهل الردة...هـ
210/6
مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب..

قلت : لم أظفر بالنص الذي نسبه إلى شيخ الإسلام بعينه البتة رغم بحثي من خلال القراءة والانترنت بل جل الناقلين له يقولون قال محمد بن عبد الوهاب قال شيخ الإسلام!
وهذا في حكم أهل الحديث منقطع ؛ وأما من حيث أنه مذهب شيخ الإسلام وأنه إجماع الصحابة فهو اختيارٌ موهوم!

ولا بد من التنبيه أن التلازم بين وجود القتال والتكفير هو تلازم باطلٌ ؛ ويؤخذ بطلانه من كلام الإمامين ؛ ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رحمهم الله−وسأبين مايدل عليه من كلام شيخ الاسلام لاحقا−
وهو الذي دلّ عليه وحيُ الله ؛ فإنهم قيّدوا الحديث بالآية :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ؛ فهذا لو لم يُقيّد بالآية : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[سورة الحجرات 9]
لكان قال من قال بكفر جميع الطوائف المسلمة التي تقاتلت!
وهذا لم يقل به أحد من المسلمين !
وأما الإجماع من الصحابة فهو إجماعٌ على القتال لا على التكفير!
والتكفير المجمع عليه بلا منازع هو تكفيرهم لمن ادعى النبوة ومن تابعه وهو راضٍ غير مكره !
فالصحابة حكموا بالردة إجماعاً على الصنف الأول ، وأدخلوا مانعي الزكاة في المسمى العام للمرتدين !
لتزامن فتنتهم مع فتنة من ارتد من العرب الذين التحقوا بمن ادعى النبوة منهم كمسيلمة الكذاب وطليحة الأسدي والأشعث بن قيس الكندي والأسود العنسي وسجاح الكاهنة ؛ فهؤلاء مرتدون بالاتفاق ، وأما لحوق مانعي الزكاة بهم في استغراق معنى الردة(حقيقة) ، فهذا ليس محل اتفاق ولا إجماع كما توهمه الإمام المجدد رحمه الله !
بل الصحيح أن اللحوق لغلبة الوصف وليس للتحقق الدقيق ؛ وقد فصّل القول في هذا غير واحدٍ من أهل العلم ...
والعلماء إما أن يعبروا في مصطلحاتهم باللفظ الشرعي ويريدون به حقيقته ، وإما يريدون منه معناه اللغوي ؛ ومن هاهنا التبس الأمر على من التبس عليه في هذه المسألة!
ولأبين نقض الإجماع ، لابد من ذكر كلام ابن تيمية الموهم أولا ، ثم أذكر المُفصَّل الذي يطيح بنسبة هذا الاختيار إليه ؛ ومن ثمَّ أورد أقوال العلماء رحمهم الله في ما ينقض بطلان الإجماع الذي ادعاه إمام الدعوة وتلقاه عنه الناس من غير تحقيق لا سيما إطباق النجديين رحمهم الله !

[النصوص التي يُفهم من ظاهرها تكفير شيخ الإسلام لمانعي الزكاة]

قال شيخ الاسلام : وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة وإن كانوا يصلون الخمس ويصومون شهر رمضان ، وهؤلاء لم يكن لهم شبهة سائغة فلهذا كانوا مرتدين ....هـ519/28

وقال في موضعٍ آخر : وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين مع كونهم يصومون ويصلون ....هـ531/28

[دفع الإيهام]

إن شيخ الاسلام سار على هدي السلف ، فقد أدخلهم في عموم لفظ الردة كما أدخلهم السلف ؛ وعند التفصيل :(فرّق) !
قال رحمه الله : والعلماء لهم في قتال من يستحق أهل القتال من أهل القبلة طريقان :
منهم من يرى قتال علي يوم حروراء ويوم الجمل وصفين من قتال أهل البغي ، وكذلك يجعل قتال أبي بكر لمانعي الزكاة...هـ514/28.الفتاوى

ومما قاله : وهذا كله مما يبين أن قتال الصديق لمانعي الزكاة ، وقتال علي للخوارج ، ليس مثل قتال يوم الجمل وصفين .
فكلام علي وغيره في الخوارج يقتضي أنهم ليسوا كفارا كالمرتدين عن أصل الإسلام وهذا هو المنصوص عليه عن الأئمة كأحمد وغيره ...هـ519/28 الفتاوى.

قال رحمه الله :
وأيضا فيقولون : قتل النفوس فساد ، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد . وهذا حال فرعون . والله تعالى يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة . وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة !
منهاج السنة500/4.

قلتُ : فتأمل كيف أفرد مانعي الزكاة عن المرتدين!

قال شيخ الإسلام وهو يتكلم عن النصيرية والقرامطة ، ومن كفرُهم من جنس كُفر من ادعى النبوة :
فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة وجاءوا إليه قال لهم الصديق : اختاروا إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية . قالوا : يا خليفة رسول الله هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية ؟ قال : تدُّون قتلانا ولا نُدِّي قتلاكم ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ونقسم ما أصبنا من أموالكم وتردون ما أصبتم من أموالنا وتنزع منكم الحلقة والسلاح وتمنعون من ركوب الخيل وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا بعد ردتكم..هـ35/158

وقد وقع الخلط هاهنا فظن إمام الدعوة أن المراد به هم مانعو الزكاة والصحيح أن الحديث قاله أبو بكر لمن رجع تائباً من عسكر من ادعى النبوة!
وقد ساقه شيخ الاسلام وهو يتكلم عن النصيرية وليس الكلام عن مانعي الزكاة!
فتأمل هذا ....

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكذلك مانعو الزكاة ، فإن الصديق والصحابة ابتدءوا قتالهم ؛ قال الصديق : والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه .
وهم يقاتَلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات وإن أقروا بالوجوب .
ثم تنازع الفقهاء في كفر من منعها وقاتل الإمام عليها مع إقراره بالوجوب ؟ على قولين هما روايتان عن أحمد كالروايتين عنه في تكفير الخوارج وأما أهل البغي المجرد فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين ، فإن القرآن قد نص على إيمانهم وإخوتهم مع وجود الاقتتال والبغي .
والله أعلم . هـ57/35
قلتُ : فإن كان حكمهم عنده كحكم الخوارج فإن مذهبه في عدم تكفير الخوارج معروف...

قال شيخ الإسلام : وأما تكفيرهم وخليدهم ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن أحمد ؛ والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم.
والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يُعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر ، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً .
وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ، لكن تكفير المعيّن منهم والحكم بتخليده في النار ، موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه ، فإنا نطلق ابقول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعيّن بدخوله في ذلك العام حتى يقوم المقتضي الذي لا مُعارض له وقد بسطت هذه القاعدة في قاعدة التكفير ..هـ انظر الفتاوى 501/28..

وفي هذا من كلام شيخ الإسلام ما هو كافٍ لنقض الإجماع المزعوم ، ولنقض دعوى أن منهج شيخ الإسلام تكفير كل الممتنعين!

ثم كيف يكون إجماعاً من الصحابة على التكفير وعمر رضي الله عنه اعترض على قتالهم؟!
فهل يعترض عمر على قتال كفار؟!
وهل تخفى عليه مثل هذه المسائل من كبريات الإيمان؟!

فإن اعتراض عمر على مقاتلتهم كان وهو يعلم أنهم أهل إسلام!
وأبو بكر أظهر سبب القتال ولم يذكرا أمور التكفير !

فالإجماع الحقيقي هو إجماع على قتال الممتنع لا إجماع على تكفيرهم ..
وإليك الببان :

وإليك ما وضحه الأئمة من السلف رحمهم الله ، وتأمل كيف أنهم يطلقون الاسم الشرعي ولايريدون به كل معناه استغراقا ! أو انهم يريدون منه المعنى اللغوي!

(الشافعي) :

قال الشافعي رحمه الله : وأهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربان : منهم كفروا بعد إسلامهم مثل طليحة ومسيلمة والعنسي وأصحابهم ، ومنهم قوم تمسكوا بأصل الإسلام ومنعوا الصدقات ؛ فإن قال قائل : ما دل على ذلك والعامة تقول لهم أهل الردة ؟!
قال : فهو لسان عربي ، فالردة : الارتداد عمّا كانوا عليه بالكفر ، والارتداد بمنع الحق ، ومن رجع عن شيءٍ جاز أن يُقال : ارتدّ عن كذا .
وقول عمر لأبي بكر : أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ؛ وحسابهم على الله ؟
وقول أبي بكر : هذا من حقِّها ؛ ولو منعوني عناقاً مما أعطوا رسول الله لقاتلتهم عليه ، معرفة منهما معاً بأنّ ممن قاتلوا مَن هو على التمسك بالإيمان ، ولولا ذلك ما شكَّ عمر في قتالهم ؛ ولقال أبو بكر : قد تركوا لا إله إلا الله فصاروا مشركين!....هـ
انظر كتاب الأم1527/1
طبعة دار ابن حزم ...

فتأمل دقة ما نطق به الشافعي رحمه الله !
(البخاري)
2 : البخاري رحمه الله :
بوّب البخاري على الحديث : باب {من أبى قبول الفرائض وما نُسبوا إلى الردة}
فتأمل ولم يقل أنهم مرتدين!
إنما قال من نُسب إلى الردة!

(ابن حجر رحمه الله) :

قال ابن حجر : وما نسبوا إلى الردة أي أُطلق عليهم اسم المرتدين .الفتح288/12.
ثم ساق قول أبي محمد ابن حزم في الملل والنحل :
قال " : انقسمت العرب بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أربعة أقسام : طائفة بقيت على ما كانت عليه في حياته وهم الجمهور ، وطائفة بقيت على الإسلام أيضا إلا أنهم قالوا نقيم الشرائع إلا الزكاة وهم كثير لكنهم قليل بالنسبة إلى الطائفة الأولى ، والثالثة أعلنت بالكفر والردة كأصحاب طليحة وسجاح وهم قليل بالنسبة لمن قبلهم إلا أنه كان في كل قبيلة من يقاوم من ارتد ، وطائفة توقفت فلم تطع أحدا من الطوائف الثلاثة وتربصوا لمن تكون الغلبة فأخرج أبو بكر إليهم البعوث وكان فيروز ومن معه غلبوا على بلاد الأسود وقتلوه وقُتل مسيلمة باليمامة ، وعاد طليحة إلى الإسلام ، وكذا سجاح ، ورجع غالب من كان ارتد إلى الإسلام فلم يحل الحول إلا والجميع قد راجعوا دين الإسلام ولله الحمد .

فتأمل التفريق !

(ابن كثير ...)

بوب في كتابه البداية والنهاية :

فصل في تصدي الصديق−رضي الله عنه− لقتال أهل الردة وما نعي الزكاة.هـ

وهذامن الأدلة الدامغة على التفريق...

الخطابي رحمه الله ؛
قال النووي رحمه الله وهو ينقل تفصيل الخطابي رحمه الله : {مما يجب تقديمه في هذا أن يُعلم أن أهل الردة كانوا صنفين : صنف ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا إلى الكفر ؛ وهم الذين عناهم أبو هريرة بقوله : وكفر من كفر من العرب ؛ وهذه الفرقة طائفتان : إحداهما : أصحاب مسيلمة ........والطائفة الأخرى : ارتدوا عن الدين وأنكروا الشرائع وتركوا الصلاة والزكاة وغيرها من أمور الدين وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية .............
ثم قال بعد أن فصل الصنف الأول وقسمهم إلى طائفتين : والصنف الآخر : هم الذين فرّقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا بالصلاة وأنكروا الزكاة ووجوب أدائها إلى الإمام ، وهؤلاء على الحقيقة أهل بغي ؛ وإنما لم يُدعوا بهذا الاسم بهذا الاسم في ذلك الزمان خصوصاً ؛ لدخولهم في غمار أهل الردة ، فأْضيف الاسم في الجملة إلى الردة إذ كانت أعظم الأمرين وأهمهما ؛ وأُرِّخَ قتال أهل البغي في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ كانوا منفردين في زمانه لم يختلطوا بأهل الشرك ؛ وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان لا يَسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدّوهم عن ذلك الرأي وقبضوا على أيديهم كبني يربوع فإنهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرّقها فيهم ...هـ..انظر ص236−237 من شرح النووي على مسلم.

وقال : {فأما مانعو الزكاة فهم المقيمون على أصل الدين ، فإنهم أهل بغي ، ولم يُسموا على الانفراد منهم كفارا!−وإن كانت الردة قد أضيفت إليهم لمشاركتهم المرتدين في منع بعض ما منعوه من حقوق الدين−وذلك أن اسم الردة اسم لغوي ، وكل من انصرف عن أمرٍ كان مقبلا عليه فقد ارتدّ عنه ؛ وقد وُجد من هؤلاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق ، وانقطع عنهم اسم الثناء والمدح بالدين ، وعلُقَ بهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كان ارتدادهم حقاً!}
هـ.انظر شرح مسلم 238/1

(ابن عبد البر )

وقال ابن عبد البر : " وَسَمَّى بعض الصحابة مانعي الزكاة أَهْلَ رِدَّةٍ عَلَى الِاتِّسَاعِ ، لِأَنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَنْ أَدَاءِ الزَّكَاةِ ، وَمَعْلُومٌ مَشْهُورٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا مَا تَرَكْنَا دِينَنَا ، وَلَكِنَّ شَحَحْنَا عَلَى أَمْوَالِنَا "(21/282)

(ابن قدامة )

قال ابن قدامة : " ووجه الأول - أي القول بعدم التكفير - أن عمر وغيره من الصحابة امتنعوا من القتال في بدء الأمر ولو اعتقدوا كفرهم لما توقفوا عنه . ثم اتفقوا على القتال وبقي الكفر على أصل النفي " (429/2).

{الفرق بين الإمامين}

بهذا يتضح الفرق بين الإمامين فمجدد الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جعل تلازماً بين قتال الطائفة الممتنعة وتكفيرها ؛ والذي عليه شيخ الإسلام أن من الطوائف الممتنعة من تُقاتَل وهي مسلمة ؛ ولا تلازم بين الامتناع والتكفير إلا بزيادة قرائن وليس بمجرد الامتناع ؛ وهذا فرق كبير ومهم في الحكم على الطوائف ؛ ولعل هذا من أبرز الأسباب الذي جعل الغلو قابلاً للتولد في المدرسة النجدية فكانت جبهاتهم مع أهل الإسلام أكثر منها مع أهل الكفر ؛ ولمزيد من الإضاءات على منهج شيخ الإسلام الذي يفيد عدم التلازم أنقل عنه بعضاً من كثير من نقولات متواترة :
ومما يدل على أن الإجماع إنما هو على القتال ما قال شيخ الإسلام :
(كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم وغيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه و إن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة، وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم بعد سابقة مناظرة عمر لأبي بكر رضي الله عنهما فاتفق الصحابة رضي الله عنهم على القتال على حقوق الإسلام عملاً بالكتاب والسنة فأيما طائفة امتنعت من بعض الصلوات المفروضات أو الصيام، أو الحج أو التزام تحريم الدماء والأموال، والخمر والزنا.. فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها و إن كانت مقرة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء) 501/28

قال رحمه الله: "وقد أوجبَ الله تعالى على أهلِ دينه جهادَ مَن خَرَجَ عن شيءٍ حتى يكونَ الدينُ كلُّه لله، كما قال تعالى: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ }. فمن خَرَجَ عن بعضِ الدين إن كانَ مقدورًا عليه أُمِرَ بالكلام، فإن قَبِلَ وإلاّ ضرِبَ وحُبسَ حتى يؤديَ الواجبَ ويَتركَ المحرَّم، فإن امتنعَ عن الإقرارِ بما جَاء به الرسولُ أو شيءٍ منه ضُرِبَتْ عُنُقُه. وإن كان في طائفةٍ ممتنعةٍ قُوتِلُوا، كما قاتلَ أبو بكر رضي الله عنه وسائرُ الصحابة مانعي الزكاةِ، مع أنهم كانوا مُقِرِّينَ بالإسلام بَاذِلينَ للصلواتِ الخمسِ، حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: واللهِ لو مَنَعُوني عَنَاقًا كانوا يُؤدُّونَها إلى رسولِ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقاتلتُهم على مَنْعِها. وكما قاتلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومَن معه من الصحابة الخوارجَ، الذين قال فيهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم وصيامَه مع صيامِهم وقراءتَه مع قراءتِهم، يقرأون القرآن لا يُجاوِزُ حَناجرَهم، يَمْرُقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّة، أينَما لَقَيتموهم فاقتلوهم، فإنّ في قَتْلِهم أجرًا عند الله لمن قَتَلَهم يومَ القيامةِ )".
[جامع المسائل 5/214]

وقال رحمه الله: "أجمع علماء المسلمين على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعه من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله".
[مجموع الفتاوى 28/468]

وقال رحمه الله: "كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين وإن تكلمت بالشهادتين فإذا أقروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يصلوا وإن امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة وكذلك إن امتنعوا عن صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق وكذلك أن امتنعوا عن تحريم الفواحش أو الزنى أو الميسر أو الخمر أو غير ذلك من محرمات الشريعة وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء والأموال والأعراض والأبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة وكذلك إن امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة وأتباع سلف الأمة وأئمتها مثل أن يظهروا الألحاد في أسماء الله وآياته أو التكذيب بأسماء الله وصفاته أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين أو الطعن في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا في طاعتهم التي توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور. قال الله تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله".
[مجموع الفتاوى 28/510-511]

وفي هذا القدر من كلامه−رحمه الله − كفاية لمن أراد الحق ؛ والحق فيه ظاهر بجلاء إلا لمن اعتاد على النقولات المبتورة والقراءة والتلقي عن لصوص النصوص فإن هؤلاء يصعب إقناعهم إلا أن يشاء الله ؛ وأما مجدد الدعوة فإن قوله قولٌ غير محقق ولكل جواد كبوة والله يغفر للمؤمنين والمؤمنات ...

وأختم بباب أخير :
[الفرق بين مجدد الدعوة والغلاة في التنزيل]

أقول بعد إثبات مخالفة إمام الدعوة النجدية لشيخ الإسلام حول مفهوم الطائفة الممتنعة أن الفرق بين الإمام المجدد والغلاة أن الإمام لن يتكلم بهذا قبل قيام سلطان له قد بايع فيه لمؤسس الدولة الأولى من آل سعود رحمه الله ؛ فكان كلامه−على اختلافه في تطبيقه عن شيخ الاسلام− في مكانه حيثُ كانت له قوة وسلطان ممكن وشوكة ؛ وإمام ظاهر ليس بمسردبٍ ولا غائب!
أما هؤلاء اليوم الذين ملؤوا الدنيا بتشغيباتهم فإنهم كمن يصف للأمة ألبسة الصيف في أيامٍ شديدة القر ؛ فإنهم يزيدون في وهنها ومرضها ؛ فهم يكلمون الناس عن كفر الطائفة الممتنعة ويحرضون على قتالها وليس عندهم تمكين ولا سلطان ولا اجتمعوا على إمام توفرت فيه أهلية الإمامة وكان له سلطان مبسوط مُمَكَّنٌ ظاهر ؛ ولا على إمام انتُخب من قبل أئمة الحل والعقد والعرفاء والوجهاء الذين بهم تنعقد القوة والشوكة!
بل كل بيعات التيار الجهادي اليوم−أو أغلبها−هي من جنس أوصاف بيعات الرافضة ؛ إما بيعة لإمامٌ غائبٌ أو إمام مُسردب غير موجود ؛ وهذا وذاك لاطاعة لهم فضلا عن كونهم أئمة للمسلمين!
بل من كان من أئمة المسلمين−اليوم−ومن له سلطان مبسوط وأمر نافذ وعنده قوة وتمكن مع وجود دخن فيه −كبيراً كان دخنه أم صغيراً −تجد الفكر القاعدي والتيار الجهادي يتوجه إليه بسهام التكفير ليسقطه بالكلية فيبيت الشباب حيارى وقلوبهم تمتلئ بالغيظ على مجتمعاتهم ، وبالتالي قد أسقط هؤلاء المجرمون العلماء من عينه! فترى الجيل وقد صار فريسة للمشاريع التخريبية والتدميرية والتكفيرية وألعوبة بأيدي الكفار ؛ فقد اعتاد اتباع أئمة غائبين كتبعية الرافضة لإمامهم المعصوم ؛ وبالتالي تهيأ لهم الشخصيات التي تتقن الألفاظ والمسميات وتكون هي المؤهلة للإمامة فيرزح الشباب وهم يقدمون أنفسهم وأموالهم نصرة لدين الله تحت مشاريع مستأجرة إما عمالةً مباشرة وإما بغباء مستأجر ومستثمر!
وكل ذلك تحت اسم الجهاد وتياره ، والسلفية الجهادية!
وإن الجهاد والسلفية براء من هذا الفكر البوليسي الذي يقوم على الغدر ؛ والذي لا عافية له ولا ظهور إلا في التفلت الأمني ؛ لذلك لا تجد للقاعدة وجوداً في مكان فيه أمن ؛ وإن كان مُنظِّروه آمنون في بلاد الأمن!
فإنه يُراد أن يكون هذا الفكر ومن ينظر له موجوداً ؛ فإن حياة الغرب وشريان الكفر العالمي لايتم إلا بوجود القلاقل المستمرة ، وأفضل أدوات بقائه هو التيار الجهادي!
بل هو الحجة الدامغة التي يتسلل بها إلى بلاد المسلمين!
وإنه لن يظفر العدو في بلاد المسلمين بأفضل من غلاة التكفير الذي بثه الفكر القاعدي تحت مسمى التيار الجهادي والسلفية الجهادية!
وإن الفاحص للإرث الجهادي المعاصر يجد أن داعش هو النتاج الحتمي لهذا الفكر ؛ وإلا فما هو المنتظر من جبلٍ تربى على كتب تسمي خيرة العلماء بنعال السلطان؟!
وتجعل خير أرض الدنيا ديار كفر ويوجب على أتباعه طاعة أئمة مسردبين غائبين!
وتقيم جهاداً مؤسساً على الغدر والسرية والخداع والتقية!
إن الحديث عن مثالب هذا الفكر الذي أفسد الأخلاق والعقول حديث ذو شجون وسيكون لي معه وقفات كثيرة إن شاء الله في بيان عوره ، مستنداً على مراجعهم كاشفاً زيفها ومخالفتها للسلفية التي انتحلوها زوراً وللجهاد الذي تسربلوا به بهتاناً ...
وقد وطنت نفسي على الشتائم والتهم ؛ فالقوم لايحسنون من الدفع غيره ؛ فما قابلتهم بحقٍ إلا قابلوني بتهمٍ معلبة ؛ تارة بالعمالة المحلية وأخرى بالخارجية والله المستعان ..
والله أسأل أن يهدي ضالَّ هذه الأمة وأن يعيدهم إلى سواء السبيل..
إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه:مصباح بن نزيه الحنون
16/ربيع الآخر/1437هـ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-27-2016, 01:02 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

ما شاء الله بحث محكم
حفظكم الله شيخ مصباح
وزادكم بسطة في العلم والجسم..

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-30-2016, 10:57 AM
مصباح الحنون مصباح الحنون غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 151
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
ما شاء الله بحث محكم
حفظكم الله شيخ مصباح
وزادكم بسطة في العلم والجسم..

آمين واياكم اخي ابامسلم
نسأل الله أن ينفع به
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.