أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10290 97777

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-22-2009, 09:51 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من تمام القوامة : أن لا تتصرف المرأة بمالــــــها إلا بإذن زوجها... مزيد ومتجدد.

من تمام القوامة : أن لا تتصرف المرأة بمالــــــها إلا بإذن زوجها

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى - : {وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [سورة النحل: 72].

الحمد لله الذي اقتضت حكمته الدالة على عظيم نعمه وقدرته، أن جعل الزواج تشريعًا إلهيًا يعود على الناس بالخير والسعادة؛ وليقوموا بالحق والقسط، لتعلو راية التوحيد عاليةً خفاقةً على وجه هذه الأرض.
وجعل لهم من أنفسهم أزواجًا من جنسهم وشكلهم؛ ولو جعلهم من نوع آخر؛ لما حصلت ألفة ولا مودة ورحمة، ولكن من رحمته سبحانه بعباده أن خلق من بني آدم ذكورًا وإناثا، وجعل منهم أزواجًا وذريّة؛ أبناءَ وأبناءُ أبناءٍ وأصهار.
وجعل الزواج آية من آياته الدالّة على عظيم قدرته سبحانه؛ قال جلَّ شأنه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الروم: 21].
وبيَّن أنه ضرورة من ضروريات الحياة؛ جعل لنا من أنفسنا أزواجًا لنسكن إليها؛ وجعل بيننا مودة ورحمة، فهو نعمة من الله تعالى العظمى التي أنعم بها على عباده؛ وحفظ بها الجنس البشري، وأرسى قواعدها الشارع الحكيم بما فيها من حدود وحقوق، وأصول للعلاقة السليمة التي تقوم عليها الحياة الزوجية، وأنار للزوجين الطريق الفطري السليم الذي يحقق لهما سعادة الدارين في الدنيا والأخرة.
تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحث على الزواج بقوله: (يا معشرالشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) (متفق عليه) مرفوعًا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ وعلم الأمة أحكامه وآدابه؛ ومن هذه الآداب موضوع البحث:

من تمام القوامة : أن لا تتصرف المرأة بمالــــــها إلا بإذن زوجها

نظَّم الشارعُ الحكيم أُمورَ الناسِ، وساوَى بينَ الذَّكَرِ والأُنْثى في أصْلِ التَّكْليف، ولكنَّه جعَل لكلٍّ منهما أحكامًا خاصَّة، وجعل للمرأةِ ذِمَّةً ماليَّةً خاصَّةً تَملِكُ بها المال، فإذا تزوَّجت صار لِزوجِها اعتبارٌ في حياتها فيما يتَعلَّقُ باستئذانِها له؛ وذلك من تمام القوامة وحقه عليها أنه لا تَجوزُ لها هِبَةٌ، عطية؛ هدية؛ ولا صَّدقةِ، «من مالِها» إلا بإذنه؛ سواءً كان المال مال زوجِها الذي في يدها، وأُضيفَ إليها لِكَوْنه في تَصرُّفها.
أو كان من مالها هي نفسها؛ فلا ينبغي لها أن تتصرَّف فيه إلَّا بإذن زوجها ومشورته وذلك تأدُّبًا معه؛ وتكريمًا له؛ وتطييبًا لخاطره؛ وحسن عشرته.

فإن كانت عاقلةً راشدة؛ غير مسرفَةٍ ولا مبذِّرة؛ وأذن لها زوجها إذنًا صريحًا مُسبَقًا بالصدقة؛ أو كانت شيئًا يسيرًا؛ أو علمت رضاه وعدم إنكاره عليها إذا أنفقت؛ جازَ لها ذلك؛ على أن تتقِ الله تعالى فيما اؤتُمِنَتْ عليه؛ وتخبره بما فعلت؛ لحديث أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: (أنها أَعتقت وليدةً ولم تستأْذن النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه، قالت: أَشعَرْتَ يا رسول الله أَني أَعتقتُ وليدَتي؟ قال: أَوَفعلتِ؟ قالت: نعم، قال: أَما إنكِ لو أَعطيتِها أَخوالََكِ كان أَعظم لأجرِك). (متفق عليه). ويتبيَّن لنا من الحديث الشريف:

1. أن أُم المؤمِنين ميمونة رضي الله عنها أنها أَعتقت وليدة، أي: جارية مملوكة لها، ولم تستأذن زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؛ وهي رضي الله عنها عاقلة رشيدة، تعلم عنه رضاه بذلك وحُبَّه للخير، فلم يكن في تصرُّفها ما يُخالف الأدب في التَعامُل معه؛ فصحَّ لعلمها بعدم ممانعته لها إن فعلت.
2. لما أخبرته أنها أعتقت الجارية وافقها؛ ولم ينكر عليها صلى الله عليه وسلم؛ وقال لها: «أما إنك لو أَعطيتِها أخوالك كان أعظَم لأجرِك»، أي: لو أَعطيتِها أخوالك لكان خيرًا وأكثرَ ثَوابًا لكِ مِن إعتاقِها؛ لحاجتِهم إلى من يخدمُهم. ولكونهم أخوالُها رضي الله عنها؛ وبذلك حثَّ على صِلة الرحم وما فيه مِن عَظيم الأجر، وجَزيلِ الثَّوابِ للنفقة.

فما أجمل أن نقدِّر الأمور بقدرها؛ وأن نراعي ضوابط الشرع الحكيم لترفرف على الحياة الزوجية ظلال المحبة والتقدير والاحترام؛ بمجاهدة النفس في إحياء السنن؛ احتسابًا للأجر؛ واتباعًا لهدي المصطفى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك للأدلَّة التالية:

1. عن واثلة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس للمرأة أن تنتهك شيئًا من مالها إلا بإذن زوجها) (حديث صحيح) انظر: [السلسلة الصحيحة [2/ 405 ــ 406 رقم 775] .

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - بعد أن ذكر أقوال العلماء فيه، ما فيهم مجهول سوى حماد فتنبه، لكن للحديث شواهد تدل على أنه ثابت، وبعضها حسن لذاته.

2. من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وصححه الحاكم والذهبي : (لا يجوز لإمرأة أمر في مالها، إذا ملك زوجها عصمتها) (صحيح) رواه : (أبو داود والحاكم) (الطحاوي 2/ 403). انظر: [صحيح الجامع 7625].
أي: ليس لها التَّصرُّفُ في مالِها إلَّا بما يَأذَنُ فيه الزَّوجُ «إذا مَلَكَ زوْجُها عِصْمتَها».

3. ومن حديث عبادة بن الصامت أخرج الإمام أحمد (5/ 327) (والإمام أحمد، والنسائي، وابن ماجة عن ابن عمرو) (وابن ماجه عن كعب ابن مالك) رضي الله عنهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا تجوز لإمرأة هبة في مالها إلا بإذن زوجها، إذا ملك عصمتها) (وصححه الألباني) انظر : [صحيح الجامع 7238] و [صحيح الترغيب 932].

4. وفي رواية لأبي داود عن ابن عمرو - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا يجوز لإمرأة عطية إلا أن يأذن زوجها) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع 7626] و [صحيح الترغيب 932] و [ السلسلة الصحيحة 825 ] .‌

فتوى شيخنا الألباني حول هذه الأدلة :

قال - رحمه الله تعالى - : [قلت : وهذا الحديث ــ وما أشرنا إليه مما في معناه ــ يدل على أن المرأة لا يجوز لها أن تتصرف بمالها إلا بإذن زوجها، وذلك من تمام القوامة التي جعلها ربنا تبارك وتعالى له عليها .

ولكن لا ينبغي للزوج ــ إذا كان مسلما صادقا ــ أن يستغل هذا الحكم ــ فيتجبر على زوجته ويمنعها من التصرف في مالها، فيما لا ضير عليهما منه، وما أشبه هذا الحق بحق ولي البنت التي لا يجوز لها أن تزوّج نفسها بدون إذن وليّها، فإذا أعضلها رفعت الأمر إلى القاضي الشرعي لينصفها.

وكذلك الحكم في مال المرأة إذا جار عليها زوجها فمنعها من التصرف المشروع في مالها، فالقاضي ينصفها أيضا، فلا إشكال على الحكم نفسه، وإنما الإشكال في سوء التصرف به، فتأمل]. ا هـ.

قوله رحمه الله تعالى: فإذا أعضَلَها: مِنَ العَضْل: أي: الحبس؛ وذلك بمنعها من النكاح؛ فيمسكها؛ ويضيِّق عليها مضّارةً لها.


رحم الله شيخنا محمد ناصر الدين الألباني وأثقل له الموازين، ونفع بعلمه المسلمين.


أم عبدالله نجلاء الصالح
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-30-2013, 05:21 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

أحسن الله إليكم ،، ماسمعتُ بهذا إلا الآن ولله الحمد فجزاكم الله خيرا ونفع بكم

والله نسأل أن يبصرنا بما ينفعنا ويبلغنا رضاه آمين

ورحم الله العلامة الألباني وغفر له.
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-03-2013, 09:11 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السلفية مشاهدة المشاركة
أحسن الله إليكم ،، ماسمعتُ بهذا إلا الآن ولله الحمد فجزاكم الله خيرا ونفع بكم

والله نسأل أن يبصرنا بما ينفعنا ويبلغنا رضاه آمين

ورحم الله العلامة الألباني وغفر له.
اللهم آمين ... آمين وإياكم، ولكم بمثل ابنتي الحبيبة "خولـــــة السلفيـــــة"، زادكم الله فضلاً وعلما ونفع بكم.

وشكر لكم المرور والدعاء، وجزاكم الله خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-17-2014, 12:02 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
Arrow

جزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
سؤال : هل يجوز للمرأة أن تُخفي عن زوجها ما تمتلك من المال أو الذهب ؟
وإذا سألها تقول ليس لدي شيء.
وهل يجوز للزوج أن يُخفي عن زوجته ماله ؟
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.