أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
85266 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-02-2011, 02:05 PM
هيثم زين هيثم زين غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 15
افتراضي عقيدة أهل السنة والجماعة في البيعة والإمامة - قدم لها الشيخ عبدالله العبيلان

عقيدة أهل السنة و الجماعة
في البيعة و الإمامة


بقلم
فواز بن يحيى الغسلان

أشرف عليها و قدم لها
الشيخ عبد الله بن صالح العبيلان
مدير مركز الدعوة في منطقة حائل





(منقول عن نسخة مصورة عن الطبعة الأولى لكتيب من دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع)








تقديم

إن الحمد لله؛ نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله؛ فلا مضل له؛ ومن يضلل؛ فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد؛ فقد اطلعت على ما كتبه الأخ الكريم الشيخ فواز بن يحيى الغسلان وفقه الله لكل خير حول حقوق البيعة و الإمامة , فوجدته قد جمع فأوفى , وقال فسدد , ورمى فأصاب , في هذا الموضوع الجليل , الذي يعد من أصول الدين . ولم يختلف فيه أئمة الإسلام سلفاً وخلفاً.

قال الآجري رحمه الله في ((الشريعة)) (ص 21) : (( لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء , عصاة لله عزّ وجلّ , ولرسول الله صلى الله عليه وسلم , و إن صاموا و صلّوا واجتهدوا في العبادة ؛ فليس ذلك بنافع لهم , وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وليس بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون , و يموِّهون على المسلمين , وقد حذرنا الله عزّ وجلّ منهم , وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحذرنا الخلفاء الراشدون بعده , وحذرنا الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله عليهم ... )).

وقال في (ص 28): (( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجيّ قد خرج على إمام عدلاً كان أو جائراً فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين ؛ فلا ينبغي له أن يغترّ بقراءته للقرآن , ولا بطول قيامه ، ولا بدوام صيامه وبحسن ألفاظه في العلم , إذا كان مذهبه مذهب الخوارج)).
ثم ساق الأحاديث الواردة فيهم.

وقال في (ص37): ((قد ذكرت من التحذير عن مذهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عزّ و جلّ الكريم , ولم ير رأيهم , وصبر على جور الأئمة وحيف الأمراء , ولم يخرج عليهم بسيفه , وسأل الله العظيم كشف الظلم عنه و عن جميع المسلمين , و دعا للولاة بالصلاح , وحجّ معهم , وجاهد معهم كل عدوّ للمسلمين ,وصلى خلفهم الجمعة والعيدين , وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم ؛ أطاعهم, وإن لم يمكنه ؛ اعتذر إليهم , وإن أمروه بمعصية ؛ لم يطعهم , وإذا دارت بينهم الفتن ؛ لزم بيته, وكف لسانه ويده ولم يهو ما هم فيه , ولم يعن على فتنة , فمن كان هذا وصفه ؛ كان على الصراط المستقيم إن شاء الله تعالى))اهـ.

وقال الشوكاني رحمه الله في ((السيل الجرار))(4 \556) : ((ولكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل: أن يناصحه , ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد , بل كما ورد في الحديث , أنه يأخذ بيده , ويخلو به , ويبذل له النصيحة , ولا يذل سلطان الله , وقد قدمنا في أول كتاب السير أنه لا يجوز الخروج على الأئمة , وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ , ما أقاموا الصلاة , ولم يظهر منه الكفر البواح , والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة , ولكن على المأموم أن يطيع الإمام في طاعة الله , ويعصيه في معصية الله ؛ فإنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق)).

وقال ابن القيم في ((مفتاح دار السعادة)) (1\72) :
(( وقوله : ((ومناصحة أئمة المسلمين)) : هذا أيضاً مناف للغل والغش ؛ فإن النصيحة لا تجامع الغل ؛ فهي ضده, فمن نصح الأئمة والأمة ؛ فقد برئ من الغل . وقوله: (( ولزوم جماعتهم)) : هذا أيضاً مما يطهر القلب من الغل و الغش؛ فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه, ويكره لهم ما يكره لها, ويسوؤه ما يسوؤهم, ويسره ما يسرهم, وهذا بخلاف من انحاز عنهم, واشتغل بالطعن عليهم, والعيب والذم لهم, كفعل الرافضة والخوارج و المعتزلة و غيرهم؛ فإن قلوبهم ممتلئة غلّاً وغشّاً, ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس عن جماعة المسلمين ...))انتهى.

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة ((الأصول الستة)): ((الأصل الثالث : أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا, ولو كان عبداً حبشيّاً, فبين النبي صلى الله عليه و سلم هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً, ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم؛ فكيف العمل به؟! )) اهـ من كتاب ((الجامع الفريد من كتب و رسائل لأئمة الدعوة الإسلامية))(ص281).

اللهم اهد قومي, وردهم يا ربي إلى صراطك المستقيم, وأرجعهم إلى سبيل خليلك المصطفى صلى الله عليه وسلم, الذي قلت له : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108], وأمرته أن يقول: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

كتبه الفقير إلى عفو ربه
عبد الله بن صالح العبيلان







بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله؛ نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله ؛ فهو المهتدي، ومن يضلل ؛ فلن تجد له وليّاً مرشداً .
أما بعد:
فلقد كانت الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله علي و سلم في فرقة واختلاف وتناحر، قويها يأكل ضعيفها، كل قبيلة تبحث عن الفرصة السانحة للهجوم على نظيرتها، فبعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فاهتم بالاجتماع، وحرص عليه، وأنذر من الاختلاف، ونبَّه عنه، وتواترت الأحاديث في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته ومن تبعهم من أئمة السلف رضوان الله عليهم.
قال تعالى : (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال :46].
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105].

1) عن أسامة بن شريك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله على الجماعة)).
حديث صحيح. رواه: أحمد، وابن أبي عاصم، والطبراني، والحاكم.

2) عن كعب بن عاصم، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إن الله أجارأمتي من أن تجتمع على ضلالة)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم ، والترمذي بنحوه.

3) عن عمر بن الخطاب ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد بحبوحة الجنة؛ فعليه بالجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد)).
حديث صحيح. رواه ابن أبي عاصم، وأحمد، والترمذي، والحاكم ، وابن حبان.

4) عن فضالة بن عبيد؛ قال رسول الله : (( ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجمـاعـة وعصى إمامه ومات عاصياً ، وعبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤنة فتبرجت من بعده)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم ،وابن حبان ، والحاكم.

5) عن أبي هريرة؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من خرج عن الجماعة، ومات ؛ فميتة جاهلية)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

6) عن النعمان بن بشير؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((الجماعة رحمة، والفرقة عذاب)).
حديث صحيح. رواه: أحمد، وابن أبي عاصم.

7) عن الحارث بن بشير؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( آمركم بخمس: السمع ، والطاعة ، والجماعة ، والهجرة ، والجهاد)).
حديث صحيح. رواه: أحمد، وابن أبي عاصم، والترمذي.

وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرقة ومفارقة الجماعة أيما تحذير، وتوعد من فعل ذلك بالوعيد الشديد، فقال:
8) عن عبد الله بن عمرو؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رغب عن سنتي ؛ فليس مني)).
حديث صحيح. رواه الشيخان.

9) عن ابن عمر؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نزع يده من طاعة؛ لم يكن له يوم القيامة حجة)).
حديث صحيح. رواه: أحمد، وابن أبي عاصم.

10)عن عرفجة الأشجعي؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أتاكم، وأمركم جميع على رجل واحد ، يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم؛ فاقتلوه)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).
وقد تركنا في هذا الباب أضعاف ما ذكرنا من الأحاديث خشية الإطالة. والله الموفق.

والجماعة لا تستقيم ـ كما هو معلوم ـ إلا بإمام تجتمع عليه الكلمة، و الإمام لا يستقيم له الأمر إلا بالطاعة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعة، فقال:
11) عن أنس؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله)).
حديث صحيح. رواه البخاري في(( صحيحه)).

12) عن أبي هريرة؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من أطاعني، فقد أطاع الله ، ومن عصاني؛ فقد عصى الله، ومن يطع الأمير؛ فقد أطاعني، ومن يعص الأمير؛ فقد عصاني)).
حديث صحيح. رواه الشيخان.

13) عن ابن عمر؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره؛ إلا أن يؤمر بمعصية؛ فلا سمع ولا طاعة)).
حديث صحيح. رواه الشيخان.

14) عن عوف بن مالك ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله , فليكره الذي يأتي من معصية الله، ولا ينزع يداً من طاعة)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

15) عن حذيفة بن اليمان؛ قال : قال رسول الله : (( يكون بعدي أئمة؛ لا يهدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس)). قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك؟ قال: ((تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

16) عن ابن عمر؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من حمل علينا السلاح؛ فليس منا)).
حديث صحيح. أخرجه الشيخان.

17) عن العرباض بن سارية؛ قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (( اتقوا الله، وعليكم بالسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، وإنه من يعش منكم؛ فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)).
حديث صحيح، رواه: أبو داود، والترمذي ، والدارمي.

18) عن عبادة بن الصامت؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من عبد الله لا يشرك به شيئاً ، وأقام الصلاة،وآتى الزكاة، وسمع وأطاع, دخل الجنة من أي الأبواب الثمانية شاء)).
حديث صحيح، رواه : أحمد، وابن أبي عاصم, والطبراني.

وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحاديث السمع والطاعة هي للأمير الفاجر كما هي للأمير التقي؛ فكل الأحاديث السابقة تخبر أن الأمراء تعرف منهم وتنكر، وأنهم لا يهدون بهدي رسول الله ، ولا يستنون بسنته، وهذا واضح.

وورد أيضاً ما يؤكد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
19) عن عدي بن حاتم؛ قال: قلنا: يا رسول الله! لا نسألك عن طاعة التقي، ولكن من فَعَلَ وفعل(وذكر الشرّ)؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا الله، واسمعوا، وأطيعوا)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم, وصححـه الألباني في ((الظلال)).

ونهى صلى الله عليه وسلم عن التدبير في السر فيما يخص الأمير:
20) عن ابن عمر؛ قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أوصني. فقال: (( اسمع، وأطع ، وعليك بالعلانية، وإياك والسر)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم, وصححـه الألباني في ((الظلال)).

وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخروج على ولاة الأمور لا يجوز إلا في حالتين، وهما : ظهور الكفر البواح، أو المنع من الصلاة:
21) عن عبادة بن الصامت؛ قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: على السمع والطاعة في السر والعلن، وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة، وأن لاننازع الأمر أهله؛ إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان.
حديث صحيح. رواه الشيخان.

22) عن أم سلمة؛ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيكون بعدي أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر؛ فقد برئ , ومن كره؛ فقد سلم, ولكن من رضي وتابع)). قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: (( لا, ما أقاموا فيكم الصلاة)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمناصحتهم عند ظهور معاصيهم وعند حدوث أمر يحتاج المناصحة:
23) عن تميم الداري؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال : (( لله، ولكتابه, ولرسوله، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

24) عن زيد بن ثابت؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمور, ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)).
حديث صحيح. رواه أصحاب ((السنن)).

و نهى عن سبهم وشتمهم والتشهير بهم, وأمر بتعزيرهم والدعاء لهم:
قال الطحاوي في عقيدته التي تلقتها الأمة بالقبول:
((ولا نرى الخروج على أئمتنا وعلى ولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم؛ فإن طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ، فريضة؛ ما لم نؤمر بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة)).

25) عن أنس؛ قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد؛ قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تسبوا أمراءكم, ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم , واتقوا الله، واصبروا؛ فإن الأمر قريب)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم, وصححـه الألباني في ((الظلال)).

26) عن أبي بكـرة؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( السلطان ظل الله في الأرض, فمن أهانه؛ أهانه الله , ومن أكرمه ؛ أكرمه الله)).
حديث صحيح. رواه: ابن أبي عاصم, وأحمد، والطيالسي، والترمذي، وابن حبان، وصححـه الألباني في ((الظلال)).

27) عن معاذ بن جبل؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس, من فعل واحدة منهن؛ كان ضامناً على الله: من عاد مريضاً, أو خرج في جنازة، أو خرج غازياً, أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم منه الناس)).
حديث صحيح. رواه أحمد, وابن أبي عاصم، والبزار, والحاكم، والطبراني.

وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية النصيحة، وأن لا تكون على المنابر أمام الناس:
28) عن عياض بن غنيم؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أراد أن ينصح لذي سلطان؛ فلا يبده علانية، وليأخذ بيده، فإن سمع منه؛ فذاك، وإلا؛ كان أدى الذي عليه)).
حديث صحيح. رواه: أحمد, وابن أبي عاصم، والحاكم،والبيهقي، وصححه الألباني في ((الظلال)).

29) عن عبيد الله بن الخيار؛ قال: أتيت أسامة بن زيد، فقلت: ألا تنصح عثمان بن عفان ليقيم الحد على الوليد؟ فقال أسامة: هل تظن أني لا أناصحه إلا أمامكم؟! والله؛ لقد نصحته فيما بيني وبينه, ولم أكن لأفتح باباً للشر أكون أنا أول من فتحه.
أثر صحيح. رواه الشيخان.

ولم يرخص الشارع بالخروج على ولاة الأمور إذا لم يسمعوا للنصيحة، بل أمر بالصبر عليهم، وأخبر أن الإثم عليهم، ومن نصح وأنكر عليهم بالطريقة المشروعة؛ فهو بريء من الذنب.

30) عن وائل بن حجر؛ قال: قلنا: يا رسول الله! أريت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: (( اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ماحُمِّلوا، وعليكم ما حُمِّلتم )).
حديث صحيح. رواه مسلم.

31) عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ستلقون بعدي أثرة؛ فاصبروا حتى تلقوني)).
حديث صحيح. رواه الشيخان.

32) عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون خلفاء وتكثر)). قال: قلنا: فما تأمرنا؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول، وأدوا الذي لهم؛ فإن الله سائلهم عن الذي لكم)).
حديث صحيح. رواه الشيخان.

33) عن معاوية؛ قال: لما خرج أبو ذر إلى الربذة، لقيه ركب من العراق، فقالوا: يا أبا ذر! اعقد لنا لواء تأتيك الرجال تحته. فقال: مهلاً مهلاً يا أهل الإسلام! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( سيكون بعدي سلطان؛ فأعزوه, فمن التمس ذلَّه؛ ثغر في الإسلام ثغرة، ولم تقبل منه توبة، حتى يعيدها كما كانت)).
حديث صحيح. رواه: أحمد، وابن أبي عاصم, وصححه الألباني في ((الظلال)).

34) عن أبي ذر؛ قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في المسجد، فقال: (( ماذا تفعل إذا أُخْرِجْتَ منها؟)). فقلت: أذهب إلى الشام. فقال: (( كيف تفعل إذا أُخْرِجْتَ منها؟)). فقلت: أضرب بسيفي يا رسول الله! فقال: (( ألا أدلك على خير من ذلك و أقرب رشداً؟ تسمع، وتطيع, وتساق كيف ساقوك)).
حديث صحيح. رواه: أحمد, وابن أبي عاصم، والدارمي, وابن حبان، وصححه الألباني في ((الظلال)).

كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نشر عيوب الناس وأخطائهم على المنابر وفي المجالس؛ لما فيه من إشاعة الفاحشة التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [النور: 19].
35) عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل: هلك الناس؛ فهو أهلكهم)).
حديث صحيح. رواه مسلم في(( صحيحه)).

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إثارة الفتن, وعن أسباب إثارتها، مهما كانت بسيطة، وأخبر أن الفتن لا تعود على الأمة بخير، بل إنه نهى عن حمل السلاح، وعن المشركة فيها، لا سيما هذه الفتن التي تقوم من أجل الولايات والمناصب الدنيوية.

36) عن المقداد بن الأسود ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن السعيد لَمن جنب الفتن، ولَمن ابتلي فصبر؛ فواهاً)).
حديث صحيح. رواه أبو داود, وقال الألباني: ((هو على شرط مسلم)).

وفي ختام هذا البحث الموجز أختم هذه الأحاديث بكلام ذكره الإمام الشوكاني في ((السيل الجرار)) تحت (كتاب البغي)، فقال:
((و الباغي: هو من يخرج عن طاعة الإمام، ويقدح عليه في القيام بمصالح المسلمين، من غير بصيرة، وعلى غير وجه المناصحة ... )) إلى أن قال: ((ولا يجوز الخروج على الأئمة، وإن بلغوا من الظلم كل مبلغ، ما لم يظهر منهم الكفر البواح، والأحاديث الواردة في ذلك متواترة)).
ونقله عنه العلامة محمد صديق خان في ((الروضة الندية)) مقرّاً له أيضاً في (كتاب البغي على السلطان).

وفي الختام ؛ أتوجه بدعوة إلى جميع الدعاة بامتثال ما أمر الله به ورسوله من المناصحة في الخلوة والابتعاد عن التشهير وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله مهما كانت المصلحة ومهما كان الرأي.
قال الشاعر:
دَعـوا كُلَّ قَولٍ عِنْـدَ قَوْلِ مُحَمَّـدٍ ما آمِـنٌ في دِينِـهِ كَمُـخـاطِرِ

أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممَّن يعمل لرضاه، وعلى منهاج رسوله ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
و صلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

* ملاحظة: جميع الأحاديث المذكورة في هذه المذكرة صححها العلامة المحدث الألباني قي كتبه المتفرقة، ولم أعز إليها خشية الإطالة. والله المستعان.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.