أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44102 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 06-11-2018, 04:49 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي



قال تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
[البقرة:185]

وفيها من العلم
أنّ القرآن بدأ نزوله في رمضان، وفي ذلك التنبيه أنّ الليلة التي نزل فيها القرآن غير معينة، بل هي في رمضان،

ودلت السنّة أنّها تكون في الوتر من العشر الأواخر ، ويزيد ذلك إيضاحاً قوله تعالى
{ إنّا أنزلناه في ليلة مباركة } ولو كانت معينة لقال في الليلة المباركة.

وقوله تعالى
{ إنّا أنزلناه في ليلة القدر }
ليس فيها تعيين وإنّما بيان شرفها وفضلها،

وتكرارها ثلاثاً يشير إلى أنّها كما جاء في السنّة الصحيحة تكون في الوتر من العشر ، قال الحافظ العراقي: "وذهب جماعة من العلماء إلى أنها تَنتقِل فتكون سنَةً في ليلة، وسنة في ليلة أخرى، وهكذا، وهذا قول مالك، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبي ثور، وغيرهم"
(شرح الصدر ٤١ ).

وبه قالت الحنفية، وهو قول للشافعية " (فتح الباري ٣١٣/٤ )،
قال الحافظ ابن حجر: "وأرجحُها كلها أنها في وتر مِن العَشر الأخير، وأنها تَنتقِل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب " (فتح الباري ٤١٣/٤)
وهو اختيار شيخ الإسلام قال رحمه الله: "والصحيح أنها في العشر الأواخر تنتقل "

وقال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ايضاً :"والصواب أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر وقول أبي بن كعب أنها ليلة سبع وعشرين هذا من اجتهاده رضي الله عنه ".

وقال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاواه :
"إن ليلة القدر ليست مخصوصة بليلة سبع وعشرين، فالنصوص الواردة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، تدل أنها تتنقل في الأعوام ففي عام تكون ليلة ثلاث وعشرين، وفي آخر ليلة خمس وعشرين، وغيره ليلة تسع وعشرين وثمان وعشرين، وست وعشرين.. وهكذا ".

وقال ابن حزم رحمه الله رداً على من ادعى تحديد ليلة بعينها:
" ولو لم يكن له من هذا أكثر من دعواه انه وقف على ما غاب من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينس من علم الغيب ما أنساه الله عزوجل نبيه عليه السلام ".

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
٢٦-٩-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 06-24-2018, 01:30 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

مصداق قول السلف من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا إلفته

قال تعالى:
{ وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا }
[الإسراء:73].

وقال تعالى:
{ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا }
[الفرقان:28].
وفيها من العلم أنّ الخُلّة أعلى درجات المحبة وأنّها اعظم ما تكون في الموافقة
في الدين قال تعالى:
{ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ }
[العنكبوت:25].

وفي الحديث الصحيح
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل" أي على سيرة صاحب
وفي الصحيح
" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف ".

وقال تعالى:
{ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا }
[هود:62].

ولهذا نقل عن جمع من السلف الصالح قولهم " من ستر علينا بدعته لم تخف علينا إلفته "،

والمتسترون نوعان :
1 منهم من شرب حب البدعة قَلْبُه وكره السنّة والطريقة السلفية.
2 ومنهم : صاحب العقل المعيشي الذي يسعى لتحصيل مصالح دنيوية ،

وكلاهما ظالم لنفسه قد سلك طريقة المنافقين كما قال تعالى:{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا }
[النساء:108].

ومن أسباب ذلك المرض ضعف الإيمان واليقين وحب الشهوات والجاه والرئاسة ،
قال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين من أصحاب محمد ﷺ كلهم يخشى على نفسه النفاق.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجَلِّهم: عائشة، وأختها أسماء، وأم سلمة، والعبادلة الأربعة، وأبو هريرة، وعقبة بن الحارث، والمسور بن مخرمة، فهؤلاء ممن سمع منهم، وقد أدرَك بالسن جماعة أجل من هؤلاء؛ كعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وقد جزَم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك، فكأنه إجماع؛ وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يَشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعُه منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورَع والتقوى رضي الله عنهم ".

والله أعلم
٢٨-٩-١٤٣٩هـ

الصدقة تطفئ حر القبر ويستظل بها المؤمن

قال تعالى:
{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۞ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ۞ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ۞ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}
[فاطر:19-22].

وفيها من العلم أنّ هذه الآيات تتحدث عن حال أهل السعادة والشقاوة بعد الموت، وتُنبئ عن ما سيلاقونه من الظلمات والنور والظل والحرور ،
أشار إلى ذلك قوله ﷻ في آخر الآيات
{ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }
وقد روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه
" إنّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ".

↩ وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حرَّ القبور ، وإنما يستظلُّ المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.

وقوله ﷻ
{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ }
فيه الإشارة إلى كمال حياة المؤمن البرزخية بعد الموت كما جاء في الأحاديث الصحيحة،

ومنها حديث عبد الرَّحْمَن بْن كَعْب بْن مَالِك ، عَنْ أَبِيهِ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ " نَسَمَة الْمُؤْمِن طَائِر يَعْلُق فِي شَجَر الْجَنَّة حَتَّى يُرْجِعهُ اللَّه إِلَى جَسَده يَوْم يَبْعَثهُ " وإسناده صحيح ،

وأمّا المُعذّب فإنّه يحبس في قبره ، وإليه أشار قوله ﷻ
{وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }
قال ﷻ:
{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
[غافر:46].

وقال ﷻ :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }
الأعراف:40

فالعمل الصالح بأنواعه من أسباب النعيم في القبر ، ومنها الصدقة لأنّ نفعها متعد للغير ولهذا لم يذكر غيرها في قوله ﷻ :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ۞ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ }
[المنافقون:9-10].

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
٢٨-٩-١٤٣٩هـ
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 06-25-2018, 01:18 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


معنى منازعة الأمر أهله

قال تعالى:
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال:46].

وفيها من العلم

قال في القاموس: “ مرادفات كلمة نِزَاع : أَزْمَة , إِخْتِلاف , إِضْطِراب , اخْتِلاَط , بَغْضاء , تَباغُض , تَخَالُف , تَنازُع , تَوَتُّر , خُصُومَة , خُلْف , خِصَام, خِلاَف , شِجَار , شِقَاق , صِرَاع , عَداوَة , عِدَاء , عِرَاك , فَوْضَى , قِتَال , لَدَد , مشاجَرَة , مَرْج , مُخاصَمَة , مُشاحَنَة , مُشاكَسَة , مُشاكَسَةٌ , مُشَاجَرَة , مُشَادَّة , مُنَازَعَة , هَرْج ، خُصُومَة ، عَدَاوَة “ اه

وفي الصحيحين مرفوعاً: “ وأن لا ننازع الأمر أهله “.
وفيهما “ مالم تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان “.

فالسنّة ترك المنازعة لحفظ عصابة المسلمين من الشقاق، ووقاية الأمة من ظهور الفرقة وبروز كلمة الخلاف عملاً بقوله تعالى:
{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }.

فالسلطان سبب لعصمة الأمّة ومحل جمع كلمتهم وحارس ثغورهم والقائم بدفع كل صائل عنهم ، وإن أخطأ أو جار وظلم ،

قال الإمام مالك وسفيان الثوري رحمهما الله :
" سلطان جائر سبعين سنة خير من أمة سائبة ساعة من نهار "
(ترتيب المدارك للقاضي عياض 2 / 493 ).

فإن بني اسرائيل لما خرجوا عن طاعة موسى عليه السلام عوقبوا بالضياع قال تعالى:
{ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}[المائدة:26]

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله:
“ الواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم، وإن رأى بعضهم ضالاً أو غاويًا وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلك وإلا فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها “
(المجموع ٢٨٦/٣).

والله أعلم

١٠-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 06-30-2018, 02:46 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


مصداق قولهم القلوب أوعية

قال تعالى:
{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ }
[الإنشقاق:23].

وقال تعالى:
{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
[ق:37].

وفيها من العلم
يوعون أي بما يضمرون وما يجمعون في قلوبهم، من الوعاء الذي يجمع فيه كما قال تعالى
{ قبل وعاء أخيه }
وليس من الوعي والإدراك وإن كان الوعي والإدراك من عمل القلب ،

قال ابن القيم – رحمه الله – ضمن وجوه فضل العلم وطلبه:

الوجه التاسع والعشرون بعد المائة:
ما رواه كُميل بن زياد النخعي، قال:
أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني ناحية الجبّانة، فلما أصحَرَ جَعَلَ يتنفس، ثم قال: « يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، أحفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة:
1- فعالم رباني،
2- ومتعلم على سبيل نجاة،
3- وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق - إلى أن قال - فقوله رضي الله عنه:
«القلوب أوعية» يشبه القلب بالوعاء والإناء والوادي؛ لأنه وعاء للخير والشر ،وفي بعض الآثار: إن لله في أرضه آنية - وهي القلوب - فخيرها أرقُّها وأصلبُها وأصفاها؛ فهي أواني مملوءة من الخير، وأواني مملوءة من الشر؛ كما قال بعض السلف: قلوب الأبرار تغلي بالبِّر، وقلوب الفجار تغلي بالفجور“
(مفتاح دار السعادة)

قال تعالى:
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }
[النمل:74].

والله أعلم

١٦-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 07-02-2018, 01:43 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


غربة الإسلام

قال تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا • أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }
[النساء:51-52].

وفيها من العلم الجبت كل ما يخالف العقيدة الصحيحة قال ﷺ:
( العيافة والطيرة والطرق من الجبت ).

وفيها التنبيه إلى انّ من فضّل أهل العقائد المحرفة ممن انتسب إلى دين الإسلام وغيره على أهل التوحيد والسنّة ملعون ،

قال عمر رضي الله عنه:
“ إنّما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا ظهر في الإسلام من لا يعرف الجاهليّة “ والله ﷻ لا يرضى لعباده ان يجتمعوا على غير راية العقيدة والدين الذين رضيه لهم ،

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
( المراد من قول لا إله إلا الله ، مع معرفتها بالقلب محبتها و محبة أهلها ، و بغض من خالفها و معاداته )
[ تفسير كلمة التوحيد ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ضمن مجموعة المؤلفات الكاملة ) : 1/363.

قال الشاطبي رحمه الله في تعظيم صاحب البدعة و المشي إليه :
( إن المشي إليه و التوقير له تعظيم له لأجل بدعته ، و قد علمنا أن الشرع يأمر بزجره و إهانته و إذلاله ، بما هو أشد من هذا ، كالضرب و القتل ، فصار توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام ، و إقبالاً على ما يضاده و ينافيه ، و الإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به و الإيمان بما ينافيه ، و أيضاً فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام :

إحداهما : التفات العامّة و الجهّال إلى ذلك التوقير ، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس ، و أن ما هو عليه خيرٌ ممّا هو عليه غيره ، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته ، دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم .

والثانية : أنّه إذا وُقّر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كلّ شيء ، و على كلٍّ حال ، فتحيا البدع ، و تموت السنن ، و هو هدم الإسلام )
[ الاعتصام ، للشاطبي : 1/114 ].

فالمسلم إذا فقد إنتماءه للعقيدة الصحيحة ، موالاة ومعاداة وتعلق بالشعارات ، فإنّ الله لا يبالي في أي واد هلك ، فغربة الإسلام الواردة في الأحاديث مدارها على التمسك بالتوحيد والسنّة.

قال تعالى:
{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا }
[الفرقان:77].
دعاؤكم اي توحيدكم.

والله أعلم

١٧-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 07-06-2018, 06:39 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

من أسباب دفع الهموم الإهتمام بعمل اليوم الحاضر
وقطع الفكر عن الإهتمام بالمستقبل وعن الحزن على ما مضى

قال تعالى:
{ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ۞ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ۞ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا }
[مريم:24-26].

وقوله تعالى:
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
[آل عمران:173].

وفيها من العلم التنبيه أنّ المؤمن لا ينبغي أن يشغل نفسه بالقلق على ما مضى والخوف من المستقبل فإنّ ذلك ينافي التوكل،
قال تعالى:
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:268].

بل عليه أن يكون كما قال ﷺ: "وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم ،

وفي المستقبل كما قال صلى الله عليه وسلم: " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه احمد والترمذي وصححه ،

“ ومتى اعتمد القلب على الله ، وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله وطمع في فضله ، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية ، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه ، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب ، الدافعة لقلقه ، قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} ، أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه “. (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة: ابن سعدي)

وفي الآيتين من الفوائد مايلي :

١- أنّ الحكمة تقتضي أنّ يشغل العاقل نفسه بما يعود عليه نفعه في يومه.
٢- أن يسعى لتحصيل ماتقر به عينه وتسر به نفسه.
٣- أن لا يعطي الامور أكثر مما تستحق.
٤- أن يترك مالا يعنيه من امر دين غيره أودنياه
٥- أن لا يمد عينه إلى ما أوتي غيره أو يتمناه
٦- أن يتفكر في نعم الله عليه وينظر إلى من هو دونه.
٧- أن يوجه النفس إلى باريها كما قال موسى عليه السلام { كلا إنّ معي ربي سيهدين }
٨- أن يكون لسانه رطباً من ذكر الله كما قال تعالى حين أرسل موسى وهارون إلى
فرعون { ولا تنيا في ذكري }.

والله أعلم
٢٢-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 07-10-2018, 01:31 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


التيس المستعار الزواج بنيّة الطلاق

قال تعالى:{ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النساء:25],

وفيها من العلم أنّ الشارع اشترط للزواج بالأمة المملوكة شرطين :
الأول أن لا يجد مهر الحرّة ،
والثاني أن يخشى الوقوع في الزنا

↩ وإن ترك تزوجها وجاهد نفسه في الكف عن الزنا فهو خير له لأن الأولاد سيكونون لسيدها ،

والشاهد من هذا أنّه لا يعرف في الشريعة إباحة الزواج لأجل خشية الوقوع في العنت إلاّّ في هذه الصورة ، وكذلك لا يعرف في الشريعة الزواج بنيّة الطلاق إلا في مسألة التيس المستعار.

وقد لعن رسول الله ﷺ المحلل والمحلل له رواه ابو داود وصححه الأئمة ،

وروى ابن ماجة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ الْمُسْتَعَارِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : هُوَ الْمُحَلِّلُ ، لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ) وحسنه الألباني في صحيح سنن بن ماجة .

وروى عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو يخطب الناس :
(والله لا أوتى بمحلٍّ ومحلَّل له إلا رجمتهما) ،

ووجه تشبيهه بالحيوان وبالتيس على التحديد دون سائر الحيوان أن الشهوة في التيس كثيرة قلما يفتر عن الجماع ،

والفرق بين نكاح التيس المستعار وبين غيره ، أنّ التيس المستعار لا ينوي إمساكها.

عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رجلاً قال له: امرأة تزوجتُها أحلُّها لزوجِها، لم يأمرني، ولم يعلم؟ قال: "لا، إلا نكاح رغبة، إن أعجبتْك أمسكتها وإن كرهتها فارقتها، وإن كنا لنعدُّ هذا على عهدِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم سفاحاً “ ( رواه الحاكم وقال على شرط الشيخين).

وهذا هو عينه الزواج بنيّة الطلاق ، وقد أفتت اللجنّة الدائمة بتحريمه:

ج: الزواج بنية الطلاق زواج مؤقت، والزواج المؤقت زواج باطل؛ لأنه متعة، والمتعة محرمة بالإجماع، والزواج الصحيح: أن يتزوج بنية بقاء الزوجية والاستمرار فيها، فإن صلحت له الزوجة وناسبت له وإلا طلقها، قال تعالى: /{فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان } وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية ،

وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح “ ثم إن هذا القول – أي : القول بالجواز - قد يستغله ضعفاء الإيمان لأغراض سيئة كما سمعنا أن بعض الناس صاروا يذهبون في العطلة أي في الإجازة من الدروس إلى بلاد أخرى ليتزوجوا فقط بنية الطلاق ، وحكي لي أن بعضهم يتزوج عدة زواجات في هذه الإجازة فقط ، فكأنهم ذهبوا ليقضوا وطرهم الذي يشبه أن يكون زنى والعياذ بالله “ انتهى

وقال تعالى:
{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
[النور:33].

والله أعلم
٢٥-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 07-12-2018, 08:02 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


أوجه تشابه المنافقين والخوارج

قال تعالى:
{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }
[محمد:16].

وفيها من العلم أن المنافقين لا يفقهون القرآن كما قال تعالى:
{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ }
[التوبة:125].

وقال النبي ﷺ عن الخوارج
" إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَلاَقِيمَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ‏"
(رواه مسلم).
والمعنى لا يصل القرآن إلى قلوبهم فهم لا يفقهون ، قال تعالى عن المنافقين
{ ولكن المنافقين لا يفقهون } ،

والسر في كون الخوارج لا يفقهون القرآن هو فساد عقائدهم وموقفهم من الصحابة فشابهوا بذلك المنافقين،

قال تعالى عن المنافقين:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ }
[البقرة:13].

وقال ابن عمر:
" الخوارج شرار الخلق عند الله عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين "
رواه البخاري.

والله أعلم
٢٧-١٠-١٤٣٩هـ
أوجه تشابه المنافقين بالخوارج

٢- رد السنّة الصحيحة

قال تعالى:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا }
[النساء:61]

وفيها من العلم أن من صفات المنافقين وكذا الخوارج رد السنّة الصحيحة،

روى البخاري ومسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : ( وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ) ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/ 73):
"والخوارج جوَّزوا على الرسول نفسه أن يَجور ويضلَّ في سنَّته، ولم يُوجبوا طاعته ومتابعته، وإنما صدَّقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرَعه مِن السنَّة التي تُخالف - بزَعمِهم - ظاهر القرآن، وغالب أهل البدع غير الخوارج يُتابعونهم في الحقيقة على هذا؛ فإنهم يَرون أن الرسول لو قال بخلاف مقالتهم لما اتَّبعوه؛ كما يُحكى عن عمرو بن عبيد في حديث الصادق المصدوق، وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة، إما بردِّ النقل، وإما بتأويل المنقول، فيَطعنون تارةً في الإسناد، وتارةً في المتن، وإلا فهم ليسوا متَّبِعين ولا مؤتَمِّين بحقيقة السنَّة التي جاء بها الرسول، بل ولا بحقيقة القرآن ".

والله أعلم
٢٨-١٠-١٤٣٩هـ
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 07-14-2018, 12:51 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


أوجه تشابه المنافقين والخوارج

٣- إحداث الفرقة بين المؤمنين

قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
[التوبة:107].

وفيها من العلم بيان لسبيل من سبل المنافقين داخل المجتمع المسلم وهو
إحداث الفرقة وإثارة الفتنة كما قال تعالى:
{ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }
[التوبة:48].

وهكذا حال أهل البدع من الخوارج وأشباههم، قال ﷺ:
"من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عَمِيَّة يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه "
(صحيح مسلم).

قال ابن عبد البر:
"الآثار المرفوعة ـ في الاجتماع والائتلاف ـ كلها تدل على أن مفارقة الجماعة، وشق عصا المسلمين، والخلاف على السلطان المجتمع عليه، يريق الدم ويبيحه، ويوجب قتال من فعل ذلك"
(التمهيد ٣٣٥/٢٢).

قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" قطعت الخوارج ما أمر الله به أن يوصل من اتفاق الكتاب والسنة وأهل الجماعة ففرقوا بين الكتاب والسنة وفرقوا بين الكتاب وجماعة المسلمين وفرقوا بين المسلمين فقطعوا ما أمر الله به أن يوصل"
(مجموع الفتاوى ١٣/ ٢١١).

وقال تعالى:
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }
[محمد:22].

والله أعلم
٢٨-١٠-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 07-17-2018, 01:01 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


أسرار قميص يوسف عليه السلام

قال تعالى:
{ وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }
[يوسف:18].

وقال تعالى:
{ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ }
[يوسف:93]

وقال تعالى:
{ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }
[يوسف:28].

وفيها من العلم:
أرسل يوسف عليه السلام قميصه من مصر لأبيه لأنه كان سبب ابتداء حزنه لما جاءوا به ملطخا بالدم { وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} فأحب يوسف عليه السلام أن يكون نهاية حزن أبيه من حيث بدأ
{ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا}

فالقصة بدأ الحزن فيها بقميص وانتهى بقميص ، وفي الآية الثانية كان القميص دليلاً على براءته عليه السلام،

وفيه الإشارة إلى التمكين في الأرض فقد ثبت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا عثمان, إن الله عز و جل عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني, يا عثمان, إن الله عسى أن يلبسك قميصًا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ثلاثاً"
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

والله أعلم
٣-١١-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.