أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63757 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-31-2015, 10:41 PM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

قال الشيخ فيصل الجاسم في كتابه حقيقة الخوارج:
" يتبين من كلام أهل العلم هنا بأن الخوارج يجمعهم الخروج على الولاة ، ومنه اشتق اسم الخوارج ، وقيل سموا بذلك لخروجهم عن الدين بمخالفة السنة والتكفير بالمعصية ، والصواب في هذا أن يقال بأن الخوارج على نوعين :
النوع الأول : هم الذين يخرجون على الأئمة بسبب اعتقاد فاسد كالتكفير بالمعصية ، وهم الخوارج المارقة من الدين كما في الحديث : ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، أو يخرجون ببدعة أخرى مخالفة للسنة كحال عامة أهل الأهواء .
وهؤلاء هم الذين ورد ذمهم في الأحاديث ، والترغيب في قتلهم ، ووصفهم بأنهم كلاب النار ، وأنهم شر الخلق والخليقة .
والثاني : هم الذين يخرجون على الأئمة طلباً للملك من غير اعتقاد فاسد ، وهؤلاء هم البغاة وهم قسمان :
الأول : من خرجوا غضباً للدين ، ورغبة في إزالة منكر
والثاني : من خرجوا طلباً للملك فقط

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(لكن قد يخطئون من وجهين – أي من يخرجون على الأئمة بغرض إنكار المنكر -:
أحدهما أن يكون ما رأوه ديناً ليس بدين ، كرأي الخوارج وغيرهم من أهل الأهواء ، فإنهم يعتقدون رأياً هو خطأ وبدعة ويقاتلون الناس عليه ، بل يكفرون من خالفهم فيصيرون مخطئين في رأيهم وفي قتال من خالفهم أو تكفيرهم ولعنهم ، وهذه حال عامة أهل الأهواء كالجهمية ... –إلى قوله - والخوارج المارقون أئمة هؤلاء في تكفير أهل السنة والجماعة وفي قتالهم
الوجه الثاني من يقاتل لا على اعتقاد رأي يدعو إليه مخالف للسنة والجماعة ، كأهل الجمل وصفين والحرة[1] والجماجم[2] وغيرهم ، لكن يظن أنه بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة فلا يحصل بالقتال ذلك بل تعظم المفسدة أكثر مما كانت فيتبين لهم في آخر الأمر ما كان الشارع دل عليه من أول الأمر ، وفيهم من لم تبلغه نصوص الشارع أو لم تثبت عنده ، وفيهم من يظنها منسوخة كابن حزم ، وفيهم من يتأولها كما يجري لكثير من المجتهدين )[3]
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
( فإنهم – أي الخوارج - على قسمين :
أحدهما : من تقدم ذكره – أي الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ومن أتى بعدهم كالأزارقة وغيرهم –
والثاني : من خرج في طلب الملك ، لا للدعاء إلى معتقده وهم على قسمين أيضا :
قسم خرجوا غضباً للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية ، فهؤلاء أهل حق[4] ومنهم الحسن بن علي وأهل المدينة في الحرة والقراء الذين خرجوا على الحجاج
وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم لا وهم البغاة ) الفتح 12/298

وهذا النوع من الخارجين يطلق عليهم الخوارج بجامع الخروج على الولاة ، وإن كانوا ليسوا في الذم كالنوع الأول ، إلا إنهم ممن خالف الأحاديث النبوية الكثيرة الآمرة بالصبر على جور الولاة ، وعدم نزع اليد من طاعتهم ما داموا مسلمين لم يظهر منهم الكفر البواح البين الذى لا تأويل فيه ولا إشكال ، وقد أطلق بعض السلف عليهم البدعة باستحلالهم الخروج بالمعصية وإن لم يُكَفِّروا بها.
قال الإمام أحمد رحمه الله :
( ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس قد اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة ، بأي وجه كان ، بالرضا أو بالغلبة ، فقد شق عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية .
ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق ) شرح أصول الإعتقاد للالكائي (اعتقاد أحمد بن حنبل 281)

.. ولما كان فساد الاعتقاد مع الخروج مستلزماً للذم الشديد ، بخلاف الخروج على الولاة من غير اعتقاد فاسد ، اختلفت أحكامهم وعقوباتهم في الدنيا .
فالخوارج المارقة قد اختلف العلماء في كفرهم ، وإن كان المعروف عن الصحابة عدم تكفيرهم ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في غير ما موضع من كتبه ، بخلاف البغاة .
وكذلك اختلف الداعي لقتالهم ، فإن الخوارج المارقة يُقاتَلون لخروجهم عن الدين أولاً ، ولبغيهم على المسلمين ثانياً ، بخلاف البغاة الذين يُقاتلون لخروجهم عن طاعة إمام معين ، ولأجل ذلك اختلفت أحكام توابع القتال من الإجهاز على جريحهم ، واتباع مدبرهم ونحو ذلك مما هو مذكور في كتب أهل العلم ، في باب قتال أهل البغي
قال ابن تيمية رحمه الله :
( ولا يجوز أن يكون أمر بقتلهم – أي الخوارج المارقة - لمجرد قتالهم الناس كما يُقاتل الصائل من قاطع الطريق ونحوه وكما يُقاتل البغاة ، لأن أولئك أنما يشرع قتالهم حتى تنكسر شوكتهم ويكفُّوا عن الفساد ويدخلوا في الطاعة ، ولا يُقتلون أينما لقوا ، ولا يُقتلون قتل عاد ، وليسوا شر قتلى تحت أديم السماء ، ولا يُؤمر بقتلهم ، وإنما يُؤمر في آخر الأمر بقتالهم ، فعُلِم أن هؤلاء أوجب قتلهم مروقهم من الدين ، لمَّا غَلَوْا فيه حتى مرقوا منه كما دل عليه قوله في حديث علي "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم" فرتب الأمر بالقتل على مروقهم ، فعُلم أنه الموجب له ..... فثبت أن قتلهم لخصوص صفتهم ، لا لعموم كونهم بغاة أو محاربين ، وهذا القدر موجود في الواحد منهم كوجوده في العدد منهم ، وإنما لم يقتلهم علي رضي الله عنه أول ما ظهروا لأنه لم يتبين له أنهم الطائفة المنعوتة ، حتى سفكوا دم ابن خباب وأغاروا على سرح الناس ، فظهر فيهم قوله "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" فعلم أنهم المارقون ، ولأنه لو قتلهم قبل المحاربة له لربما غضبت لهم قبائلهم وتفرقوا على علي رضي الله عنه ..... ) الصارم المسلول 2/347
وقال أيضاً في حثه لقتال التتار :
(وهؤلاء – أي التتار - عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام ، أو الخارجين عن طاعته ، كأهل الشام مع أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه ، فإن أولئك خارجون عن طاعة إمام معين ، أو خارجون عليه لإزالة ولايته ، وأما المذكورون فهم خارجون عن الإسلام ، بمنزلة مانعي الزكاة ، وبمنزلة الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبى طالب رضي الله عنه ، ولهذا افترقت سيرة علي رضي الله عنه في قتاله لأهل البصرة والشام ، وفي قتاله لأهل النهروان ، فكانت سيرته مع أهل البصرة والشاميين سيرة الأخ مع أخيه ، ومع الخوارج بخلاف ذلك ، وثبتت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بما استقر عليه إجماع الصحابة من قتال الصديق ، وقتال الخوارج ، بخلاف الفتنة الواقعة مع أهل الشام والبصرة فإن النصوص دلت فيها بما دلت والصحابة والتابعون اختلفوا فيها ) مجموع الفتاوى 28/503"


[1] وهم أهل المدينة الذين خرجوا على يزيد بن معاوية بعدما نقضوا بيعته وبايعوا لعبد الله بن حنظلة الغسيل سنة 63هـ

[2] وهم أهل العراق الذين خرجوا في فتنة ابن الأشعث على الحجاج وعبد الملك بن مروان سنة81هـ ، والجماجم اسم للمكان الذي وقعت به المعركة الأخيرة التي هزم فيها الحجاج جيش ابن الأشعث ، وتعرف بمعركة دير الجماجم.

[3]منهاج السنة 4/536

[4] ومراده بذلك أنهم يطلبون إزالة منكر وفعل معروف ، وهذا حق ، لا أن خروجهم لأجله حق ، بدليل أنه نقل إجماع العلماء على عدم جواز الخروج على الولاة بالظلم والمعاصي .


__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي"
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.